الجريمة التي أقدم عليها جيمس هولمز حين فتح النار
على رجال ونساء كانوا ينتظرون أمام "شباك التذاكر" في صالة تقع في بلدة
أورورا،
ولاية كوليرادو، لا زالت غامضة الدوافع. لقد هاجم هذا الشاب،
بعدما صبغ شعره أحمر،
جموع المحتشدين على فيلم الصيف الأول
«الفارس الداكن يصعد»
The Dark Knight Rises
وفتح نار رشّـاشه فقتل منهم من قتل وجرح نحو 58 شخصاً كان كل همّهم مشاهدة
كيف بلور
المخرج كريستوفر نولان وفريق عمله شخصيّتهم المحببة "باتمان" من جديد.
بعد
ذلك، ألقي القبض على هولمز وتم تفتيش شقّته
فإذا بها "موقوتة" بمعنى أنه إذا ما
دخلها سواه انفجرت به. في المحكمة بدا الشاب كما لو أن المخرج يطلب منه
التعبير عن
عواطفه: "عاوزك دلوقت تديني نظرة غضب" و"طيب نظرة تأمل مافيهاش تعبير" و"دلوقت
عاوزك تفكّـر"، في هذه الأخيرة بدا وجه هولمز كما لو كان يعاني
من فعل لم يمارسه من
قبل. المؤكد أنه لا يشعر بعد بأنه مذنب.
آخر الأنباء أفادت بأنه كلما اقترب منه
شرطي بصق عليه. والشرطة مكبّلة الأيدي
والأفواه. فلا تستطيع ضربه أمام كاميرات
الدنيا ولا يستطيع الواحد منهم مبادلته بالبصق حتى لا ينزل إلى مستواه أو
لكي لا
تُقام مباراة بين رجل القانون والجاني حول من يبصق على الآخر أكثر.
بعض المصابين
الذين رقدوا في المستشفيات يبدون سعداء ليس
بالضرورة لأنهم بقوا أحياء، بل لأن
الممثل كريستيان بايل بنفسه جاء لزيارتهم
ومواساتهم. طبعاً الزيارة لها علاقة
بتعاطف إنساني يستحق بايل التهنئة عليه حتى
ولو أن الزيارة كانت بترتيب من شركة
وورنر المنتجة بهدف
توفير غطاء من الدعاية الإيجابية
مفادها أن الشركة مهتمّـة
ومتأسّفة لما حدث (لكن هذا ليس مؤكداً بل
تشير الأنباء إلى أن الزيارة هي محض
اختيار شخصي من الممثل). لكن حتى ولو كانت
مرتّبة لا أستطيع أن أنكر على الشركة هذا
الغطاء، لو كنت منتج الفيلم لفعلت ذلك بنفسي. هذه شطارة إعلامية لفيلم
تكلّـف 250
مليون دولار لصنعه. من منّـا يرغب، لو كان مشتركاً في هذا الفيلم، تقبيل
250 مليون
دولار قبلة الوداع؟
أيضاً من باب إظهار التعاطف مع الضحايا واستنكار العمل
الإجرامي لمستر هولمز (غير شارلوك طبعاً) هو قرار هوليوود مجتمعة بعدم نشر
إيرادات
هذا الأسبوع من الأفلام المعروضة. كما يعلم الجميع، كل يوم جمعة من كل
أسبوع تقوم
هوليوود بنشر قوائم الأفلام الأكثر نجاحاً. يوم الجمعة في العشرين من هذا
الشهر،
بعد ساعات قليلة على المجزرة، تضامنت وحجبت الأرقام حيث يعتقد أن فيلم
"الفارس
الداكن يصعد" أنجز 160 دولار داخل أميركا وأكثر من ذلك بقليل حول العالم في
أيامه
السبع الأولى حتى الآن.
هذه هي المرّة الأولى التي يتم فيها حجب إيرادات
شبّاك التذاكر تبعاً لجريمة قتل من هذا النوع. والبعض من المعلّـقين يلوم
الفيلم
على أي حال. كتب باتريك غولدستين في «لوس أنجلس تايمز» أنه حين شاهد ملصق
الفيلم
المعلّق على شوارع لوس أنجلس فوجده يدعو للعنف. هنا لابد أن أذكر أنني في
زيارتي
الأخيرة قبل أسابيع قليلة شاهدت أكثر من ملصق في أكثر من شارع، ومع أن كلها
داكنة
الا أنه من غير المعروف أي ملصق يتحدّث عنه غولدستين وعمّـا إذا كان الملصق
ذاته
متوفّـر في أورورا. لكن المبدأ صحيح. هناك يأس وظلام وسوداوية في ملصقات
الفيلم،
ولو أنني أرتاب كثيراً فيما إذا كانت مسبباً لمثل هذه الجريمة.
الأرجح هو أن
القاتل متطرّف يميني مخبول سياسياً. لا
يبدو أنه فرد من جماعة منظّـمة، كشأن قتلة
المدرسة في مدينة كولمباين التي صنع حولها المخرج التسجيلي مايكل مور فيلمه
الذائع «باولينغ
فور كولمباين»
Bowling for Columbine
سنة 2002
في ذلك الفيلم ومن قبله
وحتى اليوم المسألة هي مسألة انتشار
السلاح. هولمز هذا اشترى ترسانته من على
الإنترنت… وقانونياً خصوصاً وأن اسمه جيمس هولمز وليس عبد المقصود او علي
بابا، ذلك
لو أنه عربي بذلك الاسم حاول الأمر ذاته لوجد نفسه محط تحقيق لا ينتهي
وربما أكثر
من ذلك.
