عائلة وديع الصافي ستختار 'السيناريو الأنسب' لفيلم يوثق لمسيرته الفنية
ويتفادى السقوط في 'بازار' المسلسلات الدرامية.
كشف أحد ابناء الفنان اللبناني وديع الصافي أن العائلة ستختار "السيناريو
الأنسب" للفيلم السينمائي الذي سيتم تصويره عن حياة "صاحب الحنجرة الجبلية
الذهبية"، من بين سيناريوات عدة ستقدم إليها، مشيرا الى أن هذه السيناريوات
قد تستند إلى كتاب للباحث الموسيقي فيكتور سحاب عن سيرة الصافي، إضافة إلى
وثائق أخرى.
وكانت عائلة وديع الصافي، احد ابرز وجوه المرحلة الذهبية في الاغنية
اللبنانية، أعلنت اخيرا انها وقعت عقدا مع شركة "شيرا برودكشن" اللبنانية
للانتاج.
وبموجب هذا العقد، سيجري تصوير فيلم سينمائي يتناول سيرة حياة هذا الفنان
التسعيني الحافلة بالاحداث.
وقال جورج الصافي نجل وديع الصافي "تلقينا في الأعوام السابقة عروضا كثيرة
لانتاج فيلم عن سيرة حياة وديع الصافي، من شركات وجهات عدة".
واضاف "لكن والدي وجد العرض الذي قدمته شركة شيرا برودكشن الانسب، وارتاح
له من كل النواحي، فوقعناه".
وبحسب جورج الصافي فان "أهم ما في العقد، بالنسبة له ولنا كعائلة، ان
القرار عائد لنا في ما يتعلق بمضمون الوقائع والأحداث وما يجب أن يرد منها
في الفيلم".
ويرى جورج ان هذا الامر "يجنبنا الوقوع في اللغط الذي وقعت فيه بعض الاعمال
التي تناولت السير الذاتية لفنانين آخرين".
وكان مسلسل عن حياة الفنانة اللبنانية صباح اثار السنة الماضية جدلا في
لبنان حول دقة الاحداث الواردة فيه.
وأوضح الصافي أن العائلة فضلت إنجاز فيلم وليس مسلسلا تفاديا للسقوط في
"بازار المسلسلات الذي لا ينتهي".
وأفاد الصافي ان العائلة ستضع الأحداث والوقائع التي ستختارها بمتناول عدد
من كتاب السيناريو المعروفين، على أن تختار في وقت لاحق السيناريو من بين
ما سيقدمه هؤلاء.
وقال الصافي في هذا الصدد "سنطرح على الكتاب المواضيع نفسها، ونرى من
يتناولها بالطريقة الفضلى، وسنعتمد الصيغة الأنسب، وبعد أن يصبح السيناريو
جاهزا، سنختار المخرج".
وأشار إلى أن "المرجع التأريخي الأساسي للسيناريو سيكون على الأرجح كتابا
للباحث الموسيقي الدكتور فيكتور سحاب يتناول سيرة وديع الصافي ويركز على
اغنياته، ويحمل عنوان 'وديع الصافي".
وفيكتور سحاب مؤرخ موسيقي له مؤلفات عدة عن تاريخ الموسيقى العربية، ابرزها
"السبعة الكبار في الموسيقى العربية" وموسوعة صدرت في السنوات الماضية عن
ام كلثوم بالتعاون مع شقيقه المؤرخ والناقد الموسيقي الياس سحاب، وهما
شقيقان للمايسترو اللبناني ذائع الصيت سليم سحاب المقيم في القاهرة.
وأضاف الصافي "سيستعان أيضا بالارشيف والمقابلات الصحافية، اذ شهدت حياة
والدي احداثا كثيرة مشوقة منها مثلا حصول انقلاب حين كان في ضيافة العاهل
المغربي الراحل الملك الحسن الثاني".
تجدر الإشارة الى أن وديع فرنسيس المعروف بوديع الصافي من مواليد 21 تشرين
الثاني/نوفمبر 1921 في بلدة نيحا في قضاء الشوف وسط لبنان.
ميدل إيست أنلاين في
28/08/2012
أحلام سينمائية سورية لكسر 'الركاكة
التلفزيونية'
دمشق – من سامر
إسماعيل
مشروع تلفزيوني يسعى للخلاص من هيمنة 'مسلسلات الدم والجريمة' والتحرر من
مزاج سوق الفضائيات العربية.
