بعد ان ابتعدت عن الفن طوال الفترة الماضية تعود الفنانة سماح أنور
مرة أخرى للأعمال الفنية وذلك من خلال مشاركتها للفنان محمد صبحى فى مسلسل
«يوميات ونيس» الذى سيحدث نقله فى الدراما التليفزيونية.. فعن المسلسل
ورأيها فى الأحداث الحالية التى تمر بها مصر وجهت رسالة للرئيس السابق
«مبارك» وذلك فى سطور هذا الحوار:
■
ما سبب ابتعادك عن الأعمال الفنية طوال الفترة الماضية؟
- لا أعرف ما السبب ولكن هناك اقصاء متعمداً لى واثق فى ان الله سيأتى
لى بعمل مميز سيحقق نجاحاً كبيراً وسعيدة بمشاركة الفنان محمد صبحى فى
مسلسل «يوميات ونيس» الذى يعد من أهم الأعمال الفنية التى افادت الدراما
المصرية حيث يقدم رسالة مهمة للمصريين ويرصد حال المواطن المصرى بعد ثورة
يناير ويلقى النظر على كل كبيرة وصغيرة وكل الأطياف والتطورات التى ظهرت
بعد الثورة فى مصر.
■
كيف تقضين يومك فى ظل هذه الأوضاع؟
- فى ظل ما تمر به مصر الآن من عدم استقرار يقضى معظم الأشخاص فى
متابعة الأحداث التى تعودنا أن نراها بشكل يومى، وبعدها نقوم بالصلاة
والدعاء لنمر من هذه الأزمة التى لحقت بمصر.
■
من هم أقرب أصدقائك فى الوسط الفنى بعد الأزمات التى تعرضتى لها؟
- أقرب أصدقائى هم معالى زايد وهالة صدقى وإلهام شاهين نلتقى بشكل
يومى سواء من خلال اتصال تليفونى أو زيارات ويكون أغلب حديثنا عن أحوال مصر
والمشاكل التى يتعرض لها الفن فى هذه الفترة.
■
ما تعليقك على تقديم بعض الأعمال التى تتناول رموز جماعة الإخوان من بينهم
حسن البنا وسيد قطب؟
- هذه الأعمال بعيدة كل البعد عن الدين فهى أعمال سياسية لأن كل
الأعمال التى تخص جماعة الإخوان المسلمين فى رأيى ليست دينية لأنهم جماعة
سياسية ولا علاقة لهم بالدين فأتوقع أن هذه الأعمال لو تم عرضها ستواجه
فشلا ذريعا وستهدد الحياة الفنية للفنان الذى سيجسد هذه الشخصيات.
■
تلتقى يوميا بأكثر من شخص من خلال برنامجك فما هى أكثر المشاكل التى تعرض
عليك؟
- أكثر المشاكل التى تعرض علىّ هى مشاكل زوجية وعاطفية وهذه المشاكل
ناتجة من خلال جهل الأشخاص بأسلوب التعامل وزاد الجهل فى الفترة الأخيرة
بعد أن انتشر العنف الذى اصبحنا نراه بشكل يومى على الشاشات ولكن الحديث
والحوار يأتى بنتيجة طيبة ونصل لحل بعض الأزمات.
■
ما رأيك فى الأوضاع التى تمر بها مصر حالياً؟
- فى البداية أرفض زيارة «نجاد» مصر لأن إيران خطر على مصر من كل
الجهات فهذا الشخص بعيد عن الدين الإسلامى ومعاد للأزهر الشريف وتواجده فى
مصر يجعلها فى خطر شديد واعتبرها كارثة.. وما تمر به مصر الآن أقل ما يقال
عنه أنه شىء محزن فمصر لا تستحق أن تكون فى هذا الحال ولكنى أثق فى الله أن
ينصر هذه البلد على من يريد اسقاطها لأن معظم المصريين الآن يعانون من هذا
الحكم الفاشى ولا يتمنون أن تظل مصر فى هذا الوضع السيئ.
■
وهل لديك رسائل للدكتور محمد مرسى؟
- لا حديث لى مع مرسى لأن الحديث معه يعنى اعترافى به أنه رئيس لمصر
فهو رئيس للاخوان المسلمين فقط ولكنى أريد أن أوجه رسالة للشعب المصرى
وأقول لهم «الشعوب هى التى تنهض بالدول وليست الحكومات فالحكومات تتبع
الشعوب فلا تنتظرون من الحكومة أن تنهض بمصر بل يجب على كل فرد منا أن يعمل
ويخلص فى عمله حتى ينهض ببلده».
■
ترفضين الاعتراف بالرئيس محمد مرسى فماذا عن «مبارك»؟
- أقول للرئيس مبارك «بحبك» ومازلت احترمك فكان عهدك من أفضل عهود مصر
فلم يهان المواطن المصرى على عكس ما نشاهده الآن.
روز اليوسف اليومية في
11/02/2013
«لحظة
التنحي»
سقطت من حسابات السينما
تحقيق: دينا دياب
السينما مرآة المجتمع، وتوثيق رسمي لكل ما يحدث فيه، وقد تناولت
السينما ومن بعدها الدراما جميع الأحداث المهمة في تاريخ مصر، خاصة الثورات
والأزمات، وناقشتها بأشكال مختلفة نقلتها للجمهور من جميع الزوايا، وغيرت
رأي كثيرين تجاه تلك الثورات من خلال كشف حقائقهم أمام الجميع.
