عرفت بخفة ظلها وهوايتها في تقليد الفنانين..استثمرت كل طاقاتها في
التمثيل والغناء, ولم تبخل علي فنها بأي شيء ورغم العمر مازالت النجمة
لبلبة تحمل داخلها تلك الطفلة التلقائية التي وقفت مرارا علي المسرح لرسم
الابتسامة علي شفاه الجمهور..في هذا الحوار تتحدث لبلبة عن مشوارها الفني
وأحدث أفلامها نظرية عمتي
·
مالذي جذبك في سيناريو نظريةعمتي؟
**السيناريو المحبوك, وكوميديا الموقف غير المفتعلة وانا شخصيا ضد
الأسفاف والابتذال, وحين أقرأ فيلما أنظر إلي السيناريو إجمالا ولا أفكر
في دوري فقط, وبعد أن أقرر تقديمي للدور أبدأ في التفكير في الشخصية
وتفاصيلها, وأتحدث مع المخرج حتي نصل للشكل النهائي لها.
·
وهل قمت بالاستعداد لاداء دورك؟
**حين أرسلت لي الشركة المنتجة الفيلم قالوا لي سنرسل لكي سيناريو
لقراءته ولم يقال لي كالمعتاد سيناريو جيد, وحين قرأت أعجبت جدا بالفيلم
وانتظرت أن يتصلوا بي مرة أخري, لكنهم تأخروا, وفجأة اتصلوا وقالوا إن
التصوير في خلال10 أيام, مما سبب لي لخبطة كبيرة لأني مرتبطة بفيلم أخر
غير أنني عموما أستعد لكل عمل قبل ان أدخله بفترة
·
تجسدين في الفيلم شخصية العمة
فحدثينا عن دورك؟
**تضحك وتقول.. الجميع يسألني أنت عمة من الأبطال؟ والحقيقة اني
لست عمة أحد ولا أريد ان أحرق القصة لكني أجسد شخصية عمة يلجأ إليها
الأبطال لحل مشاكلهم.
·
كيف تجدين العمل مع الفنانين
الشباب؟
أحب العمل مع الشباب والوجوه الجديدة, ونحن في بداية مشوارنا الفني
وجدنا من يقف بجانبنا,لذلك علينا أيضا أن نقف بجانب الشباب,وأتذكر أني
قدمت مجموعة من الأفلام مع الشباب منها فيلم جنة الشياطين وكان عمرو واكد
وجها جديد, وفيلم النعامة والطاووس وكان مصطفي شعبان, وبسمة وجهان
جديدين, وفي نظرية عمتي أما متحمسة جدا رغم أني أتعامل لأول مرة مع جورية
فرغلي التي كنت أتابعها منذ فترة, وحسن الرداد, وأشعر اننا سنقدم عملا
مميزا.
·
وماذا عن التعاون الثاني مع
المخرج أكرم فريد؟
** أكرم مخرج متميز, ويملك حسا كوميديا, وتجربتي معه في فيلم
عائلة ميكي كانت جيدة جدا, رغم أني كنت أصور في ظروف صعبة ووالدتي كانت
مريضة جدا, وبعد وفاتها هذه أول مرة أنزل فيها من البيت للتصوير ولاتقول
لي ربنا يوفقك.
·
هل تقابلك مشاكل في كتابة
الأسماء علي الأفيش؟
**إطلاقا وانا لا أتحدث في مثل هذه الأمور فالشركة التي تتعاقد معي
تعرف جيدا قيمتي الفنية, وتقدرني.
·
كيف ترين تأجيل فيلم حالة نادرة؟
**لا أعلم أسباب تأجيله لكنه فيلم يقدم حالة سينمائية جديدة في إطار
كوميدي اجتماعي أتمني أن يعرض قريبا.
·
ومتي يبدأ تصوير فيلم69 ميدان
المساحة؟
** خلال الاسابيع القادمة, ويشاركني بطولته خالد أبو النجا وهذا
أول تعاون يجمعني به.
·
وكيف تم ترتيب وقتك بين
الفيلمين؟
** أكيد سأعاني من الإرهاق خاصة ان اللوك الذي أظهر به الآن هو في
الأساس خاص بفيلم69 ميدان المساحة لكني بدأت أرتب مواعيد التصوير,
ووضعت ملابس كل فيلم علي حدة ويساعدني في ذلك أن الشخصيتين مختلفتان تماما
في كل شيء.
·
حدثينا عن دورك في69 ميدان
المساحة؟
**أقدم دور شقيقة البطل والفيلم دراما من العيار الثقيل, ويحتوي
علي ملامح إنسانية شديدة الحساسية, وهناك علاقة رائعة بين الاخ والأخت
تعيدنا الي زمن الرقة والأخلاق الجميلة, وأنا دائما أبحث عن الأدوار
الجديدة, وأرفض أعمالا كثيرة إما لانها لاتناسبني أو لأنني أشعر فيها
بالتكرار, ولن أقدم عملا يسئ لمشواري الفني وتاريخي
·
هل يحتاج الجمهور الي الكوميديا
أكثر من الدراما الآن؟
الجمهور يحتاج الي فيلم جيد, وأشعر الآن بأن الجمهور يحتاج الي ان
يضحك من قلبه ضحكة الضحك بيطول العمر
·
متي ستقدمين عملا تليفزيونيا؟
أنا أحب الدراما التليفزيونية مثل السينما بالضبط, واتمني ان أقدم
عملا جيدا, وحتي الان لم يحالفني الحظ واجد سيناريو تليفزيونيا كما اتمني.
·
كيف ترين وضع السينما الأن في ظل
عزوف المنتجين عن الانتاج؟
أنا متفائلة جدا, والسينما مستمرة, والفن مستمر,, مصر مرت
بمراحل صعبة كثيرة لكنها عادت اقوي من الأول
·
كيف تنظرين الي التكريم؟
التكريم تكون له قيمة كبيرة عند الفنان, وبالفعل تم تكريمي في أكثر
من مهرجان دولي, لكن التكريم الذي أثر في وأسعدني هو تكريم بلدي في
مهرجان القاهرة السينمائي الدولي, وكان بمثابة تتويج لرحلتي ومشواري
الفني الطويل الذي بدأته منذ الطفولة.
