نظّمت مؤسسة الحوار الإنساني بلندن أمسية سينمائية بعنوان "جمال
أمين مُمثلاً" بعد أن قدّمته المؤسسة ذاتها قبل سنة من هذا التاريخ تحديداً
بأمسية مماثلة كانت تحمل عنوان "جمال أمين مُخرجاً" وقد عرضنا
له في حينه ثلاثة
أفلام وهي "فايروس" و "اللقالق" و "العتمة الأبدية". أما في هذه الأمسية
فقد تمّ
عرض فلمين روائيين وهما "صائد الأضواء" إخراج محمد توفيق، و "العربانة"
لهادي
ماهود. وقد عُرض هذين الفلمين في عدد من المهرجانات العربية والدولية وقد
قوبلا
باستحسان النقاد والجمهور على حد سواء، لكن هذه الاستحسان لم يمنع بعض
المتلقين،
وبعض الأسماء النقدية من الاعتراض على ثيمة الفلم، وبنائه، وأداء شخصياته،
والتقنيات المستعملة فيه. سنتوقف في هذه التغطية عند فلم "صائد
الأضواء" لمحمد
توفيق وسوف نخصص مقالاً منفرداً لـ "عربانة" هادي ماهود.
يتمحور فلم "صائد
الأضواء" على شخصية شاعر عراقي مغترب يعيش في المنفى الدنماركي. وقد
شاهدناه في
اللقطات الافتتاحية من الفلم مريضاً جرّاء إصابته بالإنفلاونزا، ومتدثراً
ببطانية،
ولا يحبِّذ الخروج من المنزل، فهو مُطلَّق من جهة، ويميل إلى
العزلة الفردية من جهة
أخرى، ربما لأنه يحتاج الخلوة للتأمل كي يلج في مناخ الكتابة الشعرية، كما
رأيناه
يدوِّن بعض الصور الشعرية بين أوانٍ وآخر، لكنه لم يتخلّص من القلق الروحي
الذي
يسكنه، فثمة هواجس مٌقلقة كثيرة كانت تدهمه، وتهيمن على ذاكرته المنهمكة في
كتابة
النصوص الإبداعية الشعرية ولعل أبرزها قلق الغربة، وقلق الذات التي تبحث عن
أشياء
ضائعة في خضّم عالمه الواقعي الذي بدا وكأنه مقبرة لأحلامه وتطلعاته
الذهنية
الكبيرة التي تتراوح بين الركون في المساحة الوجدانية أو
التجلي في الفضاءات
الإبداعية التي توفِّر في الأقل لذّة النص ومتعته الناجمة من العملية
الإبداعية كما
يذهب رولان بارت.
لقد اعتمد
كاتب السيناريو على فكرة محددة وهي "اللحية" التي يريد أن يضعها الشاعر على
وجهه،
لكنه نوّع هذه الفكرة، وشظّاها، ومنحها أبعادا كثيرة، فثمة أنماط متنوعة من
اللُحى
لمفكرين وأدباء وفنانين ورجال دين كانوا يملأون الصحف والمجلات والقنوات
الفضائية،
تارة نرى ماركس، وبفارويتي، وحيفارا، وبن لادن وعشرات الأسماء
المعروفة التي تستقر
في الذاكرة الجمعية للناس، فأية لحية سيختارها هذا الشاعر، القلق، المأزوم
الذي
يحاول تبديد سأمه
ووحشته وعزلته القاتلة؟ يبدأ السينارست لعبته الفنية حينما يقوم
الشاعر بتشذيب لحيته التي أطلقها، فمرة يزيل بعض الشعيرات من
خدّيه باللملقط، وتارة
يحددها الموسى، وحيناً يحلق نصفها بالماكينة الكهربائية، وحيناً آخر يجعل
منها "سكسوكة"،
لكن كل هذه الأشكال التي صنعها لم ترُق له، إذ يجهز عليها في خاتمة
المطاف لنراه حليق الوجه نظيفه! ثم يفاجئ المتلّقين حينما
يُلقي بكل الصور التي
صوّرها ضوئياً من نافذة منزلة وهو يغرق في القهقهة. يا تُرى، هل كان يزجّي
الوقت،
ويقتل ساعات عزلته التي لا تبددها سوى اللقاءات الخاطفة ببعض الأصدقاء
العابرين، أم
انه انهزم أمام هذه الفكرة وتراجع عنها نهائياً، فهو بالنتيجة
قلق، مأزوم ومهزوم في
آنٍ معاً؟ لقد اختلفت آلية التلقي لهذا الفلم من قِبل الحضور، فالمخرج محمد
توفيق
ذيّل هذا الفلم بتوقيعه الشخصي وأصبح هذا الخطاب البصري مُلكاً للمتلّقين،
وهم
وحدهم لديهم الكلمة الفصل في رؤيته وتقيّيمه بالطريقة التي
يرونها مناسبة ولا
تتعارض مع آليات استقبالتهم لنمط الرسائل التي ينطوي عليها هذا الفلم الذي
وصفه بطل
الفلم "الفنان جمال أمين" بأن مختلف، وينطوي على قدر كبير من المغايرة ليس
في ثيمته
الغريبة حسب، وإنما في معالجته الفنية المُبتكرة. سبق لي أن ذكرت في مقال
سابق أن
الفنان جمال أمين ممثل متمكن من أدواته الفنية، ولعل أجمل ما
فيه هو أداؤه الهادئ
الذي يكاد يخلو من الانفعالات اللامبررة التي قد تنقلب ضد مصلحة الممثل من
جهة،
والمخرج من جهة أخرى. أثار حضور مؤسسة الحوار الإنساني عدداً كبيراً من
الاسئلة
المهمة، كما أدلى بعضهم بآراء شخصية مهمة أغنت الندوة البصرية
سنتوقف عند بعضها
تباعاً. فقد تساءل الكاتب عبد المنعم الأعسم في مداخلته قائلاً: "هل أن هذا
الفلم
عراقي، وهل يتناول معاناة شريحة محددة من الناس"؟ ثم عرّج في سؤاله الثاني
على
البطل وقال: هل كان الشاعر يعاني من الغربة أم من البطالة أم من قهر
المجتمع؟ ورأى
بأن بنية الفلم لم تقم على التضاد بين فكرتين أو قوتين أو إرادتين، لكنه
عاد ونوّه
إلى أنّ "أداء جمال أمين قد كشف عن قدرته القوية في التعامل مع
الكاميرا، وقدّم
ملامح أغنت الفلم، كما أن أسلوبه التعبيري قد ساعد المُشاهِد في التقاط
أشياء كثيرة
في الفلم، وتوقع له أن يكون أحد القامات السينمائية المعروفة في العراق".
