عندما تقاسمت الممثلة آنا كندريك (27 سنة) بطولة فيلم «في الجو» مع
النجم جورج كلوني، اعتبرها الجمهور فنانة ناشئة، لكن الذين يقيمون في
الولايات المتحدة يعرفونها منذ أن كانت مراهقة عندما أدت أحد الأدوار
الرئيسة في المسرحية الاستعراضية المعروفة «المجتمع الراقي» مستحقة الترشح
لجائزة «طوني» كأفضل ممثلة. ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف كندريك عن التمثيل في
المسرح والتلفزيون... والآن في السينما.
في فيلمها الجديد «خلاصة مثالية»، تؤدي كندريك شخصية طالبة جامعية تجد
نفسها على رغم خجلها الطبيعي وشخصيتها المنطوية، مضطرة للانضمام إلى فرقة
استعراضية مكونة من زميلاتها في صفّها الدراسي نفسه بعدما ضغطت عليها
زميلاتها. وهي بالتالي تكشف عن موهبة فنية تساعدها في التفوق على اللواتي
أرغمنها على التحول إلى مغنية مسببة الغيرة والمشاجرات في قلب الفرقة.
أتت آنا كندريك إلى باريس للترويج للفيلم المذكور، فالتقتها «الحياة»
وحاورتها.
·
أنت اشتهرت عالمياً بفضل فيلم
«في الجو» الذي مثلت فيه أمام جورج كلوني، فكيف كان العمل معه؟
-
لا أحتفظ بذكريات مثيرة عن عملي إلى جانب جورج كلوني، فهو
اعتبرني مبتدئة، مثله مثل الجمهور العريض الذي لم يكن يعرفني من قبل، إلا
أن الجمهور كان على حق بما أنه لم يشاهدني في عمل سابق، بينما كان كلوني
على دراية بمشواري الفني في المسرح، ومع ذلك أصر على سرد النكات في شأني
والضحك أحياناً على تصرفاتي. لم أجد الحكاية في غاية التهذيب، وأعرف بعض
النجوم الذين يعاملون المبتدئات الحقيقيات بأسلوب مهني من دون أن يضعوا
تفوقهم المزعوم في المرتبة الأولى بهدف التقليل من شأن الزميلات.
·
التقيت كلوني حديثاً بعد حصول
فيلم «أرغو» الذي أنتجه على جائزة الأوسكار، فتحدث عن التزامه السياسي
الديموقراطي وعن أعماله الخيرية ودوره كسفير للسلام في الأمم المتحدة. فما
رأيك في كل هذه الأمور؟
-
لا أدين تصرفاته السياسية أو الخيرية، وأعرف أن الأفلام التي
يخرجها بنفسه مثلاً تتصف دائماً برسالة إنسانية أو سياسية مناصرة لحقوق
الإنسان ومنافية للديكتاتورية وللظلم عموماً. وأنا أحب أفلامه، والكلام
الذي قلته للتو، رداً على سؤالك الخاص بتجربتي المهنية إلى جواره، لا يخص
سوى أسلوبه في معاملة فنانة اعتبرها مبتدئة وسعى بالتالي إلى فرض شخصيته
عليها. ولا أربط بالمرة بين هذا الشيء وذاك.
·
ما الذي جذبك في سيناريو هذا
الفيلم «خلاصة مثالية»؟
-
لقد وجدته أولاً يتسم بالفكاهة وهذا شيء نادر في الزمن الحالي
حيث يتم تركيب العدد الأكبر من الأفلام السينمائية حول المؤثرات التقنية
المتطورة. وغير ذلك أعتقد بأن السيناريو مملوء بالرموز التي يجب فكّها
وفهمها، وأنا أحب الأفلام التي تدعو المتفرج إلى التفكير والتحليل إذا أراد
ذلك، فمن الممكن جداً الاكتفاء بالناحية الكوميدية وعدم التمادي في فهم
الرسالة الكامنة فيه.
·
وما هي في رأيك هذه الرسالة؟
-
الرسالة هي أن كل شخص منا يؤوي في قلبه بعض الخبايا التي تسبب
له عقدة نفسية يقضي عمره في محاولة التغلب عليها. وصدقني مهما كان الإنسان
جميلاً أو ثرياً أو نزيهاً أو قوياً، فهو يخفي نقطة ضعف من الممكن أن تقضي
عليه إذا فشل في السيطرة عليها ومعالجتها، أو على الأقل معالجة نفسه تجاهها
وتعلم كيفية تقبلها والعيش معها. وحكاية امتناعي عن ممارسة الغناء على رغم
أنني أجيده، لأنني خجولة إلى درجة تفوق الحد المعقول، وأتكلم هنا عن شخصيتي
في الفيلم طبعاً، فهذه الحكاية ترمز إلى العقدة التي أتكلم عنها، والشخصية
التي أؤديها تقضي حياتها في محاولة إخفاء حقيقتها عن العالم بسبب الخجل
المرضي الذي يلازمها، لكنها تتعلم في نهاية الأمر وذلك من طريق الحب، كيف
يمكنها التأقلم مع مشكلتها.
·
هل يعني كلامك أن الحب هو الحل؟
-
طبعاً، فهو الحل المثالي لكل مشاكلنا وأنا أؤمن به في شكل لا
يمكنك تخيله. إن الحب يقود حياتي منذ سن المراهقة وحتى الآن.
