آثار الحكيم فنانة بدرجة سياسية ماهرة اختزنت تجربتها الفنية فى 40
فيلما وأكثر من 20 مسلسلا لتصور المشهد السياسى الآن بعين فاحصة وقلب حزين
وإسقاطات واقعية وأحلام وطموحات بإنقاذ مصر وأمل فى حوار يجمع الفرقاء
وترفض تكريس الديكتاتورية وخطف الوطن أو تصفية الحسابات.
·
∎
كيف تقرئين المشهد السياسى الآن ونحن فى زمن الإخوة الغرباء؟
- نعيش حاليا أحد مشاهد فيلم «لا أكذب ولكنى أتجمل»، ومن يتحمل
مسئولية هذا الأمر وما وصلنا إليه هو «د. مرسى» والمسئولون معه فى الحكومة،
لأنه لا يمكن أن يكون رئيسا لأهله وعشيرته فقط، لكن الانتماء للوطن الأم هو
الأساس.
·
∎
الشارع كفر بالثورة التى لم تحقق حتى أبسط شعاراتها.. كيف وصلنا إلى هذه
الحالة؟
- وصلنا إلى هذه المرحلة الخطيرة لأن ما بنى على باطل فهو باطل، وأذكر
واقعة للرئيس بعد الانتخابات وأثناء حلف اليمين كان لديه إصرار على عدم
تصوير حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية، وبعدها بأربعة أشهر ظهر عدم
احترام القانون وكانت صدمة للجميع.. كيف يكون رأس الدولة لا يحترم القانون
ويخالفه؟!.. والمضحك أن وزير العدل أحمد مكى أعلن أن الرئيس سوف يصوم ثلاثة
أيام لحنث الحلف.
·
∎
كيف قرأت أزمة النائب العام؟
- رفضنا جميعا طريقة إقالة عبدالمجيد محمود رغم اعتراضنا عليه، وبعد
إقالته وعودته استقبله الرئيس بالأحضان وعاد لعمله ثم عزله وهو أيضا تكريس
لمخالفة القانون وبداية عهد لديكتاتور جديد، ثم تم تعيين نائب عام جديد
يتلقى التعليمات..
كيف نطالب شعبا بتطبيق القانون والرئيس يخالفه وجماعته أيضا تخالف
القانون؟
·
∎
ما رأيك فى حصار مدينة الإنتاج الإعلامى؟
- لا أعرف من وراء «حازم صلاح» ولا أعرف من سمح له بإنشاء دورات مياه
أمام المدينة وحصار الإعلاميين والهجوم عليهم، ثم الهجوم على حزب الوفد
وجريدته أمام الرأى العام وهو ما رسخ لمبدأ أخذ الحق بالذراع ومخالفة
القانون دون رادع.
·
∎
لماذا تؤيدين الألتراس رغم رفض البعض لهم؟
- أحترم الألتراس وأعتبرهم رجالة لأنهم يصرون على أخذ حق 74 شهيدا بعد
الصمت على شهداء يناير وشهداء محمد محمود ومجلس الوزراء ومسرح البالون
ولعدم وجود محاكم ثورة ترد حق الشهداء!
·
∎
وماذا عن البلاك بلوك؟
- لا أحد يعرفهم، قد تكون أفكارهم نبيلة، فقط يحسب عليهم أمور غريبة
فقد أثاروا الرأى العام لكن سنعرف حقيقتهم.
·
∎
الشباب يشعرون بأن الدولة اختطفها تيار وحيد وهناك مميزات للإخوان على حساب
الشعب.. ما رأيك؟
- دعنى أذكرك بواقعتين، الأولى عندما مات صبى إخوانى ذهبت زوجة الرئيس
لتقديم العزاء، والثانية عندما مات 55 طفلا فى حادث قطار أسيوط لم تذهب
زوجة الرئيس رغم أن الرئيس رئيس لكل المصريين وليس لجماعة الإخوان فقط.. «المتغطى»
بالسلطة عريان و«المتغطى» بأمريكا أكثر عريا وعليهم أن يتعلموا من هذه
الدروس.
·
∎
ما تقييمك لجبهة الإنقاذ؟
- الخلاف بين الإخوان وجبهة الإنقاذ بدأ مبكرا، وكل فترة سقف المطالب
يرتفع والإخوان هم سبب زيادة هذه المطالب منذ الإعلان الدستورى والمطالب
تتصاعد، ثم الجمعية التأسيسية ورغم الاعتراض استمرت الجمعية وخرج الدستور
لتبدأ رحلة أخونة الدولة.
·
∎
ما هو الحل؟
- الأصل فى الحلول هو الصدق والحوار الوطنى والمشهد ملتبس لابد أن
نسمع بعضنا البعض ونوسع دائرة الشركاء وأصحاب القرار والحوار يجب أن يقوم
على المساواة وضم كل الفرقاء للوصول إلى حلول وعليهم أن يسمعوا إلى الآخرين
ويجلسوا معهم.
·
∎
هل توافقين على مبادرة «عبدالمنعم أبوالفتوح»؟
- من الطبيعى أن يطرح الجميع مبادرات لأن مصر بحاجة إلى رؤية جمعية
للخلاص لكن لا أعرف ما هو دور الشاطر ليشارك فى الحوار فمن الممكن أن نقبل
«الكتاتنى».. لكن الشاطر وهو نائب المرشد ما علاقته لدخوله الحوار مع جبهة
الإنقاذ والتيار الشعبى وغيرهما من القوى الوطنية؟!.. وهناك مبادرة أخرى
للبرادعى وغيرها «د. وحيد عبدالمجيد» المهم أن نتوصل لتوافق وطنى يحل
أزمتنا وينظم صفوف الوطن قبل الانهيار وسوف يسجل التاريخ هذه المرحلة وعلى
الإخوان إدراك ذلك.
