بعد غياب عام ونصف عن السينما ، عادت
جومانة مراد لتقف امام أحمد عز في فيلمه الجديد "الحفلة" والذي
تقدم من خلاله
بشخصية جديدة تعدها مفاجأة لجمهورها. ـ
جومانة نفت شائعة خلافاتها مع عز
وأكدت أن أصحاب النجاح الحقيقي لاتشغلهم الشائعات وفي حوارها
مع "أخبار النجوم"
تحدثت الفنانة السورية عن سر تمسكها بالبقاء في عاصمة الضباب كما تحدثت عن
الحب في
حياتها وعن مشاريعها الفنية
المؤجلة. ـ
·
بداية.. ماسبب إبتعادك عن الساحة
الفنية طيلة الفترة الماضية؟
<
الظروف
التي كان يمر بها الوطن العربي، بالإضافة إلي أنني أصبت بالإرهاق بعد
مشاركتي في
تقديم الموسم الثاني من برنامج "توب شيف" الذي عرض علي قناتي روتانا و»LBC«
وكنت
بحاجة إلي اجازة طويلة نتيجة لهذا الإرهاق، وهو ما جعلني اعتذر عن بعض
الأعمال
الرمضانية التي عرضت علي في تلك الفترة، كما أنها كانت فرصة
حاولت منها إعادة ترتيب
أوراقي وحساباتي وإعادة النظر فيما يعرض علي.
ـ
·
تعودين بعد غياب بفيلم
"الحفلة".. لماذا تحمست للفيلم؟
الفيلم
تتوافر له
مقومات النجاح، من خلال شركة إنتاج متميزة ومشاركة مجموعة من
النجوم
وسيناريو رائع كتبه وائل عبدالله، بالاضافة إلي المخرج أحمد علاء الذي
تمنيت العمل
مع خاصة بعد أن شاهدت له من قبل فيلم "بدل فاقد" واعجبني لاتقانه الشديد
كما ان
العمل معه مريح جدا، فهو مخرج مثقف، ولديه فهم لأدق التفاصيل الإخراجية،
ويبدي
ملاحظاته برفق شديد.. كما ان الدور جديد ومختلف تماما ولم
أقدمه من
قبل، واتمني أن
أكون وش الخير عليهم ويحقق الفيلم نجاحاً كبيراً.
ـ
·
وما طبيعة الدور
والاختلاف الذي
ستظهر به جومانا في هذا العمل؟
الدور مختلف
عن الاعمال التي قدمتها من قبل، ففي الفيلم أقدم شخصية نانسي وهي فتاة من
عائلة
ارستقراطية، ولن اتمكن من الأفصاح عن الزمن تفاصيل أخري، فالدور مكتوب بشكل
أكثر من
رائع، لدرجة جعلتني أسابق الزمن لاقف امام الكاميرا وسيكون
مفاجأة لجمهوري.
ـ
·
تناثرت الشائعات عن خلافات وقعت
مع بطل الفيلم
أحمد عز الذي نفي
الأمر في حواره معنا.. فمن وراء هذه الشائعات؟
لاتوجد أي
خلافات بيننا، وتربطني بـ أحمد عز علاقة صداقة طيبة، كما أننا في كواليس
تصوير
الفيلم سيطرت بين كل فريق العمل روح الدعابة مما أضفي عحالة من البهجة
والسعادة
وبالتأكيد عندما يكون في الفيلم عدد كبير من النجوم يتم إطلاق
العديد من الشائعات
حول وجود مشاكل بين ابطاله وهذا لم يحدث في »فيلم«الحفلة وعموما لاتزعجني
الشائعات
لانها تكثر غالبا حول الناجحين فقط.
ـ
·
كنت ترغبين في العمل مع عز.. هل
شعرت بالاختلاف بعد هذا اللقاء
الفني؟
سعيدة
بالعمل مع أحمد عز، وكان من بين الفنانين الذين انتظرت أن يجمعني عمل معهم،
كما أن
عرض الفيلم في هو الذي سيظهر الاختلاف واتمني أن أكون اضافة جميلة في
الفيلم.
ـ
·
كنت تخططين للتواجد في الدراما
العام الماضي ولكن فوجئنا بغيابك
ثم عودتك للسينما كيف جاء هذا الترتيب؟
لقد تعمدت
هذا الغياب خاصة بعد ما شاركت في أعمال متنوعة منها تقديم 90 حلقة من مسلسل
»مطلوب
رجال«، بالإضافة إلي الموسم الثاني من برنامج »توب شيف« والذي مازال يقدم
حتي الآن
بالإضافة لما يحدث في عالمنا العربي سياسيا وهو ماجلعني اتوقف لفترة حتي
اتمكن من
مراجعة ماقدمته في الفترة الماضية وأضع خطة لما سأقدمه خلال
الفترة القادمة، وها
أنا قد عدت إلي السينما، كما أنني أحضر لمسلسل جديد.
