رسخ أحمد حلمي نفسه كواحد من أهم نجوم الكوميديا المصرية في السنوات
الأخيرة، ونال إعجاب الجمهور وثقته في كل عمل
يقدمه وإستحق أن يطلق عليه النقاد لقب »الولد الذكي«.
وقد
ظل محافظا علي نجوميته ووضعه في الصف الأول لسنوات طويلة ، خاصة أنه جمع
بين تحقيق أعلي الايرادات وبين الرؤية الفنية للكوميديا الحقيقية،
وهو مالم يتحقق في فيلمه الأخير والذي نال الكثير من النقد،
اللاذع ورأي النقاد وصناع السينما أن أتجاه حلمي لمهام أخري خلاف التمثيل
كالكتابة والانتاج السينمائي كان سبباً
في ابتعاده عن المكانة التي احتلها طويلا.
علي مدار 13
فيلماً قام حلمي ببطولتها، حقق نجاحات عديدة وفي نفس الوقت كانت هناك بعض الإخفاقات في أعمال
أخري وهو ما أكد عليه الناقد كمال رمزي موضحاً
أن أفلام حلمي تعرضت لانتقادات، بينما لاقي بعضها استحسان الجمهور والنقاد معا،
ليظل حلمي متربعاً علي عرش النجومية باعتباره واحداً من أفضل الممثلين من أبناء جيله الذين قدموا
أعمالاً متميزة وهادفة في نفس الوقت.
ويضيف كمال رمزي قائلاً:
إن حلمي حافظ علي مستواه الفني وربما تعرض لبعض الاهتزاز في المستوي، ولكن
لم ينهار أو يسقط وليس معني تعرض فيلم »علي جثتي«
للعديد من الانتقادات السلبية أن هذا يعتبر
سقوط مستوي حلمي الفني، فأري أن هذا الفيلم يعد من إخفاقات حلمي المحدودة
والتي تعد علي أصابع اليد الواحدة، وأتصور أن السبب في انتقاد فيلم »علي جثتي«
هو المخرج والمؤلف اللذان لم يكونا علي مستوي الفيلم الذي كان يحتاج إلي
بعض الخيال في منطقة بعيدة عن الوعي علي أن يعرض الواقع بشكل مختلف،
وأحمِّل حلمي جزءاً من المسئولية ولكن في النهاية هو الممثل الوحيد من أبناء جيله الذي
يحافظ علي مستواه الفني واختياراته الجيدة،
فعندما ننظر إلي أفلام حلمي نجده الوحيد الذي يغير من جلده في أفلامه مثل
فيلم »آسف علي الإزعاج«
الذي يعد نقلة نوعية بعد سلسلة من الأفلام الكوميدية ذات مستوي
فني متوسط مثل »صايع بحر«
و»مطب صناعي« و»ظرف طارق«.. ولكن بعد هذه الأفلام استمر حلمي في اختيار
أفلام جيدة منها »ألف مبروك« و»عسل اسود« و»اكس لارچ« وبين هذه الأفلام
كانت هناك إخفاقات محدودة.
ويضيف رمزي قائلاً:
إن حلمي يتميز أيضاً
بمهارة في الأداء، فضلاً
عن أنه يعلم جيداً
أسرار مهنته وأصبح لديه خبرة كبيرة في الإنتاج أيضاً.
أما عن فكرة الاقتباس التي كانت ركنا أساسياً
في أفلامه وهل كانت سبباً في تراجع مستواه أم لا يقول كمال رمزي:
إن هذا الأمر لا يعيب صاحبه خاصة أن حلمي كان حريصاً
في اختيار الأفلام التي تتناسب مع جمهوره ومع نقلته الفنية التي حرص علي
تقديمها ولكن لم تتسبب في تراجعه، وإنما تسببت في إخفاقات بعض أفلامه، وأتصور أن السبب في ذلك المؤلف والمخرج اللذان
تعاملا معه في أفلامه فلم يجيدا صنعها بشكل جيد.
معالجة مقنعة
يري الناقد يوسف شريف رزق الله أن إخفاق أحمد
حلمي في فيلمه الأخير »علي جثتي«
لا يعني سقوطه ويقول:
أتصور أنه إذا عرض هذا الفيلم في ظروف أفضل لحقق إيرادات كبيرة، كما أننا
لابد أن نلتمس له العذر خاصة أنه تعرض إلي قرصنة وهذا لا يعفيه من وجود بعض
الملاحظات.
ويضيف رزق الله:
ليس هناك ممثل أو نجم يظل علي مستوي ثابت،
وأتصور أن فيلمي »إكس لارچ«
و»ألف مبروك«
أهم من فيلمه الأخير »علي جثتي«.
أما عن أفلامه المقتبسة من أفلام أجنبية فيقول رزق الله:
إن هذه المسألة لا تهم الجمهور إلا القليل منهم والذين يتابعون الأفلام
الأجنبية، ولكن في نفس الوقت الأفلام المقتبسة موجودة في كل دول العالم
وأشهر مثال علي ذلك فيلم »البؤساء« الذي قدمت قصته في أكثر من عمل فني ولكن
الأهم أن تتناسب مع مجتمعك وفي نفس الوقت أن تتم معالجته بمنطقية وأكثر
واقعية.
ويشير يوسف شريف رزق الله إلي أن أحمد حلمي أصبح لديه خبرة كبيرة في
صناعة السينما ومن إيجابياته أيضاً أنه أصبح يشارك في إنتاج أفلامه في الوقت الذي
نفتقد ذلك من قبل عدد من المنتجين الكبار والنجوم أيضاً
الذين يتخوفون من خوض هذه التجربة.