وقد أرَّخت السينما والدراما لثورة 23 يوليو وثورة التصحيح والحروب
بما فيها حرب 6 أكتوبر ونكسة 67، وغيرها الكثير والكثير.
ورغم مرور عامين علي قيام ثورة يناير، إلا أن السينما والدراما لم
تشتبكا مع أحداث الثورة، إلا من خلال تناول قضايا فساد، والقليل منها
تناولها في الميدان مثل مسلسل «طرف ثالث» و«المواطن إكس» وفيلم «صرخة نملة»
و«الفاجومي» و«تك تك بوم».
ومع أن لحظة تنحي مبارك لا تزال عالقة في أذهان الجميع، إلا أنه لا
يوجد عمل درامي أو سينمائي أو تليفزيوني تناول تلك اللحظة، واهتمت الأفلام
الوثائقية والتسجيلية فقط بها.
المخرج سامح عبدالعزيز يفسر عدم اهتمام السينما بلحظة تنحي «مبارك»
بأن المنتجين يرون أن صنع فيلم عن هذه اللحظة لن يحقق أرباحاً، خاصة أن
الثورة مازالت في الشارع وفكرة التنحي أصبحت محل خلاف الكثيرين إذا كانت
لحظة سعادة أو حزن.
ويؤكد «سامح» أن فيلمه «صرخة نملة» تعرض لهجوم ضار من صناع السينما
أنفسهم الذين اتهموه بأنه يتاجر بالثورة لكي يحقق أرباحاً فلكية، ولكنه مع
ذلك يؤكد أن التاريخ سينصفه، وسيذكر له أنه قدم فيلماً يؤرخ للحظة مهمة في
تاريخ مصر وهي ثورة يناير.
وأضاف «عبدالعزيز»: إن السبب الرئيسي لغياب فكرة التنحي عن السينما
والتليفزيون هو وجود حالة من التخوين بين السينمائيين أنفسهم بشأن هذا
الأمر، وبعض السينمائيين حكموا بعدم تقديم أي أعمال عن الثورة الآن سواء من
خلال التنحي أو أي نقطة غيرها، علي اعتبار أن الثورة لم تكتمل بعد، خاصة أن
معظم صناع السينما الآن اتجهوا إلي منابر سياسية وتركوا الكاميرا.
وقال «عبدالعزيز»: إنه سيقدم عملاً محترماً يناقش التنحي إذا انفعل
كبار السينمائيين بالقضية، وتخلوا عن أنانيتهم التي بسببها منعوا شباب
السينمائيين أن يقدموا رؤيتهم، وكل السينمائيين الذين كانوا في الميدان
لديهم أفكار كثيرة، لكن السينمائيين الكبار يرفضون ظهورهم وكل شخص يريد أن
يبدأ الموضوع بنفسه، بينما هناك شباب صغار أهم من أكبر السينمائيين الآن،
لكنهم لم يحصلوا علي فرصتهم في تقديم مثل هذه النوعية، لأنهم استطاعوا خلق
ذوق عام ورأي لدي الجمهور، بأن من يقدم ذلك يستغل الثورة لأسباب تجارية،
وهي أنانية من قبل الكبار الذين حصروا فكرة تقديم عمل يناقش تلك اللحظات
ضمن مخططاتهم وأغلقوا عليها.
الناقد طارق الشناوي، يرجع غياب الأفلام الروائية الطويلة عن تناول
هذه المرحلة، لأنها لم تنته حتي الآن، ولم تأت بعد اللحظة الفارقة التي
ستغير تاريخ مصر.. وأضاف أن الأعمال التي تناولت ثورة 23 يوليو وجدوا
اللحظة الفارقة فيها أو ما يسمونها بلغة السينما «الذروة هي لحظة رحيل
الملك» لذلك قامت أفلام علي تلك الفكرة، وهناك أفلام كثيرة قدمت في
الخمسينيات والستينيات من تلك الذروة، لكن في ثورة يناير «الذروة» حتي
لحظاتنا الحالية تغيرت، فنحن كنا نتصور أن ذروة ثورة يناير هي رحيل مبارك،
لكن هذا لم يحدث وأصبحت الذروة سقوط حكم العسكر، بعدها تغيرت إلي يسقط حكم
المرشد، بعدها يسقط مرسي، ومع تغيير لحظة الذروة التي يقوم عليها الفيلم،
لم يستطع السينمائيون أن يقدموا عملاً فنياً عن سقوط مبارك، فالسينمائيون
الآن لا يزالون يبحثون عن ذروة ثورة يناير، حتي يقدموا فيلماً عنها.
