هو أحد رواد مدرسة التلقائية فى الأداء، أدواره علامات بارزة على شاشة
السينما، فـ«خالد صالح» ممثل فى حالة رفض دائم للقالب الفنى الواحد، لذلك
يسعى إلى التجديد فى كل دور يطل به على جمهوره، «خالد» تحدث لـ«المصرى
اليوم» فى حوار لا تنقصه الجرأة موضحا وجهة نظره فيما يمر به الوطن من
أحداث على المستوى السياسى، فضلا عن أعماله السينمائية والتليفزيونية.
■
لنبدأ من المشهد السياسى.. كيف تقيم أداء النظام؟
- اداء باهت، السياسات ضد منطق الشارع، وكأننا «لسه بنتعلم سياسة
وحكم» كله غير منضبط وعشوائى الكل يتصارع نحو مصالحه، الغريب أننا نردد
دائما بأن الشعب المصرى جيناته واعية ومحترم يمتلك الأصول التعلمية
والدينية والتربوية، تاريخ طويل جدا لكننى أشعر بأننا مازلنا بنتعلم الحياة
ولابد من التجانس حتى نحقق مصالحنا.
■
وماذا فعلت الثورة إذن؟
- حتى الآن لا شىء، فالسلطة فى حالة انفصال كامل عن نبض الشارع،
القادة خارج السياق، وخارج طموحنا وآمالنا واحتياجاتنا، يعملون فى اتجاه
آخر، فنحن نعيش مرحلة الدولة فيها «حيه إكلينيكيا إنما غائبة موضوعيا
وعمليا».
■
نترك السياسة ونذهب إلى «فبراير الأسود» أعجبك؟
- آه، ومحظوظ بالتعاون مع المخرج محمد أمين وأتابعه منذ أول أعماله
«فيلم ثقافى» وحتى فيلمه الأخير «بنتين من مصر» فهو مخرج صاحب مدرسة وتكنيك
ورؤية مختلفة يلعب فى منطقة درامية بمفرده وهى «البلاك كوميدى»، وثبت
أقدامه كمبدع فى «فبراير الأسود» وأفتخر أننى كنت العنصر الموصل لفكرته
التى تعكس وضع المجتمع فى ظل العشوائية وغياب القانون والتفكير العلمى
السليم، وينقل جميع التناقضات التى عشناها فى فترة ما قبل الثورة وسبحان
الله امتدت لما بعد الثورة، ويؤكد به ضرورة اتباع منهج علمى وتفكير منطقى
فى قراراتنا، حتى لا ندخل فى «نفق مظلم» ومن حسن الحظ أن مخرج الفيلم هو
أيضا مؤلفه وهو ما أحدث تجانساً بين الفكرة وتطبيقها.
■
وما الصعوبات التى واجهتك أثناء تصوير الفيلم؟
- بعد قراءتى للسيناريو أدركت أننى أمام تجربة لها طعم خاص، واعتبرت
نفسى جزءاً فى لوحة و«رضيت بهذا المعنى لأنه حلو ومهم»، الممثل فى رأيى هو
حامل للأمانات وهذه هى الحالة التى عشتها مع فبراير الأسود، فالفيلم «مش
معمول للتسلية فقط وإنما للتسلية والتفكير»، ولم أجد صعوبة فى الحقيقة لأن
محمد أمين كان حريصا جداً «وواخد باله من اللى كتبه وعايز يوصله»، ولا يعطى
للممثل فرصة للإضافة على النص فكنا طوال الوقت تحت عينه ورقابته لأنه
«كمخرج عارف هو عايز إيه».
■
وهل شعرت باختلاف فى ادائك شخصية د. حسن عالم الاجتماع؟
- «لبلاك كوميدى مش لعبتى»، ولكن الدور كان يستلزم مرونة فحاولت أن
أكون مرناً قدر المستطاع لأن به شبه استعراضات وأدركت أننى أمام تجربة
مختلفة ويجب أن أقدم نفسى بروح جديدة، تدربت عليها فى بروفات عديدة وبصراحة
ساعدنى محمد أمين و«ماسبنيش أعمل اللى أنا عاوزه» وكان سببا فى انضباط
أدائى، وتملكتنى حالة السخرية الموجودة فى الفيلم الممزوجة بالمرارة
الشديدة جدا بسبب التنازلات المتكررة التى قدمها د. حسن طوال الفيلم بسبب
أزماته المستمرة.
■
وهل تعرض العمل لأى ملاحظات رقابية أو أمنية؟
- على حد علمى، الرقابة لم يكن لها أى ملاحظات على السيناريو ولم تطلب
تغيير أو تعديل أى مشهد من الفيلم رغم قساوتها وقوتها.
■
فى هذه التجربة بالتحديد.. دخلت بإيه وخرجت بإيه؟
- دخلتها بكل المشاعر الموجودة فى الفيلم وتبينتها كلها لأننى أعيش فى
مجتمع وأشعر به وأدرك أماكن الضعف والخطر، إنما خرجت بـ«إيه» نفسى أخرج
بانطباعات تقول إن الرسالة وصلت، وأنا شخصيا كنت أتمنى أن أساهم فى رسم
البسمة على وجوه الناس لأننا نمر بحالة صعبة ومريرة وهذا كان هدفى من
الفيلم.
■
فكرة خروج الوطن من القلب التى طرحها الفيلم برأيك هل وصلنا إلى هذه
المرحلة؟
- لا لم نصل إلى هذه المرحلة، لكنه إنذار لهذا الخطر القادم، فالوطن
هو المكان الذى تشعر فيه بحقوقك وواجباتك وما يربطك بالآخرين فيه علاقة
توافق ويحدث بعدها بالضرورة حالة رضا عند الناس كلها ولكن للأسف هذا الأمر
ليس موجودا عندنا.
