لا يزال يخطر للبعض منـا كيف كان استقبال النقاد والإعلام الغربي بصفة
عامـة لصوفيا كوبولا عندما قامت بتمثيل دور رئيسي في فيلم أبيها فرنسيس
فورد كوبولا «العراب 3» (1990)؛ إذ تم تمزيق حضورها كما لو أن هناك ثأرا
قديما بينها وبينهم. ما كان يدعو للعجب هو أنها لم تكن الممثلة الوحيدة في
الفيلم، بل شاركت ممثلات أخريات في تكملة تلك الملحمة الكبيرة، ومنهن تاليا
شاين ودايان كيتون وبردجت فوندا، لكن لا أحد سواها كان محط نقد مكثـف على
هذا النحو.
الآن، وبعد ثلاث عشرة سنة على تحولها للإخراج (وإحدى عشرة سنة على آخر
ظهور لها كممثلة) انقلبت المواقف على نحو كامل. صوفيا كوبولا (42 سنة) ينظر
إليها اليوم كفنانة أميركية مهمـة في سياق الفيلم المستقل. أعمالها تحتل
دائما حيـزا كبيرا من الاهتمام، وهذا هو حال آخر أفلامها «ذا بلينغ رينغ»
الذي عرض في مهرجان «كان» الأخير وينطلق هذا الأسبوع في عواصم عالمية.
استقت المخرجة موضوعها من قصـة حقيقية عاشتها مدينة لوس أنجليس قبل
عدة سنوات عندما قامت عصبة من المراهقين والمراهقات (الميسورين معيشيا كما
يجب أن نضيف) بالسطو على منازل عدد من المشاهير، بينهم أورلاندو بلوم
وباريس هيلتون (عدة مرات) ولندساي لوهان وميغان فوكس من بين آخرين. ولم
يتسن للشرطة القبض على العصابة بالجرم المشهود إلا بعد نحو سنة من نشاطها،
حيث أثار ما نشر عنها اهتماما إعلاميا ملحوظا دفع بمجلة «فانيتي فير»
لكتابة تحقيق طويل عن الزمرة التي سمت نفسها بـ«عصبة الجواهر اللامعة»
(العنوان الحرفي للفيلم).
قبل فيلم كوبولا انبرى فيلم تلفزيوني لمعالجة هذا الموضوع بالعنوان
نفسه سنة 2001، لكن فيلم كوبولا، كونه افتتح مظاهرة «نظرة ما» في دورة هذا
العام من «كان»، هو الذي شهد الانتشار والاهتمام الأوسع ولو أنه ورد ثانيا.
«اهتممت بالموضوع قبل عام 2001، لكني انشغلت عنه أكثر من مرة». تقول
لنا خلال حضورها المهرجان في مايو (أيار) الماضي.
وتضيف: «وفي مرات كنت أتوقف عن الكتابة لأنني كنت أبحث عن الأسلوب
الصحيح لعرض هذه القصـة. لم أكن أريد سرد الحكاية على واقعيتها بطريقة
تقليدية، بل بحثت كثيرا عن الأسلوب الذي يمكن لي معالجة الموضوع من خلاله».
·
أفلامك عادة ما تتضمن رسائل
معينة. هي لا تقصد مطلقا أن تكتفي بسرد الحكاية. لكن ما الذي قصدت إلى طرحه
هنا؟
- أحاول ذلك. أردت أن أصنع فيلما يجعل المشاهد يشعر بأنه شريك في
التجربة التي كانت هذه العصبة تقوم بها. شريك أيضا في فهم أن هذه السرقات
لم تتم لأن القائمين بها كونوا عصابة إجرامية كبيرة. هذه الزمرة من
المراهقين لم تكن مثل سواها.
·
لكن أفعالها مطابقة لما قد تقوم
به أي عصابة محترفة.
- صحيح. لكن هدفي هو أن لا أحكم على أفرادها. لم أرد أن أتدخل في
الرأي الذي سيكونه المشاهد.
·
لماذا؟
- لماذا؟! لأني فكرت أن القصة مثيرة بحد ذاتها. تعلق على الثقافة
المعاصرة وأنها مناسبة للتعليق على موضوع الإعلام، خصوصا إعلام الثقافة
الشعبية. هذا هو محط اهتمامي أكثر من أن أنصرف لمحاسبة هؤلاء على أفعالهم.
لقد تم القبض عليهم وتم للقضاء محاسبتهم. هذا ليس شأني. رغبتي الأساسية هي
البحث في حياة الشهرة ذاتها وكيف تستطيع بسهولة التأثير سلبيا على الجيل
الحاضر.
بلا حكم مسبق فيلم صوفيا كوبولا يختلف حتى عن أعمالها السابقة. يختلف
عن فيلمها الجيد «في مكان ما» (2010) وعن أفلامها الأخرى «انتحارات
العذراء» (1999) و«مفقود في الترجمة» (2003)، وخصوصا عن فيلمها الوحيد ذي
الإنتاج الكبير «ماري أنطوانيت» (2006)، لكنها ليست المرة الوحيدة التي
تتعامل فيه المخرجة مع موضوع الإعلام: «مفقود في الترجمة» عن ممثل (بيل
موراي) يلجأ لتصوير مشاهد له في طوكيو محيطا نفسه بستار من العزلة عن
الإعلام. بطلها في «في مكان ما» (ستيفن دورف) ممثل انشغل بشق طريقه الناجح
إعلاميا لدرجة أنه تجاهل واجباته العائلية.
