ماجد الكدواني ممثل كوميدي من طراز مختلف، قدم أدواراً مهمة في أفلام
عديدة، وحصل على جوائز عن الشخصيات التي لعبها في عدد من الأفلام، ومنها
«الفرح»، و«678»..التقيناه..وكان لنا معه هذا الحوار..
·
ماهو الجديد لديك؟
** قرأت ثلاثة أعمال جيدة، فيلم للمخرج الشاب يوسف مرزوق، وآخر لطارق
الأمير والثالث للمخرج محمد دياب، الذى سبق وقدمت معه فيلم «678» ولم أحدد
بعد الفيلم الذى سأقدمه، خلال الفترة القادمة.
·
وماذا عن دورك فى مسرحية «فى
بيتنا شبح»؟
** هو دور شاب ورث مع أبناء عمومته منزلا فخما، إلا أن المنزل مسكون
بشبح خفى دمر حياتهم ومنعهم من تحقيق حلمهم فى حياة جيدة، رغم أنه بيت فخم
له تاريخ مشرف وجيرانه يشهدون بذلك.
·
هل إحساس الممثل على المسرح
مختلف عن السينما؟
** أشبه الممثل بقطار المترو الذى تصله الكهرباء من خشبة المسرح
فتمنحه حيوية وقوة، أنا درست المسرح فى كليه الفنون الجميلة عام 1990، ثم
التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية وتخرجت فيه عام 1995، وعملت فى عدة
مسرحيات قطاع خاص وقدمت لمسرح الدولة مسرحية «الإسكافى ملكا» و «فى بيتنا
شبح» وكل مرة أقف فيها على خشبة المسرح أشعر بسعادة وفخر، خاصة بعد انتهاء
العرض وتهافت الجمهور من القاهرة والأقاليم والدول العربية لتحيتى وباقى
أبطال العمل، إحساس لا تشعر به إلا على خشبة أبى الفنون.
·
هل أضفتم للنص خاصة إنه يواكب
أحداثا كثيرة جرت بعد الثورة وفكرة الطرف الثالث الذى خرب فى البلد؟
** أقسم أننا لم نضف حرفا واحدا كما قرأتها عام 2006، لم نضف عليه أى
شيء، وهذه المسرحية انتظرتنى ست سنوات لأقدمها، وهى علامة من الله الذى كتب
لى النجاح بها وبفريق العمل والمخرج عصام السيد.
·
لماذا رفضت تقديم حوارات صحفية
على مدار ست سنوات؟
** لأن إحدى الصحفيات أجرت معى حوارا ثم خرجت بعناوين لم أذكرها
مطلقا، مما أصابنى بشبه عقدة من الصحافة، فامتنعت عن الإدلاء بحوارات
صحفية.
·
هل تملك الآن خبرة تقديم بطولة
مطلقة بعد عدم نجاح فيلم «جاى فى السريع»؟
** لو كان الدور جيدا وشعرت به ويقدم رسالة للناس سأقدمه، فيلم «جاى
فى السريع» كان تجربة أولى للمنتج والمخرج وتنقصه الخبرة، وهذا الفيلم يمثل
ذكرى خاصة، فقد جاء إلى السيناريو عام 2004، وكانت والدتى رحمها الله فى
المستشفى بمرضها الأخير وعندما قرأته شعرت أنه يمس قلب كل الناس وأخى واحد
منهم، فقد جاء من أبوظبى للبحث عن عروس ومر بنفس مشاكل البطل وصدق العمل فى
وصفه لتعقيدات الزواج فى مصر.
·
هل قصدت أيامها أن تكون بطلا
كزملاء جيلك الذين أصبحوا أبطالا؟
** الحقيقة أنى لم أقصد أن يكون بطولتي، بل أعجبنى النص بالدليل أنى
قدمت بعدها مباشرة فيلم «العيال هربت» ولم يكن بطولة، ثم توالت أفلام
«كباريه» و «الفرح».
·
هل ترغب فى إعادة «زمن الفن
الجميل» ودور صديق البطل؟
** لا أقصد أن أعيد أى شىء، إحساسى هو ما يتحكم بى، وهناك علامات أشعر
بداخلى أن الله يدفعنى لأقبل العمل، فأنا سبق لى واعتذرت عن مسرحية «فى
بيتنا شبح» عام 2006 لأنى كنت مشغولا فى تصوير أفلام أخرى، ثم حدثت ظروف
واضطررت للموافقة وفوجئت بكل هذا النجاح..
·
ماذا عن أولادك؟
** لدى يوسف 18 سنة، وساندرا 13 سنة.
·
هل ظهرت عليهما أعراض الموهبة
الفنية؟
** يوسف يحب الإخراج ولا يزال فى الصف الثانى الثانوي، إلا أن مدرسته
بها نشاط فنى محترم، فقد أخرج عدة أفلام قصيرة ونال جوائز فى المدرسة، أما
ساندرا فصوتها حلو ولا أعرف هل ستحترف الغناء أم لا، فأنا أتركهما
لمشاعرهما وما يحسان به.
·
هل تخشى على مستقبل الفن؟
** لا أحد يستطيع أن يقترب من الفن المصري، العالم العربى يعرف اللهجة
المصرية من أفلامنا، أنا خايف على الفن من صناعه.
·
كيف ذلك؟
** الفن يحتاج لنظام، والبلد بأكمله يفتقد للنظام سواء فى الشوارع أو
الاقتصاد، ولكن حتى لا نكون سلبيين يجب أن نعترف أن الفن الجيد موجود
وصناعه بخير، ولكن هناك من لا يزال يقاوم مخرجين من نوعية عمرو سلامة ومحمد
دياب وسامح عبد العزيز ووائل إحسان وعمرو عرفة وشريف عرفة ومحمد أمين
وغيرهم
·
من هو الفنان الذى تتمنى العمل
معه؟
** المخرج داود عبد السيد أتمنى العمل معه لأنه صاحب طعم خاص، لأنه
سيجعلنى أرى فى نفسى شيئا مختلفا، والاختلاف هو ما يخلق الإبهار، الممثل إن
لم يختلف لا يمثل.