سجلت مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني سبقها السينمائي بخمسة أفلام قصيرة
ضمن ما أسمته "مشروع شباب.. أحلام سينمائية سورية" التي تم عرضها مؤخراً
على الفضائية السورية وبذلك أعادت مؤسسة الإنتاج مجد دائرة السينما في
التلفزيون العربي السوري التي أنتجت العديد من الأفلام التلفزيونية منذ
انطلاقة البث عام 1960 ومحاولة إعادة القيمة الجمالية للرسالة التلفزيونية
وتخفيف العبء عن المؤسسة العامة للسينما في دعم الرؤى الجديدة.
وتسعى مؤسسة الإنتاج من خلال هذا المشروع كسر الركاكة التلفزيونية بغية
إظهار طاقات يحق لها أن تشاهد من قِبل جمهور عريض يتوق اليوم إلى الخلاص من
هيمنة مسلسلات الدم والجريمة وذلك عبر محترف سينمائي سوري خالص التكوين
متحرراً من مزاج سوق الفضائيات العربية واصلاً تجربة الرواد التي انقطعت
أخبارها مع الهجمة الاستهلاكية المجنونة لتخريب الذائقة السورية وإلحاقها
بعصر تقديس السلع وعبادتها.
ومن أفلام المشروع فيلم "موود" للمخرج طارق مصطفى الذي يحقق فيه عن نص محمد
حسن ما يشبه سيمفونية بصرية تنتشل حياة ممثل شاب يعيش في قلب ضوضاء العاصمة
من تقليدية الحكاية إلى مشهدية لافتة في أناقتها لنتابع يوميات شاب سوري
تطارده أصوات منبه الساعة وشفرات المكيف ونداءات الباعة ونبرة مراسلي نشرات
الأخبار.
وأدى الدور الفنان مجد فضة ممضيا وقته بإعمال أعصابه في تصوير أدواره في
مسلسلات تلفزيونية لا تحقق له ذلك الرضى الذي يطمح إليه عن نفسه فها هو في
مشاهد متتالية يعبر من بيته الدمشقي إلى مواقعٍ تصطخب فيها صرخات مخرج
المسلسل الذي يقوم بأداء إحدى شخصياته جنباً إلى جنب مع موسيقى الديسكو
وضجة أجوائه ليصل الشاب في النهاية إلى لحظة من المواجهة الحقيقية مع ذاته
أثناء انقطاع التيار الكهربائي ليكتشف وقتها أن ثمة مكتبة عامرة بكتب الشعر
والرواية والتاريخ يمكن الخلود إليها.
ويدخلنا مصطفى بفيلمه في مشهدية لونية لافتة تضعنا على مقربة من مجابهة
صميمية تخرس العالم وتسكت غلواء الصخب واللهاث اليومي وراء لقمة العيش لنجد
أنفسنا على تماس مع حاجة النفس إلى السكينة والبراء من فوضى الأصوات وزعيق
العالم وذلك عبر رؤية سينمائية تعيد إنتاج المكان وتنتشله من بشاعته
الواقعية بعيداً عن أية كليشيهات بصرية.
تجربة لافتة حققها أيضاً المهند كلثوم في فيلمه "29 شباط" عن نص سيف حامد
حيث تضعنا كاميرا المخرج أمام قصة شاب وفتاة "غفران خضور.. عروة كلثوم"
ينتقلان بين مستويي الحلم والواقع على مشهدية احتفالية باهظة لما يشبه
كرنفالاً من كرنفالات الشارع فيه راقصون وراقصات وعربة بحصانين لرجل ثري
(جهاد سعد) يتقدم الجموع ليتوقف الحلم فجأة ونعود جميعنا إلى أجواء واقعية
محضة يختفي معها ذلك المهرجان لنكتشف أن الراقصين تحولوا إلى عمال نظافة
والرجل الثري هاهو يأخذ زاوية في شارع باب شرقي كبائع يانصيب فيما نشاهد
الفتاة ترمي كيس القمامة من إحدى شرفات المنازل المطلة على الساحة بدون
أدنى اكتراث للمارة.
ويضعنا مخرج العمل عند بطل فيلمه الذي نشاهده بعدها يركض باحثاً عن ذلك
الحلم الذي كان يرفرف في جنبات باب شرقي مشهدية يسجلها كلثوم بأمانة
سينمائية ليتوقف الشاب مستيقظاً من دوخة أحلام يقظته وهاهي الفتاة ذاتها
التي كانت تراقصه في الحلم تنتظر أمام إحدى المحال بلباسها الواقعي وشالها
الأصفر لنشاهد من جديد مونولوجاً طويلاً من الشاب الذي يشرع بالحديث مع
الفتاة /السندريلا حديث لا يعوزه الحميمي ولا تنقصه نبرة السينما فهو ليس
حواراً تلفزيونياً بل هو أقرب إلى بوح بين شاب يقف بحذاء مثقوب أمام فتاته
الصامتة أحلام يتلوها الشاب عن نفسه عن عمره المهدور وراء طائرات الورق
وعيد ميلاده الواقع في 29 شباط الذي لا يحتفل به سوى مرة كل أربع سنوات
لينتهي هذا المونولوج بكلمة "بحبك".
