ولدت قصة الصورة
الفوتوغرافية التي تعتبر واحدةً من أشهر
لقطات القرن العشرين، في منتصف ليل 15
أيلول 1954، في نيويورك. ففي ما اعتبرته
أستاذة دراسات التاريخ والجندر في أميركا
لويس بانر "مخاطرة هدفها الترويج"، وقفت مارلين مونرو فوق نافذة أرضية
لقطار
الأنفاق، أمام حشدٍ من مئة مصوّر فوتوغرافي وألف وخمسمئة متفرّج ذكر، لتضحك
برفقة
فستانها الأبيض، الذي يطيّره هواء الأنفاق. كانت حينها تصوّر لقطة من
فيلمها "هرشة
السنة السابعة" (1955)، أما المخاطرة فكانت باستعراض الذات، الكشف. هي
اعتبرتها
لقطة مرحة، أما المخرج بيلي وايلدر، الذي أعاد تصوير المشهد 14 مرة، فقد
قاد
التكرار ليضحي مصدراً للإثارة الجنسية. تقول إنها بدأت بالضحك، لكن ارتفاع
"هدير"
الرجال كلما أطار الهواء فستانها أفهمها طبيعة الموقف، فتفاعلت معه. تسخر
من
النتيجة، وتضحك من الفكرة. لكن وقعها الفعلي على حياتها كان الطلاق. فزوجها
جو
ديماجيو، لاعب البايسبول الأثير، لم يطق أسباب التكرار. عبّر عن غضبه،
ورحل. ولم
يمرّ أكثر من أسبوعين قبل إعلان القرار بالطلاق.
أحبت جو ديماجيو، هي. وعندما
انتحرت في العام 1962، كان ديماجيو الشخص الذي نظّم مراسيم الدفن، وجعلها
حميمة لا
يتعدى حضورها الـ 31 شخصاً. وكان هو الشخص الذي حرص على أن تصل الورود
الحمراء إلى
مرقدها في كاليفورنيا، كل يوم، لعشرين سنة تلت الرحيل.
منذ خمسين عاماً، انتحرت
مارلين مونرو، وهي لم تعش أكثر من 36 عاماً.
مارلين، التي تحيي مهرجانات العالم
السينمائية ذكراها الخمسين، والتي تعود قصتها بزخم إلى صحافة العالم
وتحليلاتها
ومعلوماتها، والتي بدّلت من الأسماء ما انتهى أخيراً إلى ملء فراغ اسمها
الأساسي،
هي سادس أسطورة سينمائية أميركية في تاريخ الإنتاج، بحسب معهد السينما
الأميركي،
وهي أيضاً أشهر امرأة في العالم.
"ليثبتوا أنفسهم"
كثيراً ما يُسأل عن
سبب شهرتها، ونادراً ما يبذل السائل جهداً
للمعرفة. فالسبب يُردّ غالباً إلى
جمالها، دلالها، كونها رمزاً جنسياً
لمرحلةٍ وخارجها، لون شعرها، الشامة على خدها، ...
وبذلك، تحضر في المعادلة مكوّنات متوفرة لكثيرات، وتسقط خصوصية تعامل
مارلين مع
الحياة، التي جعلتها أرض التناقضات الخصبة.
هي ولدت بلا اسم، لأنها ولدت بلا أب
واضح الهوية، ولأم تعاني من انعدام السوية النفسية، انسحبت معاناتها على
الطفلة،
لجهة تعريضها لحالات الانصهار والانفصال المتكررة، حتى باتت طفولتها تتأرجح
بين
المؤقت والمؤلم. ومع ذلك، فقد أتى "مونرو" من الإسم الأوسط للأم. وهي
تحبها، حتى
ولو وجدت نفسها طفلةً في كيس سميك تسرقها أمها بالعنف والصياح،
من بيتٍ بالتبني
بدأت تولد فيه ملامح الاستقرار، إلى بيت
آخر يحلّق في غير المتوقع. من بيت إلى آخر،
ومن اعتداء جنسي إلى آخر، ومن حبيب إلى آخر، ومن حلم إلى آخر، ومن اسم إلى
آخر،
...