·
ما هو الدور الذى تتمنى لعبه؟
** حالة مرضية نفسية مدروسة عبر طبيب نفسي، كما قدم الممثل العالمى
داستين هوفمان دور المتوحد وظل يعالج بعدها نفسيا لمدة عامين لأن المرض
أصابه بالفعل، هذا هو الأداء.
·
عملت مع أحمد مكى فى فيلمين من
أحلى أفلامه، فهل هناك تعاون جديد؟
** مكى فنان ذكى جدا، والمسألة ليست بكثرة الأعمال، فأنا لا أعرف هل
سأكون معه فى عمله القادم بشكل قاطع، ولكن التعاون سيأتى قريبا وبيننا
اتصالات ستثمر عن عمل، ولكن لا شيء مؤكد بعد.
أكتوبر المصرية في
03/12/2012
30 فبراير.. فيلم من حواديت قبل النوم
محمود عبدالشكور
يقدم «سامح حسين» فى أول فيلم يقوم ببطولته، عملاً أقرب إلى الأفلام
التليفزيونية الصغيرة التى تشبه حواديت قبل النوم، الفيلم الذى كتبه «صلاح
الجهينى» وأخرجه معتز التونى يحمل اسم «30 فبراير» ويتحدث عن فكرة الإنسان
المنحوس التى قدمت من قبل فى أعمال درامية أفضل وأعمق من مسلسل برج الحظ
الذى قام ببطولته الراحل محمد عوض وأخرجه يحيى العلمى فى السبعينيات من
القرن العشرين ولكن فيلم «30فبراير» يدور حول نفسه ويعيد ويزيد ليرجع من
جديد إلى نقطة البداية حتى ينتهى بما نعرفه من أنه لو يوجد خط أو بخت، إنما
هو الاجتهاد مع أن كل ما رأيناه فى الفيلم يثبت العكس، ربما يكون الشىء
الأفضل فى الفيلم أن بطله «سامح حسين»، الذى انطلق بعد دوره فى حلقات الست
كوم «راجل وست ستات»، لم يلجأ إلى المبالغة بالحركة أو اللفظ بل قدم أداءً
هادئاً أقرب إلى أداء كوميديانات السينما الأمريكية وهو أمر يحسب له بلا شك
لكنه لا يكفى وحده إذ يحتاج الأمر إلى بناء سيناريو أكثر من تقديم مشهد أو
مشهدين جيدين.
الشاب «نادر» «سامح حسين» يُولد فتولد معه الكوارث، والده يموت وهو
يستند إليه فى تركيب الإريال، رغم عمل «نادر» كسمسار للعقارات مع شركة كبرى
إلا أنه يفشل فى إنهاء عقد واحد دون أن يقوم صاحب الشركة «لطفى لبيب»
بطرده، على الجانب الآخر نرى المذيعة الشابة «آيتن عامر» التى يصادفها
أيضاً سوء الحظ فى عملها فى مواقف أكثر افتعالا، فتطلب إدارة القناة التى
تعمل بها نقلها إلى دبى، ولكن عندما يلتقى الطرفان السمسار والمذيعة، تتحول
أحوال «نادر» فجأة وبطريقة غير مسبوقة ويتقدم فى عمله وتتحسن ظروفه المادية
وفى كل مكان يذهبان إليه يجدان تيسيرات استثنائية، يذهب «نادر» إلى خبير
الأبراج «علاء مرسى» يخبره عن صاحب البرج النحس الذى يولد فى سنة كبيسة
ويُطلقون عليه المولود فى 30 فبراير، وينصحه خبير الأبراج بأن يقترب من
فتاة من نفس مواليد شهر فبراير، وتحديدا يوم 29 فبراير وهو نفس يوم ميلاد
«نادر» بمنتهى السرعة يعتقد أن المذيعة هى الشخص المطلوب ورغم أنه من
الواضح أنها تميل إلى «نادر» إلا أن السيناريو يتجاهل تماماً أن يفكر
السمسار المنحوس بوجود المذيعة بجواره، ثم الجديد ريم الكاديكى، التى تنافس
المذيعة على حب نادر، ثم بدخل الفيلم فى خط آخر بأن يحتاج الأمر إلى تبرع
«نادر» بخلاياه لإنقاذ ابنة اخته، وبعد شد وجذب ومط يتم الزواج أخيراً بين
نادر والمذيعة التى تكتشف أنها ليست من مواليد فبراير، وبالتالى ينتهى
الفيلم دون تعرف هل كفر «نادر» بالنحس أم لا، خصوصاً مع سقوط نخلة على
المعازيم فى يوم الفرح؟! مجرد مشاهد مرصوصة ومشوشة مع بعض المواقف
الكوميدية القليلة مثال مشهد المطعم ومشهد عبور الشارع مع رجل كفيف يلعبه
يوسف عيد، ومشهد بائع السيارات اللحوح الذى قام بدوره «معتز التاونى» بخفة
ظل وحضور، فكان ذلك أفضل بكثير من أدائه كمخرج للفيلم.