ـ
·
هل حدث ارتباك في حياة جومانا
الفنية خلال الفترة الماضية؟
لا لم يحدث
أي أرتباك فقد كنت فقط بحاجة إلي الإبتعاد عن الشاشة حتي يشتاق إلي جمهوري،
بعد أن
تتحدث جومانا داخل العدد عن سر
نجاح المسلسلات التركي
علا عز الدين:
آقف خلف الكاميرا العمل مربي لارنج
حوار: أحمد
سيد
من الإمساك بالقلم والكتابة إلي
الوقوف خلف الكاميرا، قررت علا عز الدين ان تخوض دنيا الإخراج
في فيلم روائي قصير
بعنوان "مربي لارنج" خاصة بعد مشاركتها كمؤلفة لفيلمي "ولد وبنت" و"تلك
الأيام".
·
ماذا تقول علا عن تجربتها
الجديدة وما
الذي دفعها إلي خوض تجربة الإخراج في هذا العمل تحديدا؟
تقول علا عز
الدين: أن فيلم "مربي لارنج" الذي يقوم ببطولته ميرنا المهندس وكريم
قاسم كان سبب
خوضها تجربة الإخراج، حيث كانت تبحث عن سيناريو جيد لفيلم روائي قصير تخوض
به
التجربة والذي قامت بتأليفه يارا أبوحيدر وهي طالبه لديها في
أكاديمية الفنون قسم
سيناريو ووجدت في السيناريو شيئا مختلفا، حيث أنه يطرح قضية إنسانية عميقة
من خلال
شقيقه وشقيقته يواجهان مصاعب ومتاعب الحياة بحلوها ومرها، فالفيلم نظرة
فكرية عميقة
للحياة.
ـ
واضافت علا
قائلة إن حماسها للفيلم كان نابعاً من الفكرة الجريئة والمختلفة بجانب حصول
الفيلم
علي دعم من وزارة الثقافة بعد أن خاض السيناريو المسابقة التي اقامتها
وزارة
الثقافة والفيلم مدته تتراوح بين 30 إلي 40 دقيقة.
ـ
·
عادة من يملك موهبتي التأليف
والإخراج يفضل ان يجمع بينهما في عمل سينمائي خالص باسمه فلماذا لم تفكري
في هذا
الأمر؟
لم أفكر بهذا
المنطق، ففضلت أن أخوض أولي تجاري الإخراجية من خلال سيناريو وفكرة مختلفة،
ربما
أحقق هذه المعادلة في اعمالي القادمة ولكن هذه التجربة فضلت أن أركز في
الإخراج
فقط.
ـ
من يمنحني
الفرصة
·
لماذا لم تخوضين تجربة الإخراج
من
خلال فيلم روائي طويل؟
لأنه ليس هناك
من المنتجين من يتحمس لي حتي يمنحني هذه الفرصة، كما أنني فضلت إن أجرب
نفسي من
خلال فيلم قصير في البداية وعموما هذا الفيلم مدته طويلة الي حد ما لانه
يتجاوز 40
دقيقة.
تقولين أن الفيلم يعتمد علي كشف
أعماق النفس البشرية وهو مايتشابه إلي حد ما مع الاعمال التي قمت بتقديمها
من قبل
كمؤلفة؟
ليس هناك أوجه
شبه لإن فيلم "مربي لارنج" غير تقليدي ، فضلا عن أنه لايوجد أفلام
تطرقت لهذه
القضية وعلاقة الشقيق بشقيقته كما أن الفيلم به جانب من الفانتازيا أو
الخيال من
خلال دراما إنسانية.
نفهم من ذلك انه يشبه إلي حد ما أفلام
زوجك المخرج رأفت الميهي؟!
لا أحد
يستطيع أن يقلد فانتازيا رأفت الميهي أو الكوميديا التي قدمها في عدد كبير
من
أفلامه وإنما هذا الفيلم جزء كبير من الفانتازيا التي تدعو الي التفكير.
ـ
·
إلي أي مدي تأثرت برأفت الميهي
كمخرج؟!
خ
تأثرت به كونه زوجي ومن قبل كان استاذي في أكاديمية الفنون
لذلك انحاز إلي أفكاره ولكن لم أتأثر بأسلوبه فأنا لي أسلوب
مختلف وكان سبباً في
تشجيعي واستمراري حتي لايتسرب اليأس لي، ولكن لم يدرس لي الأخراج حيث
تعلمته من
خلال مشاركتي له في عدد من اعماله منها فيلمي "شرم برم" و"عشان ربنا يحبك"
وفي
مسلسل "وكالة عطية".
ـ
·
ماذا عن المصاعب التي واجهتك
أثناء
تصوير الفيلم؟
انتابتني حالة
من الارتباك مع أول يوم تصوير حيث كان هناك مشهد يضم عددا كبيرا من
المجاميع فشعرت
بعدم امكانية السيطرة عليهم إلا أن مع مرور الوقت وبمساعدة مدير التصوير
أحمد حسين
تم تصوير المشهد بشكل جيد.
ـ
·
بعد خوضك تجربة الإخراج هل
تفضلين
الإستمرار فيه أم لا؟!
حتي الآن لم
أحسم أمري فأنا انتظر ردود الفعل وعلي هذا الأساس اختار أن استمر في هذه
التجربة ام
لا، فضلا عن ذلك فأنا عانيت كثيرا في الإخراج الذي نال مجهوداً كبيراً حتي
أستطيع
ان ارسم اللوحة الفنية التي ابدعتها المؤلفة ولكن كتابة
السيناريو بالنسبة لي
مازالت جزء مني.