الأهرام المسائي في
18/02/2013
"البؤساء":
الملحمة التى فرضت على الجميع مهابتها عنوة!
كتبت إسراء إمام
عدد من الأفلام تطأ بقدميك قاعة العرض وأنت على ثقة أنها حتما ولابد
ستنال إعجابك. أحيانا تكون فرضيتك اليقينية السابقة لها أرض صلبة نشبت فيها
منبتها وأحيانا أخرى تكن مجرد فقاعة هلامية وهمية مزركشة الألوان وبهيّة
الحُلة دفعت بها دعايا ضخمة روجتها لك العقلية الهوليودية المُحترفة والتى
أحترمها كثيرا وأضمر لها شخصيا إعجابا لا غبار عليه ولا أرى أي عيب فى
مقدرتها على التسويق لسينماها بمشروعية وإبهار.
ولكن فى المقابل لابد وأن نمتلك المقومات التقديرية التى تليق بمواجهة
هذه القوى الجبارة التى تخلق فينا عنوة انطباعا ليس مسبقا فقط وإنما مستمرا
إلى ما بعد المشاهدة.
"البؤساء" من الأفلام التى نالت من الحديث عنها قبل طرحها فى دور
العرض كماً من الجلبة يوازى ما خلّفته بعد عرضها، والمشكلة هنا فى النصف
الثانى من المعادلة الذى حتما جاء نتيجة للأول.
الجميع يتعامل مع الفيلم وكأنه قدسى من السماء منزه عن الخطأ. وثقافة
الرايجة هى التى تسبق فى التعامل مع الفيلم نقديا، فإسم فيكتورهوجو العظيم
صاحب الرواية التى تم تناولها منذ زمن طويل، فى المسارح الأمريكية والمسارح
الإنجليزية، اقترن جبرا بما أفرزته تلك المحاولات من تجسيدا لروايته وهذه
التجارب المسرحية بدورها اقترن نجاحها إضافة إلى اسم هوجو ليرفع من قدر
فيلم "البؤساء " للمخرج لتوم هوبر إلى منزلة عالية أكثر من اللازم.
علينا مبدئيا إذا أردنا أن نتناقش حول فيلم "البؤساء" أن نغض الطرف عن
عبقرية فيكتور هوجو وروايته الحية إلى الآن ، وألا نرهق أذهاننا فى اجترار
المعلومة التى تفيد بأن ثمة عددا من التجارب المسرحية السابقة التى تناولت
هذا العمل الرائع لأننا هنا بصدد تجربة سينمائية منفصلة البتّ فيها يخص
السينما والسينما وحدها هى من تُقرر قبول ما يصنفه صانعى أى عمل تحت رايتها
وإسمها.
كلماتى لا تعنى أبدا أننى أهاجم فيلم "البؤساء" نفسه ، فالفيلم كغيره
يستحق أن تراه وأن تتداول بشأنه ساعات طويلة، وإنما وأنت تعتلى أرضنا هذه
على مبعدة من التحليق السماوى.
البؤساء.. لماذا؟
فى الأساس تساءلت رغم عذوبة الخلفية الموسيقية وروعة الحوار الغنائى:
لماذا الإصرار على تقديم البؤساء فى عام 2012 فى حُلة غنائية ؟
تفكرت أكثر من مرة وأنا أستمتع بتلك النسخة الغنائية فى أن "البؤساء"
التى رأيت أحداثها على الشاشة ولم أقرأها فى سطور هوجو احتاجت فى دراميتها
إلى معالجة مغايرة تُكسبها طابعا أعمق من المساحة الضيقة التى فرضتها
الدراما الغنائية فيما بين الاعتماد بشكل قوى على تعبيرات الوجوه ومساحات
الأصوات والالتزام بوقت تحتله أغنية ما فى دقائق تخرج بها فى النهاية
بمضمون قد تهضمه أنت فى ثوان.
بداية الفيلم قوية ذلك الكادر الأعلى الذى تهرع فيه الكاميرا إلى أسفل
وأسفل لتنقل لك فى جلل مأساة "جان فالجان" (هيو جاكمان) ورفقائه تحت نظر "جافير"
أو (راسل كرو) الذى ينادى على المساجين بأرقامهم يلقى لهم بنظره شامتة
متشفية متعالية فى الوقت الذى يعبر فيه المشهد كله عن حاله بنغمات اوبرالية
شجية تعلق فى أذنيك وتعيد كرة نشوتك بتلك الافتتاحية المهيبة كلما تكررت
نفس الجملة الموسيقية طوال الفيلم ..
من بعدها تتوالى الأجزاء المميزة فى الفيلم ، مناجاة "جان فالجان"
لذاته بعدما يعتقه القس من عقوبة خرق شروط تسريحه وهى الدقائق الأكثر
ملحمية فى أداء "هيوجكمان" .. ومن بعدها الفترة التى تظهر فيها "فونتين"
(آن هاثواى) التى تؤدى فيها أغنيتها الشهيرة إضافة إلى المشاهد التى تتوالى
فيها عذاباتها وهى تهيم شوارع فرنسا المعتمة القاتمة التى يأكلها الفقر
مُتضمنة بألحان متميزة تتسرب إليك وتنل من أذنيك وكيانك بسلالة شديدة.
جانب تقليدي
من بعد موت "فونتين" وهروب "جان فالجان" للمرة الثانية من "جافير" حتى
يفى بقسمه لـ "فونيتن" برعاية ابنتها ، يأتى الجزأ الأكثر تقليدية فى
الفيلم وقتا يُسهب فيه توم هوبر المخرج فى تصوير جشعية ووحشية القوم التى
ائتمنت "فونتين" كوزيت - وهو اسم ابنة فونتين- عليهم ، أكثر من عشر دقائق
تدعو بشكل جدى إلى التململ من نمطية المعالجة والاستسهال فى اللجوء إلى
التفاصيل القريبة المتوقعة لتوصيف التركيبة النفسية لتلك الرجل والمرأة
بطريقة مالت فى بعض صورها إلى الجمع بين الدعوة إلى التقزز والسخرية وفى
بعض الوقت إلى الابتسامة إلى أن فقدت فى النهاية القدرة على التأثير من أى
جانب.