ونشاهد أيضاً أداء لافتاً للفنانة غفران خضور التي ترسل عبر وجهها حالة
نفسية دقيقة ومتقنة أثناء سماعها لمونولوج الشاب لينتهي صمت خضور بكلمة
"بحبك" آخذةً صورةً بهاتفها المحمول للشاب الطالع من فراغ الشارع وزحمته
إلا أن مخرج الفيلم يصر هنا على لقطات فوتوغرافية سريعة للفتاة ذاتها تتمشى
بثوب أبيض في غرفة شبه معتمة لتمسح الدموع عن صور أناس ميتين نلمح من بينها
صورة الشاب نفسه معالجة بصرية درامية نهضت بالنص نحو مصاف لغة سينمائية
لحلم يدافع عن وجوده رغم كل القتامة التي من الممكن أن تصادر على الرؤيا
مما جعل من 29 شباط جديراً بتسجيل وثيقته عن جيلٍ يبحث عن ساندريلاته بين
ركام الخرابات اليومية.
في الفيلم الثالث "رياح كانون المبكرة" لمخرجه أحمد الخضر يجد المشاهد نفسه
أمام مأثرة سينمائية جديدة لها مذاق الأفلام الروائية السورية ثمانينات
القرن الفائت فالنص المكتوب لعماد منصور حقق مساحة جيدة أمام مخرج الفيلم
لينسج علاقة سينمائية مع بحر طرطوس نتابع حكايتها اللطيفة من داخل صفوف
إحدى المدارس الابتدائية بين صبي وفتاة فتركيز المشاهد قبالة شاطئ طرطوس
وهب لحكاية رامي الصبي الذي سيصاب بعد قليل بالسرطان بعداً سحرياً لاسيما
مشهد الحمامة الميتة التي يقوم كل من رامي ورفيقته الصغيرة بوضعها في صندوق
صغير وقذفها إلى موج البحر طقس كان من الممكن محاكاته سينمائياً عند موت
رامي أيضاً.
طرح مأساة أطفال السرطان بعيداً عن الكليشيهات المعروفة بل من خلال تورية
ذكية لمعنى الغياب وفداحة الفقد لنشاهد الطفلة في آخر مشهد تهبط أدراج بيت
رفيقها الصغير مبتعدةً عن عزاءات الناس وتقاليدهم الممجوجة فيما يمكن وصف
مشهد الأب الصياد جرجس جبارة أمام جثمان ولده الصغير بالمشهد النادر في
مصداقيته وابتعاده عن كل ما من شأنه الاستعراض المجاني هي لغة سينمائية
تقتفي إحساس الممثل دون أي تدخلات جانبية إنها "رياح كانون المبكرة" التي
يوقّعها الخضر بحرفية مخرج لديه حساسية خاصة في تقديم المتخيل وإنجازه
بعيداً عن جلبة اللقطات العامودية وبمفردات الواقع ذاته.
وينجز أيضاً الفنان أحمد سويداني فيلمه "بدون عنوان" عن نص خالد طيارة لكن
السينما هنا تبتعد عموماً عن مذاق القصة وطريقة معالجتها بصرياً ليكون
المشاهد أمام فيلم بنكهة حلقات متصلة منفصلة تقريباً إننا أمام حكاية كاتبٍ
شاب يخطُ ما يشبه يوميات عن امرأةٍ يصفها لنا عبر مونولوجه الداخلي ليكتشف
الشاب أن تلك المرأة في الواقع تعرضت لحادث أفقدها ذاكرتها وربما قد نسيته
من جملة ما نست من تاريخها الشخصي.
ويقدم النص هنا عدة توقعات فهل نحن أمام شاب يتعرف على امرأة فقدت ذاكرتها
ويستغل ذلك للتقرب منها أم نحن فعلاً أمام لقاء مصادفة بعد سنين من الغياب
في كلتا الحالتين نفقد شعورنا بالسينما ويتعزز التلفزيوني مجدداً عبر
حوارات طويلة ومونولوج لا ينتهي محققا ثرثرة كلامية ترافقها ثرثرة بصرية
تقف فيها السينما كهامش من الرومانسية الكاريكاتورية ونوع من البذخ المجاني
التي تقدم السينما عبر فكرتنا التلفزيونية عنها.