ذلك كله موجود داخل مارلين، ويصنع التوازن الذي تنتج عنه صورتها. وهي التي
تمكنت من
إعادة إنتاج صورتها، مرة تلو الأخرى، حتى صنعت الممتنع المشتهى، من قلب
التناقض،
حتى حُفظ لها موقعٌ في قصة العالم.
التناقض في مارلين هو مولّد طاقة تشدّ خارج
المألوف والمعتاد، باتجاه الأسطرة. وهو يسكن كافة نواحيها: تمتلك الوجه
الأجمل
والجسد الأكثر إثارة، لكنه يغلف صحّة مريضة جداً، تغزوها الآلام. وهي
الشهيرة
بالقول اللاذع وبالموقف المواجِه، لكنها الشهيرة أيضاً برعب هائل من الوقوف
على
خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، جلب لها النقد اللاذع من أبرز المخرجين
والفنانين،
حتى وُصمت بهذا العار. وهي التي اشتهاها جميع الرجال، وكرّست الحضور
لاجتذاب هذه
الإثارة، وتزوجت ثلاث مرات، آخرها من الكاتب آرثر ميلر، لكنها كانت تميل
إلى
النساء، مثليّةٌ تخرجها اليوم الأوراق المخفية إلى العلن، بالأسماء،
وبالصراع
النفسي الذي عاشته صاحبة الميل تجاهه. ومارلين التي تعتبر الأداة -
الألعوبة بأيدي
الرجال، هي المبادرة إلى مهاجمة آرنست همنغواي على كيفية تقديمه لأبطاله،
"هؤلاء
الرجال الضخام الصلبون هم دليل مرضٍ مشتدّ! هم ليسوا حتى على هذا القدر من
الصلابة!
إنهم يخافون من الطيبة واللطافة والجمال. إنهم يحتاجون دوماً إلى قتل شيء
ما،
ليثبتوا أنفسهم".
مواجهة المحافظة بالعري
عندما خرجت مارلين مونرو على
المجتمع كاشفةً الاعتداء الجنسي الذي تعرّضت له، لم تكن فتاةً جميلة وغبية،
وإنما
كانت رائدة في جرأة الاعتراف العلني ووضع المجتمع أمام مسؤولياته، في وقت
لم يكن
يُعرف فيه أن الاعتداءات الجنسية منتشرة، تحديداً بسبب الصمت الناتج عن
الخزي. فقد
سادت حينها (والآن) قناعةٌ تفيد بأن المرأة هي سبب الاعتداء، ولو كانت
طفلة. مارلين
كانت من أولى النساء، وتحديداً أولى الشهيرات، التي خرجت لتخبر عن الجريمة،
وتجرّدها من مبرراتها الاجتماعية. وهي معتادة على المواجهة، إذ سبق لها،
عند بدء
بزوغ نجمها، أن تعرضت لتهديد مسيرتها الفنية الحديثة الولادة، بصورٍ عارية
التقطها
لها مصوّر، أيام الفقر والبحث عن مدخل إلى الشهرة، في مجتمع عنيف المحافظة.
اهتز
البنيان الهوليوودي الذي أحاط بالعارضة المنتقلة حديثاً إلى التمثيل، فما
كان منها
إلا أن قررت المواجهة: أخرجت النقاش برويّة إلى الملأ، وبررت الصور بالحاجة
إلى
المال، وكانت حينها حاجة فعلية، وتعاملت مع الموضوع بلا مبالاة، فخففت من
وطأة
الصدمة على المجتمع، لا بل امتصتها وجعلتها لحظة تفهّم. وكثيراً ما حاز
أداؤها،
الذي صقلته في أشدّ مدارس التمثيل حداثةً في عصرها، على إعجاب النقاد، في
مقابل
السلبية التي استقبلت بها طلّتها إثر العرض. كأن ترتدي فستاناً ضيقاً يفصّل
خطوط
جسمها، ذهبي اللون، فتقول عنها نجمةٌ كجوان كراوفورد إنها "مبتذلة، ولا
تتصرف على
نحو يبشّر بأنها ستصبح ممثلة، أو سيدة".