نقطة سوداء
أما الناقد أحمد الحضري وصف أحمد حلمي بأنه أفضل
الفنانين المتواجدين علي الساحة السينمائية مؤكداً علي نجاحه في التفوق علي
العديد من نجوم الكوميديا وعلي رأسهم محمد هنيدي ومحمد سعد.
ويقول:
حلمي لديه قدرة
غريبة علي إضحاك الجمهور، فهو ممثل كوميدي من الدرجة الأولي ولكن هذا لا يمنع أن منحني هذا
النجاح هبط قليلاً
في فيلمه الأخير
»علي جثتي«.
ويضيف:
للأسف هذا الفيلم خيّب آمال جمهوره والسبب
غياب الكوميديا، فالمشاهدون اعتادوا علي رؤية أفلام كوميدية لحلمي إلا أنه خالف
توقعاتهم.
ويؤكدالحضري علي أن فيلم »علي
جثتي« لم يكن عيبه الوحيد غياب الكوميديا بل الاقتباس الكامل من السينما الأمريكية واصفاً
ما فعله حلمي بالكارثة.
ويقول:
النقل الواضح والصريح من السينما الأمريكية يعد
كارثة ونقطة سوداء في تاريخ أي فنان،
ولكن هذا الأمر لا يعني أن نجومية حلمي دُمرت، فالهبوط الفني ظاهرة طبيعية يمر بها كل فنان
وأكبر مثال علي ذلك المخرج الراحل يوسف شاهين والذي اعترف أكثر من مرة بأن
مشواره الفني مليء بالنقاط السوداء والأخطاء.
وحرص الناقد أحمد الحضري في نهاية كلامه علي
توجيه رسالة إلي حلمي ويقول:
أتمني أن يكون أكثر
تركيزاً خلال الفترة القادمة وأن يختار أفكار أفلامه بدقة شديدة ويبتعد عن
الاقتباس.
غياب الإبداع
ورغم تأكيده علي امتلاك الفنان أحمد حلمي
إمكانيات خاصة جعلته من ألمع المتواجدين علي الساحة الفنية، إلا أن الناقد رؤوف توفيق أعرب عن رفضه لفكرة اقتباس حلمي أفكار
أفلامه الأخيرة من السينما الأمريكية.
ويقول:
رغم أن حلمي يمتلك إمكانيات وقدرات خاصة تميزه عن
غيره من الفنانين المتواجدين علي الساحة الفنية إلا أن اقتباس أفكار أفلامه
الأخيرة من السينما الأمريكية قلل وأثر بشكل كبير علي هذا النجاح حيث غاب
الإبداع في أفلامه.
ويضيف:
أعتقد أن حلمي لم يحقق النجاح الذي كان يرغب في
تحقيقه من خلال فيلمه الأخير بسبب اقتباس الفكرة بشكل كامل من السينما
الأمريكية،
لذلك نصيحتي الوحيدة التي أريد توجيهها له هو الابتعاد عن الاقتباس تماماً
خلال الفترة القادمة والاعتماد علي الحكايات والروايات المصرية لأنها أكثر
قرباً من مجتمعنا وسيشعر المشاهد بأن هذه الأفلام من لحم ودم بالفعل وليست
مصطنعة.
وطالب الناقد رؤوف توفيق من حلمي استغلال الإمكانيات والقدرات التي
يمتلكها بشكل أكبر مؤكداً إعجابه الشديد باعتماده علي الحوار والمواقف في
تقديم الكوميديا وليس علي الإفيهات المصطنعة التي يلجأ إليها العديد من
النجوم.
التجديد
يقول الناقد عصام زكريا:
إن منحني أداء حلمي أصبح في تراجع ومستواه أصابه نوعاً
من الاهتزاز،
وأتصور أن هذا منطقي وليس معني ذلك أن يكون هناك فيلم علي مستوي عال فنياً
وإخراجياً وإن كان هناك فيلم »آسف علي الإزعاج«
الذي جاء متميزاً باستثناء بعض الملاحظات.
ويضيف زكريا قائلاً:
أتصور أن السبب في هذا التراجع أن جمهور
حلمي مختلف عن جمهور النجوم الآخرين فهو يعتمد علي فئة مختلفة بعيداً
عن الجمهور الشعبي وهذا يعني أنه محدود إلي حد ما وهذا لايقلل من قيمته.
ويوضح عصام زكريا قائلاً:
في ظل هذا التراجع إلا أنه يحاول دائماً
أن يجدد في أفلامه مثلما فعل في فيلم
»آسف علي الإزعاج«
و»اكس لارچ«
ولكن كان ينقصها الحبكة الدرامية المتقنة
فهو يجيد اختيار أفكار لامعة علي سبيل المثال
»عسل أسود«، ولكن ينقصها الدقة في التنفيذ والكتابة.
أما عن فكرة الاقتباس التي يعتمد عليها حلمي في معظم أفلامه فيري عصام
زكريا:
أن هذا الأمر لا يعيبه ولم يكن سبباً
في تراجع مستواه لأن معظم هذه الأفلام كان ينقصها الدقة والتناول بشكل جيد
يتناسب مع الجمهور العربي.
خطأ في الاختيار
أحمد حلمي من أفضل فناني السينما المصرية..