وإذا كانت النبرة السينمائية تراجعت نحو مصاف التلفزيوني في فيلم "بدون
عنوان" محققة حداً أدنى من الدهشة فهي في فيلم "جدارية الحب" تنعدم نهائياً
لنكون أمام قشور سينمائية قوامها نص ضعيف للغاية لرامي كوسا.
فالفيلم الذي يروي قصة بائع معروك تتنافس عليه فتاتان من طبقتين اجتماعيتين
مختلفتين بقي مجرد طرفة سينمائية فلا الشخصيات تبدو واضحة المعالم والحكاية
التي يقدمها الفيلم عكست فقراً حاداً في المخيلة وفي فهم طبيعة السينما حيث
كنا أمام مشاهد متكررة لشاب يبيع معروكاً دائماً أمام بيت الفتاة التي لا
يحبها.
الفتاة أدت دورها لوريس قزق الغنية التي تتلصص على بائع المعروك الواقع في
غرام ابنة عمٍ ترقص له رقصاً شرقياً على أصوات أغاني راديو الستينيات
لنشاهد ما يشبه (فلاش باك) لامرأة يعتقد أنها تلك الفتاة الغنية تقع أمام
ألبوم ذكرياتها عتاب نعيم ترجع إلى حبها الذي أرادت شراء معروكه الفقير
بالنقود لكنها فشلت (فالمال لا يشتري السعادة) جملة نسمعها من فم الفتاة
الثرية على شكل حكمة اليوم.
ما يلفت الانتباه هو المؤلفات الموسيقية التي قدمها الفنان سمير كويفاتي
لأحلام مشروع شباب فرغم تقاربها اللحني في الكثير منها إلا أنها استطاعت
توفير مناخ موسيقي غني للمشاريع المقدمة حالها كحال جميع أعمال كويفاتي
التي كانت في مقدمة أنواع الموسيقى التصويرية الرائدة في حساسيتها
والتقاطها لمزاج العمل الفني.(سانا)
ميدل إيست أنلاين في
28/08/2012
أزمة قلبية أنهت عامين من الأمراض العديدة تتوجت بالعمى
... ورحل فاضل جاسم
عبدالجبار العتابي
لن ينسى العراقيون فاضل جاسم، الفنان الذي أنهكته الأمراض وأعياه العمى
فأقعده عن العطاء بعد مسيرة طويلة، غنية بالأعمال الفنية التي ساهمت في
تشكيل ذاكرة الفن العراقي المعاصر.
بغداد: نعت نقابة الفنانين العراقيين الفنان فاضل جاسم، الذي توفي أمس إثر
إصابته بنوبة قلبية مفاجئة بعد معاناة طويلة مع العديد من الأمراض التي
توالت في زيارة جسده، وصراع مرير مع الظلمة بعد أن اصيب بالعمى قبل عامين،
فيما كانت النداءات لمعاونته للتخفيف عنه تذهب ادراج الرياح فلم تلتفت اليه
المؤسسة الفنية، علمًا أن عددًا قليلاً من أبناء حيه شاركوا في تشييعه.
وكي لا يمد يده طلباً للمساعدة لم يترك جاسم التمثيل، وكان يفتخر بحفظه
أدواره عن طريق السمع، فقدم ادوارًا في اعمال تلفزيونية غير مبالٍ بالعمى،
واشترك في مسلسل "سائق الستوتة" الذي عرض في رمضان 2011 مع الفنان قاسم
الملاك ليكون آخر أعماله التلفزيونية.
والفنان فاضل جاسم هو من خريجي معهد الفنون الجميلة في الستينات، وعضو فرقة
14 تموز وأحد مؤسسيها، قدم الكثير من الاعمال المسرحية فيها منها "الدبخانة"،
و"جفجير البلد"، "اللي يعوفه الحرامي"، "جزة وخروف"، وشارك في العديد من
الأعمال التلفزيونية وأعمال الفرقة خصوصًا برنامج "مع الخالدين" الذي كان
يعده الراحل عزيز شلال عزيز وقدمت اكثر حلقات البرنامج على الهواء مباشرة.
ويعد جاسم واحدًا من مؤسسي الفرقة القومية للتمثيل، كما برع في ادوار كثيرة
اهمها "مجالس التراث"، "حرم صاحب المعالي"، "ابو الطيب المتنبي"، "نديمكم
هذا المساء".
شكل ثنائيًا جميلًا مع الفنان قاسم صبحي في اكثر اعمال فرقة 14 تموز، ويؤكد
زملاؤه الفنانون أنه فنان انساني بكل معنى الكلمة، وهو ممثل مبدع وكبير
ويتميز بمواقفه الكوميدية التي قربته من الناس في الازمان المختلفة.