يتقدم الجزء الأخير من الفيلم إسهاب آخر فى قصة كوزيت وحبيبها الذى
ينتمى إلى طبقة النبلاء ويجاهد فى صفوف الثوار ومن بينهم "ابونين" التى
تهوى محبوب كوزيت وتدله على الرغم منها لطريق بيتها بقلب مكسور، فى ذلك
الجزء- وبغض النظر عن التقديمة الرائعة لجافروش والمسحة الشاملة على شوارع
فرنسا وسط صخب السمة اللحنية العبقرية وأصوات والكورال - نتعرقل بعدد من
المحطات التى تأخذ من قيمة الايقاع مأساة "أبونين" التى تتجسد فى غنوة
اضافة إلى تَغّنى كل من كوزيت وحبيبها كلا على فرادى بما يشعر صوب الآخر
اضافة إلى غنوة تجمعهما معا .. ليكون نتاج كل ذلك فى النهاية وقتا لم يسعه
أن يُسرب إلى ّ أنا على الأقل لا مأساة "ابونين" ولا مشاعر كوزيت وحبيبها.
أما فيما يخص الأجزاء اللاحقة فهى تعيد الفيلم لإيقاع ملكى يُشابه فى
هندمته جمال الافتتاحية ويظل على هذا المنوال حتى النهاية التى تهتز لها
خلايا الجسد.
إعادة نظر
الخلاصة تفيد بأن "البؤساء" حتى فى حُلته الغنائية يحتاج إلى إعادة
نظر وإن ضوّت بعض مناطق فيه إلى حد البرق، ولا يُمكن أبدا أن نحتكم فى
أجزاء شعر البعض فيها بملل إلى جودة الأغنية وحدها مستقلة عن الايقاع فى حد
ذاته فنحن فى الأساس أمام "سينما غنائية"... تصنيف من كلمتين.
أما الصراع الداخلى لكل من "جان فالجان" و"جافير"، والصراع الخارجى
الذى يجمع بين كل منهما إلى جانب الصراع الرمزى الذى يشير فيه تصادمهما
طوال الفيلم بالتوازى فى رأيى يحتاج إلى معالجة أعمق بكثير مما رأيته فى
نسخة "توم هوبر" الذى رغم كل شىء كان جديرا بأن يرسم اسمه من ذهب كمخرج
لديه القدرة أن يفرض سماته وموهبته وخصوصية أدواته بتلك الطريقة فى فيلم
غنائى.
آخر كلمتين:
أستطيع أن أطلق على ألحان وموسيقى الفيلم أنها سماوية.
عين على السينما في
18/02/2013
فيلم غزة 36 ملم
عدنان مدانات
يثير فيلم" غزة 36 ملم"( عام 2012)، وهو فيلم تسجيلي مدته 48 دقيقة من
إخراج المخرج الفلسطيني خليل المزين أكثر من سؤال نقدي وذلك أولا، بسبب من
الطموح الفني الذي يحتويه و كيف تجسد في الفيلم، وثانيا بسبب تناوله موضوع
غزة من زاوية جديدة غير زاوية المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي، ألا وهي
علاقة غزة بالسينما ممثلة بتدمير صالات العرض السينمائية العامة في الفترة
التي تلت تولي حركة حماس زمام السلطة.
يتجلى الطموح الفني لمخرج الفيلم منذ لقطاته الأولى التي تبين في
لقطات قريبة أجزاء من بكرات عرض الأفلام السينمائية من مقاس 35ملم وهي تدور
وعليها شريط فيلم فيما يظهر المخرج و زميل له بين اللقطات. تُعرض اللقطات
مكبرة بحيث تبدو أحيانا تجريدية الشكل وأحيانا تُعرض صورة خيالها بحيث تبدو
كعرض لخيال الظل. يلي ذلك لقطات لغرفة مكتظة بالأشياء ومنها أوراق ملونة
موزعة في كل مكان ثم يدخل شخص ما إلى الغرفة يتنقل فيها ويعيد ترتيب بعض
الأوراق. تعرض لقطات الغرفة بطريقة مقلوبة: السقف في أسفل الكادر والأرض في
الأعلى. وهي لقطات من الصعب فهم دلالاتها أو معناها إنما هي قد توحي
للمشاهد أنه أمام عمل فني وحتى تجريبي.
يظهر بعد ذلك المخرج وهو يتحدث عن مشروع فيلمه الذي يجري التحضير له
وعن الصعوبات التي تواجهه فالفكرة في البداية مشوشة في ذهنه وكان يكتب
مشاهد ثم يشطبها. ثمة في حديث المخرج فقرة فيها فكرة هامة حيث يقول ما
معناه أن التفكير في الصورة و كيف ستكون عليه يسيطر عليه وهذا ما يجعله
يبتعد عن الموضوع فتتكون لديه صور جميلة، أو أنها تبدو له جميلة، لكن من
الصعب وصلها مع بعض.
تشكل هذه الفكرة واحدة من الإشكاليات التي تعاني منها العديد من
الأفلام السينمائية عندما تفتقد الرؤية الشاملة للموضوع والمنهج و وحدة
الأسلوب الفني، وهذه الإشكالية تنطبق تماما على فيلم" غزة 36ملم"( 36 ملم
رقم يوحي بالرغبة بالسخرية لأن المقاس الحقيقي لشريط الفيلم هو35ملم)، لأن
بدايته التجريبية ( إن صح التعبير)، المتمثلة بالمقاطع الثلاثة التي ذكرت
أعلاه، يصعب وصلها مع ما يلي من الفيلم فهي تبدو منفصلة عن الموضوع الذي
يتناوله، من هذه الناحية يبدو حديث المخرج عن أزمته مع مشروع الفيلم وكأنه
اعتراف صادق و مسبق بمشكلة الفيلم من الناحية البنائية.