ـ
·
أثناء تصويرك للفيلم تعرض المخرج
رأفت
الميهي لوعكة صحية فكيف واصلت عملك رغم ظروف مرضه؟.
كانت فترة
صعبة للغاية واجهنا فيها مصاعب عديدة فترة دخخوله المستشفي ورعايته فضلا عن
الأزمة
مادية خاصة مع توقف العمل في الاستوديو الخاص به ورغم ذلك كان يحرص علي
مساندتي
وتشجيعي علي استكمال
التصوير.
ـ
وقال لي »لماذا
اتخذت قررا« إخراج هذا الفيلم الذي يطرح قضية مركبة ونصحني بأن ميرنا
المهندس وكريم
قاسم كان من الافضل اختيار سيناريو يتمتع بالبساطة الي حد ما، وبناءً علي
ذلك كان
قراراه بعدم حضور تصوير الفيلم لأمرين ..الاول حتي لا أرتبك اثناء التصوير
الأمر
الثاني انه فضل ان يشاهد الفيلم بشكله النهائي.
ـ
جهاز السينما في المزاد
تحقيق: خيرى الكمار
بعد تحقيق خسائر كبيرة خلال الفترة الماضية
يبدو جهاز السينما
التابع لمدينة الانتاج الاعلامي في لحظاته الأخيرة، في انتظار
معجزة أو الإحالة
للمعاش بغلقه.
ـ
أسئلة كثيرة كانت في انتظار الإجابة
من المتخصصين في الجهاز أو في السينما بشكل عام لمعرفة العلاج
الأصح: المساندة أم
الإغلاق؟
قصص كثيرة خرجت
حول جهاز السينما التابع لمدينة الانتاج الاعلامي ومدي إمكانية خروجه من
الساحة
السينمائية بعد تفاقم الديون عليه وعدم تحقيقه أرباح رغم تغيير القيادات
بشكل
متعاقب.
ـ
أسئلة كثيرة
قمنا بطرحها علي المتخصصين في السينما لمعرفة إمكانية ان يستمر هذا الكيان
أم يتم
خروجه من الساحة السينمائية.
ـ
في البداية
توجهنا إلي المسئول الجديد عن الجهاز حيث قال: د. سمير فرج رئيس جهاز
السينما حيث
قال: الخسائر الحالية في الجهاز كبيرة وهناك مفاوضات من أجل تسليم الجهاز
إلي شركة
الصوت والضوء التي كانت مدينة الإنتاج الإعلامي قد قامت بتأجير
البلاتوهات والمنشآت
الموجودة في الجهاز لصالح جهاز السينما الذي يعتبر إحدي هيئات المدينة،
وسوف نقوم
بتسليم المكان الخاص بالجهاز في المدينة فورا.
ـ
·
لكن هل توقفت البلاتوهات
والمعامل
منذ فترة في الجهاز؟
إطلاقا لم
تتوقف ومنذ عشرة أيام هناك ديكور مصمم في البلاتوهات لصالح فيلم المنتج
هاني
جرجس.
ويستطرد متحدثا
عن الأزمة الحقيقية للجهاز قائلا: الخسائر المادية هي السبب الحقيقي
وبنهاية عام 2012
وصلت إلي 20 مليون جنيه وبطبيعة الحال اقتصاديا عندما تزيد الخسائر عن
الإيرادات يكون الوضع
بالتأكيد مأساويا، وبعض الآراء اقترحت علي أن أقوم بانتاج
أفلام بكثرة فقلت لهم ان معظم الأفلام لا تحقق إيرادات إلا أفلام السبكي
وبالتالي
فالخسائر سوف تزداد.
ـ
لا حل إلا الغلق!
ـ
·
هل هذا يشير إلي أن الجهاز سيتم
غلقه بالفعل أم هناك بصيص أمل؟
بصراحة عقدت
اجتماعا مع مجلس إدارة مدينة الانتاج الإعلامي وقلت لهم انه لايوجد حل غير
الغلق
لأنني لم أجد أي فرصة للحل مع زيادة الخسائر خاصة أنني أجريت محاولات عديدة
للإصلاح
ولكن دون جدوي.ولذلك قلت رأيي بصراحة
ويضيف: لقد
تقدمت باستقالتي أربع مرات ولكنها رفضت ولكنني أقول بصراحة ان الرأي استقر
علي أن
يتم نقل الجهاز داخل مدينة الإنتاج الإعلامي ويتم الإنتاج من هناك وأيضا
نقوم بشراء
دور عرض ونطورها علي احدث طراز سواء واصلت العمل أم جاء غيري
·
هل سيتم الاستغناء عن العمالة
الموجودة في الجهاز؟
لن يتم
الاستغناء عن أي عامل وكلهم سيتم نقلهم إلي المدينة وفيما يتعلق بالعقود
لغير
المعينين سوف أتحدث مع شركة الصوت والضوء لكي تبقيهم لاننا عندما ننقل
الجهاز
للمدينة بالطبع البلاتوهات والمعامل سوف نقل فيها العمالة،
وبالتالي سيكون هناك عجز
وتقوم شركة الصوت والضوء بتعينهم.
