بعد حصوله على الجائزة الكبرى في مهرجان الداخلة في المغرب عن فيلمه
«مريم»، ها هو المخرج باسل الخطيب يتكلم هنا عن هذه التجربة، مجاهراً
بعشقه لفن الصورة التي لطالما كان شاعرها حتى في أعماله التلفزيونية، مصراً
على تدوين الزمن العربي سينمائياً بعد استهلاك المشاهد بساعات بث تلفزيونية
لم تشكل ذلك الوعي الجمعي الذي تحققه السينما.
•دعنا نعرف بداية رأيك بمقاطعة بعض المهرجانات
الدولية والعربية للفيلم السوري، ولاسيما أن فيلمك الجديد «مريم» تعرّض
لذلك في مهرجان دبي الأخير؟
••مع الأسف مقاطعة الفيلم السينمائي السوري ليست جديدة في
المهرجانات الدولية والعربية، ولاسيما أننا عانينا كفنانين سوريين من هذا
الأمر عبر مقاطعة الفضائيات العربية جزءاً كبيراً من الدراما التلفزيونية،
الآن يتكرر الشيء ذاته مع الأفلام السورية في مهرجان دبي الدولي، حيث كان
من المقرر أن تشارك ثلاثة أفلام سورية في فعاليات الدورة الماضية لهذا
المهرجان هي «العاشق» لعبد اللطيف عبد الحميد، و«صديقي الأخير» لجود سعيد
وفيلمي الجديد«مريم» والغريب في الأمر أن هذه الأفلام الثلاثة تم إدراجها
في برنامج المهرجان، ووجهت لنا الدعوات للحضور، لكننا فوجئنا قبل عشرة أيام
من افتتاح هذه التظاهرة برسالة موجهة من إدارة مهرجان دبي تعتذر لنا عن
رفضها عرض الأفلام السورية، وبحجة واهية وغير مقبولة؛ مفادها أن القائمين
على المهرجان لا يوافقون على مشاركة أفلام سورية من إنتاج وزارة الثقافة
السورية، أو المؤسسة العامة للسينما، كونها تتبع لجهة حكومية رسمية، ولذلك
تم استبعاد هذه الأفلام من برنامج المهرجان، لكنني أعدّ ذلك طبيعياً في
سياق أن جميع مهرجانات العالم مسيسة بالضرورة، حتى في مهرجان «كان»
الخيارات السياسية لهذه الدولة أو تلك هي التي تحسم الأمر تجاه تقييم هذا
الفيلم أو ذاك، فما بالك إن كانت هذه المهرجانات عربية؟ اللافت أن إدارة
مهرجان دبي اتصلوا بي بعد منع عرض فيلم «مريم» لديهم، قائلين لي بالحرف
الواحد: إن الأمر خارج عن إرادتهم، وإنهم امتثلوا لقرار سياسي يمنع عرض
«مريم» وبقية الأفلام السورية، لكنهم عبروا لي عن أسفهم لغياب السينما
السورية التي فقدوا بغيابها تجارب سينمائية مهمة، ما يترك انطباعاً لدينا
كسينمائيين أن رحلة الفيلم السوري ستكون رحلة صعبة في أي مشاركة مستقبلية
في مهرجانات عربية أو دولية، لكنه في الوقت ذاته يترك تحدياً لدى الفنانين
السوريين لعرض أفلامهم، كون جزء كبير من هذه المنافذ سيكون مغلقاً
بالتأكيد، وهذا ما حققه فيلم «مريم» بمشاركته في مهرجان «الداخلة» في
المغرب وحصوله هناك على الجائزة الكبرى، إضافةً لعرضه في قلب أوروبا عبر
مهرجان لاهاي في هولندا وبحضور جماهيري كبير من النقاد والإعلاميين
والجاليات السورية في الخارج، إضافةً للجمهور الأوروبي.
-
•لماذا
تناول الفيلم فترة نكسة حزيران عام 1967, دامجاً إياها مع زمن خروج
العثمانيين من سورية 1918 وصولاً إلى زمننا الراهن؟
••إن اختياري لتناول فترة نكسة 1967 في فيلم «مريم» نبع من قناعة
موجودة لدي ووردت على لسان شخصية الفيلم الرئيسة «مريم» التي لعبت دورها
الفنانة سلاف فواخرجي عندما تقول: «إن هذه الحرب لم تكن مجرد حرب عسكرية
خسرنا فيها الأراضي» بل كانت هزيمة في عمق وروح المواطن العربي، ولاسيما
وقعها في نفس وروح المثقف العربي.. تركت وصمتها في مجمل الأعمال الأدبية
والفنية التي قدمت فيما بعد عن هذه الهزيمة، ولذلك تطرح «مريم» ذلك السؤال
على الجندي «عبد الله»: هل انتهت الحرب فعلاً؟
سؤال لا يستطيع وقتها «عبد الله» الإجابة عنه إلا بعد موت «مريم» في
ساحات مدينة القنيطرة، وصولاً لمقولة الفيلم: «إن هناك دائماً من تجب عليه
التضحية بحياته من أجل أن يعيش الآخر في وطنه عزيزاً كريماً»، وفي ذلك تكمن
روح وطنية تجلت في دور الجيش العربي السوري، وهو لا يحتاج إلى أي شروحات أو
دلالات، وهذا ما حاولت إيصاله عبر مشاهد متعددة في الفيلم، وهنا دعني أقول:
إنني لا أحب أن أصادر قراءة المشاهد، فالفيلم مفتوح على كل القراءات،
ولاسيما المشهد الأخير من «مريم» حين يتدخل الجندي السوري «عبد الله»
ويساعد على خروج السيارة من المستنقع، وهنا تأكيد على الدور النبيل
والإنساني الذي يقوم به الجندي العربي السوري تجاه شعبه وأرضه، وهو الدور
الذي سيقوم به مستقبلاً، فالشخصيات التي كانت في السيارة هي الشخصيات التي
تمثل تاريخ وطن بأكمله.