وأضاف «الشناوي» أن الجمهور المصري كله سعيد بفكرة رحيل مبارك حتي وإن
كان البعض يثبط الهمم ويقول إن أيامه كانت أفضل من الأيام التي نعيشها
الآن، لكن المتفرج لديه مشكلة أكبر وهي أنه يبحث عن تجسيد لموقفه وإحساسه
بأنه يريد القصاص من الحاكم، وبالتالي أي عمل درامي عن الثورة في هذه
المرحلة الراهنة عنها هو رهان خاطئ، والأفلام الوثائقية فقط هي التي تستطيع
أن تقدم تلك اللحظة لأنها توثيق للحظات حتي لو تغيرت بعدها لحظات أخري،
فاللحظة هي التي تفرض نفسها علي العمل الوثائقي، علي عكس العمل الدرامي
الذي يقوم علي أساس الذروة، فيمكن أن يقدم عملاً يستمد من الثورة، لكن من
الصعب تقديم عمل درامي يقوم علي فكرة رحيل مبارك فقط، فهذا سيفشل.
وقال الكاتب بشير الديك: إنه من الصعب تقديم عمل عن الثورة أو عن
التنحي الآن، خاصة لأن الثورة لم تكتمل بعد.. وأضاف أن الأعمال التي تكتب
الآن عن الثورة سيكون فيها حالة من الاستعجال ستؤثر علي جودتها، والضحية
سيكون الجمهور الذي سيجد نتيجة غير مرضية له بعد أن اعتاد علي مستوي معين
من الأعمال الدرامية المكتوبة بشكل جيد ويتم التحضير لها وتنفيذها بتأن.
وقال «الديك»: إن هناك العديد من الأفكار لم تتبلور بعد عن الثورة،
وهي لن تكتمل حتي يتم الاستقرار علي وضع سياسي واضح.
وقال الفنان خالد أبوالنجا: إن الأفلام المستقلة هي القادرة علي تقديم
أفكار براقة وبكل جراءة دون أن تلجأ إلي منتج يهدف إلي جمع مال أو غيره،
خاصة أن الأعمال التي تتناول الثورة لن يقبل تقديمها إلا منتج ثائر يعلم
أنه لن يجمع أمواله، ويكون هدفه الأساسي من تقديم العمل هو التأريخ للفترة
الحالية.. وأضاف «أبوالنجا» أننا فكرنا كثيراً كيف نتناول فكرة تنحي
«مبارك» في عمل فني يعجب الجمهور، وفي الوقت نفسه يتناول جميع المشاعر التي
صاحبت ذلك اليوم ومن بينها فيلم «التحرير التحرير» الذي كتبه أحمد عبدالله
ويتناول بالتفصيل فكرة التنحي وتأثير ذلك علي الموجودين في الميدان، وتم
تصوير بعض المشاهد في هذه اللحظة، وانشغلنا فعلاً بتصوير كل لحظة قضيناها
في الميدان لتوثيقها وعرضها في أفلام وثائقية كانت أو تسجيلية.
وتقول الناقدة خيرية البشلاوي: إن تقديم عمل درامي أو سينمائي عن لحظة
التنحي أو ثورة 25 يناير بشكل عام، أمر يحتاج إلي مؤلف وأبطال ثائرين
بالفعل وليسوا انتهازيين، فالوقت مازال مبكراً للغاية لتقديم عمل فني
متكامل عن الثورة، لأنها لم تنته بعد ولم تحقق أهدافها.
الفيلم يتناول الـ 18 يوماً التي سبقت التنحي
شبيه مبارك: «أروقة القصر» ممنوع من العرض بسبب أحمد شفيق
حوار: دينا دياب
«أروقة القصر» فيلم لم يعرض حتي الآن، يتناول بشكل صريح الـ 18 يوماً
التي قضاها الرئيس السابق حسني مبارك وأسرته داخل قصر الرئاسة، يبحث في أمر
تنحيه وينظر كيف نهضت الثورة، وكيف يتعامل معها.
اليوم يمر عامان علي تنحي «مبارك» وهو يمكث في السجن وينتقل ما بين
طره ومستشفي المعادي العسكري، الجميع يفكر فيما يدور حوله عقل «مبارك» الآن
وكيف يشاهد الوضع، إلا أن مدحت أبوالعز، الذي وضعته الأقدار شبيهاً لمبارك
مازال يفكر هل يهرب مبارك؟.. هل من الممكن أن يتم استبداله به في السجن وهو
التصريح الذي قاله لـ «الوفد» قبل عامين من الآن؟
ينتظر «مدحت أبوالعز» عرض فيلمه «أروقة القصر» اليوم، الذي تأخر عرضه
عامين دون أسباب، موضحاً أن السبب الوحيد غير المعلن لعدم عرضه هو ظهور
شخصية أحمد شفيق ضمن الأحداث، مؤكداً أنه بعد مواقف «شفيق» السياسية الآن
أصبح من الصعب عرض الفيلم، الذي يتناول أيضاً شخصية «عمر سليمان» وكيفية
التدبير لمحاولة اغتياله التي أعد لها جمال مبارك وسوزان ثابت، وهي قضية
ليست ضمن عريضة جرائمهما، وهذه كلها افتراضات لعدم عرض الفيلم حتي هذه
اللحظة.
وقال «أبوالعز»: إن الفيلم إذا لم يعرض اليوم سيفقد كثيراً من أهميته،
ولا فائدة لعرضه بعد ذلك.
وقال «أبوالعز»: إن الفيلم سيحدث ردة فعل جيدة عند الناس كلها لأنه لا
يهين مبارك ولا يدافع عنه لكنه يرصد الـ 18 يوماً، التي قامت فيها ثورة
يناير، وبالتالي فالفيلم يرضي جميع الأذواق.