ـ
ضد الغلق! ـ
بينما يؤكد
ممدوح الليثي الرئيس السابق للجهاز ان غلق الجهاز ليس في صالح الدولة علي
الاطلاق
لان الجهاز يمتلك اكبر 7 بلاتوهات ولكن ما يزيد من الخسائر هو تراجع السوق
السينمائي وعدم وجود مستثمرين لكن الجهاز به اكبر قوة فنية.
ـ
وتطرق الليثي للحديث عن أهم مشكلة
تقابل الجهاز
أخبار النجوم المصرية في
10/01/2013
نجوم في بر مصر
انتصار
دردير
آمنت
دوماً أن مصر »وّلادة« وأنها
تزخر بالمواهب الواعدة في كل المجالات.. مواهب حقيقية تبحث عن فرصة فلا
تجدها تحتاج
لمن يمد لها يد العون، يدفع بها، يفسح لها الطريق، يتابع خطواتها.. في أقاص
الصعيد
أو في بحري هناك مواهب »مدفونة« تبحث عن نقطة ضوء.. بعضها »يعافر« في الصخر
ومعظمها
يضل الطريق لاعتبارات مجتمعية عديدة..
ـ
وقد ظلت
القاهرة العاصمة تستأثر بالأضواء وبقي
الموهوبون في القري والنجوع يتحسرون علي أنهم
لم يكونوا قاهريين. ولم تناديهم.. »النداهة« وصاروا يرددون »لو لم أكن
قاهرياً
لوددت أن أكون قاهرياً« ونزح بعضهم إلي العاصمة لتزداد زحاماً واختناقاً
علي زحامها
وضل بعضهم الطريق.. وعاد يجر أذيال الخيبة..
ـ
من منطلق
إيماننا في مجلة »أخبار النجوم« بالمواهب
الحقيقية في كل شبر من أرض مصر.. نبدأ هذا
الأسبوع نشر صفحات جديدة تحت عنوان »نجوم في بر مصر« نهدف من خلالها للكشف
عن
المواهب في كل محافظات مصر وتقديمها للقاريء، لن يكون دورنا كمجلة فنية نشر
أخبارهم
فقط بل سنعمل علي الدفع بهم كل في مجال موهبته.. فالقرية المصرية التي
أخرجت نوابغ
وعظماء مصر لاتزال »ولادة« ومثلما أخرجت قرية »طماي الزهايرة« بالمنصورة
سيدة
الغناء العربي أم كلثوم وخرج صوت العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ من قرية
الحلوات
بالشرقية والقديرة الكبيرة فاتن حمامة سيدة الشاشة من المنصورة..
والموسيقار الراحل
العظيم رياض السنباطي من الدقهلية أيضاً والكاتب الموسوعي الفيلسوف الراحل
أنيس
منصور من المنصورة.. ومن الشرقية خرج محمد فوزي
وشقيقته هدي سلطان ومن البحيرة
الموسيقار الراحل محمد نوح وعمار الشريعي
من المنيا وسمير غانم من بني سويف.. ومحمد
منير من أسوان بلد عباس محمود العقاد.. هؤلاء أذكرهم علي سبيل المثال.. لكن
مصر
الوّلادة قادرة علي أن تنجب مثلهم.. لقد منح الله لأبنائها مواهب عديدة..
نثق أنها
ستضيف لقوة مصر الناعمة التي نفخر بها في الثقافة والفنون، وبمجرد أن
أعلننا عن
مشروعنا بين الزملاء من مراسلي أخبار اليوم في كل محافظات مصر حتي وجدنا
تجاوباً
كبيراً منهم.. وتحمسوا ليزيحوا الستار عن المواهب في كل بقعة من أقصي شمال
مصر إلي
أقصي جنوبها وها نحن نقطع أول خطوة علي الطريق ونفتح الأبواب المغلقة أمام
الموهوبين شباباً وأطفالاً.
ـ
افلامجي
عن السينما
المستقلة
أحمد
بيومى
أزعم إني أحد المؤمنون بأن الخلاص السينمائي المصري سيأتي علي أيدي
صناع السينما المسـتقلة. وقبل أيام أسعدني الحظ بمشاهدة عدة أعمال أتوقف
عند
بعضها:-
ـ
"كريم"
الفيلم
التسجيلي الذي تناول قصة كريم
سايس السيارات أمام أحد المطاعم الشهيرة، وحياته قبل
وبعد الثورة. وإيمانه بأن التغيير شيء إيجابي للبلد مع رفضه
النزول إلي ميدان
التحرير وقت الثورة لأنه في حالة إشتراكه كان سيسرق الثوار وهو الأمر الذي
رفضه،
لأن
السرقة حرفته وعمله الذي يجيده. عمر الشامي مخرج الفيلم استطاع خلال دقائق
معدودة رسم بورتريه صادق إلي حد الصدمة، ومضحك لدرجة البكاء،
ورسم أمل وخلق حلم وسط
كابوس نراه يومياً في شوارعنا لكننا نخشي تأمله أو حتي القرب منه. كريم
الذي يتمتع
بصوت غنائي أفضل كثيراً من عشرات الأصوات التي علي الساحة، ويرتدي تيشرت
يحمل شعار
اليونسيف إلي جانب عبارة "إيد علي إيد.. نبني مصر من جديد"،
يدرك تماما واقعه ويضع
سقفا لطموحاته وكل أمله في الحياة هو الوجبة الدافئة ومستقبل به قدر قليل
من
المخاطر.