•كم تطل اليوم «مريم» بأزمنتها الثلاثة على الأزمة
السورية الراهنة؟
••أعتقد أن «مريم» هو حالة سينمائية تشبه إلى حد كبير الحالة
السورية التي لطالما أكدت على العيش المشترك بين جميع شرائح المجتمع
السوري, الذي لطالما كانا أنموذجاً استثنائياً في تأكيده على اللحمة
الوطنية وعدم قدرة الآخر على زعزعتها تحت أي ظرفٍ كان، حتى في الأزمة
الراهنة اليوم تستطيع رؤية ذلك على الرغم من كل الذي تحاول الميديا ترويجه
أو اختلاقه على الأرض، ولهذا يمكنني أن أذكرك هنا بمشهدين حاولت عبرهما
الإطلالة على دمشق اليوم، ولكن أدع ذلك لقراءة النقاد وللجمهور الذي شاهد
الفيلم مؤخراً في «سينما سيتي» ولاسيما في مشهد الفرس العربية التي تنهض في
نهاية الفيلم من وحلها، وهذا أيضاً له إسقاطاته وواقعيته في ضوء ما يحدث
اليوم في هذا الليل العربي الطويل، لكنه لا يخلو أيضاً من فسحة أمل، وهنا
أتذكر عبارة لأحد الأصدقاء الذين شاهدوا الفيلم، حين قال لي إنه «شاهد في
الفيلم أربع مريمات وليس ثلاثاً، فالفرس العربية هنا هي مريم الرابعة»،
فمهمة السينما الأساسية هي تقديم جرعة من التفاؤل والأمل، ولهذا أتت قفزة
الفرس العربية تحت المطر في نهاية الفيلم تحريراً نفسياً وعاطفياً وجمالياً
لروح عربية تسعى للانعتاق، فالفن من دون هذه الجرعات النفسية أعتقد بأنه
سيكون ناقصاً وليس مكتملاً.
•التصوير في القنيطرة وعلى بعد أمتار قليلة من
فلسطين، كيف توصف للقارئ هذه التجربة؟
••بالتأكيد التصوير في مدينة القنيطرة كان تجربة غنية جداً وتركت
أثراً كبيراً في نفسي، ولاسيما أنني وفريق الفيلم كنا نصور على بعد أمتار
قليلة من الأراضي المحتلة، لكن ما ترك عظيم الأثر في داخلي هو تلك الكتابات
التي رأيتها بأم العين على جدران البيوت التي دمرها العدو الإسرائيلي، تلك
الكتابات التي نقشها جنود سوريون ومواطنون مدنيون أتوا من كل أرجاء سورية،
وهي جميعها كتابات تدل على عمق الانتماء لهذه الأرض، وعن ذلك الشعور الوطني
العالي تجاه الأرض، وهذه ليست محض كتابات على جدران، بل هي مواقف دوّنها
أناس أتوا من الجزيرة السورية مثلهم مثل الذين أتوا من دمشق واللاذقية وحمص
وحماة وحلب، فجميع تلك الكتابات الحائطية كانت دائماً تصر على العودة إلى
الأرض والدفاع عنها حتى النهاية.
•استعنت في الفيلم بمقولة للشاعر الفلسطيني الراحل
يوسف الخطيب: «لقد خسرنا كل شيء ولم يتبقى لنا سوى الحب». هل نستطيع فهم
هذه المقولة في موقف شخصية «مريم 2012»؟
••كل الخيارات في الفيلم تخضع في النهاية لمقولة الفيلم نفسها،
فالحرب التي تخوضها «مريم- 2012» هي حرب أخلاقية، حرب ضد المساومات، ضد
التخلي عن القيم، ولاسيما في موقف هذه الفتاة من جدتها التي يصر الأب والأم
على وضعها في مأوى للعجزة، فلقد أدركت «مريم» هنا أن ترك جدتها في دار
للمسنين هو ترك لتاريخ بأكمله في مأوى للعجزة، ترك للذاكرة الجمعية،
ولمستقبل وطن، فهو تخل ما بعده تخل عن كل هذه الذاكرة، ولهذا رفضت حتى
النهاية خيار أبيها وأمها، ممانعةً ترك هذا التاريخ للمجهول، وهذا ما نراه
اليوم عند بعضهم من خلال لحظة التخلي التي يخوضونها تجاه ذاكرتهم الوطنية
والشخصية.
•احتراق «مريم 1918» كان خياراً قاسياً، كيف ترى
إلى هذا المصير الذي واجهته الأغنية باحتراقها بهذه الطريقة؟
••هذا مصير الطفولة في زمن الحرب، حتى عندما تكون هذه الطفولة
بعيدة تماماً عما يحدث، وهي بريئة، وغير معنية بشكل مباشر في الأحداث إلا
أن الحرب تصل إلى الجميع، تصل حتى إلى تلك الصبية الصغيرة «مريم» التي كانت
تريد فقط أن تغني، إلا أنه لا يكتب لها أن تكمل هذه الأغنية، فيحكم عليها
بالاحتراق والموت مخنوقةً بأغانيها وبدماها الطينية التي تضمحل تحت أمطار
جنازتها.. كذلك تواجه «مريم 1967» بندقية الجندي الإسرائيلي بعد أن خسرت
ابنتها، واغتصبت في ساحات مدينتها القنيطرة، حيث يصبح الموت والحياة لها
سيان، ولذلك يخاف العدو من حالة هذه المرأة التي لم تعد الحياة بالنسبة لها
مهمة، أعتقد أن هزيمة حزيران ظلت في الوجدان العربي حتى عصرنا هذا، فقد
دفعنا الكثير من التضحيات، لكن الهزيمة ظلت تطالبنا بدفع المزيد من الضرائب
النفسية، لكنه في بقاء ابنة «مريم» على قيد الحياة الكثير من الأمل الذي
أصر دائماً عليه في السينما.