·
هل الإعلام يشكل لديك هذا القدر
من الأهمية بالفعل؟
- نعم. لأننا بتنا أقرب إلى رموز في صورة كليـة. ليس من الضروري أن
تكون نجما أو أن ترشحك أعمالك لأن تكون نجما. أي منا قد يستطيع تحقيق هذه
النجومية ولو لفترة بسيطة، وذلك بسبب صحافة التابلويد وتلفزيون البرامج
الواقعية.
·
في الوقت ذاته توحين في هذا
الفيلم بأنك تلقين بقدر من المسؤولية على الأهل.. لسلي مان التي تقوم بدور
والدة إيما واطسون في الفيلم هي نموذج للأم التي لا تعرف كيف تحمي ابنتها..
هل هذا هو قصدك؟
- أعتقد أن المشكلة هي نتاج عدة عوامل. أفراد هذه العصبة كانوا في سن
صغيرة. لم يتجاوز أحدهم السادسة عشرة من العمر. وكانوا يبحثون عن مستقبلهم
تحت الأضواء متأثرين بالباهر والبراق. في وسط ذلك كله يبدو أن الآباء لم
يرتبطوا تماما مع أولادهم. لم يُبدوا حيالهم أي اهتمام، ولم يلعبوا دور
المرشد وهو دور مطلوب.
·
ماذا عن شخصية لسلي مان؟
- لم أكن أرغب في أن أحكم على الشخصيات، لكن بالتأكيد هذه الأم لم تكن
بعيدة عن المسؤولية. هي أيضا فكرت في الشهرة على حساب ابنتها.
·
لذلك هناك المشهد الذي تقوم فيه
صحافية بمقابلة الابنة فتتدخل الأم كثيرا في محاولتها سرقة الضوء إليها.
- تماما. لذلك لم يكن هناك ثقافة اجتماعية وعائلية لدى هذه الشخصيات،
بل ثقافة الصورة المبثوثة للتأثير، وهي تحمل تأثيرات سلبية كثيرة بالفعل.
·
هل يمكن القول إن هذا التعليق
على الإعلام هو السبب الأول لاهتمامك بهذه الحكاية؟
- ليس تماما لأنني أيضا أحببت الموضوع بحد ذاته. أحببت أن أصنع فيلما
عن بنات وشباب من هذه السن المبكرة، ووجدت أن القصـة بمثابة مناسبة صحيحة،
لكن على صعيد آخر كان مهما عندي لكي أنظر وأتحدث عما بدا لي موضوعا كبيرا
في حياتنا لا نعي جميعا تأثيره، وهو الإعلام وصحف التابلويد، وأنا أضم
البرامج التلفزيونية التي تلاحق النجوم وحكاياتهم إلى هذا النوع من
الصحافة. ولم أكن أريد أن أمنح الفيلم رسالة خاصـة، أو أن أجيب على أي من
الأسئلة التي يمكن للبعض أن يطرحها، بل تقديم الموضوع وما يفرزه من حالات،
وأعتقد أنها كانت واضحة لا تحتاج إلى تعليق.
·
كيف تعاملت مع الممثلين
والممثلات؟ إيما واطسون ولسلي مان محترفتان، لكن هناك آخرين غير معروفين.
- لقد اشتغلت كثيرا على الممثلين. أردتهم جميعا شخصيات أمام الكاميرا
وليس ممثلين يؤدون أدوارا. طلبت منهم أن يحرصوا على أداءات طبيعية تماما.
لذلك تجد أن تمثيل واطسون لا يختلف في منهجه عن تمثيل كايتي تشانغ، رغم أن
واطسون لديها خبرة سنوات في حين أن تشانغ لم تظهر في دور رئيسي من قبل.
·
إذن لا بد أنك عمدت إلى
التمارين.
- نعم. أنا دائما أفضل التمارين. وفي هذا الفيلم قررت أن أساعد الفريق
بأن أطلب منهم تمضية أوقات طويلة بعضهم مع بعض قبل التصوير؛ لأن هذا
التعايش سيساعدهم على قبول كل منهم للآخر كما لو كانوا أصدقاء فعليين.
سيساعدني أيضا على أن أحصل منهم على ما أطلبه وهو طبيعية الأداء.
·
كاتي تشانغ تؤدي الدور جيدا.
- اخترتها من بين العديدات من الممثلات الكوريات الشابات. أجريت لها
اختبارا مبكرا، ثم أجريت اختبارات لممثلات أخريات، لكنها هي الوحيدة التي
بقيت في ذهني. تلمست قوة شخصيتها المناسبة للشخصية التي أدتها.
ذكريات مهمـة رغم هفوات واضحة، ومعالجة لم تصل إلى نقد فردي أو
اجتماعي، فإن الفيلم شهد إعجاب النقد الغربي حين عرضه في مهرجان «كان».
وهذا بالطبع ليس فيلم صوفيا الأول الذي يعرض هناك؛ إذ كانت عرضت هناك أيضا
«ماري أنطوانيت» قبل ست سنوات. ذلك الفيلم قصد أن يحكي مرحلة من تاريخ
فرنسا، ما أثار عددا من النقاد الفرنسيين الذين اعتبروا المخرجة متطفلة على
الحقبة وشخصياتها.
·
لم يلق فيلمك «ماري أنطوانيت»
رحابة صدر من قبل النقاد الفرنسيين. فهل ترك ذلك في نفسك انطباعا معينا؟
- هذا ليس صحيحا تماما. هناك من أعجب به وهناك من انتقده، وهذا حال كل
فيلم لكل مخرج. من هذه الزاوية أستطيع أن أتكلم، لكني لا أستطيع التعميم،
لكن نعم هناك من انتقده بالطبع.