المراهقات
·
أنت ظهرت في سلسلة أفلام «توايلايت»،
فهل تميلين الى هذا النوع السينمائي الخيالي الموجه أساساً إلى المراهقين؟
-
أنا كممثلة أميل إلى العمل في أفلام جيدة مهما كان نوعها،
وأعتبر سلسلة أفلام «توايلايت» مبنية بطريقة فعالة وتتميز بحبكة كاتمة
للأنفاس ورومانسية في آن، غير أن الإيقاع فيها ممتاز حقيقة. وأنا لا أبالي
بالذين لا يعجبهم الأمر لمجرد أن مثل هذه الأفلام تتجه إلى المراهقات في
شكل خاص، فليس هناك عيب في هذا الشيء.
·
كنت مدمنة التدخين قبل أربع
سنوات عندما شاركت في ندوة صحافية في مناسبة نزول فيلم «توايلايت» إلى
الصالات. فهل تغير الوضع، علماً أنك لم تشعلي سيجارة واحدة حتى الآن ومنذ
بداية حديثنا؟
-
لقد قللت التدخين في شكل ملموس، وأحياناً أمضي نهاري كله من
دون سيجارة واحدة.
·
فيلمك الجديد «خلاصة مثالية»
يتصف بلونه الاستعراضي على خلاف أعمالك السينمائية السابقة، فهل يعني الأمر
أنك ستتخذين في السينما مسارك المسرحي نفسه؟
-لا، إنها صدفة بحتة، وقد وقّعت العقود الخاصة بثلاثة أفلام بعد «خلاصة
مثالية» لا علاقة لأي منها باللون الاستعراضي. وكما قلت، أحبذ الظهور في
أعمال تتصف بالنوعية المتفوقة من دون أن أتوقف عند مسألة النوع الذي ينتمي
إليه كل فيلم. وفي ما يخص الاستعراض، صحيح أن من المحتمل أن يتكرر حدوثه
بين حين وآخر نظراً الى أنني أجيد ممارسته سواء فوق الخشبة أو أمام
الكاميرا. وعلى العموم، فأنا سعدت بالمشاركة في «خلاصة مثالية» بفضل المزج
الماهر في هذا الفيلم بين الغناء والرقص والعنصر الفكاهي. وفي المسرح كذلك،
لا أكتفي بالمشاركة في أعمال استعراضية، وكم من مرة عملت في مسرحيات
كلاسيكية مأسوية وأخرى عاطفية وكوميدية. لكن الذي حدث هو أن الأعمال
الاستعراضية منها تفوقت من حيث الشعبية على غيرها، وبالتالي بنيت لنفسي
سمعة في هذا الميدان فضلاً عن أي شيء آخر.
·
تنتمين الى عائلة تعمل في الفن
أصلاً، فهل يعتبر هذا الأمر بمثابة رباط إضافي يجمع بينكم في الحياة
اليومية أم لا؟
-
أعتقد حقيقة بأن حب الفن يربط بيننا أنا وأهلي، من إخوة وأب
وأم وعم، بطريقة غير قابلة للتغيير أو للتأثر بالأحداث السلبية أبداً. لكن
الفن من ناحية ثانية تسبب في مشاجرات كبيرة بيننا وأيضاً في ابتعاد أهلنا
عنا، أنا وإخوتي، ونحن بعد في سن الطفولة، لأن حب الفن، مثل أي حب آخر،
يؤدي بصاحبه إلى التهور والضياع في بعض الأحيان. والمهم أن تكون النتيجة
النهائية إيجابية وهذا هو الحال بالنسبة إلينا وأشكر السماء على ذلك.
·
هل تعجبك باريس؟
-
نعم، فهي مدينة العشاق، لكنني في كل مرة زرتها كنت وحدي.
·
ما هي نشاطاتك خارج أوقات عملك
الفني؟
-
أقضي الكثير من الوقت في التدريب الرياضي وفي الرقص، ثم أعشق
القراءة خصوصاً الأدب الكلاسيكي وكتب علم النفس. وأهوى سماع الموسيقى، كما
أدرب صوتي في شكل دوري على الغناء من أجل أن أحافظ دائماً على المستوى
المطلوب مهنياً. وأركب الخيل كلما سمح لي وقتي بذلك.
·
ما نوع الأفلام التي تحبينها؟
-
الأفلام الكلاسيكية القديمة التي تمزج بمهارة استثنائية بين
الرومانسية والإثارة والدراما العنيفة.
·
ما هو الدور السينمائي الذي
تتباهين به بين أفلامك حتى الآن؟
-
العميلة في جهاز الاستخبارات الأميركية في فيلم «الأشخاص الذين
يحيطون بك» من إخراج وبطولة روبرت ريدفورد، وهو عمل شيق جداً، غير أن
التمثيل تحت إدارة عملاق من طراز ريدفورد لا يحدث أكثر من مرة في مشوار أي
فنانة، وهو حدث لي.
«ظل
راجل»:
تحرير المرأة وتحرير المجتمع على طريق واحد
القاهرة – فريال كامل
«ظل راجل» (60ق) هو العمل الأول لمخرجته الشابة حنان عبدالله التي درست
السياسة والفلسفة وتخرجت في جامعة أكسفورد، ثم التحقت بدورة تدريبـــية في
التصــوير. كانت حنان تعيش في لندن، ولكنها حين جاءت إلى القاهرة في إجازة
قصيرة ونزلت المـــيدان (التحرير) قررت الإقامة هنا.
«ظل راجل» فيلم تسجيلي من نوعية البحث الاستقصائي وموضوعه عن أحوال
النساء في مصر، ماضيهن، وحاضرهن. وقد تم إنتاج الفيلم بتكليف من مفوضية
شؤون المرأة بالهيئة العامة للأمم المتحدة والتي عنيت بتنظيم عرضه على
الجمهور في داخل مصر وخارجها، فعرض في بعض الأحياء الشعبية والمناطق
الريفية وشارك في مهرجان لقاء الصورة الذي ينظمه المعهد الفرنسي حيث فاز
الفيلم بجائزة الجمهور. وقد لقي الفيلم تقديراً حين عرضه في معهد العالم
العربي في باريس وأيضاً في النرويج وإنكلترا.
