من شكوى بسيطة لإمراة فرنسية، عانت من التهاب في
قدميها بسبب حذاء جديد، أشترته قبل مدة قصيرة، إنطلق الوثائقي الألماني
"ضحايا
الموضة" ليصل الى الهند وبنغلادش، مروراً بالصين، وأوربا منتقلاً من مشكلة
شخصية
الى أخرى كونية تتعلق بمصير ملايين من الفقراء وجمهور ليس بالقليل من
الأغنياء، على
حد سواء. لقد تركت مخرجته إنغه أليتمير لموضوعها أن يأخذ مداه، وأن يذهب
حيثما
تقوده الدروب، ويستدير أينما تطلبت الإستدارة، مثل نهر يجري
الى مصبه. الإحساس
بسلاسة التتابع زاده دفعاً والمحطات الكثيرة التي مال عندها جعلت منه
شريطاً
وثائقياً عميقاً ومتشعباً.
من فرنسا
لم يعرف الأطباء أول
الأمر ما سبب مرض السيدة الفرنسية لكن إشارة منها الى وجود كيس صغير أبيض
مع الحذاء
الذي اشرته لفت انتباه أحدهم فقرر عرضه للتحليل. بعد الفحص ظهر
انه يحوي حبوباً
بيضاء شائعة الاستخدام التجاري تدعى كمياوياً "دي أم اف" ووظيفتها منع
الرطوبة التي
قد تسبب في تلف الملابس والأحذية الجديدة. لم ينتهي الأمر عند هذا الحد
بالنسبة
للمخرجة أليتمير فراحت تتحرى عن هذة المادة التي ظهر ان دول
الوحدة الأوربية منعت
استيرادها منذ مدة طويلة، وحين أرادت اجراء مقابلات صحفية مع مدراء محلات
بيع
الأخذية في فرنسا رفضوا كلهم ذلك وأكتفوا بإجابات مكتوبة، برروا قبولهم
استيرادها
بإنعدام وجود نص قانوني يعارض ذلك. كل ما خرجت به من بحثها
المضني أن مصدر الأخذية
المباعة في الأسواق الأوربية هو الصين وأن الأكياس الصغيرة تأتي معها.
الى
الصين
الصين اليوم هي المُصدر الأول للجلود في العالم، وفي شنغهاي يقام
أكبر معرض لها وفيها ألاف من المعامل المصنعة للأحذية التي
تصدرها الى أوربا وتحمل
ماركات مشهورة. حين وصل فريق العمل الى أحد المصانع فيها مُنع من التصوير
وشعر
الكثير منهم بالغثيان لقوة الأبخرة الكيمياوية المتصاعدة من تلك الجلود.
وثق
البرنامج حالة العمال داخلها وأساليب العمل البدائية المتبعة
فيها وإنعدام وسائل
منع تسرب تلك المواد الى أجسادهم وأخطرها مادة تولوين المسرطنة والممنوعة
من
الإستخدام في الغرب بتاتاً. لقد وجدت ألافاً من العمال يعملون دون واقيات
ويعانون
من أمراض خطرة مثل؛ التهاب المجاري التنفسية واختلال الجهاز العصبي.
ليس الصين
وحدها تصدر الجلود الرخيصة الى العالم فهناك دول أخرى تبيعه أرخص منها
كبنغلاديش،
لهذا يزداد الطلب على جلودها، فالحصول على مصادر أقل تكلفة هو ما تبحث عنه
بالدرجة
الأولى شركات صناعة الملابس العملاقة.
دكا عاصمة الجلود
القاتلة
بنغلاديش من أفقر دول العالم وفي عاصمتها دكا توجد مناطق كاملة
مختصة بدباغة الجلود، معدل أجرة العمال فيها يومياً يورو واحد
تقريباً، لايتمتعون
بأي حماية اجتماعية أو طبية ويجهلون تماماً نوع المواد الكيمياوية السامة
التي
يتعاملون معها. الخطر الأكبر يأتي الى أجسادهم من الألوان المضافة وملح
الكروم،
الذي وفي ظروف الحر الشديد يتحول الى كروم 6 القاتل. العمال
ليس لديهم واقيات
والدولة ليس عندها مفتشين كيمياويين لهذا يجد أصحاب المدابغ الحرية الكاملة
في
تجريد عمالهم من كل حقوق، والأمر يتعداهم الى المناطق المحيطة بمدابغهم
التي تحولت
بسببها الى مستودعات للفضلات السامة وكثيراً ما تسسبب للناس أمراضاً وتحدث
حرائق
خطرة في أحيائهم.