·
بعض النقد كانت له علاقة بعملية
الإنتاج. مخرجة اعتادت على تحقيق أفلام مستقلة نجدها في فيلم تاريخي كبير.
- ربما. لكن هذا كمن يعتبر أن على المخرج الالتزام بموضوع معين أو
بنوع إنتاجي محدد لا يمكن تغييره. أعتقد أن النقد الذي أحب أن أقرأه هو ذلك
الذي يفصل الفيلم عن تاريخ مخرجه والأفلام السابقة التي حققها. لا يمكن
التعميم أو الاستنتاج. هذا في رأيي خطأ.
·
ماذا عن تجربتك في مهرجان «كان»
إلى الآن؟
- أحب الذهاب إلى مهرجان «كان». عندي الكثير من الذكريات المهمة
بالنسبة لي. كنت طفلة حين جئت إلى هذا المهرجان بصحبة والدي، وفي هذه المرة
بالتحديد كنت أكثر سعادة من أي وقت سابق. شعرت أنني تربيت هناك.
·
بالعودة إلى «عصبة الجواهر
اللامعة» أجد من اللافت طريقة تعاملك مع المجموعة ككل. لا أقصد كممثلين،
فقط تطرقنا إلى هذا الموضوع، بل إلى مفهوم العصبة ذاتها. هل كان من بين
أهدافك الحديث عن الزمالة أو الصداقة أو العمل كفريق واحد؟
- أتذكر حين كنت في المعهد أن تفكيرا نمطيا كان يسود الطلاب. وأعتقد
أن هذا أمر منتشر حتما في كل مكان. هناك حلقات تتألـف من الطلاب الذين
يريدون إثبات وجودهم على نحو أو آخر.
هناك ثقافة من التعنيف والانحراف والميل لاستخدام ضعف الآخرين كسلاح
ضدهم. نعم أستطيع أن أرى صحة رأيك ولو أنني لم أقصد الحديث عن هذا الجانب
من البداية أو بشكل محدد. كنت في ذلك العمر وأعلم الرغبة في السيطرة أو
التعرض لسيطرة الآخرين على البعض.
·
سطت هذه العصبة على منزل باريس
هيلتون عدة مرات. طبعا ليس من ضرورات الفيلم تقليد عدد الزيارات. لكن ماذا
كان شعورك تجاه هذه الحقيقة؟
- تعجبت فعلا في البداية. «ذا بلينغ رينغ» دخلت منزل باريس هيلتون خمس
مرات أو ستا، وفي كل مرة سطا أفرادها على جواهر وساعات وملابس ثمينة. وجدت
ذلك عجيبا كون العصابة كانت تفعل الشيء نفسه مرة بعد أخرى والضحية هي
ذاتها.
·
خلال أو بعد الفيلم هل أخذت حيطة
إضافية: طورت أجهزة الأمان وأجهزة الإنذار مثلا؟
- (تضحك) لا. لست امرأة مشهورة على هذا النحو. وأعيش حياتي على نحو
خاص ولا أحاول أن أتصرف كنجمة، وليس عندي أي طموح في هذا الشأن. لكني ككل
الناس الطبيعيين أقفل أبواب البيت دائما.
الشرق الأوسط في
20/06/2013
جيل جديد يحلم بتغيير الواقع
شريف نادي
جيل جديد من المخرجين السينمائيين استطاع أن يفرض نفسه اخيرا علي
الساحة السينمائية بقوة بعد تقديم أكثر من فيلم مختلف عما يطرحه السوق
السينمائي من أعمال فنية, مما لفت انظار الجمهور بقوة إلي نوعية هذه
الأفلام التي
تحمل في ملامحها نماذج مختلفة من الواقع المصري, وبتكلفة قليلة, وبدون
نجم شباك ليؤكد هؤلاء المخرجون أن البطل هنا ليس النجم ولكنه العمل نفسه,
ومن بين هولاء المخرجون نادين خان التي قدمت فيلمها الروائي الأول هرج ومرج
ولعب بطولته أيتن عامر, ومحمد فراج, وماجي مورجان التي قدمت هي الأخري
فيلمها عشم ولعب بطولته عدد من الشباب الذي يقف جزء كبير منهم امام
الكاميرا لأول مرة, وفي الوقت ذاته انتهت المخرجة هالة لطفي من فيلمها
الخروج إلي النهار التي هربت من عرضه بعيدا عن موسم الصيف, والمخرجة أيتن
أمين التي تعمل علي فيلمها الأول فيلا69... ووراء كل مخرج قصة عمل عليها
لسنوات إلي أن رأي مشروعه النور... الأهرام المسائي تحدثت مع هؤلاء
المخرجين حول مشاريعهم ورؤيتهم للسينما الجديدة التي يحلمون بها.
في البداية قالت ماجي مرجان مخرجة فيلم عشم الذي عرض اخيرا إن وجود
أجيال جديدة علي الساحة السينمائية أشبه بحركة جديدة ليست في المجال
السينمائي فقط, ولكن في الموسيقي أيضا, وكان نتاج هذه الحركة الفنية,
ظهور جيل يريد ان يقدم شيئا مختلفا مثل نادين خان, محمد دياب, عمرو
سلامة, هالة لطفي, وغيرهم.