■
الفيلم يناقش فكرة الهجرة فهل راودتك الهجرة يوما ما؟.
- قبل دخولى المجال الفنى وأنا ضد الغربة وعندما أسافر خارج القاهرة
ليومين سواء لمهرجانات أو للعمل أشعر بالغربة وفى سنة ١٩٨٤ مكثت أثناء
دراستى حوالى ٩ شهور تقريبا فى أمريكا وكان كل ما أتمناه وقتها أن أشرب كوب
شاى فى أى مكان على النيل وأقابل أى حد مصرى.
■
بصراحة هل أصبحنا غرباء فى هذا الوطن؟
- للأسف هذا صحيح وأنا أعيش هذا الإحساس بقوة، البلد لا يتلاءم صبحه
وظهره مع مغربه وليله.
■
وماذا عن فيلمك «الحرامى والعبيط»؟
- هو فيلم أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، وهو أول تعاون بينى وبين
صديقى خالد الصاوى بعد الاحتراف وإن شاء الله يكون عند حسن ظن الجمهور،
الفيلم كتابة أحمد عبدالله وهو الصديق الثالث الذى تمنيت العمل معه وإخراج
محمد مصطفى وتعاونت معه الموسم الماضى فى مسلسل «٩ جامعة الدول».
■
وما الجديد الذى تقدمه من خلال شخصية «العبيط» فى الفيلم؟
- اعتمدت فيها على كتابة المؤلف أحمد عبدالله وبصراحة كنت خائفاً جدا
من الفيلم لأنه دور صعب وخارج الإطار.
■
بعد أن قدمت البطولة المطلقة لماذا تقبل البطولات الجماعية؟
- وهل نجاحى يمنعنى من التعاون مع أصدقائى ويحرم الجمهور من عمل فنى
متميز، يرى أحمد السقا وأحمد عز وخالد الصاوى وهنيدى فى عمل، نجاحى لن
يعزلنى عن أقرانى وأصدقائى أنا أكيد هاكون أقوى وأنا معهم.
■
ومسلسلك الجديد «فرعون»؟
- بدأت تصويره يوم الجمعة الماضى فى مدينة الإنتاج الإعلامى مع المخرج
محمد على وجومانا مراد، ومرعوب جدا من هذه الشخصية، وفرعون فى العمل نقصد
به أى شخص يستغل قدراته لأخذ أشياء ليست ملكة ويرهب الآخرين، تجدها فى
المدرس الذى يعطى دروساً خصوصية رغما عن الطالب وعند سائق الميكروباص الذى
يبلطج على الركاب، أى موظف يعتقد أن وظيفته هى سلطته، العمل يطرح حالة
الفرعنة التى ممكن أن تلعب بينا ونلعب بيها.
■
ولماذا تبرعت لإقامة مهرجان الأقصر؟
- لى الشرف وأعتبره واجباً تجاه الصناعة التى أرتزق منها، واجبى «زى
ما هو واجب كل الناس التى يعملون بها وأعتقد أننى بهذه الخطوة قد شجعت
أناسا آخرين لأن يعملوا مثلى».
المصري اليوم في
18/03/2013
خالد صالح: فيلم «فبراير الأسود» لسان حال المواطن المصري
قال لـ «الشرق الأوسط» إن «فرعون»
عمله الدرامي المقبل وينتظر عرض فيلم «الحرامي
والعبيط»
القاهرة: سها الشرقاوي
بدأت دور العرض السينمائي في مصر في عرض فيلم «فبراير الأسود» للمؤلف
والمخرج محمد أمين، بطولة الفنان خالد صالح وطارق عبد العزيز وأحمد زاهر
وإدوارد وألفت عمر وأمل رزق.
ورغم عرض الفيلم في وقت تشهد فيه البلاد غليانا سياسيا، فإن العمل
لاقى إقبالا جماهيريا محققا 600 ألف جنيه في أسبوعه الأول.
عن الفيلم وتفاصيله، يقول خالد صالح لـ«الشرق الأوسط»: «لا أخفي
سعادتي للمشاركة في فيلم (فبراير الأسود) الذي أعتبره بمثابة تابلوه جميل،
أجسد فيه شخصية أستاذ جامعي، والعمل نوع مختلف من الكوميديا التي يطلق
عليها الضحك المرير، وللعلم فقد قبلت الدور منذ الوهلة الأولى وهو لا يزال
فكرة على الورق، لأنني تستهويني مثل هذه الأعمال حيث أجد متعة في تقديمها».
ويتابع: «الفيلم يتحدث بلسان حال المواطن المصري ويقدم حالة من التناقض
التي نعيش فيها، فهو يحكي عن أسرة مصرية تعيش قبل ثورة 25 يناير (كانون
الثاني) وكانت تعتقد أنها تعيش في أمان ولديهم قيمة، ولكن كل ذلك يتغير إلى
النقيض بعد تعرضهم لحادثة، فيكتشفون من خلالها أن حالهم على عكس ما كانوا
يعتقدون، ومن هنا تبدأ الأحداث لمحاولات البحث عن الأمان، ونشاهد خلال
الأحداث من هم الفئات التي تعيش بمأمن داخل الوطن حتى تندلع ثورة يناير».