حاولنا الإتصال بزميله الفنان قاسم صبحي فقال لنا ابنه الصحافي اياد
الصالحي إنه ما إن قرأ الخبر على شاشة التلفزيون حتى صرخ وكاد يغمى عليه
وراح يبكي بحرقة، فهو صديق عمره وطالما كانا معًا في اغلب الاعمال الفنية
سواء المسرحية أو التلفزيونية.
وفي ما بعد تحدث معنا الفنان قاسم صبحي قائلاً: "في الراحل صفات مشتركة
اسهمت في نجاحنا معًا من خلال اقبال المخرجين على اسناد ادوار قريبة من
بعضنا في اطار كوميدي دغدغ قلوب المشاهدين منذ اكثر من عشرين عاماً، فضلاً
عن حماسة الراحل خليل الرفاعي في كتابة قصص قريبة من الواقع العراقي
الشعبي، ووجد في كلينا رسالة مهمة بسيطة تمثل مجتمع الطيبة والوفاء والغيرة
حوّلها الى اعمال ناجحة بعدما وصل انسجام الراحل معي نفسيًا وروحيًا
وفكريًا الى درجة الكمال بحيث صار يفهمني بالاشارة والايماءة من دون أن
نتفوه بكلمة واحدة".
واضاف: "خسرنا فاضل جاسم الإنسان الطيب والفنان العفوي والعراقي الشريف
الذي هضم كل صعوبات الحياة وذرف الدموع قهرًا لما وصل إليه المستوى المعيشي
للرواد من بؤس وشقاء، وما تسببت به ظروف البلاد طوال العقود الثلاثة
الاخيرة من تباين لمستوى العروض المسرحية والدراما التلفزيونية اثر رحيل
عمالقة الفن النظيف والبريء، لذا سأبقى وفيًا لأخي الراحل وكل رموز الفن
الاصيل من خلال استرجاع ابهى الذكريات والمواقف الشجية ولن ننساهم مهما
حيينا، الف رحمة على روحهم الطاهرة".
وفي الحديث عن جاسم نستذكر ما قاله الفنان الكبير يوسف العاني عنه: "دعيت
إلى حفل مهرجان بغداد الدولي الخامس للمبدعين الذي اقيم في قاعة المسرح
الوطني، وقف بين المكرمين الفنان المسرحي والتلفزيوني فاضل جاسم سمعت بمرضه
ولم أكن أدري عن حالته الا القليل، هرعت إليه لأحتضنه واستمع إليه وكان هو
مع من يقوده يتجه إليّ حين علم أنني حاضر، كان لا يرى شيئاً ويمد يده يمسك
بمن أمامه كي لا يسقط على الأرض، فقد بصره ولم يبقَ منه إلا بصيص أمل يعيد
إليه قدرة جديدة كي يرى النور ويسير في ممرات المسرح بلا رفيق ليصعد إلى
خشبة مسرحه أو ينزل منها، كما كان بالأمس، علامة من إبداع حقيقي يملأ
الفضاء حيوية ليقنعك بما يقول أو يتحرك وقدماه راسختان ليقودهما برؤيته
المضيئة إلى أي جهة يريد، يميل ذات الشمال وذات اليمين ينتزع البسمة
والبهجة ويغادر المسرح بذات الحيوية ليلتمس صدى ما قدم من إبداع وما خلق من
فرح، فاضل في ذلك اليوم كان يمد يده ليمسك بي ويتأكد إني أمامه احتضنته،
فاحتضنني وبكى مردداً كلمات دعوة الى المسؤولين ليأخذوا بيده الى أماكن
علاجه التي تتطلب المال والجهد، وهو اليوم عاجز عن توفيرها بالقدر المطلوب،
قال لي كلمات أبكتني ونقلتني إلى حال فنانين آخرين مروا بعين المأساة وما
زال آخرون أو أخريات في عين الحالة أو أسوأ منها".