وأضاف «أبوالعز»: أن الأوضاع الآن مخيفة للبعض في ظل المطلب الشعبي
الذي ينادي بإسقاط الحكومة الحالية، وبالتالي لم يعد الناس يهتمون بتنحي
مبارك بقدر اهتمامهم بتنحي الرئيس الحالي.
وقال «مدحت»: إن تشبيهي بمبارك رغم أنه وفر لي في البداية شهرة لم
أتوقعها، إلا أنني الآن وبعد عامين اكتشفت أنني الوحيد الخاسر، فابتعد
الجميع عن مكتب المحاسبة الذي امتلكه، ولم يأتني عميل واحد منذ ثورة يناير،
فالوضع برمته سيئ للغاية، حتي مبارك وهو في السجن أفضل وضعاً منا الآن،
فالظروف المادية قاتلة، والاحتياطي النقدي في انخفاض مستمر، وحال الفقراء
في مصر يزداد سوءاً، وازدياد معدلات الجريمة علي الحد المعقول لأن الكل
يبحث الآن عن قوت يومه.
وبنبرة حزينة قال «أبوالعز»: البعض اعتقد أنني أتقاضي مبالغ بسبب شبهي
بمبارك، وآخرون اعتقدوا أنني أصبحت ممثلاً، لكن لا أحد يعلم أن هناك طبقة
في مصر وضعها الاقتصادي سيئ للغاية، والأمر الذي يتخيله البعض نعمة هو في
الحقيقة نقمة كبيرة، لذا علي النظام الجديد أن ينظر إلي تلك الطبقة ويبحث
عن وسيلة ليوفر لها العيش.
الوفد المصرية في
11/02/2013
فيلم" عندما يأتي الظلام"
عدنان
مدانات
تتناول المخرجة اللبنانية سينتيا شقير في فيلمها الجديد"
عندما يأتي الظلام" الذي أنتجته قناة" الجزيرة" قضية الكهرباء في لبنان
والتي تعاني
من انقطاعات متواصلة مزمنة وتعتبر من الأزمات المفصلية في الوضع اللبناني
الراهن
والتي تختلف الأحزاب و القوى السياسية و ممثلوها في السلطة على إمكانية
حلها. بدأت
المشكلة عقب اندلاع الحرب الأهلية في لبنان في العام1975، ما
أدى إلى عجز سلطة
الكهرباء في لبنان عن القيام بمهامها على الوجه الصحيح، وهو ما أدى بدوره
إلى
انتشار موتورات توليد الكهرباء بين الناس سواء على مستوى الشركات والمؤسسات
أو على
مستوى المنازل. لم تنجح جميع المحاولات لحل المشكلة خاصة بعد
اتفاق الطائف بين
القوى السياسية المتصارعة والذي أدى إلى وصول رجل الأعمال رفيق الحريري إلى
سدة
رئاسة الوزارة. بعد اغتيال الحريري في العام 2005 تفاقم الخلاف بين القوتين
الرئيسيتين في لبنان:" تيار 14 آذار" بقيادة سعد الحريري و
تيار" 8 آذار" بقيادة
حزب الله و بقيت مشكلة الكهرباء بلا حل.
تذكر سينتيا
شقير كل هذه المعلومات العامة في مقدمة الفيلم ما يشير إلى أننا أمام
ريبورتاج
تلفزيوني مصور عن قضية كبيرة راهنة، لكن المخرجة تنجح في تحويل هذا
الريبورتاج إلى
مادة حية تقربه من صيغة الفيلم التسجيلي التلفزيوني، وذلك بسبب
من التنوع الشديد في
المادة المصورة بما يتيح الإحاطة بكافة أبعاد المشكلة بكل تعقيداتها، ولكون
المواد
المصورة عبارة عن مشاهد حية راهنة جرى تصوير معظمها لصالح الفيلم وأيضا
لكون
المخرجة نجحت في تقديم مشاهد ممتعة أو مشاهد تتضمن بعض
المفارقات، ومنها على سبيل
المثال أحد المشاهد الافتتاحية في الفيلم والذي يظهر فيه وزير الطاقة باسيل
جبران
من أنصار ميشيل عون وهو يلقي خطابا يبدأ بجمل توحي بالإصرار على الحل. يقول
الوزير:" استلمناها كرة نار، هم رأوا في النار حريقا لنا ونحن
رأينا في النار طاقة
من بلادنا".
وفجأة تنقطع الكهرباء عن القاعة حيث تسمع أصوات التصفيق من قبل الحضور
فلا ندري إن كان التصفيق تأييدا لما يقوله الوزير المتحمس أم
تحية للكهرباء التي
انقطعت للتو عقب كلامه. والمشهد يعرض على وقع موسيقى حيوية مرحة أو حتى
ساخرة، هي
امتداد لمشاهد أسبق في بداية الفيلم، يبدو فيها صوت البوق المرافق لبقية
الأصوات
الموسيقية أقرب ما يكون إلى صوت بوق السيارات.