فحوصات
هامبورغ
عاد الوثائقي ليتابع رحلة الجلود الخطيرة الى أوربا، وفي
هامبورغ حيث يتم الكشف في الميناء عن نسبة الغازات المتصاعدة منها قبل فتح
أبواب
الشاحنات الناقلة لها خوفا من حدوث انفجارت تُعرض حياة العاملين فيها
للخطر. يكتفي
المفتشون في حالة ظهور نسبة عالية من المواد السامة في
الحاويات بتوجيه النصح فقط
للجهة المستوردة ولا يتخذون أي اجراءات لمنعها لهذا فالكثير منها يجد طريقه
الى
المستهلك الأوربي، وغيره، بحجة عدم تمتعهم بصلاحيات تجيز الحجز على البضائع
المستوردة!. بالمقابل تلعب نقابات العمال الأوربية دوراً
حامياً لأعضائها من خلال
فحوصاتهم الطبية الدورية الملزمة لعمال تفريغ البضائع القادمة من أسيا،
والتي أظهرت
أن الغبار المتصاعد منها يسبب لهم أمراضا خطرة، لهذا إشترطت للإستمرار
بعملهم
توفير أدوات حماية كافية لهم وطالبت في نفس الوقت شركات
استيراد الملابس بدفع
غرامات تعويضية للمتضريين منهم، فالملابس فيها كمية لا تقل من السموم عن
تلك
الموجودة في الجلود.
الموضة بأي ثمن
لا تسمع في أروقة
شركات صناعة الموضة كلاماً عن مواد كيمياوية سامة، فالحديث الهامس هناك
يدور على
الدوام حول الجمال والإغراء والمغلف بعوالم رومانسية لا تعبأ
بالفقراء ولا
بالمستهلكين "الأغنياء" من عامة الغربيين، ولا حتى بالعاملين في متاجرهم،
فقد كشف
الوثائقي وعبر تحريات مختبرية شبه سرية قام بها فريق العمل السينمائي
وصورها
بكاميرات مخفية، بأن حوالي 70 % من العاملين في محلات بيع
الملابس الأوربية تظهر
عليهم وبعد مدة من الزمن علامات التسمم الكيمياوي وهذا ما يحاول أصحاب
الشركات
نكرانه بكل ما أوتيوا من قوة وما ملكوا من مال.
"ضحايا
الموضة" مضى في طريقة غير عابيء بتبريراتهم فوصل الى نقطة لم يلتفت اليها
الناس
كثيراً تتعلق ببنطال "الجينز" الممزق والذي استهوى لبسه ملايين من الشباب
في
العالم. طرحت صاحبة الوثائقي سؤالاً على أحد العاملين في شركة ملابس مشهورة
عن
الطريقة التي تُزال بها ألوان البنطال ليبدو قديماً؟ وقادها
الجواب للذهاب الى
تركيا بعد ان عرفت أن كثيراً من معامل خياطتها يستخدم طريقة القذف بالرمال،
بواسطة
مسدس خاص، لإزالة اللون وطبقة رقيقة من القماش، وأن الحكومة التركية قد
منعت
استخدامه مؤخراً لتسببه في موت مئات من العمال، لهذا تحولت
العملية برمتها الى
الهند، وبالتحديد الى مدينة تيروبور، التي وصل عدد المصابين من عمال مصانع
الأقمشة
فيها
بمرض سرطان الرئة الى الضعف عما كان عليه قبل وصول"الرصاص الرملي" من تركيا
الى مصابغ مدينتهم الفقيرة. لم تنتهي مهمة فريق العمل في الهند فمضوا في
تحريهم
لقضية طالما تعكزت عليها شركات صناعة الجمال عند الحديث عن
المواد السامة، بإدعائها
انها تشجع على استخدام الأقمشة الطبيعية بديلاً لها. الوثائقي بَيَّن أن
ضحايا
مزارع القطن "الطبيعي" التابعة لهم خطورتها أكبر فهي لا تنحصر بالإنسان
وحده بل
تمتد للبيئة أيضاً. فالمزارعون الفقراء ومن أجل تأمين القطن للشركات راحوا
يستخدمون، وفي الهند بالتحديد، مبيدات كيمياوية تركت أثرها على
الأرض والإنسان
وشوهت جينياً أنواعاً من نبتات قطن لم يبق فيه من الطبيعية شيء، ولهذا
السبب يُعد
الحديث عن منتجات أقمشة "نظيفة" ليس أكثر من ثرثرة يعرفها صناع الموضة
الأغنياء
أنفسهم قبل غيرهم. انهم فقط يستخدمونها لأغراض تجارية بحتة وليس حباً
بالمستهلك،
فالنسبة اليهم الناس هم "ضحايا موضتهم" يتحكمون بصحتهم
وأرواحهم كما يشاؤون.