خلال الفيلم تستضيف المخرجة 4 نساء من شرائح ثقافية وبيئات اجتماعية
متباينة تصور الكاميرا مشاهد من حياتهن اليومية ويتحدثن عن نشأتهن ومرحلة
الصبا وصدامهن مع الأسرة بما تمثله من تقاليد راسخة ومقيدة للحريات. وخلال
الفيلم تتداعى ذكرياتهن عن مواقف مفصلية في حياتهن منها الحب والخطبة
والزواج وأيضاً الطلاق إضافة لموقف أسرهن من التعليم وكفاحهن من أجل العمل.
قبل العناوين تعرفنا المخرجة، في عجالة، بشخصيات الفيلم بداية بـ
(وفاء) السيدة الخمسينية، التي نشأت في حي شعبي وهي الآن عاملة منزلية لدى
أسرة المخرجة وقد رافقتهم في أسفارهم إلى أن استقرت معهم في لندن. والشخصية
التالية هي (بدرية) وهي زوجة وأم لثلاثة أطفال وربة بيت تقيم في إحدى مدن
الصعيد، أما (سوزان) فقد زكتها للمخرجة إحدى صديقاتها. نشأت (سوزان) في
مدينة بحرية في شمال مصر وهي تدير محلاً للهدايا ومكملات الزينة للسيدات،
وعلى رغم أنها على مشارف الثلاثين فإنها فسخت خطبتها من أجل أن تنضم
للمعتصمين في الميدان.
وتحتل المناضلة الكبيرة شهندة مقلد رئيسة اتحاد «فلاحين مصر» مركز
القمة في الفيلم وقد كانت رفيقة كفاح مع جد المخرجة وهو المفكر الكبير
إبراهيم سعد الدين.
حماة التقاليد
ورداً على سؤال للمخرجة عن كيفية اختيارها شخصيات الفيلم، أجابت بأنها
لو لم تكن تعرفهن لما تحدثن أمام الكاميرا بالصراحة والعفوية ذاتها، عن
أحلامهن وخيباتهن ولما أفصحن عن علاقات شديدة الخصوصية بالرجل صاحب اليد
العليا في الأسرة كأب وزوج إضافة للأم كحامية للتقاليد.
خلال السياق يكتشف المشاهد أن شخصيات الفيلم على تباينهن شخصيات سيدات
ناضجات يتحملن المسؤولية ويملكن القدرة على اتخاذ القرار في ما يخص صياغة
حياتهن وحمايتها من التصدع أو الانهيار. وما يدعو للتقدير أيضاً أن
الشخصيات المختارة تملك قدراً وافراً من الوعي المجتمعي والثقافة السياسية
فتبشرنا (وفاء) بأن مصر «ضروري سوف تتغير»، وتضيف أنها لو كانت في القاهرة
لما تأخرت عن خدمة المتظاهرين في الميدان. كما وعت (بدرية) بأهمية مشاركتها
جموع النساء في الإدلاء برأيها في الاستفتاء ذلك بينما تواصل (شهندة)
نضالها من أجل حرية المرأة وحقوق الفلاحين.
في مستهل الفيلم ترجع وفاء بعد سنوات إلى محل نشأتها في حي الحسين،
تتجول في أزقته وتتأمل بيوته المتهالكة لتتداعى ذكرياتها عن والدها الذي
أجبرها على الزواج بمن لا ترضى ولا تحب، وعن والدتها التي استعانت بسيدتين
من الجيران لتشهدا على فض بكارتها، وتتطرق إلى غيرة زوجها الخانقة ومعاملته
الفظة لها في المواقف الحميمة، ما دعاها إلى الإصرار على طلب الطلاق لتخرج
وفاء من قفص الزوجية إلى جحيم المطلقة، إذ تم حبسها في بيت الأسرة وحرمانها
من الخروج إلى أن جاءت الانفراجة الكبرى بالعمل الذي وفر لها الكفاية
ومنحها الحرية.
الحاجة للتقدير
استطاعت بدرية أن توفق أوضاعها وأن ترضى بحياتها. خلال السياق نشاهدها
وهي تعتني ببيتها الريفي وترعى أطفالها وتربي الكتاكيت من أجل استثمارها.
تمت خطبتها وهي في الخامسة عشر وتزوجت وهي في السابعة عشر ولم تكن على علم
بدورها كزوجة وأم. كانت فرحة بالشبكة والطرحة والكوشة وقد كان لديها حلمها
أن تدرس في كلية الفنون الجميلة وكان والدها يفضل لها كلية التمريض، فأجهض
العريس حلمها ورفض أن تبيت زوجته في المستشفى إن احترفت التمريض. تعاني
(بدرية) من عدم تقدير الزوج لدورها وفكرت في طلب الطلاق ولكنها تواصل
الحياة من أجل أولادها. وفي خاتمة حديثها تأسف لعدم الإدلاء برأيها في
الاستفتاء لانشغالها بتوليد بقرتها.
تعنى المونتيرة سارة عبد الله بترتيب فقرات الفيلم في خيط تصاعدي يكسر
الرتابة حين تفجر سوزان قضية في غاية الخطورة خلال جدها الذي دأب على
التحرش بها حتى تمكن منها القلق وخاصمها النوم سنوات، ما اضطرها إلى النزوح
للقاهرة. ويصل السياق إلى قمته مع المناضلة (شهندة) التي حبتها الأقدار بأب
مستنير وزوج محب. لقد أوصاها والدها قبل رحيله بأن تدافع عن حقوقها حتى
الموت وألا تخفي سراً ما تخجل أن تعلنه جهراً.