أضافت: للاسف المسألة أصبحت اكثر حرية في المجال الموسيقي حيث نجد
فرقا مثل وسط البلد, مسار إجباري, لايك جيلي, حيث لديهم أكثر من بديل
لايصال صوتهم للجمهور مثل ساقية الصاوي, وأماكن متعددة بوسط البلد, علي
عكس السينما التي لا يوجد امامها سوي دور العرض الموجودة بالمولات, ومن
هنا تأتي صعوبة خلق أماكن بديلة لعرض الأفلام خاصة ان هناك مواهب سينمائية
كثيرة لا تجد الفرصة المناسبة لإيصال رسالتها الفنية, رغم استعداد
الجمهور لمشاهدة ذلك, واكبر دليل هو مهرجان الإسماعيلية, عرض به فيلم
تسجيلي للجمهور وعلي الرغم من عدم وجود نجوم بالفيلم فأننا فوجئنا بكم كبير
من الأسرة التي حرصت علي الوجود, ومشاهدة الفيلم, حيث اكتشفت جمهورا
آخر يريد سينما بديلة بعيدة عن تتح وغيرها من نوعية الأفلام التجارية.
و قالت أيتن أمين مخرجة فيلم فيلا69 إن سبب خروج جيل جديد من
المخرجين السينمائيين هو أن الأفلام التي يريدها السوق الآن في مصر قليلة
التكلفة, وأفلام السبكي فقط, وهو ما عاد علينا بالفائدة, وبالتالي
أصبح من السهل أن تقدم فيلما قليل التكلفة دون وجود سوبر ستار, وهو ما
ساعد عدد من المخرجين في أن تصبح لديهم شركة الإنتاج الخاصة بهم ليقدم
مشروعهم ورؤيتهم حسبما يرونها.
وأكدت هالة لطفي مخرجة فيلم الخروج إلي النهار أن الفكرة أصبحت تكمن
في قلة أسعار تكنولوجيا تصوير الأفلام, حيث أصبح بمقدور الجميع
التصوير, مادامت هناك فرصة لتقديم أفلام بميزانيات أقل, وبالتالي هامش
المخاطرة أقل, كما أن صناع الفيلم أصبحوا هم منتجيه, وعلي سبيل المثال
ماجي مرجان التي عملت علي فيلمها عشم بمفردها إلي ان قرر المنتج محمد حفظي
استكمال الفيلم.
الأهرام المسائي في
20/06/2013
نقاد السينما يؤكدون في آخر حلقاتهم البحثية:
السينما المصرية شوهت المرأة الثورية والأمريكية لم تنجح في
التعبير عن ثورتها
ناهد خيري
في ختام الحلقات البحثية التي أقامتها لجنة السينما بالمجلس الأعلي
للثقافة بعنوان السينما والثورة قدمت الدكتورة أريج البدراوي زهران ورقة
بحثية بعنوان المرأة بين الواقع الثوري والتجسيد السينمائي في
ضوء سوسيولوجيا الفن مؤكدة أن المرأة كان لها دور بارز في معظم الثورات
التي شهدتها مصر وتناولت وضع المرأة في الأفلام التي تناولت الثورة من خلال
ثلاثة محاور هي أفلام الثورات المصرية المختلفة مثل فيلم في بيتنا رجل
والمماليك وغروب وشروق والكرنك ويا مهلبية يا والأفلام التي تناولت الثورات
العربية مثل الفجر ومن أجل الوطن ووأفلام عالجت السير الذاتية لشخصيات
ثورية بارزة مثل ناصر56 و جميلة.
وقدم الباحث نادر رفاعي بحثا بعنوان السينما والثورة في روسيا ذكر فيه
أن العلاقة بين فن الفيلم السينمائي والمجتمع أصبحت علاقة بديهية وقد أثبت
المنهج التاريخي الاجتماعي لدراسة الفن أن هناك ارتباطا وثيقا بين العلاقات
الاجتماعية والاقتصادية السائدة في مجتمع من المجتمعات وذكر الباحث أيضا
أهم ملامح السينما في روسيا قبل الثورة وبعدها وقال إنها تقوم علي ثلاثة
محاور الأول السينما الروسية قبل1917 والثاني السينما الروسية بعد
ثورة1917 والثالثة مرحلة الواقعية الاشتراكية
وأكد الناقد السينمائي أسامة عبد الفتاح في ورقته البحثية التي حملت عنوان
السينما والثورة الأمريكية كيمياء غير ناجحة أن الأفلام الأمريكية كانت
سيئة الحظ في صنع سينما تحمل بناء دراميا يقنع المشاهد لأنها لم تكن تحمل
قضية وطنية كما كانت في الأفلام التي عبرت عن الحرب العالمية الأولي, ولم
يكن فيها الصراع الذي يقوم علية فيلم ناجح وهو الصراع التقليدي علي الخير
والشر والذي يساعد علي بناء درامي يجذب الجمهور كما أنها افتقدت للأفلام
المحرضة علي الثورة
وأكد عبد الفتاح أن السينما الأمريكية بكل إمكاناتها المادية والبشرية
وغيرها من الأمكانات التي تساعد علي صنع سينما شديدة الخصوصية لم تنجح علي
الإطلاق في صنع أفلام سينمائية عن الثورة الأمريكة تخلدها أو تترك أثرا في
تاريخ السينما العالمية ومعظم أفلامها لم تترك أثرا كلاسيكيا.
الأهرام المسائي في
20/06/2013
إسراء إمام تكتب عن فيلم عشم:
سينما الفرحة
يمكنك أن تصنع فيلما جيدا.. فيلما يثير دموعك أو ينتزع ضحكاتك، وإنما
متفرد الفيلم الذى يدغدغ حواسك ويُلهمك ابتسامة قد لا ترتسم على شفتيك بل
على قلبك وهى ذاتها التى تعتصره من حين لآخر برفق ومن دون أن تتألم وبغير
مدعاه للصراخ أو المغالاة فى التناول، فيلم يبعث على نوع متفرد من الفرحة
فى داخلك فلا يحتفظ بك فى قالب معين وأنت تشاهده وانما يُبقيك حُر طليق لك
أنت تشعر بما تشاء كلا بغير تطرف وهذا هو بيت القصيد .
