فازت المخرجة المصرية الشابة حنان عبد الله بجائزة أفضل فيلم وثائقي
في
مهرجان الدوحة تريبكا الأخير في إطار مسابقة الأفلام العربية. وهذا أول
فيلم تخرجه
هذه المخرجة الشابة حول قضية المرأة في المجتمع المصري. وقد
لقي فيلمها استحسان كل
المراقبين مما يبشر بميلاد مخرجة تنتمي إلى الجيل الجديد في مصر.
·
أول سؤال سيكون تقليديا: كيف رأيت مهرجان الدوحة للأفلام السينمائية؟
خاصة وأنك كمخرجة شابة ومن أصغر المشاركين في المسابقات الرسمية ؟
كان
لي كل الشرف أن أشارك في مهرجان مثل مهرجان الدوحة للأفلام وفيلم "ظل راجل"
هو أول
فيلم لي أشارك به، والإيجابي في الأمر أنه أصبحت هناك مهرجانات سينمائية
عربية تدعم
السينمائيين العرب وهو ما يعطيهم مساحة لعرض أفلامهم ويوفر لهم فرصة
للانتشار في
العالم، وهذا يعني أيضا أن هناك "تنمية" للفن العربي والسينما
العربية.
·
أول تجربة سينمائية لك كانت
وثائقية فهل هو اختيار أم
ضرورة؟
كان هذا اختيارا مني، فأنا مهتمة بالأفلام الوثائقية منذ فترة
طويلة وعندما كنت في الجامعة كنت أتابع دروسا في الأفلام التسجيلية وكنت
أفكر في
مشاريع وثائقية رغم أن دراستي كانت في اختصاصيْ السياسة
والفلسفة.
·
اختيارك الأفلام الوثائقية كان
مقصودا، إذًا فكيف تعرفين الفيلم
الوثائقي؟
أولا أنا أعتبر الفيلم الوثائقي ليس ريبورتاجا وهذا أهم شيء
لأن الأفلام الوثائقية تتحدث عن حكايات حقيقية وتعطي فرصة للتواصل الشخصي
مع
المشاهد أيا كان الموضوع أو الشخص أو الحكاية، كما أني أعتبر
أن الأفلام الوثائقية
تحكي الحقيقة.
·
فيلم "في ظل راجل" كيف بدأتيه؟ هل أنت تتحدثين عن
فكرة واضحة وهي تحدي المرأة، أم عن شخصية معينة تعبر عن المرأة، أم أنك
تبحثين عن
قصة المرأة المصرية التي تناضل عبر التاريخ؟
أنا أتحدث عن فكرة نضال
المرأة المصرية وأقل ما أقوم به تجاهها هو أن أنجز فيلما
وثائقيا، لكن لا يمكن فصل
المواضيع عن بعضها بسهولة لأنه في النهاية فإن الفكرة الأصلية للفيلم ستحدد
نوع
الأشخاص الذين سيشاركون في الفيلم، وفي هذا الفيلم بالذات كانت هيئة الأمم
المتحدة
تريد اختيار فيلم يتحدث من جديد في موضوع المرأة بعد الثورة
المصرية وقد ترشحت لهذه
المهمة وبدأت أصور في بيتي أو في محيطي ومع جليستي في البيت، وفي الحقيقة
لم يخطر
على بالي أن أختارها في البداية لكنها كانت تمثل السيدة المصرية التي يمكن
لكل أحد
أن يقابلها، وقد كانت تزور القاهرة بعد الثورة وجلست معي تتحدث
وتشرب الشاي وفجأة
خطر على بالي أن أختارها للفيلم لأن أهم شيء عندي هو أن يتعاطف المتفرج مع
الأشخاص
الذين يشاهدهم في الفيلم حتى يحس أكثر ويفهم أكثر ويتساءل أكثر عن المواضيع
التي
يطرحها الفيلم.
·
لكني أعتبر شخصيا أن سبب نجاح الفيلم أنك من حين
لآخر تغيبين عن الواقع وتعملين على موضوع الخيال فهل هذا صحيح؟
هذا
ممكن فكل شخصية في الوجود لها أبعاد مختلفة بحسب السياق الذي توجد فيه، كما
أن بطلة
الفيلم الحاجة وفاء هي أيضا شخصية خيالية بالنظر إلى طبيعتها فهي سينمائية
وقوية
جدا في شخصيتها.
·
لماذا اخترت أن تكون شخصياتك
النسوية في الفيلم
شخصيات قوية؟
لكن هناك نماذج نسوية أخرى كانت تبكي مثلا، رغم أني أعتبر
ذلك مظهرا من مظاهر القوة فهذا يعني أن الشخصية غير خائفة من إظهار أشياء
حميمية في
سلوكها، وأنا أرى أن الدموع نعمة وليست ضعفا.
·
هل هناك خلفية
إيديولوجية في مواضيع أفلامك؟
لا بل هناك أسئلة أنا أطرحها في أفلامي،
وهذا يعني أن في أفلامي أفكارا وليست إيديولوجيات.
·
سؤال افتراضي: لو
كان الفيلم قبل الثورة المصرية هل كنت ستصورينه بنفس الطريقة؟
أظن أن
الجواب هو نعم ولن يكون فيه الكثير من التغيير، لكن الفرق هو أن كل
الشخصيات في
الفيلم كانت تعرف أن هناك فرصة الآن للتغيير في مصر وهذا أثّر في طريقة
كلامهم وفي
تأملاتهم وفي خوفهم، وكان ذلك مدعاة للتفاؤل.
·
هل يمكن أن نصنفك بأنك
من المخرجات المصريات الشابات لما بعد الثورة؟ وهل تعتقدين أن الثورة
المصرية
كانت
أيضا ثورة في السينما أم أنها ثورة في السياسة فقط؟
أنا أعتبر أن الفن
والسينما والثقافة بشكل عام تعبير عن المجتمع حتى لو كان ذلك أمرا غير واضح
تمام
الوضوح، وأنا أرى أنه لو اكتملت كل أشكال الثورة فعلا فإنها ستبلغ السينما
لأنها
جزء من تلك الأشكال، بل السينما قد تتسبب في وجود حركة ثانية
أو موجة ثانية في
الثورة، فالفن والسينما نابعان من المجتمع نفسه.
الجزيرة الوثائقية في
03/12/2012
أدبيات السينما التسجيلية بأقلام مؤلفين عرب
عدنان مدانات
تستدعي الحركة النشطة لإنتاج الأفلام التسجيلية في
العالم العربي وما يرافقها من اهتمام نظري بهذا النوع الهام من السينما،
وهو
الاهتمام الذي يقوده موقع الجزيرة الوثائقية على الانترنت عن
طريق المجلة
السينمائية الفصلية التي تنشر أبحاثا نظرية حول السينما التسجيلية، يعاد
إصدارها
مجمعة في كتاب سنوي، استذكار بعض أبرز المؤلفات العربية حول السينما
التسجيلية
والتي صدرت خلال العقود الماضية، وهي مؤلفات أظن أنها تستحق
بهدف التعريف بها أن
يفرد لها عدد خاص من المجلة التي تصدر عن الجزيرة الوثائقية.