عن ماذا يتحدث الفيلم؟ بعد هذه المقاطع الثلاثة ينتقل الفيلم من خلال
مجموعة مقابلات مع عدة أشخاص للحديث عن أزمة عدم وجود صالات للسينما في
غزة. ونفهم من الفيلم أن غزة كانت تتوفر فيها اثنتا عشر صالة عامة للسينما
وبعضها كانت صالات راقية مجهزة أحسن تجهيز ولكنها كلها دمرت وجرى حرق
محتوياتها بعد استلام حماس السلطة. ينقسم المتحدثون في الفيلم إلى ثلاثة
أقسام ، قسم يحكي في المتحدثون، وهم على ما يبدو من أصدقاء المخرج، عن
تجربتهم الشخصية مع صالات السينما وعن افتقاد المجتمع لها، وقسم ثاني يتكون
من أصحاب الصالات أو من الذين كانوا يعملون فيها وهم يتحدثون عن الأفلام
التي كانت تعرض فيها وكيف كانت كل صالة تتخصص في عرض نوع معين الأفلام
ولكنها جميعها كانت تراعي الأخلاق العامة ولا تعرض ما هو معيب، أما القسم
الثالث فيتكون من كتاب و أدباء عاصروا التجربة، وهم يحللون قضية تدمير وحرق
الصالات من زاوية سياسية باعتبارها جزءا من معركة القوى الدينية ضد القوى
العلمانية في المجتمع( نعرف من الفيلم، مثلا، أن الشيوعيين كانوا ذات يوم
يشكلون قوة جماهيرية في غزة). وتأكيدا على ما يقوله هؤلاء الكتاب يظهر في
الفيلم إضافة إليهم شيخ ملتح يتحدث عن الفساد الأخلاقي المرتبط بوجود صالات
للسينما.
ينتهي الفيلم بلقطات لآلة العرض السينمائية وسط قاعة شبه مهجورة
وشرائط الأفلام مكومة على الأرض من حولها.
على المستوى السطحي الظاهري يلقي الفيلم، في معالجته لموضوع تدمير
صالات السينما، نظرة حنين رومانسية على الصالات وعلى الأفلام التي كانت
تعرض فيها، لكن في العمق، فإن أزمة صالات السينما، كما جرى التعبير عنها في
الفيلم، يمكن اعتبارها تعبيرا مجازيا عن أزمة مجتمع يجري فيه تدمير ثقافة
متكونة تاريخيا لصالح ثقافة حديثة السلطة، وهذا الانتقال من السطح إلى
العمق، والذي لا يحتاج إلى جهد كبير لإدراكه، ما يحسب لصالح الفيلم.
الجزيرة الوثائقية في
18/02/2013
...
إنهم يريدون "اغتيال" مهرجان السينما المغربية
أحمد بوغابة / المغرب
...
شيء من التاريخ
تم تنظيم أول مهرجان سينمائي دولي في تاريخ المغرب بمدينة طنجة سنة
1968 وذلك بإحدى أكبر القاعات وأضخمها وهي قاعة "المبروك" التي كانت حديثة
البناء في ذلك التاريخ وتحتوي على شاشة ضخمة المعروفة حينها، في اللغة
السينمائية، ب"طُودَاوْ"
(Todao)
ذات الحجم الكبير ب70 ملم (مرتين حجم 35 ملم المعروف). لم يكن المغرب
في ذلك التاريخ يحتوي على الشاشات بذلك الحجم الجديد إلا سينما المبروك في
طنجة وأخرى بمدينة الدار البيضاء وهي قاعة "فيردان". ثم تبعتهما قاعات
قليلة تُعد عل رؤوس الأصابع اليد الواحدة.
وكان المهرجان الذي انعقد في طنجة آنذاك قد اختار لنفسه تيمة جديدة
كليا في وقتها وهي سينما البحر الأبيض المتوسط قبل أن تظهر بعد ذلك بسنوات
كثيرة مهرجانات تهتم بهذه السينما في كلا ضفتي حوض المتوسط. كان مهرجان
سينما أقطار المتوسط بطنجة قد سبق غيره من المهرجانات بعقد من الزمن. قبل
ظهور مهرجان فَلينْسْيا (إسبانيا) وساراكوزا (إسبانيا) ومونبوليي (فرنسا)
والإسكندرية (مصر) وتطوان (المغرب) وغيرها من المدن المُطلة على حوض
المتوسط. بل أصبحت بعض الأقطار البعيدة عن بحر المتوسط بدورها تهتم
بالإنتاج السينمائي في هذه المنطقة الجغرافية كما هو شأن مهرجان بروكسيل
(بلجيكا) وغيرها...
إلا أن الدولة المغربية مُمثلة في وزارة الأنباء (كانت وزارة الاتصال
حينها تحمل إسم الأنباء)، التي عاشت النجاح الذي لم تكن تتوقعه، أصدرت
للأسف في حقه قرار نقله إلى العاصمة الرباط فمات مباشرة في الطريق دون أن
تنعقد الدورة الثانية لأنه اقتُلِعَ من جذوره/تربته الطبيعية. كان سكان
المدينة الشغوفين بالسينما قد احتضنوه جميعهم وافتخروا به (كان سكان مدينة
طنجة تتكون من جاليات من مختلف الأقطار سواء الأوروبية أو العربية وحتى من
القارة الأمريكية بشمالها وجنوبها ومن آسيا أيضا خاصة من الهند وباكستان
الذين كانوا يشتغلون مع الإنجليز في منازلهم وفي متاجرهم وفي بعض مكاتبهم
الإدارية).