·
∎
ماذا فعل نظام الإخوان فينا؟
- النظام الحالى لديه «غشومية» سياسية وأنانى ويتصرف بسذاجة الطفولة
وأتمنى أن يدرك خطورة المرحلة ويلم شمل البلد قبل تدميره والندم لن ينفع
أحدا.
·
∎
رغم كل ذلك الإخوان يعدون لانتخابات مجلس النواب القادمة ويعلنون أنهم سوف
يفوزون بها.. ما تعليقك؟
- هم يستعدون للانتخابات وكأننا فى بلد آخر والرشاوى جاهزة من سكر
لزيت لشراء أصوات بل الحكومة والحزب والقيادات الإخوانية يتحدثون عن تنفيذ
مشاريع بكل المحافظات ويلعبون على الاحتياجات الملحة للشعب المصرى المغلوب
على أمره وعلى جميع القوى الوطنية الاستعداد مثل الإخوان.
·
∎
كيف حال الفن فى زمن الإخوان؟
- الفن صناعة مثل أى صناعة ولو لم تحترم كل صناعة لن تتم نهضة
اقتصادية والفن والسياحة والرياضة والقضايا الجوهرية والحساسة على المحك
والجميع بحاجة إلى وقف العنف والعودة للحوار من أجل عودة مصر مرة أخرى.
مجلة روز اليوسف في
02/02/2013
ذكري
الثورة ..
أطاحت بأفلام نصف السنة
*
تم تدمير موسم "نص السنة" السينمائي ومعه أحلام المنتجين الذين
غامروا بطرح أفلامهم في هذا التوقيت الذي كان يحقق انتعاشة في دور العرض
السينمائي.. فقد تراجع الاقبال علي الأفلام الجديدة ولم يتجه
الشباب إلي دور العرض
كما كان متوقعاً وفضلوا عليها المظاهرات والاحتجاجات في الذكري الثانية
لثورة يناير
واضطرت معظم دور العرض الكائنة بوسط البلد إلي غلق أبوابها بعد أن تراجع
روادها في
هذه المنطقة الملتهبة والتي شهدت أثار القنابل المسيلة للدموع
وتحركات المتظاهرين.
*
تم الغاء حفلات منتصف الليل وشهدت الحفلات الصباحية والمسائية
اقبالاً ضعيفاً
ويكاد يكون معدوماً بعد السادسة وفضلت دور عرض وسط المدينة الاجازة في يوم
25 يناير
وفتحت أبوابها علي استحياء طوال الأسبوع الماضي ولم تستقبل سوي اعداد قليلة
من
المشاهدين وحققت الأفلام التي تم طرحها في هذا الموسم خسائر
فادحة وخيبة أمل
لنجومها ومنتجيها.
*
فيلم "علي جثتي" بطولة أحمد حلمي كان أكثر حظاً وتخطي حاجز 6
ملايين جنيه واجه بعد يوم 25 يناير صعوبة بالغة وتراجعت ايراداته بشكل
ملحوظ رغم
انه تم طرحه في دور العرض قبل الأحداث ولم يكن له منافس وهو بطولة غادة
عادل وحسن
حسني واخراج محمد بكير والمعروف أن أفلام أحمد حلمي كانت تتعد رقم 15 مليون
جنيه
حين عرضها.
*
فيلم "فبراير الأسود" الذي شهد حملة دعاية واسعة استعداداً
لعرضه
في موسم نص السنة اضطرت الشركة المنتجة لتأجيل عرضه إلي موعد لاحق لم يتحدد
بعد أن
تسارعت الأحداث واشتعل الموقف وتصاعدت التظاهرات بعد الحكم في قضية بورسعيد
وكان
المنتج والنجوم يترقبون هذا الحكم ويقرأون الوضع وفضلوا عدم
العرض رغم الإعلانات
وحجز دور العرض السينمائي علي عرضه في توقيت غير مناسب اطلاقاً ويؤدي إلي
سقوط
الفيلم تجارياً وفنياً وقد حق المنتج بالطبع خسائر بسبب هذا التراجع.
*
فيلم
"الحفلة" الذي شهد هو الآخر حملة دعائية كبيرة قبل نزوله لم يحقق سوي
مليون جنيه
قبل الأحداث وتراجعت ايراداته بسبب المزاج العام وانشغال الشباب في الأحداث
والفيلم
بطولة أحمد عز ومحمد رجب وروبي وجومانا مراد.
هذه هي الأفلام الثلاثة الجديدة
التي عصفت بها أحداث الذكري الثانية للثورة واضيفت إليها بعد
الأفلام التي تواصل
دور العرض تقديمها مثل عبده موته والآنسة مامي وهي بالطبع لم تحقق ايرادات
النصف
مليون في الأسبوع الواحد.. وكذلك تراجعت كل الأفلام الأجنبية ولم تتعد
الـــ 200
ألف في أسبوع كامل.
*
وقد أثارت هذه الايرادات حالة من اليأس في أوساط الشركات
المنتجة والتي تستعد لموسم الصيف القادم الذي يبدأ في مايو القادم وهم مثل
غيرهم لا
يعرفون ماذا سيحدث غداً وهل ستكون الاجواء وقتها مناسبة لعرض افلامهم أم
ستكون هناك
مفاجآت تحطم آمالهم وتلحق الخسائر بهم.