بعض هذه المؤلفات
يتعلق بالجوانب التاريخية والنظرية للفيلم التسجيلي وبعضها الآخر يتعلق
بتطبيقات
تحليلية على أفلام عربية ودراسات حول السينما التسجيلية في بعض الأقطار
العربية
وخاصة السينما المصرية والسينما الفلسطينية اللتان حظيتا بأكبر
قدر من المؤلفات
حولهما.
من أول الكتب النظرية التي احتوت على دراسة تفصيلية حول السينما
التسجيلية
كتاب صدرت طبعته الأولى في بيروت في العام1974وكان بعنوان" بحثا عن
السينما"ويتألف الكتاب من فصلين نظريين أولهما يتعلق بالسينما
بعامة و ثانيهما
يتخصص بالسينما التسجيلية ويحلل أبرز أوجه وسائل التعبير المستخدمة في
الفيلم
التسجيلي، وهو كان ترجمة لأطروحة الماجستير للمؤلف كاتب هذه السطور، وقد
صدرت طبعته
الثانية في العام1982عن دار الأفق في عمان.
ولمؤلف
هذه السطور أيضا كتابان حول السينما التسجيلية أحدهما بعنوان" المنهج
الجمالي في
السينما التسجيلية" وهو صدر في العام 2005 من منشورات مسابقة أفلام
الإمارات في أبو
ظبي، والكتاب عبارة عن مجموعة مقالات يجمعها البحث النظري في جوانب متنوعة
من قضايا
السينما التسجيلية. الكتاب الثاني صدر في العام 2011من منشورات
مؤسسة عبد الحميد
شومان في عمان بعنوان" السينما التسجيلية- الدراما والشعر" وهو دراسة نظرية
وتطبيقية حول فن السينما التسجيلية ويتضمن سيرة ذاتية سينمائية للمؤلف.
الكتاب
النظري الثاني الذي نشر في السبعينيات صدر في ليبيا للمخرج السينمائي
الليبي على
الفرجاني وكان بعنوان" قصة الخيالة التسجيلية في نصف قرن" وهو صدر في
العام1978 من
منشورات الدار العربية للكتاب في طرابلس. ويتضمن الكتاب، إضافة إلى البحث
في قواعد
و نظريات وأساليب الفيلم التسجيلي وكذلك دراسة تجربة أهم رواد
الفيلم التسجيلي،
فصلا خاصا بدراسة تأثير الأساليب الفنية التسجيلية على الأشرطة الروائية
الدرامية
وهو الموضوع الذي بات لاحقا يكتسب أهمية خاصة في الدراسات السينمائية بعامة.
من
المؤلفات النظرية المبكرة بالعربية
حول السينما التسجيلية كتاب الدكتورة المصرية
منى الحديدي التي أصدرت في
أواخر السبعينيات كتابا نظريا حول السينما التسجيلية كان
عبارة عن أطروحتها لنيل الدكتوراه وقد صدرت طبعته الثانية في
العام 1990عن دار
الفكر العربي بالقاهرة تحت عنوان" الفيلم التسجيلي، تعريفه، اتجاهاته،
أسسه،
قواعده". وفي العام 2004صدر للدكتورة منى الحديدي عن دار الفكر العربي كتاب
بعنوان"
أسس الفيلم التسجيلي واستخداماته". كما صدر للدكتورة منى الحديدي كتاب نظري
ثالث
حول السينما التسجيلية شاركها في تأليفه الدكتورة سلوى إمام، وكان بعنوان"
السينما
التسجيلية.. الخصائص، الأساليب والاستخدامات". والكتاب صدر في العام2010 من
منشورات
دار الفكر العربي.
وفيما يخص المؤلفات المتعلقة بالسينما التسجيلية المصرية
تحديدا صدر للدكتورة منى الحديدي في العام 1983عن دار الفكر العربي كتاب
بعنوان"
السينما التسجيلية الوثائقية في مصر".
من أوائل المؤلفات الأخرى المتعلقة
بالسينما التسجيلية المصرية كتيب بعنوان" الفيلم التسجيلي
وبناء الإنسان المصري"
وصدر عن دار المعارف في العام1979 لمؤلفه الناقد محمود سامي عطالله.
في
العام1981صدر في القاهرة كتاب بعنوان" السينما التسجيلية في مصر حتى آخر
سنة1980"
من إعداد منى البندري و ميرفت الأنباري. يتضمن الكتاب تصديرا بقلم أحمد
الحضري فيه
إشارة إلى الرواد الذين أخلصوا للسينما التسجيلية، ومنهم صلاح
التهامي و سعد نديم
والذين" لم تتمكن السينما الروائية التجارية من إغرائهم ببريقها و مكاسبها".
كما أصدر عبد القادر التلمساني في العام 1998 كتابا بعنوان" تاريخ
السينما
التسجيلية في مصر " من منشورات وزارة الثقافة، يتضمن بيبلوغرافيا للأفلام
ودراسة عن
رواد السينما التسجيلية وعن السينما التسجيلية بعد إنشاء التلفزيون و
الجهات
المنتجة لها.
أيضا صدر في العام 2004 كتاب بعنوان" السينما التسجيلية في مصر"
لمؤلفه ضياء مرعي عن دار الوفاء بالإسكندرية.
آخر المؤلفات حول السينما
التسجيلية في مصر بعنوان" السينما التسجيلية المصرية الصامتة"
من تأليف سامي حلمي و
إبراهيم الدسوقي، وهو الكتاب الذي تعرضنا له في مقال سابق في الجزيرة
الوثائقية.
أما
أحدث الكتب المتعلقة بالسينما التسجيلية الفلسطينية هو" ملامح الأفلام
التسجيلية
الفلسطينية"، وصدر عن دار العين للنشر، ويتضمن بحثا في كيفية معالجة
الأفلام
التسجيلية الفلسطينية للقضية، واقتصر البحث على السينمائيين
المقيمين في الضفة وغزة
والأراضي المحتلة عام1948، وعلى جهات الإنتاج والتمويل للأفلام.
قبله صدر في
العام2001 كتاب الباحث بشار إبراهيم" السينما الفلسطينية في القرن العشرين"
من
سلسلة الفن السابع عن المؤسسة العامة للسينما بدمشق. وفي السبعينيات صدر في
دمشق عن
دار الأهالي كتاب بعنوان" السينما والقضية الفلسطينية" للباحث حسين العودات.
في
العام 1981 صدر للناقد الأردني حسان أبو غنيمة كتاب بعنوان" فلسطين والعين
السينمائية" من منشورات اتحاد الكتاب العرب بدمشق. كما صدر لحسان أبو غنيمة
كتيب
بالتعاون مع المخرج الفلسطيني مصطفى أبو على بعنوان" السينما الفلسطينية".