أكتوبر المصرية في
03/12/2012
بضاعة فنية أفسدها الهوى الســياسى
محمد رفعت
هل رأيت فيلما لعادل إمام لا يشرب فيه الخمر أو يتعاطى المخدرات فى
غرزة، ويرتدى روباً أحمر ويقيم علاقة غير مشروعة أو أكثر..وهل شاهدت فيلما
لمحمد سعد، لا يمسك فيه بزجاجة خمور ويغنى فى الشارع وهو يمسك بمطواة
ويتحدث بلكنة غريبة ..وهل شاهدت فيلما للسيناريست وحيد حامد أو عملا فنيا،
«فيلم أو مسرحية» للكاتب لينين الرملى لا يسخران فيه من شخصية الرجل
المتدين أو من يطلق لحيته ويظهرانه على أنه فاسد وأفاق وعديم المروءة، سواء
كان سياق العمل الفنى يحتمل ذلك، أو كان المشهد محشورا فى سياقه لمجرد
الإساءة لصورة من يصلى أو يلتزم دينيا؟ وهل شاهدت فيلما من إنتاج «السبكية»
ليس فيه إيحاءات بذيئة أو ألفاظ مبتذلة أو رقصات خليعة أو قيم فاسدة؟ وهل
حولت الريموت كونترول عمدا أو بطريق الصدفة على واحدة من القنوات الفضائية
الموسيقية ورأيت وسمعت ما تعرضه من أغانى العرى التى تخاطب الغرائز وتفسد
الشباب والبنات باسم الفن.
وهل سمعت يوما عن دكاكين الرقيق الأبيض التى تؤجر البنات للبرامج
التافهة ليصفقوا ويتمايلوا مقابل أجر هزيل، ويخدعهم تجار أعراض محترفون
باسم توصيلهم إلى الشهرة و المجد ثم يحولونهن إلى فتيات سيئات السمعة، على
طريقة الريجيسير الذى كشفت عنه الصحف مؤخرا.
وألا يستحق كل هؤلاء وغيرهم أن يتم عزلهم واستئصالهم بتهمة إفساد
الذوق العام، وتحويل الفن من وسيلة للارتقاء بالأمم وتوعية الناس والسمو
بذوقهم وإحساسهم إلى وسيلة رخيصة لجنى المال على حساب سمعة هذا الوطن؟!
أليس هؤلاء وغيرهم من تجار الفن الردىء أخطر من البلطجية والمسجلين
خطر، لأنهم يتسللون إلى البيوت والعقول دون أن يشعر بهم أحد، ويشكلون وعى
الأجيال القادمة، ويثيرون غرائز الشباب والبنات، ويسهمون فى تغييب الوعى
بما يروجونه من مخدرات فنية.
وهل ينفع أن نترك أشخاصا لا وعى ولا ضمير لهم يهدمون ثقافتنا ويشوهون
صورتنا أمام القريب والغريب.. ويسعون لإلهاء الناس عن الفساد والفاسدين،
ويقدمون بضاعة فنية رخيصة ومضروبة، أفسدها الهوى التجاري أحياناً كثيرة،
والهوى السياسي أحياناً أخرى.
أكتوبر المصرية في
03/12/2012
«مهرجـان
السينمـا الأوروبيـة».. رهـان لا يـزال ناجحـاً
نديم جرجورة
الرهان على حيوية «مهرجان السينما الأوروبية» لا يفشل. إنه رهانُ
باحثٍ عن بعض الجديد الأوروبي، وبعض القديم أيضاً. التواصل مع القديم
الأوروبي شبه منعدم. التواصل مع الجديد أيضاً. النتاج السينمائي الفرنسي
أقدر الإنتاجات على بلوغ صالات محلية. «مهرجان السينما الأوروبية»،
المُقامة دورته التاسعة عشرة حالياً في صالتي سينما «متروبوليس» (مركز
صوفيل، الأشرفية)، والمنتهية في التاسع من كانون الأول 2012، مستمرّ في ضخّ
المشهد الثقافي اللبناني بهذا النوع من القول الإبداعي. ليس مطلوباً أن
تكون الأفلام كلّها ذات مستويات راقية. التنويع، وإن أصابه تناقضٌ، قادرٌ
على منح المُشاهد فرصة الاطّلاع. المهرجان، بحدّ ذاته، دعوة إلى الاطّلاع.
في اليومين الأولين (الخميس والجمعة الفائتين)، بلغ عدد القادمين إلى
الصالتين 1034 مُشاهداً (لا يشمل الرقم عدد المدعوين إلى حضور فيلم
الافتتاح، القبرصي «جريمة صغيرة» لكريستوس جيورجيو). اعتاد المهرجان
استقطاب عدد أكبر. هذه إحدى ميزاته. الأيام المقبلة كفيلةٌ بتأكيد هذا، أو
بنفيه.
قوّة وضعف
مشاهدة ما هو أقلّ إبداعاً محاولة للتعرّف على ما يجري في دول القارة
القديمة. مُشاهدة «في عالم أفضل» (2010، باللغتين الدنماركية والإنكليزية،
المرفقتين بترجمة إنكليزية) للدنماركية سوزان بيير (يُعرض ثانيةً 5،30 بعد
ظهر الأربعاء المقبل) دعوة إلى اكتشاف نمط آخر من التعبير السينمائي، مختلف
عن بعض الأنماط المعروفة بفضل أسماء دنماركية مُكرَّسة. لم تُسِرّ
المُشاهدة. الفيلم الحائز جائزتي «غولدن غلوب» (2010) و«أوسكار» (2011) في
فئة أفضل فيلم أجنبي لم يكن «خارقاً». البكائيات فيه متشعِّبة الأشكال.
القلق، والضغط النفسي، وقسوة الحياة الدنماركية في تلك البقعة
الإسكندينافية أمورٌ معروفة. الاشتغال السينمائيّ عاديّ للغاية. البحث في
التمزّق العائليّ، وفي الانشقاقات القاتلة بين أفراد عائلتين، وفي معنى
الصداقة بين مراهقين غاضبين ومتألمين، محاولة لرسم صورة إنسانية عامة، بلغة
سينمائية عادية.