*
معظم المنتجين يفكرون حالياً في تقليل
ميزانيات الأفلام إلي أقل مستوي وتسويقها أولاً علي القنوات
الفضائية لضمان أقل قدر
من الايرادات التي تغطي النفقات وفضل العديد منهم تأجيل الانتاج إلي أن
تتضح الرؤية
ويسود الهدوء البلاد لأن السينما لا تنتعش وسط هذه الأحداث التي تهددها
دائماً.
المساء المصرية في
02/02/2013
"البرئ" و"زوجة رجل مهم" و"الإمبراطور"
شهادات سينمائية من يناير 77 إلى يناير 2013
كتبت- حنان أبو الضياء:
مر 36 عاما على انتفاضة الخبز في يناير 1977، التى استكملتها ثورة 25
يناير، لأن الثورة لم تكن سوى امتداد لحركة الشعب المصري، التي لم تتوقف
نحو الحرية والكرامة.. وكانت انتفاضة الخبز في يومي 18 و19 يناير 1977 إحدى
علاماتها الفارقة بشكل عام، ولحظة متوهجة, ويبدو أننا الآن وبعد اختطاف
الثورة واستمرار انسحاق الإنسان المصرى لم يعد أمامنا سوى الاستمرار فى
المقاومة.. ولأنه ما أشبه اليوم بالبارحة فأين السينما التى اقتربت من تلك
المرحلة وقدمتها لتفسر لنا الكثير مما لا نفهمه الآن خاصة اختلاط الثوار
الحقيقيين بالبلطجية ومحاولة النظام الربط بينهما بأى طريقة والاستفادة من
هذا فى التنكيل بالثوار. وفى تجربة خالد الصاوي السينمائية (الفاجومى)،
الذي يصور قصة حياة الشاعر أحمد فؤاد نجم، والشيخ إمام, حاول المخرج الربط
بين ثورات المصريين فى "انتفاضة 18 و 9 يناير 77" بثورتهم الأخيرة "25
يناير 2011"، إلا أنه وقع في فخ إقحام المشاهد الثورية على الأحداث وهذا ما
حدث مع العديد من الأفلام المصرية التى صور معظمها قبل الثورة وحاول
مبدعوها إقحام الثورة عليها. وفى الحقيقة أن فيلم مثل "الهجامة" يوضح لنا
أسباب الانتفاضة سابقا والآن وربطها بين الصفوة والناس العاديين المعدمين
الباحثين عن قوت يومهم، فهم لم يثوروا بحثا عن حرية الرأى ولكن من أجل لقمة
العيش، والطريف أنه كما يحدث فى الحقيقة الآن فإن بطلة الفيلم ليلى علوى
الهجامة وضعت هى الأخرى مع الفتيات التى قبضن عليهن فى المظاهرات.. فتلك
نوسة (ليلى علوي) الفتاة التى تعيش على دخلها من السرقة ومهاجمة المنازل
والسطو وتقرر هي وحبيبها (هشام سليم) السطو على منزل أحد المهمين بالدولة
إلا أنها تسقط في يد الشرطة أثناء الهروب بينما يفر حبيبها بالمسروقات. بعد
انتهاء مدة عقوبتها ووجودها بقسم الشرطة تصدر تعليمات بنقلها إلى الحجز
الموجود فيه بعض الطالبات اللاتي شاركن في المظاهرات حتى يتحقق ما قاله
الرئيس السادات أنها مجرد ثورة حرامية. تحاول نوسة إقناعهن بأنها هجامة إلا
أن (وفاء الحكيم) تبدأ بإقناعها بعدالة قضيتهن لتقتنع بالقضية العامة
للبلد، وفي فيلم الإمبراطور استهلت أحداثه بجزء تسجيلي عن 18و19 يناير
لتحديد زمن الأحداث وإرسال "زينهم" بطل الفيلم إلي المعتقل بدلا من السجن ،
وبينما تتلاحق عناوين صحف تتحدث عن أسبوع حرائق، "الحكومة أشعلت الحريق
والسادات أطفأه" يأتي التعليق علي شريط الصوت عن البعض الذي اندس في
المظاهرات ليتحول مسارها إلي تخريب وتدمير وسرقات، ويقدم بطله كواحد من
هؤلاء الذي ضبط وهو يحاول سرقة خزنة أحد المحلات.