وفي نفس
السياق أيضا صدر للمخرج العراقي قاسم حول في نفس الفترة كتاب بعنوان "
السينما
الفلسطينية" و آخر تطبيقي بعنوان" ثلاثة أفلام عن القضية
الفلسطينية". ولا ننسى في
هذا المجال أيضا كتاب" فلسطين في السينما" الذي صدر في
السبعينيات لمجموعة من
المؤلفين العرب والأجانب، وقام بإعداد الكتاب الناقد الفرنسي غي أنيبيل
واللبناني
وليد شميط، وقد صدرت الطبعة الثانية من هذا الكتاب في العام2006 من منشورات
الهيئة
العامة الفلسطينية للكتاب.
الجزيرة الوثائقية في
03/12/2012
من وثائق أكاديمية مورلوك
حوار مع "جيرار كوران"، و"جوزيف
موردر"
أجرى الحوار
: "ديديه
بوفلييه"
ـ
ترجمة : صلاح
سرميني
عزيزي........
بالطبع، وبدون أن تسألني، يُسعدني
إعلامكَ بمُوافقتي على ترجمة، ونشر محادثة مورلوك التي جرت في
عام 1994 مع
السينمائيّ "جوزيف موردر".
في فيلمThe Time Machine (آلة الزمن) من إنتاج عام 1960،
وإخراج "جورج بال"، يصل البطل الذي يسافر في المستقبل إلى العام 802701،
وفي
تلك السنة البعيدة يلتقي بالمورلوكييّن، ويشنّ عليهم حرباً طاحنة، ينتصر،
ويُبيدهم،
أو يعتقد بأنه قضى عليهم، لأننا في نهاية الفيلم لا نعرف شيئاً عن مصيرهم،
هل سوف
يعيشون، ويتغلبون على هذه الهزيمة ؟ أو يتجددون، ويبقون على قيد الحياة
؟
المُفاجأة المُفجعة للسينما، بأنه في عام 1968 ظهر مورلوكيّون جدد،
وفي عام 1994
وصل آخرون أكثر شباباً، وفي عام 2012 جاء ناقدٌ سينمائيّ مورلوكيّ من
مجراتٍ
أخرى، وبحث بفضولٍ عنهم، فوجدهم مايزالون على قيّد الحياة أكثر من أيّ زمنٍ
في
الماضي، أو المستقبل، يعيشون كعادتهم في كهوفهم، ولم يتوقفوا
أبداً عن إبداع
أفلاماً جديدة تُزعج إحتشام، وروتين، ورتابة الـ "س.س.س" (وتعني : السينما
الإستهلاكية الرائجة).
في عام 2012 المورلوكيّون ليسوا على إستعدادٍ
للإنقراض.
جيرار كوران.
***
الخطاب التأسيسيّ الأول لأكاديمية
مورلوك
أُعلمكم، بأنني لستُ مُتأثراً على الإطلاق بهذا الخطاب التأسيسيّ
الأول
لأكاديمية مورلوك، بهدوءٍ أريدُ أن أبصقَ على هذا الرئيس الحقير "جوزيف
موردر"،
لأنه إتصل بي، ودعاني للإنضمام إلى نادي البُلداء.
وبالآن ذاته، أطرطشُ بعض
البصاق على رئيسنا الشرفيّ "رولان لوتم" آكل ديدان الأرض
الحاصل على براءة إختراع
عنها، وفي هذه المُناسبة، أقدمُ له دليلاً دعائياً فاقد الصلاحية، يعود
تاريخه إلى
عام 1978 يخصّ شركة 3 Suisses
المُتخصصة ببيع الملابس الخارجية، والداخلية عن طريق
المُراسلة.
أُلقي قيئاً فاتحاً على "غي بيزيتا"، ومُلوناً على "جان كلود
ريمينيّاك" حيث يُبرهن موقعهما التأسيسيّ، وأقدميّتهما على تخلفهما
العقلي.
أرسلُ شتائم سوقية باللغة الصينية إلى "آلان مارشا"، وبالبروتونية إلى "فرانسوا
راؤول دوفال" تسمحُ له بإستلام عدداً من مجلة الإكسبريس بالفرنسية،
وباللغة الرومانية القديمة إلى "دومينيك نوغيز".
أتقيأ ما تبقى في معدتي من
بقايا أكلة ملفوفٍ مطهيّ باللحوم المُقددة على "دانييل بيلبيرغ".
أقذفُ شرائح
بطاطس مقلية على "نويل غودا".
أهدي بُرازاً من الكاميرون إلى "لوك موليه".
أُصوّب ركلةً في ركبتيّ "جان دوشيه".
وأخيراً، أفرغُ صندوقاً من زجاجات زيت
الخروع في فم "فانسان
توليدانو"، هذا المُدمن الذي يجذبه أيّ سائل (صالون "نادي
بيرنو" باريس، ـ 15 ديسمبر 1980).
***
ـ أجرى المُقابلة "ديديه بوفلييه" في
قهوة "زيمير" بباريس بتاريخ 14 ديسمبر عام 1994، ونُشرت في
كتالوغ (100 سنة من
السينما،...30 سنة من أفلام السوبر 8)، والتي نظمّتها "سينما سبوتنيك" في
جنيف (سويسرا)، يناير 1995.
"جوزيف موردر"، واحدٌ من مؤسّسي مجموعة مورلوك (في
عام 1971، الجيل الأول)، وهو رئيسها لمدى الحياة، ويعيش حالياً في المنفى
(أو عائدٌ
من المنفى، هو نفسه لا يعرف بالضبط).
"جيرار كوران"، مورلوكيّ من الجيل الثاني (1980)،
واحدٌ من مؤسّسي أكاديمية مورلوك،....ومن هواة سباق الدراجات
الهوائية.
بدأت الحكاية في نهاية عام 1969(والتي يُقال عنها بالفرنسية بأنها
السنة الشهوانية) مع ثلاثة أشخاص (غي بيزيتا، جان كلود ريمينيّاك، وجوزيف
موردر) لم
يكونوا عاقلين في إحدى مدارس السينما بباريس، ومع نهاية دراستهم، فشلوا في
إمتحانات
التخرّج،...ولكنهم، كانوا الوحيدين الذين أنجزوا أفلاماً فيما
بعد.
***
جوزيف موردر : .....ذهبنا في عطلة إلى منطقة
Cévennes، وبالتحديد قرية صغيرة نائية إسمها Chamboredon–par–Chamborigaud
مع بعض
أعضاء مدرستنا، وبصحبة مُلهمتنا، ومستشارتنا السرية "سيغريد
أبيرلان" التي كنا
نعشقها جميعنا،...وهناك أنجزنا فيلماً من بطولة "جان كلود
ريمينيّاك"، صور كلّ
واحدٍ منا مشهداً منه، كانت فترة شبابية متحررة، نتنزه، ونسبح عراة في
الطبيعة،
ونمارس أشياء كثيرة ممتعة، كان "بيزيتا" يوشوش نفسه متذمراً،...بينما كنت
أجوب في
الحقول، و"ريمينيّاك" ينتفض مثل طيرٍ غاضب،..وهكذا، أنتجت تلك المغامرات
فيلماً
بطول 23 دقيقة.