أحبت شهندة ابن عمتها المناضل صلاح حسين الذي ناضل ضد الإقطاع ودافع
عن حقوق الفلاحين ونادى بإنشاء مزارع تعاونية، وتم اعتقاله من قبل السلطة
قبل أن يتم اغتياله من قبل الإقطاعيين. انقضت عقود وما برحت شهندة تبكيه.
تبكي فيه الزوج والمناضل، فقد آمن حسين بحقوق المرأة وحريتها. حملت نعشه
على كتفها وخرجت قرية كمشيش خلفها في تظاهرة ضد الإقطاع ورأست من بعده
اتحاد الفلاحين وكانت من أوائل المتظاهرين في الميدان.
لقد أثرت المخرجة السياق بمشاهد أرشيفية لتظاهرات شعبية عدة، إضافة
لصور فوتوغرافية، فضلاً عن مشاهد من حياة شخصيات الفيلم اليومية. استطاعت
المونتيرة بحساسية شديدة صياغة مادة الفيلم في جدلية متسقة تصور بصدق
معاناة المرأة في ظل التقاليد وكفاحها لتحقيق وجودها على المستويين الخاص
والعام.
وفي الختام تكون هناك بداية جديدة أكثر قوة لكفاح المرأة في الميدان
حيث نشاهد شابات يقدن حشد المتظاهرين، يعلو صوتهن بالهتاف مطالبات بالعدالة
والكرامة والحرية.
أفلام المجتمع على محك النقد
الدار البيضاء - نور الدين محقق
تبدو تجربة المخرج السينمائي المغربي الجيلالي فرحاتي وقد استوت
معالمها التيماتية الموضوعية والفنية، جديرة بالمشاهدة والقراءة معاً، بعد
أن باتت تشكل اتجاهاً سينمائياً ينتمي إلى سينما البعد الجمالي المتميّز
والطرح الفكري الانتقادي من غير مباشرة فجة أو توجيه قسري للشخصيات
السينمائية المتواجدة في مختلف الأفلام السينمائية المشكلة لها.
هذه الأفلام السينمائية التي خلفت أصداء متعددة في الحقل الثقافي
السينمائي المغربي، وجعلت الكثير من النقاد السينمائيين المغاربة
يتابعونها، كل وفق اختياراته الفكرية والفنية، بكثير من الإعجاب الممتزج
حينا بالمساندة التامة وحينا آخر بالتساؤل الجدي حول المكونات التي انبنت
عليها، وحول مدى خصوصية العوالم المتخيلة التي قامت بعملية بنائها وتقديمها
للمشاهد المغربي بصفة خاصة والمشاهد العربي أو حتى الغربي بصفة عامة.
هكذا ظهرت مجموعة من الدراسات النقدية حول تجربة الجيلالي فرحاتي
السينمائية سواء في الصحافة الثقافية المغربية أوالصحافة، العربية منها
والأجنبية، أو في كتب مختصة قام بتأليفها ناقد سينمائي واحد أو مجموعة من
النقاد. وهو ما سنقوم بالوقوف عنده الآن من خلال قراءتنا لكتاب «الجيلالي
فرحاتي: سينما المكلومين» وهو للناقد السينمائي المغربي بوبكر الحيحي.
يتناول هذا الكتاب النقدي مجمل أعمال الجيلالي فرحاتي السينمائية،
بدءاً من فيلمه «خيول الحظ» ومروراً بكل من الأفلام السينمائية التالية:
«ذاكرة معتقلة» و «شاطئ الأطفال الضائعين» و «عرائس من قصب» في إطار تكاملي
يعتمد على تشريح البنى الدلالية المتحكمة في هذه الأفلام السينمائية من جهة
والتعبير الفني الجمالي الذي تعمل على صياغته وتقديمه للمشاهد في اتجاه
سينمائي يجمع بين التأليف السينمائي الذاتي وبين البعد التعبيري الجمالي
المنفتح على مختلف المدارس السينمائية الفنية في تعدديتها واختلافيتها من
جهة أخرى، لكن مع الحرص في عملية الانفتاح هاته على الخصوصية السينمائية
والصوغ الذاتي الفني، وهو ما أهّله طبعاً ليكون أحد الرموز السينمائية
الفاعلة في المشهد السينمائي المغربي بامتياز.
من هذا المنطلق تناول الناقد السينمائي المغربي بوبكر الحيحي هذه
التجربة السينمائية المغربية المتميزة عن طريق التركيز بالخصوص على القضايا
الاجتماعية التي تطرحها وطريقة التناول الفني لها. فقد توقف في مقاربته
المنفتحة لفيلم «خيول الحظ» عند قصة الفيلم، محدداً إياها في رغبة البطل
محمد في الهجرة نحو فرنسا باعتبار أن هذه الهجرة هي حلمه الوحيد، وهو ما
سيجعله يلتقي بكل من فاطمة وعلي الراغبين في الهجرة إلى هناك مثله. كما
انطلق الناقد بعد ذلك لمقاربة كل من الفضاءات المتحكمة في هذا الفيلم
والزمن المتعاقب الفاعل فيه، ليخلص في النهاية إلى الحديث من جديد عن
الرغبة في السفر باعتبارها المحرك الرئيسي لأحداث الفيلم.