"عشم" من الأفلام النادرة التى تنتمى إلى تلك الحالة الغرائبية، التى
تستعير من السينما المستقلة جرأتها وإقدام موضوعاتها ورؤاها المختلفة ومعها
تبقى حريصة على نكهة الشغف الذى يتمسك بيد المُشاهد ويدخل به إلى دنا لها
خصوصيتها لابد أن تحترم حواسه وتُمتعها ومن قبلها عقله، والشغف هنا فى فيلم
عشم غير اعتيادى قد تتعثر به فى جملة من الحوار أو تفصيلة شخصية أو حتى ما
لا ترتئيه بعينيك وما لا يقع صداه على أذنك، والنقطة الأخيرة على وجه
الخصوص يطول فيها الحديث لأن "عشم" لم يهتم بتقديم الحدث فى حُلته العادية
ومفصلاته المتوقعة من مبتدأ ومنتصف ونهاية ومثلما فرغ عدد من الأفلام قبل
"عشم" من مسألة النهاية ومن مسألة الترتيب نفسها، خرج "عشم " هو الآخر عن
المألوف وارتضى بأن يُقدم أنصاف واقعة وربع موقف وخلف البقية الباقية لك
ولشهية خيالك وذائقتك فى السعى لإكمال الصورة..أو لتجاوزها ومحاولة تفصيل
ما رأيته بتلقى مختلف ومكثف ..
فى "عشم" الشخصيات تُشبهنا، تفكر بفعوية وتتحدث بتلقائية كل شخصية
منها يحاوطها يأس مُدقع ولكنها تبقى فى قرارة نفسها متشبسة بالعشم "الأمل"
الذى قد يتجسد فى شخص بعينه فى حياتها، مثلا "نادين-أمينة خليل" تستمد قوة
هائلة من "عادل_محمد خان" جارها المتفائل المبتسم الذى يبعث علينا نحن
المتفرجين قدر كبير من الطاقة الإيجابية على الرغم من ظروف حياته التى إن
تمهلت وتأملتها ستتيقن من كونه يحمل الكثير بداخله من الإحباط، ولكن فى حال
تركيبة الرجل المميزة وثِقل ما ينغلق عليه صدره تكمن كل هذه الطاقة
والحيوية التى يبثها إلينا رغم ظهوره القليل، و"داليا- سلمى سالم" رغم
فقدانها تحت وطأة الظروف لعلاقة كانت قوية مع خطيبها الذى اختار السفر كحل
لجميع مشكلاته تجد قدر من العزاء مع طفلة صغيره والدها أيضا آثر الغُربة
والبعد عنها، والجميل أن أن أداء الطفلة لا يُشعرك لوهلة بأنها أمام كاميرا
وهو الشىء الذى يُحسب للفيلم أيضا فإطلالة البنت بهذه الصورة لم يُفقدها
سجيتها التى نثرت على الشاشة الإحساس المفترض بالضبط أن يصلك وبالتالى
حضورها كان يُغيم هموم داليا ويأخذ بيدها إلى البراح،"وفريدة_مروة ثروت"
فأملها كان نفسها فهى من الشخصيات التى تؤمن بذاتها ولا تسمح للآخرين
بإقتحام منطقتها الخاصة التى تكسبها القوة ولهذا فإن علاقتها مع شريف كانت
على المحك من البداية وحتى عندما انتهت ظلت فريدة هى الأمل لحالها، وقد
اختزل صديق شريف توصيف فريدة فى جملة هايلة عندما قابلها مصادفة وعاد
ليُخبره "زى ماهى ماتغيرتش خالص"، أما "نادية" فعشمها كان زوجها الذى داهمه
احتمال المرض مما دعاها لإفتقاده وقت فى خيالها المشوش المرتعب وعندما زال
الخطر الذى كان يهدد حياته بات هو أملها الذى أكسبها قدر جديد من بهجة
الحياة وحدوتة نادية بالذات أيقونة يشى بها الفيلم لنا بأن ( الفرحة قرار)
، وهكذا مع باقى الشخصيات ..
الحوار المرتجل ليس من السهولة أن يكون على هذا القدر من الإنسانية،
بحيث يجمع بين طبيعية الإرتجالية ويضيف رونق لحالة الفيلم ويصبغه بحقيقية
شخصياته، وهذا دليل على المجهود المهول الذى غلف هذه الديالوجات حتى وإن
كان يغلب عليها الطابع الإرتجالى الذى يحسبه البعض هيّن، فأحيانا
الإرتجالية تأتى نتيجتها بالعكس مُنتقصة من حالة الفيلم بأكملها ولكن "ماجى
مرجان" المخرجة لم تسمح لذلك أن يحدث بل استفادت من نفعياته لأقصى درجة
ممكنة ..
على قدر استمتاعك بفيلم عشم أثتاء مشاهدته إلا أنك ستكتشف بعد مرور
أيام أنك اسقطت عدد ليس هين من تفاصيله فى ذاكرتك، فهو من الأفلام التى
تمنحك المتعة كاملة لوقت ولكنها لا تبقى مطولا فى داخلك ليسعك ذكرها من وقت
لآخر إلا وأن عاودت الكرّة فى مشاهدتها، وفى اعتقادى يرجع هذا قدر من
اللهاث سيطر على الفيلم مُتجنيا فى مضمونه وحبكته على الصورة فلم يمنحك
وقتا كافيا لأن تتأنى فى تأمل دنيا الفيلم ببصريتك وبالتالى التأثير لم يدم
غير محتفظا بمكان ثابت فى ذاكرتك .