وبشكلٍ ما، يمكن إعتباره بيان المورلوكييّن الأوائل، وفيما بعد،
إرتكبنا جريمة إنجاز أفلاماً أخرى، كان عنوان أحدها "البقال" حول قصة بقال
يسكن في
أسفل العمارة التي كنت أقطن فيها،...وأنجز "جان كلود ريمينيّاك" فيلماً
بعنوان "كليشي"،
لقطة واحدة ثابتة مع إمراتيّن مسنتيّن تجلسان في حانة، تتحدثان مع بعضهما،
وبينهما كلبهما الصغير يحاول بأيّ وسيلة التخلص منهما، لأنه كان منزعجاً من
الضوء،
بينما أنجز "غي بيزيتا" فيلماَ بعنوان "حقنا في الكسل" حول
مصنع آلات كتابة،
أنجزناه بطريقةٍ كلاسيكية، ولكننا وضعنا في شريط الصوت نصّاً
لاعلاقة له بالموضوع
إطلاقاً.
كما بدأ البعض من المورلوكييّن بإنجاز ملفاتٍ سميناها "أرشيف مورلوك"،
تستند فكرته على تصوير المظاهرات في باريس، وعيد العمال في
الأول من مايو، وطقوس
الدفن (جان بول سارتر على سبيل المثال)، بدأت تلك المبادرة يوم وفاة
"ديغول" في 9
نوفمبر 1970، ولكن، فعلياً، كنا قد صورنا مسبقاً ملفاتٍ بدون أن نعرف، ومن
ثم
واصلنا خطواتنا تلقائياً، وفي نهاية السبعينيّات، وصل أعضاء من
جيلٍ جديد عن طريق "جيرار
كوران"، و"فانسان
توليدانو"، وضعونا أمام الأمر الواقع
:
ـ يجب تأسيس
أكاديمية....
وهكذا تأسّست الأكاديمية رسمياً في 15 ديسمبر 1980 ومن ثم قام
الصديقان الخبيثان بإنقلابٍ (يقصد جيرار كوران، وفانسان
توليدانو)، أنا الذي كنت
أعتقد بأنني سوف أكون رئيساً لمدى الحياة، وجدت نفسي في حكومة
ثلاثية .
وهكذا
تأسّست أكاديمية مورلوك بطريقةٍ غير رسمية، كان الأمر مزاحاً فيما بيننا،
شاهدنا
كلباً يبول،..أو بالأحرى "جان بيير موكي" يصوّر مع "فرانسيس بلانش"، وقلنا
لأنفسنا :
ـ إنها مورلوك.
وشيئاً
فشيئاً أصبحت.. أكثر أهميةً، وعلى مرّ السنوات، بقيّ من المورلوكييّن ثلاثة
أصدقاء
يلتقون من وقتٍ إلى آخر، وفي بعض الأحيان يقولون
:
ـ إنها مورلوك
.
جيرار كوران : جاءت كلمة "مورلوك" من مصدرين، إذا
كنتَ قد قرأتَ رواية ويلز "آلة إكتشاف الزمن"، وشاهدتَ فيلم "جورج بال"
الذي نقلها
بإخلاصٍ إلى السينما عام 1960 سوف تعرف بأن المورلوكييّن هم كائنات نصف
بشر، نصف
حيوانات، نوعٌ من إنسان ما قبل التاريخ يعيشون آلاف السنين في
المستقبل،
المورلوكيّون جزءٌ من نوعين من الكائنات التي توجد على الأرض، من جهةٍ،
هناك الـ Élois،
مراهقون يعيشون على السطح، ولا يعملون، وهم على قدرٍ كبير من الشباب،
والجمال، والسذاجة، ومن جهةٍ أخرى، هناك تحت الأرض، أولئك الذين لا نراهم،
المورلوكيون الذين يعملون، ويحركون خيوط الأحداث، وهم أشرار، لأنهم يتغذون
على لحوم "الإيلوا"،
يتصفون بالقبح، والفظاظة، يغطي الشعر أجسادهم، يشبهون قليلاً الإنسان
البدائي، ولا يتحملون الضوء، ومن أجل هذا السبب يسكنون في كهوفٍ كبيرة
جداً.
وبعد شرح هذه التفاصيل، يجب الإعتراف بأنهم شخصيات مثيرة للإنتباه،
لأنهم
من صنف إنسان ما قبل التاريخ في الأزمنة المُستقبلية، ونحن المورلوكيون،
وبطريقةٍ
ما، نشبه هؤلاء، ونصف أنفسنا بأننا سينمائيون من ما قبل التاريخ في الأزمنة
البعيدة، ونفخر بمعلمينا : ألبرت كان، وأوغوست، ولويّ لوميير.
ومن ثمّ ظهرت
كلمة Morloch
مع حرف h
في
Snobs، واحدٌ من أوائل أفلام "جان بيير موكي" مع
"فرانسيس بلانش" في الدور الشهير "مورلوش"، وهي شخصيةٌ مخادعةٌ،
وفاسدة، ويُعتبر
هذا الممثل، بمثابة الأب الروحي للمورلوكييّن.
قمنا بتأسيس أكاديمية مورلوك في
شهر ديسمبر عام 1980 في صالون "نادي بيرنو" الذي قدم لنا مكانه
الرائع الكائن في
شارع الشانز إيليزيه، ومشروبه الشهير المناسب لكلّ أنواع حفلات الإستقبال.
كانت
أكاديمتنا مكوّنة من 13 عضواً، ومنها ثلاثة رؤساء لمدى الحياة، وهم : جوزيف
موردر،
فانسان توليدانو، وأنا، وثلاثة مؤسّسين هم : جوزيف موردر، غي بيزيتا، وجان
كلود
ريمينيّاك، وكان لدينا مراسلون في فرنسا، وخارجها، على سبيل
المثال "جاك دوتوا" في
بييّن(سويسرا)، "إدوين جاييل" في أوربانا (الولايات المتحدة)، ودزينة من
رفقاء
الدرب قريبين من روح، وفلسفة مورلوك، ولكنهم لم يمتلكوا بالضبط مستوى
مورلوكياً
يؤهلهم الدخول إلى الأكاديمية، كانوا بمثابة حلقة ثانية تلتف
حول النواة، يجب
التذكير، بأنه كان من بين المورلوكييّن إمرأة هي "ماري ميرسون" التي توفيت
منذ ذلك
الوقت.
جوزيف موردر : إنها المرأة الأولى في أكاديمية
مورلوك، بينما إنتظرت الأكاديمية الفرنسية 300 عام كي تدخل
إليها المرأة الأولى،
على حين دخلت المرأة إلى أكاديمية مورلوك بعد عامٍ فقط.