لكن المقصود هنا هو ما
أوضحه فيلم مور على نحو واضح: مسألة انتشار
السلاح بين أيدي المواطنين لا علاقة لها
بالحرية الفردية التي لا يمكن المس بها، بل علاقتها بالنتائج الوخيمة
الناتجة عن
تجارة بيع السلاح الذي- على عكس تجارة المخدّرات مثلاً- ليس عليها أن تكون
مخفية او
تحت أرضية. فهي مشروعة.
وجه الشرعية هنا هو أنها تجارة تماماً كتجارة السيارات
والأدوات المنزلية وأنواع الورود والأثاث والثلاجات والعقارات و… الأفلام!.
بالتالي، نحن، كتجّار، لا نجبر أحداً على أن يشتري، بل نبيع السلاح لمن
يرغب
ومسؤوليّتنا هي التأكد من أن السلاح وذخيرته خال من العيوب التقنية… أي أنه
"يقتل
بجد". أما ما يفعل به الشاري فهذا من مسؤوليّته الخاصّـة.
كلام منطقي من
وجهة نظر البائع لأن حجم التجارة يبلغ
بلايين الدولارات سنوياً وهو يزيد عن حجم
المعتوهين الذين يريدون إثبات أنهم أفضل بشراً من سواهم عن طريق مثل هذه
المذابح او
إثبات منهجهم السياسي عبر القيام بها.
علينا أن نحمد الله تعالى على أننا نعيش
في بلدان يمنع فيها تسليح المواطنين بأي شكل. هذه حضارة لا يقدّرها سوى من
عاش في
الخارج وشاهد بأم عينيه رجالاً يتمنطقون بمسدّسات حول خصورهم تماماً كما
كان الحال
قبل 120 سنة في الغرب الأميركي.
إذاً، "عنتر" هولمز هذا صبغ شعره أحمر ما
يذكّرني بفيلم دار أيضاً حول هذا الميل الجانح صوب اليمين المتطرّف عبّر
عنه المخرج
مارتن سكورسيزي في فيلمه سنة 1976. من شاهد الفيلم مرّة لا يستطيع أن ينسى:
روبرت
دي نيرو (وكان شاباً في عمر هولمز الآن) وقد وقف أمام المرآة يتحدّى نفسه: "Are you talking to me??"
ثم ها هو برأس محلوق "عالزيرو" يرصد
عمليّته المقبلة.
والحقيقة أن هناك عديدين مستعدون للوم الفيلم (أي
فيلم) عوض النظر إلى الحقيقة. لكن هل كانت السينما الحربية سبباً في الحرب
الأهلية
في لبنان؟ هل كانت السينما الكوميدية سبباً في خفة الشعب المصري وفطرته
الطيّبة؟
وهل أدّت أفلام العصابات، مثل «بوني وكلايد» و«عدو الشعب» و«دلنجر» إلى
انتشار
العصابات في أوروبا أو في العالم العربي؟ الخلل في المجتمعات وهو كذلك في
هذا العصر
أكثر من أي عصر آخر.
لقد تم تكميم جيمس هولمز حتى لا يواصل البصق على حرّاسه،
لكن الجميع سيرتاح أكثر حين يتم إرساله إلى الإعدام. ربما يكون عبرة للبعض
على
الأقل.
الجزيرة الوثائقية في
26/07/2012
الدورة 12
: "التائب"
و"موت للبيع" في المسابقة.. ومنجز العمر للناقد سمير فريد
..
أوسيان ـ سينيفان للسينما الهندية الآسيوية والعربية
قيس قاسم - نيو دلهي
في
الهند البلد العاشق للسينما، يكتسي مهرجان عاصمتها نيودلهي "أوسيان سينيفان"
طابعاً
خاصاً، يضفيه عليه جمهوره قبل كل شيء، ويحوله طابور المنتظرين منهم دخول
صالات عرض
أفلامه الى واحد من أكثر المهرجانات السينمائية شعبية في العالم، ولهذا
فالمشاركة
فيه تتجاوز المعنوية أو النخبوية الى نوع من الفعل الإبداعي
التكاملي.
الجمهور طرف فاعل
فيه، هذا عدا ميزته كمهرجان آسيوي بامتياز، إذا ما حسبنا الهند لوحدها تمثل
شبه
قارة، فيما تحدث السينما العربية المكون الأساس فيه، استثناء جغرافياً، حين
تشرك
القارة الأفريقية، عبر أفلام اختارها من الجزء الشمالي العربي
منها، بينها فيلم
المخرج الجزائري مرزاق علوش "التائب" و"موت للبيع" للمغربي فوزي بنسعيدي،
اللذان
سيتنافسان ضمن مسابقات جائزة الأفلام العربية والآسيوية، الى جانب عشرة
أفلام من
قارة تشهد تطوراً ملحوظاً في مستوى إنتاجها، وثراء في أساليبها وبخاصة
الكورية التي
سيشاهد جمهور نيودلهي منها فيلم "أشياء عديمة الموطن" للمخرج كيم كيونغ ـ
موك وفيه
يعالج موضوع الهجرة غير الشرعية من جنوب البلاد الفقيرة الى شمالها الغني
إلى جوار
عمل الصيني وو كوان "حيوان عاطفي". ومن اللافت هنا حساب تركيا
على سينما المنطقة
الآسيوية، لاعتبارات تعود لمكوناتها النفسية والثقافيةـ التاريخية لا الى
التقسيم
الجغرافي السياسي، والسينما التركية نفسها تنحاز وبدرجة واضحة الى هذا
الميل من
التقسيم.