آخر كلمتين:
_ جميلة كانت اللفتة التى اصرت فيها"ماجى مرجان" المخرجة على عدم ظهور
والد داليا فى اللقطة التى كان يشرح له خطيبها انهم اتفقا على عدم الزواج،
بل احتلت صورة داليا وهى تتمسك بالدبلة بين أصابعها خلف كلام خطيبها
لوالدها وكأن الأمر يخصهم وحدهم فلا حاجة لوجود آخرين فى الصورة.
_ حوارات نادية وعماد زوجها على وجه الخصوص هى الأكثر بروزا وتلقائية
وخفة دم فى الفيلم، هذا إلى جانب تميز الطريقة البسيطة التى دعت بيها نادية
الله فى الكنيسة .
_ رضا وأم عطية من أسباب الفرحة فى هذا الفيلم، وهم الأكثر بقاء فى
ذاكرتك بعد المشاهدة لوقت أطول.
البداية المصرية في
20/06/2013
نبيهة لطفي تدعو المبدعين لمزيد من الفعاليات الثقافية
والنزول يوم 30 يونيو
كتب:
انتصار صالح
دعت مخرجة السينما التسجيلية الكبيرة نبيهة لطفي المبدعين والمثقفين
إلى تنظيم المزيد من الفعاليات التي تؤكد حيوية الحركة الثقافية والفنية
المصرية، ورغم أنها كانت من المعارضين لقرار لجنة السينما بالمجلس الأعلى
للثقافة لتنظيم حلقة بحث "السينما والثورة" المقامة حاليًّا بالمجلس الأعلى
للثقافة، واعتبرت أن الوقت غير مناسب لمناقشة قضايا نظرية وسط حالة
الانشغال بالوضع الملتهب في وزارة الثقافة واعتصام المثقفين والاستعدادات
ليوم 30 يونيو، إلا أنها قالت لـ "البديل" إنها بعد مشاركتها بالندوة وجدت
أن هذا النشاط الذي أفرزته الندوة يمثل نوعاً من التحدي بالاستمرار في
ممارسة عملنا الثقافي.
المخرجة الكبيرة التي تضبط إيقاع حياتها هذه الأيام على فعاليات
اعتصام المثقفين بوزارة الثقافة قالت لـ "البديل" إنها تذهب للاعتصام
يوميًّا، ودعت الجميع إلي المشاركة والنزول إلى الميادين يوم 30 يونيو،
وأضافت أن من ينزل في ذلك اليوم لا يخدم بلده فقط وإنما يخدم نفسه أيضًا
بالتواجد والتعايش مع الناس، مستشهدة بالروح التي تملؤها بالطاقة في اعتصام
المثقفين والعلاقات والصداقات الجديدة التي نشأت خلال الاعتصام، وأضافت
أنها ستلتزم يوم 30 يونيو بالحركة وفق ما يتفق عليه المجموع، وأنها تثق أن
هذا اليوم سيؤدي إلى تغيير ونتائج حقيقية.
نبيهة لطفي مخرجة فلسطينية ولدت بصيدا بلبنان، وعاشت مجمل حياتها بمصر
منذ انتقالها لها 1955 ودراستها بالمعهد العالي للسينما حتى الآن، وهي من
أوائل مخرجات السينما التسجيلية العربيات، ومن أهم أفلامها "تل الزعتر"،
"إلى أين"، "شارع محمد علي"، "بقايا زمن"، و"كاريوكا".
التحرير المصرية في
20/06/2013
شون ليفي:
The Internship
فيلم يحمل رسالة
كتب الخبر: باري
كولتناو
يؤكّد المخرج شون ليفي أنه لا يمانع البتة إعداد فيلم يحمل رسالة. على
العكس، أخبرني أنه فخور لأن فيلمه
The Internship
يحمل رسالة. يعتبر ليفي (44 سنة)، الذي أخرج Date Night
ج،
Cheaper By the Dozen، وفيلمَي Night at the Museum،
أن الفيلم يحتوي على كثير من المشاهد الفكاهية، فضلاً عن نهاية سعيدة. لكنه
يحمل أيضاً رسالة صريحة عن جيل تقيّد بالقوانين إلا أنه اكتشف في النهاية
أنه {قد لا يحظى بفرصة ثانية في الحياة}، وعن جيل أصغر سنّاً ...
·
قبل ثماني سنوات، كنت تشاهد فيلم
Wedding Crashers
وفكرت في أن عليك العمل مع هذين الممثلين ذات يوم؟
على غرار سائر الناس، شاهدت
Wedding Crashers
قبل ثماني سنوات وقلت: {هذان ممثلان ساحران}. عشقت الفيلم.
وعلى غرار كل محبي الأفلام الكوميدية، أعتبر نفسي أحد أشدّ المعجبين بأون
منذ مشاركته في Bottle Rocket.
كذلك أنا من أكبر معجبي فينس منذ تمثيله في
Swingers.
لكنني لم أتعمد إعادة جمعهما في فيلم واحد. ولكن عندما أتيحت لي
الفرصة قبل سنة، استغللتها بالتأكيد.