وعلى نفس هذا المنوال النقدي الذي تحكمه محبة السينما المغربية بشكل
عام وسينما الجيلالي فرحاتي بشكل خاص، يقدم الناقد السينمائي بوبكر الحيحي
باقي أفلام هذا المخرج المغربي الكبير، ففي فيلم «ذاكرة معتقلة» يتوقف
بالخصوص عند آلام الشخصيات المتواجدة فيه نتيجة الظروف الاجتماعية القاسية
التي وجدت ذاتها تعيش فيها على اختلاف بين كل من شخصية «المختار» الذي قضى
في السجن أعواماً من عمره وبين شخصية «الزبير» الذي ظل يبحث عن ظل أبيه في
صورة «المختار» ذاته. أما في فيلم «شاطئ الأطفال الضائعين» فقد توقف الناقد
السينمائي بوبكر الحيحي بالخصوص عند فضاء اللاتسامح وكيفية معاناة
الشخصيات، خصوصاً النسائية، من جبروته اللاإنساني.
وفي فيلم «عرائس من قصب»، تناول الناقد تلك العلاقة التي يطرحها هذا
الفيلم بين كل من المرأة والرجل في إطار يجمع بين الحب النبيل والرغبة
المتسلطة. وبخصوص فيلم «ضفائر» تم طرح مجموعة من القضايا التي تناولها
الفيلم والقيام بعملية توضيحها بشكل يجعلها قابلة للفهم والتحليل، وذلك من
طريق مجموعة من العناوين المشكلة للتيمات المتناولة مثل «الغاية تبرر
الوسيلة» و «قانون الأقوى» و «أطفال بدون حماية» ووصولاً إلى الوقوف عند
شخصيات الفيلم، سواء الرجالية منها أو النسائية، مثل «هشام» و «أمين و
«سعيدة» و «كنزة»
.
أما في نهاية هذا الكتاب النقدي السينمائي، فإن صاحبه يقدم لنا أهم
الخصائص المتحكمة في سينما المخرج المغربي الكبير الجيلالي فرحاتي، بدءاً
من تفكيك بنيات عناوين أفلامه ومروراً بدراسة نوعية الشخصيات التي يستحضرها
فيها متوقفاً بالخصوص عند صورة شخصيتي كل من المرأة والطفل باعتبارهما
ممثلين لنوع «سينما المكلومين» ، وانتهاء بالطريقة الفنية المتكاملة التي
تم بها بناء هذه الأفلام السينمائية المتميزة وتقديمها للمشاهد والرؤية
للعالم التي تحكمت فيها.
هكذا يكون هذا الكتاب النقدي المهم قد قدم للقارئ المغربي والعربي
والأوروبي خصوصاً، وأن الكتاب قد كتب باللغة الفرنسية تجربة سينمائية
مغربية كبيرة جديرة بكل تعريف واحتفاء وتنويه.
الحياة اللندنية في
17/05/2013
ينفي تلقيه تهديدات هاتفية
أحمد مكي: "سمير أبوالنيل" فيلم لا يحتمل الكوميديا
أبوظبي - فدوى إبراهيم:
نفى الفنان أحمد مكي أن يكون تعرض لتهديدات عبر رسائل على هاتفه، كما
أشيع ذلك بسبب أحدث أفلامه “سمير أبو النيل” الذي يعرض في التوقيت ذاته في
مصر والإمارات . وأكد مكي أن دوره “سمير” في الفيلم لا يعبر عن أي رأي
سياسي، بل يطرح مجموعة من الأفكار التي تتحدث عن الضمير وخصوصاً لمن يعمل
في وسائل الإعلام، مشدداً على رسالة موجهة للجميع وهي عدم الانسياق وراء ما
تقدمه وسائل الإعلام من معلومات إلا بعد التأكد منها . عن هذه القضايا
وغيرها يتحدث مكي في هذا الحوار الذي أجريناه خلال استضافته في برنامج
“فنون after
noon” الذي تقدمه شيماء علي على إذاعة “ستار إف إم”
وفيما يلي نص الحوار:
·
حقق فيلمك سمير أبوالنيل أعلى
الإيرادات في الأسبوع الأول من عرضه، فهل هذا دليل نجاحه، وماذا عن النقد
الذي تعرض له؟
- أحترم وأتعلم مما يكتب النقاد الذين يكتبون ما يمكن الاستفادة منه فنياً،
وهذا أمر إيجابي، أما رأي الجمهور فأترجمه إلى ما أتعلمه منه، فحين ينقد
الجمهور فكرة الفيلم فأترجمها بشكل يطور أفكاري في المرة المقبلة .
·
لكن بعض النقاد أكدوا أن الفيلم
يحمل كثيراً من الأفكار لكن غير المترابطة: الفساد، نقد وسائل الإعلام
المصرية، غسيل الأموال، البخل، نقد التيار الإسلامي ما ردك؟
- هذا غير صحيح، فهو أكثر فيلم ملتزم بترابط الأفكار، لأنه يحمل حبكة
درامية واحدة وهدفاً واحداً، وما ذكر النقاد لا يعني تعدد الأفكار، والفيلم
ينبه إلى عدم تصديق كل ما يقدم في الإعلام إلا بعد التأكد من صحته، إذ أصبح
الكثيرون ينشرون المعلومات المغلوطة لها، كما أننا أظهرنا أن كل شيء فيه
الجانبان السلبي والإيجابي .
·
البعض من النقاد وصف أداءك بأنه
أقل مستوى من أفلامك السابقة، ما ردك؟
- ما وصلني من نقد ليس على أدائي عموماً لكن على نوع الأداء الكوميدي الذي
لم يتحقق للمشاهد، فما كان يتوقع من دوري أن يكون أكثر كوميديا، أنا أعلم
ذلك جيداً لأن الفيلم لم يكن ليحتمل الكوميديا التي عرفها عني الجمهور في
أفلام ومسلسلات عدة، لأن موضوع الفيلم يحمل طابعاً وأفكاراً سياسية
واجتماعية ولذلك لم يكن من الصحيح أن نسقط الكوميديا ذاتها في هذا الفيلم،
حتى لا تفقده معناه ورسالته، ومع ذلك أحترم جميع الآراء لكن ذلك لا يعني
أنها صحيحة .