كما كانت طنجة تعرف تصوير كثير من الأفلام الأجنبية قبل ذلك التاريخ
وخلاله. وهي المدينة التي عرفت تشييد أول قاعة سينمائية في المغرب وكانت
مبنية بالخشب (لم تعمر طويلا، لم تتجاوز أكثر من 6 شهور، بسبب الحريق الذي
حولها إلى رماد لأن آلة العرض حينها كانت تشتغل بالفحم الحجري بعد أن نسى
العامل إخماد النار نهائيا كما هو مطلوب منه حسب ما ذكرته بعض صحف المدينة
في بداية القرن الماضي). كما عُرفت طنجة كأول مدينة التي أدى بها الجهور
ثمن التذكرة لمشاهدة فيلم لم تتجاوز مدته خمس دقائق بأحد الملاهي.
استرجعت المدينة - في السنين الأخيرة - توهجها بقدوم مجموعة كبيرة من
السينمائيين العالميين تصوير أفلامهم. وآخر من صور بها - في الصيف الماضي -
هو المخرج الأمريكي المستقل والمتميز جيم جامروش. وفي السنة الماضية صور
المخرج الفرنسي من أصل جزائري ندير موكنيش فيلمه الجديد "وداعا المغرب"
الذي بدأ عرضه حاليا، في مطلع شهر فبراير، في القاعات الفرنسية حيث يقوم
المخرج والممثل المغربي فوزي بن السعيدي بدور البطولة فيه. وتحتضن مدينة
طنجة منذ 6 سنوات الخزانة السينمائية، الوحيدة الموجودة في المغرب، وهي
فضاء نموذجي للثقافة السينمائية بكل أبعادها الفنية والتربوية والمعرفية
فضلا عن عروضها المتميزة طيلة السنة.
وإذا كانت الأغلبية الساحقة من المجتمع السينمائي، المحلي والوطني
والدولي، وكذا سكان المدينة قد نوهوا وصفقوا بإعادة الاعتبار للمدينة في
إطار جبر الضرر التاريخي، بسبب ما تعرضت له خلال ما عُرف في المغرب ب"سنوات
الرصاص"، باستقرار المهرجان الوطني للسينما المغربية فيها بمباركة وموافقة
طبعا ملك البلاد على هذا الاختيار. إلا أن هناك أقلية قليلة جدا، لا تُرى
حتى بالمجهر، تعارض اختيار الملك والمُصالحة التي أرادها مع منطقة الشمال
التي عانت الكثير طيلة 50 سنة من استقلال المغرب. ف"هُمْ" يعارضون في السر
وخَفْيَة لأنهم لا يملكون القوة والجرأة للظهور إلى العلن تحت الشمس وفي
واضحة النهار مع أنهم عناصر مُوظفة في وزارة رسمية حكومية هي وزارة
الاتصال. علما أن الوزير الوصي على هذه الوزارة كان قد صرح قبل أسبوعين
لصحيفة مغربية أنه لا يتدخل في شؤون المركز السينمائي كهيئة وصية على
السينما حسب ما ينص عليه الدستور مُشَبِّها وزارته بوزارة العدل التي لا
تتدخل في اختصاص المحاكم. فما قوله في مَنْ حوله مِنَ أهل سوء النية؟
وللتذكير لمن خانته ذاكرته من الموظفين بالوزارة بأنه قد صدر في
الجريدة الرسمية بتاريخ 28 شتمبر 1977 في ثلاث صفحات 2701 و2702 و2703
القانون المُعدل المتعلق بإعادة تنظيم المركز السينماتوغرافي المغربي حيث
ذكر في بصريح العبارة المهام المتعددة لهذه المؤسسة في الشأن السينمائي
وبما أننا بصدد المهرجان الوطني نكتفي بذكر الفصل الثاني المتضمن لفقرة تهم
تنظيم المهرجانات بالآتي: يعهد إلى المركز السينمائي المغربي ب"التعاون مع
المنظمات المهنية المعنية بالأمر قصد تنظيم التظاهرات الوطنية أو الدولية
التي من شأنها أن تساعد على ازدهار الفيلم المغربي وكذا إبداء رأيه حول كل
انتقاء للأفلام التي تمثل السينما المغربية في المهرجانات الوطنية والدولية"
... "هُمْ" ضد التاريخ
"هُمْ" معروفون وليسوا مجهولين بضمير الغائب. "يخططون" ضد
قرارات الملك منذ مجيء الوزير الجديد لكي "يقنعوه" (أو بعبارة واضحة
توريطه) بضرورة العودة إلى "الأصل". الأصل البدوي الرحال الذي لا يستقر له
المكان، يتنقل ب"خيمته" و"قطيعه" بحثا عن "الكلأ" الذي قد يجده قليلا
وينقصه كثيرا هنا أو هناك دون أن يكون متأكدا من وجوده أصلا. ولا يجد ما
يقتات به في أغلب الأحيان فيكتفي بإعداد نجوم السماء مرة تلوى الأخرى.
ف"هُمْ" يتشبثون بالفشل ويستلذون به ويريدون أن يظهر المغرب أمام
الأجانب بمظهر المتخلف الذي تطاول على فن السينما بسادية مرضية. لقد أثبتت
التجربة بالملموس وبالعين المجردة فشل ترحال المهرجان على جميع المستويات:
اللوجيستيكية والتقنية والفنية والبنية التحتية والأجواء العامة وبما له
علاقة بالجمهور وبكل العناصر مجتمعة باستحالة إنجاح تظاهرة سينمائية في
المستوى الذي يليق بالفن الأكثر تنظيما في العالم على طريقة القرون الوسطى
وما قبلها. كان يفشل المهرجان وهو ينعقد في فترات متباعدة قد تتجاوز 4 أو 6
سنوات فما بالكم وهو قد أصبح دوريا في كل سنة.