هذا مثلٌ. قوّة النصّ المكتوب، بموضوعه وأسلوب معالجته الكتابية، لم
تجد صدّى لها في النصّ البصريّ. في مقابل هذا، لم يسقط «في عالم أفضل» في
فخّ الاستسهال. حكاية القلق والغضب والتمزّق مكتوبة بنَفَس ضاغط. لكن أدوات
التعبير السينمائي ظلّت عادية جداً. قوّة النص المكتوب، بموضوعه وأسلوب
معالجته الكتابية، حاضرةٌ أيضاً في نصّ «عمر قتلني» (2011، باللغتين
الفرنسية والعربية، المرفقتين بترجمة إنكليزية) لرشدي زيم (أمسية خاصة
بحضور السيناريست أوليفييه غورس 10،30 ليل اليوم الاثنين). قصّة واقعية:
بستانيّ مغربيّ يُدعى عمر (سامي بوعجيلي) يُتَّهم بقتل أرملة عجوز في
منزلها. الفيلم، المأخوذ عن كتاب «لماذا أنا؟» لعمر الردّاد (المتّهم
بالقتل)، إعادة رسم المناخ المتكامل للحدث. في العام 1991، وُجدت الأرملة
غيزلن مارشال مقتولة في قبو منزلها في مرسيليا. عثر رجال الشرطة والمحقّقون
على جملة مكتوبة بدمها على الحائط: «عمر قتلني». لكن الجملة المكتوبة
باللغة الفرنسية خاطئة لغوياً. بدا واضحاً أن التحقيقات مليئة بثقوب. لم
تُجرَ كما يجب. هذا بستانيّ مغربيّ، فليُلقَ القبض عليه، وليُسجن. ثمانية
عشر عاماً في السجن، وهو مُصرّ على براءته. الفيلم مال نحو التشكيك المطلق
بالتحقيقات. ظلّ على حافة الاتّهامات. لم يقل إن عمر الردّاد قاتل. لكنه
تحايل على المسألة، كاشفاً أن هناك إمكانية كبيرة لبراءته. لم يتّهم رجال
الشرطة والمحقّقين بوضوح. لكنه تحايل على الأمر، كاشفاً وجود علل، «خطرة»
أحياناً، في مسار التحقيق، وكاشفاً «قوّة» العنصرية الفرنسية ضد العرب
المغاربة. على الرغم من هذا كلّه، لم يكن الفيلم سينمائياً. أي أنه، بمزجه
التوثيقيّ بالمتخيّل، لم يخرج من رتابة الحكاية وجفافها البوليسي ـ
القضائي. لم يذهب في الاشتغال البصريّ إلى ما هو أبعد من الصورة المباشرة.
هناك حرفية ما في تنفيذ العمل. هذا صحيح. سامي بوعجيلي بدا أشبه بعمر
الردّاد، شكلاً على الأقلّ. لكن الفيلم برمّته ظلّ عادياً، وإن تفوّق نصّه
في إعادة تحريك المسألة الإنسانية المحقّة.
جماليات
من الأفلام الصادمة بجمالياتها السينمائية، هناك «رأس ثور» (2011،
باللغتين الهولندية والفرنسية، المرفقتين بترجمة إنكليزية) للبلجيكي
ميكائيل أر. روسكام (10،30 ليل الأربعاء المقبل). فيلم قاس. مناخه الإنساني
موغل في تمزّقات مزمنة لذات فردية تائهة داخل مزرعة أبقار، ومُسكّنات
عصبية، ونزاعات معتادة بين رجال عصابات وشرطيين ومحقّقين. ألوانه الرمادية،
غالباً، جزء من اللعبة. الممثل ماتياس شوينارتس (يؤدّي الدور الرئيس في
الفيلم الفرنسي الجديد «عن الصدأ والعظم» لجاك أوديار، إلى جانب الفرنسية
ماريان كوتيار. يُعرض 8 مساء بعد غد الأربعاء، و10،30 ليل الجمعة المقبل)،
بجسده الضخم، وعينيه الذابلتين، وحركته المازجة شراسة مبطّنة بغضب لا
يُحتمل، قدّم دوراً رائعاً، متمثّلاً بشخصية جاك فانمارستيل، مربّي مواشٍ،
يُعاني مأزقاً نفسياً خطراً تعرّض له في طفولته، وها هو اليوم على شفير
الهاوية الأخيرة. التعابير المكتوبة عن الغضب والقلق والتوتر والعزلة
والخوف والألم، تحوّلت إلى مسار دراميّ مشبع بالانفعال المرسوم في حركة
جاك/ ماتياس، وبقدرة الممثل على منح الشخصية كينونتها المدمَّرة. المأزق
النفسي الطفوليّ صنع نواة كينونة مشوّهة، سعى جاك إلى مواجهتها بالمهدّئات
الذاهبة به إلى إدمان. النزاعات المافياوية مع رجال الشرطة لا تهدأ. جاك
متورّط بها. لكن الماضي لا يرحم. إنه حاضرٌ دائماً في اليوميّ والمعيش.