وهناك فيلم "البريء" المتحدث عن الحرية بمعناها الشامل، وذلك عن طريق
إظهار لمحات من الفساد السياسي في مصر بعد سياسة الانفتاح، وبالتحديد خلال
فترة ما سميت بانتفاضة 17 و18 يناير 1977, كما أن الفيلم يتحدث عن فكرة
تحول الإنسان إلى آلة مبرمجة من أجل خدمة سلطة معينة، وكتب مؤلف قصة الفيلم
وحيد حامد في الإهداء الذي تصدر نص السيناريو المكتوب إهداء إلى عشاق
الحرية والعدالة في كل زمان ومكان أهدي هذا الجهد المتواضع. بالرغم من جودة
العمل الفني وإبداع الممثلين؛ والفيلم يتناول حادثة وقعت للمؤلف وحيد حامد
شخصياً خلال انتفاضة 17 و18 يناير 1977. والفيلم مستند الى الأحداث التي
عمت مصر في 17 يناير 1977، حيث قدم رئيس المجموعة الاقتصادية الدكتور عبد
المنعم القيسوني (1916 - 1987) مشروع الميزانية لعام 1977 أمام مجلس الشعب
المصري، واشتملت علي حزمة من الإجراءات التقشفية لتخفيض العجز ورفع أسعار
معظم الحاجيات الأساسية، فتولد إحساس من الطبقات الفقيرة والمتوسطة في مصر
بأن طبقات القمة وسائل الإعلام الرسمية متورطة في سرقات وأعمال فساد. ومن
المعروف أن الفيلم اختصرت منه بعض الجمل في مشاهده المختلفة، كما حذف مشهد
النهاية من قبل لجنة رقابة شكلها مجلس الوزراء من 3 وزراء: وزير الدفاع
السابق المشير عبد الحليم أبو غزالة ووزير الداخلية السابق أحمد رشدي ووزير
الثقافة السابق أحمد عبد المقصود هيكل في عام 1986 قررت حذف المشهد بحجة أن
الزمن لا يتناسب مع عرضه. يحتوي الفيلم على أغنيتين بصوت الموسيقار المبدع
عمار الشريعي، ومن كلمات الشاعر عبدالرحمن الأبنودي. اعتبر البعض هاتين
الأغنيتين قمة في الإبداع ومعبرتين جداً عن مضمون الفيلم.. وكان الفيلم قد
واجه اعتراضات رقابية, وشاهده وزراء الداخلية والدفاع والثقافة في عام
1986, وطالبوا بحذف عدد من مشاهده وتغيير نهايته. تم عرض الفيلم كاملا
وبدون تقطيع ورقابة في أبريل 2005 في مهرجان السينما القومي .وهناك فيلم
ليلى علوى وإيمان البحر درويش الذى اقترب أيضا من مأساة تلك المظاهرات.
وفي عام 1987، قدم محمد خان فيلمه المهم "زوجة رجل مهم"، بسيناريو
رائع لرؤوف توفيق. متناولا مفهوم السلطة وعلاقتها بالفرد. من خلال ضابط
الشرطة السلطوى الذى نكل بالمعارضين فجعلته السلطة كبش فداء لتجميل صورتها
وتخلت عنه وأحالته على المعاش، وذلك إثر تحقيقات النيابة ومحاكمات القضاء
في قضية أحداث 18 و19 يناير 1977.
الوفد المصرية في
02/02/2013
الفيلم المغربي يفتك الجمهور...
حرص مدهش على النهوض بالصناعة السينمائية
كوثر الحكيري
بالكثير من الصخب الذي أحدثه الجمهور الطنجاوي حول السجاد الأحمر على
مدى الطريق المؤدية إلى سينما روكسي، انتظمت ليلة البارحة سهرة افتتاح
الدورة الرابعة للمهرجان الوطني للفيلم بحضور منظمي هذه التظاهرة بدء
بالمركز السينمائي المغربي وممثلي الغرف المهنية العاملة في القطاع
السينمائي إضافة إلى عدد كبير من السينمائيين من مخرجين وممثلين وتقنيين...
جاء جميعهم للاحتفاء بحصيلة 2012 من الأفلام المغربية الطويلة منها
والقصيرة...
كان الهدف من استحداث هذا المهرجان قبل أربعة عشر سنة هو دعم السينما
المغربية وحث المخرجين والمنتجين على الإنتاج للمشاركة في تظاهرة يتم
إعدادها بالكثير من الجدية والتنظيم ويدعى لها الفاعلون في القطاع
السينمائي مع ممثلين من الصحافة المغربية والعربية والأجنبية للوقوف على
أفضل ما أنتج من أفلام...
بفضل هذا المهرجان الذي يحتفي بالسينما المغربية دون غيرها، تطور
الإنتاج السينمائي المغربي كما وكيفا على الرغم من تحفظات الكثير من النقاد
حول مستوى ما يعرض من تجارب وصفت بالمحلية في طرحها لبعض الإشكاليات...
تفاصيل حفل الاختتام الذي انتهى في ساعة متأخرة من يوم أمس الجمعة 01
فيفري نختصرها في ورقة الغد... أما اليوم فنتوقف عند ملامح الدورة الرابعة
عشرة للمهرجان الوطني للفيلم والإشكاليات التي يطرحها الفيلم المغربي وتمثل
هاجسا ملحا بالنسبة إلى المهنيين في المغرب...
مناظرة وطنية حول السينما
يلقى القطاع السينمائي اهتماما خاصا من الملك "محمد السادس" الذي كان
صاحب فكرة إحداث مهرجان مراكش السينمائي بمواصفاته العالمية تلك... كما لم
يفوت أي فرصة دون أن يؤكد دعمه للسينما وللقطاع الثقافي بشكل عام ومناصرته
لحرية الإبداع، وهو أيضا من دعا إلى فتح مناظرة وطنية حول السينما افتتحت
أشغالها يوم 16 أكتوبر 2012 ووجه رسالة إلى المشاركين فيها وعد فيها
المهنيين بدعم المخطط الإصلاحي الذي ستتبلور صيغته النهائية عبر أشغال
المناظرة وإيلاء القطاع السينمائي ما يستحق من الاهتمام لتحقيق النهضة
السينمائية التي تطمح إليها المملكة المغربية...