بهذه الكلمات بدأت الناقدة ماجدة خيرالله حديثها مؤكدة أنه من الفنانين
القلائل الذين نجحوا في الحفاظ علي مشوارهم وتاريخهم الفني إلا أنها أوضحت
أن فيلمه الأخير »علي جثتي« لم يتمكن من تحقيق النجاح الذي اعتدنا عليه
وتقول: »لا
يمكن لأحد أن ينكر أن الفنان أحمد حلمي هو أكثر أبناء جيله تميزاً وذلك
الأمر يرجع لامتلاكه العديد من الأشياء التي تميزه عن غيره وأهمها روح
المغامر والإقدام علي تقديم أفكار مختلفة وغير تقليدية ولكن هذا الأمر لا
يمنع من ارتكابه بعض الأخطاء خلال مشواره الفني وهذه الأخطاء تتركز في
فيلمه الأخير.
وتضيف:
العيب الوحيد في فيلم
»علي جثتي« لم يكن في اقتباس فكرته من السينما الأمريكية ولكن في السيناريو
الضعيف، فرغم أن أدائه كان متميزاً
إلا أن هذا الأمر لا يعفيه من الخطأ ولا يعفي
المخرج محمد بكير أيضاً من النقد،
فقد أخطأوا باختيارهم لسيناريو ضعيف ومليء بالأخطاء، فهو لم يكن علي درجة
عالية من الانضباط.
تؤكد ماجدة أن اقتباس حلمي أفكار أفلامه الأخيرة
»آسف علي الإزعاج«
و»ألف مبروك«
و»اكس لارچ«
و»علي جثتي« من أفلام أمريكية ليس عيباً،
وتقول:
في البداية أريد أن أوضح شيئاً مهماً
وهو أن العديد من أفلام السينما الأمريكية ليست
إلا خليطاً من أفكار السينما الإيطالية والألمانية،
فالاقتباس ليس عيباً، وأكبر دليل علي ذلك فيلم »البؤساء«
الذي قدم أكثر من عشرين مرة وفي كل مرة يقدم بشكل جديد ومتميز، وهذا ما
فعله حلمي في أفلامه الأخيرة سواء »آسف علي الأزعاج«
أو »ألف مبروك« أو »علي جثتي« فهو قدم شيئاً جديداً
في كل فيلم رغم أن الأفكار مقتبسة.
وتضيف: »في النهاية كل ما يمكنني قوله ان احمد حلمي نجح في
تحقيق ما لم ينجح به الكثير من فناني جيله وتفوق علي العديد من نجوم
الكوميديا وان مشواره الفني في صعود مستمر وما حدث في فيلم علي جثتي
كان سببه الإختيار الخاطيء«.
الوجه الآخر .. حلمي منتجا
في أعماله الأخيرة، لم يكتف أحمد حلمي بدوره كبطل للعمل السينمائي،
بل قرر أن يخوض تجربة الانتاج من خلال شركته للإنتاج الفني حيث شارك حلمي
في إنتاج أفلام "عسل أسود"،
"بلبل حيران" "أكس لارج"
وأخيراً "علي جثتي". البعض يري أن تجربة حلمي الإنتاجية جاءت بسبب الظروف
التي تمر بها صناعة السينما، وعزوف عدد كبير من المنتجين عن العمل بعد
الأحداث المتلاحقة التي تمر بالشارع المصري.
بعض النقاد رأوا ان تجربة حلمي الإنتاجية يشوبها
بعض القصور، خاصة مع إختياره في بعض الأحيان لمخرجين ومؤلفين يخوضون
التجربة الإحترافية الأول مرة، إلي جانب فقر الصورة في أحيان كثيرة واعتقاد
البعض أن حلمي يبخل علي أفلامه.
المنتج محمد حسن رمزي أكد في البداية تقديره واعتزازه بمن يقبل علي
الإنتاج السينمائي في هذه الفترة التي تمر بها البلاد
.. وعن إقدام حلمي للإنتاج يقول:
هذه ليست سابقة جيدة من نوعها وفي كل البلاد التي
لديها انتاج سينمائي تجد كبار النجوم يشاركون في العملية الإنتاجية،
ويقول: ما حققته السينما من إيرادات خلال الفترة يعد الأسوأ في تاريخ
السينما المصرية، سواء في العصر القديم أو الحديث، حيث لم تتخط الإيرادات خلال هذه الفترة أقل من
20٪ مما كان من المفترض تحقيقه.
وحتي لو كان أحمد حلمي المنتج يتجه إلي التوفير في عمله
السينمائي فهذا ليس عيبا، التحكم في الميزانية أمر طبيعي ومشروع خاصة في
مثل هذه الظروف.
ويحسب لحلمي وشركته انه يبحث عن
سبل أخري للتمويل والإنتاج مثل الإعلانات التي شاهدناها في فيلمه الأخير،
وهذا ليس عيبا طالما جاءت بشكل في غير مقحم في الصورة والكادر.
وأكد رمزي ان دور العرض أصبحت تتكبد خسائر فادحة بسبب تدني الإيرادات
بهذا الشكل، مما أصبح يتسبب في حالة من الإحباط الشديد لكل الموزعين وأصحاب
دور العرض من جهة والعاملين بالمهنة بوجه عام من جهة أخري.
واختتم رمزي كلامه قائلا: "انه في حالة تدني الإيرادات بهذا الشكل المخيف فإن
هذا ببساطة سيتسبب في القضاء علي صناعة السينما في مصر خلال الشهور القليلة
القادمة".
واتفق مع الرأي السابق المنتج فاروق صبري الذي يري أن اتجاه حلمي
للإنتاج السينمائي أمر مشروع ومن حقه أن يحلم بإنجاز طموحه،
ويقول : أنا قبل أن أتجه إلي الانتاج السينمائي بدأته ككاتب للسيناريو
وعندما لم أجد الإمكانياته التي أطمح لها قررت التوجه إلي الانتاج.