•تداخل الأزمنة في الفيلم قدم جهداً استثنائياً في
صياغة فيلم راق من الناحية البصرية والتقنية لم نشاهده في معظم التجارب
التي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما؟
••في الواقع لا أريد أن أقيم تجارب أحد من السينمائيين السوريين،
لكنني أؤكد أن أحد أسباب نجاح فيلم «مريم» هو التحضير الجيد لتحقيق فيلم
سوري على درجة عالية من الجودة البصرية، والتقنية، إضافةً إلى وضوح في
الرؤية التي سيطل عبرها الفيلم على الجمهور، ناهيك عن بالفترة الكافية التي
استغرقتها العمليات الفنية من مونتاج وشغل على الصوت وتصحيح الألوان
والغرافيك، فلقطة الفرس التي تحدثنا عنها على سبيل المثال عمل عليها فريق
كامل من المختصين طوال شهرين من الزمن، ولقطة انهيار برج الكنيسة في مدينة
القنيطرة أخذت ما يقارب الأربعة أشهر من العمل المتواصل، ما قدم تالياً
إضافات جمالية وبصرية على بنية الفيلم وصياغته النهائية التي شاهدها
الجمهور في صالة العرض، ولذلك لا أفهم حتى الآن حجم هذا التقصير في صناعة
الفيلم السوري، فمن خلال تعاوني مع المؤسسة العامة للسينما لم أصادف أي
صعوبات، بل على العكس، فمن اللحظة التي تقر فيها المؤسسة السيناريو يصبح
المخرج سيد كل شيء، فكل ما يطلبه يكون موجوداً، ولذلك فعلاً لا أفهم حتى
الآن ما هي دواعي خروج فيلم سوري بمواصفات رديئة، وكل شيء يطلبه مخرج
الفيلم توفره المؤسسة وفي أفضل الشروط، وهذا يطرح سؤالاً عن معظم الأفلام
التي اشتغلها مخرجون معروفون لم تخرج بالصورة الفنية والتقنية المطلوبة؟
•هل نستطيع القول: إن باسل الخطيب اتجه أخيراً
لتحقيق حلمه السينمائي بعد سنوات من العمل وراء كاميرا الدراما
التلفزيونية؟
••بعد فيلم «الرسالة الأخيرة» الذي أنجزته قبل ثلاثة عشر عاماً،
بقيت أعمل في التلفزيون وعيني على السينما، لكنني في الوقت نفسه مدين جداً
لتجربتي في التلفزيون، فلولا هذه السنوات الطويلة في العمل وراء كاميرا
التلفزيون لم تكن لتتشكل لدي هذه المعرفة الأكيدة بما أريد أن أقدمه
للجمهور، والأهم كيف أقدمه، لكنني على يقين أن فكرة المسلسل ذي الثلاثين
حلقة سوف تتراجع وتتلاشى، كوننا سنقبل على زمن لن يستطيع فيه المشاهد
متابعة مسلسل يمتد على ثلاثين يوماً من العرض اليومي، فمثلما كان الماضي
للسينما، المستقبل أيضاً سيكون للفن السابع، ولهذا أتمنى فعلاً أن أستطيع
التفرغ لمشروعي السينمائي رغم كل ما قدمته على مدى سنوات عديدة من شغلي في
التلفزيون، فالفيلم السينمائي هو الأبقى دائماً في الذاكرة والوجدان الجمعي
لأي شعب من الشعوب المتحضرة أكثر بما لا يقاس من المسلسل التلفزيوني، أما
عن مسلسل «حدث في دمشق» الذي بدأت منذ أسبوعين تصويره لمصلحة المؤسسة
العامة للإنتاج التلفزيوني عن رواية «وداد من حلب» للكاتب قحطان مهنا
وسيناريو عدنان العودة، فهو عمل ليس بعيداً عما نعيشه اليوم، فالمسلسل
يتحدث عن المجتمع الدمشقي في أربعينيات القرن الفائت وصولاً إلى مطلع
الألفية الثالثة، طارحاً قدراً كبيراً من الأفكار والأحداث بعد غيابي سنتين
عن الدراما السورية، ورغم الظروف الصعبة التي تحقق فيها هذا المسلسل، كغيري
من الزملاء الذين يشتغلون على أعمال أخرى، إلا أني حريص مع كادر المسلسل
على أن نقدم عملاً يليق بسمعة الدراما السورية، وهناك حماسة وإيمان بإكمال
هذه التجربة بأفضل شكل ممكن، لكن من المهم القول: إن السينما هي الضرورة
الثقافية اليوم في بلادنا، بعد سنوات من الانتشار الهائل للفضائيات العربية
التي دعمت الأعمال التلفزيونية، وهذا أيضاً من تبعات نكسة 67، أتذكر هنا
فيلم «الخروج» الذي أنتجته هوليوود أواخر خمسينيات القرن الفائت عن رواية
لكاتب يهودي صهيوني اسمه ليون أوريس، هذا الفيلم الذي تحدث عن عودة اليهود
إلى فلسطين وقيام ما يدعى بـ الكيان الإسرائيلي، عندها قُدّم هذا الفيلم في
أوروبا وأمريكا وبدعاية كبرى من صالات العرض، حتى أن غولدامائير رئيسة ما
يدعى بالحكومة الإسرائيلية قالت عن هذا الفيلم: إنه حقق لـ «إسرائيل» من
الانتصارات ما لم تحققه كل الحروب مجتمعة التي خاضتها ضد العرب.
samerismael@yahoo.com
تشرين السورية في
21/04/2013
ابتداء من الفيلم الصامت وحتي البعد الثالث وايماكس
استثمار غريزة الخوف وتصنيع الرعب.. منجم ذهب للسينما
خيرية البشلاوى
الترخيص بالقتل.. باثارة الفزع.. بالترويع. يبث القشعريرة في
الشرايين. بتثبيت الناس في أماكنهم. وانبراز مشاعرهم. باسالة الدماء.