ـ
فيلم آخر يجب
التوقف عنده وهو "أشغال شقة" للمخرجة مي الحسامي، عن سيدة تعمل في تنظيف
البيوت
مقابل أجر زهيد لكنه يتيح لها القدر الأدني من طعام الأطفال وإيجار الشقة
-وهو
الأهم-، بعد أن أصبح حمل الأسرة ملقي علي كتفيها لحبس زوجها في
قضية إتجار في
المخدرات تري أنه بريئا منها، وأن الظابط قد لفق له الأمر برمته فزوجها
مدمن
ومتعاطي "فقط". هذه السيدة تحمل نفس مشاعر "كريم"، الخوف من قادم الأيام،
ترقب
المجهول، الصراع -محسوم النتيجة- بينهم وبين المستقبل. الفيلم يلمس المشاعر
بطريقة
متسللة، وتجد نفسك قد قابلت هذه السيدة يوما من الأيام لكن -وكالعادة- لم
تنتبه
.
سينمائيات
حب حرام وانتحار تحت
عجلات قطار
مصطفي درويش
"انا كاريتينا" من بين الشخصيات
الروائية النسائية الأكثر شهرة وانتشارا، في مجال فن السينما.
لايضارعها في ذلك سوي »مدام
بوفاري«، لصاحبها الأديب الفرنسي »جوستاف فلوبير«
ولذيوع صيت الشخصيتين، جري ترجمة الروايتين اللتين تلعب كلتاهما فيها
الدور الرئيسي، الي لغة السينما، أكثر من مرة. وعند »انا كارينينا«،
وترجمتها إلي
تلك اللغة، اقف قليلا، لاقول، علي سبيل المثال، لا الحصر، انه،
والسينما صامته،
تقمصت نجمة النجوم »جريتا جاربو« شخصية "انا كاريتينا" في
فيلم "حب"
(1927).
فلما تكلمت السينما، عادت "جاربو" بعد عشر سنوات، فتقمصتها في فيلم "كاميليا".
وبعد أن أصبح اسم "ڤيڤيان لي« حديث الناس في مشارق الأرض ومغاربها بفضل
فوزها بجائزة اوسكار أفضل ممثلة رئيسية في فيلم "ذهب مع الريح" (1939)،
اسند اليها
دور "انا كاريتينا" في فيلم بنفس الأسم (1948)
وفي تمصير فج
لرواية الأديب الروسي »ليون تلستوي« لعبت فاتن حمامة دور "انا كاريتينا"
تحت اسم
آخر، امام "عمر الشريف" في فيلم "نهر الحب"، لصاحبه المخرج "عزالدين ذو
الفقار"
وبعد غياب طويل
عن الشاشة عادت "انا كاريتينا" اليها في فيلم فرنسي، بطولة "سوفي مارسو" (1997)
ثم في فيلم
انجليزي، بطولة "كيرا نايتلي" (2012) واخراج »جورايت" عن سيناريو من تأليف
الكاتب
المسرحي "توم سنوبارد"
ويختلف فيلم
"رايت/ ستوبارد" عن جميع أفلام "انا كاريتينا" السابقة عليه، في انه
سينما خالصة
متحررة من قيود العمل الأدبي المأخوذ عنه الفيلم. مع الاحتفاظ بروح ذلك
العمل الذي
يرجع تأليفه الي الربع الرابع من القرن التاسع عشر (77-1873).فكما في رائعة
"تلستوي" الأدبية، ينتقل بناالفيلم إلي روسيا القيصرية، بكل ما كان
يشوب مجتمعها من
نفاق بغيض، وغيرة قاتلة، وخيانات زوجية، ونقيضها التفاني في الأخلاص للرباط
المقدس
فنعيش ذلك
المجتمع، الذي اصبح في ذمة التاريخ بكل تناقضاته، وما كان يعتمل فيها من
صراعات
اجتماعية وعاطفية، كان لابد ان تنتهي به إلي هاوية ثورة، عصفت به، فلم تبق
منه شيئا
وكأن رواية تلستوي "مستها عصا سحرية، بفضل الثنائي "رايت/
ستوبارد".فاذا بالفيلم
يجمع وياللعجب بين العديد من الأشكال الفنية الأخري، بدءا من
فن التشكيل وانتهاء
بفن العرائس، مرورا بفن الباليه.فقد كان.. الحق يقال، اعجازا، ان يبدأ
الثنائي
ترجمة عمل »تلستوي« المكون من 864 صفحة الي لغة السينما، علي خشبة مسرح
متهالك من
مسارح القرن التاسع عشر، بهدف الايحاء بذلك الي زيف المجتمع الروسي، في ذاك
الزمان
الموغل في القدم. ثم الانتقال من ذلك المسح العتيق الي رحاب
العالم الحقيقي،
الفسيح، لنتابع بحث "ليڤين" الدؤوب عن فتاة تشاركه الحياة في الريف، بعيدا
عن صخب
المدينة، حيث يعشش الفساد. ويتكرر الانتقال مرة الي محطة السكة الحديدية
حيث يدخل
القطار، نذيرا بموت "انا كاريتينا" تحت عجلاته، فيما هو قادم من أيام ومرة
اخري الي
سباق الخيل، حيث يمتطي »ڤرونسكي« حصانا يكبو به، فتشهق "انا كاريتينا"،
فزعة لمصابه
فيفتضح امر حبها له، امام زوجها، وامام مجتمع مريض يلهث وراء الفضائح، وما
يصاحبها
من اشاعات وهكذا، وهكذا، تمر امام أعيننا صور مذهلة »لانا كارينينا«، تكشف
ظاهر
المجتمع الذي اودي بها، واعماقه معا.صور تعبر عن حساسية العصر
القيصري، وفي نفس
الوقت عن حساسية عصرنا!!