بالعودة إلى الدنمارك، يظهر «عائلة» (2010، باللغة الدنماركية،
المرفقة بترجمة إنكليزية) لبيرنيلّي فيشر كريستانسن (5،30 بعد ظهر اليوم،
و10،30 ليل السبت المقبل) قسوة مشابهة لقسوة «في عالم أفضل». إنها قسوة
الحياة، وأسلوب العيش، وكيفية بناء العلاقات العائلية، أو الاجتماعية، أو
العاطفية. مرض سرطانيّ يُصيب رأس العائلة، تماماً كما أصاب أماً انتزعها من
حياة ابنها الوحيد (في عالم أفضل). سلطة الأب فاعلة داخل العائلة المقبلة
على مرحلة خصبة بالارتباكات والجنون والفوضى، وهذه كلّها ناشئة من النزعة
العنيفة للأب في التعامل مع مرضه، ومع ذاته، ومع أفراد عائلته، ومع
الآخرين. الفيلم مبنيّ على تفاصيل العلاقات. على ما أشاعه المرض من
انقلابات داخل الذات، وداخل العائلة. تواجه الابنة مأزقاً: صاحبة غاليري،
وحبيبة شاب يُقرّر دعمها في مشروع الانتقال إلى نيويورك لتحقيق «حلم
حياتها». لكن انكشاف إصابة الأب، الخبير بفن صناعة الخبز والأشهر في بلده،
سببٌ للبقاء، لتحطّم الحلم، لخيبة الابنة. سببٌ لفضح المستور داخل العائلة،
أو لبدء مرحلة جديدة من حياة محطَّمة. الصُوَر السينمائية أقوى تعبيراً عن
الخذلان والتمزّق، مما هي عليه في فيلم سوزان بيير. التماسك الدراميّ أقوى
وأمتن. لكن الغضب والقلق والتوتر والقسوة معالم متشابهة. معالم بيئة
جغرافية واجتماعية. «عائلة» جزء من هذا الفضاء الإنساني، القابل لأن يكون
فضاءً إنسانياً عاماً.
السفير اللبنانية في
03/12/2012
شـــريهـان.. ورحـلة ثـلاثـين
عـامــاً في البحـــــــــث عن معـني السـعادة!
ماجـــدة
خـــيراللــه
من بين الملايين الذين خرجوا إلي ميادين مصر يوم الثلاثاء الماضي،
ليعبروا عن رفضهم لسلق الدستور،
والدفاع عن حق كل مصري في العيش بحرية وكرامة في
بلاده، ظهر وجهها الذي عرفناه جيدا وأحببناها رغم الغياب،
في الزحام ربما لا تستطيع بسهولة أن تميز الأشخاص،
ويحاول بعض المتسلقين أن يثيروا الانتباه ويتدافعوا أمام الكاميرات لالتقاط
صورهم، للادعاء بأنهم يناصرون الثورة، ثم فجأه يتبخرون من المشهد وكأنهم جاءوا لتسجيل
موقف، وخلاص..
بينما تستمر هي تسير وسط الحشود في هدوء،
دون أن تسعي للفت الانتباه إلي وجودها، ولكن من يمكن أن يتوه عن شريهان
(حبيبة القلوب)!
شريهان لم تحضر يوم الثلاثاء فقط،
ولكنها حضرت الجمعة التي تلتها،
كما حرصت علي التواجد من قبل في كل المسيرات
والمظاهرات التي تؤيد الثورة!
وكانت دائما تستقبل بالترحيب والاحترام من
الجميع، بخلاف هؤلاء اللائي قام أهل الميدان بطردهن شر طردة،
لأنهن لا ينتمين فقط إلي زمن فاسد قاموا بتأييده بغباء وانتهازية، ولكن
لأنهن لم يكتفين بذلك بل قمن بمهاجمة الثوار والتشكيك في نواياهم أيضا..
لقد فرق الثوار الذين تقدر أعدادهم بالملايين بين الزائف والحقيقي! وكانت
شريهان بين الأشياء الحقيقية الجميلة التي يمكن أن تلتقي بها في الميدان!
ربما في زحمة الأحداث تنسي أن تحتفل بعيد ميلادها،
ولكن جمهورها وعشاقها من الصغار والكبار لا يمكن أن يغفلوا الاحتفاء بها في
6 ديسمير الذي يوافق يوم مولدها!
شريهان حكاية مثيرة..
فصولها مستمرة،
يمكن أن تعطي الحكاية عنوانا مؤقتا هو الصبر والإيمان!!
التقيتها أول مرة كانت في بداية حياتها الفنية،
وكنت في بدايه عهدي بكتابة السيناريو، وكنت قد قدمت لأفلام التليفزيون فيلما بعنوان
المليونيرة الحافية،
عن قصة قصيرة لمجدي الإبياري،
وكان من المفروض أن يقوم المخرج الراحل فهمي عبدالحميد بإخراج الفيلم علي
أن يلعب البطولة صلاح ذوالفقار هدي رمزي وكان البحث جاريا عن وجه جديد
يشارك شيرهان بطولة الفيلم الذي تدور أحداثه حول فتاة جميلة ضمن عصابة
لسرقة المجوهرات، تختفي من مطاردة الشرطة في منزل رجل فاضل يستقبلها
باعتبارها ابنة شقيقه، ويحدث وجودها ارتباكا في حياة الأسرة، ولكنها تتأثر بهذا الجو العائلي،
وتقرر أن تسلم للشرطة المجرهرات التي سرقتها وأخفتها في منزل الأسرة التي
استضافتها، ولكن مشروع الفيلم لم يكتمل،
نظرا لانشغال شريهان بعمل برنامج استعراضي من
تأليف نبيل غلام يجمع بين الاستعراض والفقرات الفكاهية،
لحساب إحدي شركات الإنتاج الخليجية، بينما ذهبت بطولة فيلم المليونيرة الحافية إلي
الفنانة الراحلة هالة فؤاد!
أما اللقاء الثاني بيننا فكان أثناء تصويرها لفيلم
"مدام شلاطة" للمخرج يحيي العلمي، كنت أقوم بزيارة صحفية لموقع التصوير،
وجلست لبعض الوقت مع المخرج نتحدث عن موضوع الفيلم،
وعن بطلته النجمة الشابة التي كانت حديثا للمدينة بعد نجاحها المبهر في عمل
فوازير رمضان للمرة الأولي خلفا للفنانة الاستعراضية نيللي، وكان العلمي
يفكر مع فريق العمل في مفاجأة شريهان بالاحتفال بعيد ميلادها في موقع
الدستور، ثم فجأة وجدته يضحك وهو يقول:
مش عارف اختار هدية لشريهان..