لا يوجد في العالم مهرجان واحد ناجح يعتمد على الترحال رغم أن "العرب
المهاجرون في أوروبا" حاولوا خلق مهرجان رَحَّال باسم "السينما العربية –
الأوروبية" يتنقل في الأقطار الأوروبية إلا أنه "تعب" في الدورة الأولى ولم
يتجاوز حدود بلدين
فقط حيث غاب بسرعة ولم يسمع به أحد. فعقلية الترحال لا تفرق
بين قافلة سينمائية لعرض الأفلام وتشييع الثقافة السينمائية وتقريبها إلى
الجماهير في المناطق البعيدة وبين مهرجان كتظاهرة لها إطارها المنظم لها
وتتطلب هيئة قارة في المكان والزمان كرِجْلَيْن تعتمد عليهما لتقف راسخة.
وهؤلاء البدو الرحال لم يستوعبوا بعد أن فن السينما خلق كفن قار ومستقر
أساسه "القاعة السينمائية". وهذه وحدها علامة واضحة على الاستقرار. ومن هم
غير مستقرين في دماغهم هم كذلك في كيانهم. إن ا لاستقرار هو جزء من المبدأ.
ومن ليس له مبادئ لا يمكنه أن يكون مستقرا.
كان قد تقرر عند تأسيس المهرجان الوطني للفيلم المغربي سنة 1982
بالرباط ت أن ينعقد كل سنتين وأن يكون متنقلا. فعلا، فقد انتقلت الدورة
الثانية إلى الدار البيضاء سنة 1984 بتبرير أن يستفيد المغاربة كلهم من هذه
التظاهرة ومن الإنتاجات المغربية. وكان المغرب حينها غير متأكد من عدد
الأفلام التي سينتجها وفي ذات الوقت كانت حظيرة القاعات مازالت متوفرة
بأكثر من 250 قاعة. سافر المهرجان إلى مكناس سنة 1991 (بعد توقف استغرق 6
سنوات) !!! بعد ذلك رحل إلى مراكش ليعود أدراجه إلى الدار البيضاء فطنجة ثم
وجدة. وعند كل دورة من المهرجان نعتقد أنه ينطلق من جديد ولأول مرة بنفس
المشاكل بل أحيانا أكثر تخلفا وشوهة وارتجالا. وقد ينعقد في الخريف أو
الشتاء أو الصيف والله أعلم حسب ما قد ينتجه المغرب من أفلام !!!!
أجمع الجميع بأن تجربة تنظيم المهرجان في مدينة الدار البيضاء مآله
الفشل لأسباب كثيرة جدا لا مجال لذكرها كلها هنا لكن البارزة فيها بُعد
المسافة بين القاعة الرسمية للمهرجان وفنادق الإقامة فيصعب الوصول إليها
بسهولة مما تَحُولُ بالبعض للمتابعة المستمرة والدائمة للمهرجان. أما سكان
المدينة فلم يهتموا به إطلاقا ولم ينتبهوا إليه وكأنه انعقد بين
السينمائيين أنفسهم فقط. إن مدينة الدار البيضاء الكبرى (وهو الإسم الرسمي)
تحتوي على خمس عَمَالات بمعنى خمس مدن ولكل مدينة سلطتها المستقلة. فهل
سينتقل المهرجان بالتناوب بين هذه العَمَالات الخمس بالدار البيضاء في إطار
الترحال؟؟؟. أما تجربة مدينة وجدة فكانت كارثية بكل معاني الوصف. أما من
الدورات السابقة الناجحة فهي التي انعقدت بطنجة سنة 1995 حيث إلتأمت مع
حلول الذكرى المائوية لظهور السينما فظهر جيل جديد من السينمائيين المغاربة
بأفلام قصيرة أصبحوا الآن في مقدمة الإنتاجات المغربية. هذا المعطى
التاريخي يتناساه أصحاب النية السيئة. ترجع أسباب نجاح المهرجان الوطني
للسينما المغربية بمدينة طنجة، سواء حين كان رحالا / متنقلا أو عندما استقر
بها في دوراته الأخيرة، لفضاء المدينة نفسه وجغرافيتها ومؤهلاتها وساكنتها.
لقد وجد المهرجان الوطني مكانه الطبيعي الملائم له بمدينة طنجة إذن
حيث الإقامة لا تبتعد عن القاعة الرسمية سوى 5 دقائق بالنسبة للأغلبية من
المدعوين وربما 10 دقائق للبعض الآخر رغم كثرة العدد المتزايد سنويا نظرا
للإقبال من خارج الوطن. لا يحتاج أحد لوسائل النقل أو إضاعة الوقت خاصة وأن
المهرجان بإدارته الجديدة سن تقليدا بضرورة احترام أوقات ولوج القاعة
والعروض السينمائية وإلا يُمنع منها مع بداية العروض احتراما للأفلام
ولأصحابها وللجمهور وبذلك يتم تربيته على احترام الوقت والفن.
لم يكن بالإمكان للمحترف السينمائي الحقيقي والواعي أن ينظم برنامجه
لمواكبة المهرجان في زمنه السابق حتى لا يُضيع الفُرص الأخرى المعروضة عليه
والمعروفة بتنظيمها الجيد في الزمان والمكان. كثيرون من الأجانب كانوا
يعتبرون المهرجان الوطني شئنا محليا وداخليا لا يهمهم في شيء ليقتنعوا في
السنين الأخيرة أنه موعدا لابد منه سواء كانوا من فضاء الإعلام (بكل
تنوعاته) أو مدراء المهرجانات والمبرمجون للتلفزيون والموزعون ومستغلو
القاعات لهذا طالبت شخصيا قبل سنتين بضرورة تنظيم سوق مفتوح خلال المهرجان
ليس للأفلام الجديدة فقط بل حتى للقديمة أو التي تبحث عن التمويل والإنتاج
المشترك.
لا وجود لمهرجان محترف ومحترم في العالم يتنقل ويرحل وبسافر ويقفز من
نقطة إلى أخرى وإنما كلها ترتبط بمُدن بعينها مثل "كان" في فرنسا
و"البندقية في إيطاليا و"برلين" في ألمانيا و"سان سيباتيان" في إسبانيا و"نامور"
في بلجيكا و"روتردام" في هولندة و"واغادوغو" في بوركينا فاصور و"مراكش" و"تطوان"
في المغرب واللائحة طويلة وطويلة جدا يمكننا أن نسلمها لمن يريد الاطلاع
عليها. إلقاء نظرة عامة على خريطة المهرجانات في العالم تؤكد ذلك. هذه
البدعة المغربية التي فشلت ومع ذلك مازال البعض يصر عليها رغم أنف الواقع.