ويبين صالح أن الفيلم يجسد حالة وشخصية المواطن في الأيام الحالية،
قائلا: «هذا النموذج من الأعمال يجعلني أتعمق داخله بشكل مرن في طريقة
الأداء، فهذا العمل جعلني منضبطا فنيا، بمعنى أن كل شيء كان متفقا عليه مع
المؤلف محمد أمين حتى في إصدار الإفيهات التي لم تكن وليدة المشهد». وعن
ردود الفعل التي جاءته، يشير إلى أن أغلبها كان إيجابيا، فالفيلم صنع حالة
من الجدل والتفكير لكل من شاهده، ويضيف: «العمل يضعنا أمام اختيار صعب
ومؤلم: ترك الوطن أو الجلوس فيه، كما أننا نتطرق فيه إلى العلاقة بين
المواطن والوطن، وما هو العقد الاجتماعي، وما هي القواعد والحقوق
والالتزامات التي من خلالها تضبط علاقة المواطن بوطنه».
من جهة أخرى، قال خالد صالح إنه ينتظر عرض فيلمه «الحرامي والعبيط» في
شهر يونيو (حزيران) المقبل، والذي يقتسم بطولته مع الفنان خالد الصاوي،
تأليف أحمد عبد الله، وإخراج محمد مصطفى، والذي تدور أحداثه حول عدد من
الحكايات الإنسانية التي تربط علاقة أحد اللصوص بأحد جيرانه، والتي توضح
كيفية استغلال البشر لبعضهم البعض بحثا عن جمع الأموال، فهو يعكس الكثير من
مشاكل الحياة وظلمها.
وتحدث أيضا عن عمله الدرامي القادم الذي ينوي الدخول به في السباق
الدرامي الرمضاني 2013، قائلا: «أقوم بالتحضير لعمل بعنوان (فرعون)، أجسد
فيه شخصية رجل عصامي يدعى (رجب فرعون)، يبدأ من الصفر إلى أن يصل للقمة،
ويمر خلال هذه الرحلة بالعديد من العقبات التي يتغلب عليها، ويدور العمل في
إطار كوميدي متطرقا إلى الواقع السياسي في مصر عقب ثورة 25 يناير، ويشاركني
البطولة فيه جومانا مراد، وأحمد صفوت، وهو من تأليف محمد أمين راضي، وإخراج
محمد علي».
الشرق الأوسط في
18/03/2013
بعد منع فيلمه «عن يهود مصر» من العرض
المخرج أمير رمسيس: سأقاضي وزارة الثقافة المصرية
كتب الخبر: هيثم
عسران
بعدما قرر المخرج أمير رمسيس طرح أحدث أفلامه التسجيلية «عن يهود مصر»
في دور العرض واجه مشكلة أمنية لم يكن يتوقعها.
في لقائه مع «الجريدة» يتحدث أمير عن الأزمة التي أثارها الفيلم خلال
الأيام الماضية.
·
حدثنا عن قصة فيلم «عن يهود مصر».
تدور الأحداث حول حياة اليهود في مصر منذ كانوا جزءاً من نسيج
المصريين وحتى عام 1956 عندما اتخذت الإدارة السياسية آنذاك قراراً بترحيل
اليهود، وأرصد من خلال الفيلم ما مروا به من مشاكل، وكيف هاجروا من مصر.
·
ما هي المدة الزمنية التي
استغرقتها في التحضير للفيلم؟
ثلاث سنوات تقريباً، تنوعت بين التسجيل مع الأفراد وجمع المادة
التاريخية والمراجع والحوار مع الشخصيات اليهودية التي لا تزال تقيم في مصر.
·
أي مصادر اعتمدت عليها في كتابتك
للفيلم؟
استندت إلى الكتب التي تناولت هذه الفترة والشهادات من مؤلفي هذه
الكتب الذين يظهرون معي في الفيلم مثل الدكتور محمد أبو الغار وأحمد حمروش،
فضلاً عن تسجيلات مع اليهود المتبقين في مصر، خصوصاً في الإسكندرية وهذا
الجزء من الفيلم استغرق وقتاً طويلاً لمحاولة إقناعهم بالتسجيل، لا سيما أن
رسائل وصلتني من بعضهم بطريقة غير مباشرة أنه يجب عليهم التواصل مع أجهزة
الأمن قبل الحديث بأي وسيلة إعلامية، لذا افتقدت كثيراً منهم ولكن في
النهاية وجدت متحمسين للفكرة وافقوا على التسجيل معي.
·
كيف تم اختيار المنتج هيثم
الخميسي ليتولى إنتاج الفيلم؟
تربطني صداقة به منذ سنوات وعندما قررت تقديم العمل، اتفقت معه على أن
ينتجه، خصوصاً أنه تحمس له قبل أن أبدأ في كتابته، ورفضنا أن نتلقى دعماً
من أي جهة أوروبية أو عربية نظراً إلى حساسية الموضوع والطرح الموضوعي الذي
حاولنا تقديمه.
أدرك جيداً أن الدعم الأوروبي كان سيشترط تقديم وجهة نظر معينة مع
تجنيب الوجهة الأخرى. الأمر نفسه بالنسبة إلى الدعم العربي من المؤسسات
المهتمة بهذه النوعية من التجارب السينمائية، خصوصاً أن الجهة المنتجة تكون
لديها رسالة، لذا استفدت من اقتناع هيثم الخميسي بأهمية تقديم العمل.
·
هل كانت التكلفة المالية بمثابة
عائق؟
ساعدني كثيراً من هذه الناحية أشخاص مؤمنون بأهمية الفيلم ورسالته،
فمنحوني مادة تسجيلية وفيلمية من دون الحصول على مقابل، كذلك عمل عدد كبير
من الأفراد معي مجاناً، لذا لا نستطيع حتى الآن حساب ميزانية العمل بشكل
دقيق.