قعدت أفكر في حاجة ممكن تبهرها أو تفرحها وجدت أن أي حاجة حا تبقي بلامعني،
فلديها مئات من زجاجات العطور
غالية الثمن،
والملابس الفاخرة، والمجوهرات والسيارات،
الواحد ممكن يجيبلها إيه ؟؟ مش عارف..
ثم استطرد في الحديث قائلا بنغمه مختلفة:
والله البنت دي صعبانة عليا قوي..
وأدهشني قوله..
وتساءلت.. شريهان صعبانة عليك؟؟ ليه بقي..
دي ما شاء الله جميلة وشابة ومشهورة وغنية
وناجحة، يعني تقريبا عندها كل حاجة..
فقال مثل الحكماء: ماهو عشان عندها كل حاجة؟؟ واحدة زيها إيه اللي ممكن
يفرح قلبها ؟؟ كل واحد فينا عنده حاجة ناقصاه في حياته وبيحاول يعوضها، أو بيسعي للحصول علي شيء ما،
قد يكون النجاح أو الثروة أو الشهرة،
لكن أن يحصل الإنسان علي كل شيء وهو لايزال في
مقتبل حياته، لهو امتحان شديد القسوة!
وفعلا ظلت مقولة يحيي العلمي..
تطن في أذني بعد ذلك، وتذكرتها بقوة بعد أن تعرضت للحادث الشهير الذي أقعدها عن الحركة،
وانتشرت شائعات أنها أصيبت بعجز تام،
ولن تستطيع حتي أن تسير علي قدميها عدة أمتار!
ساعتها قلت لنفسي أكيد أن أكثر ما يمكن أن يفرح قلب شريهان في هذه اللحظة
أن تسترد قدرتها علي الحركة، أنها تستحق دعاء ملايين من أسعدتهم بفنونها،
وطالت فترة العلاج وملأت الصحف أخبار العمليات الجراحية التي خضعت لها
الواحدة بعد الأخري، وحدث أن قابلتها في مهرجان الإسكندرية وكانت ترتدي
قميصا طبيا خاصا، ولكنها كانت تتحرك بشكل أقرب للطبيعي، ودار الحوار بيننا عن خطتها للخروج من الأزمة،
وشد ما لفت نظري روحها المعنوية المرتفعة، وإيمانها الشديد بأن الله يقف معها ولن يخذلها
أبداً، وأنها تفكر في العودة للفن بعمل استعراضي ضخم،
ولما سألتها عن فوازير رمضان،
أكدت أن ما تفكر فيه أكبر كثيرا ولا يقل أهمية عن
الفوازير!!
وبعد عدة أشهر كانت تستعد لمسرحية شارع محمد علي،
التي قلبت إسكندرية رأسا علي عقب، وقيل إنها كانت المسرحية الوحيدة التي تشفط
الهواء والجمهور من مسرح عادل إمام،
طبعا كنت حريصة مثل غيري علي مشاهدة المسرحية في أيامها الأولي، خوفا من أن
يحدث لا قدر الله أي مكروه يعيد شريهان إلي نقطة البداية، وخاصة أنها كانت تبذل يوميا مجهودا خارقا،
في أداء الاستعراضات..
كانت شريهان تتحدي نفسها،
وتتحدي إصابتها القاتلة،
وتتحدي من تعمد إصابتها،
وإلحاق الضرر بها.. وكانت المسرحية من أروع ما شهدت من أعمال استعراضية فعلا،
وكأن الفتاة قد بعثت من جديد، وتذكرت مقولة يحيي العلمي مرة أخري: (البنت
دي صعب قوي تلاقي حاجة تفرحها)، ولكنها بالتأكيد كانت تشعر بالفرحة كل ليلة بعد
انتهاء عرض المسرحية ووقوفها لتحية الجماهير،
التي جاءت تدعمها وتشد من أزرها.
وكان لقائي بها بعد ذلك بسنوات،
وكانت قد أصبحت أما للمرة الأولي، وكانت طفلتها أجمل هدية تعوضها عن حرمانها من حضن
أمها، التي رحلت بعد صراع قاس مع المرض،
وقبل أن تلتقط أنفاسها، فوجئنا بخبر إصابة شريهان بمرض خبيث هاجمها بمنتهي الخسة وترك آثاره
علي وجهها، ولكن إيمانها بالله وقوة عزيمتها،
كانا بمثابة عامل إنقاذ لروحها التي اعتادت أن تتحمل ضربات القدر المتتالية
بكثير من الصبر والإيمان، ولم نعد نسمع عن شريهان،
سوي أخبار إجرائها لجراحات دقيقة، لتخلصها من زحف المرض ومن آثاره،
وكانت الشائعات تحاصر شريهان، وتؤكد أنها لن تستطيع بعد الآن أن تواجه
الكاميرا، واستسلم البعض لهذا الاعتقاد،
وكعادتها لم تلجأ للرد علي الشائعات، ولكنها التزمت الصمت، وتم تجميد مشروع مسلسلها رابعة العدوية إلي أجل
غير مسمي، وظن الجميع أنها استسلمت إلي حالة الركود واليأس ولم يعد في
جعبتها ما يثير أحدا لمتابعة أخبارها!