·
عندما اطلعت على السيناريو في
البداية، هل كانت شركة {غوغل} متعاونة معك؟
نعم، إنما بشكل غير رسمي. قبل إعداد السيناريو، طرح علي فينس فكرة:
قيامه وأون بفترة تدريبية في {غوغل}. فسألته عما إذا كان يقصد الشركة بحد
ذاتها، أو أنه يتحدث عن شركة تكنولوجيا عامة يمكننا تسميتها لاحقاً. فأكّد
لي أنه يتحدّث عن {غوغل} بحد ذاتها وأنه عقد اجتماعات عدة مع المسؤولين
فيها. ولكن كان علي أن أجتمع بهم لأشرح لهم وجهة نظري عن الفيلم.
·
ما كان ردّ فعلك تجاه هذا الطلب؟
أوضحت لفينس أنني مهتم حقّاً بالفيلم، لكني أصرّ على مشاركة أون و{غوغل}.
أردت أن أنقل الواقع في هذه الشركة. كنت قد سمعت عن تلك الثقافة الغريبة
غير المألوفة في {غوغل}. وظننت أن من الممتع أن يستند الفيلم في أحد أوجهه
إلى تقديم صورة من الداخل عن هذه الشركة. لذلك قصدت {غوغل} وعرضت على
المسؤولين فيها فيلماً يشمل كثيراً من النقد المضحك، إلا أن نواياه حسنة.
تصافحنا وهكذا انطلق المشروع.
·
ألم تقلق الشركة بشأن صورتها؟
لم تقلق بشأن تصنيف الفيلم، سواء كان مخصصاً للبالغين أو لمن هم في سن
الثالثة عشرة وما فوق. لم تقدّم أي اعتراضات. إلا أنهت لم ترد أيضاً فيلماً
ساخراً أو سيئ النوايا.
·
ما كان ردّك؟
قدّمت لها مجموعة من الأفلام التي أعددتها وأكّدت أنني لا أصور
أفلاماً ساخرة أو سيئة النوايا.
·
ألم تكن لدى المسؤولين مخاوف
أخرى؟
لم يطلبوا قراءة السيناريو، لكنهم اطلعوا عليه في النهاية. وتمكنوا من
تصحيح بعض المعلومات غير الدقيقة فيه. وكانت هذه مساهمة مهمة منهم، ثم
سمحوا لنا بتصوير الفيلم. الاستثناء الوحيد تشديدهم على الأجزاء التي كان
باستطاعتنا التصوير فيها في مقرهم. فلم يُسمح لنا الاقتراب البتة من مجموعة
من المهندسين كانت تعمل على عمليات خوارزمية وشفرات كمبيوتر. فـ{غوغل}
تعامل مهندسيها وعملها بطريقة حازمة وبالغة الاحترام.
·
إذاً، لم يتعرض الفيلم لأي أعمال
رقابة بعد الانتهاء من التصوير؟ ألم يريدوا الاطلاع على صيغته النهائية؟
من الطبيعي أن يرغبوا في مشاهدة الفيلم. سبق أن عملت مع متحف
سميثونيان ومتحف التاريخ الطبيعي. وعندما تعمل مع مؤسسات بهذا الحجم، يرغب
القيمون عليها في الاطلاع على الفيلم. لكن الجميع سيخسر إن خللت بالاتفاق.
لن تحقق أي مكسب إن وضعت نفسك في موقف حرج. صحيح أن الكلمة الأخيرة لم تكن
لهم. ولكن على المستوى الإنساني والأخلاقي، لهم الحق في الاطلاع على الفيلم.
·
ألم تمانع؟
اللافت أن النسخة النهائية من الفيلم كانت مختلفة كثيراً عن السيناريو
الذي وافقوا عليه، فقد استند في 20% منه على الارتجال. لذلك خفت أن يلاحظ
مسؤولو {غوغل} كثيراً من تفاصيل لن يوافقوا عليها ويستاؤون. ولكن عندما
انتهى العرض، صافحوني وأبلغوني أنهم لا يملكون أي ملاحظات. أكّدوا لي أنهم
يتقبلون تناولهم بهذه الطريقة المضحكة، وصدقوا بقولهم هذا.
·
أقرّ أن الفيلم أكثر جدية مما
ظننت. ما صعوبة الموازنة بين عرض الفكرة التي تودّ نقلها والحفاظ في الوقت
عينه على الطابع الفكاهي؟
يسعدني أنك أثرت هذه النقطة. لا أعلم ما إذا كان استعمال الكلمة
{جدية} ملائماً. يتناول الفيلم مشاكل حقيقية تبرز في وقتنا هذا. تلاحظ في
مرحلة ما أن في مجتمعنا جيلاً يشعر بعدم الأمان بسبب تراجع فرصه. ويظن أنه
بات جزءاً من الماضي. نشأ فينس في أسرة عاملة في إيلينوي. وينتمي أصدقاؤه
إلى هذه المجموعة، فهم لا يعلمون ما إذا كانوا سيحظون بفرصة ثانية في
الحياة. لذلك بدت المسألة بالغة الأهمية بالنسبة إليه. تُعتبر تلك الدقائق
العشرين الأولى من الفيلم بالغة الأهمية بقدر المشاهد الفكاهية كافة. لا
يمكنك طرح هذه الأفكار بشكل عبثي، لأن عليك إيصال الرسالة. ومن خلال العروض
الأولى التي أقمناها، لاحظنا أن الناس يفهمونها. يتناول الفيلم مخاوف
حقيقية. لربما كنت محقّاً باستعمال كلمة {جدية}، فهذه مسائل جدية. صحيح
أننا نعرضها في حبكة فكاهية، إلا أنها تبقى جدية.