ـ
أخبار النجوم المصرية في
10/01/2013
"حياة
بي"..
السينما تسخر التقنيات الحديثة لجذب المشاهد
كتب:
رانيا يوسف
للمرة الثالثة خلال اسابيع قليلة استقبلت دور العرض المصرية الفيلم
الاجنبي "حياة بي"،والمرشح لجائزة أفضل فيلم في جوائز "البافتا"،الفيلم حصل
على ثلاثة ترشيحات أخري منها أفضل فيلم درامي وأفضل مخرج لآنغ لي وأفضل
موسيقى تصويرية لميشيل دانا في جوائز الجولدن جلوب.
وهو الفيلم الثالث الذي عرض في مصر حديثاً مقتبس عن أصل أدبي بعد فيلم
"جاك ريشار" وفيلم "البؤساء"، الفيلممستوحي من رواية بنفس الاسم للكاتب
الاسباني "يان مارتيل" وقد حققت مبيعاتها أكثر من 7 ملايين نسخة، و فازت
الرواية بجائزة بوكر العالمية وظلت على قمة قائمة أفضل الكتب مبيعاً في
نيويورك تايمزلأكثر من عام،وقد اختير ديفيد ماجي كاتب سيناريو الفيلم
الشهير
Neverlandلتحويل هذه الرواية إلى نص سينمائي.
تدور الاحداث في 3 قارات ومحيطين على مدار سنوات طويلة، وقد أضاف
المخرج أنج لي المزيد من القوة عندما قرر تصوير الفيلم بتقنية ثلاثي
الأبعاد، فمنذ أن بدأ أنج لي الإعداد للمشروع منذ 4 سنوات، عمل على خلق
رؤية لكتاب الروائي يان مارتل والذي لم يكن يعتقد أي شخص ان هناك إمكانية
تحويله إلى فيلم، وقد جمع المخرج كل التقنيات السينمائية الممكنة ليقدم
فيلماً يمثل قدرة العلم والفن على التجانس معاً في عالم صناعة الأفلام،
وبعد الثورة في عالم المؤثرات، خاصة بعد فيلم آفاتار، أراد أنج لي أن يقدم
فيلماً يبرز هذا التطور.
الفيلم يعرض حياة الشاب " بي" من خلال مغامرة ، ودراما خيالية، وحياة
مختلفة، عبر رحلة طويلة مليئة بالمناظر الطبيعية بالرغم من انها رحلة
محفوفة بالمخاطر، بمصاحبة "نمر البنغالي"، مع شاب نشأ في مدينة بونديشيري
الهندية خلال السبعينيات، وهو معروف للجميع باسم "بي" منذ صغره وهو يعيش
حياة مرفهة وغنية، حيث إن والده يمتلك حديقة حيوان، بي اعتاد قضاء يومه بين
النمور والحمر الوحشية وأفراس النهر والعديد من الحيوانات، حيث أدت هذه
العلاقات إلى تطوير معتقداته وإيمانه والتعرف على طبيعة النفس البشرية
والحيوانية، ولكن بعد محاولات دائمة منه لإقامة صداقة مع النمر البنغالي
الشرس الذي يحمل اسم ريتشارد باركر، يتعلم الصبي درساً قاسياً من والده حول
علاقة الإنسان بالحيوان المفترس، حيث يردد له والده أن النمر لا يمكن أن
يكون صديقه.
استعان المخرج بمشرف المؤثرات الخاصة بيل ميستنهوفر والذي عمل في
سلسلة أفلام نارنيا، واستطاع أن يبتكر شخصية حية للنمر يشعر معه المتفرج
أنه بالفعل أمام نمر بنغالي لديه كل الحركات والأداء الجسدي، مع جعل
المؤثرات السبب في الحفاظ على إخفاء الفروق البسيطة وعدم تحويل النمر إلى
وحش بل جعله حيواناً متفهماً.
تم تصوير فيلم حياة بي في الهند وتايوان، وقد اختار أنج لي أن يكون
التصوير الخاص بمنزل طفولة بي في المستعمرة الفرنسية القديمة بالهند،وتم
التصوير في 18 موقعاً مختلفاً، وطاقم العمل المكون من 600 شخص نصفهم
تقريباً من المحليين عملوا جميعاً في المشهد الافتتاحي للفيلم، وقد تم
الاستعانة بأكثر من 5500 من السكان المحليين في مشاهد التجمعات والظهور في
الخلفيات.