ولكن شريهان التي اعتادت أن تبهر جمهورها باستعراضاتها،
الراقصة وأزيائها الفاخرة وجمالها الأخاذ، عادت للأضواء مجدداً،
ولكن لتثير إعجابنا بها هذه المرة بشكل مختلف تماما، فقد كانت مع من خرجوا
في الموجة الأولي من ثورة يناير، وانحازت إلي الحق وساندت الثوار في
المطالبة بالحرية لكل مواطن مصري، وذلك في عز جبروت النظام السابق"
نظام مبارك"
لم تهادن ولم تنافق، بينما وقف غيرها مع الباطل وخرجوا في مظاهرات هزيلة تندد
بالثوار وتستبيح أعراضهم وكبرياءهم،
فنالوا احتقار الجماهير، التي أنزلتهم من علياء إلي سابع أرض، ولم تكن شريهان تسعي إلي مجد أو شهرة فلديها
منهما ما يكفي أجيالا، وما يدل علي صدقها في تأييد الثورة،
أنها لم تتراجع بعد ماحدث من ارتباك في مسيرة الثورة، والهجوم عليها، وخاصة
في فترة حكم المجلس العسكري، ولم تتراجع أيضا بعد أن اختطف الإخوان المتأسلمون
حكم البلاد، ولم تهادن أو تغلق أبواب بيتها عليها طلبا للأمان،
بل خرجت مع من خرجوا، بل كانت في مقدمة الصفوف التي وصلت إلي ميدان التحرير،
وبدت أكثر سعادة وإشراقا مما كانت عليه في سنوات عملها الفني، سيدة مصرية
مثقفة وجميلة، تحمل بين ضلوعها قلبا أحب بلاده،
وأقسم علي التضحية بكل نفيس وغال حتي تسترد كرامتها وكبرياءها.. وربما إذا
حدث هذا تكون تلك السعادة التي تنتظرها شريهان وتستحقها فعلا!!
استمرار علاج سيد زيان من آثار الجلطة
محمــــد
التــــلاوى
نفت إيمان ابنة الفنان سيد زيان ما نشرته بعض وسائل الإعلام عن تدهور
الحالة الصحية لوالدها بعد دخوله العناية المركزة بالمستشفي،
قالت إيمان إن زيان يعالج منذ أسبوعين في مستشفي دار الفؤاد من جلطة. وأكدت
أن والدها مريض بجلطة،
وكانت سبب أزمته الصحية الأخيرة وأشارت إلي أن
الجلطة ممكن أن تسبب له (شرقة)
أثناء تناوله لطعامه مما يؤدي لدخول بعض الرزاز علي الرئة اليسري وتراكم
خلال الـ ٩ سنوات الماضية منذ بداية الجلطة ولم تظهر أعراضه إلا مؤخرا.
وقالت إن الأطباء بحمد الله قاموا بمعالجة هذا الموضوع وحول الحالة الصحية
حاليا للفنان سيد زيان قالت إن المشكلة في حنجرته ودرجة حرارته مرتفعة
وقالت أحب أن أطمئن كل محبيه وجمهوره بأنه سوف يتجاوز هذه الأزمة بإذن الله
وأنا وشقيقاتي مني وسامية وحنان بجواره دائما ولانتركه ونتضرع إلي المولي
عزوجل أن يشفيه ونطلب من كل محبيه أن يدعوا له بالشفاء.
الجدير بالذكر أن الفنان سيد زيان كان يتم علاجه من الجلطة في
مستشفي القوات المسلحة بالمعادي منذ
٩
سنوات تقريبا وارتفعت حالته النفسية في الشهور الأخيرة الماضية بعدما شعر
بتحسن في حالته الصحية واستجابته للعلاج الطبيعي وعندما انتقل للعلاج في
مستشفي القوات المسلحة بالعجوزة تزايدت درجة الاستجابة للعلاج لوجود أجهزة
متطورة في العلاج الطبيعي.
آخر ساعة المصرية في
03/12/2012
أحمد بدير يفوز بجائزة أفضل ممثل بمهرجان الفيلم العربى فى
روتردام
كتب محمود التركى
اختتمت أمس الأحد، فعاليات الدورة الـ12 لمهرجان الفيلم العربى فى
روتردام، حيث أعلنت الجوائز فى المركز الثقافى "دى ماشينيست" فى دلفسهافن
الضاحية الغربية لمدينة روتردام الهولندية، وفاز النجم أحمد بدير بجائزة
أحسن ممثل عن دوره فى فيلم "عزير" أو "الرسالة" للمخرج شريف وهبة، بينما
فازت الممثلة السورية الشابة "نادين سلامة" بجائزة أحسن ممثلة.
وفاز الفيلم اللبنانى الإيرانى المشترك "طريق النجاة" للمخرجة راما
قوى دال، بجائزة الصقر الذهبى للأفلام الروائية، وهو الفيلم الذى سلط الضوء
على معاناة أطفال غزة فى ظل الاجتياحات الهمجية التى ما فتئ يقوم بها جيش
الاحتلال الإسرائيلى للقطاع.
ونال جائزة الصقر الفضى الفيلم التونسى القصير "علاش أنا" لأمين شيبوب،
الذى عالج موضوع ثقافة القمع التى تعانى من تأثيراتها العديد من المجتمعات
العربية، بينما حصل فيلم "لاند سكايب" للمخرج الفلسطينى الهولندى رامى
الحرايرى والفيلم القطرى "سوبر فل" لأمين عيطانى على شهادة "تنويه خاص" من
لجنة التحكيم.
وفى مسابقة الأفلام الوثائقية، فاز الفيلم الوثائقى التونسى "بنات
البوكس" للمخرجة لطيفة ربانة دغرى بجائزة الصقر الذهبى، وهو وثائقى يعرف
بمجموعة من الشابات التونسيات اللاتى تحدين الأحكام المسبقة بممارسة رياضة
الملاكمة التى طالما نظر إليها باعتبارها رياضة رجالية، وحصد الفيلم
الوثائقى المصرى "السماع خانة" للمخرج بريهان مراد على جائزة الصقر الفضى،
وهو تسجيلى يكشف عن الجهود المبذولة لإنقاذ مبنى تاريخى فى القاهرة القديمة
ويقدم معلومات عن "المولوية" الطريقة الصوفية التى اشتهرت برقصة الدراويش
والعناية بالإنشاد الدينى، ونال فى ذات المسابقة كلا من الوثائقى التونسى
"كعصفور" لمحمد جلال بالسعد وعام بعد الثورات العربية للمخرج المغربى
الهولندى عبد الإله وإلى شهادة "تنويه خاص" من لجنة التحكيم.