·
هل تجد أن محمد السبكي منتج
الفيلم غامر في توقيت إنتاجه؟
- هناك من يؤمن بأن السينما لا وقت لها، واقتنع السبكي بقصة الفيلم بعدما
عرضها مؤلفه أيمن بهجت قمر على المخرج عمرو عرفة الذي بدوره طرح علي دوري
فيه، وبذات التوقيت طرحه على المنتج، واقتناع المنتج بفكرة الفيلم ومؤديه
هي التي تدفعه إلى إنتاجه كما حدث مع فيلمنا هذا .
·
انتشر عبر مواقع الإنترنت تلقيك
تهديدات برسائل نصية عبر هاتفك بسبب الفيلم، فهل يستحق ذلك؟
- لم تصلني تهديدات، ولن يهمني في الحقيقة سوى أن أقدم ما أشعر به، سواء
كان صحيحاً بوجهة نظر الآخرين أو خطأ، فالمهم إحساسي بما أقدم .
·
لماذا أنت مقل بالظهور الإعلامي؟
- لأنني في الأساس مخرج، وأعتقد أن هذا الأمر انعكس علي نفسياً، فلست من
المحبين للظهور الكثير في وسائل الإعلام أو المناسبات، وبشكل أكثر وضوحاً،
فأنا أحب أن أنجز عملي وأعود إلى منزلي .
·
وماذا عن الموسم الرمضاني؟
- سأقدم فيه مسلسل “الكبير أوي” بجزئه الثالث، وسيكون بطريقة المزج بين
“الست كوم” والأفلام القصيرة، وتصلح أفكاره لأن تكون حلقات منفصلة، ويحمل
مفاجآت جديدة، وتقرر عرضه على قناة (سي بي سي) .
·
شاهدناك مع باسم يوسف المعروف
بطريقته المنفردة في التقديم، فهل وجدت وجودك معه مميزاً؟
- معروف عني أنني لا أجري الكثير من الحوارات في وسائل الإعلام، وخاصة أن
أغلب الأسئلة التي تطرح تكون غير مفيدة للجمهور وتتحدث في أمور لا تتعلق
بالفن ولا تقدم شيئاً جديداً لهم، ووجودي مع باسم يوسف كان بشكل يسخر من
الأنماط التقليدية في الأسئلة، وكأنه فيلم في برنامج وهذا ما كان جديداً
فيه .
·
درست الإخراج، وأخرجت عدداً من
الأفلام القصيرة وفيلم “الحاسة السابعة”، فأين أنت من الإخراج اليوم؟
- أخرجت عدداً من الأفلام القصيرة وكتبتها، وبعد أن أخذني التمثيل من
الإخراج، حاولت العودة إليه فأخرجت عدداً من الإعلانات منذ شهر رمضان
الفائت إلى اليوم، والهدف منها العودة إلى الإخراج لكن بشكل تدريجي .
·
لكن التمثيل لم يأخذك من غنائك
الراب الذي عرفت به، وهذا واضح من ألبومك “أصله عربي”؟
- الأصل عندي هو الإخراج والغناء ثم يأتي التمثيل بعدهما، فهذان الفنان لا
يمكنني الاستغناء عنهما، والهدف من هذا الألبوم هو تعريف الناس بأن فن
الراب من أصول عربية، والمقصود هنا أن الفن الشعبي ليس أمريكياً، وأعتبر ما
قدمه صلاح جاهين “راب،” فكلامه بسيط يصل إلى الشارع لكنه يحمل القيم أيضاً،
وليس كما يقدم بعض الشباب من أغنيات الراب التي تعكس نمطاً غربياً دون أي
معانٍ حقيقة، وحتى بملابس غربية لا تتوافق مع ثقافتنا .
·
يبدو أنك تحن إلى أيام زمان وهذا
واضح من ألبومك؟
- هذا أكيد وأتمنى لو أنني عشت في فترة الستينات، فالحياة التكنولوجية
أفقدتنا الكثير من جماليات الحياة التي خلقها الله، وعزلتنا عن بعضنا بعضاً
وأصبحنا نتواصل عبر الإنترنت . أذكر أنني وأصدقائي كنا نتبادل الرسائل عبر
الحمام الزاجل، فهذه كانت وسيلتنا الترفيهية، فأنا أحب تربية الحمام
والكلاب وغيرها، وبذلك بيتي عبارة عن غابة، ولا أعرف العيش من دون ذلك .
·
وماذا عن حياتك سنوات في أبوظبي؟
- دخلت الدولة وعمري ستة شهور، ودرست في مدارسها لفترة طويلة .
مؤتمر صحفي
يعقد الفنان أحمد مكي وأبطال فيلم “سمير أبوالنيل” مؤتمراً صحفياً عصر
اليوم في فندق فيرمونت بشارع الشيخ زايد في دبي .
يتحدث مكي وزملاؤه في المؤتمر الذي يبدأ في الرابعة عصراً عن الفيلم
ورسائله وآراء النقاد والجمهور فيه، وذلك بمناسبة عرضه في الإمارات . وكان
فريق عمل الفيلم عقد مؤتمراً مماثلاً مساء أمس في أبوظبي .
امرأة شعبية في "الوالدة باشا" وتعيش صراعاً في "مزاج الخير"
عبير صبري: أخشى على حرية الإبداع بعد الثورة
القاهرة - حسام عباس:
استعادت الفنانة عبير صبري بريقها الفني بعد فترة خمول، وتواصل هذا
العام حضورها الفني، حيث تشارك في بطولة عملين مهمين لشهر رمضان المقبل هما
“الوالدة باشا” مع المخرجة شيرين عادل، و”مزاج الخير” مع مصطفى شعبان
والمخرج مجدي الهواري، وهي ليست بعيدة عن السينما، حيث عرض لها فيلم “حفلة
منتصف الليل” الذي ترى أنه حقق نجاحاً جيداً بمقاييس المرحلة المرتبكة التي
تعيشها مصر مؤخراً . كما تقول في هذا الحوار .