البرنامج العربي للدورة الثانية عشر (27 يوليو حتى 5 أغسطس) أعده
المبرمج ومنظم المهرجانات انتشال التميمي، وضم بتوازن مجموعة أفلام توزعت
بين
الروائية والوثائقية، على أكثر من خانة، ف"المغضوب عليهم" لمحسن البصري
أدرج ضمن
فئة "الفيلم الأول" وتناول فيه ظاهرة التطرف الديني التي يشهدها العالم
ومنطقتنا
على وجه الخصوص من خلال حكاية مجموعة من الفنانيين المسرحيين المغاربة
تعرضوا
لعملية خطف على أيدي مجموعة إسلامية متطرفة. لجأ محسن إلى
أسلوب متهكم وساخر ليخفي
تحته موضوعاً جدياً شائكاً وملتبساً، في حين أُدرج "حنين" للفلسطيني أسامة
باوردي
والسوري الأردني المشترك الانتاج "في انتظار صندوق البريد" لبسام شخيص ضمن
مسابقة
الأفلام القصيرة، التي سيتبارى على جوائزها 14 فيلماً من بينها التركي
"صمت" ويعالج
صاحبه ريزان يسلباس القضية الكردية عبر حكاية الزوجة زينب التي كان عليها
زيارة
زوجها السجين بشروط قاسية وضعتها الحكومة التركية على زوار
سجونها من الكرد من
بينها منع الزائر التحدث بالكردية وثانيها لا يسمح لأي منهم إدخال أي شيء
من خارج
أسوار السجن حتى الحذاء الذي فكرت بجلبه معها من ديار بكر منع من دخول تلك
الجدران
الرهيبة.
في "جدارية" المهرجان وضعت ثلاثة أفلام عربية، هي: "رجال أحرار"
لإسماعيل فروخي والوثائقيان الجزائري "أل غوستو" للمخرجة صافيناز بوشيب و"اختفاءات
سعاد حسني الثلاثة" للبنانية رانيا اسطفان. ومن بين العروض المشتركة اُختير
الفيلم
المصري الهندي "مقهى عادي، القاهرة" لريتيش باترا ليقدم جزءاً من الحراك
الذي تشهده
مصر معبر عنه بحوار بين شاب وشابة في إحدى المقاهي القاهرية، يتطرقان فيه
الى
موضوعات لم يألفا تناولها من قبل كمعنى وجودهم في عالم متغير
ودورهم فيه.
في بادرة لافتة
وخارج التلقيدي في حقل التكريم والاحتفاء، التي غالباً ما تكرس للسينمائيين
من
مخرجين وممثلين، منحت الدورة الناقد المصري سمير فريد جائزة "إنجاز العمر"
عن مجمل
نشاطه في حقل الكتابة السينمائية، واستضافت الدورة العديد من النقاد
والصحفيين
العرب كما اختارت المخرجين المصري مجدي أحمد علي والفلسطينية
آن ماري جاسر للجنة
تحكيم الأفلام العربية والآسيوية التي ترأسها الايطالي ماركو ميلر، وسيحضر
أحمد
رشوان ضيفاً بصحبه فيلمه الوثائقي "مولود في 25 يناير". على مستوى
الوثائقيات أدرج
الكثير منها ضمن خانة "البيئة" كالياباني "ليست منطقة للناس" والايراني "البدلة
البرتقالية"
"حرية الإبداع" حوت أفلاماً لها علاقة بالحرية، ودور المبدع
السينمائي في التعبير عنها، كما فعل المخرج والشاعر الإيطالي بازوليني،
وبما يشبه
الاستعادة سيعرض له فيلم "سالو، أو 120 يوماً في سودوم" وللإيراني جعفر
بناهي "هذا
ليس فيلماً" الذي أنجزه مع زميله مجتبي مرتهامسب مسجلاً فيه تفاصيل اقامته
الإجبارية في طهران.
الحصة الهندية هي الأكبر، ولها مسابقة خاصة بأفلامها بدأت
مع الدورة الأولى عام 2000 واستمرت حتى اليوم وفيها تتبارى أحدث الأفلام
المنتجة في
البلاد، وتعطي مع الأخرى المدرجة ضمن "الموزائيك الهندي" لمتابعيها بعضاً
من تفاصيل
المشهد العام للسينما الهندية التي يصعب الاحاطة بها لكثرة عدد ما ينتج
منها سنوياً
ولهذا فبرنامج الإحتفاء بمئوية السينما الهندية قد يوفر فرصة نادرة لمن
يريد
الإطلاع بإيجاز على تاريخها وعلى أهم مراحل تطورها. وفي نفس
السياق تحتفي الدورة
بالمخرج الهندي ماني كول، وسيعرض له وعنه 14 فيلما، أما الافتتاح فتقرر
منحه لفيلم
المخرج الياباني كييتشي ساتو "أسورا" سيتعبه وخلال عشرة أيام، عرض أكثر من
170
فيلماً تجعل من "أوسيان ـ سينيفان" مهرجاناً لسينما قارة بحق!.