بالقتل.. الخ.. هذا الترخيص يعتبر من الأمور المتاحة وبسهولة أمام صناع
السينما وتحديدا من خلال نوعية "أفلام الرعب".
استثمار غريزة الخوف يعتبر أحد مصادر الربح. والمفارقة أنها تشكل أيضا
مصدرا من مصادر الترفيه والبهجة "السلبية" اذا صح التعبير.. وأعني البهجة
باثارة الفزع وليس الفرح.
وصناعة الخوف منجم من الذهب اكتشفه من سنين اصحاب الخيال والكتاب
والمبدعون الروائيون وحوله المخرجون وكتاب السيناريو إلي اعمال تعود بالمال
الوفير لأصحاب الاستوديوهات!
ومع اشعة الضوء الأولي الصادرة من أول جهاز لعرض الصور المتحركة ظهرت
أشرطة الأفلام المثيرة للخوف ومعها الاشباح والغيلان والشياطين والقوي
الخارقة الخفية ثم صال وجال الرجال.. الذئاب. ومصاصو الدماء والسفاحون
بالسواطير والمناشير وقرون الغزال. والانياب الحادة. والاظافر الخارقة للحم
البشري وكذلك خرجت المومياوات من التوابيت الفرعونية وهبط "الغرباء" من لا
مكان ومعهم خاطفو الأجساد البشرية!!
و"فيلم الرعب" ليس فقط الأكثر جماهيرية وشيوعا طوال تاريخ السينما
وإنما الأكثر استمرارية. فمنذ الشرائط والصامته ظهرت سلاسل من الأفلام
بدأها الساحر الفرنسي جورج ميليس في تسعينات القرن التاسع عشر "1890" بفيلم
"العاب شيطانية" الذي يعتبره البعض أول فيلم رعب من تاريخ السينما ولحقه
بفيلم "الكهف الملعون".
الكهوف والأكواخ والمنازل المهجورة والمسكونة بالارواح في الغابات
والبراري البعيدة في سالف العصر والاوان. أو في زماننا الان وسواء في
اليابان او المانيا. أو فرنسا أو مصر أو أمريكا هذه الاماكن تعتبر مرتعا
لحواديت وحكايات لبث الخوف. وحبس الأنفاس.
ولم يتوقف فيلم "الرعب" عن تطوير أشكال الخوف ومصادره وكيفية اشاعته
بأساليب مختلفة. وقد خلقت المدارس الفنية طبعاتها "وماركاتها" المسجلة.
التي أثرت في هذه النوعية التي لم تتوقف عن التطور.
وإبان العشرينات تأثرت صناعة السينما في المانيا بالمدرسة التعبيرية
فخرجت افلام مشهورة مثل "جوليم 1920" Golem
للمخرج بول فاجز. وفيلم "عيادة الدكتور كاليجاري" الذي ترك تأثيرا فنيا
كبيرا علي أسلوب استخدام الاضاءة والتشكيل داخل الصورة السينمائية وفيلم "نوسفراتو"
"1922" الذي يعد أول نسخة من أفلام قتله مصاصي الدماء
vampire
وهو من إخراج ف.و.برناد والحبكة مستوحاه من رواية
"دراكيولا" للكاتب برام ستوكر.
ظهرت سلسلة افلام "الرجل الأحدب" المستوحاه من رواية الأديب الفرنسي
فيكتور هوجو "أحدب نوتردام دي باري" التي ظهرت عام 1831 وبدأت بفيلم
"الأحدب" 1909م "حبيبة الأحدب" "1910" و"كنيسة نوتردام في باريس".
*
استثمار الخوف دخل مجالات صناعة الصورة وشغل مساحات علي الشاشة
طوال تاريخ السينما. وصدرت هذه الصناعة للعالم في طبعات متنوعة من دراما
الخوف والفزع وتم انتاج أعمال كلاسيكية أعيد إنتاج بعضها مرات عديدة في
أزمنة مختلفة ولاحقة وفي طبعات جديدة وباساليب تعتمد علي جوهر الإثارة
وجرعات التخويف. واشاعة الرهبة وبتقنيات مبهرة ومبتكرة : "30" وايماكس "IMAX"
ومؤثرات تفوق الخيال.
حكايات "أحدب نوتردام" تكررت في نسخة مختلفة عام "1923" وكذلك حكايات
الوحوش في فيلم Monster "1925"
ومع هذه الحكايات ظهر أول نجم لأفلام الرعب وهو الممثل لون
شاني
lon chany
الذي قام ببطولة أحدب "والوحش" وتوالت نجوم ونجمات
عشنا معهم منتهي الرعب.
سنوات العشرينات كانت بمثابة ركيزة رئيسية في سلاسل افلام الرعب
"دكتور جيكل ومسترهايد" "1920" و"عربة الشبح".. وهو فيلم سويدي من إنتاج
1920 ويعد من الإفلام التي أثرت علي هذه النوعية في بدايات تطورها. وكذلك
أفلام مثل "العالم المعقود" "1925" و"شبح الاوبرا" "1925" "واكس وركس" waxworss
الالماني 1924 وفيلم لندن بعد منتصف الليل .1927
صار لكل شركة من الشركات الكبري في هوليوود "ماركة" من أفلام الرعب
تعتبر بمثابة علامة مسجلة بالتعبير الانجليزي الدارج Franclise
بمواصفات خاصة تظهر ضمن اجزاء من سلسلة ناجحة مثل افلام "دراكيولا" الذي
اخرجه تود براوننج وهو من انتاج شركة يونيفرسال بطولة بيلا لوجوزي وفيلم "فرانكشتاين"
"1931" للمخرج جيمس هويل هذه الاعمال تمزج بين العناصر الجادة للخيال
العلمي وبين عناصر الرعب غير المرئي أو الخفي كما في فيلم "الرجل الخفي"
1933 الذي يعكس تأثره بالافلام الالمانية الأولي.