جيرار كوران : كان هناك أيضاً جان بيير موكي، لوك
موليه، رولان لوتم رئيسها الشرفي، آلان مارشا من السينماتك الفرنسية،
وآخرين غيرهم،
يجب الإشارة، بأنّ كلّ عضو يتمّ تعيينه مدى الحياة، ومن المستحيل السماح له
بالإستقالة، في إحدى الفترات، أرداد "دومنيك نوغيز" الإنسحاب،
ولكننا لم نسمح له،
وقد إستوحينا هذا الشرط من الأكاديمية الفرنسية، عندما ندخلها لا نستطيع
الخروج
منها، ومع أن "جوليان غرين" تركها، فهو إستثناء يؤكد القاعدة، في أكاديمية
مورلوك
نلتزم بنفس الشرط، ولكن، لا يوجد عندما إستثناء، مورلوك مدى الحياة.
جوزيف موردر : كان تاريخ 15 ديسمبر 1980 يوماً
رائعاً، حدث ذلك بعد يومين من لقائنا مع "آبل غانس"، نظمنا
إحتفالاً كبيراً في
"نادي بيرنو" الكائن في شارع الشانز إليزيه، وهناك تمّ الإعلان عن
تأسيس "أكاديمية
مورلوك"، كانت باريس كلها هناك، حوالي 200 شخصاً تمّ إختيارهم بعناية،
حينذاك منحنا "جائزة
مورلوك" لآبل غانس، وسلمناها له شخصياً في بيته.
جيرار كوران : من تلك الشحصيات "روبير شازال" من
فرانس سوار، إتصلنا بالسيد "إيف ليمان" مدير "نادي بيرنو"، وطلبنا منه بأن
يسمح لنا
بتنظيم إحتفالية لمنح جائزة، وتأسيس أكاديمية للسينما، وافق على إقتراحنا،
ولم يشكّ
بالخدعة، بدأت السهرة بشكلٍ طبيعي، كان الحاضرون يحتسون الخمور بشراهة،
وعندما وصل
الجميع إلى حالة أقلّ، أو أكثر من الثمالة، قدمنا خطاباً
مورلوكياً بمحتوى عبثي،
وبلا معنى، وفي تلك اللحظة، وبعد حوالي ساعتين من بداية الإحتفالية، فجاةً
أدرك
السيد "ليمان" بأنّ أكاديمية مورلوك لم تكن أبداً كما تصورها، كان يتخيل
بأنه سوف
يستقبل أعضاء أكاديمية محترمة جداً، يرتدون ربطات عنق، وملابس خضراء، بينما
كان
الحاضرون على العكس تماماً، نرتدي الجينز، شعورنا طويلة، ونحمل
كاميراتنا الصغيرة،
في البداية ألقى "جوزيف" خطاباً، ومن ثمّ جاء دوري، في خطابي (أنظر النصّ
في مقدمة
الحوار) شتمتُ كلّ واحد من أعضاء الأكاديمية، ومازلتُ أتذكر وجه السيد
"ليمان" وهو
ينقبض تدريجياً كلما واصلتُ القراءة، ويتلوّن وجهه بألوان قوس قزح، لم يفهم
شيئاً
مما يجري حوله، وتجاوزه الحدث تماماً، وطغى على السهرة بعض
البرود، سرعان ما تبخر
بفضل إبتلاع المشروبات الكحولية، وكانت نقطة الذروة وصول "جان بيير موكي"
في نهاية
إجتماعنا، والتي خففت الأجواء تماما.
LES BARBOUZES(المُرتزقة هي الترجمة الأقرب لهذه
الكلمة)
جوزيف موردر: من الغريب جداً، وكما يبدو، في كلّ
عشر سنوات هناك نوعٌ من تجديد الأجيال، في نهاية السبعينيّات كان هناك جيلٌ
سينمائيٌّ جديد، وفي بداية التسعينيّات وصل سينمائيون من جيل
آخر وُلد عملياً مع
المورلوكييّن، وقرروا بأن يصبحوا أعداء لنا، ومنح هؤلاء أنفسهم إسم
"المُرتزقة"،
وفي السينماتك الفرنسية العام الماضي (1993)، كان لي الشرف بأن أتلقى منهم
قطعة
جاتو على وجهي، وإنتهزوا الفرصة لإعلان الحرب عليّ، ومنذ ذلك الوقت أصبحنا
أعداء
متحابين جداًَ.
جيرار كوران : تضمّ أكاديمية مورلوك الشهير "نويل
غودان" المُغرم بقذف قطع الجاتو بالكريمة في وجوه المشاهير..
جوزيف موردر : نعم، أعتقد بأنهم إستلهموا منه هذه
الهواية، لأنني عندما سألتهم لماذا فعلتم ذلك ؟ أجابوني
:
ـ كنا تلاميذكَ، وفي
يوم ما، قلتَ لنا بأنه علينا أن نثور، وها نحن نثور، ونُعلن عليك الحرب.
إذاً،
هم يعرفون بأنّ هناك بين المورلوكيين قاذف قطع جاتو، وبدوره لم ينسوه
بواحدة، ولكن
بروحٍ مختلفة عما كان يفعله "نويل غودان".
جيرار كوران :
منذ عام 1973 وبشكلٍ خاصّ بمناسبة
مهرجانات السينما، بدأ المورلوكيون يمنحون جوائز لأفلام،
وممثلين، ....وعمال العرض،
وحتى لجنة تحكيم في مهرجان سينمائيّ ما كما حدث في بلفور عام 1979،
ومختبرات كما
الحال مع"ترانس أوكتوفيزيون"، مختبرٌ لتحويل أفلام من مقاس 8 إلى 35
مللي(يُقال نفخ
أيضاً) الذي إستلم جائزة بعنوان "المختبر الأكثر إنتفاخاً"، وحتى اليوم
منحنا حوالي
ثلاثين جائزة مورلوك، ومنذ وقتٍ قصير، بدأنا نمنح "جائزة مورلوك الكبرى"
..ولكن،
أترك الحديث عنها لـ"جوزيف موردر"، لأنه أول من بادر إلى منحها
.
جوزيف موردر : منذ عام 1991 قرر المورلوكيون بأن
يكون لهم بلداً أسميناها "مورلوكيا"، وإخترنا "رومورانتان" عاصمةً لها، وهي
تقع في
وسط فرنسا، وفي كلّ عام نسافر إلى هذه المدينة، ونقف أمام محطة القطار،
ونمنح
"جائزة مورلوك الكبرى" إلى مجموعة، أو شخص نجد بأن عموم أعماله أثرّت
على روح
مجموعة مورلوك.
من الأوائل الذين حصلوا على هذه الجائزة
:
ـ مجموعة
Bande à part
في "شاتورو" عام 1991
ـ "فيليب لوكلير" عام 1992
ـ "دومنيك باياني" من
السينماتك الفرنسية عام 1993
ـ مجموعة "المرتزقة" عام 1994
ـ "جاك دوتوا" عام
1995
أول جائزة مُنحت لـ "آبل غانس" في 13 ديسمبر عام 1980، ذهبنا إلى
بيته،
وقدمنا له أصيصاً من الزهور، ومازلنا نتذكر جارته السيدة "سالاكرو" التي
إستقبلتنا
بحفاوة.