·
من صاحب فكرة عرض الفيلم
تجارياً؟
المنتجة إسعاد يونس، التي طلبت مشاهدة نسخة من الفيلم قبل أسابيع
وتحمست له، لذا قررت طرحه بثلاث من دور العرض السينمائية الكبرى في القاهرة
والإسكندرية، وعلى هذا الأساس طبعنا الفيلم وجهزناه للعرض السينمائي في
القاعات، لكني فوجئت بموقف الرقابة ورفضها التصريح به.
·
الرقيب اتهمك ومنتج الفيلم
بالتأخر في التقدم للحصول على التصاريح الخاصة بالعرض.
حصل الفيلم على إجازة بالعرض السينمائي سابقاً خلال مشاركته في
بانوراما الفيلم الأوروبي في أكتوبر الماضي. بالتالي، إن كان الفيلم قد عرض
في ذلك الوقت لما حدثت الأزمة، وقبل موعد العرض بأكثر من أسبوعين تواصلنا
مع رئيس الرقابة، وهي خطوة روتينية طبعاً، لكنه تأخر بسبب غياب المحاسب
وعدم تواجده، وعلمنا قبل ساعات من موعد الطرح بأن العمل لن يحصل على
التصريح لتحفظ إحدى الجهات الأمنية.
·
هل تعتقد أن السبب وجهة نظرك
الواضحة في الأحداث والتي أثارت كثيراً من الجدل؟
عمدت من خلال الفيلم إلى توثيق الخلط الذي حدث بين اليهود
والإسرائيليين وخطأ النظام السياسي آنذاك في استبعاد اليهود المصريين، وهو
أمر اعترف به عدد ليس بقليل من رجال النظام لاحقاً، فهل الأمن يدافع عن
قرار نظام مضى عليه أكثر من نصف قرن واعترف أفراده بخطئهم؟
·
لكن قد ترى الأجهزة الأمنية أن
التوقيت غير مناسب بسبب التصريحات التي صدرت عن قيادات في جماعة «الإخوان»
عن اليهود؟
لا علاقة لي بتصريحات أحد من المسؤولين، أنا مخرج ومؤلف مسؤول عن
فيلمي، وقصدت من خلاله توثيق فترة مهمة في التاريخ المصري، والمفترض أن
الأجهزة الأمنية لا علاقة لها بعملي وجهاز الرقابة هو صاحب الاختصاص الوحيد
في اتخاذ قرار إجازة الفيلم من عدمه.
لا أعرف كيف يحكم على إبداعنا أنصاف متعلمين من رجال الأمن أثبتوا
فشلهم الذريع في القيام بمهام عملهم، وكيف نناقش ما يحدث الآن وننتقده ولا
نستطيع الحديث عن قرار اتخذ قبل نصف قرن؟
·
هل ترى أن رئيس الرقابة الحالي
تخلى عنكم؟
عندما حصل الفيلم على إجازة عرضه سابقاً كان رئيس الرقابة سيد فتحي
أحد الداعمين له فيما كان لدى الرقيب السابق الدكتور سيد خطاب تخوف من
الفيلم وفكرته، فضلاً عن أن الرقيب الحالي شاهد الفيلم وسمح بتصديره إلى
الولايات المتحدة للمشاركة في أحد المهرجانات الدولية هناك. ولكن موقفه هذه
المرة غريب رغم تأكيده أن الإجراءات روتينية وأن التأخر لن يعوق الحصول على
التصريح المطلوب.
·
تردد أنك في صدد اتخاذ خطوات
تصعيدية؟
بالتأكيد. لن أترك حقي وحق المنتج بعد التعنت الذي حدث معنا، وسنلجأ
إلى القضاء حيث ندرس الخطوات القانونية للتصعيد ضد وزارتي الثقافة
والداخلية وهيئة الرقابة للمطالبة بالتعويض المادي مع الحصول على تصريح
بالعرض.
فجر يوم جديد: دجل وشعوذة سياسية!
كتب الخبر: مجدي
الطيب
في 15 أكتوبر الماضي، كتبنا مقالاً في هذه الزاوية بعنوان «يهود مصر»
يثأرون من «عبد الناصر»، أشرنا فيه إلى كم المغالطات الصارخة، والوقائع
المغلوطة، التي دسها المخرج الشاب أمير رمسيس في فيلمه التسجيلي الذي اختار
له عنوان «عن يهود مصر»، وأوحى من خلاله بأن يهود مصر حفنة ضحايا اضطهدهم
وطردهم عبد الناصر، ولم يكن في وسعهم سوى «الخروج»، لكن الحنين ما زال
يشدهم إلى العودة إلى مصر فور سقوط القوانين «الظالمة»، التي أصدرها عبد
الناصر ونظامه، ونزعت عنهم الجنسية وحق الإقامة!