أشار المخرج
السينمائي أكرم جمعة إلى عدد من إخفاقات الفلم ونجاحاته، ولعل أبرز
الإخفاقات من
وجهة نظره هي "الرونغ داركشن"، وبطء الإيقاع، وبعض اللقطات والتكوينات غير
الموفقة
التي تخدم السياق العام للفلم، كما أن الفكرة التي اشتغل عليها المخرج لم
تصل إليه
بوصفه متلقياً متخصصاً ومنقطعاً إلى العمل السينمائي. وقد رأى
أنّ حلاقة الشاعر
للحيته هي محاولة جدّية للخلاص من مشكلاته المقلقة والتحرّر منها نهائياً.
أجاب
الفنان جمال أمين بوصفه بطلاً للفلم وعارفاً بكل أسراره الداخلية العميقة
حيث قال:
(إن
"الرونغ دايركشن" يعني انكسار الخط الضوئي على الشاشة، وهناك العديد من
كبار
المخرجين العالميين يستعملون "الرونغ دايركشن" الذي تربينا على عدم
استعماله وفقاً
لنصيحة الأساتذة الذين درّسونا، لكنني موقن تماماً بأنّ محمد توفيق كان
متقصداً في
استعماله لأنه يريد أن يعكس القلق الموجود داخل شخصية البطل
المأزوم. لقد استعمل
بيتر بروك "الرونغ دايركشن" وكسر الخط الوهمي في الصورة للسبب نفسه أعلاه
كي يُظهر
القلق الذي يعتمل داخل الشخصية الرئيسية، وهذا يعني أنّ بروك لم يلتزم
بالحدود
الأكاديمية للإخراج السينمائي. لقد أدرك محمد توفيق أن بطله
الشاعر قلق جداً،
ومأزوم، ولابد أن يُظهر للمشاهدين أسباب قلقه الذي سيفضي إلى هزيمته
النهائية).
أشار أمين أيضاً إلى أن لكل مخرج طريقته
الإخراجية، ورؤيته الخاصة في معالجة فلمه
الروائي. كما نوّه إلى اعتماد الفلم برمته على شخصية واحدة
تتعامل مع موضوع واحد لا
غير، ورأى أمين بأن المخرج محمد توفيق قد نجح اختيار هذه الشخصية الصعبة
التي أقنعت
المتلقين. أما إيقاع الفلم فقد كان معقولاً من وجهة نظره، بوصفه بطلاً
للدور، وقد
تماشى مع مناخ الفلم الذي تصاعد في بنيته الدرامية ثم أفضى إلى
هذه النتيجة العبثية
المؤسية التي تجسّد مرارة الهزيمة التي مُني بها الشاعر المأزوم. ثمة
معوّقات كثيرة
تواجه المخرج العراقي في المنافي الأوروبية من بينها الاعتماد على
الميزانية
الشحيحة
"Low Budget"
أو انعدام هذه الميزانية تماماً "No Budget"،
الأمر الذي
يدفعهم إلى الصرف من جيوبهم الخاصة، كما حصل في فلم "صائد الأضواء"، ولكنه
مع ذلك
استطاع الوصول إلى عدد من المهرجانات المهمة من بينها قرطاج، ودبي،
وألمانيا
والسويد وقوبل بإطراء العديد من النقاد. انتبهت الشاعرة دلال
جويد بذكاء إلى
ملاحظتين مهمتين، الأولى أن المرأة لم تغب عن ذهن الشاعر على مدار الفلم
على الرغم
من أنها لم تظهر على الشاشة، لكنه كان يفكر بها كمعجبة ويتوقع ردود
أفعالها. أما
الملاحظة الثانية فهي أن الفلم برمته قائم على فكرة واحدة وهي
"اللحية" وقد ظل
المخرج يتابعها إلى النهاية باختزال شديد لم تألفه في أفلام أخرى.
نخلص إلى
القول إنّ الأداء الهادئ والمعبِّر للفنان جمال أمين هو الذي منح الفلم
نكهة خاصة
ودفعت المُتلقين لأن يتابعوا الفلم ويتفاعلوا معه بطريقة عضوية بحيث لم
يتركوا
شاردة وواردة إلاّ وتوقفوا عندها محللينَ إياها، وملامسينَ
عصبها النابض.