وعن الإعلانات التي تتخلل أفلام حلمي يقول:
هذا ليس بالأمر الجديد ففي السابق كانت شركات كبري تتعاقد مع منتجي الأفلام
لتقديم منتجاتها داخل الشريط السينمائي، لكن علي كاتب السيناريو والمخرج مراعاة ألا يكون
ذلك مقحما علي العمل بشكل يثير حفيـظة المشاهد.
المنتج السينمائي محمد العدل يري أن إقدام حلمي علي الانتاج مكسب
للسينما المصرية،
ويقول :
كل من يعمل في الصناعة يتمني أن يشاهد منتجين جددا بشكل مستمر،
ولعل المتابع لعدد الأعمال السينمائية التي تقدمها مصر يلحظ الإنخفاض
الملحوظ سنويا في عدد الأفلام، والقادم أسوأ اذا استمر الحال علي ما هو
عليه وعلي كل الصناع الآن محاولة التكتل لدفع عجلة الإنتاج السينمائي بدلا
من الركود التي تعانيه، حتي مع تفاؤلنا بطرح فيلمي أحمد حلمي وأحمد عز وهم
من النجوم الكبار لم يحققا النجاح المطلوب نظرا للظروف الإستثنائية التي
نمر بها جميعا في مختلف المجالات. واختتم العدل حديثه قائلا:
لا اعتقد أن هناك فنانا يمكن أن يبخل علي أي عمل فني وتحديدا
لو كان هذا العمل ينتمي إليه بشكل شخصي،
وربما بسبب الظروف الافتصادية يضطر القائمون إلي تخفيض عدد أسابيع التصوير
أو تقليل أجر النجوم أو حتي أماكن التصوير للتحكم بشكل أكبر في الاعمال
التي يقدمونها وتقليل هامش المغامرة قدر الإمكان.
الولد الذكي .. بين المطبخ وشباك التذاكر
مطبخه
السينمائي
قد لايعرف الكثيرون الوجه الآخر لأحمد حلمي خارج إطار الشاشة الكبيرة
من خلال الشخصيات التي يجسدها،
لكن ذلك العمل الفني الذي
يستمر قرابة الساعتين ربما
يأخذ وقتا ومجهودا ذهنيا وبدنيا
يتجاوز الستة أشهر وربما أكثر
»أخبار النجوم« اخترقت الدائرة المحيطة بحلمي لتتعرف عن قرابة عن »مطبخ«
حلمي الخاص وطريقة إدارته لأفلامه.
البداية كانت مع المخرج محمد بكير الذي أخرج آخر
أفلامه »علي جثتي« وتعرض للعديد من الانتقادات اللاذعة، يقول بكير عن طريقة عمل حلمي:
أحمد حلمي فنان ذكي للغاية، ومن أهم مفاتيح قراءة شخصيته الفنية الرجوع إلي دراسته للديكور
واهتمامه بالفن التشكيلي والرسم، أعتقد أن هذا مفتاح هام لفهم شخصيته.
حلمي فنان يهتم بكل التفاصيل الخاصة بالعمل، مهما كانت
صغيرة. ويضيف بكير: ميزة أخري يتمتع بها حلمي هي استشارته لعدد كبير من
أصدقائه قبل الإقدام علي أي خطوة، فانا شخصيا علي الرغم من عملي مع حلمي في
الفيلم الاخير »علي جثتي« فقط إلا أن حلمي كان دائما يستشيرني في أفلامه السابقة ونجلس طويلا نفكر في الخطوة التالية،
وأعلم أنه يفعل هذا مع أكثر من صديق آخر،
وعن تدخل حلمي في أعمال الكاتب أو المخرج
يقول: حلمي لا يفعل ذلك علي الاطلاق، لأنه ببساطة كان يستطيع اختيار الكاتب
والمخرج منذ البداية، فإذا كان يشك في إمكانيات الفريق المصاحب له لما كان
اختاره منذ البداية.
وقبل أن
يختم حديثه، أكد بكير أن فيلمه الأخير تعرض لظروف قاسية بالنسبة لأي عمل
سينمائي، فالتسريب السريع عالي الجودة الذي تزامن مع نزول الفيلم إلي جانب الأحداث التي شهدها
الشارع المصري مع الذكري الثانية للثورة كان لها أكبر أثر علي المزاج العام
للجمهور.
تراجع طبيعي
ربما لايعرف البعض أن من أكثر الأصدقاء المقربين لأحمد
حلمي من داخل الوسط السينمائي هو السيناريست تامر حبيب، وعلي الرغم من ذلك
لم يقدما معا أية أعمال سينمائية حتي الآن،
وأن كان تامر قدم أول فيلم سينمائي »سهر الليالي«
وشارك فيه حلمي مع مجموعة كبيرة من النجوم.
حبيب
يقول عن مطبخ حلمي:
صداقتي مع حلمي قديمة للغاية ربما من قبل
»سهر الليالي« وننتظر بفارغ الصبر تقديم عمل سينمائي معا،
فلا
يمكن أن نكون في مثل هذه العلاقة ولانقدم عملا معا.
ومن وجهة نظري أكثر ما
يميز »مطبخ« حلمي هو سعيه الدائم وراء الاختلاف، وظهر نتاج اختلاف حلمي بعد تربعه علي عرش
الايرادات طوال السنوات الماضية إلي جانب اكتسابه ثقة النقاد بشكل كبير،
ويحسب لحلمي انه أخرج الفيلم الكوميدي المصري خارج إطاره الضيق وحاول ربط
الجوانب النفسية والاجتماعية مثل فيلم «أسف علي الإزعاج»
أو البعد السياسي مثل »عسل أسود«، أو حتي فلسفي مثل فيلمه الأخير
»علي جثتي« ويضيف تامر: هذا الاختلاف هو الذي وضع حلمي في هذه المكانة عند
جمهوره، وفكرة أن يتعثر حلمي في احدي خطواته كما
يري البعض في فيلمه الأخير،
هذا شيء طبيعي للغاية، فلم
يحدث في تاريخ السينما العالمية كلها أن استطاع
سينمائي أن يحافظ علي نجاحه طوال مشواره بل لابد من بعض العثرات والمعوقات.