·
ما الذي ننتظره منك في مسلسل
“مزاج الخير”؟
- أقدم شخصية فتاة تعيش في بيت تاجر مخدرات، حيث تتزوج منافس البطل (مصطفى
شبعان)، وبينها وبينه صراع شديد وثأر لأسباب تكشفها أحداث المسلسل المثيرة
.
·
ما الذي حمسك للعمل؟
- العمل مع مصطفى شعبان، وهو فنان موهوب ومجتهد ويسعى للنجاح، ومعنا فريق
عمل متميز يضم درة وعلا غانم ومي سليم وحسن حسني، والمؤلف هو أحمد عبد
الفتاح صاحب الأعمال الناجحة ومجدي الهواري الذي يسعى لتقديم أعمال مثيرة
للجدل وناجحة، وشخصيتي خلال العمل مهمة ومختلفة .
·
أيضاً لديك مسلسل “الوالدة باشا”
مع سوسن بدر، فماذا عنه؟
- في هذا العمل أقدم شخصية فتاة شعبية مختلفة في الشكل والمضمون عما قدمته
من قبل، وفي حياتها قصة حب مع باسم سمرة في المسلسل الذي يناقش قضايا
اجتماعية مهمة، والعمل مكتوب بشكل رائع ومع مخرجة رائعة هي شيرين عادل التي
سعدت بالعمل معها، لأنها كانت حريصة على تقديمي بشكل سيكون مفاجأة للجمهور
.
·
ماذا عن حجم الدور وتأثيره؟
- مسلسل “الوالدة باشا” من أعمال البطولة الجماعية، صحيح أن سوسن بدر تؤدي
الشخصية الرئيسة، لكن أدوار باسم سمرة وأحمد خليل وكل فريق العمل مهمة جداً
ومؤثرة وتمثل نقلات في مشوار صاحبها.
·
تم ترشيحك أيضاً للمشاركة في
بطولة مسلسل “القاصرات” مع صلاح السعدني وداليا البحري، فماذا عن دورك
خلاله؟
- للأسف اعتذرت عن المشاركة في بطولة هذا المسلسل لصعوبة التنسيق في أكثر
من عمل، خاصة أن الوقت ضيق، لأن معظم الأعمال بدأ تصويرها في وقت متأخر،
وكنت أحب أن أشارك في هذا العمل لأنه من تأليف سماح الحريري ويخرجه مجدي
أبو عميرة الذي كنت أتمنى العمل معه .
·
ما تقييمك لردود الفعل تجاه فيلم
“حفلة منتصف الليل”؟
- الفيلم عرض في ظروف مرتبكة في مصر على المستويات السياسية والأمنية
والاقتصادية، وهذا بلا شك أثر في كل الأفلام المعروضة في دور السينما نظراً
لحالة الإحباط التي يعيشها الناس، ورغم ذلك فالإيرادات كانت معقولة
بالمقارنة بالأفلام الأخرى وبحساب ظروف العرض .
·
لماذا لم تشاركي في بطولة “حكاية
حياة” مع غادة عبدالرازق التي حققتِ معها نجاحًا مميزًا في رمضان الماضي؟
- غادة فنانة وصديقة رائعة، لكن طبيعة الأعمال هي التي تفرض فريق عملها،
وأتمنى النجاح لكل فريق العمل لأن تجربتي معهم كانت رائعة ومفيدة .
·
في الفترة الأخيرة تم تصعيد أكثر
من فنانة من بنات جيلك ومن جيل تالٍ إلى البطولة الأولى، ألا تسعين لتلك
الخطوة؟
- مسألة البطولة المطلقة لا تشغلني، خاصة أنني دائماً أقدم أدوار بطولة
حقيقية في أعمالي منذ بداياتي، والآن السائد هو البطولات الجماعية وكل شيء
له وقته .
·
بعض الأعمال المميزة أخذت طريقها
للعرض بعيداً عن شهر رمضان، هل تميلين إلى ذلك؟
- بكل تأكيد هذا شيء مفيد جداً وحيوي للدراما المصرية، فليس من المفيد أن
نركز جهدنا كله لشهر واحد طول العام ونترك بقية المواسم للدراما التركية
مثلاً .
·
هل أنت ضد الدراما التركية؟
- أبداً، لكنني مع اختيار الأعمال المهمة التي نستفيد منها في الثقافة
والتصوير والقيمة، وأرفض أن نلجأ إلى كم كبير من المسلسلات التركية لمجرد
أنها رخيصة وتملأ فراغًا بعيداً عن الأعمال المصرية .
·
كيف ترين مصر بعد عامين من ثورة
25 يناير؟
- للأسف كل شيء في تراجع، وهناك إحباط شديد، فلا أمان ولا استقرار، وهناك
أزمات اقتصادية وغلاء وتقييد على حرية الإعلام، أخشى أن تمتد إلى حرية الفن
والإبداع .
·
هل أغلقت ملف الحياة العاطفية
بعد تجربة الزواج الأولى؟
- أبداً، يمكن أن أحب وأتزوج لكنني فقط لا بد أن أرتبط بإنسان على خلق
وشجاع أشعر معه بالأمان والراحة .