جيرار كوران : إمرأةٌ مشهية، وخارقة، كانت ترتدي
حمالة صدر رائعة،....
جوزيف موردر : كان "آبل غانس" يلجأ بإستمرار في
ثدييها، صدرها الفخم، وكان يشبه "فولتير"، ويضع قبعة على رأسه، وقتذاك كان
يبلغ 91
سنة من العمر، وكان يقول لنا :
ـ معاكو فلوس، معاكو فلوس ؟
كنا نستغرب أن
يطلب منا نقوداً.
أجرينا معه محادثة طويلة لم نُصورها، كنا ودودين معه، وهي حقاً
ذكريات لا تُنسى، بعد ذلك اللقاء أخرجت فيلماً لم أنجز مثله أبداً في
يومياتي
الفيلمية، مشهداً كما كان يفعل "ميلييس"، وفيه مثلتُ دور "آبل
غانس"، كنت متاثراً
به إلى حدٍّ كبير إلى درجة أصبحت "آبل غانس"، وكان يتوجب عليّ
إخراج نفسي من تلك
الحالة، وكان الحل الوحيد إعادة تمثيل المشهد، أنتَ (يقصد "جيرار كوران")،
كنتَ
الشخص الذي قدم له الجائزة، و"آن فورمز" كانت السيدة "سالاكرو".
جيرار كوران : هل تعرف بأنها تزوجت، وتنتظر طفلاً
؟
جوزيف موردر : نعم، نعم، أعرف ذلك، كانت "آن فورمز"
صديقتي في ذلك الوقت، ولعبت دور الجارة الثرية، ولم تصادفني أيّ عقبة كي
ألجأ بين
ذراعيها.
جيرار كوران : لا أريد أن أتحدث عن طقوس مورلوك،
لأنني ضدّ إحتفاليات "جائزة مورلوك الكبرى"، ولا أشارك في تلك المراسم هناك.
جوزيف موردر : أعتذر، لن أحكي عن مراسم مورلوك
لأنها سرية، فقط الأشخاص الذين يشاركون فيها يعرفون تفاصيلها،
وعليهم أن يُقسموا
بأن لا يكشفوا عنها، إذاً سوف تفهم جيداً (يوجه حديثه لـ "ديديه بوفلييه")
بأنه لا
يمكن أن أقول أيّ شيئ...وإلاّ لم يعدّ لهذه المراسم معنى، يجب المجيئ إلى
الإحتفالية القادمة التي من المفترض أن تنعقد أمام محطة قطار
مدينة "رومورانتان" في
منتصف نهار يوم أحد من أيام شهر سبتمبر، ومن أجل تقديم جائزة مورلوك الكبرى
يجب على
كلّ مورلوكيّ أن يمتلك على الأقل شيئاً ما، مثلاً ملابس من الألوان
الدارجة، هذه
السنة هو اللون البنفسجي، كان اللون الزهري في السنة الأولى،
اللون الأصفر في السنة
الثانية، اللون الأسود في السنة القادمة...نفكر بإحتفاليةٍ أخرى سوف تحتفي
باللون
الأبيض،....السنة القادمة، وبمناسبة مئوية السينما سوف نعتمد اللونيّن
الأبيض،
والأسود (المُترجم : لأول مرة من تاريخ ذاك الحوار، ينتبه "جيرار
كوران" بأنّ هناك
تناقضٌ في كلام "جوزيف موردر" حول اللون المُعتمد، حيث يقول مرةً بأنه
اللون
الأبيض، وفي الجملة التالية، يُشير إلى اللونين الأبيض، والأسود).
جيرار كوران : بالنسبة لي، سوف أعاني من مشكلةٍ مع
مراسم السنة المقبلة، لأنني إشتريت لها خصيصاً معطفاً أسود اللون، وإذا
إنعقدت في
شهر سبتمبر، سوف يكون من الصعب إحتمال إرتداء هذا المعطف.
حسناً، لقد فهمنا بأنه
كي تكون مورلوكياً، يجب قبل كلّ شيئ إمتلاك نظرة واسعة عن الآخر، موقفاً
متمرداً
بجدية، وحالةً مزاجيةً تحتاج إلى العمل المُتواصل حتى التعرّق.
الجزيرة الوثائقية في
04/12/2012
زوم
الإنتاج المشترك مع الأتراك
لن ينجح لأنّه غير متكافئ
بقلم محمد حجازي
أمضت الفنانة المخضرمة سميرة أحمد والمنتج صفوت غطاس ثلاثة أيام عمل
في تركيا في عملية تحضير لتصوير أول عمل مشترك مع تركيا، في صورة فسّرها
كثيرون على أنّها محاولة لاستيعاب المد التركي الواسع من خلال المسلسلات
المدبلجة التي تغزو فضائياتنا، وشبّهوا ما يحصل بما جرى إبّان التمدّد
والجماهيرية اللذين حازهما الممثلون السوريون والأعمال الوافدة من دمشق،
ومن ثم إشراك نجوم عديدين في أعمال تُصوَّر في القاهرة بحيث يخدم النجم
السوري العمل المصري جنباً إلى جنب مع زملائه أبناء البلد.
ما يجري الإعداد له هو تصوير حلقات «قلب أم» عن قصة لـ جليلة إبنة
سميرة أحمد، وسيناريو لـ حازم الحديدي، على أنْ تتولّى الإخراج مريم أبو
عوف، وجاءت الفكرة لماذا لا يتم إشراك ممثلين أتراك في المسلسل، خصوصاً من
الذكور وكان خيار سميرة على كريم (في حلقات فاطمة) أو مهنّد (العشق
الممنوع) وجرى الاتصال واللقاء مع عدة جهات إنتاجية للوصول إلى أحد
الممثلين ومعرفة طلباته حتى لا نقول شروطه وإلحاقه بالعمل العربي المنتظر
على ألا يقتصر التعامل مع وجه واحد، وأول، بل أنْ تتوسّع الدائرة إلى آخرين
وأخريات في أدوار أخرى ثانوية او رئيسية، وهو ما تُرِك لعدة جهات إنتاج
وإدارة كاستنغ.
صحيح أنّ الفنانة الكبيرة رأت في المشروع باباً مشرّعاً على دعم
المشاريع السياحية بين البلدين بما يعزّز تنقّل المواطنين بين البلدين
خصوصاً في مرحلة تحتاج فيها مصر إلى تنشيط فعلي لهذا القطاع تجاوزاً للظروف
العامة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عام.