الفكرة في الابتكار
المؤلف تامر ابراهيم، الذي أثار عاصفة من
الانتقادات بسبب سيناريو فيلمه »علي جثتي«
والذي دفع حلمي للاعتذار علي صفحته الرسمية واعدا جمهوره بالتغيير في قادم
الأعمال يقول في البداية عن »مطبخ«
حلمي:
هو فنان بسيط للغاية وربما هذا من أكبر مميزاته، ويضع خططا مستقبلة بعيدة المدي،
فعلي سبيل المثال سيناريو »علي جثتي«
انتظر أكثر من ثلاث سنوات حتي
يري النور، فحلمي يبحث دائما عن السيناريو المختلف الذي لم يشاهده الجمهور المصري من قبل.
وحول نزوح حلمي لفكرة الاقتباس في أفلامه الأخيرة
يقول: أنا لا أوافق علي مصطلح »اقتباس«
والأفضل أن نقول
»مستوحي من«، وإذا كان فيلم »علي جثتي«
مسروقا بالكامل من فيلم
just
like heaven،
كما يروج البعض، لتمحورت قصته حول فتاة تخشي أن تعيش قصة حب، لكنها عندما تدخل في
غيبوبة نتيجة حادث سير تتحول إلي شبح وتغرم بمستأجر شقتها وعندما تستيقظ
تستمر قصة حبها له وتتزوجه، بينما أحداث »علي جثتي«
مختلفة تماما. ويضيف: مطبخ حلمي لايرفض »الاقتباس«
أو الاستحياء فمن قبل اقتبس السينارسيت
خالد دياب فكرة فيلمه »ألف مبروك«
من فيلم
groundhog day،
لكن الأساس هو إظهار قدرة المؤلف والمخرج علي الإبتكار.
أخبار النجوم المصرية في
21/02/2013
صديقي آحمد حلمي
بقلم : إنتصار
دردير
لا أعرف كيف لفنان مثله أن يعطي ظهره للصحافة .. نجوم الفن في عصره
الذهبي حرصوا علي الاقتراب من عمالقة الصحافة
ليس صديقي بالمعني الحرفي للكلمة..
فقد التقيته عدة مرات في أيام خلت.. كان حلمي يؤمن فيها بأهمية
الصحافة.. أو ربما كان يشعر وقتها باحتياجه لها وهو يشق خطواته الأولي في
مشواره الفني.
وحقق حلمي نجومية كبيرة بموهبته وجهده ودأبه وذكائه وبمساندة الصحافة
له.. ثم استغني عنها تخوفاً منها أو ترفعاً عنها.. لا أدري!
حين التقيته مصادفة في إحدي المناسبات، قلت لحلمي لا يستطيع الفنان
مهما بلغ من نجاح الاستغناء عن الصحافة.. وافقني الرأي ثم قال: المشكلة
أنني إذا تحدثت لأي صحيفة أو مجلة سيغضب الآخرون.. سيعاتبون ويلومون.
إنه عذر أقبح من ذنب.. وسياسة »جبر الخواطر« لا يجب أن تكون علي حساب
قناعات الإنسان.
أذكر أنني قلت له علي الفنان أن يختار متي ولمن يتكلم وبمن يثق.
أعطي أحمد حلمي ظهره للصحافة واستغني عنها ونقل عدواه إلي زوجته
الفنانة مني زكي، وسار علي دربه بعض الفنانين.. لا أعرف كيف لفنان مثله
يتمتع بذكاء فني أن يخاصم الصحافة.. كبار نجوم الفن في العصر الذهبي حرصوا
علي الاقتراب من عمالقة الصحافة مصطفي وعلي أمين وأنيس منصور وكامل الشناوي
وإحسان عبدالقدوس وصلاح جاهين.. من أم كلثوم إلي عبدالوهاب وعبدالحليم
وفاتن حمامة ونجاة وسعاد حسني وغيرهم.. وقد انعكست علاقاتهم بهم علي
ثقافتهم واختياراتهم الفنية.
صحيح أن الزمن صار غير الزمن.. بظهور الفضائيات التي تمنح الفنان
مقابلاً سخياً نظير استضافته.. ثم كان الانقلاب الأكبر بظهور مواقع التواصل
الاجتماعي »فيس بوك« و»تويتر«، التي أعطت لكل إنسان الحرية في أن يعبر عن
رأيه كيفما شاء.. وصار الفنانون ينشرون أخبارهم من خلال قنوات خاصة بهم علي
»اليوتيوب«.
ورغم ذلك كله.. يبقي للكمة المكتوبة سحرها وعمقها وتأثيرها.. ليس
تحيزاً لمهنة البحث عن المتاعب التي أنتمي إليها وإنما تقريراً لواقع قد لا
يدركه البعض.