يظهر بشخصية ضابط شرطة في رمضان
إياد نصار: المناخ العام ضد الإبداع
القاهرة - حسام عباس:
يخوض النجم الأردني إياد نصار تجربة تلفزيونية جديدة خلال مسلسل
بعنوان “موجة حارة” يجمعه مع عدد من النجوم والنجمات، لكنه يؤكد أن مصدر
انجذابه للمسلسل من الأساس أنه عن قصة للكاتب الراحل الكبير أسامة أنور
عكاشة الذي كان يتمنى العمل معه، كذلك كون المسلسل من إخراج محمد ياسين
الذي قدم معه مسلسل “الجماعة” للكاتب وحيد حامد، ولدى إياد نصار أكثر من
مشروع سينمائي في حين كان آخر أعماله فيلم “مصور قتيل” الذي عرض في دور
السينما بعد عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وفي هذا الحوار معه
يتحدث عن جديدة في التلفزيون والسينما ورؤيته في هذا الصدد .
·
في أي ثوب سوف نراك في دراما
مسلسل “موجة حارة” الذي تصوره حالياً؟
أجسد شخصية ضابط شرطة آداب وهو ضابط تركيبته مختلفة والشخصية فيها
تعقيدات لذلك كان لا بد من أن أستعد لها جيداً واستعنت بصديق يعمل ضابطاً
في الشرطة لكي أفهم منه طبيعة الآداب والتعامل مع المتهمين .
·
ماذا أغراك في العمل ككل؟
يكفي أنه عن رواية للكتاب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة الذي كنت
أتمنى العمل في إحدى رواياته لأنني تربيت على أعماله العظيمة مثل “وما زال
النيل يجري”، و”الشهد والدموع”، و”رحلة أبو العلا البشري”، و”ليالي الحلمية”
وغيرها من الأعمال الخالدة في تاريخ الدراما المصرية والعربية، كذلك تحمست
للعمل لأنه مع المخرج محمد ياسين الذي قدمت معه مسلسل “الجماعة”، والمسلسل
مأخوذ عن رواية مهمة وقوية هي “منخفض الهند الموسمي”، وأنا سعيد بالعمل
وبفريقه الذي يجمعني بأسماء مهمة .
·
هل أنت متفائل بحضور قوي في
رمضان نظراً لقلة الأعمال هذا العام؟
بكل تأكيد كنت أتمنى أن تزيد الأعمال ولا تقل، لأن هذا في مصلحة صناعة
الفن في مصر والوطن العربي، وهناك آلاف يعملون في هذه المهنة في كل
التخصصات، وفي كل الأحوال العمل الجيد هو الذي يفرض نفسه، وأنا أجتهد لأصل
إلى أفضل أداء ليصدقني المشاهد وأتمنى التوفيق أيضاً لزملائي .
·
ما تفسيرك لتراجع الإنتاج هذا
العام مقارنة بالعام الماضي؟
رمضان الماضي كان استثنائياً بكل المقاييس، لأن هناك أعمالاً كانت
مؤجلة، ومجموعة من النجوم المهمين قدموا أعمالهم لأول مرة بعد غياب مثل
محمد سعد وأحمد السقا وكريم عبد العزيز والزعيم عادل إمام ومحمود عبد
العزيز أيضاً، أما هذا العام فأتصور أن الأوضاع الاقتصادية مؤثرة بشكل كبير
وهناك أزمات في التسويق، ما أدى إلى تراجع عدد من المنتجين عن تقديم
أعمالهم والقنوات الفضائية فيها أزمة أيضاً بسبب التضييق على حرية الرأي
وبعض القنوات مهددة بالغلق والمناخ العام ضد الفن وضد الإبداع .
·
كيف وجدت ردود الفعل تجاه مسلسلك
“سر علني” الذي عرض في رمضان الفائت وبعده؟
المسلسل حقق نجاحاً أكبر حين عرض بعد رمضان، حيث تكرر عرضه على أكثر
من فضائية، لكنه في شهر رمضان حقق نسبة مشاهدة جيدة لكن محدودة بسبب زحام
عشرات الأعمال المهمة والمتميزة .
·
هل تتحمس لإيجاد مواسم عرض أخرى
غير شهر رمضان؟
بكل تأكيد هذا حل مهم وضروري حتى يأخذ كل عمل فرصته في العرض الجيد،
والجمهور أيضا يأخذ فرصته في المشاهدة بتركيز واستمتاع .
·
كيف وجدت ردود الفعل تجاه فيلمك
الأخير “مصور قتيل” الذي كان قد عرض في مسابقة مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي أيضاً؟
أولا أنا استمتعت جداً بالعمل في هذا الفيلم مع المخرج الشاب كريم
العدل، والتجربة كانت ثرية ولها خصوصية في رصيدي وضعف إيرادات الفيلم في
العرض الجماهيري كانت شيئاً طبيعياً بسبب ظروف العرض في وقت صعب وسط
مظاهرات واعتصامات وعدم وجود أمن في الشارع .
·
ماذا عن مشروعاتك السينمائية
الجديدة؟
لديّ أكثر من مشروع سينمائي تحت الدراسة لم أستقر على أحد منها، ولن
أبدأ في تصوير أي عمل قبل انتهاء تصوير مسلسل “موجة حارة” لأن الوقت ضيق .
·
ماذا يشغلك بعيداً عن الفن، خاصة
وأنك بعيد عن الحفلات والمناسبات الفنية؟
أنا بطبعي لا أميل إلى الزحام أو الضجيج، وبعيداً عن العمل أهتم جداً
بالقراءة ومشاهدة الأفلام المهمة، وقد أسافر لأقضي وقتاً ممتعاً ومفيداً في
أي بلد أبحث فيه عن متعة السياحة وزيارة الآثار والأماكن التاريخية .
الخليج الإماراتية في
17/05/2013 |