الجزيرة الوثائقية في
26/07/2012
سينما الهواة في تونس: توثيق زمن الكفاح
وسيم القربي - تونس
تحتضن
مدينة قليبية في الفترة الفاصلة بين 25 أوت و1 سبتمبر 2012 المهرجان الدولي
لفيلم
الهواة في دورته السابعة والعشرين. وسيتزيّن مسرح الهواء الطلق بألوان
السينما في
قلب مدينة قليبية عروس البحر التونسية طيلة أسبوع كامل تحتفي
فيه بسينما الهواة
وبالضيوف العرب والأجانب، حيث يعتبر المهرجان أقدم حدث سينمائي عربي
وإفريقي من
نوعه. لقد مثلت سينما الهواة حركة فكرية وإبداعية متجددة، تميّزت بخصوصيات
مناهضة
لمبادئ السينما التجارية من خلال محاولتها خلق أرضية ثقافية
خاصة وسياقات تجريبية
متنوعة على مستوى المواضيع المتناولة أو المعالجة التقنية والرؤية
الإخراجية.
سينما
الهواة في تونس: زمن الكفاح
تواصلت سياسة بعث نوادي السينما
بمختلف أنحاء الجمهورية إلى حدّ تأسيس الجامعة التونسية لنوادي
السينما سنة 1950.
كانت النشاطات الأولى لنوادي السينما برعاية الأساتذة الفرنسيين بالمعاهد
التونسية
من خلال محاولة بعث ثقافة سينمائية للأعضاء وذلك بعرض الأفلام الأجنبية
ومناقشتها
من طرف الشباب التونسي المستقطب، وهو ما سيمهد لاحقا لإرساء مشروع التأصيل
الفكري
والفني وتونسة الحركة الثقافية والسينمائية بالخصوص..
لقد مثلت سينما الهواة
تجربة قائمة بذاتها في المشهد السمعي البصري التونسي، حيث مثلت طيلة عقود
المنبت
الأساسي لرواد السينما والجيل الجديد من العاملين في المجال الإبداعي
والمولعين
بالفن السينمائي عامة. تعددت البلدان المشاركة من مختلف أصقاع
العالم مثل
تشيكوسلوفاكيا، المجر، بولندا، رومانيا، الهند، الزائير، البرازيل، ألمانيا
الفيديرالية، تركيا، المغرب، ليبيا، مصر، لبنان، إيران...
وبالعودة إلى قائمة
الجوائز فقد تحصّل فيلم "ريحانة" للمخرج عبد الحميد شيخ روحه على الباز
الذهبي لأول
دورة سنة 1964، في ما آل الباز الذهبي لأول دورة دولية للفيلم البلغاري
"الولد
وبندقية اللوح"، أما سنة 1966 فقد حاز على الجائزة الأولى
الفيلم الفرنسي "صبينة"،
سنة 1967 حاز فيلم "الدمية" لأحمد الخشين على الباز الذهبي في
ما آلت المرتبة
الأولى سنة 1971 للمصرية عطيات الأبنودي عن فيلمها "حصان الطين"، و"الوهم
الكبير"
لفتحي كميشة سنة 1973.
مثلت "الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة التي
تأسست سنة 1962 المنظمة الوحيدة من نوعها في إفريقيا والعالم العربي وتهدف
إلى
تطوير وتنمية العمل السينمائي كأداة تعبير واتصال جماهيري في
متناول الجميع. كما
مكنت نوادي السينما مرتاديها من تعلم ثقافة المشاهدة وقواعدها، وإغناء
المدونة
الخاصة بتجارب سينمائية عالمية وتطوير مناهج وطرق تحليل الأفلام عبر التمكن
من
أدوات التحليل الفيلمي ومرتكزات اللغة السينمائية وإثراء آليات
التأويل الفكري
والجمالي. كل هذا ساهم في إنجاب جيل اُعتبروا بمثابة رواد النقد السينمائي
في تونس
ويسجلون حضورهم الفاعل في الساحة النقدية إلى يومنا هذا على غرار "الهادي
خليل"،
و"كمال بن وناس"، و"عبد الكريم قابوس"... وجيل آخر آثر التوجه
نحو الإخراج
السينمائي مثل "رضا الباهي"، و"فريد بوغدير"، و"سلمى بكار"...
إنّ تاريخ الحركة
السينمائية الهاوية في تونس يلخص مسيرة زاخرة بالنضال في زمن الكفاح وإرساء
التقاليد السينمائية، وهي توثيق لمبادئ الالتزام مما جعل حركة الأندية في
تونس وبعض
الدول العربية تجربة رائدة لا سيّما من خلال تعبيراتها الخاصة.
جماليات الخطاب الثوري لسينما الهواة
بالإضافة
إلى التجريب التقني اختلفت المواضيع المعالجة وتعددت لتكون بمثابة مجموعة
مواضيع
فكرية مزركشة اهتمت بواقع المجتمع التونسي وهمومه ونذكر على سبيل المثال
أفلاما
مميزة مثل "البيوش" لنادي قليبية و"الدقازة" للمختار العجيمي
سنة 1975،
و"روبافيكيا" لرضا بن حليمة و"أولاد العابد" لرضا بن حليمة
وحافظ المزغني، و"لا
تعطني سمكة" للأمين عمامي سنة 1983، و"بدون هوية" لنادي حمام
الأنف سنة 1985،
و"الجدار" لعبد الله الكافي سنة 1987، و"الكائن العجيب" لمحمد
بن رجب سنة1993...