إيلاف في
28/08/2012
دراسة: الأفلام الإباحية وراء انتشار ظاهرة التحرش
كنبت - أنس الوجود رضوان :
فتح الإعلامى حافظ المرازى، فى برنامجه «بتوقيت القاهرة» قضية التحرش فى
الشارع المصرى، المسكوت عنها إعلامياً، وحاول أن يقدم لنا نموذجاً حياً،
وهى الفنانة «بسمة» التى تعرضت للتحرش أثناء مشاركتها بوقفة احتجاجية
للدفاع عن الحريات بوسط البلد، «بسمة» أكدت أن هذا المشهد يطاردها كل دقيقة
مما يجعلها تسعى لإطلاق مبادرة لحماية المرأة المصرية من التحرش، وإطلاق
حملة لعمل مشروع قانون يعاقب على من يقدم على مثل هذه الأفعال، ودقت «بسمة»
ناقوس الخطر الذى يهدد المجتمع ويخلق أماً مريضة نفسياً> مما يفكك المجتمع،
وما قالته «بسمة» و«المرازى» يجعلنا نتهم كتاب السيناريو الذين أهدروا
المال العام على مسلسلات تثير الغرائز، بأنها سبب رئيسى فى تفشى الظاهرة
المجتمعية الغريبة على المجتمع التى زادت بعد الانفلات الأمنى وسلبية
المجتمع المصرى الذى يقف متفرجاً على حالات التحرش، المنتشرة فى أنحاء مصر،
وحان الوقت لأن يقوم الإعلام بدوره تجاه المجتمع، فى المرحلة المقبلة، وأن
يبادر صلاح عبدالمقصود، وزير الإعلام، بإطلاق حملة توعية تنويرية وإعداد
برامج تستضيف رجال الدين وعلم النفس والاجتماع وإقامة ندوات فى الجامعات
والمدارس بمساعدة أطباء نفسيين لتوعية الأطفال ذكوراً وإناثاً، بأهمية
احترام الآخرين للحد من الظاهرة، وعودة القيم، وأن يكف الإعلام الخاص عن
الثرثرة، ويلعب دوراً فى نشر الأخلاقيات بين المجتمع، وأن يراعى الإعلامى
البعد الوطنى والأخلاقى بمعنى ألا يميل إلى مجموعة دون أخرى ولا يقبل أن
يكون ثمنه مكافأة مادية أو شهرة إعلامية على حساب المشاهد، ولابد من إصدار
قانون يجرم التحرش، وعقاب كل من يقوم بهذا الفعل الفاضح، وقد أشارت
الدراسات الإعلامية إلى أن امرأة واحدة من كل ثلاث نساء مصريات تعرضن
للتحرش ليتضح أنها فشلت فى الزواج بسبب كرهها لزوجها، معتبرة أن كل الرجال
ذئاب مما ساهم فى زيادة نسبة الطلاق.
وأكدت الدكتورة عزة كريم، مدير مركز حقوق المرأة، أن 62٪ من الرجال اعترفوا
بالتحرش الجنسى مرة على الأقل أسبوعياً، وهذا يرجع لمشاهدتهم الأفلام
الجنسية ومشاهد الإغراء فى المسلسلات الدرامية التى تعرض على الفضائيات.
يمكن النظر لموضوع التحرش الجنسى من خلال العديد من الزوايا والأوجه هذه
الظاهرة تمثل أحد أشكال اضطهاد المرأة، أو تعد جزءاً من ظاهرة أوسع هى
ظاهرة قهر النساء والاضطهاد الواقع عليهن، وهنا يكمن دور الإعلام فى طرح
القضية ومناقشة أبعادها بدلاً من تهميشها.
الوفد المصرية في
28/08/2012
رانيا يوسف تكتب :
المهرجان الدولي الذي حوله السينمائيون الي خناقة شوارع
كتب: رانيا يوسف
لن يندهش الان فناني مصر اذا خرج عليهم تاجر دين او فصيل سياسي واستنكر
الأموال التي تنفق علي انتاج الأعمال الدرامية كما حدث خلال شهر رمضان ، او
الافلام السينمائية التي انحدر مستواها الفني الي ما يشبه تناول المسليات
ودعا الي وقف هذا الانفاق الذي لا جدوي من ورائه سوي اهدار مبالغ كبيرة علي
اعمال وصفها بعض مدعي الدين "مخله" واصحابها "عاهرات" ، وبعيدا عن هجوم
الجاهلين مدعي الدين علي صناعة الفن وحرية الابداع ،بدأ صناع هذا الفن
يشعلون النار فيما بينهم لأسباب اذا صارحنا أنفسنا بحقيقتها واعترفنا بها
دون تجميل او تزييف ، فهي مشاكل شخصية لا تنتمي الي صناعة الفن من قريب أو
بعيد، لكن تاثيرها سيطول من مشوار تطور الثقافة و سيحيل جزء من صناعة ضخمة
الي الاندثار ، الصراع الداخلي بين سينمائي مصر سيفتح فجوة لتسلل المتربصين
لهذا الفكر الي افساد وتدمير اخر ما تبقي لنا من ذاكرة السينما المصرية
والتي شارك جزء كبير من سينمائيي مصر في تدميره خلال السنوات الماضية،
ووقفت المصالح الشخصية الان لتكمل تدمير الجزء الاخير منه.