يومها استغربنا توجه الفيلم ورؤيته وتوقيت طرحه، ورهان المخرج على
إقناع المصريين بأن الفارق كبير وشاسع بين «اليهودية» و{الصهيونية»، وأن من
يتحدث عنهم هم «أبناء مصر». لكننا رأينا أن من حقه طرح وجهة النظر التي
يريد بشرط ألا يتجاوز في حق الآخرين ويسيء إلى سمعتهم، مثلما فعل عندما
أطلق العنان لضيوفه للحديث عن التضييق والخناق الذي مورس عليهم، وبلغ ذروته
بواسطة «الضباط الأحرار» (عبد الناصر ورفاقه) عقب العدوان الثلاثي على مصر
عام 1956، وشططه في اتهام عبد الناصر بالخيانة، بعد تبنيه واقعة ملفقة
كذبتها مصادر وثيقة الصلة بنظامه، حول قيام هنري كورييل، صاحب الدور المؤثر
في الحركة الشيوعية في مصر، بإيفاد مندوب إلى «صديقه» د.ثروت عُكاشة
لإعلامه بأن ثمة خطة للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وأن عكاشة سلم
الخطة كاملة إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لكنه تجاهلها، ولم يفطن إلى
خطورة وجدية التحذير
(!)
لم تكن الواقعة الملفقة هي الثغرة الوحيدة في الفيلم «الغامض»، الذي
لم يُعرف أحد حتى هذه اللحظة حقيقة الجهة التي تقف وراء تمويله، فالمخرج
الشاب انتقى حفنة من اليهود الذين استقروا في فرنسا ليستمع إلى شهاداتهم،
ويروج لها، وتعمد ألا يلتقي «الشرذمة»، التي غادرت مصر لدعم «الوطن الأم»،
والإسهام في خروج حلم «أرض الميعاد» إلى الوجود، وركز على «الطاغية»، عبد
الناصر، الذي زج، وبطانته، باليهود «الأبرياء» في السجون، ولما رفضوا
مغادرة مصر لجأ إلى إصدار القرارات التي تقضي بسحب الجنسية منهم، وإلغاء حق
الإقامة لهم، وتجاهل المخرج، ومن ورائه، فضيحة «لافون» الشهيرة التي لجأ
اليهود خلالها إلى حرق المنشآت الأميركية والبريطانية في مصر للإيقاع بين
«الثورة» و{القوى الخارجية»!
في السياق نفسه، أوحى «رمسيس» بأن النكسة الحضارية التي أصابت مصر هي
نتيجة طبيعية لإقصاء اليهود المبدعين، وراح يُعاير المصريين بأنهم عرفوا
الفن والثقافة والإبداع، على أيدي اليهود الذين شكلوا وجداننا، وصال وجال
بالكاميرا ليقدم الدليل على أن كل ما في مصر «يهودي»، سواء البنايات
الشاهقة التي كان لهم فضل تشييدها أو المتاجر الفارهة التي أسسوها، واختتم
الفيلم بالدعوة إلى رد الحقوق التي استولت عليها الثورة، و{الضباط
الأحرار»، إلى أصحابها «اليهود»، بعد إقرار «حق العودة»!
عُرض فيلم «عن يهود مصر» في بانوراما الفيلم الأوروبي (أكتوبر 2012)،
وشارك، كما تقول وثائق الرقابة، في مهرجان بالم سبرينجز في ولاية
كاليفورنيا الأميركية (ديسمبر 2012)، لكن يبدو أن الجمهور المصري هو
المستهدف من رسالة الفيلم، ومن ثم جرى اتفاق بين مخرجه أمير رمسيس ومنتجه
هيثم الخميسي من جانب والمنتجة إسعاد يونس من جانب آخر على ضرورة عرضه في
الصالات التجارية، التي لا ترحب مُطلقاً بهذه النوعية من الأفلام التسجيلية
والروائية القصيرة. لكن إسعاد تخطت، لسبب ما، الأعراف والتقاليد وتجاوزت
الصعاب وتحدت الجميع، وفتحت أبواب ثلاث صالات تُديرها في القاهرة
والإسكندرية للترحيب بالفيلم «مشبوه التوجه» قبل أن تتدخل جهة أمنية
سيادية، قبل يوم من العرض التجاري في 13 مارس الجاري وتحظر عرض الفيلم،
الذي تحيط فكرته وإنتاجه وإصراره على التواجد في الصالات التجارية الكثير
من علامات الاستفهام والريبة!
بالطبع هدد منتجه باتخاذ الإجراءات القانونية ضد وزارتي الثقافة
والداخلية وجهازي الأمن الوطني والرقابة، وسعى، كما جرت العادة في مثل هذه
الأحوال، إلى حشد المثقفين والمبدعين والمفكرين ومنظمات المجتمع المدني،
للتعاطف مع «يهود مصر»، وتحريض المجتمع المصري على الدفاع عن حقهم في
«الوجود» في صالات العرض المصرية، وزعم، في بيان أصدره وتداولته مواقع
التواصل الاجتماعي، أن ما يحدث له وللفيلم بمثابة إرهاب للفكر وقمع
للإبداع، بينما يُدرك كل من يُشاهد الفيلم، ويقرأ ما بين سطوره، ومشاهده،
أنه لا يعدو كونه نوعاً من «الدجل العاطفي والشعوذة السياسية»!
هل تضاعف الأفلام «منخفضة التكلفة» أزمة السينما؟
كتب الخبر: جمال
عبد القادر
«سبوبة، حصل خير، عبده موتة، هو فيه كده!!»... وغيرها من أفلام قليلة
التكلفة والقيمة تسيطر على الساحة السينمائية راهناً، فبدل أن ينتج صانعو
السينما أفلاماً تعيد الجمهور إلى السينما إذا بهم ينتجون أعمالاً رديئة
تزيد من انحدار السينما وعزوف الجمهور عنها. ما الأسباب الكامنة وراء
انتشار هذه الظاهرة المسيئة إلى السينما والسينمائيين؟
يرى المخرج سامح عبدالعزيز أن معظم الأفلام منخفضة التكلفة أنتجها
أشخاص مجهولون أو خاضوا الإنتاج السينمائي للمرة الأولى، متهماً كبار
المنتجين بالتقاعس والتخاذل لتوقفهم عن الإنتاج وابتعادهم عن السينما
وتركها فريسة لمجهولين من دون سبب واضح، مع العلم أن أفلاماً كبيرة مثل
«ساعة ونص» و{إكس لارج» و{تيتة رهيبة» نجحت، وأن الجمهور يقصد السينما
عندما تعرض أفلام جيدة.