لقد عكست الأفلام المنجزة محملا تجريبيا بامتياز على امتداد السنوات،
استغلها الهواة المستقلون منهم والمنضوون تحت لواء الأندية السينمائية إلى
تعميق
خبراتهم وتنويع صورهم التي اكتست طابعا جماليا خاصا بتناول المواضيع بجرأة
ونذكر من
بين التجارب فيلمي "الكرسي" و"على رأس كلب" لمروان المؤدب سنة 2002 الذي
انتقد
كراسي السلطة بطريقة إيحائية من خلال تصوير وثائقي لمُقعد يلعن ذلك الكرسي
الذي
كُتب عليه الجلوس الأبدي، وتصوير صراع الكلاب من أجل أن يربح
أسيادهم الرهان
والأموال معتمدا في ذلك على تقنيات متنوعة على مستوى اختيار سلم اللقطات
والديكورات
والشخصيات وتقنيات المونتاج. كما صوّر فتحي بن سلامة في فيلمه التوثيقي
"الجدار"
مشاكل حي شعبي يفصله عن الطريق الرئيسية جدار لفصل مقبرة ألمانية عنه، مما
يجعل
سكان الحي يضطرون لقطع مسافة طويلة من أجل الخروج من ذلك السجن
وهو ما جعل لأموات
الأجانب كرامة أكثر من الأحياء المحليين بسبب امتلاكهم لمساحة شاسعة على
أراضي
تونسية. وقد اعتمد المخرج على إبراز لقطات للعالم السفلي (الباك جراوند)
عبر صور
الخراب التي زادت من جمالية الصورة الفيلمية. كما يمكن أن نشير إلى فيلم
"الصفارة"
لرضا بن حليمة السينمائي والنقابي الذي صوّر وثائقيا مثل نبوءة فكرية
لمشاكل
اجتماعية تهتمّ أساسا بمجموعة من عاملات مصنع يستغلّهم صاحبه
الرأسمالي بجشع قاسي
لتتظاهر العاملات من أجل كرامتهنّ وتطلقن صفارات الخطر. ونذكر من أفلام
الهواة
الجريئة وثائقي "مطار حمام الأنف" الذي سلّط الضوء على طرائق الراغبين في
الهجرة
السرية في مغادرة حيّهم الشعبي نحو البلاد الأوروبية عبر طريقة مبتكرة
تتمثل في
الاختباء في صناديق الشحن والتصدير ومغامراتهم المتكررة مع
البوليس
والموت.
تعددت الصور السينمائية الهاوية عبر صور لم تتوفر في الكثير منها جودة
الصورة غير أنّ هذه الآلات المتواضعة لامست الداء وانتصرت على مواضيع
فولكلورية في
أغلب الأحيان للسينما المحترفة، بل إنّ وثائقياتها
مثلت خصوصية فاقت من حيث الجرأة
والمضمون والتقنية الوثائقيات الفلكلورية المحترفة. لقد تركت سينما الهواة
أثرا
لافتا في عالم الصورة التونسية ومما زاد من جمالياتها ذلك الطابع النضالي
الذي يخدم
الدور الحقيقي للفن بالرغم من التضييقات البوليسية والرقابية التي رافقت
لعقود
السينمائيين الهواة.
المهرجان الدولي
لفلم الهواة بقليبية: الدورة السابعة والعشرين ودعوة للمشاركة
العربية
تنطلق فعاليات الدورة السابعة والعشرين من المهرجان
الدولي لفلم الهواة يوم 25 أوت، وفي انتظار الكشف عن البرنامج
الرسمي لهذه السنة،
فإنّ الفرصة تبقى متاحة للسينمائيين الهواة والشباب والطلبة قصد إبراز
إمكانياتهم
والمشاركة في هذا الحدث السينمائي الدولي. ويشترط المهرجان أن لا تفوق
الأفلام 30
دقيقة وتكون على محمل "ميني ديفي" وجدير بالذكر أن المسابقة
مفتوحة للشباب العالم
العربي.
تبقى الهواية هوى لفنّ السينما وعشقا للبروز في عالم الفن السابع،
والهواية هي اعتماد على الإمكانيات الخاصة بعيدا عن الشركات التجارية التي
تهدف
الربح المالي، وبالتالي قد تكون سينما الهواة المعبر لسينما
صادقة وملتزمة والتدرّج
نحو السينما المحترفة. كما تظلّ تونس أرضا خصبة لبناء مشروع فكري جديد بعد
هبوب
رياح ثورية وسط تحدّيات لعلّ أهمّها إنشاء أسس بديلة تقطع مع الماضي خاصة
في ظلّ
تواجد نفس المشرفين على القطاع والذين أثبتت السنون عدم
فاعليتهم...
الجزيرة الوثائقية في
26/07/2012
سينمائيات
الاوليمبياد بدءا من
برلين
مصطفى درويش
المعتاد ان يجري تسجيل دورات الألعاب الاوليمبية سينمائيا.
ومع ذلك، فمن بين الأفلام التي سجلت تلك الدورات، علي مدي عشرات السنين،
لم يعرض في ربوع مصر فيما أعلم، سوي فيلمين.
احدهما الماني سجل دورة ألعاب برلين 1936
والآخر
ياباني سجل دورة ألعاب طوكيو 1964 وكلاهما عوض بعض الشيء المولعين بمشاهدة
هذا النوع من الاحتفاليات الكبري
ورغم ان الفيلم الياباني احدث بكثير من الفيلم الألماني، إلا انه لم يبق
منه في ذاكرتي إلا أقل القليل.
وعكس ذلك تماما الامر مع الفيلم الألماني فلا
يزال
، في ذاكرتي، باقياً، مستقرا، استرجعه علي شاشتها ، متي اشاء ويرجع بقاؤه،
مستقرا في اعماق الذاكرة الي احتفاظي به مسجلا علي اسطوانة مدمجة، مما اتاح
لي فرصة مشاهدته، وقتما اريد.