البديل المصرية في
10/01/2013
أسامة الشاذلي يكتب عن فيلم تارانتينو الجديد:
للدهشة رب يحميها
ربما استطاع مسلسل "الجذور" الشهير مصرياً بـ"كونتا كنتي" أن أن ينشر
الوعي بمدى بمعاناة المستعبدين، الذين كانوا ضحايا الرجل الأبيض في القارة
الجديدة، وكذلك حاولت السينما الأمريكية تصوير حياة العبودية منذ بداياتها
حيث قدمت فيلم "ميلاد أمة" الذي عرض عام 1915 ، وهو من أوائل الأفلام التي
صورت حياة العبودية، ولكن بصورة عنصرية اعتبرت العبيد مجرد مجموعة من
المتخلفين، ثم جاء الفيلم الأشهر "ذهب مع الريح" ليصور العبيد بصورة اقل
سلبية ولكنها عنصرية أيضاً تعتبرهم طبقات أدنى، لكن مع التطور الزمني
والفني، وتخلص المجتمع الهوليوودي من نعرته العنصرية تطور تقديم هذه الصورة
بوجود نجوم في حجم سيدني بواتييه، حتى وصلت إلى سبيلبرج حين قدم فيلمه "
أميستاد" كتجربة صادقة وثرية عن تاريخ العبودية في أمريكا، لكن عندما يقرر
كوينتن تارانتينو تقديم فيلم عن العبودية، عليك أن تنسى جميع ما سبق لأنك
ستشاهد وجهة نظر مختلفة تماماً.
*****
كما عودنا تارانتينو دائما قدم فيلم
Django Unchained، جانجو غير المقيد بطريقته المعتادة بداية من العنف وطريقة التصوير
والحوارات، وسير الأحداث المبعثر للفيلم، فهذا المخرج العبقري الذي قال أنه
يصنع الشخصية ثم يصنع الفيلم والحوار والخاتمة، قد صنع شخصية جانجو ذلك
الافريقي الموهوب الذي يرغب في التحرر واستعادة زوجته، بكل ما يحمله من غضب
تجاه الرجل الأبيض، وبكل ما أصبغته سينما الويسترن على راعي البقر الأبيض
عبر عقود طويلة من مواهب، في مفارقة لا يصنعها سوى تارانتينو، ثم فيما يبدو
صنع شخصية صائد الجوائز الأمريكي الألماني ليقدمها كريستوفر والتز تحديداً،
وأخيرا صنع "الفيلين" العبقري الثري كالفين كاندي ليعيد تقديم ليوناردو دي
كابريو بطريقة تارانتينوية - صعبة النطق.
كعادته يركز تارانتينو بشكل كبير على الحوارات بين الشخصيات، حيث شكّل
وخلق وصنع ملامح كل شخصية بجمل مرتبطة بهم، موفراً كل الملابسات لبناء
علاقة وطيدة بين الأفريقي والألماني ثم صراعهما مع الشخصية الكريهة في
نهاية الفيلم لتحرير زوجة العبد المحرر.
وهنا يمارس صانع الفيلم هوايته في تقديم الفيلم على صورة رواية مقسمة
إلى أربعة أجزاء، في الجزء الأول يلتقي صائد الجوائز بالعبد ويحرره نظير
عملية صيد، ثم يقرر العمل معه في الجزء الثاني، قبل أن ينتقلا لتحرير
الزوجة في الجزء الثالث والذي يموت في نهايته صائد الجوائز، لينتقم العبد
المحرر في الجزء الرابع ويمارس كل طقوس الويسترن الأمريكية من سرعة إطلاق
النار والنفخ في مقدمة المسدس، وحتى تفجير تارنتينو نفسه بطلقة رصاص خلال
مشهد قدمه في الفيلم.
******
ينتمي الفيلم لنوعية افلام "الويسترن سباجيتي"، تلك النوعية التي
قدمها الإيطاليون منتصف ستينيات القرن الماضي وحتى منتصف السبعينات منه،
ومثّل منها فيلم "جانجو" الذي أخرجه سيرجيو كوربوتشي من بطولة فرانكو نيرو،
الذي جيء به عن قصد لكي يؤدي أحد الأدوار الثانوية في جانجو الحر فيلم
تارنتينو الجديد.
وهو ما أعترف به المخرج نفسه حيث قال "عندما بدأت أكتب النص كنت أفكر
ما الذي سيدفع الشخصيات لإعطاء أقصى ما تملك؟ ظننت بأن أفضل طريقة لمعادلة
طريقة كوربيتشي الوحشية في أفلامه هي بالكتابة عن الجنوب ما قبل الحرب".
وهكذا يفكر تارنتينو دائماً، دفع شخصياته التي يخلقها لإعطاء أقصى ما
تملك، فتغضب للغاية، تدمر جدا، تحب جدا، تموت بضمير، فالمخرج الذي لم يقم
بدراسة الاخراج السينمائي أو حتى أساليب الكتابة، يقود ثورته الخاصة في
تقديم ايقونات حية للسينما طوال الطريق، وهو ما قدمه هذه المرة خلال شخصية
العبد المحرر جانجو التي قدمها جيمي فوكس باقتدار.