لا يمكن ان نلوم من لا يعرف مدي أهمية أقامة مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي هذا العام ويعتبره جزء تجميلي غير مهم لصورة الثقافة في مصر، لأن
أصحاب المهرجان أنفسهم والعاملون في الحقل السينمائي منذ عشرات السنين هم
ايضاً لا يكترثون لاقامة مهرجان او السعي لانجاح هذه الدورة الاولي بعد
الثورة، ولا ينظرون الي الجهد الذي بذله فريق عمل متخصص خلال اشهر طويله
ماضية من اجل عقد دورة تمحو اثار الغبار الذي لوث سمعة مهرجان القاهرة طوال
السنوات الماضية، بسبب الاهمال وعدم خبره فريق الموظفين في ادارة المهرجان
وسلسلة المجاملات والمحسوبيات التي أطاحت بأسم المهرجان من علي خريطة
المهرجانات السينمائية العربية كأهم مهرجان سينمائي عربي ، فلا يهم جمعية
كتاب ونقاد السينما برئيسها ممدوح الليثي اقامة المهرجان من عدمه ولا
المسئولية والخسائر التي ستقع علي الفن السينمائي المصري بكامله حال عدم
اقامة تلك الدورة، كل ما يسعي اليه رئيس تلك الجمعية هو كسب الحرب التي
اشعلها ضد الجمعية الجديدة التي انشأت لأنقاذ ما تبقي من هيكل وسمعة مهرجان
القاهرة التي تدهورت طوال السنوات الماضية للحضيض.
الحرب وصلت الي حد تصريحات وزارة الثقافة بفض النزاع وذلك بتراجعها عن
اسناد تنظيم المهرجان الي جمعية مهرجان القاهرة واستيلاء الوزارة عليه هذا
العام علي امل ارجاعه العام القادم الي "جمعية ممدوح الليثي" التي فشلت في
تنظيم دوراته من قبل حتي هددت جمعية منتجي السينما العالمية بوقف المهرجان
وسحب صفة الدولية منه، وأصبح الصراع بين الجمعية والوزارة "سيب وأنا أسيب"
، فالأزمة هي أزمة كراسي ونزاع سلطوي ، والتحايل علي القانون باسم الحق
،لكنه في الواقع حق يراد به باطل.
ولم تتوقف الوزارة عن تخويف السينمائيين من احتمال الغاء المهرجان هذا
العام ومنها سحب صفة الدولية منه ومنحها لاحدي بلدان الشرق الاوسط التي
تلهث للحصول علي هذه الصفة ومنها اسرائيل، لكن كما ذكر في التصريحات ان
الوزارة تسعي للاستعانة بفريق عمل جمعية مهرجان القاهرة التي بدات عملها
منذ اكثر من عام لشراء جهودهم ونسبها الي جهة اخري مع اقصاء تام لصفة
وهيئئة جمعية مهرجان القاهرة ، في اشارة واضحة ان النيه لا تهدف الي انقاذ
المهرجان ولكن الي اقصاء خبرات بعينها والتأمر علي اما افشال هذه الدورة او
الغائها تماماً.
النزاع الان ليس بين الوزارة وبين "جمعية الليثي" التي تحاصرها المشاكل
والاشاعات منذ سنوات، بسبب تمسك رئيسها بمنصبة وخذلان مجلس ادارتها علي عزل
الليثي من منصبه،ولكن النزاع أصبح بين قامات صناعة السينما وبين أطماعهم في
المناصب والسبوبة التي يحصدونها من وراء هذه المهرجانات، والتصريحات التي
يتشدقون بها ليل نهار حول مخاوفهم من تحجيم حرية الابداع او محاربة التيار
الاسلامي للفن فقدت مصداقيتها عند أعتاب مصالحهم الشخصية.
دعوة الي اصحاب الحناجر العالية من سينمائيي مصر اللذين يتشدقون ليل نهار
باصدار البيانات وعقد المؤتمرات خوفاً علي تأسلم الفن،اما ان تثوروا الان
علي اذيال النظام السابق او تخرسوا الي الابد.
البديل المصرية في
28/08/2012
وزير الثقافة و
مهرجان القاهرة السينمائي
كتب ـ
عصام سعد:
أعلن د.محمد صابر عرب
وزير الثقافة بأن الوزارة تدخلت لانقاذ مهرجان القاهرة السينمائي من مشكلة
قانونية
كادت أن تلغيه هذا العام.
وطالب الوزير من الاطراف المعنية بإقامته بأن تتضافر
جهودها لانجاح المهرجان في دورته القادمة بعيدا عن المصالح الشخصية التي
يتمسك بها
البعض, وأكد بأن الوزارة عازمة علي إقامة المهرجان في موعده والتعاون مع كل
شخص أو
جمعية يمكن أن تخدم إنجاح المهرجان الآن. وسوف يصدر د.عرب
قرارا خلال اليومين
القادمين بتشكيل اللجنة الفنية والادارية المنظمة للمهرجان, فضلا عن شخص
رئيس
المهرجان.