يضيف أن التاريخ السينمائي سيذكر هذه المرحلة السيئة التي تمر بها
السينما وموقف صانعي السينما المتفرج على انحدارها.
بدورها توضح المخرجة مريم أبو عوف أن من الطبيعي وجود مثل هذه الأفلام
إلى جانب أفلام جيدة، فليس كل من يعمل في السينما يعي دورها وأهمية أن يقدم
فناً جيداً.
تضيف: «أرى المستقبل أفضل مع السينمائيين الجدد وظهور السينما
المستقلة، ما يساعد على الحدّ من هذه الأفلام الرديئة، ورغم انتقادي
للأفلام السيئة التي يقدمها السبكي إلا أنني أعترف بأنه يقدم أفلاماً جيدة
أيضاً مثل «ساعة ونص»، وتمثل عودة المخرج الكبير محمد خان مكسباً للسينما».
لا ترى مريم مبرراً لغياب كبار المنتجين وترك السينما فريسة لهؤلاء
المتطفلين في ظل إقبال الجمهور على الأفلام الجيدة.
فوضى الأخلاق
يلاحظ المستشار الإعلامي للشركة العربية عبد الجليل حسن أن الأفلام
منخفضة التكلفة ظهرت في فترات فوضى الأخلاق والإبداع واختلال معايير
المجتمع، عازياً هذا الواقع إلى أشخاص خاضوا مجال الإنتاج بهدف الربح
السريع من دون النظر إلى القيمة التي يقدمونها.
يضيف: «عزاؤنا الوحيد أن هذه الأفلام تظهر إلى جانب أفلام جيدة تجعلنا
نشعر أن ثمة أملا في رؤية سينما جدية، وثمة من يريد الخير لصناعة السينما
ويحاول تقديم فن متميز يعلي من قيم المجتمع}.
ترجع الناقدة ماجدة خيرالله هذه النوعية من الأفلام إلى الثمانينيات
مع بداية ظهور الفيديو، تقول: «دائماً نجد أفلاماً جيدة مثل «ساعة ونص»
وأفلاماً سيئة مثل «حصل خير» و{سبوبة». قريباً سنرى فيلم «فبراير الأسود»
إلى جانبه فيلم رديء، هكذا هي السينما».
تضيف ماجدة أن منتجي الأفلام الرديئة لا يخاطبون جمهور السينما بل
القنوات الفضائية التي تحتاج إلى أفلام كثيرة لملء ساعات الإرسال، وتشتري
بالتالي أي فيلم مهما كان رديئاً، ما يشجع المنتجين على تقديم هذه النوعية
لضآلة الكلفة وضمان البيع والربح من دون النظر إلى القيمة الفنية.
أما الناقد محمود قاسم فيؤكد أن «السينما تمرّ بفترات انحدار وانكسار
نتيجة تغيّر ذوق الجمهور أو جيل صانعي السينما، كما حدث في التسعينيات
عندما كنا ننتج أفلاماً قليلة لا يتجاوز عددها العشرين فيلماً، ومع ظهور
جيل محمد هنيدي عادت الحياة إلى السينما».
يضيف قاسم: «تفرض نوعية الجمهور نوعاً معيناً من الأفلام، وهو ما حدث
عندما اتجه معظم المنتجين إلى إنتاج أفلام من نوعية «شارع الهرم» و»عبده
موتة»، لأن جمهور السينما الحالي من نوعية بطل الفيلم الأخير، لندخل من ثم
في دائرة جديدة من الأفلام الرديئة. لكن بعد فترة من الانحدار والإسفاف، لا
بد من أن تستقر الأمور وتعود السينما إلى سابق عهدها وتنتج أفلاماً جيدة».
طفيليون
يرجع الناقد رفيق الصبان ظهور الأفلام السيئة إلى توقف كبار المنتجين
والشركات المعروفة عن الإنتاج، ما دفع الطفيليين على المهنة إلى استغلال
الوضع بأفلام المقاولات.
ويشبّه هذه الأفلام بالفستق السوداني الذي يستخدم للتسلية وتنتزع
قشرته لتلقى على الأرض، محملاً المسؤولية إلى المنتجين الذين فضّلوا صناعة
أفلام رخيصة وساهموا في انتشارها.
يؤكد أن هذه النوعيات لا علاقة لها بالسينما من قريب أو بعيد، لافتاً
إلى أن نجاح «شارع الهرم» من بطولة سعد الصغير، و{عبده موتة» من بطولة محمد
رمضان أغرى المنتجين على الإقبال على هذه النوعية من الأفلام.
يرى أن أفلام المقاولات لن تنجح في صنع تاريخ سينمائي لها أو تبقى في
ذاكرة الجمهور بعد رفعها من دور العرض، وهي نتاج لعثرات اقتصادية خلال
السنوات الأخيرة، لذا يتوقع اختفاءها سريعاً معتمداً على ذوق جمهور السينما
الذي لم يتجاوب معها بدليل فشل فيلم «سبوبة» لراندا البحيري في تحقيق أدنى
إيرادات، و{هو فيه كده!!» أيضاً.