لا يجري عرض أزمة الكهرباء في
الفيلم باعتبارها أزمة جزئية تطول قطاعا هاما في لبنان، بل
يجري عرضها باعتبارها
أزمة دولة منقسمة إلى دويلات لكل منها مصالحها الخاصة، بحيث تقف الحكومة
المركزية
عاجزة أمام هذا الوضع المعقد، الذي ينعكس سلبا على حياة غالبية الناس
الفقراء
بخاصة. نتيجة لانقطاع الكهرباء يلجأ المقتدرون إلى استخدام
المولدات الكهربائية
الخاصة. ويتلقف بعض المستثمرين هذه الإمكانية ليؤسسوا شبكاتهم الخاصة
لتوليد
الكهرباء و يقومون بتأجيرها للناس ويتحولون إلى مافيات يسيطر كل منهم على
منطقة
معينة بحماية التنظيم أو الحزب المهيمن على المنطقة.
تقدم المخرجة بعض المآسي
الناتجة عن انقطاع الكهرباء ومنها تعرض بعض المرضى للوفاة بسبب حاجة فورية
للمعالجة
بأجهزة خاصة فلا يتمكنون من ذلك بسبب انقطاع الكهرباء في ذلك الوقت.
هذا
كله بالطبع جزء من وظيفة التحقيق داخل الفيلم حين يقصد منه الإحاطة الشاملة
قدر
الإمكان بالظاهرة التي تجري معالجتها في الفيلم، لكن المخرجة لا تكتفي بذلك
بل تقدم
شخصيتين تضيفان بعدا إنسانيا على أجواء الفيلم. الشخصية الأولى
هي شخصية رجل في
أواسط العمر يبدو شكلا أقرب ما يكون إلى المتشرد بشعر رأسه المنفوش وشعر
ذقنه
الكثيف وهو يعاني من مشكلة خاصة بسبب انقطاع الكهرباء تتمثل في انه متزوج
من امرأة
رومانية وهي تهدد بالانفصال عنه وهجره بصحبة أولادهما إن لم يجد حلا لمشكلة
الكهرباء، لهذا
فهو لا يكف عن إرسال العرائض للمسؤولين مطالبا بحل مشكلة الكهرباء
استنادا إلى حقه كمواطن في الحصول على الكهرباء و يكتفي بذلك بل يرفع دعوى
بهذا
الشأن أمام المحكمة. الشخصية الثاني شخصية كهربائي شاب يطلق
على نفسه لقب روبن هود،
وهو أسس شبكته الخاصة معتمدا على سرقة الكهرباء من الشبكات الأخرى وتقديمها
للفقراء، وهو يبدو على استعداد دائم لحل مشكلة كل من يتصل به طالبا
المساعدة في حال
انقطاع الكهرباء عنده. هو روبن هود لأنه يسرق الكهرباء من
الأغنياء و يوزع ما يسرقه
على الفقراء ولا يردعه عن ذلك ما يتعرض له من عقاب.
ثمة ملاحظة أخيرة على
الفيلم. تعرض المخرجة مشهدا يتكرر خلال الفيلم يظهر فيه رجل يقف على شرفة
أحد
الأبنية وهو يعزف على آلة التشيلو فيما تقف مقابله مديرة ظهرها للكاميرا
شابة تستمع
إليه. هذا المشهد بدا لي شخصيا ناشزا عن الفيلم ولم أتمكن من العثور على
تفسير أو
تبرير له باستثناء أنه حالة خيال تقدم صورة فنية غامضة المعنى
فيما يشبه ما يورده
الشعراء من صور فنية يظل معناها في قلب الشاعر.
الجزيرة الوثائقية في
11/02/2013
لجنة تحكيم السينما تحيل المخرجين القدامى للمعاش
فيلمان
مختلفان في توجههما يتقاسمان الجوائز الوطنية
أحمد
بوغابة / المغرب
...
وانتهى أول أمس الحفل السنوي بالسينما
المغربية الذي أُقيم بمدينة طنجة (شمال المغرب) حيث تم توزيع
الجوائز في حفل
الاختتام أمام جمهور غفير انقسم كالعادة حول نتائجها خاصة حول الأفلام
الطويلة.
طبعا لكل لجنة تحكيم مبرراتها كما تعكس
أيضا مستوى أعضائها وخلفياتهم. وقد تصيب
اللجنة في أفلام وتفشل في أخرى فيتساءل البعض عن حصيلتها
لفهمها فيما يستغرب آخرين
من نتائجها ويغضب السينمائيون الغير المتوجين.