الجزيرة الوثائقية في
12/09/2012
سلوى خطاب موهبة ينقصها الحظ
مي ألياس
لا يمكن تصنيف الفنانة المصرية سلوى خطاب كنجمة صف أول لأن المنتجين
لم يسندوا لها أدوار بطولة نسائية كما يسرا أو نبيلة عبيد مثلاً، لكنها في
نفس الوقت لايمكن أن تصنف كممثلة مساندة أو ثانوية لأنها تمتلك من جودة
الأداء ما يجعلها تبرز دوماً في أي عمل تظهر به حتى لو كان ظهورها في مشهد
واحد، هي حالة فنية تدور في فلك مختلف بعيد عن تصنيفات "السوق".
بيروت: الفنانة المصرية سلوى خطاب ممثلة بكل ما للكلمة من معنى فهي
حتى عندما تقدم دوراً لشخصية نمطية تخرج بها بشكل مختلف، تمنحها بعداً آخر
لم يكتب في السيناريو، ترسم ملامحها بنفسها، تجتهد وتجد الكثير من إحترام
المشاهد.
من الأدوار المميزة في السنوات الأخيرة لسلوى خطاب دورها في مسلسل
الحارة الذي عرض في رمضان 2010 وتؤدي به شخصية فتاة تقدمية تعيش في حارة،
تفصلها مسافة فكرية شاسعة عن المحيطين بها، يفوتها قطار الزواج لأنها
منشغلة بنضالها المجتمعي والسياسي، من أجل مبادئ تؤمن بها، وتعاني من نظرة
المجتمع للعنوسة وتجسد مشاعر المرأة التي تتأخر في الزواج وتدرك ذلك بعد
مضي قطار العمر.
الدور كان بارزاً ضمن مساحته بالضبط كدورها في مسلسل "فيرتيجو" في
رمضان هذا العام فرغم أن دور الراقصة قدم هذا الموسم في أكثر من 10 مسلسلات
إلا أن المشاهد لن يتذكر سوى سلوى خطاب الراقصة في "فيرتيجو"، لأنها خرجت
بالدور عن نمطيته، وأعطته كالعادة ملامح ميزته بدءاً من نبرة صوتها وأسلوب
نطقها، مروراً بحركات الجسد وإيماءاته، وإنتهاءً بتعابير الوجه وإنفعالاته،
تعلقنا بالشخصية أحببناها وغفرنا لها خطاياها، وقبلنا توبتها وإنقلابها على
الشر المحيط بها، والذي لوثها، وباركنا ثورتها لأجل من أحبت وضحت به دون
قصد منها، بسبب ما فرضه عليها الخوف والأمر الواقع.
ولا يقل دورها في البلطجي - الذي تقدم من خلاله شخصية إمرأة كبيرة
تتزوج بشاب أصغر سناً - جودة عن دورها في فيرتيجو. حتى ان المشاهد إفتقدها
بالفعل عندما إنكشفت قصة مرضها، وقررت أن تختفي لتموت بصمت بعيداً عن
أحبائها، تاركة في داخلهم لوعة وحرقة قلب ربما لن تشفى لأنها حرمتهم من
وداعها كما يجب.
سلوى خطاب من النماذج النادرة في السينما أو الدراما العربية والتي
تجسد مفهوم الممثل كما يجب، بعيداً عن النماذج التي تفرض تواجدها على
المشاهد برغبة منتج أو باللعب على حبل الغرائز.
سلوى لا تستلم نصاً لتردد ما كتب فيه من حوار على الشاشة مترافقاً مع
بعض الإنفعالات الساذجة لفرح أو حزن وحسب، إنما تسهم في تكوين الشخصية،
لتصبح ثلاثية الأبعاد، فتمنحها الحياة.
سلوى فنانة دارسة حيث تخرّجت من المعهد العالى للفنون المسرحيه عام
1978 لمعت فى مسلسل " هند والدكتور نعمان " ، أمام كمال الشناوى ، تزوجت من
المخرج أسامه فوزى الذى أخرج لها فيلم " عفاريت الأسفلت " الذى أعتبر
بمثابه أكتشاف لمواهبها .
عملت في الكثير من الأفلام التلفزيونية والأعمال الدرامية، نالت
العديد من الجوائز عن فلمها " عفاريت الآسفلت "، والفيلم القصير " علامات
أبريل " لكن يبقى عشقها الأكبر للمسرح.
هي فنانة تمتلك رصيداً كبيراً من الثقافة، وذات وعي سياسي كبير تلمسه
في حواراتها، وهو ما يميز الفنان المطلع المثقف الذي يعمل في الفن لأجل
الفن، لا ليكون سلعة تباع للمشاهد من خلال نصوص تافهة تخاطب وعياً ضحلاً
مهمتها كنز المال والمباهاة بالشهرة وحسب.
وتبرر خطاب غيابها بندرة الأعمال الجيدة، والدليل أنها إنقطعت لفترة،
ثم عادت بعملين فى وقت واحد هما «فيرتيجو» مع هند صبرى، و«البلطجى» مع آسر
ياسين.. وتقول في احد حواراتها: "صحيح أن غياب الفنان قد يؤثر على وجوده،
وقد يهدد نجوميته، لكن هناك عوامل كثيرة تجبر الفنان على الغياب، منها
نوعية الأعمال التى تعرض عليه، وتعثر الإنتاج، ومنها «منطق الشلة» الذى
يفرض نفسه فى العمل".