******
في النهاية الكتابة عن فيلم من إخراج وتأليف تارانتينو يظلم كل من
أبدعوا معه لتقديم هذا الفيلم، لهذا يجب أن اشير في النهاية إلى الأداء
المدهش لكل أبطال الفيلم، في مسار مختلف تماماً عن كل ما قدموه من قبل -
الفضل يرجع أيضا للمخرج -، وأنصحك عزيزي القارئ بمشاهدته على ثقة أنك
ستبتسم وتتعاطف وتندهش بشرط المشاهدة على مقعد متين يتحمل القفز فوقه
تأثراً بأحداث ا
سلامة عبد الحميد يكتب :
خيال الشهداء على حواجز
الثورة.. بين ميدان التحرير وفيلم "البؤساء"
لا أبكي عادة أثناء مشاهدتي للأفلام السينمائية مهما كان حجم المأساة
فيها، وفي فيلمي الأخير "البؤساء" في دار العرض ورغم كل البؤس والأحزان
والمشاهد القاتمة التي ضمها الفيلم إلا أنني لم أبك بل كنت غاية في
الاستمتاع.
فجأة وفي الربع الأخير وفي مشهد محدد ضبطت نفسي باكيا بعدما ضبطت نفسي
متلبسا على غير عادتي بـ"السرحان" أثناء مشاهدة فيلم جديد، وهي تهمة بلا شك
لمن يشاهد ليكتب أو يحلل لا لمجرد المتعة مثلي وإن كانت المتعة عادة قائمة،
وأزعم أنني دربت نفسي على عدم ارتكاب تلك التهمة حتى أصبحت قادرا على
تفاديها.
كنت بدأت مرحلة الخروج من سياق الفيلم إلى الواقع مع بداية القسم
الخاص بثورة الشباب في الفيلم على السلطة القمعية، مرورا باجتماعات التنسيق
بين الشبان للمقاومة وصولا إلى شحذ همم الناس لمشاركتهم في الثورة على
الظلم والقهر والفقر، لكن خروجي من الخيال السينمائي إلى الواقع بلغ مداه
حين بدأت المواجهات حول الحاجز الذي بناه الثوار كفاصل بينهم وبين الشرطة
القمعية، ما بين فترات الصمود والنصر والاندحار.
كلها مشاهد عايشتها فعليا في ميدان التحرير مع كثيرين من الرفاق
والأصدقاء خلال أيام الثورة الأولى التي شهدت بطولات يمكننا أن نتجاوز إلى
القول بأن الفيلم الأمريكي الذي يحكي عن الثورة الفرنسية في القرن التاسع
عشر جسدها ببراعة منقطعة النظير.
ربما براعة التجسيد كانت سببا مباشرا في دخولي مرحلة "السرحان".. تحول
الواقع السينمائي الذي أشاهده على الشاشة إلى شاشة أخرى في مخيلتي تستعيد
وقائع وأحداث حقيقية عشتها في الميدان، ومواجهات كنت أحد من شاركو فيها،
وشائعات تعرضنا لها وخيانات حيكت لنا من أشخاص كنا نظنهم جزءا منا ومؤامرات
سقطنا فيها إما ببراءة أو بجهل.
لكن الجزء الأهم في التجسيد كان من خلال البطولات الكبيرة التي جرت
وشاهدت عددا منها بعيني بينما حكى لي رفاق عن بعضها مما حضروه أو شاركو
فيه، ثم شهداء كانو بيننا يضحكون ويمرحون ويتحركون ويثرثرون ثم غابو فجأة
دون استئذان، وهو نفس ما جسده الفيلم باتقان بديع.
أظنني هنا دخلت مرحلة البكاء، وأظنني أضعت مشهدا أو اثنين بعد المشهد
الذي جسده الممثل الشاب ايدي ريدماين "ماريوس" أحد شباب الحاجز الثوري
والناجي الوحيد من مجزرة استشهد فيها كل الشباب.
استفاق "ماريوس" من رصاصة أصابته بعد أن حمله بطل الفيلم هيو جاكمان
"جان فالجان" عبر المجارير لينقذ حياته.. عاد "ماريوس" إلى مبنى اتخذه
الشباب الثوار مقرا لقيادة تمردهم على السلطة الظالمة، كان البيت فارغا
مهجورا وشبه مدمرا لكنه كان يعج بأرواح شهداء كانو قبل أيام فقط يملؤنه
ضجيجا وحركة وصخبا وتخطيطا واصرارا وحماسا.
تذكر "ماريوس" أصدقاءه وبدأت دموعه تنسكب وذكرياته عنهم تمر في خياله
كشريط ذكريات وسط حوار غنائي معبر ومؤثر، ومعه تساقطت دموعي ومر بخيالي
شريط ذكريات عن أصدقاء ورفاق فقدناهم في ميدان التحرير وعلى حواجز التأمين
كانو يملئون الحياة صخبا وحركة واصرارا وحماسا.
عدت لنفسي مستفيقا لأتذكر أبطال الفيلم هيو جاكمان وراسل كرو وأن
هاثاواي وأماندا سيفريد والطفل دانيال هوتليستون الذي جسد شخصية طفل الثورة
الذكي "جافروش" وكلهم لهم نظراء من بين أبطالي في الحقيقة.
عندما انتبهت فجأة كررت على نفسي حكمة أرددها منذ فترة ليست بالقريبة:
توقف عن اطلاق صفة "بطل" على أي بشري، فكل أبطالك باعو القضية وقرروا العمل
لمصالحهم في أول منعطف. بطلك هو بطل فيلم جيد تشاهده أو بطل رواية محبوكة
تقرأ فيها.. وفقط....
ويبقى المجد للشهداء....
البداية المصرية في
10/01/2013 |