لم تُثِرْ نتائج لجنة التحكيم
الخاصة بالفيلم القصير ردودا سلبية كثيرة فقد اعتبرها الأغلبية
منصفة ومقبولة وهي
على كل حال في حوزتها ثلاث جوائز فقط توجت بها فيلم "الهدف" لمنير العبار
بالجائزة
الأولى الكبرى بينما سلمت اللجنة جائزتها الخاصة لفيلم "يدور" لمحمد مونة
وذهبت
جائزة السيناريو لفيلم "فوهة" لعمر مول الدويرة. يتناول الفيلم الأول
"الهدف"
الهجرة بشكل جديد حيث يتم إبداع أشكال جديدة للمرور نحو الضفة الأخرى من
المتوسط
بينما الفيلم الثاني "يدور" يصور علاقة السينما بالواقع وكيفية
تصويره. أما الفيلم
الثالث "فوهة" فهو يربط التاريخ بتكوين رجولية الطفولة والزعامة في التغلب
على
الخوف.والطامة
الكبرى أنه تم تعذيبنا قبل إعلان الجوائز لمدة تصل إلى 20 دقيقة، ورطة
كبيرة وجد
فيها الحضور نفسه إلا من كان قوي العزيمة بعدم تحمله لذلك "الشيء الغريب"
فغادر
القاعة حتى يحمي نفسه من الرداءة المُبالغ فيها إلى حد مرضي. كان عرض ذلك
"الشيء"
بمثابة
أما لجنة التحكيم للفيلم الطويل، التي لها خريطة
واسعة من الجوائز، تصل إلى 12 جائزة، فقد انقسم - إلى حد ما - الجمهور
والفنانين
تُجاهها خاصة تُجاه فيلم "يا خيل الله" لنبيل عيوش وأفلام أخرى
مُحترمة جاءت من
مخرجين مغاربة مقيمين في المهجر ك"يوميات طفولة" لإبراهيم فريطاح و"خويا"
لكمال
المحوطي التي لم تحظ بالعناية المطلوبة سينمائيا من لدن اللجنة. بينما كانت
شُجَاعَة وفي كامل قواها العقلية بإقصاء أشباه أفلام للذين يعتبرون أنفسهم
عباقرة
زمانهم. فقد خرجت بدون فُل ولا حُمص، خاوية لأنها ببساطة
فارغة. نذكر بالأساس "البايرة"
لمحمد عبد الرحمان التازي و"طنجاوي" لمومن السميحي و"غضب" لمحمد زين
الدين. أقصت أيضا أفلاما أخرى كثيرة لكن هي الأولى لأصحابها التي كان يمكن
تَقَبُّل
هفوات بدايتهم لأنها أفضل بكثير إذا تمت مقارنتها مع
"القدامى" الذين تجاوزهم
الزمن وأصبحوا جزء من تاريخ مضى وانتهى. وأحسنت لجنة التحكيم
بإحالتهم إلى
التقاعد/المعاش عطفا عليهم.
باستثناء التنويه الذي ذكرته اللجنة في حق الفيلم
الوثائقي "نساء بدون هوية" لمحمد العبودي وجائزة أفضل عمل أول للفيلم
الوثائقي "تنغير
– القدس: اصداء الملاح" لكمال هشكار وجائزة المونتاج للفيلم
الوثائقي/الروائي "محاولة فاشلة للتعريف بالحب" لحكيم بلعباس
وكذا جائزتين أفضل
موسيقى وأفضل صورة لفيلم "يا خيل الله" لنبيل عيوش فإن أغلب الجوائز
تقاسمها
الفيلمين "زيرو" لنور الدين لخماري و"ملاك" لعبد السلام الكلاعي وهو أول
فيلم روائي
طويل لهذا الأخير.
حاز "زيرو" على الجائزة الكبرى/الأولى وأفضل دور رجالي للممثل
يونس البواب وجائزة أفضل دور ثاني رجالي للراحل محمد مجد الذي توفي يوم 24
يناير
الأخير (2013)، وأفضل دور نسائي ثاني للممثلة صونيا عكاشة وأيضا أفضل صوت
ليكون في
حوزته خمس (5) جوائز من 12 (تقريبا النصف) وحصل "ملاك" على
ثلاث (3) جوائز وهي
جائزة لجنة التحكيم والسيناريو وأفضل دور نسائي للممثلة الشابة
شيماء بن
عيشة.
يدخل فيلم "زيرو" (صفر) إلى عمق مدينة الدار البيضاء بعرض محتوياتها
الاجتماعية خاصة علاقة المواطن بجهاز الأمن من خلال شخصية رجل الأمن الذي
يُنعت ب "زيرو"
(صفر) لأنونه على هامش المجتمع ومنبوذ من رؤسائه لينتقم لصديقته ولكل
الفتيات اللواتي يتعرضن لكل أنواع الاستغلال.
سقطة كبيرة للمهرجان !؟!؟!؟
كان المهرجان الوطني للفيلم المغربي قد أرسى قاعدة
جديدة منذ استقراره بمدينة طنجة بأن يقتصر حفل الاختتام على إعلان اللجنتين
على
لائحة جوائزها (15 جائزة وبعض التنويهات) لأنها كثيرة إذا
أضفنا إليها كلمات
التعبير للمتوجين ولحظات تأريخ بالصور أمام المصورين حيث يدوم الحفل ساعة
أو أكثر
بقليل. لا مجال للكلمات الرسمية أو إعادة عرض الأفلام الفائزة بالجوائز
الكبرى/الأولى باعتبار أن تلك اللحظة يطبعا القلق وتثير
الأعصاب بين الفائزين
وعدمهم وتشتغل وسائل الإعلام بينهم فلا يمكن تنظيم فقرة أخرى التي لا
يتابعها
أحد.
إلا أن هذه السنة خرجت إدارة المهرجان عن المألوف ففرضت علينا عنوة
ودون
إعلان مسبق أو إخبار بما ستُقْدِمُ عليه (علما أنها تصدر نشرة يومية
للمهرجان).