المحافظة في مجتمع يتبرأ من الجنس، هي
التي تحدّتها مارلين، بأسلحة الحرية. فقد جمعت شخصيتها ما بين صورتين
مطلوبتين من
المرأة، حتى يومنا هذا: براءة العذراء، وإثارة المجدلية. في المقابل، سعى
القيمون
على الرأي العام للتبرؤ من تلك الحرية، حتى آخر رمق لها.. إذ أدان الموسيقي
العالمي
ألتون جون، في الأغنية التي صاغها حولها عند رحيلها، تحت عنوان "وداعاً
نورما جين" (اسمها
الأصلي)، ذاك الاختزال لها، مغنيّاً: "حتى عندما توفيت، استمرت الصحافة في
مطاردتك / وكل ما تمكّنت الجرائد من قوله أمام خبر موتك: وُجدت مارلين
عارية".
"ولم تكن تدرك ذلك"
لا يأتي التجرؤ على المحافظة خارج سياق عام
كان لمارلين موقف فيه، وقد حاول المجتمع الاستهلاكي حصرها بصورة "الجميلة"،
بحيث
يسقط عنها كل مضمون، لتضحي أسهل للهضم. وقد تمرّدت مارلين فعلياً، ومن دون
مواجهة،
على ذلك الحصر، ويمكن لهذه الإجابة التي اختتمت بها مقابلة صحافية أن تكون
خير دليل
على ذلك. فقالت للصحافي الذي سعى للتذاكي عليها، كمفكّر يحاور "المثيرة":
"ما أودّ
فعلياً قوله هو أن العالم يحتاج إلى إحساس حقيقي بالإلفة.
الجميع: النجوم، العمّال،
الزنوج، اليهود، العرب. كلنا أخوة. وأرجوك،
لا تسعى لصنع نكتة من كلامي. أقفل
الحوار على ما أؤمن به".
اتخذت مارلين مواقف حادّة من المخاوف والهواجس المطروحة
في عصرها، التي تعرّف بها الباحثة لويس بانر في مقالتها في "ذى غاريان" على
النحو
التالي: الحرب الباردة وسلاحها النووي، التمييز العنصري، الهلع
من الشيوعية الفكرية
والمثلية الجنسية كخطرين يتهددان المجتمع
بالانهيار.
لقد أعلنت مارلين صراحةً
موقفها الأخلاقي الرافض للسلاح النووي،
تماماً كما أعلنت اصطفافها الصريح إلى جانب
الكتّاب والفنانين المتهمين بالشيوعية في مطلع ستينيات أميركا، كما أوضحت
مراراً
أنها من المطالبين بالحقوق المتساوية لكافة فئات المجتمع، وتحديداً العمّال
والأشخاص السود.
وتحضر في هذا السياق قصة مارلين مع أسطورة الجاز إيلا
فيتزجيرالد، التي روتها الأخيرة بعد رحيل مارلين، في حوار صحافي. تقول:
"أنا مدينة
فعلياً لمارلين مونرو... فقد كان الفضل لها في غنائي في "موكامبو"، وهو من
أشهر
نوادي الليل في الخمسينيات. إذ اتصلت شخصياً بصاحب النادي، وقالت له إنها
تريد منه
حجزي فوراً، وإذا حجزني فهي ستشغل الطاولة الأمامية الأقرب إلى الخشبة، في
كل ليلة.
قالت له – وذلك حقيقي، نظراً لنجومية مارلين الخارقة ـ أن الصحافة ستصاب
بهوس مشهدٍ
شبيه. وافق صاحب النادي، وكانت مارلين حاضرة، في الطاولة الأمامية، في كل
ليلة.
وفعلياً، اهتاجت الصحافة. من بعدها، لم أضطر يوماً للعب موسيقاي في ناد
مهمل للجاز.
كانت امرأة استثنائية ـ متقدمة قليلاً على عصرها. ولم تكن تدرك
ذلك".