مأزق حلمي
حين فكرنا في عمل ملف داخل العدد عن الفنان أحمد حلمي كان ذلك من
منطلق إيماننا بموهبته وحرصنا علي استمرار تألقه.. واخترنا عنوانه »كش ملك«
الذي يعني في عالم الشطرنج أن الملك يواجه مأزقاً ولابد أن يبحث عن حل
للخروج منه، وقد رأينا أن الوضع عند أحمد حلمي لا يختلف كثيراً، خاصة في
اختياراته الأخيرة التي خانه ذكاؤه فيها.. فرغم أنه اختار عرض فيلمه »علي
جثتي« في توقيت صعب وتعرض الفيلم للقرصنة بعد يوم واحد من بدء عرضه.. لكن
حلمي الذي أضحكنا وأبكانا في »آسف للازعاج« و»عسل اسود« والذي جمع شمل
الأسرة لمشاهدة أفلامه.. والذي ينتزع التصفيق منا بعد كل تجربة سينمائية
جديدة.. قد خانه التوفيق هذه المرة.. عزيزي حلمي.. تمهل قليلاً قبل أن
تختار فيلمك القادم.
ليلة حب حلوة
كانت بحق ليلة حب حلوة، أضيئت فيها أنوار الأوبرا، وقفنا في طوابير
طويلة حتي نستطيع الدخول إلي المسرح.. المقاعد كاملة العدد وتمت الاستعانة
بمقاعد إضافية وضعت في طرقات المسرح لتستوعب الأعداد المتزايدة من
الجمهور.. ديكور المسرح كان عبارة عن قلوب حمراء توسطها قلب كبير يحمل
ألوان علم مصر.. كان الحفل بمناسبة عيد الحب.. وكانت مصر حاضرة في كل
فقراته.. غنت المطربة الشابة ابنة الأوبرا رحاب مطاوع مجموعة رائعة من
الأغنيات وحين بدأت تغني لأم كلثوم »ثوار«.. كانت دموع الحاضرين وحماسهم
يشاركنها الإحساس.. وبدأ المطرب الكبير هاني شاكر فقرته بمجموعة من
الأغنيات الوطنية أهداها لأرواح الشهداء.. قال هاني بتلقائية إذا كان هذا
هو الربيع العربي فندعو الله أن يجعل السنة ثلاثة فصول فقط.. وأضاف قائلاً:
»مصر محتاجة دعوات من كل القلوب المخلصة« لترتفع أصوات الحضور بالهتاف
لمصر، والتصفيق لهاني.
وتحولت ليلة عيد الحب إلي ليلة في حب مصر.. حضرها عدد كبير من السفراء
العرب والأجانب الذين وقفت تستقبلهم د. إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا
التي تتمتع بإصرار وتحدٍ كبير يسكن ملامحها.. وتصر علي الاستمرار وعلي أن
تظل أنوار الأوبرا مضاءة تنطلق منها أصوات الموسيقي وفنون الغناء والباليه
والأوبرات العالمية والفنون التشكيلية.
صراع بين منذر ونضال علي غادة عبد الرازق
متابعة: أمل صبحى
بعيداً
عن صخب الأحداث الدائرة خارج الأسوار،
وتحديداً داخل بلاتوه »2« في أستوديو المدينة، جري تصوير فيلم »الجرسونيرة«
الذي تعود به غادة عبدالرازق إلي شاشة السينما بعد آخر أعمالها السينمائية
»ريكلام« قبل أكثر من عام..
أكثر ما يلفت النظر داخل كواليس الفيلم هو الهدوء والدقة
في كل التفاصيل خلف الكاميرا، ربما لأن العمل-
في معظمه- جري تصويره داخل البلاتوه نظراً
لطبيعة السيناريو الذي كتبه حازم متولي وصاغ
رؤيته الإخراجية هاني جرجس فوزي، الذي
يدور حول ثلاث شخصيات فقط، ندي »غادة
عبدالرازق«، وشندي »منذر ياحنة«، وسامح »نضال الشافعي«.
»الجرسونيرة«
دراما تدور في مكان واحد من خلال علاقة
شديدة الاشتباك والتعقيد بين أبطاله الثلاثة،
استغرق تصويره أربعة أسابيع دون توقف وجرت كلها داخل بلاتوه »2« في ستوديو
المدينة، وبعض مشاهد المطاردات بين منذر ونضال داخل أستوديو مصر..
الفيلم انتهي تصويره بالكامل.
الرهان
اعتبر المخرج هاني جرجس فوزي أن اعتماده لأول مرة
علي 3 أبطال فقط خلال أحداث الفيلم داخل ديكور واحد منذ بداية الأحداث وحتي
النهاية دون الاستعانة بأي فنانين آخرين هي مجازفة ومسألة صعبة وشاقة
للغاية خشية أن يمل المشاهد من ثبات الديكور.
وعن فكرة ترشيحه للأبطال أشار فوزي أن كل ما كان
يهمه أن يستعين بفنانين علي قدر من المستوي في الأداء التمثيلي المحترف
نظراً لطبيعة الأدوار لكونها مجهدة وتحتاج لمهارة عالية من الأداء فهو
يعتبر الفنانين وكأنهم في مباراة فنية بين بعضهم البعض.
وأوضح فوزي أن أصعب المعوقات التي صادفته في العمل فكرة اعتماده علي
3 فنانين فقط. نظراً لأنها تعتمد علي تكنيك وجهد خاص فكان تصوير كل الأحداث
بداخل استديو واحد وديكور ثابت، كما اعتبر فوزي أن المنتج محمد عارف ساهم
بقدر كبير في إظهار الفيلم بصورة جيدة لأنها تعد التجربة الثانية له في
مجال الإنتاج واختص بالذكر الجهد الذي بذله مهندس الديكور المعروف رامي
دراج ومدير التصوير سامح سليم،والمنتج هاني وليم.