ولكنها رغم كل هذا متفائلة، وإيمانها قوى بأن الجمهور يحترم الفنان
الجيد ويراقب أعماله بشغف.
سلوى خطاب بالفعل موهبة ينقصها الحظ نتمنى أن تجد دوماً مساحات لها
على الورق تترجم أداءً متميزاً تفتقر اليه شاشاتنا.
إيلاف في
12/09/2012
أنجلينا زارت اللاجئين... وبكت
وسام كنعان
في تشرين الثاني (نوفمبر) 2009، انتفضت دمشق عن بكرة أبيها لتستقبل
سفيرة النيات الحسنة لدى الأمم المتحدة، أنجلينا جولي، في زيارتها للاجئين
العراقيين في مدينة جرمانا (جنوب دمشق)، أكثر الأماكن استيعاباً للعراقيين
الذين هجّرتهم آلة الحرب الأميركية. طبعاً، لم تكن حالة الاستنفار المطلقة
التي أبدتها جهات سورية عدة إلا لأنّ الزائرة نجمة عالمية شهيرة تأتي برفقة
حبيبها براد بيت، واستقبلهما آنذاك الرئيس السوري بشار الأسد. يومها، ألهمت
الممثلة الأميركية أعمالاً فنية عدة، منها فيلم «طعم الليمون» لنضال سيجري.
طبعاً، كل ذلك صار ماضياً يذكره السوريون بأسى ممزوج بالحنين بعدما
تحولوا هم أنفسهم إلى حالة إنسانية تستدرّ عطف «السفيرة الأميركية»
وشفقتها. لقد تحولت مدينة جرمانا التي كانت أكبر حاضنة للاجئين العراقيين
إلى مدينة خوف مستمر بعدما ضربها الإرهاب بسلسلة تفجيرات راح ضحيتها
العشرات من المدنيين الأبرياء... لكن جولي ما زالت تزاول عملها ذاته، وهذه
المرة ليس في سوريا، بل على الحدود السورية مع دول الجوار. أما الهدف، فهو
الاطمئنان إلى الأحوال الإنسانية لهؤلاء المهجرين. منذ أكثر من شهرين، زارت
جولي مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود التركية، وهناك باغتت الأطفال
بسؤال عن معاملة الحكومة التركية لهم، فكان الجواب مختصراً بكلمة يتيمة
عساها الكلمة الوحيدة التي يجيدها أطفال المخيم هي
yes من دون أن ينتبه أحد إلى التقارير الإعلامية المتلاحقة التي حاولت
توثيق حالات الاغتصاب التي تعرضت لها نساء سوريات في هذه المخيمات والتعامل
القاسي الذي يعانيه هؤلاء المهجرون. ثم عادت النجمة أمس إلى مخيم الزعتري
على الحدود السورية الأردنية لتتفقد أحوال سوريين مهجّرين إلى ضفة ثانية من
حدود بلادهم، قبل أن تعقد مؤتمراً صحافياً أكدت فيه أنّ اللاجئين يفتقرون
إلى الكثير من الاحتياجات، ثم حثت المجتمع الدولي على تقديم المساعدات
لهؤلاء. ونقلت وكالات الأنباء أنّ عيني جولي اغرورقتا بالدموع عندما راحت
تخبر ما شاهدته وسمعته خلال زيارتها (راجع الكادر). وتابعت: «أشكر الأردن
وكل الدول التي فتحت حدودها لاستقبال اللاجئين السوريين. وأدعو المجتمع
الدولي إلى حشد جهوده لدعم هؤلاء في هذه الدول حتى يتمكنوا من العودة إلى
منازلهم». لكن الزيارة مرت مرور الكرام بالنسبة إلى الكثير من السوريين
الذين لا يعرفون كيف يلملمون جراحهم، ولم يعد ألق النجوم العالميين يسحرهم
حتى وهم يواظبون على نشاطات إنسانية راقية.
تجربة صعبة
خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس بعد زيارة استمرت يومين لمخيم
الزعتري في الأردن، قالت أنجلينا جولي: «حين سئل أطفال صغار عما رأوا،
أخذوا يتحدثون عن جثث مقطعة، وأناس محترقين تتقطع أوصالهم لدى انتشالها كما
الدجاج. قالت هذا طفلة تبلغ تسعة أعوام». واستطردت بعدما حاولت التماسك:
«إنّها تجربة صعبة جداً لأنك في الكثير من الأحيان تأتي إلى هذه المخيمات،
ونادراً ما تلتقي بهم وهم يعبرون الحدود، بل تتعرف إلى أناس في اللحظة التي
يتحولون فيها إلى لاجئين». وتابعت: «إنّهم يقولون مع مرور الأشهر، لن يبقى
منّا شيء. ذهبت بيوتنا وذهبت أسرنا».
الأخبار اللبنانية في
12/09/2012
أنجلينا جولي: عبرت بالسراي الكبير
بعدما زارت مخيم الزعتري على الحدود الأردنية السورية وبكت على أحوال
اللاجئين، حلّت النجمة الهوليوودية أمس على لبنان. زارت القرى الحدودية في
الشمال، والتقت العائلات السورية، وأقامت مؤتمراً صحافياً في بيروت وجّهت
فيه تحية إلى الشعب اللبناني... قبل أن تتوجّه إلى تركيا
«يا بختك يا ميقاتي»... لعلّها المرة الأولى التي يحسد فيها
اللبنانيون نجيب ميقاتي على تويتر وفي مواقع التواصل الاجتماعي. رئيس
الحكومة اللبناني، ووزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، ووزير التربية
والتعليم العالي حسان دياب استقبلوا أمس سفيرة النيات الحسنة للمفوضية
العليا لشؤون اللاجئين أنجلينا جولي في السرايا الكبيرة. كان الفايسبوك أول
من دقّ الناقوس عبر نشر خبر وصول النجمة الهوليوودية إلى بيروت.