الجزيرة الوثائقية في
28/08/2012
دم جديد يحيي "مهرجان الفيلم اللبناني"
نقولا طعمة
–
بيروت
احتفى "مهرجان الفيلم اللبناني"، الذي أقفل ليل
السبت الفائت، بدورته العاشرة على يد شركة Ne a Beyrouth
وفيه محاولة لأخذه منحى
مختلفا في توزيع الجوائز، وتنظيم أنشطة حول المهرجان.
ونظرا للتوجه الجديد للمهرجان، تولت إدارته قيادة
شابة، تعاون فيها سبيل غصوب مديرا، مع بيار صراف، وفاليري نعمة، وريتا
باسيل.
غصوب، لبناني يعيش في فرنسا حيث ولد وتعلم الحقوق
والمسرح ومنذ سنتين جاء إلى لبنان ليتابع أمور السينما وتطوراتها هنا. قال:
"تعرفت
على عدد من المخرجين مثل نادين تابت وبيار صراف واشتغلت معهمفي 2010 ، ومنذ
عام لم
يقم المهرجان، ووجدت ضرورة في إحيائه، خصوصا أن الوكلاء
متوفرون، والشركة التي تقف
وراء المهرجان هي شركة مدنية ناهضة”.
أضاف: "هذا العام يأخذ المهرجان اتجاها مختلفا، رغم
أن الهدف هو مساعدة المخرجين اللبنانيين على التواصل فيما بينهم وإتاحة
المجال لهم
لتأمين أعمالهم، وعرضها، وللحصول على المال الذي يساعدهم ويخولهم على المضي
في
أعمالهم،6500 دولار من المنظمة الفرنكوفونية،
و3 آلاف من ملكة جمال لبنان. ووجهنا
نداء للبنانيين الذين عندهم أفلام فتجاوب 120، واخترنا 16 منها للمسابقة
و11 من
خارج المسابقة”.
وقال: "كذلك نريد تعزيز السينما الاقليمية
واللبنانية وتشجيعها، وتعزيزها بمشاركات أسماء كبيرة في عالم السينما، منها
من
أعضاء اللجنة التحكيمية على سبيل المثال ابراهيم المعلوف، وكريستوفر دونر،
وسوزان
خردليان، وزياد عنتر، وستفتح لجنة التحكيم نافذة على العالم،
متخطية الحدود
والأنواع”.
محطات
خصص المهرجان للعام
الحالي محطات منها لقاء مع غسان سلهب في نظرة شاملة عن حركة الفهود السود،
و"وطن
لرجل" للمخرج فيليب عرقتنجي وهو خلاصة الحوار الأخير مع الصحفي والسياسي
الراحل
غسان تويني. وعرقتنجي مخرج عالمي قدير، أبرز أفلامه "البوسطة"
و"تحت القصف" الذي
حصد 23 جائزة حتى الآن.
من الأفلام المهمة "مسرح بيروت"، لأنطوان عساف،
وثائقي يعرض أهمية المسرح الذي مرت عليه أهم التجارب المسرحية
أفلام ومخرجون في المهرجان
?*?«وطن
الاحلام» تعود المخرجة برفقة مجموعة
لبنانيين افتقدوا وطن الحلم، بحثا عن أرض جوهرية ويتأرجحون بين الرقة وعنف
المجازر.?
مخرجة الفيلم جيهان شعيب ترعرعت في المكسيك. ودرست السينما والمسرح في
فرنسا. أخرجت فيلما قصيرا "تحت سريري"، وتعمل على إنهاء فيلمها
الطويل "نفسي". في
أرض الأحلام، تعود مع مجموعة من المخرجين اللبنانيين
المغتربين، تطلق عليهم تسمية
«أطفال
الحرب»، بحثاً عن «وطن الاحلام» وإعادة بناء انتمائها
وهويتها.
??*«بعدنا»
يتحدث عن توفيق وزينة اللذين تواعدا على مستقبل قضت عليه
طبول الحرب، فاستسلم توفيق للهجرة.
المخرج
روي عريضة، 1985، إخراج من باريس، يتنقل بين بيروت وباريس، يولي الوثائقي
اهتماما
خاصا كما الروائي، أسس شركة انتاج في باريس، ويستعد لإنجاز
فيلم طويل.