ولا بأس أنْ يتم التعامل مع الموضوع بهذه البساطة، بينما الواضح هو
أنّ هناك مَنْ يعمل على استغلال الجماهيرية الواسعة للأعمال التركية في
البيوت العربية تخدمها اللهجة السورية المتينة والجاذبة، من أجل أخذ أكبر
قدر من الجماهير ناحية هذا العمل أو ذاك لرمضان المقبل، فالموضوع برمّته
تجاري بحت، ولأنّه كذلك نشكُّ بقدرة منتجينا على دفع بدلات النجومية
للفنانين المعروفين، لجهة الأجور ومستلزمات ذلك أمام الكاميرا وفي الكواليس
مهما كانت الظروف، لذا نعتقد بأنّ مَنْ سيفوز باللعبة هم بعض الممثلين من
الدرجات المُلحقة وليس الأولى، لأنّه معروف أنّ الحلقة التلفزيونية العربية
المهمّة والجيدة تكلّف ميزانية لا تزيد على ثلاثين ألف دولار لتصويرها،
بينما الأتراك يصرفون بكرم على التصوير إلى حد تبلغ معه ميزانية الحلقة 150
ألف دولار وما فوق، فهل نستطيع الصرف على حلقة واحدة ما نصرفه عادة على خمس
حلقات أو أكثر.
هنا المشكلة التي نعاني منها، ونحن لم نتعلّم أنّنا كلّما دفعنا زيادة
وكنّا كرماء بالصرف حصدنا النتيجة عند البيع، وإلا فسنمضي أوقاتنا نصوّر
على نمط غير مريح أو مُقنِع ولطالما رفضنا مشاهد كثيرة وحذفناها لأنّنا
ندرك تكلفتها العالية، فما هو المطلوب إذن؟
المطلوب ببساطة هو الاشتغال على الموضوع الفني كأنّما هو مشروع يدرُّ
مالاً فعلاً، من خلال الاجتهاد في إشباع صورته، وناسه، وعندها سيكون المال
عنصراً يسهل دفعه، لأنّه يسهل استرداده من العمل الجيد، ولا مجال لأي
كارثة.
إذن تنحصر القضية في عدم التكافؤ بين صناعتَيْ الشاشتين بين العرب
والأتراك، والسؤال هل يقلُّ الاتراك أصلاً المشاركة وهم يرون نوعية غالبية
الإنتاج الذي اعتادت عليه محطاتنا العربية، بينما هو في ميزان التقنية
النموذجية موضع جدل وعدم ثقة، وهذا شبه مقبول في مجال الشاشة الصغيرة، وليس
في السينما التي مشاكل الصورة والصوت فيها أكثر من أنْ تُحصى، ما يعني أنّ
محاولة من هذا النوع أبعد من التي أنجزها الراحل فريد شوقي في أواسط
السبعينيات مع «عثمان الجبّار» والأفلام المشتركة التي كان الأكشن في
مشاهدها مُضحِكاً جداً، ولا شيء من الإيجابية فيها كونها لم تحقِّق أي رواج
في ذلك الوقت، وحتى طروب التي هي من أصل تركي، وعندما وظّفت جمالها
وجاذبيتها في أفلام مشتركة مع الأتراك لم تثمر ما هو متوقّع منها على اي
حال.
إنّنا لا نرى في خطوة الفنّانة سميرة أحمد خبطة موفّقة، أو سبقاً
فنياً يمكن له أنْ يُثمِر نتائج مبهرة، بل على العكس نجد أنّ هذا الحب
سيكون من طرف واحد ولا مجال للانسياب منه إلى علاقة أوثق وأوسع وأمتن،
وسنجد أنّ الوضع الحالي أفضل له أنْ يبقى كما هو من دون زعزعته، أو تغيّره
أو التعاطي معه على أنّه محط اهتمام، وقابل لأنْ يكون رائعاً..
من وجهة نظرنا على الأقل لا مجال لمثل هذا التفاؤل فالمعطيات غير
كافية.
عروض
طلائع أشرطة الأعياد بدأت
بالحضور على شاشاتنا The Possession:
رعبٌ راق وجميل للدانماركي
بيريندال
روح يهودية لعينة تُباغت جسد طفلة أميركية.. ولا تقتلها
بدا وكأنّما عيد الميلاد حلَّ باكراً على الشاشة من خلال فيلم
Rise Of The Guardians للمخرج بيتر رامسي، الذي يستعين بمجموعة من أصوات
النجوم: آلك بالدوين، كريس باين، جود لو، إيسلا فيشر، وهيو جاكمان،
استناداً إلى نص كتبه ديفيد ليندساي - ألبير عن كتاب
The Guardians Of Childhood لـ ويليام جويس.
والرواية تتناول مجموعة من العناصر تحاول الاحتفال بالميلاد وسط
محاولات من الشرير بيتش (جود لو) لمنع الجميع من الفرح بالمناسبة، وقد قام
جاك فروست (باين) بالعديد من المحاولات لمنع حصول ما يعكِّر صفو الحياة مثل
هذا العيد.
والشريط الثاني الجديد:
The Possession
للمخرج الدانماركي أول بيريندال (53 عاماً) في رعب خاص ولافت ومؤثر، وله
مؤدّى ديني سياسي، حيث تعثر فتاة صغيرة على صندوق خشبي قديم فتشتريه، وحين
تحاول فتحه لأول مرة تعاني من رجفة قوية، ثم هواء عاصف وتحطّم بعض الأغراض،
ثم تكون ملامحها مختلفة تماماً ولا تبدو كأنّها هي تماماً، ويصادف أنّ
والدها يذهب بالصندوق إلى أحد خبراء التاريخ ويعرف منه أنّ هناك روحاً
لعينة حبسها متديّن يهودي داخل العلبة، وهي تتحفّز للخروج منه بأي طريقة.
إيميلي (ناتاشا كاليس) راحت تدخل في غيبوبة ثم تصحو منها، ووالدها
كلايد (جيفري دين مورغان) يتابع مراقبتها وحمايتها خصوصاً أنّها تعيش مع
أمها ستيفاني (كيرا سيدجويك) وشقيقتها الأكبر منها قليلاً هانا (ماديسون
دافنبورت)، لأنّ والديها مُطلّقان، وبالتالي كان عليه عدم تركها، فذهب إلى
كنيس يهودي من دون أن يبادر أحد إلى مساعدتها سوى رجل دين يدعى ترادوك (ماتيس
ياهو) الذي تبرّع بأنْ يخلّص إيميلي من معاناتها وواجه الروح الشريرة في
جسم الفتاة لنشهد مشهداً يتكرّر في معظم أفلام الرعب، حين تكون هناك مواجهة
بين القوى الشريرة والأخرى والخيّرة.
تخرج الروح من إيميلي لتستقر في جسد والدها، ثم تغادره وتقضي،
وبالتالي تتخلّص العائلة من هذه الروح.
الفيلم صُوِّر في فانكوفر - كولومبيا البريطانية بميزانية 14 مليون
دولار وجنى من عرضه الاول في 2816 صالة أميركية 17 مليوناً و735 ألفاً،
استناداً الى نص وضعته جولييت سناودن، وستيلز وايد، عن مقالة لـ ليسلي
غورنستاين بعنوان:
Jinx In A Box وأشرف على المؤثرات المشهدية والخاصة كل من: آدم ستيرن، وبيل بانكاو.