ويري
فوزي أن أدوار النجوم الثلاثة ستكون مفاجأة للمشاهد،
فالفنان الأردني منذر رياحنة سيقدم بعض اللمحات الكوميدية إلي جانب مشاهد
الشر ضمن الأحداث، لأن الدور الذي يؤديه
يجمع بين الشر الممزوج بلمحات كوميدية فهو
يتمتع باجتهاد ولديه إحساس عالي في التعبير عن الشخصية، كذلك نضال الشافعي
الذي يري أنه فنان علي أعلي مستوي من الالتزام ولديه مقومات النجاح بما
يمتلكه من الأدوات الفنية..
بينما يري
غادة عبدالرازق أنها الفنانة الذكية التي تمتلك سرعة بديهة في التقاط
المعلومة وتنفيذها في أقصي سرعة دون جدال، و أعتبر المؤلف حازم متولي مؤلفاً
مجتهداً وسوف تجمعه به سلسلة تعاونات كثيرة قادمة بعد هذا العمل الذي جمعهما لأول مرة.
مثلث الصراع الدرامي
المؤلف حازم متولي يقول:
بدأت كتابة قصة العمل منذ 2002
علي اعتباره مشروع لفيلم روائي قصير،
وبعد انتهائي من كتابته فكرت في تحويله إلي فيلم روائي طويل في عام 2006،
ومن هنا جاءتني فكرة أن أعود إلي مرجعية كلاسيكيات السينما من خلال »مثلث
الصراع« الذي يتمثل في البطل والبطلة والخصم باعتبارهم أساس الأحداث وكان
هدفي هو طرح فكرة مهمة هي أنه لا يوجد شيء نقي في حياتنا مائة في المائة من خلال إلقاء الضوء علي
3 نماذج للشخصيات الدرامية التي توضع بشكل استثنائي ما يحدث في العلاقات
الإنسانية من خلال مكان »الجرسونيرة«
التي يلتقي فيها اثنان من العشاق لنري ما يحدث بداخلها بمواقف
غير متوقعة في قالب مثير.
حكاية ندي
غادة عبدالرازق تري أن دورها الجديد في فيلم
»الجرسونيرة« هو استكمال للنقلة النوعية التي تخطط لها وبدأتها العام
الماضي في مسلسل »مع سبق الإصرار«
وتؤكد أن الإشادة النقدية والجماهيرية أعطتها
التي تدور كلها في مكان واحد وهو أمر لم نشاهده من
قبل في السينما المصرية.
شندي الحرامي
من جهته أكد منذر رياحنة عن سعادته بالتجربة الأولي التي
يشارك فيها بالبطولة أمام نجوم مصريين من خلال شخصية جديدة في الشكل حيث
يقدم شخصية الحرامي »شندي«
الذي
يعتبر محوراً مهماً في الصراع ويقول عنه:
هذا الدور تطلب مني مجهوداً
ذهنياً وبدنياً غاية في الصعوبة والتحضير له بشكل جيد خاصة أنني كنت أعتبر
نفسي في مباراة فنية مع زملائي، وعن أصعب المشاهد التي واجهته خلال التصوير يقول:
عندما التقي مع نضال الشافعي، فبرغم قسوة المشاهد وحدتها التي نظهر خلالها سوياً
إنما كنا خلف الكواليس لا ننقطع عن الدعابة وإلقاء الإفيهات والنكات، وأري
أن هذا الدور خطوة تضاف إلي رصيدي الفني بمصر بعد انطلاقتي الأولي مع السقا
في مسلسل »خطوط حمراء«.
السفير العاشق
التقينا بنضال الشافعي داخل كواليس العمل بعد انتهائه من أحد المشاهد
وقال عن دوره:
هو تجربة جديدة بكل المقاييس،
وأتمني أن تجد رد الفعل الجيد لدي الجمهور والنقاد لاخرج بها من عباءة
الأدوار الشعبية التي قدمتها من قبل، بدور مختلف تماما من خلال شخصية
»سامح« الذي يعمل سفيراً فهو أحد الشخصيات المرموقة والمؤثرة في المجتمع
حيث ينتمي إلي طبقة راقية ويرتبط بعلاقة غير شرعية مع سيدة
غنية ويتعرض بعد ذلك لمواقف صعبة خلال أحداث الفيلم.
وأكد نضال سعادته بهذا العمل وعن أصعب المشاهد
يقول: كان أغلبها التي تتمثل في الضرب،
أتذكر تحديداً
مشهد صفعتي لغادة وبعدها تنهار،
ومن المفترض أن أؤديه بمنتهي القسوة في نفس الوقت
وكنت في غاية الخوف عليها حتي لا أندمج زيادة عن اللازم،
كذلك المشاهد التي تجمعني مع منذر وكانت تتسم بالشد والجذب وصدق الإتقان
فيها وأنا أطلق عليه النار، والحمدلله المشهد خرج بمصداقية شديدة،
ومن هنا يكمن رسالة الشخصية التي أقدمهابأنه ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ
فهذه طبيعة النفس البشرية من خلال قضية عامة بها إنسانيات تمس نقاط كثيرة
داخل كل نفس بشرية.
لا أخشي المنافسة
تعتبر التجربة الثانية له في مجال الانتاج السينمائي والتي بدأها
بفيلم "كريسماس"
والذي تم تأجيله حتي نهاية الشهر الجاري وأعقبها بعد ذلك فيلم "الجرسونيرة"
يقول المنتج محمد عارف:
أهم ما جذبني للفكرة انها تقدم لأول مرة في مصر من خلال استعراض أحداث
الفيلم داخل ديكور ثابت وبثلاثة أبطال فقط وهي فكرة جريئة للغاية تم ذلك من
خلال عدة جلسات جمعتني بالمخرج هاني جرجس فوزي وجدت أن الفكرة جديدة ولم
يتناولها أحد من قبل فتحمست لانتاجها.