تعليقات حسدت رئيس الحكومة ووزيريه، وأخرى نشرت صوراً مدّعية أنّ
الممثلة الأميركية عبرت شارع الحمرا، وأخرى دعت نجوم العرب إلى الاقتداء
بحبيبة براد بيت.
كلٌّ غنّى على ليلاه وظلّت أنجلينا هي الحدث بلا منازع. بشعرها
المسدل، وثيابها البسيطة وابتسامتها «المدروسة»، خطفت الأضواء من القضية
التي تحملها من الأردن إلى بيروت.
بعدما زارت مخيم «الزعتري» على الحدود السورية الأردنية لتفقد أحوال
اللاجئين السوريين، حطّت في العاصمة اللبنانية في زيارة خاطفة بلبلت
الإعلام. وبعدما زارت العائلات السورية في القرى الحدودية وفي بعض المدارس
الرسمية، ومدرسة
Save The Children في شمال لبنان، أقامت مؤتمراً صحافياً في السرايا
الحكومية، تصدّره شكرها للّبنانيّين.
بكت في مخيم الزعتري على أحوال السوريين، ووجّهت هنا تحية إلى الشعب
اللبناني وأبلغته تأثّرها بـ«كيفية استقبال العائلات اللبنانية للاجئين
السوريين في منازلها».
وتابعت: «أدرك أنّ الشعب اللبناني يواجه مشاكله الخاصة، ووضعه
الاقتصادي الصعب، لذا يكتسي هذا السخاء وهذا اللطف أهمية أكبر في ظل هذه
الظروف، وآمل أن يعي العالم ذلك»، شدّدت على أنّها تأثّرت «بلقاء ثلاث نساء
وأطفالهن كانوا قد عبروا الحدود وحدهم وهم يشعرون اليوم بالامتنان. وأرادوا
أن أعبّر لكم اليوم عن شكرهم». اللافت في «مسز سميث» أنّها لم تغرق في
الرمال المتحركة للسياسة اللبنانية.
عرفت انتقاء عباراتها القليلة خلال المؤتمر كاستخدام «أحداث العنف»
والتركيز على الشقّ الإنساني. لم نجد مفردات قد تقسم اللبنانيين والسوريين
والعالم... فجمعت «المجد» من أطرافه.
وتشارك انجلينا جولي في مهرجان فيلم «الميزان الذهبي الدولي»، الذي
تنظمه كلية الحقوق في جامعة أسطنبول بالتعاون مع رئاسة بلدية «بشاك شهير»
في العاصمة التركيّة، ولكن قبل ذلك ستزور اليوم، ستحطّ جولي في تركيا، حيث
ستتفقّد اللاجئين السوريين في مخيمات هطاي (جنوب تركيا). وكانت صحيفة «راديكال»
التركية قد تساءلت أمس: هل ستزور جولي مخيم «أبايدن» الذي يؤوي العسكريين
السوريين؟ علماً بأنّ هذا المخيّم الذي عزلته الحكومة التركية أثار الكثير
من الجدل أخيراً، بعدما اتّهمت المعارضة الحكومة بتدريب العسكريين السوريين
هناك...
فهل ستدخل «لارا كروفت» المخيّم؟
الأخبار اللبنانية في
13/09/2012
المخرجون… بين إطلاق العنان للمخيلة والاصطدام بالواقع
كتب: بيروت - ربيع عواد
تزدحم الكليبات على الشاشات، ولا تكاد تمرّ دقيقة إلا ويعرض فيها كليب
جديد أو قديم لا فرق، المهم أن أوقات البث على الفضائيات مشغولة بالأغاني
المصوّرة التي يلفت بعضها لفكرته الجميلة وتنفيذه المتقن، ويمرّ بعضها
الآخر مرور الكرام. هنا ترتسم علامة استفهام: من أين يستوحي المخرج أفكاره
وما المعيار الذي يعتمده ليكون مختلفاً عن زملائه؟
يشير المخرج وليد ناصيف إلى أن إلهامه في الأعمال المصورة التي قدمها
ينبع مما أستوحاه من العالم المحيط به على الصعد كافة، ويؤمن بأن الإنسان
يشكّل نقطة ارتكاز في دائرة كبيرة هي الحياة يستمدّ منها أفكاره، يقول: «لا
شك في أن الأعمال التي قدمتها شكلت جزءًا لا يتجزأ مني، وثمة نقطة مشتركة
وحيدة بينها وهي أنها من توقيعي الخاص، إنما لا أستطيع ربطها ببعضها البعض
لأن لكل منها عالمه وروحيته ورؤيته ودراسته وخلفيته وتميزه عن غيره من
الأعمال.
يؤكّد أن أفكاره لا نهاية لها وحاول ترجمة الكثير منها، فكانت جريئة
أحياناً، يقول ناصيف: «نفذت مشاريع تخطّت حدود الجنون، لكن لم أتعدَّ فيها
الخط الأحمر. أفكّر أولاً في كيفية كسر الحاجز بيني وبين الجمهور الذي لا
يمكن نيل رضاه بأسره إنما أسعى إلى كسب رضا 90 في المئة منه، فأنا آخذ في
الاعتبار المجتمع الذي أتوجه إليه، مبتعداً قدر المستطاع عن الأمور التي قد
لا يتقبلها».