منذ سنوات لم يكن الفيلم المغربي يثير حماسنا... لم نكن ننتظر الكثير
من المغرب على الصعيد السينمائي، وكنا نكتفي بما تنتجه الأسماء التقليدية،
لكن بمرور الزمن صار للمغرب حضورا لافتا في المهرجانات السينمائية العربية
والعالمية بأكثر من فيلم جيد... وهذا تحقق بإرادة سياسية (تماما مثل تركيا
التي راهن سياسيوها على القطاعين السينمائي والدرامي وحققت انتعاشة سياحية
كبيرة حتى أن مواقع تصوير بعض المسلسلات تحول إلى مزار يجلب السياح، وأزياء
بطلات حريم السلطان ومجوهراتهن يجدون إقبالا من أثرياء المنطقة الخليجية
بشكل خاص) راهنت على القطاع السينمائي الذي يحرك دورتها الاقتصادية ويجلب
المستثمرين.. ولهذا أذكر أنني كتبت عن مهرجان مراكش فقلت إنه مهرجان
للصفقات السينمائية وفي كواليسه تم الاتفاق على تصوير أكثر من فيلم عالمي
في المغرب...
تعيش المملكة المغربية انتعاشة سينمائية... أما في تونس فالمخرج
المحظوظ ينجز خمسة أفلام على مدى مسيرته...
تكريم لفقيدي السينما المغربية
تكرم الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة عدد من فقيدي
السينما المغربية سنة 2012 وفي الشهر الأول من سنة 2013 آخرهم الممثل
والكاتب والمسرحي "أحمد الطيب لعلج" وهو أحد أبطال آخر أفلام "نور الدين
الخماري" (زيرو) في دور لا ينسى... وقد تم إطلاق اسمه على أحد استوديوهات
الإذاعة الوطنية المغربية...
ومن فقيدي السينما الذين تكرمهم الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني
للفيلم الممثل "أحمد لهليل"، مصحح الألوان "محمد بايزو"، الممثل "محمد
مجد"، السيناريست والناقد "محمد سكري"، الممثل "عزيز العلوي"، المخرج "محمد
مرنيش"، الموزع "محمد البلغيتي"، الممثل "محمد لحربشي"، والممثلة ومصممة
الأزياء "نعيمة سعودي البوعناني"... وقد وضعت صور كل هؤلاء في الصفحات
الأولى من الكاتالوغ الخاص بتفاصيل الدورة الرابعة للمهرجان الوطني للفيلم
بالمغرب كنوع من التكريم لهم رحمهم الله ورزق الأسرة السينما المغربية جميل
الصبر والسلوان
ويعرض لثلاثة ممثلين مغاربة من المكرمين في الدورة الرابعة عشرة
للمهرجان الوطني للفيلم وهم "عائشة ماهماه"، "محمد بن ابراهيم" و"عبد الله
العمراني" عدد كبير من الأفلام من حصيلة منجزهم السينمائي...
لقاء الوثائقي بالروائي في المسابقة
تتنافس ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 21 إنتاجا روائيا
ووثائقيا هو حصيلة أهم ما أنتج سنة 2012 من أفلام مغربية، مع الإشارة إلى
أن الأفلام الروائية الطويلة لا تخضع إلى منطق التصفيات الأولية وكل ما
ينتج يعرض داخل المسابقة وهو أمر يستنكره عدد من المهنيين ممن يرون أن
المزج بين الغث والسمين ظلم للتجارب الجادة، لكن لمدير المركز السينمائي
المغربي "نور الدين الصايل" رأي آخر يؤكد فيه أن عرض كل ما ينتج من شأنه أن
يدعم السينمائي المغربي على الإنتاج وأما عملية الغربلة فهي من اختصاص لجنة
التحكيم التي ستتوج أفضل الأعمال... وأشار "نور الدين الصايل" في حديث سابق
معه إلى أن السينما المغربية تطمح إلى مضاعفة ما تنتجه وعندها يمكن أن تتم
عملية الغربلة عن طريق لجنة أولى تصفي الأفلام وترشح الأفضل للمسابقة
الرسمية تماما مثلما يحدث الآن مع الأفلام القصيرة...
يمتزج الروائي بالوثائقي في مسابقة الأفلام الطويلة في الدورة الرابعة
عشرة للمهرجان الوطني للفيلم وتشارك تجارب أثارت الجدل من بينها "نساء بلا
هوية" للمخرج "محمد العبودي" (وثائقي)، "تنغير القدس: أصداء الملاح" وهو
فيلم وثائقي أيضا مخرجه "كمال هشكار" في الأصل أستاذ تاريخ ولكنه يخوض
معركة سينمائية حامية الوطيس بهذا الفيلم الذي يرصد من خلاله مصير الطائفة
اليهودية التي غادرت القرية الأمازيغية "تنغير" بالمغرب خلال الخمسينيات
والستينات... وأثار هذا الفيلم الكثير من الجدل...
وفي الروائي يعود المخرج "حسن بن جلون" بفيلم جديد يحمل عنوان "القمر
الأحمر" بعد مرور ثلاث سنوات على آخر أفلامه "المنسيون" الحاصل على الكثير
من الجوائز... وقد انتهى "بن جلون" من تصوير فيلمه هذا منذ شهر فقط وعرضه
ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم هو الأول له
ويشارك في المسابقة الرسمية "نبيل عيوش" بفيلمه "يا خيل الله"، "نور
الدين الخماري" بفيلمه "زيرو" وكلاهما عرض في المسابقة الرسمية لمهرجان
مراكش السينمائي، وشارك الأول في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي ضمن
قسم "نظرة ما"، هذا إلى جانب عدد آخر من الأفلام الروائية والوثائقية
الطويلة التي تتنافس على جوائز تهتم بنواحي العملية السينمائية من توضيب،
صوت، صورة، موسيقى، إضافة إلى جوائز أفضل ممثل وأفضل ممثلة في الدورين
الثاني والرئيسي، وجائزة السيناريو، جائزة لجنة التحكيم والجائزة الكبرى
التي ذهبت في دورة العام الماضي إلى الفيلم الاستثناء "على الحافة" للمخرجة
المتميزة "ليلى الكيلاني"...
ويرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة السيناريست والمخرج
والمنتج الفرنسي "جاك دورفمان" وتضم في عضويتها المخرج التونسي "الناصر
القطاري"، مديرة اقتناء البرامج بمجموعة فرانس تلفزيون "تانيا خالي"،
الصحفية والناقدة الدانماركية "لالي هوفمان"، "الكاتبة والفنانة المغربية "غيثة
الخياط"، المخرج المغربي "عبد القادر لقطع"، والكاتب المغربي "رشيد ابن
الزين" الذي انتظرنا حلوله في مطار الدار البيضاء من فرنسا لمراقفتنا إلى "طنجة"
لكنه لم يأت...
إشكاليات
بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة
طرحت على طاولة النقاش السينمائي المغربي الكثير من الإشكاليات التي تتعلق
بالصناعة السينمائية المغربية أو بالفيلم المغربي الذي اتهم بالمحلية وبأن
ما شهدته المغرب من تطور في الإنتاج لم يرافقه تطور في المستوى الفني
والتقني لهذه الأفلام... وهو كلام فيه جانب من الصحة ولكن الثابت أن ما
تعرفه السينما المغربية من حرص مدهش على النهوض بالقطاع السينمائي سيفرز في
النهاية أفلاما ذات مستوى عال خاصة بعد ظهور جيل جديد مختلف في رؤيته وفي
أسلوبه وعلى رأسهم "فوزي بنسعيدي"...
ويحسب للسينما المغربية أيضا افتكاكها لجمهورها من السينما المصرية
والأمريكية التي كانت في الماضي تلقى إقبالا على مشاهدتها في القاعات
السينمائية المغربية أكثر من غيرها...
الصريح التونسية في
02/02/2013
برتولوتشي لـ"الجارديان":
تصورت أنني اعتزلت الإخراج السينمائي!
نشرت "الجارديان" البريطانية بتاريخ الأول من فبراير مقابلة صحفية
طويلة أجراها جيوفري مكناب في مهرجان روتردام مع المخرج الإيطالي الكبير
برناردو برتولوتشي تحدث حلالها عن فيلمه الأحدث "أنا وأنت" الذي يعد أول
فيلم يخرجه منذ "الحالمون" (2003)...
يتحدث برتولوتشي (72 عاما) والذي يجلس على مقعد متحرك بعد إصابته
بالشلل عن فيلمه الجديد الذي يعرض في مهرجان روتردام الذي يستقبل برتولوتشي
ايضا للمرة الأولى في احتفالية خاصة بهذا السينمائي الذي منح الفن
السينمائي الكثير من حداثته بأفلامه الشهيرة مثل "التانجو الأخير في باريس"
و"المتماثل" و1900" واستراتيجية العنكبوت" وغيرها.
يقول برتولوتشي إن أبطال فيلمه، الشبان الثلاثة هم أولمو أنتينوري
الذي يقوم بدور لورنزو، وتيا فالكو التي تلعب دور شقيقته، وأخيرا ممثلة
شابة وصفها برتولوتشي بأنها "مارلين ديتريتش من صقلية" هي المرأة الفاتنة
في الفيلم.
والثلاثة من غير المحترفين كما يقول لأنه يرى أنهم أكثر تلقائية
وليسوا سجناء في التمثيل.
ويوضح برتولوتشي أنه أراد أن يصور الفيلم بتقنية الأبعاد الثلاثة لكي
يكتشف هذه التقنية ويفهم أسرارها لأنه لا يريد أن يشعر أنه متخلف عن العصر.
إلا أنه اضطر لتصويرالفيلم بالكاميرا العادية لأنه كان يتعين عليه العمل
على انجازه في فترة زمنية قصيرة في حين تتطلب تقنية الأبعاد الثلاثة
3D وقتا طويلا.
العجز عن السير
كانت قد سرت إشاعات تقول إن برتولوتشي لن يخرج أفلاما بعد "الحالمون"
بسبب مشاكل الظهر التي يعاني منها والتي نتجت عن سقوطه في روما وما أعقب
ذلك من إجراء عملية جراحية فاشلة له. وبعد ان تعافى من تلك الصدمة أصبح
يفكر مجددا في الاخراج السينمائي.
يقول برتولوتشي: "قبل سنوات قليلة لم أكن قادرا على الحركة. لم أكن
أستطيع المشي، وكانت تلك ربما، هي اللحظة التي جعلتني أفكر أنني لن استطيع
إخراج أي أفلام بعد ذلك. وقلت لنفسي "إذن فلأفعل شيئا آخر". غير أن كل شيء
تغير بعد أن قبلت الحالة".
ويشير برتولوتشي إلى مقعده المتحرك ويقول إنه أدرك ان من الممكن أيضا
أن يكون سعيدا بجلوسه فوقه. المشكلة الوحيدة أنه اضطر للنظر من خلال
الكاميرا من وضع الجالس وتقلصت قدرته على اختيار أماكن التصوير. لقد صور
الفيلم الجديد بأكمله في شقة بالطابق التحت أرضي.
بدأ برتولوتشي العمل بالسينما قبل خمسين عاما إلا أنه لايزال يتمتع
بروح شابة كما لو كان في الحادية والعشرين من عمره يقدم فيلمه الأول.