بدوره يحمّل الناقد يوسف شريف رزق الله مسؤولية ظهور هذه الأفلام إلى
المنتجين من جهة وكبار نجوم السينما الذين رفضوا الإنتاج لأنفسهم، باستثناء
أحمد حلمي، من جهة أخرى، منتقداً إقبال منتجين «غير معروفين» على إنتاج
أفلام تهدد سمعة السينما المصرية.
يضيف أن فترة الثمانينيات شهدت ازدهار أفلام مقاولات، وأن الإنتاج
السينمائي اليوم يختلف عن الماضي عندما كان كبار الفنانين، على غرار فاتن
حمامة ومديحة يسري وأنور وجدي وفريد شوقي وكمال الشناوي، يخوضون تجربة
الإنتاج لأنفسهم، وكان الإنتاج ضخماً وغزيراً ويحمل مضموناً وفكراً.
يتساءل رزق الله عن موازنة أفلام المقاولات وصفة صانعيها المغمورين
فنياً وإنتاجياً وتصاريح تصوير تلك الأفلام، مطالباً بكشف هويتهم وشهاداتهم
التي يحملونها من معهد السينما بصفتهم مخرجين، مؤكداً أن هذا الإنتاج يسيء
إلى السينما المصرية قائلاً: «سيفقد الجمهور الثقة بالصناعة السينمائية
بسببها».
الجريدة الكويتية في
18/03/2013
فعلها خالد صالح فمن غيره من الفنانين
علا الشافعى
فعلها النجم خالد صالح ومد يد العون لمهرجان الأقصر للسينما
الأفريقية، والذى كان محكوما عليه بالتوقف بعد أن رفعت بعض الهيئات الرسمية
يدها عن المهرجان، قبل افتتاح فعالياته بأيام قليلة، وهو ما وضع إدارة
المهرجان فى مأزق حقيقى، فالضيوف الأجانب ينتظرون المجىء إلى الأقصر
مشاركين فى التظاهرات المختلفة للمهرجان المهم، والذى يعمل على تقوية
الأواصر بالثقافة الأفريقية، رغم أن المسؤولون لا يملون من التصريح بأهمية
وحتمية عودة مصر إلى أفريقيا، والدور الذى يجب أن تلعبه الثقافة والإعلام
فى هذا الشأن، ولكن على أرض الواقع ورغم التصريحات الوردية والجولات
المكوكية لهشام قنديل رئيس الوزراء وحكومته إلى الدول الأفريقية، والحديث
الجاد عن دور مصر الأفريقى، ولكن على أرض الواقع لا تبذل المؤسسات الرسمية
جهدا فى هذا الإطار، بل على العكس قد ينظر بعضها إلى مهرجانات السينما على
أنها كلام فارغ، ولا يجوز الإنفاق عليها، وتقتصر نظرتهم لها على الحفلات
والفساتين السواريه التى ترتديها النجمات، وهو أمر أبعد ما يكون عن الحقيقة
فالمهرجان ليس فقط حفلى الافتتاح، والختام بل هناك عروض لإنتاجات سينمائية
متنوعة ومختلفة تحمل ثقافات مختلفة وعوالم حياتية لثقافات تتابين فيما
بينها، وأيضاً ترصد الكثير من المشكلات، وتؤرخ لمجتمعات ودول وحضارات وهناك
أيضاً الندوات والورش التدريبية، والتى يلتقى فيها الفنانون وصناع السينما
لتبادل الخبرات والرؤى حول الكثير من القضايا والهموم، ولكن يبدو أن الأمر
فى زمن الإخوان لن يكون سهلا على الفن وأهل الفن، والذين باتوا يتعرضون
للحصار والكثير من المضايقات، لذلك تأتى مبادرة النجم خالد صالح لتؤكد أن
من سيدافع عن الفن هم أهل الفن ومن سيعمل على استمراره هم أنفسهم نجوم
السينما والدراما والمسرح والذى أعطاهم الفن الكثير، لذلك وجب عليهم الوقوف
سويا من أجل تشكيل حركة داعمة لكل الأنشطة الفنية، وعليهم أن يبحثوا عن صيغ
مختلفة لأشكال هذا الدعم، لأن بقاء المهرجانات والتظاهرات الثقافية
المختلفة هو الأهم فى هذه الظروف السياسية الحرج، ونقطة النور فى هذا
الظلام، ليعرف الظلاميون ومن يرغبون فى عودة المجتمع للوراء، «وحصر الفنون
فى بدلة الرقص وفستان فلانة أو تصريح علانة» أن الفن هو الأبقى، وأن حضارات
الأمم تقاس بمدى احترامها للفن والفنانين، بمعنى آخر ماذا تسمع وماذا ترى،
ويبدو أن خالد صالح بخبرته ورؤيته لحال المجتمع أدرك جيدا أن عليه دورا يجب
ألا يتوانى عن القيام به، وبادر بدعم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية
وأنقذه بعد أن رفعت بعض المؤسسات الرسمية يدها إيمانا منه بدور السينما
وأهميتها، أو كما قال هو رد جميل للسينما والتى منحته الكثير، فعلها خالد
فهل يحذو حذوه باقى النجوم ويتكاتفون معا من أجل الإبقاء على الفن المصرى؟
الرقابة على المصنفات الفنية ترد على بيان أصحاب فيلم "يهود
مصر"
كتب بلال رمضان
قال الدكتور عبد الستار فتحى رئيس الإدارة المركزية للرقابة على
المصنفات الفنية، فوجئت كمسئول عن الرقابة على المصنفات الفنية ببيان تم
توزيعه على جميع وكالات الأنباء وكافة الصحف والقنوات الفضائية، يؤكد فيه
كل من أمير رمسيس مخرج الفيلم الوثائقى حارة اليهود أو عن يهود مصر وهيثم
الخميسى منتج الفيلم، أن الرقابة على المصنفات الفنية رفضت منح الشركة
المنتجة للفيلم تصريحاً بالعرض العام، مما وضع أصحاب الفيلم فى مأزق
باعتبار أن الفيلم قد حصل من الرقابة على كافة التراخيص اللازمة، كما حصل
على ترخيص بالعرض ضمن أفلام بانوراما الفيلم الأوروبى، وأنهما أى المخرج
والمنتج، يحملان وزارة الثقافة والرقابة على المصنفات الفنية ووزارة
الداخلية والأمن الوطنى تبعة ما حدث.