?*?«أبو
رامي»
يبحث قصة سائق تاكسي يتزوج على زوجته سراً.
هنا، تبدأ المشكلات بعد أن تشعر
الزوجة الأولى بتغيّر في تصرفاته.
المخرجة صباح حيدر ، ماجستير من جامعة UCL
لندن، تعمل حاليا على فيلم آخر طويل "بيروت سولو".
*??«مسنة»
?تلج فيه أزمة
السنتين في العلاقة الزوجية، ويبدو أنّها عملت على الناحية النفسية من
شخصية الفيلم
الأساسية بما يكفي ليغطي على عيوب الشريط الأخرى، فتضع المشاهد أمام شخصية
مركبة
تحاول كسر الرتابة التي تقتل الزواج.???
المخرجة زلفا سورات عملت في المسرح،
و"مسنة" هو فيلمها القصير الأول، وهي في صدد التحضير لفيلمها الثاني بعنوان
"حرارة
مثالية".
*«19
شباط»? يتحدث عن رجل وامرأة موجودين في القطار نفسه، لكن كل واحد
في مقصورة مستقلة، ويكمل أحدهما الآخر، غير أنّهما لا يلتقيان.
فكرة الفيلم وتنفيذه
جيدان، غير أنّه كان بإمكان تمارا حذف الكثير من التفاصيل الزائدة.
المخرجة
تمارا ستيبانيان، أرمينية، انتقلت إلى لبنان سنة 1994، تحمل دبلوم التواصل
من
"اللبنانية-الأميركية". أخرجت عدة أفلام أثناء دراستها، "ألأبرة" 2004،
و"المحطة
الأخيرة" 2005، كما شاركت في ورش عمل عالمية في الدانمارك
وكوريا الجنوبية
وأرمينيا.
*خلف
النافذة: فتى في العاشرة من عمره يكتشف الجمال من خلف
نافذته،ويسرح في الخيال في رواية مشوقة، حيث يرى نفسه عاشقا
ولهانا.
الفيلم لنغم
عبود، 1988، دبلوم فنون من الجامعة اللبنانية، شاركت مع فيلم
Circumstance
للمحرجة
الأميركية من أصل إيراني مريم كشاورز، وفيلم "الجبل" لغسان سلهب، وفيلم "وهلأ
لوين"
لنادين لبكي. أخرجت "خلف النافذة" 2011.
الجزيرة الوثائقية في
28/08/2012
عاشق البندقية : عاشق خانه التوفيق
غزة-تامر
فتحي
"الإحباط"
هذا ماينتابك بعد انتهاء عرض فيلم "عاشق
البندقية" الذي أنتجته رابطة الفنانين الفلسطينين، وكتب قصته
د. محمود الزهار،
وأخرجه عوض أبوالخير، وعرض في مسرح الهلال بمدينة غزة طوال أيام عيد الفطر،
فالفيلم
الذي يوثق لحياة المناضل الشهيد عوض سلمي، وانتظره الكثيرون جاء مخيباً
للآمال، ولا
يغفر ضعف الامكانيات ذلك.
تدور أحداث الفيلم حول حياة الشهيد "عوض سلمي"، أبرز
قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة
الإسلامية "حماس"، منذ
طفولة الشهيد في سبعينات القرن الماضي، وحتى استشهاده مطلع القرن الحالي
عام ألفين
مع بداية الانتفاضة الثانية.
المذكرات والفيلم
اعتمد
الفيلم على مذكرات الشهيد المجاهد الذي ذكر فيها تفاصيل 17 عملية مسلحة
لكتائب
القسام شارك فيها وقاد "عوض سلمي" أغلبها، خليفة للقائد "عماد
عقل" الذي قاله عنه
عوض في مذكراته: "مصباح الهدى على طريق الجهاد والمقاومة"،
ووصفه قادة جيش الأحتلال
بالرجل ذي الأرواح العشرة. ويعتبر فيلم "عاشق البندقية"
استكمالاً لسير أبطال
المقاومة أو مايمكن تسميته "بسينما المقاومة" التي بدأت مع
الفيلم الأول عن حياة
الشهيد "عماد عقل".