ويعتبر فيلم "فرانكشتاين" الجزء الأول في سلسلة افلام تحمل إسم "فرانكشتاين"
استمرت سنوات واشتهر من خلالها الممثل بوريس كارلوف الذي لعب دور "الوحش"
في فيلم "عروس فرانكشتاين" .1935
وبعد نوعية "فرانكشتاين" و"دراكيولا" ظهرت سلسلة افلام "المومياء" وبدأت
بفيلم "المومياء" 1932 الذي استثمر التاريخ الفرعوني والمصريات في نسج
حكايات رعب موجهة كشفت عن براعة فنان المكياج جاك بيريس jack Pierceالذي
يعود اليه الفضل في إبتكار الصورة الخاصة بشخصية المومياء المتوحشة وغيرها
من الشخصيات المرعبة التي ضمتها هذه السلسلة فقد استخدم "الرعب" للايحاء
بمعاني سياسية وفي وصف حضارات قديمة او لاغراض سياسية!
واستمرت استوديوهات "يونيفرسال" في تصنيع الرعب عبر سلاسل من افلام
تحمل "بصمة" بمواصفات فنية خاصة إبان فترة الاربعينات من القرن العشرين حيث
انتجت افلام "الرجل الذئب" "1941" werewolf
التي أحدثت اثرا كبيرا علي المتلقي بالاضافة الي أفلام تجمع توليفة من
"وحوش" مختلفة من انتاج نفس الشركة.
وعلي نفس الطريقة سارت شركة مترو جولدوين ماير وانتجت النوعية الخاصة
بها واثارت الكثير من الجدل مثل فيلم
Freaks "ومعناها شخصيات عجيبة" للمخرج تيد براوننج عن حبكة
مأخوذة عن قصة قصيرة بعنوان
"spurs"
للمؤلفة سنثيا جوميز ويتناول فرقة من
المهرجين في سيرك.
ودخلت شركة بارامونت السباق داخل حلبة الرعب بفيلم "دكتور جيكل
ومسترهايد" "1931" وهو اول فيلم يستخدم فلتر للالوان يكرس مسألة تحول
"جيكل" الي شخصية اخري امام الكاميرا أيضا انتجت مارامونت فيلم "جزيرة
الأرواح المفقودة" 1932 وانتجت شركة وارنر برازرس اسرار متحف الشمع "1933".
ان الخيال المخيف يصل الي حالة من النشاط المجنون والملهم الذي لايكف عن
انتاج شلالات من الشرائط المخيفة.
وفي الخمسينات والستينات من القرن العشرين تطورت كثيرا اساليب انتاج
هذه النوعية بفضل التطور المتلاحق للتكنولوجيا فانتقل الرعب الي مستوي أكثر
أثرا ونفاذا من مجرد تصنيع اجواء الرهبة والغموض المرتبط بمصادر خفية وغير
مرئية الي تصنيع الرعب الذي تنتجه القوي الخارقة الظاهرة للطبيعة مثل
الزلازل والبراكين والفيضانات والتحولات المروعة التي تصيب البشر من جراء
الاشعاعات النووية.
وقد وفرت التكنولوجيا فرصة هائلة امام المخرجين والمنتجين للاستحواذ
علي جمهور السينما وسحبه الي شباك التذاكر بحيل جديدة تقنية بصرية وسمعية
تضاعف من تأثير الفيلم.
وشهدت المرحلة تيارا من الأفلام ذات الميزانية المحدودة تصور الانسان
في صراعه مع الكائنات الغريبة الوافدة من عالم آخر ومع الحشرات والنباتات
التي تحولت بسبب الاشعاع النووي الي مخلوقات وحشية تهاجم الانسان وبدأت "بارانويا"
الحرب الباردة باضوائها الكابوسية والحبكات القصصية المناسبة.
ابان الخمسينات انتجت بريطانيا سلسلة ناجحة من افلام الرعب بدأت بفيلم
"يوم المتلصص" 1960 اخراج مايكل بويل الذي يقدم لاول مرة شخصية سفاح يستخدم
مهاراته كمصور فوتوغرافي قبل شروعه في اغتيال ضحاياه. واتجهت شركة "هامر"
الي انتاج نوعية من الأفلام بذات المواصفات حققت نجاحا كبيرا بفضل استخدام
الالوان لأول مرة اشتهر من خلالها الممثل كريستفور لي.
ايضا ساهمت شركات بريطانية اخري في الترويج لفيلم "الرعب" وتشجيع
الإنتاج في هذه النوعية ومن أشهر الافلام في هذه المرحلة فيلم "منزل الرعب
للدكتور تيرور" "1965".