والأهم، لانه من ابداع مخرجة، ليست كغيرها من المخرجات،
شاءت لها الاقدار الصعود لبضع سنين، ثم السقوط حتي نهاية العمر.
انها "ليني ريفنشتال" رائدة السينما التسجيلية التي صعد نجمها في المانيا النازية،
بفضل فيلمها "انتصار الارادة" (1934 الذي اثار اعجاب هتلر، علي نحو جعلها من الفئة القليلة المقربة إليه.
و"انتصار الارادة" هو وفيلمها التالي له "اوليمبياد"
كلاهما الآن من كلاسيكيات السينما.
وفيلمها عن "اوليمبياد" برلين ، تم إخراجه و"هتلر" متربعا علي عرش المانيا، يحكمها من برلين بيد من حديد فحالة الطواريء معلنة بطول وعرض البلاد
ومعسكرات الاعتقال تستقبل الآلاف، وغرف الغاز محرقة للمعارضين.
في هذه الأجواء، المشبعة بالخوف، والكراهية والعنصرية في ابشع مظاهرها
، متجلية في رفع شعار المانيا فوق الجميع.
انعقدت دورة الألعاب الاوليمبية في برلين، حيث وقعت احداث بشعة شوهت وجه الاولمبياد.
وحاولت "ريفنشتال" عدم اظهار تلك الأحداث في فيلمها الذي ركزت فيه علي
امرين.
احدهما تسليط الضوء علي أكثر الانتصارات في المباريات، تعبيرا عن قوة الارادة،
وهي تصارع جذب الارض، وكان من بين الأبطال الذين سلطت عليهم الضوء اللاعب الأسود البشرة
والفائز في مسابقة الوثب العالي جونسون اونيز".
وفاتها ان الزعيم "هتلر" رفض مصافحته لسواد بشرته.
اما الأمر الثاني، فينحصر في التركيز علي جمال الجسم الإنساني، وبخاصة،
وهو يتحرك، مدربا، صعودا إلي أعلي، بعيدا عن الطين.
هنا، ولم يغب تسليطها الضوء علي اللاعب الاسود البشرة عن نظر وزير الإعلام
الدكتور "جوبلز" الذي كان متربصا لها.
لقربها من هتلر،
الامر الذي كان يقلقه كثيرا، فكان له، عند الزعيم وبدأ السقوط!!
أخبار النجوم المصرية في
26/07/2012
رؤية خاصة
هستيريا حياة
المشاهير
رفيق الصبان
لا أفهم حقاً.. سر هذه الهستيريا الجماعية..
التي أصابت الجماهير في شتي أنحاء العالم..
وسعيهم إلي التغلغل إلي حياة المشاهير..
سواء القدامي منهم أو الأحياء،
سواء فنانين أو أفرادا أم رجال سياسة أو رياضة أو مجتمع..
وكأن هذا الجمهور الذي تعوّد دائماً أن
ينصب (التماثيل)
والأيقونات.. للفنانين وللأسماء التي أثرت علي تكوينه السياسي والثقافي
والاجتماعي والفني.. يريد الآن أن يحطم كل شيء، وأن يزيل الأقنعة كلها.
السينما العالمية تخوض في حياة ملوكها وقادتها القدامي والحاليين من مارلين
مونرو إلي الملكة اليزابيث الثانية إلي المرأة الحديدية تاتشر،
إلي علاقة الملك إدوارد بمسز سامبسون، وهناك أفلام أخري قيد الإعداد عن شخصيات فنية وسياسية أخري..
ستأتينا تباعاً.
الحال في مصر.. أكثر اتساعاً.. فما من فنان أو فنانة إلا وأصبح له سجلاً سينمائياً
أو تليفزيونياً مهما اختلفت الآراء حول المستوي الذي قدم عليه،
ولعل نجاح مسلسل »طه حسين« ثم مسلسل »أم كلثوم« كانا دافعاً لكثير من
المخرجين والمؤلفين، أن
ينهلوا من هذا البحر الذي لا
ينضب مهما كانت النتائج، وأغلب الأمر أن النتائج كانت كارثية لنا،
سواء بالنسبة لسعاد حسني أو عبدالحليم أو صباح أو إسماعيل يس.. وهانحن الآن
بانتظار تحية كاريوكا، وبيرم التونسي وربما بليغ
حمدي.. وبجزء ثان من مسيرة حسن البنا وجماعته، وربما تعود الأضواء مرة أخري إلي محمد علي وأسرته
بعد الاهتمام الذي صاحب رواية سيرة فاروق وسيرة نازلي وربما سيأتي الدور
للأميرة فايزة وحياتها المليئة بالمغامرات أو الامبراطورة الحزينة فوزية..
ضحية أطماع أسرتها والسياسة المتقلبة،
لحسن الحظ كانت هناك سيرة عالم كبير أخرجتنا عن
نطاق المنافسة والفضائح..
وأعطتنا أملاً
في أن السينما أو التليفزيون قادران علي إعادة النصاب إلي طبيعته،
والاهتمام برجال الفكر والعلم والسياسة قدر اهتمامهم بمصير الفنانين، وعراك
الراقصات.يتساءل المرء حقاً عن سبب هذه الهستيريا التي طالت كل مناحي الحياة وجوانبها وهذه
الرغبة الجامحة في معرفة التفاصيل بل أدق التفاصيل،
هل أحبت هذه المغنية هذا المخرج..
ولماذا طلق هذا النجم زوجته الحسناء بعد زواج استمر عدة أعوام..