ولعب باقي الأدوار: جاي برازو، غرانت شو.
حقائق
شريط عن مصرع «بن لادن»
في باكستان
في 11 كانون الثاني على الشاشات الأميركية
شريط المخرجة كاترين بيغولو حول قتل أسامة بن لادن يُعرض رسمياً في
الصالات الأميركية يوم 11 كانون الثاني/ يناير 2013، لكنه ولغاية في أنفس
أصحاب الفيلم سيُعرض في ولايات متفرّقة قبل ذلك كي يحق له التباري على
جوائز الأوسكار عن الأفلام التي عرض عام 2011.
جيسيكا شاستين هي بطلة الشريط الذي يحمل عنوان: «زيرو دارك ثيرتي»
لصاحبة فيلم: «خزانة الألم»، وقد اتهم الجمهور بعض أخصامهم الديمقراطيين في
انتخابات الرئاسة الاميركية بأنّهم أخّروا إطلاق الفيلم إلى حين الانتخابات
لأخذ فرصة حقيقية من النجاح في عمل ضخم قاموا به.
Zero Dark Thirty
صوّرته بيغولو في عمان عاصمة الأردن بميزانية عشرين مليون دولار، إستناداً
الى نص لـ مارك بال، مع 12 مساعد مخرج، في إنتاج موّله الكاتب والمخرجة،
وصاغ الموسيقى الخاصة للشريط الكسندر ديسبلا وأدار التصوير غريغ فرايزر،
كما أدار فريقي المؤثرات الخاصة والمشهدية كل من ريتشارد ستاتسمان وكريس
هارفي.
شارك في تجسيد الأدوار: تايلور كيناي، سكوت اوكنز، جويل ايدغرتون،
مارك سترونغ، كريس برات، مارك دوبلاس، هارولد بيرنيو، وجايسون كلارك ومدة
الفيلم على الشاشة ساعتان ونصف الساعة.
حضور
السينما الأوروبية 19
افتتح يوم الأربعاء الماضي مهرجان السينما الأوروبية دورته التاسعة
عشرة بالشريط القبرصي:
Small Crime
للمخرج القبرصي كريستوس جوجيو، أطلقه عام 2008 تحت عنوان:
Mikro eglima، عن سيناريو للمخرج كتبه مع ساردجان كولجفيك ويدر فيه اريس سيرفتاليس
وفيكي بابا بيولو، وإيفانغليا ادريا واكي.
المهرجان يستمر حتى التاسع من كانون الاول/ ديسمبر، وتتوزّع نشاطاته
بين جونيه (بين 6 و13 منه) زحلة (بين 6 و11) وطرابلس (بين 7 و9)، وتتخلّله
ندوات وورش عمل، ويمنح جائزتين للأفلام اللبنانية القصيرة مع فرصة لحضور
أحد مهرجانَيْ: برومييه بلان وأوبرهاوزن.
دورة
مراكش 12
ليل الجمعة في الثلاثين من تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم انطلقت
الدورة الثانية عشرة من مهرجان مراكش السينمائي الدولي بمشاركة 80 فيلماً
من 21 دولة مع تكريم خاص لمئوية السينما الهندية بحضور آميتاب باتشان على
رأس وفد من 40 سينمائياً هندياً، مع تكريم للمخرج الصيني زهانغ ييموو،
والمخرج الأميركي جوناثان ريمي، والممثلة الفرنسية إيزابيل هوبير والمنتج
المغربي كريم أبو عبيد.
الافتتاح للشريط التايواني: لمسة ضوء، بينما تشكّلت لجنة التحكيم من
جون بورمان رئيساً، وعضوية: جيلالي فرحاتي (المغرب) جيمس كراي، جيما
آرتيرتون (اميركا) لامبرت ويلسون (فرنسا) جيون سو أل (كوريا) شارميلا طاغور
(الهند)، ماري جوزيه كروز (كندا)، بيار فرانشيسكو فانيو (ايطاليا)، ويحضر
الدورة: نور الشريف، عزت العلايلي، ويسرا.
شاشة صغيرة
سيناريست
نصّان عن حكمَيْ مبارك وبن علي
الكاتب فيصل ندا، وبعد فترة على إنجازه ثلاثين حلقة ترصد حكم ثلاثين
عاماً من حكم الرئيس السابق حسني مبارك بعنوان: فساديكو، ها هو يعلن عن
إنجاز مسلسل آخر بعنوان: الجميلة والمغامر، عن حيثيات حكم وحياة الرئيس
التونسي زين العابدين بن علي وزوجته ليلى الطرابلسي، في عملية مفصّلة عن
خلفيتيهما والخلاف الذي دار مع الرئيس السابق الحبيب بورقيبة وأدى إلى
إقصائه بعدما كان سجن راشد الغنوشي. الكلام كثير عن فساد كان سائداً داخل
القصر الرئاسي ومع الأعوان وصولاً إلى الإتجار بالمخدرات..
وممّن اختيروا للعب الأدوار الرئيسية المطربة لطيفة لشخصية ليلى
الطرابلسي، وهند صبري لدور وسيلة بن عمار، وصلاح عبدالله لشخصية الغنوشي
وسيكون هناك ظهور لشخصيات: معمّر القذافي، ياسر عرفات وزوجته سهى.
بورصة
عادل إمام: الحلقة بمليون
جنيه
ما زالت مصر مأخوذة بشؤون وشجون السياسة اكثر من الفن، لذا فإنّ
العديد من المشروعات الجديدة للشاشة الصغيرة رُصِدَتْ لها ميزانيات، ولم
تُصرَف بعد، مثلما تم الإعلان عن الأرقام التي تقاضاها النجوم بدل بطولتهم
لهذا العمل أو ذاك، والكلام يكثر عن عدم توفّر الأموال للتمويل، وسط حالة
من الترقُّب تتوقع الكثير من النتائج على الأرض أكثر مما نراه على الشاشة.
مع ذلك أفادت بورصة الأرقام المتداولة لأجور النجوم عن كامل المسلسلات
الجديدة لهم بما يلي:
عادل إمام (30 مليون جنيه) محمود عبد العزيز (25 مليوناً) محمد سعد
(20 مليوناً)، احمد السقا، وكريم عبد العزيز (17 مليوناً)، يحيى الفخراني
(15 مليوناً) نور الشريف، يسرا، وغادة عبد الرازق (10 ملايين) نبيلة عبيد،
فيفي عبده، ليلى علوي، سمية الخشاب وإلهام شاهين (5 ملايين جنيه).
يبدو أنّ الحذر يطال إنتاج العام 2013 أيضاً، فالاستوديوهات في حالة
قلق وعدم القدرة على وضع رونامة عمل واضحة ومحددة.
اللواء اللبنانية في
03/12/2012 |