و"ليمة الدماء" 1963 و"الفان من المجانين" "1964" و"ليلة الموتي
الاحياء" الي جانب عدد من الاعمال التي ظهرت في هذه المرحلة تكشف كيف وظفت
السينما علم النفس والاضطرابات السيكيولوجية والاختلال العقلي في تصوير
الوحشية المفرطة للانسان القادر علي احداث الصدمة والترويع بقدر كبير من
اسالة الدماء وشجع النجاح الجماهيري والنقدي للافلام الدموية المرعبة ذات
الميزانيات المحدودة شركات الانتاج الامريكية الي المزيد من سلاسل افلام
الرعب التي لم تعد تعرف حدودا أخلاقية أو انسانية في استثمار غريزة الخوف
الي الحدود القصوي خصوصا بعد انتهاء العمل بقانون الرقابة المعروف باسم
البرودكشن كود
Production code
عام .1964
ظهرت افلام "ابن روز ماري" 1970 و"اكسورست" "The Exorcist"
وطرد الارواح الشريرة "1973" وظهرت اعمال بأبطال
من الاطفال الشياطين" والنساء المسكونات بالارواح الشريرة وامتزج الخوف
الغريزي بالجنس ودخلت موضوعات "التلبس" والتحول والتقمص من خلال تيار من
الافلام: "امدري روز" "1977" للمخرج روبرت دايز و"الفأل السيئ" "1976"
واليس. الحلوة اليس حيث تكرر صورة المرأة كشيطانه وكموضوع للشر. ولم يبتعد
موضوع "الدين" وامور الجنة والجحيم الي الافكار الميتافزيقية عن الحضور في
مجالات الرعب وكمصادر للتخويف.
واستمرت موضوعات افلام الثمانينات في التسعينات واعيد انتاج افلام
السفاحين والقتلة في اعمال مثل "كابوس في شارع الم" و"13 يوم الجمعة" وأمعن
المخرج "وس كارفن" في إغراق الشاشة بالكوابيس المرعبة "كابوس جديد" "1994"
وحققت أفلام مثل "صمت الحملان" "1991" منتهي النجاح.. وايضا فيلم "لقاء مع
مصاصي الدماء" 1994. و"مسرح مصاصي الدماء" الخ الخ.
ولم ولن تتوقف افلام الرعب عن استحداث طرق واساليب جديدة وعناصر غير
مسبوقة لتكريس عوامل التخويف والارهاب المعنوي.
ويشهد عام "2013" قائمة كبيرة من الأفلام التي تنتمي الي هذه النوعية.
ومنها عدد من الاعمال المعادة أي المأخوذة عن أفلام قديمة مثل الفيلم
المعروض حاليا في القاهرة بعنوان
"Evil DEad"
ويعني "الموت الشرير" للمخرج فيدالفاريز
المأخوذ عن فيلم بنفس العنوان للمخرج سام ريمي ظهر عام ..1981 ويعتبر هذا
بمثابة الجزء الرابع في سلسلة أفلام بمواصفات رئيسية واحدة وان اختلفت
اساليب المعالجة.
وفي الدعاية عن هذا الفيلم الأخير ان السخة الاولي حققت حين عرضها منذ
32 سنة دخلا محدودا بينما النسخة المعادة حققت ايرادات تتفوق علي الاولي
بعشرات الملايين.. والمعني ان عائد "الرعب" السينمائي في تزايد ملموس ونجاح
مضطرد والمأساة أن أفلام الرعب علي الشاشة وخصوصا أن النوع الدموي والصادم
منها انتقل الي الشوارع التي لم تعد تعرف الطمأنينة.. والسفاحون والشياطين
وذوو العاهات النفسية باتوا يهددون أمن الجماهير في الشوارع والميادين خارج
دور العرض وعلي شاشات التليفزيون في هذه السنوات الكبيسة.
المساء المصرية في
21/04/2013
هادي ماهود.. يذهب مع "سائق الإسعاف" الى بلجيكا!
عبدالجبار العتابي/ بغداد:
يعكف المخرج السينمائي العراقي هادي ماهود في العاصمة البلجيكية
بروكسل على عملية المونتاج لفيلمه الروائي القصير الذي يحمل عنوان (سائق
الاسعاف) الذي يستعد به للمشاركة في مهرجانات سينمائية عالمية لتأكيد حضور
السينما العراقية، خاصة ان الفيلم يتناول حادثة اختطاف مجندة اميركية عام
2003 في مدينة الناصرية (جنوبي العراق)، ويؤدي ادوار البطولة فيها العراقي
جبار الجنابي والتونسية حياة حرزي.
·
اين وصلت مع (سائق الاسعاف)؟
-
وصلت معه الى العاصمة البلجيكية بروكسل لمتابعة عملية
المونتاج للفيلم مع المونتير المبدع ستار نعمة العبودي، بعد ان انتهيت من
تصويره في مدينة السماوة، وسيكون قريبا جاهزا للعرض من اجل المشاركة في
مهرجانات عالمية لاثبات حضور السينما العراقية.
·
ما القصة التي يتناولها الفيلم؟
-
يتناول حكاية تعود الى الايام الاولى من دخول القوات متعددة
الجنسيات الى العراق عام 2003، وبالتحديد يمكن القول ان الفيلم يفتح ملف
المجندة الأمريكية (جيسيكا لانج) التي تم اسرها في مدينة الناصرية انذاك،
ولكن التناول هنا سيكون من زاوية عراقية،عبر إقتفاء أثر سائق سيارة إسعاف
عراقي كان له دور إنساني في مجريات الحادث، وقد سعيت من خلال الفيلم الى
تصحيح ما تعرضت له الشخصية العراقية في تغطيات الصحافة الغربية والأمريكية
للوقائع وقتذاك.
·
من هم ابطالك فيه؟
-
لعبت الممثلة التونسية حياة حرزي دور المجندة شاركها جبار
الجنابي وعلي ريسان بالإضافة لشخصيات أخرى كالناقد السينمائي فراس الشاروط
وضياء حسين وعادل علي محسن وسرحان عاجل وآخرين أدار التصوير عبدالخالق
الجواري ساعده أحمد الهلالي وأحمد سعيد والإنتاج فاضل ماهود وقامت بالمكياج
الفنانة الرائدة (صديقة).