"الفرويدية هي ديني"
عندما سئلت مارلين عن إيمانها، صرّحت بأن "الفرويدية
هي ديني". ولقد سعت للتقرّب من محيط سيغموند فرويد، وبحثت في تلامذته،
حتى تمكنت من الوصول إلى ابنته، المحللة النفسية آنا فرويد، وخضعت لأسبوع
من
الجلسات المكثّفة معها.. علماً أن مارلين اختارت التحليل النفسي الذي يخوض
في جذور
الحكاية، في زمن صعود "السلوكية" الذي يقوم على علاج الظواهر التي تؤرق
الإنسان.
وهو اختيارٌ يدلّ على نمطها في التفكير، تماماً كما دلّ موتها على صعوبة
استمرار
نموذج كهذا، في المجتمع الحديث.
انتحرت مارلين مونرو بجرعة زائدة من دواء كان
يستخدم كمهدئ للأعصاب ومعالج للاكتئاب في زمانها، اسمه "باربيتوراس".
مارلين وجودي
غارلاند انتحرتا بواسطته. وهي التي تعتبر الحياة نشاطاً والموت هدوءاً،
قصدته
بأدوات الهدوء. وعلى الرغم من شدّة اختلاف الروايات حول وفاتها، وهي حال
ترافق كل
رمزٍ خالد يقوى الموت عليه أو يختار الموت على الحياة، فقد أقدمت مارلين
على إنهاء
قصة حياة أشركت فيها قمم عصرها، من سياسة آل كينيدي إلى "بوب" أندي وارهول،
ومن أدب
ميلر إلى رياضة ديماجيو، ... وإذا حاول المجتمع التخفّف من
وطأة انتحار أيقونة
الحياة فيه، مفترضاً إما جريمة سياسية أو
خطأ في تناول الدواء، فإن بيع الفستان
الذي ارتدته ليل 15 أيلول 1954 بالمزاد
العلني، بقيمة 4.6 ملايين دولار، يؤكد
استمرار الحالة. حالة اشتهاء الانتماء إلى
صورةٍ تخبر عن الحرية وتمارسها، تختبئ
وراء جسدها وتجعله متراسها، تتسلح بخفة
الظل لتخبر عن الحقوق المتساوية، ... وهو
اشتهاء تحدّه الخشية من مواجهةٍ يمكن أن تنتهي بالموت.
في الأول من حزيران 1926،
ولدت نورما جين. وفي الخامس من آب 1962،
رحلت مارلين. وبين التاريخين، وبين
الإسمين، تستلقي أسطورة تخبر عن قلق المرأة
الساعية إلى الإلفة في المجتمع
الحديث.
السفير اللبنانية في
27/07/2012
سراج منير… الهارب إلى التمثيل
كتب: القاهرة - مصطفى ياسين
منير بموهبته، رائع بحضوره، مدهش بصدقه، خطير بأدواره، كبير بمكانته،
إنه الباشا سراج منير الذي شارك في 290 فيلماً.
على رغم أن عبد الوهاب حسن والد الفنان القدير سراج منير كان أحد رجال
التربية والتعليم وصاحب مؤلفات في علم الجبر والحساب، إلا أن أولاده
الثلاثة اتجهوا إلى الفن والتمثيل، وكان ذلك ضد رغبة العائلة، الكبير سراج
والأوسط حسن الذي عمل في النقد الفني والصغير فطين عبد الوهاب المخرج
المعروف في عالم الكوميديا.
ولد سراج في حي العباسية الشرقية، حيث كانت الأسرة تسكن في منزل الجد
(محمد علي بك الشاذلي)، وكان والده موظفاً كبيراً في وزارة المعارف في
إدارة المناهج.
اسم سراج منير مركّب وله حكاية، فقد أصرّ أبوه عند ولادته على تسميته
سراج، وأصرت الجدة على منير فاقترحت الأم الجمع بين الاسمين.
خلال دراسته الابتدائية اهتمّ سراج بالرياضة، لا سيما الملاكمة.
وسرعان ما أظهر ميولاً أدبية، وفي المرحلة الثانوية أصدر مع أحد زملائه
مجلة «سمير» بتشجيع من ناظر المدرسة، وقد استمر صدورها أربع سنوات، وتوقفت
بعد تغيير الناظر ورفض الناظر الجديد كلام المجلة في السياسة.