ويضيف عارف:
اعتقد ان الفيلم قادر علي الدخول في
المنافسة من خلال مشاركته في مهرجانات دولية لأننا استعنا بأفضل العناصر
الفنية فيه وخاصة ان مساحة الديكور كانت تتمثل في مساحة ثابتة
800 متر بحجرة »نوم وحمام« وقد بلغت تكلفة الديكورات حتي الآن 7 ملايين جنيه،
ومن المتوقع أن يعرض الفيلم بدور العرض خلال الصيف القادم،
بعد انتهائنا من المكساج والمونتاج التي قطعنا فيها شوطا كبيرا جار التفاوض
مع احدي المطربات الشهيرات لغناء الأغنية الدعائية للفيلم ما بين اليسا أو شيرين علي ان
يقوم ايمن بهجت قمر بكتابة الأغنية.
ويشير عارف اخيرا الي انه لايخشي منافسة فيلمه مع نجوم اخرين لأنه
يري ان الفيلم يحمل طابعا مختلفا ولكنه
يأمل ان تهدأ الأوضاع الأمنية حتي يأخذ الفيلم حظه من النجاح.
tv_amal@yahoo.com
سينيمائيات
فيلم خانه التوفيق..
فضّل الطريق
بقلم : مصطفي
درويش
كاد أحمد حلمي أن يكون في السنوات الأخيرة، النقطة المضيئة الوحيدة
في سينما لم تلتزم قواعد الملهاة فهبطت إلي الاسفاف.
ففي أكثر من فيلم، تصدي أحمد حلمي لتناول مشكلات الحياة المصرية
المعاصرة، بالعمل الدءوب علي ارتباط موضوع الفيلم بطموحات المواطن العادي،
أو
بآلامه.
ومن هنا، اكتسابه مكانة في الحياة المصرية المعاصرة، هو والسينما
المرتبطة باسمه.
وإقبال الناس علي مشاهدة أي فيلم جديد له، بمجرد طرحه في دور
السينما.
بل وانتظاره، ما أن يعلن عنه، بفارغ الصبر، ثم الخروج من دار
السينما، بعد الهرولة إلي مشاهدته، راضين، وقد عاد إليهم شيء من توازنهم
المفقود،
تحت تأثير أعباء وهموم حياة، لا تطاق.
ولكن التوفيق، وعلي غير المعتاد، لم يصادف »علي جثتي« فيلمه
الأخير.
فجاء مخيباً لما علق عليه من آمال كبار وذلك يرجع أساساً، إلي
إساءة اختيار كل من كاتب سيناريو، ومخرج الفيلم، فكلاهما حديث عهد بفن
صناعة
الفيلم.. فمما يعرف عن كاتب سيناريو الفيلم »تامر إبراهيم« وهو
أقل القليل، إنه
صاحب روايات رعب، يجيد تأليفها.
وليس له دراية كافية بفن كتابة السيناريو، أما المخرج، واسمه »محمد
بكير« فولئن كان في رصيده مسلسلان، إلا أنه رصيد خال من أي فيلم.
والغريب، المثير للدهشة، أن يتصدي اثنان مستجدان، ليس لديهما سابق
عهد، بفن صناعة الفيلم، ولكتابة سيناريو وإخراج فيلم يقوم علي فكرة تستوجب
معالجتها، توافر الشيء الكثير من المعرفة والابتكار.
ففيلم »علي
جثتي« يدور موضوعه أساساً، وبعد بضع لقطات أولي قليلة،
حول »رؤوف« ويؤدي دوره »أحمد حلمي«، انقلبت به سيارته، وسقطت
به في مياه النيل،
ونتيجة لذلك تحول، فأصبح شبحاً، روحه معلقة بين الأرض والسماء، فلا هو حي
فيرجي،
ولا هو ميت فيدفن.
وبحكم وضعه هذا، أصبح في وسعه أن يري ويسمع الآخرين، دون أن يكون
في وسع أحد منهم أن يراه، أو يسمعه.
واستغلالاً منه لذلك الوضع غير المألوف أخد يرصد رأي أقرب الناس
إليه في شخصه، ويالهول ما اكتشف، عندما استبان له، علي وجه اليقين، أنه شخص
كريه،
مكروه من الجميع.. بدءاً من مرؤوسيه في معرض الأثاث المملوك له
وانتهاء بزوجته »غادة
عادل«، بل وحتي ابنه الوحيد.
وبينما هو هكذا- شبحاً- معلقاً بين الأرض والسماء.. التقي شخصاً
معلقاً هو الآخر »حسن حسني«، وسرعان ما عرف منه أنه وهو علي قيد الحياة كان
مستشاراً في سلك القضاء، اسمه »نوح نصر الدين جاب الله محمد
عبدالعزيز شوكت مصطفي
القللي«..
أما لماذا اسمه، بمثل هذا الطول والتعقيد فذلك، وحتي ينتهي الفيلم
لا نعرف له سبباً، وفي نفس السياق، حاول سيناريو الفيلم أن يدور حول معان
سامية،
بعضها كان يرد علي لسان المستشار في حواراته مع المهندس رؤوف.
ولكن دار، لسوء الحظ، حول هذه المعاني، دون أن يقدمها لنا بجلاء
ومنطق واضح
فكان أن اختلط الحابل بالنابل.
وعجز الفيلم أن يبعث فينا الإحساس بمعاناة المهندس رؤوف في صورها
المختلفة وخرجنا، بعد مشاهدته، فضرب أخماساً في أسداس!
أخبار النجوم المصرية في
21/02/2013 |