ذكرت منشطة الحفل "شيئا ما"على أنه "فيلم وثائقي" حسب ما قيل لها من طرف
المنظمين
والله أعلم. والطامة الكبرى أنه تم تعذيبنا قبل إعلان الجوائز لمدة تصل إلى
20
دقيقة، ورطة كبيرة وجد فيها الحضور نفسه إلا من كان قوي العزيمة بعدم تحمله
لذلك
"الشيء الغريب" فغادر القاعة حتى يحمي نفسه من الرداءة المُبالغ فيها
إلى حد مرضي.
كان عرض ذلك "الشيء" بمثابة صفعة في حق السينما والمهرجان وحتى من شارك
فيه. حمل
ذلك "العجب" عنوان "إدغار موران في طنجة".
فَلَوْ لم يعرض في حفل مهم وفي أهم
تظاهرة سينمائية في المغرب لما أشرنا إليه أصلا لأنه لا يستحق
تضييع فيه القوة
الذهنية ومساحة النص إلا ان العقوبة التي عاقبتنا به إدارة المهرجان هي
التي فرضت
علينا للوقوف عند تلك المهزلة التي أساءت لصورة المهرجان في آخر يوم له.
حرام
والله.
تساءلتُ، وتساءل معي الكثيرون، كيف سمح الأستاذ نور الدين الصايل،
المدير
العام للمركز السينمائي المغربي وهو في ذات الوقت المسؤول الأول على
المهرجان، بعرض
ذلك "الشيء" علما أن الأستاذ نور الدين الصايل شخص ذكي ونابغة في الصورة
السينمائية
وقيمتها، وأنا متأكد بأنه يعلم علم اليقين أن ما عرضه لا علاقة له بالفيلم
الوثائقي
وبعيد عنها بُعْد السماء عن الأرض بل لا يقترب حتى من الروبورتاج التلفزي
لصحفي
حَدِيثُ العمل أو في طور التدريب. ولا يمكن أن يصل إلى أضعف
أفلام الهواة المبتدئين
حتى. لقد أساء ذلك "الشيء" إلى المفكر الكبير إدغار موران وللأستاذ نور
الدين
الصايل وكل المتحدثين فيه حيث شوه صورتهم بشكل صارخ. لا وجود فيه للعناصر
الأبجدية
الأولى في السينما حيث الإضاءة سيئة وغياب لمعنى المونتاج دون
الحديث عن الكادراج (التأطير)
وما يتطلبه من عمق في المجال السينمائي. كارثة حقيقية وضعنا أمامها
المنظمون خاصة في نهاية المهرجان لحظة استثنائية فيه. لم يفقه صاحب ذلك
العجب الذي
تجرأ بكل وقاحة لتوقيعه على أنه "إخراج سينمائي" معتقدا أن
جولته في ساحة 9 أبريل
بمدينة طنجة وإقحام بعض الصور المُصوَّرَة برداءة وأربع جمل لإدغار موران
تبرير كاف
لإقناعنا بالعنوان. قد يعتقد المُشاهد أيضا خلال متابعته إذا توفرت لدية
قوة خارقة
في الصمود على أن المفكر الكبير إدغار موران قد مات فيتحدث عنه
الآخرين. إنه اغتيال
حقيقي للرجل ولمكانته فكان من الأفضل أن يكون العنوان "بكريم قتلني..." على
شاكلة
الفيلم الشهير "عمر قتلني..."عوض "إدغار موران في طنجة".
من حق صاحب ذلك "الشيء"
-
الذي لا يمكننا تسميته- أن يعتقد ما يتوهم به إخراجا أو فيلما وأنه
حقق معجزة
سينمائية لم يسبقه أحد إليها لكن لا يمكن فرضه علينا. كان يمكن إدراجه في
المسابقة
الرسمية كباقي الأفلام القصيرة ليُمْتَحَن مع الجميع وأمام اللجنة المُكلفة
بالأمر
وليس إعطائه تلك المكانة التي لا يستحقها بقدر ما يسيء للسينما
والمهرجان وإدغار
موران ونور الدين الصايل وباقي المشاركين فيه ولمدينة طنجة الجميلة التي لا
يملك
العيون ليتمتع بها أولا قبل أن يصل إلى مستوى تصويرها. إنه فيلم مُعَوَّق
كليا يعكس
مُوَقِّعُه.
إذا كانت إدارة المهرجان قد أمتعتنا في افتتاح المهرجان، عند
تكريمهما للسينمائيين الراحلين الزوجين أحمد ونعيمة البوعناني، بفيلم
وثائقي فعلا
في طور الإنجاز من طرف المخرج علي الصافي فإنها ضربت بعرض
الحائط كل منجزاتها
ومكتسباتها في اختتام المهرجان بأردأ ما يمكن أن يُنتجه التخلف. إن الإدارة
لا
تتحمل المسؤولية في مستوى الأفلام المشاركة في المسابقة حتى ولو كانت رديئة
لأن ذلك
مرتبط بالمبدع نفسه أما أن يتم إقحام ما هو غير مناسب مع المهرجان فذلك
تتحمل فيه
المسؤولية المطلقة. إنها عثرة وسقطة وهفوة كبيرة سقط فيها
المهرجان التي لم نكن
نتمناها له وأن تكون النهاية مأساوية بل تراجيدية.