ولقد تأثر عوض كثيراً بعماد عقل واعتبره معلمه الأول ووصفه
في مذكراته " بالقائد الهمام ، الفارس المقدام ، الأسد الهصور بطلعته
البهية ووجهه
المشرق بنور الإيمان"، إلا أن الفيلم مر مرور الكرام على صداقة الشهيدين
ولم يبرز
جوانب التأثر والتأثير، ولم يغص د. الزهار كثيرا ليكشف للمشاهد الذي يجهل
التفاصيل
والخلفيات التاريخية كيف تشرب عوض من عماد حمية الجهاد في هدوء
وسكينة العابد
الزاهد.
بقي الدين في أحداث الفيلم أمراً مسلماً به مما غيّب البعد الروحي، وإن
كان الجهاد وبذل النفس في حد ذاته أبلغ علامات الإيمان، إلا
أننا لم نجد ضمن مشاهد
الفيلم مشهداً في عمق المشهد العبقري لأنطوني كوين في فيلم "عمر المختار"
وهو يتوضأ
للصلاة قبيل المحاكمة، فمثلاً لم نرَ عوض وهو يتهجد في الليل وحده كما يصف
في مقطع
من مذكراته التي جاءت أبلغ من الفيلم: " ما إن خيم عليّ ظلام ليلة تنفيذ
الهجوم ،
حتى لجأت إلى حصني المنيع ، وملاذي الآمن، حيث الخوف والرجاء، والطمع
والدعاء
.
مكثت مع (الله) طيلة الليل أدعوه وأطلب منه العون والتوفيق ، والسداد
في الرأي
والرمي، حتى طلع الفجر، فصليته، وانصرفت إلى سلاحي أتفقده". كذلك لم نرَ
عاشق
البندقية الذي قال عنها أنها "أغلى من الغذاء والماء والهواء" وهو يهتم
بمعشوقته
كأن يستغرق في تنظيفها بنفسه قبل أي عملية أو بعدها، فقد ظلت البندقية "إم
16" التي
ورثها عوض عن عماد واعتز بحملها في الواقع فاقدة لدلالتها وعمق معناها في
الفيلم.
عمليات
اعتباطية وأعداء أغبياء
لم يُظهر الفيلم الجهد المضني في التحضير
للعمليات العسكرية كما هو في الواقع، بل إنها بدت كما لو أنها عمليات
اعتباطية
تنفذها مجموعات غير احترافية، في كل هجمة يظهر رجل قزم يطلق مع اقتراب
الجنود
الإسرائيليين صفيراً طويلا إشارة لاقتراب الهدف ثم يخرج
المناضلون بأسلحتهم
ليمطروهم بالرصاص، هكذا كأنه مشهداً كرتونياً، في كل مرة الرجل القزم يطلق
صفيراً
ويبدأ القتال. يغيب جلال الموقف، رهبة الموت في احتدام القتال، لحظة اختبار
عزائم
الرجال، في حين تظهر رهبة تلك اللحظات في مذكراته التي يقول
عنها أن التدريب يختلف
عن المواجهة الحقيقية فلقد إنسحب أحد الأفراد عند الهجوم من موقعه في عملية
الزيتون
وترك سلاحه لولا جسارة عماد عقل لكانت فشلت المهمة، أيضا بدا الاستشهادي
عماد أبو
أمونة في الفيلم كما لو أنه ذاهب لتوصيلة بالسيارة، وليس تفجير
حافلة جنود
اسرائيليين، غاب مشهد استعداده روحيا لمهمته، مشهد غُسله قبيل العملية،
نطقه
الشهادتين في أثناء ضغطه على زر التفجير.
دائما ما تسقط الدراما العربية -
والفيلم هنا ليس استثناء- في تصوير الاسرائيليين على أنهم مجرد مجموعة من
الأغبياء
الحانقين الغاضبين ذوي أصوات عالية يصرخون من جراء أفعال العرب، وهذا لايدل
على
واقع الأمر ولا يعلي من قيمة الانتصارات العربية على الكيان
الصهيوني لأن الحقيقة
أنه كلما عظمت قدرات خصمك كانت انتصاراتك عليه أعظم.
غياب التاريخ
والصورة السينمائية
جاءت أحداث الفيلم مجتثة من سياقاتها التاريخية
لدرجة أن الزمن يغيب في غمرة الأحداث فلا يدري المشاهد غير الملم بالشأن
الفلسطيني
متى كان الحدث في ثمانينات أم تسعينات القرن الماضي، كذلك يغيب التاريخ فلا
مشاهد
أرشيفية لأحداث الانتفاضة الأولى وتسليم السلطة للفلسطينين ولا حتى دخول
شارون
المسجد الأقصى واندلاع الانتفاضة الثانية. كما غاب أيضاً الدور التاريخي
للفصائل
الفلسطينية الأخرى، ودور الشارع الفلسطيني في مجابهة وجود قوات
الاحتلال في جنباته،
فلم يظهر دور المرأة الفلسطينية وصورها الشهيرة وهي تتصدى عزلاء أمام
الجنود
المدججين بالسلاح، ولم نشاهد مأثرة واحدة لأطفال الحجارة رمز الانتفاضة إلا
في مشهد
عابر.