التانجو الأخير
يتحدث برتولوتشي عن ماريا شنايدر التي قامت ببطولة فيلم "التانجو
الأخير في باريس" (1972) ويقول إنها كانت في التاسعة عشرة من عمرها ولم
يسبق لها أن مثلت في السينما. ولم أكن أقل لها كل شيء مما يتعين عليها
القيام به في الفيلم. لقد كنت أعرف أن أداءها التمثيلي سيكون أفضل لو جاء
تلقائيا. وعندما صورنا ذلك المشهد الشهير بينها وبين مارلون براندو (المشهد
الذي يمارس معها الجنس باستخدام الزبد) لم أذكر لها شيئا. لقد أردت أن يأتي
رد فعلها تلقائيا: غاضبا ومستنكرا.
كنا نجلس في الشقة الباريسية وكان براندو يستخدم الزبد في عمل
ساندويتش يأكله، ونظرنا إلى بعضنا البعض وفهم هو فورا ما يتعين عليه عمله
معها أي استخدام الزبد على جسدها. ومن هنا ولد ذلك المشهد الذي أصبح شهيرا.
يتناول فيلم "أنا وأنت" موضوع إدمان الهيروين ومشاكل المراهقة لكنه
يبدو أكثر خفة من باقي أفلام برتولوتشي بل إنه يغير نهاية الرواية التي
اقتبس عنها الفيلم لكي يجعلها نهاية سعيدة.
أما عندما يتطرق الأمر إلى السياسة فإنه يبدي ازدرائه لها. لقد تخلى
عن مثاليات الشباب في 1968 ويقول إنه لن يدلي بصوته في الانتخابات القادمة
في ايطاليا.
ويقر برتولوتشي بأنه عمل كثيرا لحساب شركة ميدوسا للإنتاج التي
يمتلكها برلسكوني إلا أنه لا يخفي مقته لدور برلسكوني في الحياة الثقافية
والسياسية في إيطاليا. اكنه يقول أيضا إن كثيرا من الكتاب المرموقين في
إيطاليا ينشرون كتبهم عبر أكبر دار نشر في إيطاليا وهي دار ماندادوري
المملوكة 100 في المائة لبرتولوتشي. ولكنه لا يستبعد أن يخرج فيلما سياسيا
ينتقد عصر برلسكوني الذي ساد المشهد السياسي الإيطالي لعشرين عاما.
عين على السينما في
02/02/2013
مهرجان الفسباكو ببوركينافاسو يكشف تفاصيل دورته 23:
رضا الباهي ونادية الفاني وأنيس الأسود... في المسابقة،
ومحمد شلوف في لجنة التحكيم
التونسية –المغرب- مالك السعيد
تشارك تونس في المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل لمهرجان
الفسباكو ببوركينافاسو بفيلم»ديما براندو» لرضا الباهي (ما زال الفيلم
ينتظر إطلاق رصاصة الرحمة عليه من وزارة الثقافة ليحيا لا ليموت بالدم
البارد كما يحدث الآن بالإيفاء بتعهد وزير الثقافة السابق باش شاوش بإسناد
منحة تكميلية للفيلم قدرها 100 ألف دينار، فالفيلم مهما قيل عنه من سلبيات
ولا يخلو فيلم منها، فإنه كلما شارك في تظاهرة سينمائية أحرز جائزة،
الإنتاج في أبو ظبي وأفضل مخرج في الإسكندرية وجائزة لجنة التحكيم في
وهران...) و«صباط العيد» لأنيس الأسود في مسابقة الأفلام القصيرة وفيلم
«Même pas mal»
لنادية الفاني و«تونس ما قبل التاريخ» لحمدي بن
أحمد في مسابقة الأفلام الوثائقية، في ما تغيب تونس عن مسابقة أفلام
المدارس الإفريقية ولا نعلم ما الجدوى إذن من هذه المدارس المتكاثرة بدءا
بالمدرسة العليا للسمعي البصري في قمرت إن كانت أفلام الطلبة لا ترشح
للمهرجانات أو لا ترتقي إلى المستوى المطلوب حتى على المستوى الإفريقي.
أما خارج المسابقة فتشارك تونس بفيلم وليد مطار في بانوراما الفيلم القصير
بشريط «offrande
القربان» وفيلم «ديقاج» لمحمد الزرن في بانوراما الوثائقيات وهو شريط
مرّ عرضه التجاري في تونس قبل أسابيع في ظل لامبالاة عجيبة.
أما في لجان التحكيم فتشارك تونس من خلال محمد شلوف مدير ملتقى هرقلة
السينمائي ومنظم تظاهرة السينما الإفريقية بميلانو وقد تم إختياره عضوا في
لجنة تحكيم الفيلم الروائي الفيديو الرقمي والسلسلات التلفزية، والسيد
شلوف هو ذاته الذي تطوع خلال الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية ليحول
دوننا ومحاورة وزير الثقافة بتعلة إلتزام السيد الوزير بموعد مع التلفزة
المالية ، غير أن سيده الوزير لم يجاره في مسعاه وخصنا بحوار نشرناه على
صفحات «التونسية» في الإبان.
كان ذلك خلال الندوة الصحفية لمهرجان»الفسباكو» التي تنعقد للمرة
الثانية على التوالي بمدينة طنجة ، وقد حضر المندوب العام للمهرجان ميشال
وادراغو ومدير المركز السينمائي البوركيني السيد «صوما» وبعثة إعلامية
كبيرة العدد، وأعلن المندوب العام للمهرجان أن الدورة الـ23 من مهرجان
السينما الإفريقية «فيسباكو» الذي يقام من 23 فيفري إلى الثاني من مارس في
بوركينافاسو يكرم النساء بترؤسهن كل لجان التحكيم ويبلغ عدد النساء في
لجان التحكيم 14 على عدد جملي هو 27 وقد ترشح للمهرجان 750 فيلما.