يشير إلى أنه يجتهد في التفتيش عن أفكار جديدة قبل الجلوس مع الفنان
وإقناعه بها، كذلك يحاول
تقديم أفكار مقنعة لأن بعض الفنانين يظنّ أنه غير قادر على تقديم صورة
محدّدة قبل المحاولة.
ترفض المخرجة رندا العلم وضع حدود مسبقة لأفكارها وتعتبر أن ذلك يحدّ
من مخيلة المخرج، تقول: «أنفّذ أفكاري كما هي على أرض الواقع وأعيد تجميلها
مع ما يتناسب والمجتمع والعربي الذي نعيش فيه. لدي مخزون كبير في داخلي،
لكني أصطدم أحياناً بالحدود التي يضعها المجتمع العربي ووسائل الإعلام
العربية».
عما إذا كانت تستوحي أعمالها من أفكار غيرها من المخرجين توضح:
«تستفزني أعمال بعض المخرجين الجميلة وتدفعني إلى تقديم أعمال مشابهة أو
أجمل منها، لكني لا أقع في الغيرة والحسد».
أفكار لا تجفّ
«ثمة أفكار جاهزة أحبّ التعبير عنها تنتظر أغنيات مناسبة، إنما لا
يعني ذلك أنني أعتمد هذا الأسلوب دائماً، فأحياناً توحي الأغنية بفكرتها
الخاصة»، يؤكد المخرج فادي حداد الذي يعتبر أن المخرج الحقيقي لا تجف
أفكاره بل هو في سعي دائم إلى ابتكار مواضيع جديدة، يستوحيها إما من خياله
الذي لا حدود له وإما من المجتمع الذي يعيش فيه أو من أي قضية واجهته أو
شاهدها…
ويشدد على أن المخرج يتحمل مسؤولية الفكرة التي يطرحها، من هنا الجرأة
مطلوبة إنما في حدود معينة، مضيفاً: «تحمل الأغاني المصوّرة في أربع دقائق
رسالة مقتضبة، مثل موضوع العمالة لإسرائيل وخيانة الوطن في كليب «ويلك من
الله» لأمل حجازي، الإجهاض والمشاكل الزوجية التي يسبّبها في كليب مادلين
مطر الذي ينقل واقعًا من الحياة اليومية».
يشير حداد أيضاً إلى أن «الأغنية المصوّرة تشكل انعكاساً لشخصية
المخرج وأفكاره وإحساسه وذوقه ومجتمعه، بالتالي لا يمكن التهرّب من حكم
المشاهدين، فإن أحبوا عملي يعني أنني ناجح ويجب عدم تغيير أسلوبي في
العمل»، لافتاً إلى أن الأفكار تنبع أحياناً من الفنان نفسه، «إذ يقدم
موضوعاً جميلاً يمكن ترجمته من خلال الصورة، وفي حال اقتنعت بفكرته ووجدت
أنها جيّدة أنفّذها، لأن أعمالي غير مفروضة على الفنانين».
تميّز وخيال
يوضح المخرج عادل سرحان أن أفكار المخرج ينبغي أن تكون في بادئ الأمر
بعيدة عن التجارة، فالمطلوب ليس جمع ثروة إنما التميز في المادة وتقديم عمل
جميل وراق، يقول: «أستوحي أفكاري من محيطي ومشاهداتي، إضافة إلى خيالي الذي
يؤدي دوراً في هذا الموضوع، لكن من المؤكد أني لا أستطيع تنفيذ كل ما يخطر
في بالي، بل اختار ما يناسب الفنان الذي أتعامل معه والمجتمع الذي أتوجه
إليه».
يضيف أنه ابتكر أسلوباً خاصاً به لا يشبه أحداً ولا يقلد أحداً،
والأهم أنه لا يقتبس مشاهده أو أفكاره من أفلام أجنبية.
وعن الجرأة في طرح المواضيع يوضح: «أؤيد الجرأة التي لا تتعدى حدود
اللياقة والأدب، وأرفض بشدة الجرأة التي تتحول إلى وقاحة وقلّة حياء. صحيح
أننا نعيش في مجتمع متحضّر ومنفتح، لكننا ما زلنا شرقيين ونتمسك بتقاليدنا
وعاداتنا التي علينا احترامها».
الجريدة الكويتية في
12/09/2012
فاشوفسكي أعلنت تحولها الجنسي وحرب
«فساتين» باردة في افتتاح «تو ذا ووندر»
داستن هوفمان يلقى استحساناً في مهرجان
تورنتو السينمائي الدولي والمفاجآت تصدم الضيوف
(تورنتو- وكالات)
يبدو أن ليالي مهرجان تورنتو السينمائي الدولي لن تخلو من المفاجآت،
ليس على صعيد الأفلام المشاركة والجوائز فقط، وإنما على صعيد التصريحات
الأخيرة للمخرجة لانا فاشوفسكي حول تحولها الجنسي، وحرب «الأزياء» الباردة
التي ستتخلل عروض الافتتاح وحفل توزيع الجوائز.
أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا. يبدو ان هذا هو الدرس المستفاد
من التجربة الأولى في الإخراج للنجم داستن هوفمان الذي بلغ سن الخامسة
والسبعين. فقد نال فيلم «كوارتيت» أو (رباعي)، الذي أخرجه الممثل المخضرم
الحاصل على جائزتي أوسكار، استحسان النقاد والحضور بعد عرضه الأول يوم
الأحد الماضي في مهرجان تورنتو السينمائي.
ويحكي الفيلم، المقتبس عن مسرحية تحمل نفس الاسم للكاتب رونالد هاروود،
قصة بعض مغني الأوبرا وموسيقيين محترفين متقاعدين يعيشون في منزل بالريف
الإنكليزي. وتشارك في بطولة الفيلم الممثلة ماجي سميث (77 عاما) حيث تجسد
شخصية مغنية رئيسية سابقة في الأوبرا تتقبل على مضض الإقامة في المنزل.
ليلة «تو ذا ووندر» الفيروزية
هذا وقد تألقت الممثلة راشيل ماك أدمز لدى حضورها عرض فيلم «تو ذا
ووندر»، حيث ارتدت فستانا فيروزي اللون، لكن الحظ لم يحالفها حيث ارتدت
الممثلة الجميلة أولغا كوريلنكو فستانا بنفس اللون لدى حضورها عرض الفيلم
نفسه، إلا أن اختصاصيي الأزياء والمصممين اختلفوا بين دفء اللون على راشيل
ماك أدمز وإثارته على أولغا كوريلنكو.
دورة المفاجآت
وأعلنت لانا فاشوفسكي (المخرج لاري فاشوفسكي سابقا) احدى مخرجات فيلم
«كلاود اطلس» امام جمهور مهرجان تورونتو السينمائي تحولها الجنسي من ذكر
الى انثى، وذلك للمرة الاولى. وكان هذا الموضوع محل شائعات منذ وقت طويل،
لكنه ظل دون تأكيد، اذ تجنبت المخرجة المقابلات والتصوير واشترطت في عقودها
عدم اجراء لقاءات مع وسائل الاعلام.
والشهر الماضي، ظهرت في مقطع فيديو دعائي، وكانت ترتدي ثوبا ورديا.
وروت في مقابلة مع مجلة نيويوركر انها ايام المدرسة لم تكن تعرف ما اذا كان
ينبغي ان تجلس الى جانب الذكور ام الاناث، حتى وجدت لها مكانا آخر في
الوسط.
وقالت معلقة على ذلك «كان هذا المكان هو المكان المناسب لي تماما… بين
بين». وكشفت مقابلة نيويوركر ان لاري، ايام كانت رجلا، انفصل عن زوجته
اثناء تصويرهما الجزأين الاخيرين من ثلاثية «مايتريكس»، اثر مرحلة من
التوتر والاكتئاب.
وفي عام 2009، وقع الطلاق بينهما، وبدأ لاري يمارس حياته على انه
لانا، وعاد وتزوج امرأة اخرى.
والاحد، شرحت لانا سبب خروجها عن الصمت في مسألة تحولها الجنسي، وذلك
في مؤتمر صحافي حول فيلم الخيال العلمي «كلاود اطلس» المقتبس عن رواية
لديفيد ميتشل، والذي تدور احداثه حول السفر عبر الزمن والتحولات الجنسية.
وقالت «راودني احساس بالمسؤولية تجاه المثليين وثنائيي الجنس،
والمتحولين، وطلب مني بعض الاشخاص ان اكون اكثر انفتاحا مع الجمهور»، مشيرة
في الوقت نفسه الى انها وشقيقها اندي الذي شاركها اخراج الفيلم، كانا
يحبذان عدم اثارة الموضوع. لكن الأمر جاء في سياق مناسب، بعد عرض هذا
الفيلم الذي «يركز على تجاوز الخوف من الآخر، وتجاوز حدود الآخر»، بحسب ما
قالت.
الجريدة الكويتية في
12/09/2012
المبدعون يرفضون الأفلام المسيئة
للإسلام
ناهد خيري ـ خالد الشربيني
استنكر عدد من المبدعين ومسئولي الكنائس الفيلم الذي يسئ للإسلام و
للرسول
الكريم ص ويروج له بعض أقباط المهجر وعبروا عن هذا الاستياء
بالهجوم علي من فعلوا
ذلك ووصفوا فعلتهم بالمشينة وطالبوا
بمعاقبتهم بما يتناسب وقيمة جرمهم العظيم
مؤكدين أن هذه الفعلة تهدف بالأساس إلي زعزعة الأمن والأمان في مصر والنيل
من مسلمي
ومسيحيي العالم العربي مؤكدين أن ذلك ضد تعاليم الدين المسيحي والذي يفرض
علي
المسيحيين احترام العقائد الأخري والتسامح.
ويؤكد السيناريست فايز غالي أن
الكنيسة المصرية بريئة تماما وطول تاريخها من أن تتناول أي شيء يخص الإسلام
باعتبار
أننا نعيش علي تراب وطن واحد, ونحن كمسيحيين نعظم الإسلام ونتعامل معه
كما يليق
تاريخيا, فعندما جاء الفتح الإسلامي قبلنا هذا الفتح وتعايشنا في كرم
الإسلام
وخلق المسلمين من مودة وتعاطف بيننا جميعا, ونحن في مصر نعيش حالة من
الحب
التاريخي ولا يستطيع أحد أن يتدخل بيننا, ويؤكد غالي أن هناك بعض
الحاقدين في
الخارج تريد الفرقة بين المسلمين والمسيحيين وليس لنا علاقة بهذا داخل
مصر, لأن
ما حدث شيء مخجل ومهين ولا يستحقون سوي الاحتقار لأنهم يحاولون أن يبثوا
الفتن في
العالم وليس في مصر فقط, ويستطرد غالي بأن قداسة الأنبياء فوق كل اعتبار
وأعتقد
أن ما وراء ذلك هو الموساد الإسرائيلي والصهيونية العالمية ولحدوث فرقة
بيننا.