يَدَّعُون في مرافعتهم السرية أن طنجة تحتضن مهرجانين في السنة وهو
كثير عليها لكنهم يتناسون بعض المدن المغربية الأخرى التي لها نفس العدد
وأكثر مثل مدينة أكادير (جنوب المغرب على المحيط الأطلسي) التي ينعقد بها
ثلاث مهرجانات، واحد حول الهجرة والثاني وثائقي والثالث في السينما
الأمازيغية. وإثنان بمدينة خريبكة (وسط المغرب) واحد حول السينما الإفريقية
وهو أقدم مهرجان مازال صامدا (منذ سنة 1977) والثاني وثائقي. أما الدار
البيضاء ففيها عدد كبير دون أن تنجح في فرض ولو واحد منها. أما الحديث عن
الرباط (العاصمة) وجارتها سلا التي تعرف تظاهرات سينمائية على امتداد السنة
فقد لا نتوقف على تعدادها منها ما يسمى ب"سينما المؤلف" والفيلم القصير
والمرأة والبيئة وحقوق الإنسان إلى آخره من مختلف المواضيع الممكنة....
لكل مدينة مغربية مهرجانها وربما أكثر في الكبيرة منها (دون الدخول في
تقييمها) فتبدو سوء نية واضحة للمناهضين لانعقاد المهرجان الوطني بطنجة.
إنهم ضد النجاح والاستقرار والاحترافية والشفافية. فعوض أن يسعدوا بما حققه
لصورة المغرب السينمائية باعتبار أن المدينة مؤهلة على جميع المستويات
ليرتبط المهرجان الوطني بعروسة الشمال طنجة، كما يسميها المغاربة، تجدهم
يحاربونه لأن نظرتهم ضيقة وذاتية ولامسؤولة وهدامة فتدفعهم لخلق عراقيل
وهمية وواهية. فقد تم في الدورة الأخيرة، التي اختتمت قبل أسبوع، إنزال
كبير لموظفي وزارة الاتصال دون أن تكون لديهم مهمة ما به رسمية أو وظيفة
مُبررة في كيان المهرجان بقدر ما استفادوا من عطلة سياحية مجانية على حساب
المهرجان وبتعويضات أيضا لكي يهدموا نجاحا جماعيا بمناهضة المهرجان في
الكواليس لعلهم يفلحون في "ذبحه" و"اغتياله" بالبحث عن كل ما من شأنه
يساعدهم على ذلك بذريعة "قانونية" وسيكون ذلك هجوما واضحا على اختيارات ملك
المغرب والمصالحة مع شمال المغرب.
...
ويستمر التاريخ
إن "بالون الاختبار" الذي أطلقوه من خلال بعض المقالات والأخبار
والإشاعات، قبل انعقاد المهرجان وخلاله، لم يجد من يتلقفه ليلعب معهم
لعبتهم بل تتشكل حاليا جبهة واسعة ضدهم وللدفاع عن هذه التظاهرة السينمائية
المغربية لكي تنمو وتتطور في طنجة عوض قتلها من جديد والرجوع بها إلى الخلف
والتقهقر إلى الوراء. إنها شأن وطني أمام مسؤولية جميع العاملين في فنون
السينما الذين لا يُسخرونها في توجه منغلق لا علاقة له بالسياسة ومشتقاتها.
لا ينبغي إعادة تكرار خطأ مهرجان سينما حوض المتوسط لسنة 1968.
من الأكيد أن التاريخ سيستمر في الدفاع عن مكتسباته لأنه يمشي إلى
الأمام ولا يمكنه أن يتخلف إطلاقا. كما أنه يتقوى مع الزمن بتحمله كل
الضربات القاسية وحتى الناعمة في قفازات تخفي الغدر.
الجزيرة الوثائقية في
18/02/2013
أوليفر ستون يقدم التاريخ غير المروي لأميركا!
أمستردام - محمد موسى
لا يبدو البرنامج التلفزيوني التاريخي «أوليفر ستون التاريخ غير
المروي للولايات المتحدة» للمخرج السينمائي الأميركي المعروف أوليفر ستون
الذي تعرضه قناة «شوتايم» الأميركية، غريباً عن انشغالات المخرج الجدليّ.
فهو الوحيد في تاريخ السينما الأميركية الذي قدم سيرة ثلاثة رؤساء أميركيين
في أفلام شهيرة (جي أف كينيدي، ريتشارد نيكسون وجورج بوش)، وصنع مجده
السينمائي من أفلام قدمت حرب فيتنام («الفصيل»، «ولد في الرابع من تموز»)،
في حين أخذه غضبه الإنساني مما يجري في بلده، والصورة غير المكتملة التي
ينقلها الإعلام فيه عن صراعات العالم، بخاصة تلك التي تتعلق بعداوات أميركا
المعاصرة، إلى دول «محظورة»، فقدم أفلاماً عن فلسطين وكوبا، ويُقال إنه
يستعد مع ابنه لإخراج فيلم تسجيلي عن إيران.
نبش المخرج في التاريخ الأميركي المعاصر، ومكاشفاته التي تقترب من
المحاسبة لصانعي هذا التاريخ، أوجدت له كثيراً من الأعداء في الولايات
المتحدة، حاولوا أن يصنفوه ضمن فئة سياسية معينة، كما حاولوا تلطيخ نقده
السينمائي والإنساني والذي يقترب من الهجاء أحياناً، بالفئوية المحدودة
النظر، على رغم أن المخرج أكد مراراً، أنه ينتمي إلى جيل أثّرت فيه الأفكار
الليبرالية التحريرية التي كانت تميز أميركا لعقود طويلة، وأن معركته مع
السلطات السياسية والاجتماعية هي لاستعادة بعض ملامح ذلك الجيل ودوره.