ويعرض الفسباكو هذه السنة حوالي 170 فيلماً من إفريقيا والشتات، من
بينها 101 فيلم تشارك في المسابقات في مختلف الأقسام من 35 دولة. وفي فئة
الأفلام الطويلة يتنافس 20 فيلماً على جائزة «حصان ينينغا الذهبي»
الرئيسية، وخلال الدورة الأخيرة في العام 2011 كانت الجائزة من نصيب
«البراق» للمغربي محمد مفتكر الذي حضر الندوة الصحافية صباح السبت وخص
بترحيب كبير.
أما مسابقة الفيلم الروائي بالفيديو الرقمي فتضم 17 شريطا وتشتمل
مسابقة الأفلام القصيرة على 20 فيلما و17 فيلما في مسابقة الأفلام
الوثائقية. أما مسابقة أفلام الشتات وتهم الدول غير الإفريقية التي يعود
سكانها إلى جذور إفريقية مثل هايتي وغوادلوب ومارتينيك وغيرها فتضم سبعة
عشر فيلما و13 شريطا في مسابقة أفلام المدارس وثماني سلسلات تلفزية لا توجد
منها بطبيعة الحال أيّة سلسلة تلفزية تونسية لأن تلفزاتنا منشغلة بمداولات
المجلس الوطني التأسيسي ، أما الإنتاج الدرامي عندنا فمرتبط بشهر رمضان،
والشهر الكريم «مازال بكري عليه» في ما يبدو
...
وسترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة الفرنسية أوزان بالسي، وهي مخرجة
من المارتينيك، وكل نساء لجان التحكيم يأتين من القارة الإفريقية أو
الشتات، بحسب ما قال مندوب عام مهرجان فيسباكو ميشال أودراوغو.
وأوضح خلال المؤتمر الصحافي أن «النساء دعمن السينما الإفريقية أمام
الكاميرا وراءها، لكن إفريقيا لم تكافئهن كما ينبغي. نحن نحاول أن نصحح هذا
الخلل».
ويتوقع أن يستقبل المهرجان نجوماً من الأوساط الغنائية، مثل الكونغولي
«بابا ويمبا» ومسؤولين سياسيين، مثل رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي
نكوسازانا دلاميني-زوما.
وستكون
الغابون ضيفة شرف هذه الدورة التي تأتي تحت
عنوان «السينما الإفريقية والسياسات العامة في إفريقيا» ، وخصص حوالي 1,5
مليون يورو لتنظيم المهرجان الذي مولت جزءاً كبيراً منه حكومة بوركينافاسو
والاتحاد الأوروبي والحركة الفرنكوفونية، ويستقبل بين ثلاثة آلاف وأربعة
آلاف ضيف في كل دورة.
سؤال «التونسية» خلال الندوة الصحافية لمندوب عام
مهرجان السينما الإفريقية:
تنتظم الدورة 23 في مناخ من عدم الإستقرار في المنطقة وخاصة بعد
التطورات الأخيرة في مالي، فهل لديكم مخاوف في هذا الشأن خاصة وأنكم خفضتم
عدد القاعات من 13 إلى 7؟
-
من الواضح أنكم مطلعون جيدا على مستجدات المهرجان، صحيح نحن
منشغلون بما يحدث في جارتنا مالي ونحن متضامنون مع الشعب المالي ولكن
رسالتنا هي أن الأفارقة لا خيار لهم سوى الحياة والدفاع عن حقهم في الحياة
وذلك من خلال حرية التعبير والإبداع ، إجابتنا الوحيدة على دعاة الموت هي
أن الحياة متواصلة».
والملاحظة التي لا يمكن إغفالها أن الحضور المغربي بات لافتا للنظر في
مهرجان الفسباكو حتى أن مدير المركز السينمائي البوركيني وهو المشرف على
انتقاء الأفلام صرّح «لا يمكن للفسباكو أن ينتظم دون المغرب» التي رشحت 15
فيلما، وتم الاحتفاظ بتسعة منها بما يمثل عشرة في المائة من أفلام
المسابقات، فضلا عن مساهمة المغرب في إنتاج أربعة أشرطة إفريقية مدرجة في
المسابقة من نيجيريا وأنغولا ...
وقد دعا نور الدين الصايل مدير عام المركز السينمائي المغربي إلى
تنظيم الفسباكو سنويا وقال إنه تحدث مع صديقه وزير الثقافة البوركيني في
هذا الصدد قبل ثلاثة أشهر وبأنه متحمس للفكرة ولكن هذا الحماس لم يتبلور
على أرض الواقع، وأضاف» أنا أعتبر هذا فشلا شخصيا».
يحدث هذا في المغرب التي بعثت تنسيقية المراكز السينمائية الإفريقية
في خريبقة حيث ينتظم مهرجان السينما الأفريقية وستجتمع هذه التنسيقية في
العاصمة البوركينية خلال الدورة 23 للفسباكو ونأمل أن لا يتخلف عدنان خضر
مدير عام المركز السينمائي التونسي عن الحضور حتى لا نكون خارج السياق
الإفريقي لأننا أفارقة قبل كل شيء.
موقع "التونسية" في
03/02/2013 |