ويؤكد الأب بطرس دنيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما أن الأديان
تدعو
إلي المحبة والتسامح والخير واحترام العقائد الأخري, ونحن
نستنكر هذا الحدث المسئ
لأن الأديان تدعو إلي احترام مقدسات وعقائد
وطقوس الآخر وما حدث إهانة للمسيحيين
قبل المسلمين في مصر, وأن احترام الآخر واجب بكل معتقداته وهؤلاء جماعة
خارجة عن
الكنيسة وأكثر أقباط المهجر رافضون ما حدث ويريدون الوقيعة بين المسلمين
والمسيحيين
في مصر.
ويقول الناقد محمود قاسم إنه يرفض المساس بالأديان السماوية, ونحن
ندين هذا الفيلم الذي يستفز المسلمين والمسيحيين لأن الرسول محمد كان
معروفا بمكارم
الأخلاق.
وأضاف هذا الفيلم من مجموعة موتورة من أقباط المهجر, معتبرا أن
رغبتهم في تقسيم مصر إلي دولة قبطية وأخري للمسلمين, لأن90% من
المصريين
مسلمون, وتاريخ مصر ليس فيها دولة قبطية وإنما فيها حضارة للأقباط,
معتبرا أن
الإساءة للرسول إساءة لكل المبادئ التي نزلت بها كل الأديان السماوية,
والأقباط
أنفسهم يدينون هذا الفيلم.
ومن جانبها أعلنت الكاتبة خيرية البشلاوي أن
الكنيسة المصرية ليس لها علاقة بالفيلم المسئ للرسول صلي الله عليه وسلم
كما نفت
علاقتها بالمسيحيين المتاجرين بالدين ومشكلات المسيحيين في مصر, والذين
باعوا
مصر, علي حد وصفها, مضيفة أن مصطلح أقباط المهجر تعبير فضفاض, يجب
ضبطه.
وأضافت أن مشكلات الأقباط, مشكلات حياتية لا علاقة لها بالدين ويجب
طرحها ضمن مشكلات المصريين علي أرضية وطنية ولن يحلها الدستور أو القانون
وإنما
العلاقات الاجتماعية مع المسلمين المسئولين بالأساس عن حلها أكثر من
المسيحيين لأن
التيار الإسلامي يملك الأغلبية في الشارع. وأكدت خيرية أن هذا الفيلم احد
الآليات
التي تستخدم ضمن المخطط الصهيوني لتقسيم المنطقة العربية وتحديدا مصر التي
تمثل لهم
مشكلة الآن بعد تقسيم العراق والسودان وسوريا ولبنان, مشيرا إلي أن موريس
صادق
وأمثاله يعتبرون أن الإسلام استعمر مصر ويجب تحريرها كما يريدون إثبات أن
الأقباط
مضطهدون علي أرضها لتمرير قانون دولي لتقسيم مصر.
وقال المخرج داود عبد
السيد: بداية لابد وأن نعترف أن هذا يحدث
أيضا من الجانب الآخر, هناك تطاول علي
قيم مسيحية لا يجب أن تحدث بالرغم من هذا أنا أرفض هذا التعدي الذي يخرج من
عدد من
المتطرفين من الجهتين والتي تسئ لمن يفعلها قبل أن تسئ للطرف الآخر. وأكد
المخرج
القبطي أن مثل هذه الأفعال تثير الضغائن والفتن وهي بكل تأكيد لها مقصد سيئ
وفي ظني
هو إشاعة الفتن والإرهاب لبعض فئات المجتمع وللأسف يحدث هذا تحت تأثير عدم
الوعي
الذي يصاحب غالبية الشعب المصري ونسبة الأمية الكبيرة.
وأضاف داود لابد أن
يعرف الجميع الأهداف غير النبيلة من وراء
هذا ويعلمون أيضا أن هذه الأفعال تضر بلدا
بأكمله. ورفض السيناريست القبطي مجدي صابر هذه الفعلة ووصفها بالمشينة
وسجل
استنكاره لها وقال إنها وقاحة وسفالة وتطاول لا تجوز ولا أصدق أن يكون قد
شارك في
الفيلم بعض أقباط المهجر وإن فعلوا فإنهم لا يسيئون فقط للإسلام والرسول
الكريم
وإنما يسيئون أولا للمسيحية وتعاليم الدين المسيحي عن التسامح والمحبة وهم
بذلك
يكونون خرجوا عن دينهم وتعاليم السيد المسيح لنا كمسيحيين.
وقال صابر أتضامن
مع كل المسلمين ضد هذه الشرذمة من هؤلاء
المتطرفين وكان أولي بهم الاهتمام بدينهم
وليس الهجوم علي الأديان الأخري وأرجو من الكنيسة أن تتخذ ضدهم إجراء حاسما
مثل
منعهم من تناول الأسرار المقدسة بالكنيسة وليعلموا أن مواطني مصر مسلميها
ومسيحييها
يعيشون أخوة ولن تؤثر عليهم مثل هذه الأفعال المشينة.
الأهرام المسائي في
12/09/2012 |