تحوّلت الهواية الأدبية إلى فنية وتحديداً التمثيل الذي انطلق فيه عبر
فريق تمثيل المدرسة، وأسندت إليه بطولات مسرحيات شاركت في مسابقة المسرح
المدرسي، وفي كل عام كان يفوز بكأس المنطقة التعليمية، لكن الأب رفض أن
يكمل الابن مشواره مع الفن، فضربه «علقة ساخنة» أمام أصدقائه عندما ضبطه
يجري بروفات إحدى المسرحيات في صالون البيت، وكان نصيبه الطرد فذهب إلى بيت
جده في العباسية.
بين الطب والإخراج
لأن الأسرة تمنت أن تراه طبيباً، فقد أرسلته إلى ألمانيا (1918)
لدراسة الطب فور حصوله على البكالوريا (تعادل الثانوية العامة)، فدرس فيها
ثلاث سنوات إلى أن التقى زميله محمد كريم الذي كان يدرس السينما في أحد
استديوهات برلين، وأقنعه بترك الطب والتفرغ للفن.
شارك سراج منير في أفلام ألمانية عبر أدوار ثانوية ثم درس الإخراج
السينمائي في استديوهات ألمانيا، وبعد ثماني سنوات عاد إلى القاهرة
فاستقبلته الأسرة بحفاوة في اعتقادها أنه أنهى دراسة الطب، إلا أنه فأجأ
الجميع بالحقيقة، فأصيب الأب بصدمة عجلت بوفاته في اليوم التالي لوصوله،
وكان من الطبيعي أن تطرده العائلة للمرة الثانية.
مع يوسف وهبي
بحث سراج عن عمل يساعده على أعباء الحياة الجديدة، فعمل مترجماً للغة
الألمانية في مصلحة التجارة لمدة خمس سنوات، والتقى صدفة محمد كريم الذي
قدمه ليوسف وهبي، فشارك في فرقته وأثبت وجوده كممثل، من ثم استعان به كريم
في فيلمه الصامت «زينب» إنتاج يوسف وهبي عن رواية الكاتب محمد حسين هيكل،
أمام بهيجة حافظ وزكي رستم.
ثم توالت أعمال سراج منير من بينها: «أولاد الذوات، ابن الشعب،
الدفاع، الحل الأخير، ساعة التنفيذ، سي عمر» مع نجيب الريحاني الذي رشحه
بعد الفيلم ليعمل معه في المسرح ويترك يوسف وهبي، لكنه فضل أن يشارك في
«الفرقة القومية» التي تكونت عام 1935 ومثل أكثر من مسرحية معها.
بدأ نجمه ينطلق في عالم التمثيل مع أفلام: «مغامرات عنتر وعبلة،
النائب العام، ابن عنتر، أمير الانتقام، شمشون الجبار، المتشردة، أمير
الظلام}، ونجح في تجسيد شخصية الرجل القاسي والشرير بالبراعة نفسها التي
جسّد فيها شخصية الطيب البسيط والأب الحنون.
خسارة ومرض
عندما مرض نجيب الريحاني طلب منه أداء دوره في مسرحية «حكم قراقوش»
ففعل ونجح في الدور، ما شجعه على تحويل المسرحية إلى فيلم من إخراج شقيقه
فطين، إلا أن الفيلم فشل وخسر سراج ماله، ربما كان ذلك أحد أسباب إصابته
بذبحة صدرية، فنصحه الأطباء على أثرها بالتوقف عن العمل والراحة، لكنه رفض
النصيحة وعاد في فيلم «الليلة الرهيبة» مع المخرج السيد بدير وشريفة فاضل،
وصور آخر أفلامه «حتى نلتقي» مع بركات وفاتن حمامة، إلا أنه رحل قبل
استكمال دوبلاج دوره. أما المسرحيات التي مثلها وأخرجها فوصلت إلى 76
مسرحية.
في حياته زوجة واحدة هي ميمي شكيب التي قابلها للمرة الأولى في فيلم «سي
عمر» (1941) وشاركها مجموعة من الأفلام من بينها: «معلش يا زهر، بيت
الأشباح، الدنيا حلوة، البنات شربات، بيومي أفندي، القلب له أحكام».