·
لماذا اخترت ممثلة تونسية وليست
عراقية لبطولته؟
-
هذه الممثلة التونسية حياة حرزي قامت بتجسيد
شخصية المجندة الأمريكية، وحياة.. الى حد ما تمتلك تلك الملامح التي
عليها تلك المجندة، وقد تأكدت من ذلك حال وصولها الى مطار البصرة، فقد
أعتقد العاملون في المطار إنها أمريكية، وكانوا يتحدثون معها باللغة
الإنكليزية، فضلا عن هذا فأنا لا أعتقد أنني سأعثر على ممثلة عراقية بهذه
الملامح،هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أنني أتحاشى الإقتراب في أفلامي من
شخصيات إستهلكت نفسها في قوالب مكررة،والمهم أيضاً أن الفنانة حياة حرزي
تحمست للفيلم بشكل كبير وجاءت الى العراق متحدية كل الظروف التي ينقلها
الإعلام عن الوضع في العراق فكانت بطلة بالواقع إضافة لكونها بطلة متألقة
في الفيلم.
·
وبطل الفيلم الفنان جبار الجنابي؟
من اين؟ وكيف اخترته؟
-
جبار الجنابي فنان تشكيلي عراقي مقيم في كندا، وهو
أخ للفنانتين التشكيليتين نضال ووسماء الأغا، وهو صديق لي تمتد علاقتي به
الى أيام الدراسة في معهد الفنون الجميلة ببغداد، وهو يمتلك وجها سينمائيا
غاية في التعبير، فكل ملامحه تتحدث من دون حاجة الى مبالغات وتمثيل، فراهنت
عليه ليؤدي بشكل مذهل بالنتيجة، وسيتحول الى (لوغو) للفيلم عند إكتماله،
وجبار الجنابي.. كممثل لم يمثل في العراق أبداً، لكنه لعب أدوارا صغيرة في
أفلام هوليوودية.
·
من اين حصلت على دعم للفيلم؟
-
حصل الفيلم على دعم من برنامج (إنجاز) لمهرجان الخليج
السينمائي ودعم لوجستي من مديرية شرطة المثنى ولواء المشاة 39 ودائرة صحة
المثنى وهيئة إستثمار المثنى، ومبلغ الدعم صرف على مراحل التصوير، وانا
حاليا بصدد طرق أبواب أخرى في محاولة للحصول على رعاية لإنجاز المراحل
الأخرى.
·
هل واجهتك صعوبات خلال عملية
التصوير؟
-ليست صعوبات بالمعنى الكبير الذي يعرقل عملنا، وقد تعاونت معنا
الجهات الحكومية التي تعاملنا معها في مدينة السماوة (محافظة المثنى)
كمديرية الشرطة ودائرة الصحة لكنا كنا نواجه مشاكل مع الناس في الشارع حيث
يتجمع الناس في مواقع التصوير وكنا نعاني في إبعادهم عن مساحات التصوير
المواجهة للكاميرا
·
كم استغرقت بالتصوير كاملا مع
التحضيرات، وما مدة الفيلم ومتى يعرض؟
-
أستغرق التصوير سبعة أيام وكنا نواصل التصوير حتى ساعات الفجر
الأولى، فمعظم مشاهد الفيلم كانت تجري ليلاً، فيما التحضيرات إستغرقت وقتاً
أطول إمتد لأكثر من شهر، اما طول الفيلم سوف لايتعدى العشرين دقيقة ومن
المفترض أن يعرض أولاً في مهرجان الخليج السينمائي، وبما ان انه لم يكتمل
بعد، لذلك سيكون العرض الأول له في مهرجان دبي السينمائي الدولي ومنه
سينطلق لمهرجانات دولية وعربية عديدة.
إيلاف في
21/04/2013
ثلاثة أفلام تتنافس علي كعكة الصيف
كتبت:أميرة العادلي
رغم سخونة وتصاعد الأحداث السياسية في الشارع المصري يبدأ موسم الصيف
بثلاثة أفلام متنوعة بين الكوميديا, والدراما, وتتنافس الأفلام في
الأسابيع الثلاثة التي تسبق امتحانات الثانوية العامة, بينما تنتظر أفلام
اخري بترقب الإيرادات حتي تلحق بالسباق.
يفتتح الموسم فيلم سمير أبو النيل الذي تقرر عرضه يوم الأربعاء القادم
بأكثر من50 نسخة تأليف أيمن بهجت قمر, وإخراج عمرو عرفة, وبطولة احمد
مكي, نيكول سابا, و حسين الإمام, وإدوارد, و محمد لطفي, وسعيد
طرابيك وتدور احداثه في إطار كوميدي يحمل العديد من الاسقاطات السياسية من
خلال الشاب سمير الذي يقطن في حي شعبي ويمقته اهل الحي بسبب بخله,
ومعاملته السيئة لهم, وبعد ان يتوفي عمه ويترك له ثروة يقرر سمير فتح
قناة فضائية, بالاضافة لحزب سياسي.
أما الفيلم الثاني فهو كلبي دليلي وسيعرض في1 مايو القادم بـ45
نسخة, تأليف سيد السبكي, وإخراج إسماعيل فاروق, و ثاني بطولة لسامح
حسين, وتشاركه البطولة شيري عادل, مي كساب, احمد زاهر, والطفلة
جانا, والطفلة ليلي زاهر, وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي حول ضابط
شرطة يتم نقله من الصعيد لمارينا, ويتعرض لكثير من المواقف المختلفة,
ويحاول إثبات كفاءته. ويدخل فيلم الكريسماس الذي تم تغيير اسمه
إلي31/12 في المنافسة يوم1 مايو, حيث يتم عرضه بـ45 نسخة,
والفيلم تم تأجيله أكثر من مرة, وهو بطولة علا غانم, وإدوارد, وسامي
العدل, ورامي وحيد, ومروة عبد المنعم, وأشرف مصيلحي, وتأليف سامح
أبو الغار, وإخراج محمد حمدي, وتدور احداثه حول جريمة قتل ليلة
الكريسماس, وتبدأ الشرطة في التحقيق مع كل من كانت له علاقة بالقتيلة.