يشعر المشاهد بأنه يشاهد مسلسلاً تليفزيونياً، فالفيلم بلا صورة سينمائية
تخدم السياق الدرامي، ولم ينجح مديرو التصوير في الامساك بخيط
بصري ينقل عمق قصة
الشهيد المجاهد، ولم تخاطر الكاميرا أن تنساب حركتها في لقطة طويلة، معظم
اللقطات
قصيرة ولم ينجح المونتاج من تخفيف حدتها. على عكس موسيقى الفيلم التي وضعها
الموسيقار وليد الهشيم، وجاءت منسابة ومعبرة.
بطل
الفيلم
اجتهد الممثلون في أداء أدوارهم على الرغم من ضعف الإمكانيات
وبخاصة المكياج وغياب التوجيه الفني للممثلين إلا أن شخصيات
الفيلم ظهرت دون
جوانبها الإنسانية: لاضعف، لا ألم، أم عوض وأخته وزوجته لا يظهر عليهن
الهلع
ولايذرفن الدمع عليه لحظة، اللهم إلا في لقطة نبأ وفاته غير الصحيح عند
ولادة إبنته
حين قالت أمه للطفلة الرضيعة "قدرك يا بنيتي تتيتمي بدري"، عوض يبكي فقط في
لقطة
مؤثرة قبيل ذهابه للعملية التي سيسستشهد فيها، وهي اللقطة الوحيدة التي
يبدو فيها
عوض إنساناً فياض المشاعر.
والتقت "الجزيرة
الوثائقية"
على هامش العرض، بالممثل محمد أبو كويك الذي قام بدور
الشهيد "عوض سلمي" وهو ممثل مسرحي من مواليد عام 1969م في مخيم النصيرات،
يقول عن
الفيلم الذي يعتبر التجربة الثانية من انتاج حركة حماس:
"إنني أشجع كل سلطة
أي كان موقعها وأدعمها وأحييها عند وقوفها وراء السينما لأنها بإستخدامها
لهذه
الأداة الإعلامية دليل على وعيها بأهمية هذا الفن وقدرته على تثقيف
الجمهور".
ويستدرك أبو كويك: "لكن الفن يحتاج إلى أدوات ضرورية، وهذا
رسالة أوجهها إلى القائميين على السينما في المراكز القيادية،
فالسينما في غزة
تحتاج إلى معهد للدراما والفنون به تخصصات في إدارة الإنتاج والسيناريو
والإضاءة،
ونحتاج إلى صالات عرض مناسبة، وإلى تشجيع دور المرأة في الدراما، فالمرأة
نصف
المجتمع وبالتالي نصف الدراما، وبالمناسبة أحيي كل السيدات
اللاتي شاركن في الفيلم،
السينما تحتاج لجهود كبيرة، جهود الدولة من ناحية وأيضا مساهمات القطاع
الخاص، وذلك
من أجل الإرتقاء بهذا الفن، فغزة قادرة على تقديم سينما رفيعة لانها غنية
بالقصص
الإنسانية المؤثرة التي تحدث كل يوم وكذلك غنية بالمناظر
الطبيعية."
وعن ترشحه
لدور البطولة في فيلم "عاشق البندقية" يضيف أبو كويك: "في أثناء قيامي
بدوري في عرض
مسرحية "كلهم أبنائي" للكاتب المسرحي الأمريكي أرثر ميللر من إخراج ناهض
حنونة، كان
المخرج عوض أبو الخير حاضراً، وعرض على الدور بعد انتهاء المسرحية، فطلبت
منه أن
أقرا السيناريو، وبعدها وافقت."، نافياً أن يكون الشبه الشكلي
بينه وبين الشهيد ما
رشحه للدور رغم أن بعض المقربين من الشهيد عوض اخبروه ان ثمة شبه بينهما،
مؤكداً أن
ما رشحه للدور خبرته في التمثيل.
وحول رأيه لظهور بعض المسميات كـ "سينما
المقاومة" يقول أبو كويك أن كل ما يقدم في فلسطين من مسرح وسينما هو من
فنون
المقاومة، وليس هذا خيار، فالفلسطيني مجبر على المقاومة، خاتماً: "مجبر
أخاك لا
بطل".