الجريدة الكويتية في
27/07/2012
فيلم السقا الجديد أمام الرقابة تمهيدا لعرضه في
العيد
رئيس الرقابة: رفضنا فيلما
يتناول حياة الرئيس السابق
أميرة العادلي
تقدم المخرج يوسف أبو سيف إلي لجنة التظلمات بتظلم بعد رفض الرقابة
علي
المصنفات الفنية لسيناريو فيلمه صدفة لقيتني الذي تناول حياة الرئيس السابق
في إطار
كوميدي ساخر.
ويقول د. سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية: أن سيناريو
الفيلم
يتعارض مع نصوص قانون الرقابة الحالي, والذي يرفض هذه النوعية من
الأفلام,
مؤكدا أن أسباب الرفض لا تتعلق بشخص الرئيس السابق, ولكن الفيلم يسخر من
حياته
وتاريخه الذي يعد جزءا من التاريخ القومي لمصر, وهذا يتعارض
مع أحد المحاذير في
الرقابة
وأضاف خطاب: أن اللجنة ستراجع أسباب الرفض, وتدرسها بعناية, وهي
تضم مجموعة كبيرة من المثقفين, والنقاد, والسينمائيين, مشيرا إلي أن
السيناريو يحمل الكثير من التجاوزات منها الاتهام بدون دليل,
والسخرية من تاريخ
بلد, واضاف ان الرقابة اجازت افلاما تناولت الفساد في السنوات
الماضيةبدون
محاذير, سواء قبل الثورة, او بعدها, ونتمني ان تكون هناك معالجات
متعددة,
ووجهات نظر ورؤي مختلفة في نظرتنا للتاريخ, وتقيمه, ونرفض المساس بأمن
مصر
القومي, والاتهامات المتجاوزة بدون أدلة خاصة وان القضاء لم
يقل كلمته النهائية
حتي الآن, هناك طريق مازال مفتوحا للأستئناف والنقض, وجميع الأحكام
لاتزال غير
نهائية, لذلك رفضنا الفيلم لأنه يتعارض مع النظام العام, وأطالب من
يريدون أن
يكتبوا عن هذه المرحلة الشائكة في تاريخ مصر ان يأخذوا وقتهم
حتي يروا الحقائق
كاملة.
وقال إن الرقابة رفضت من قبل سيناريو مسلسل المزرعة لنفس الأسباب,
مضيفا انهم ضد التشويه, وأطلاق الأحكام جزافا, ومشيرا إلي عدم المزايدة
علي
الرقابة, بدليل مساحة الحرية التي تتمتع بها خريطة رمضان, والتي لا
ينكرها اي
مبدع, ومؤكدا ان الرقابة مؤسسة تطبق القانون, وتقف في
المسافة الفاصلة بين حرية
الإبداع, والدولة, ولا يهمها في النهاية إلا طريقةالمعالجة التي تعبر
عن وجهة
نظر المبدع, وتطابقها مع نصوص القوانين التي تحمي النظام العام.
وأضاف: أن
الرقابة ستشاهد خلال هذا الأسبوع فيلما بابا لأحمد السقا ودرة تمهيدا لمنحه
تصريح
العرض العام في عيد الفطر المبارك.
الأهرام المسائي في
27/07/2012
يوسف شاهين طردني من اليوم السادس فقلت
له طز أنت الخسران
فردوس عبدالحميد: لا فرق بين
مرسي والإخوان ولا أتوسم خيرا في الجماعة
منال عبيد
شنت الفنانة فردوس عبدالحميد هجوما عنيفا علي الرئيس محمد مرسي وجماعة
الاخوان
المسلمين زاعمة. أنه لا يوجد فرق بين الرئيس وبين الاخوان وأنها غير
راضية عن
تراجع الجماعة في مواقفها ولا تتوسم فيها خيرا..!! إلا أنها ذكرت أننا
ننتظر القادم وهل سيفي مرسي
بتعهداته أم لا ثم يصبح لكل حادث حديث.. جاء ذلك في برنامج أنا والعسل
الذي يقدمه
الإعلامي نيشان..