في ذات الوقت تنتظر مجموعة من الأفلام تحديد مواعيد عرضها, منها
فيلم أسوار القمر تأليف محمد حفظي, وسيناريو تامر حبيب, وإخراج طارق
العريان, وبطولة مني زكي, وآسر ياسين, وعمر سعد, وتم تأجيله اكثر
من مرة علي مدار العامين الماضيين, ومن المتوقع عرضه في بداية الصيف.
من ناحية أخري كذلك تراجعت الشركة المنتجة عن عرض فيلم توم وجيري في
اجازة نصف العام انتظارا لاستقرار الأوضاع, ومن المقرر عرضه في يونيو
القادم, الفيلم بطولة هاني رمزي, والطفلة جانا, وحسن حسني, وتأليف
سامح سر الختم, وإخراج أكرم فريد, وتدور احداثه في إطار كوميدي من خلال
شاب بسيط يتعرض لأزمات كثيرة, وتتغير نظرته للحياة.
سينما الأحياء الشعبية تاريخ تظلمه المصالح
كتب:شريف نادي
بات اهتمام صناع السينما في الفترة الأخيرة مقتصرا علي تحقيق الأرباح
والبحث عن اماكن لإعادة رسم الخارطة السينمائية من جديد علي جمهور قادر علي
دفع ثمن تذكرة السينما.
وهو ما لايجده إلا في الأماكن الحيوية التي تشهد إقبالا من
الجماهير, إلي أن وصل الأمر لإهمال الطبقة الشعبية بشكل تام التي سقطت من
اهتمامات صناع السينما بعدما أصبحت دور العرض في الأحياء الشعبية مجرد
بنايات, ليصبح السؤال الملح: لماذا لا يلتفت صناع السينما للاحياء
الشعبية وتطوير دور العرض بها ليشاركوا في تثقيف هذه الطبقة المهمشة التي
تعد السينما بالنسبة لها وسيلة ترفيه لا داعي لها؟ الإجابة في السطور
الآتية:-
في البداية قال المنتج والموزع محمد حسن رمزي إن دور السينما لم
تختف, كما يشيع البعض, ولكن دورها يكاد يختفي لعدم قدرتها علي جلب
إيرادات خاصة ان الطبقة الشعبية لم يعد لديها القدرة علي دفع قيمة التذكرة
التي تصل لـ30 جنيها, كما ان دور العرض إذا أصبحت درجة ثانية سيصبح سعر
التذكرة قليلا, وبالتالي لن تجلب إيرادات تناسب تكلفة تطويرها.
وأضاف أن تطوير دور العرض وإعادتها إلي وظيفتها الأساسية مهمة
الدولة, وليست مهمة المنتجين والموزعين نظرا لارتفاع تكلفة الأراضي لبناء
دور سينمائية في الأحياء الشعبية او حتي تكلفة تطويرها, خاصة أن المنتجين
سينتظرون المكاسب التي تجلبها إيرادات دور العرض في الأحياء الشعبية بعد
تكلفتها, بينما الدولة مهمتها تثقيفية اكثر منها تجارية, وتوعية الشعب
عن السينما وإن كنت لا اعتقد ان يحدث ذلك في ظل الظروف الحالية.
واشار رمزي إلي ان جمهور الأحياء الشعبية هو الجمهور الحقيقي للسينما
بينما الجمهور الكلاس كما يرددون لا يهتم كثيرا بالأفلام ومتنوع ما بين
الأفلام العربي والأجنبي.
و قال المنتج كريم السبكي إنه أمر خاص بالموزعين, فكلما زاد عدد دور
العرض أصبح هناك رواج أكبر في صناعة السينما, ويتضح ذلك في أمريكا التي
تعرض أفلامها في ثلاثة آلاف دور عرض, مما يؤدي إلي تحقيق دخل كبير في
الإيرادات.
وأضاف انه ليس بالضرورة ربط اختفاء العرض من الأحياء الشعبية بإهمال
صناعة السينما لها التي تمثل جزءا كبيرا من مصر, موضحا أنه بنظره أوسع
سنجد ان نفس الأمر في الطبقة الراقية فهناك أحياء راقية ليس بها دور عرض,
بالإضافة إلي وجود دور سينما في وسط البلد وفي أحياء أخري قريبة من الأحياء
الشعبية قادرة علي أن تكون بديلا لها مثل سينما شبرا, وغيرها.
و قال المنتج محمد حفظي إن الأمر مسئول عنه الموزعون بشكل مباشر,
وكذلك غرفة صناعة السينما, خاصة ان أغلب المستثمرين ورجال الأعمال قرروا
استثمار أموالهم في سينما المولات التجارية لانها هي التي تجلب إيرادات
ضخمة, بينما السينمات القديمة الموجودة في الاحياء الشعبية والتي تؤجرها
الحكومة لم يعد بها أي نوع من أنواع الاهتمام فلا توجد صيانة وحالتها
صعبة.
وأضاف ان أسعار تذاكر السينما الحالية بالنسبة لسكان المناطق الشعبية
تعتبر باهظة حتي إن وصلت إلي12 جنيها, فلابد أن تكون في مستواهم ولا
تزيد علي خمسة جنيهات, فالمشكلة اقتصادية في المقام الأول, وعلي سبيل
المثال في الهند تصل تكلفة التذكرة نصف دولار بينما في مصر تصل لثلاثة
دولارات وهو رقم كبير لا يتناسب مع متوسط دخل الفرد, ولذلك دور العرض
بالأحياء الشعبية لم تلق حظها من التطوير لأن ذلك مكلف ولن يحقق أحد مكاسب
من خلالها.
الأهرام المسائي في
21/04/2013 |