الجزيرة الوثائقية في
28/08/2012
فيلم يستعرض الأسباب الرافضة لنظرية "نهاية العالم" قريبا
الكاتب بيرنت زوبالا/ هشام الدريوش
المحرر عبدالحي العلمي
يقوم مخرجان ألمانيان حاليا بتصوير فيلم عن الأسباب المعارضة لنظرية فناء
العالم قريبا. ويتضمن الفيلم أيضا مشاركات من مختلف أنحاء العالم وهي عبارة
عن فيديوهات لأشخاص يؤكدون فيها تشبثهم بالكون وأسباب الرغبة في العيش فيه
.
كثيرة هي السيناريوهات التي تتحدث عن زوال الكون في المستقبل القريب، لكن
أكثرها إثارة وجدلا هو التنبؤ الصادر عن شعب المايا الذي ينتمي الى حضارة
قامت شمال جواتيملا وأجزاء من المكسيك وهندوراس والسلفادور. وحسب تنبؤات
منجميهم في الماضي البعيد فأن الكون سيفنى ويزول وأن آخر أيام الإنسان على
الأرض هو تاريخ 21 ديسمبر 2012. هذه الرواية كانت مصدر إلهام لليلي إينغل
وفيليب فليشمان وهما مخرجان من مدينة برلين حيث إنهما يقومان حاليا بتصوير
فيلم بعنوان" 99 سببا ضد نظرية فناء العالم". المخرجان قاما أيضا بتصميم
موقع على الإنترنت بعنوان
www.99gruende.deيمكن
من خلاله لكل شخص في العالم عرض مقطع فيديو خاص به يتضمن الإجابة عن بعض
الأسئلة البسيطة مثل: ما هي الأسباب التي تجعلنا نتشبث بالحياة؟ أين تتجلى
أهيمة الحفاظ على العالم؟ وكيف يستعد الناس لنهاية محتملة للعالم؟
الهدف من هذه المبادرة هو إتاحة الفرصة للناس من جميع أنحاء العالم للتعبير
عن رأيهم حول هذا الموضوع. ولذلك دعا مخرجا الفيلم كل المهتمين بهذا
الموضوع إلى تصوير أفلام قصيرة في أقل من ثلاث دقائق، حيث ستنشر تلك
الأفلام لاحقا على موقع الإنترنت المذكور أعلاه.
ردود أفعال مختلفة
والى جانب ذلك يسافر المخرجان عبر ألمانيا وفرنسا وكندا، لطرح نفس الأسئلة
على الناس والحصول على أجوبتهم الشخصية حول الأسباب التي تجعلنا نتشبث
بالحياة ومدى استعدادهم لليوم الذي قد يفنى فيه الكون أو كيف يتم ذلك.
و شملت استطلاعاتالرأي هذه مواطنين عاديين وغيرهم من المشاهير أيضا. فإضافة
إلى المخرج الألماني كلاوس ليمكه، تم استطلاع رأي رولاند إيمريش الذي يعتبر
أشهر مخرج ألماني في هوليود. ولم يأت اختيار إيمريش بمحض الصدفة فهو من
أنجح المخرجين عند الحديث عن "أفلام الكوارث". و في فيلمه " 2012" الذي
أخرجه قبل عامين عالج إيمريش موضوع "نهاية العالم"، حيث عرف نجاحا كبيرا في
قاعات السينما. و قُدرت تكاليف الإنتاج ب 200 مليون دولار، في حين وصلت
أرباحه إلى حوالي 760 مليون دولار.
وكانت ردود الأفعال مختلفة عند السؤال عن الاستعدادات لفناء الكون. ففي
ألمانيا التقى إينغل وفليشمان بأشخاص بدأوا في تخزين مواد غذائية واستئجار
مخابئ تحت الأرض. أما في فرنسا فكان الأمر مختلفا حيث لم يعر جل من شملهم
الاستجواب أي اهتمام بموضوع انتهاء العالم قريبا، كما لم يفهم عدد كبير من
الفرنسيين ما يقصد الأسئلة التي وضعت عليهم. وبعد فرنسا فرنسا سيتوجه
لإينغل وفليشمان إلى كندا.