وضمت لجنة التحكيم الناقدة والصحفية الفلسطينية آسيا الريان والمنتج
السورى جورج ملكة والناشطة الحقوقية الهولندية أناليس بالص، نتائج مسابقتى
الأفلام الروائية والوثائقية.
يذكر أن مهرجان الفيلم العربى فى روتردام يعد اليوم النشاط الفنى
والثقافى العربى الأعرق فى القارة الأوروبية، وقد أعلن مؤسسه ورئيسه
الدكتور خالد شوكات خلال حفل افتتاح الدورة الثانية عشرة عن استقالته
ومغادرته لموقعه كمسئول أول عن المهرجان، ليترك مكانه لجيل جديد شاب من
المنظمين.
اليوم السابع المصرية في
03/12/2012
موسم سينمائي مصري جديد بخمسة أفلام
كتب الخبر: رولا
عسران
وسط الاضطرابات على الساحة المصرية، ورغم انطلاق فعاليات «مهرجان
القاهرة السينمائي الدولي» في دورته الخامسة والثلاثين، فإن دور العرض
المصرية تستعدّ لاستقبال خمسة أفلام سينمائية دفعة واحدة، في محاولة
للانطلاق بموسم سينمائي جديد ينعش الصناعة التي باتت تعاني حالة ركود.
يفتتح فيلم «مصوّر قتيل» الموسم السينمائي الجديد في مصر، ذلك مباشرة
بعد عرضه في المسابقة الرسمية في «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي».
الفيلم قصة عمرو سلامة، إخراج كريم العدل، وبطولة: درة، إياد نصار، وحورية
فرغلي. يذكر أن تصويره انتهى منذ فترة إلا أن عرضه تأجل مرات إلى أن تقرر
في بداية الموسم المقبل.
يندرج في قائمة أفلام الموسم الجديد فيلم «كريسماس»، فقد ارتأى صانعوه
أن الموسم الجديد هو الأنسب لعرضه بعد تأجيلات لأسباب إنتاجية، خصوصاً أن
المنافسة ليست قوية باعتبار أن معظم الأفلام المعروضة هي من المؤجلات ويؤدي
بطولتها نجوم من الصف الثاني، لم يجدوا مساحة للعرض في مواسم الصيف وعيدي
الفطر والأضحى لصعوبة المنافسة فيها.
الفيلم من تأليف سامح أبو الغار ومصطفى السبكي، إخراج محمد حمدي،
ويشارك في البطولة علا غانم ورامي وحيد.
أفلام الكبار
مع أن احتمال تصدره الإيرادات في مصر ضعيف بحسب توقعات صانعي السينما،
إلا أن «مملكة النمل» من تأليف شوقي الماجري وإخراجه يستعد ليأخذ مكانه في
قائمة العرض بعد مشاركته في المسابقة العربية في «مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي».
صوّر الفيلم في دول عربية عدة وتأجل عرضه مرات وهو من بطولة نجوم عرب
من بينهم: منذر رياحنة وصبا مبارك وعابد الفهد.
من بين الأفلام المرشحة للعرض في هذا الموسم أيضاً «ضغط عالي»، تأليف
محمود صابر، إخراج عبد العزيز حشاد، وبطولة نضال شافعي الذي يؤدي البطولة
المطلقة الثانية له بعد فيلم «يا أنا ياهو»، وتشاركه آيتن عامر.
لا يخلو الموسم من أفلام كبار النجوم، إذ يشارك أحمد حلمي بفيلمه
الجديد «على جثتي»، تأليف تامر ابراهيم، إخراج محمد بكير، وتشارك في بطولته
غادة عادل وآيتن عامر.
يذكر أن حلمي فاجأ الجمهور بقراره هذا، لا سيما أنه اعتاد عرض أفلامه
في مواسم معينة، فهل يتراجع عن قراره في اللحظات الأخيرة خوفاً من الفشل أم
يمضي فيه حتى النهاية ويجازف بعرض «على جثتي»، باعتبار أن الفيلم الجيد
يفرض نفسه في أي وقت وأي موسم؟
يجيب المنتج محمد العدل بالقول: «لطالما نادينا بتأسيس مواسم سينمائية
جديدة بعيدة عن المواسم المعروفة لتنشيط صناعة السينما. يشبه الأمر في
مجمله ما يفعله المصريون بتكدسهم سكنياً على خط نهر النيل، وتركهم مساحات
واسعة في مصر خالية من السكان وتحويلها إلى صحراء جرداء، هذا ما يحصل في
السينما حالياً التي يتكدس صانعوها حول مواسم معروفة، ويتركون باقي المواسم
خالية».
خطوة مهمة
يتساءل المنتج هاني جرجس فوزي: «لماذا لا نحذو حذو السينمائيين
العالميين الذين ينتجون أفلاماً طوال العام؟»، ومن هنا يرى استحداث موسم
سينمائي جديد خطوة مهمة كونها ليست مرتبطة بصيف أو أعياد، مضيفاً أن هذه
طريقة مثلى لتنشيط الصناعة بعد الأحداث الأمنية والسياسية التي أثرت عليها
سلباً.
أما علا غانم فتؤكد عدم قلقها من اختيار موعد عرض «كريسماس» في هذا
الموسم الجديد، كونها لا تسمي الأفلام بمواسمها بل بجودتها، وإن كانت
مواعيد العرض تؤثر على إيراداتها، مشيرة إلى أن أحداً لا ينكر أهمية
التوقيت المناسب في تحقيق الفيلم النجاح المرجو.
الجريدة الكويتية في
03/12/2012 |