وعن النظام السابق قالت فردوس: إنها كانت ضد فساده
ومحسوبياته من البداية وأنها عبرت عن ذلك دون خوف حتي قبل الثورة ووجهت له
كلمة مصر
لم تكن تستحق خطاياكم ولن يغفر لكم التاريخ ذلك.
وعن ثورة سوريا دعت فردوس
السوريين إلي أن يقوموا بثورتهم كيفما شاءوا لكن لا يتركوا
الأيادي الخفية تحركهم
حتي لا يصبحوا مجرد عرائس لها وحذرت من وجود مخطط يترصد بالأمة العربية
مستغلا غضب
شعوبها.
وعن الجانب الفني قالت انها من الممكن أن تبيع اللي وراها واللي
قدامها من أجل نص كوميدي سياسي تقدمه وأنها لو اضطرت للاعتزال لأي سبب
فإنها لن
تعيش طويلا ورفضت فردوس الحديث عن عمليات التجميل التي أجرتها
زميلاتها في الوسط
الفني قائلة: استطيع مناهضة أنظمة.. لكنني لا أستطيع مناهضة
زميلاتي!!.
كما ذكرت موقفا طريفا حدث لها مع المخرج الراحل يوسف شاهين حينما
سحب منها دورها في فيلم اليوم السادس وأعطاه لداليدا ثم أرسل لها ورودا
واتصل بها
معتذرا فقالت له: طز فيك.. إنت الخسران
الأهرام المسائي في
26/07/2012
أكد أنه سبق واتفق مع القائد الليبي على تجسيد حياته
محي إسماعيل يملك موافقة القذافي على تجسيد شخصيته
القاهرة - مروة عبد الفضيل
أعرب الفنان الكبير محي إسماعيل عن إصراره على تجسيد شخصية القائد
الليبي السابق معمر القذافي في فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزيوني، مؤكداً أنه
سبق وعرض على القذافي نفسه فكرة الفيلم فوافق بشروط.
وأشار إسماعيل في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" إلى أنه يرى أن مشروعه
الفني الذي سيتناوله سيرصد سلبياته وإيجابياته، فالقذافي مثله مثل أي شخص
على الأرض.
وأضاف إسماعيل أن شخصية معمر القذافي غاية في التعقيد، لذا يرغب في
تجسيد شخصيته مثلما يرغب في تجسيد أي شخصية معقده على وجه الأرض بصرف النظر
عن اختلافه أو اتفاقه معها، وتساءل محي قائلاً: هل حينما قدمت شخصية
ديليسبس أو نابليون بونابرت، ويوليوس قيصر ورودريجو إمبراطور إسبانيا كنت
أحبهم، فهي مجرد شخصيات أحب تقديمها لأنها مركبة وثرية بالتفاصيل.
وعما يتردد عن صداقته السابقة بالقذافي قال محي إنه لم يكن صديقه بل
فقط سبق أن زاره وجلس مع عائلته وكان ذلك قبل عشر سنوات، وعرض عليه وقتها
أن يجسد فيلماً عنه فأعطاه 15 كتاباً عنه حتى يدخل في تفاصيل حياته
ونفسيته، وأوضح أن أي فنان يقول إنه صديق حاكم، فهو بلا شك كاذب لأن الحكام
أنفسهم يرفضون الصداقة حتى لا يتواجد صديق ينافسه في ذاته، وهذا تحليل نفسي
لأي حاكم.
واستطرد محي قائلاً إنه بالفعل كان قد انتهى من كتابة الفيلم لكن
سيعيد كتابته من جديد لأن الثورات غيرت العالم كله، لذا فالأحداث لابد أن
تشهد تغييرات كثيرة.
المخبول
وعن تكراره لتجربة التأليف بعد روايته (المخبول) قال محي إن روايته تم
توزيعها في 40 دولة وشعوبها يقرؤونها باللغة الإنكليزية، ورفض محي كتابة أي
شيء عن الأحداث السياسية الجارية إلا قبل عشر سنوات على الأقل حتى تتضح
الرؤية، وتساءل: كيف أكتب كتاباً عن أحداث جارية وكيف سيقرؤه الجمهور وهم
يعيشون الأحداث دقيقة بدقيقة.
العربية نت في
26/07/2012 |