تاريخ عرض الفيلم يتزامن مع تاريخ نهاية الكون
المخرجان الألمانيان أكدا بأن الفيلم لن يكون عن نهاية العالم وإنما عن
استمراره، وسيتم ذلك بأسلوب مرح تسوده العلاقات الإنسانية والمحبة والعمل
على تفنيد الرواية المنسوبة الى منجمي المايا والمتنبئة ة بزوال الكون
وانتهاء العالم في 21 من شهر ديسمبر لهذا العام. وبهذا الخصوص يقول فليشمان:"
القضية هنا تقوم على منظور الآمال في مواجهة الأمر الحتمي. وأعتقد أن
العالم سيستمر في الوجود لبعض الوقت ".
من جانب آخر يناشد المخرج الألماني جميع الأشخاص الذين يشاركون في مشروع
الفيلم أن" يفكروا بكل جدية في الأشياء التي تجعل الحياة أكثر قيمة بالنسبة
لهم". غير أن هذا لا يعني أن مقطع الفيديو الذي سيرسله المشاركون لا بد أن
يكون جديا للغاية. " فكل واحد له الحرية في اختيار الموضوع الذي يود التطرق
إليه". فبالنسبة للبعض قد يكون حبه لشخص ما هو الذي يجعل متشبتا جدا
بالحياة، وبالنسبة لغيره فقد تكون الرغبة في الاحتفاظ بكتاب أو صورة إلى
ألأبد هو السبب، في حين قد يكون مطعم يبيع الشوارما في زاوية الشارع هو ما
يجعل الحياة أكثر جمالا بالنسبة للبعض الآخر.
وعندما سيتم الانتهاء من التصوير سيتم انتقاء بعض الأفلام القصيرة التي
أرسلها المشاركون ودماجها في الفيلم النهائي. أما فيما يخص موسيقى الفيلم،
فقد وقع الاختيار على مارك لانيغنان مغني فرقة
screaming trees،
و سيظهر لانينغان وعازف الدرمز بيت يورك أيضا في هذا الفيلم الذي ستعرضه
قناة
ARTE يوم 21 ديسمبر 2012 وهو التاريخ الذي سيفنى فيه العالم حسب رواية شعب
المايا.
دويتشه فيله في
28/08/2012
تمنت القيام بعمل فرنسي حتى تصبح وجهة مشرفة لمصر
منة شلبي مستاءة من كتاب "هوانم نظام مصر السابق"
القاهرة - سامي خليفة
أعربت الفنانة منة شلبي لـ"العربية.نت" عن استيائها مما كتب عنها من خلال
كتاب جديد يوجد حاليا في الأسواق يحمل عنوان (قصص محظيات وهوانم نظام مصر
السابق) للكاتب علاء الدين طه، والذي اختص الكاتب فقرة خاصة عن اهتمام
الرئيس السابق مبارك بالفنانة منة شلبي والاهتمام بكل أخبارها.
وأوضحت منة أنها متواجدة حاليا في فرنسا ولكنها سوف تعمل على معرفة حقيقة
ما قيل باطلاعها على الكتاب وما كتب عنها قبل اتخاذ أي إجراء.
وأوضحت منة أنها قابلت الرئيس السابق مع وفد من الفنانين من بينهم الفنانة
منى زكي وعزت العلايلي ويحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز ومحمود يس ونيلي
كريم وهذه المقابلة تمت منذ عامين ولم يتم أي لقاء بينها أو اتصال بينها
وبين مبارك بعد ذلك.
وعما نشر على لسانها أنها قابلت الرئيس السابق مقابلة خاصة بعد مقابلتها
الأخيرة له مع الفنانين قالت منة إن هذا الكلام لم يصدر من لسانها على
الإطلاق، وإنها اعتادت على كثير من هذا الشائعات.
وفي سياق آخر حول حقيقة تواجد منة في فرنسا لاشتراكها في بطولة فيلم فرنسي
وتكتمها عن تفاصيله أوضحت أنها تتمنى عمل فيلم مثل ذلك حتى تصبح وجهة مشرفة
لمصر بخوضها لأول مرة الأفلام العالمية بعمل من بطولتها، مبينة أن هذا
الكلام ليس له أساس من الصحة ولكن كل ما في الأمر أنها ترغب في إتقان اللغة
الفرنسية عن طريق حصولها على دروس مكثفة حتى تعود إلى مصر لكي تمارس
أعمالها الفنية.
يذكر أن الفنانة منة شلبي تستعد لتصوير فيلمها (خيال الظل) والتي تلعب من
خلاله شخصية الصحفية التي تقع في غرام الطبيب الذي يجسد شخصيته الفنان احمد
عز.
العربية نت في
28/08/2012 |