وللحقيقة نؤكد أن هناك مغالطة واضحة وسوء فهم لدى صانعى الفيلم
المذكور، وهو ما يجب توضيحه فيما يلى:
أولا: الفيلم المذكور لم يصدر له سوى ترخيص بالتصوير فى عام 2010،
وحين أصبح الفيلم فى صورة أسطوانة مصورة تم عرضها على الرقابة بغرض
المشاركة فى أسبوع بانوراما الفيلم الأوروبى فتمت الموافقة على عرض الفيلم
ضمن هذا الأسبوع، وهى موافقة محددة ببداية ونهاية أسبوع الفيلم وليست
ترخيصاً بالعرض العام، كما يتصور أصحاب الفيلم، كما تم تصدير الفيلم إلى
الخارج للمشاركة فى فعاليات سينمائية محددة تنتهى الموافقات عليها بانتهاء
هذه الفعاليات.
ثانياً: فوجئت صباح يوم الاثنين الموافق 11/ 3/2013 بحضور هيثم
الخميسى إلى مكتبى يطلب الحصول على ترخيص بالعرض العام للفيلم المذكور،
مؤكداً أنه تم حجز قاعات لعرض الفيلم فى القاهرة والإسكندرية، كما تم تحديد
موعد للعرض هو 13/3/2013 فأخبرته بأنه ما كان يجب أن يحدد موعداً للعرض قبل
الحصول على ترخيص بالعرض العام، خصوصاً أن الفيلم وثائقى ومسجل على أسطوانة
وهناك إجراءات لابد من اتخاذها لمنح الترخيص بالعرض العام، كما أن القانون
قد حدد مدة شهر للحصول على مثل هذا الترخيص قد تمتد أحياناً إلى ثلاثة أشهر
"بحسب المادة 4 من قانون الرقابة رقم 430 لسنة 1959 والمعدل بالقانون 38
لسنة 1992".
فرد بأن ما حدث قد حدث وأنه قد أسس دعاية الفيلم على هذا الموعد وعلى
الفور شرعت فى إجراءات منح الترخيص المطلوب وطلبت منه نسخة من شريط الفيلم
فجاءنى فى اليوم التالى بالأسطونة المسجل عليها الشريط وهو يكرر طلبة
بالإسراع فى إصدار الترخيص حتى يلحق بموعد العرض وفى اليوم التالى بدعوة أن
الفليم قد تم الترخيص به من قبل، فأخبرته بأن الترخيص بالعرض العام يختلف
عن أى ترخيص آخر وعليه ألا يعول على الموعد الذى حدده هو لعرض الفيلم، لأن
هناك إجراءات كما قلنا لابد من اتخاذها، أما مسألة تحديده لموعد العرض فى
اليوم التالى وما أطلقة من دعاية تبعا لهذا الموعد فهذه مشكلته هو وليست
مشكلة الرقابة.
ثالثا: إذا كان السادة القائمون على هذا الفيلم الوثائقى لا يدركون أن
الترخيص بالعرض العام يختلف أن أى تراخيص أخرى فهذه مشكلتهم، حيث إن المادة
الثانية من القانون رقم 430 لسنة 1955 تنص على أنه "فى حالة عرض الأنشطة
السينمائية أو ما يمثلها عرضاً عاماً تكون الرقابة فى هذه الحالة أوسع من
الرقابة المنصوص عليها فى الفقرات السابقة ـ تراخيص التصوير والنسخ
والتصدير وخلافه ـ إذا أن خروج المصنف الخاضع للرقابة من مرحلة التحضير
والإعداد الى حيز العرض"، أى العرض العام "ما يجعله أكثر خطراً إذا ما تضمن
أى مخالفة للآداب العامة أو النظام العام، لذلك وجب الحصول على ترخيص للعرض
العام مادام سيتم فى مكان عام سواء قصد بهذا العرض الاستغلال أو لم يقصد
منه ذلك، ويخرج عن نطاق هذه الفقرة العرض الذى يتم فى الأماكن الخاصة
كالمنازل"، هذا بالنسبة للفيلم السينمائى الروائى العادى فما بالنا بالفيلم
الوثائقى والذى يتعرض لحياة اليهود فى مصر، وهو الأمر الذى قد يثير بعض
التساؤلات والتحفظات لدى البعض.
رابعاً: تقدم أصحاب الفيلم إلى الرقابة بغرض الحصول على ترخيص بالعرض
العام للفيلم الوثائقى فى 11/3/2013 أى قبل أسبوع من الآن، الأمر الذى
يتطلب بعض الوقت لإنهاء الإجراءات اللازمة لمنح هذا الترخيص.
اليوم السابع المصرية في
18/03/2013 |