وهل حقاً أن رجل السياسة الكبير هنا كان علي علاقة بهذه الممثلة الناشئة؟
في المسلسل الذي روي حياة (صباح) رأينا تفاصيل زيجاتها المتكررة وعلاقتها
مع ابنتها،
وخيانة زوجها الشاب الذي يصغرها سناً لها، ولم نر أي شيء حول طبيعة فنها،
وحول التجديد الذي حققته في أغانيها وإدخال الحركة
الجسدية لتتابع حركة الصوت مثلاً بعد أن كانت المغنيات العربيات لا
يتحركن من أمام الميكروفون، وإدخالها نوعا من الدلع الكلامي في أشعار أغنياتها،
والدور الذي لعبته في إدخال الفولكلور اللبناني إلي صلب الغناء المصري.كل
هذا.. تجاهله المسلسل تماماً، وركز علي علاقات صباح بأزواجها وبالرجال الذين مروا في حياتها.
في رأيي أن سبب نجاح مسلسل أم كلثوم هو أنه استطاع أن يمسك بسيرتها الغنائية من بدايتها وحتي النهاية..
ومن خلال تطور أغانيها، استطاع أن يتسلل إلي تطورات المجتمع المصري وتحولاته..
كما أمكنه أن يربط مسار الحركة السياسية والاجتماعية بمسار الغناء لدي سيدة
عرفت كيف تتربع علي عرشه دون منازع..كما أن سبب نجاح مسلسل »أسمهان«
النسبي،
يعود إلي الجرأة في اقتحام الممنوع في حياتها وعدم الاكتفاء بالتركيز علي
حياتها العائلية وخلافاتها مع أخيها فؤاد (رغم أنه احتل جزء ا كبيرا لا
يستحقه من أحداث المسلسل).
النجاح في هذه المسلسلات يدل علي أن الجمهور..
لا يريد أن
يعرف فقط.. ماذا فعل هذا الفنان في غرفة نومه..
بل إنه
يريد أن يفتح النوافذ المغلقة كلها لتبدو السماء والأرض..
واضحة..
بينة.. لا تخفيها القبور ولا الستائر.
rafikelsabban@Gmail.com
أخبار النجوم المصرية في
26/07/2012
أفلامجي
عادل إمام .. الزمن
يخسر أحيانا
أحمد
بىومى
ربما من المبكر جدا الحديث عن أي عمل
درامي لم نشاهد منه سوي حلقات معدودة،
لكن يبدو من المنطقي ، بل من الضروري، الحديث عن ظاهرة فنية تتم الآن خمسون
عاما من العطاء الفني، وما يزيد عن ربع قرن من الزمان علي قمة هرم النجومية.
لم أملك وانا اتابع شخصية ناجي عطالله سوي تذكر شخصيات كثيرة جسدها عادل
إمام في مشواره الطويل الممتد، مدرسة المشاغبين، الإرهابي، النوم في العسل،
طيور الظلام، المنسي، الإرهاب والكباب، اللعب مع الكبار، شاهد ماشفش حاجة،
احنا بتوع الأتوبيس، دموع في عيون وقحة، حب في الزنزانة، الواد سيد الشغال،
المولد، الزعيم، الافوكاتو، كاراكون في الشارع، وغيرها الكثير. ولا أنكر
إني أملك العديد من التحفظات الفنية والأيدلوجية علي بعض أعمال وكثير من
مواقف عادل إمام، لكن في النهاية علينا جميعا الأعتراف أننا نقف أمام ظاهرة
فنية قلما تحدث في تاريخ الشعوب. وأن عادل إمام لازال يملك شعبية جارفة عند المشاهد المصري والعربي،
ونجح في الحفاظ علي توهجه والإبقاء علي الحميمية بينه وبين جمهوره طوال
عقود متعاقبة.
يعود عادل إمام بعد ثلاثين عاما من الغياب عن شاشات التليفزيون،
وتحديدا منذ عام 1982 حين قدم مسلسل "دموع في عيون وقحة"، والمفارقة أن إسرائيل هي العامل المشترك بينهما.
يرغب عادل ومعاطي في مناقشة ملف التطبيع، ويلعبان معنا في الحلقات الأولي لعبة"اعرف عدوك"
حين يطلعنا علي الكثير من عادات الدولة الصهيونية وطقوسهم الدينية
والإجتماعية. ولجأ صناع العمل إلي بعض الإيحاءات المباشرة مثل شخصية "جمال
عبدالناصر" الرافض حتي تواجده داخل حدود اسرائيل كممثل دبلوماسي.
وكما قلت لازال من المبكر الحكم علي العمل
الفني، وأملك الآن بعض الملاحظات الفنية علي العمل لكن علينا الأنتظار قليلا
لنري الصورة بكاملها.
تمر الأيام، شئنا أم أبينا، ونخوض جميعا سباقا مع الزمن.
الأغلبية الساحقة تخسر وتسقط وتستسلم،
وحدهم من يدركون قواعد اللعبة يمكنهم الصمود والمواصلة ومجاراة سباق الزمن حتي بعد رحيلهم عن
الدنيا.
ألم ينتصر شاهين والمليجي والريحاني وعبدالوهاب ونجيب محفوظ؟.
وأزعم الآن أن عادل إمام انضم إلي قائمة
المنتصرين علي الزمن والهاربين من سطوة سيفه.
ماذا سنخبر أولادنا وأحفادنا حين
يسألون عن عادل إمام؟ ، هل نرشح لهم عملا فنيا مثل الذي ذكرته من قبل
، أم نقلب الذاكرة عن تصريحاته السخيفة عن المخلوع والتوريث والغاز؟
AHMED.BAYOMY@GMAIL.COM
أخبار النجوم المصرية في
26/07/2012
في غرفة الإنعاش!