بعيداً من الأسلوب الروائي المعروف عن أفلامه، يستعين أوليفر ستون
بالمواد الأرشيفية فقط لبرنامجه التلفزيوني «أوليفر ستون التاريخ غير
المروي للولايات المتحدة»، والذي أمتلك فيه المخرج الحرية التحريرية
والفنية الكاملة. هو يَظهر في الدقائق الأولى لكل حلقة، ربما ليُذكر
المشاهد، بأنه من سَيُعلق على كل هذه الأحداث التاريخية. ثم تختفي صورته
ويبقى صوته، ليأخذ المشاهد في رحلة تاريخية طويلة.
ربما لندرة المواد الأرشيفية الصورية لأميركا قبل الحرب العالمية
الأولى، يختار البرنامج التلفزيوني أن يبدأ من عقد الثلاثينات من القرن
العشرين. ولأن البرنامج موجه بالأساس للمشاهد الأميركي، يركز كثيراً في
بحثه على صدى أحداث العالم في الولايات المتحدة، فيعرض مثلاً لقطات أرشيفية
مؤثرة عن الاحتجاجات التي قام بها ملايين من الأميركيين ضد دخول بلدهم
معترك الحرب الدائرة في أوروبا. قد تكون تلك الأفلام، الوثيقة الصورية
الأولى لنشاط شعبي عام ضد الحروب في تاريخ الولايات المتحدة والعالم.
لن تنفع الحملة تلك في إنقاذ البلد، لأسباب منها دور بريطانيا المهم
والدسائس والحيل التي اتبعتها، لدفع أميركا إلى وجهة الحرب، وهذا ما سيخصص
له البرنامج التاريخي حيزاً كبيراً، كما ستركز الحلقة الثانية منه، على
الشأن الداخلي الأميركي، والدور الذي لعبه الرئيس فرانكلين روزفلت الذي رحل
عن العالم قبل نهاية الحرب، ليخلفه هاري ترومان الذي سيشار إلى عهده، بأنه
الرئيس الذي سمح باستخدام أول قنبلة ذرية، وهي الموضوع الذي ستركز عليه
الحلقة الثالثة من البرنامج.
يوحي عنوان البرنامج ومقدمة حلقته الأولى، بأن المشاهد في طريقه
للتعرف إلى أسرار تاريخية لم تتكشف بعد، وبأن هناك نيات «مبيتة» كانت وراء
إخفاء حقائق معينة عن أجيال من الأميركيين. لكن ما تناولته الحلقات الثلاث
الأولى، مر مراراً في برامج تلفزيونية تاريخية، يُعرض كثير منها على قنوات
متخصصة بالتاريخ.
لم ينجح البرنامج في تقديم أي إضافة للبرامج التاريخية التلفزيونية،
على صعيد الشكل أو التحرير. حتى حضور المخرج السينمائي المعروف لم يَنتشل
البرنامج من عاديته، فالتعليق الصوتي لأوليفر ستون هو أقل جودة وتأثيراً
مما اعتدنا أن نسمعه في البرامج التاريخية، بخاصة تلك التي تنتجها «هيئة
الإذاعة البريطانية» (بي بي سي).
الحياة اللندنية في
18/02/2013
«الشنب»
موضة سينما 2013
كتب : محمد عباس
يبدو أن موضة «الشنب» فى سينما 2013 فرضت نفسها بقوة فبعد أن كان يلصق
الشنب بشخصية «المعلم» فى العديد من الأعمال الفنية أصبح حالياً موضة جديدة
فى الكثير من الأعمال الفنية.. حيث ظهر الفنان محمد رجب فى فيلم «الحفلة»
بشنب وحقق نجاحا كبيرا من خلال الدور الذى جسده وكان يقوم بدور ضابط شرطة
يحقق فى جريمة اختطاف ووجد أن «الشنب» فى الشكل الأساسى لأغلب ضباط الشرطة
والذى يصبح بعد ذلك جزءاً من شخصيتهم.
أيضا الفنان أحمد حلمى الذى ظهر فى فيلمه الأخير «على جثتى» بشنب حيث
كان يجسد دور مهندس ديكور ومديراً لمصنع أثاث ووجد أن معظم العاملين فى هذه
المهنة يقومون باطلاق شاربهم وأيضا كان للشنب دور كبير فى الكوميديا التى
قدمها حلمى فى هذا الفيلم..
أيضا الفنان أحمد مكى الذى يستعد لاطلاق فيلمه الجديد «أبو النيل» فضل
مكى الظهور بشنب كبير فى أحداث الفيلم كما ظهر على بوستر الفيلم ويجسد مكى
فى الفيلم شخصية البلطجى سمير أبو النيل الذي يستغل قوته فى السيطرة على
أهالى الحارة التى يسكن فيها وعلى أرزاقهم وقوتهم وقام مكى بعمل العديد من
جلسات العمل مع المخرج عمرو عرفة للاستقرار على الشكل النهائى الذى ستخرج
به الشخصية ووجد عرفه أن الشنب سيكون له تأثير واضح على الشخصية.
وأخيرا ظهر عدد من النجوم فى عدة أعمال فنية فى العام الماضى مثل
المطرب أحمد فهمى فى فيلم «مصور قتيل» مع الأردنى إياد نصار حيث كان يجسد
دور ضابط شرطة أيضا يقوم بالتحقيق فى جريمة قتل، وكذلك الفنان خالد صالح
الذى سيظهر بشنب فى فيلمه الجديد «فبراير الأسود» ويجسد خالد دور أحد
العلماء الذين يعودون لمصر بعد ثورة يناير ويكتشف أن الأوضاع لم تتغير وأن
العلم لم يأخذ حقه فى مصر. وأيضا الفنان أحمد عز الذى ظهر بشنب فى فيلم
«المصلحة» الذى قدمه مع الفنان أحمد السقا وقدم فيه شخصية تاجر مخدرات.
روز اليوسف اليومية في
18/02/2013 |