أضداد حول فيلم سينمائي
أشرنا في نص الأسبوع الماضي لفيلم "تنغير – القدس:
أصداء الملاح" للمخرج الشاب كمال هشكار أنه
سيخلق الحدث السياسي في المهرجان بوجود
من هم ضده ومن يسانده أيضا أو من يقف يتفرج على تحويل تظاهرة
فنية لمعترك السياسة
وجعل الفيلم قنطرة لهذا الصراع.
يوم عرض الفيلم، الثلاثاء 5 فبراير، حضر إلى باب
القاعة الرسمية للمهرجان ونواحيها والأزقة المؤدية إليها في صباح مبكر
مختلف الفرق
الأمنية من التدخل السريع إلى القوات المساعدة والشرطة ورجال
الأمن بالزي الرسمي
وبدونه للتمَوْقُع في أمكنتها في انتظار الساعة الثالثة بعد الزوال
(بالتوقيت
المغربي) للحفاظ على التوازن الديمقراطي. فهذه أول مرة في تاريخ المهرجان
الوطني
منذ تأسيسه سنة 1982 تلتقي حوله هذه القوة الأمنية بعد الإعلان
عن بعض الهيئات
المحلية/الجهوية السياسية والنقابية والمدنية عن وقفة احتجاجية ضد الفيلم
باعتباره
في نظرهم يدعو للتطبيع مع إسرائيل. لن أعود لما ذكرته في النصوص السابقة
لكن أتوقف
عند ما حصل في ذلك اليوم الذي اجتمع قبل نصف ساعة من بداية
العرض مجموعة من الناس
ينتمون لتيارات مختلفة، أمام مدخل القاعة، يرفعون شعارات مناهضة للفيلم
وللمهرجان
ويُذَكِّرُون من يمر أمامهم من المدعوين والسينمائيين بأنهم مخلصون للقضية
الفلسطينية ويرفضون التطبيع ويطالبون بوقف عرض الفيلم.
ويحاولون طبعا التأثير في
الجمهور لكي لا يلج القاعة. فكيف في مدينة التي تُعتبر الرابعة في عدد
سكانها
بالمغرب حيث تحتضن 850 ألف نسمة حسب الإحصائيات الرسمية وربما أكثر بكثير
من العدد
المذكور ولم تتمكن تلك الهيئات بمجملها تجاوز 30 نفرا؟ لن ادخل
في التفاصيل لأنه
ليس مجالنا في هذا النص.
استمر الاحتجاج خارج القاعة فيما داخلها تم تقديم
الفيلم وعرضه أمام جمهور امتلأت به القاعة رغبة في اكتشافه حيث تابعه
الجميع
باحترام وصمت تتخلله في مرات قليلة تصفيقات (إن الفرجة
السينمائية تختلف عن المسرح
والموسيقى ينبغي احترامها بعدم التصفيق خلال العرض وانتظار نهايته للتعبير
عن ذلك
لكن يتم خرق هذا العرف في أقطارنا). خرجت الأغلبية مقتنعة بالفيلم وبمحتواه
وهناك
من له تحفظات أو انتقادات سينمائية وفنية.
وبما أنه سبق لي مشاهدته من قبل فقد
فضلت متابعة ما يجري خارج القاعة وأخذ الصور ومعرفة الجهات
التي شاركت في الوقفة (خاصة
وأنني إبن المدينة) ومناقشة مع بعضهم حيثيات الفيلم. وأول شيء أثارني في
الوقفة الغياب الكلي والمطلق للفلسطينيين، لم يكن حاضر ولو فلسطيني واحد
سواء من
المواطنين المقيمين أو من ممثلي الجالية الفلسطينية أو من
السفارة. وعليه فهي كانت
إذن وقفة مغربية خالصة وكأن هؤلاء هم المسؤولون على فلسطين. وتحدثت مع
بعضهم عن
أسباب توجيه غضبهم على الفيلم والموظفين الصغار فقط عوض التوجه للمسؤولين
الكبار في
الدولة. بعد ساعة تفرق الجَمْع دون أن يتوقف العرض. وفي المساء
إلتقت مجموعة أخرى
من الشباب المؤيدين للفيلم للتعبير عن تضامنهم مع المخرج وأغلبهم من
الأمازيغيين.
وكانت في ذات الوقت مجموعة من المثقفين قد
وزعت بيانا تضامنيا مع المخرج لتوقيعه
ونشره.
هذا الحدث وما أنتجه من حراك حول فيلم سينمائي أثار إعجاب الأجانب
الذين
رأوا فيه الممارسة الديمقراطية الحقيقية بإعطاء الحق لكل طرف بالتعبير دون
أن يتعرض
الفيلم للمنع فاعتبروا المغرب – في نظرهم - البلد النموذجي في العالم
العربي في
ممارسة الحرية. ولاحظت أن أغلب النصوص التي نُشرت طيلة أسبوع
المهرجان هي حول هذا
الحدث والفيلم فحظي بأكبر تغطية إعلامية إذ لم تَخْلُ صحيفة واحدة من
تناوله، ومنها
من توقفت عنده مرارا بأقلام مختلفة من داخل هيئة الصحف وخارجها. وفي
النهاية حصل
الفيلم على جائزة أول عمل لمخرجه كمال هشكار.
الجزيرة الوثائقية في
11/02/2013 |