بقلم
: عبد الله
محمد
دخل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مرحلة الموت إكلينيكيا، ومن الواضح أن
الحال بهذا المهرجان العريق سينتهي بفقدان الصفة الدولية وأيضا فقدان
سمعتنا أمام العالم، كل هذا يحدث وسط صراعات تدور تفاصيلها منذ فترة بين
مجموعة من الأطراف لاهم لها سوي مصلحتها الشخصية، وأتمني من كل قلبي أن يثبتوا قريبا أنهم يعملون من أجل بقاء المهرجان علي قيد الحياة وليس
العكس.
للأسف الكل يبحث عن مصلحته ولايهمه استمرار هذا المهرجان العريق من عدمه،
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدأ
يترنح بفضل الصراعات الكثيرة التي تدور حوله
وتدفعه بقوة نحو الهاوية،
ومؤخرا أصدرت محكمة القضاء الإداري حكمها بوقف
تنفيذ القرار السابق الذي
أصدره وزير الثقافة السابق،
وهو القرار الخاص بإسناد إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لجمعية
يرأسها الناقد يوسف شريف رزق الله، ومن
يومها اشتعل الموقف ولم تهدأ الأمور داخل كواليس
هذا المهرجان "اللقيط"
فالكل يبحث عن دور، والكل يصر علي التواجد في "الصورة"
مهما كانت النتيجة، ولا أحد يفكر في المهرجان نفسه، والنتيجة اقتراب إعلان وفاته لصالح مهرجانات سينمائية أخري من حولنا
تنتظر بفارغ الصبر إعلان وفاة مهرجان القاهرة السينمائي،
بفقدان الصفة الدولية عنه، وهي الصفة التي تحاول العديد من المهرجانات في المنطقة الحصول عليها.
للأسف الكثيرون من أصحاب المصالح يعملون بنشاط ملحوظ في الداخل والخارج في انتظار إعلان وفاته بعد
دخوله
غرفة الإنعاش، في الداخل يتصارعون علي رئاسة المهرجان وهو الصراع الذي قد يؤدي لتخريبه،
وفي الخارج ينتظرون بشغف من أجل الحصول علي الصفة الدولية لو ـــ لا قدر
الله ـــ اختفي المهرجان هذا العام، وهي الفرصة الاخيرة له بعد أن تم إلغاء
دورته السابقة، وللأسف الكل
يؤكد انه يعمل من أجل صالح المهرجان، والحقيقة الظاهرة أمامي أن مايحدث
ينذر بقرب سقوط مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لو لم
يتنبه الجميع قبل فوات الأوان.
بعد حكم محكمة القضاء الاداري، يجب علي وزارة الثقافة استرداد المهرجان
تنفيذا للحكم،
والجمعية التي تم إسناد إدارة المهرجان لها ترفض التسليم وتسعي للحصول علي
حكم من المحكمة لصالحها، والسؤال الآن هل يحق لوزارة الثقافة صرف أي أموال أو شيكات للجمعية،
فقد يكون هذا الصرف مخالفا للقانون،
والخوف أن ندخل النفق المظلم ويتم إلغاء المهرجان
وهذا ما نرفضه جميعا،
وبالتالي
يجب أن تجلس كل الأطراف المتنازعة علي المهرجان "اللقيط"
لتقريب وجهات النظر والاتفاق علي أن مصلحة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
هي الأهم، وأقول للأطراف المتنازعة أرفعوا أيديكم عن المهرجان واتركوا
الفرصة لأشخاص جدد، بدلا من المهاترات والصراعات التي قد تنتهي بالمهرجان
إلي عالم النسيان، فمثلا من الممكن أن يتم التوافق علي اختيار اسم
يثق فيه الجميع ليكون رئيسا للمهرجان مع اختيار مجموعة من الاطراف
المتوافقة لتساعده في الخروج بالمهرجان الي بر الأمان، فالمهرجان يواجه الآن أزمة حقيقية تتطلب من الجميع التكاتف
لأن عدم إقامة المهرجان هذا العام يعني سحب الصفة الدولية عنه وهي خسارة
فادحة لاسم مصر ومهرجانها الأكبر والأهم في منطقة الشرق الأوسط،
من فضلكم اتفقوا ولو لمرة واحدة،
بدلا من البكاء علي اللبن المسكوب.
من الظلم الحكم علي الأعمال الدرامية التي دخلت السباق الرمضاني والتي بدأ
عرضها منذ أيام، لكن متابعتي لشاشات الفضائيات كشفت لي عن عدة ملاحظات منها
مثلا أن الناس تتعرف علي أسماء المسلسلات من نجومها وليس اسمها،
فمثلا
يقولون مسلسل عادل إمام وليس "فرقة ناجي عطا الله"
أو مسلسل محمود عبدالعزيز وليس
"باب الخلق" أو يحيي الفخراني وليس "الخواجة عبدالقادر"
أو يسرا وليس "شربات لوز" أو غادة عبدالرازق وليس "مع سبق الإصرار"،
أو شريف منير وليس "الصفعة"
وغيرها من الأسماء.
كما لفت انتباهي ايضا أن كل الأغاني الخاصة بتترات هذه المسلسلات أقل من المتوسط ولم
ينجح أحدها في لفت الانتباه، فهي مجرد أعمال عادية لا ترقي لمستوي أغاني تترات العام الماضي.
abdalla4411@yahoo.com
أخبار النجوم المصرية في
26/07/2012 |