الأهرام اليومس في
29/08/2012
انتحار الفنانين..
الموت حبا
صافيناز حشمت:
أشتهر بأفلام الإثارة
والحركة مما جعل نهايته مطابقة لحياته, إنه المخرج السينمائي البريطاني
المولد
توني سكوت(68 عاما) الذي قرر إنهاء حياته الأسبوع الماضي
بإيقاف سيارته في
منتصف الظهيرة علي جسر فينست توماس بكاليفورنيا والقفز منه إلي الماء.
وقد تم العثور داخل سيارته علي رسالة تؤكد انتحاره
كما أن أسرته أنكرت إصابته بأي أمراض عضوية هي التي أودت بحياته.
وتوني هو
الشقيق الأصغر للمخرج العالمي ريدلي سكوت. ومن أشهر أفلام توني توب جن,
لعبة
الجاسوس, رجل علي النار, أيام الرعد, شرطي بيفرلي هيلز الثاني,
صبي الكشافة
الأخير......إلخ
ويقودنا خبر انتحار توني إلي ملف انتحار الفنانين وأشهرهم
مارلين مونرو, داليدا, ألفيس برسلي, وغيرهم من أسماء لمعت
وحظيت بالشهرة و المال و
حب الناس. إذن لماذا يقدم الفنانون علي الانتحار.
هل هناك علاقة بين التقمص في
أداء الشخصية والمرض النفسي ؟ وهل يلجأ الفنان للعلاج النفسي أم أنه يخشي
من نظرة
المجتمع إليه؟ أسئلة عديدة تدور في الذهن كلما وقع حادث انتحار جديد نعلم
جيدا أنه
لن يكون الأخير.
في محاولة لمعرفة الحقيقة وراء هذا المرض الذي يغتال الفنانين
والمشاهير دون إسالة الدماء اتجهنا إلي.
د أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي والرئيس
السابق للجمعية العالمية للطب النفسي والذي قال:
يعتبر الاكتئاب من أكثر الأمراض
النفسية انتشارا في العالم إذ تتراوح نسبة المصابين به من4-6% من سكان أي
بلد في
العالم, ويوجد مليون فرد في العالم يقبلون علي الانتحار سنويا. منهم7% من
المصابين
بالاكتئاب. وأنه يوجد حالة انتحار كل17 ثانية. والاكتئاب عندما
يهاجم الفرد فإنه
ينسيه تماما كل المزايا وأسباب النجاح التي يمتلكها, وهذا ما يفسر إقبال
بعض
الفنانين علي الانتحار بعد إصابتهم بالاكتئاب. حيث إنهم دائما لديهم الكثير
من
التوقعات نحو إنجازهم ومعدلات نجاحهم, وفي حالة عدم تحقيق هذه
الإنجازات يصطدمون
بالواقع ويصابون بالاكتئاب ويفقدون قدرتهم علي العطاء والإبداع أكثر من
الآخرين في
مجالات أخري, لأنهم يعتبرون أنفسهم قدوة وصورة للنجاح والتقدم
يعتبر المبدعون
والفنانون والموسيقيون أكثر تعرضا للاكتئاب, حيث إنه يوجد خط فاصل بين
الإبداع
والمرض النفسي. وقد ربط إرسطو منذ مئات السنوات بين البشر
المتفوقين في مجالات الفن
والسياسة والشعر وبين الميل الشديد للحزن الذي قد يصل بهم إلي حد الجنون.
ويضيف
عكاشة: عندما يزحف الاكتئاب نحو الانسان يفقده الرغبة والقدرة علي
الاستمرار في
الحياة والإحساس ببهجتها. ويؤكد الدكتور عكاشة أنه من بين
المبدعين لا يوجد من شعر
بالاكتئاب إلا ولجأ للطبيب للمساعدة بما يؤكد إدراكهم بأنهم يعانون من خلل
ما.
وينصح الدكتور أحمد عكاشة المبدعين الذين يصابون بالاكتئاب قائلا إذا كانت
عبقريتك وموهبتك وفنك لا يتأثرون بالاكتئاب بل يمنحك إبداعا
وصمودا وتعاطفا فلا
داعي للقلق, أما إذا أثر الاكتئاب علي عطائك وموهبتك وإنتاجك فسيصبح اللجوء
للطبيب
أمرا واجبا.
وعلينا ألا ننسي أن70% من حالات الاكتئاب تبدأ بالآم جسمية وعضوية
مثل فقدان شهية الأكل والأرق الشديد بما يحتم في هذه الحالة
زيارة الطبيب.
الأهرام اليومس في
29/08/2012 |