·
إذاً، ما هي الرسالة؟
أنت في العقد الخامس من عمرك وتشعر بأنك قمت بكل ما هو مطلوب منك، إلا
أن مستقبلك يبدو غير مضمون. ينطبق الأمر عينه على الشبان في سن العشرين
الذي يتخرجون في الجامعة، يلتزمون بالقواعد والقوانين كافة، بيد أنهم لا
يعرفون ما إذا كانوا سيجدون وظيفة. أعتبر هذه الرسالة جزءاً من الفيلم،
تماماً مثل المشاهد المضحكة. نرى هنا تقاطعاً بين جيلين في مرحلة من الزمن،
ما يؤدي إلى انتقالهما من تبادل الشكوك إلى تبادل الاحترام. أدرك أننا ربما
نناقش الفيلم بنوع من التعالي، لكن هذا حقيقي. فأفضل الأفلام الكوميدية
تتناول دوماً الواقع المؤلم.
·
صفْ لنا العمل مع فينس وأون.
يتمتع كلاهما بدفء طبيعي. أصابا الشهرة منذ زمن ويمكنها التعاطي مع
الناس بخوف وحذر. إلا أنهما ليس كذلك. يتقبلان الجميع. حتى إنهما حاولا
باستمرار تحسين السيناريو خلال التمارين والتصوير.
الجريدة الكويتية في
20/06/2013
The East...
الحركات الاجتماعية المعاصرة
كتب الخبر: ستيفن
زايتشك
حين يشعر معظم المخرجين في لوس أنجليس بالإحباط بسبب مشاكل قطاع صناعة
الأفلام، قد يحملون قلماً ليعبّروا عن مخاوفهم أو قد يحملون الهاتف ويتصلون
بالمعالج النفسي. لكن زال باتمانغليج وبريت مارلينغ اتخذا مقاربة مختلفة.
بعدما استاء المخرج المرتقب والممثلة الواعدة زال باتمانغليج وبريت
مارلينغ نتيجة الرفض المتكرر لهما في هوليوود قبل أربع سنوات، قرر الاثنان
تمضية الصيف وهما يتنقلان بالقطار مع مجموعة من المتجولين المثاليين الذين
لم يقابلاهم يوماً. طوال شهرين تقريباً، تجولا في أنحاء الولايات المتحدة
وقابلا الغرباء وتوجها إلى مكبات النفايات من دون مال.
قالت مارلينغ (30 عاماً): {لا يمكن أن نتخيل القيام بأمور مماثلة إلى
أن نقوم بها، ثم لا نعود قادرين على التوقف عن ذلك. تغير جانب كبير فينا
بشكل جذري بعد تلك التجربة}.
نقل المخرجان الشريكان تلك التجربة التي غيرت حياتهما إلى الفيلم
الاجتماعي المشوق East، وهو ثاني تعاون بين مارلينغ (ممثلة وكاتبة ومنتجة) وباتمانغليج
(مخرج وكاتب ومنتج)، فقد أنتجا منذ سنتين فيلم الخيال العلمي الدرامي Sound of My Voice
الذي حظي بإشادة واسعة، لكن لم تكن نسبة مشاهدته عالية.
أثّرت الرحلة التي قاما بها في عام 2009 على طريقتهما في صنع الأفلام
عموماً. قال باتمانغليج (31 عاماً): {تعلّمنا بشكل أساسي أننا لا نحتاج إلى
انتظار الإذن كي نبدأ بصناعة الأفلام}. لكن كان لتلك التجربة تأثير خاص على
فيلمهما الجديد. يركز فيلم The East
على مجموعة من المتطرفين المعروفين باسم {آكلي القمامة} (ناشطون في مجال
البيئة يعيشون بناءً على مبدأ الاكتفاء الذاتي ويخططون لتحركات ضد الإرهاب
الحاصل بحق البيئة)، وتعكس طريقة حياتهم الجماعية نمط حياة الناس الذين
قابلهم المخرجان في رحلتهما.
إنه فيلم مشوّق واجتماعي في آن، يستعمل إيقاع التصوير الذي طبع أفلام
المخرج توني سكوت، وسيشعر المتفرجون بأنهم يشاهدون فيلماً وثائقياً يعالج
قضية معينة.
في بداية فيلم
The East، تستدعي ربة العمل (باتريسيا كلاركسون) سارة (مارلينغ)
التي تعمل في شركة تجسس وتدعوها إلى التسلل بين المتطرفين الذين يختبئون في
غابات بنسلفانيا. لكن سرعان ما تصبح واحدة منهم. يقود تلك الجماعة بنجي
الجذاب جداً (ألكسندر سكارسغارد من فيلم True Blood)
وتشمل أشخاصاً يحبون كثرة الكلام وإطلاق الثورات مثل إيزي (ألين بايج)،
ويتشارك أعضاء {فرقة الشرق} (الاسم الذي تُعرف به الجماعة) القناعة بخطط
الشركات الشريرة والرغبة في زعزعة نظامها.
مع تطور أحداث الفيلم وانكشاف الحقائق (تشمل إحدى الخطط إعطاء المدرين
التنفيذيين في شركة نفط السم نفسه الذي يتم ضخه في البيئة بحسب قول
الناشطين)، يصبح ولاء سارة وقناعاتها على المحك.
يأمل المخرجان أن تتكرر هذه العملية مع المتفرجين.
قالت مارلينغ التي تتسم بصدق مدهش: {حين عرضنا الفيلم في مختلف مناطق
البلد، تأثرتُ بعدد الأشخاص، من آباء وبنات وأمهات وأبناء، كونهم شعروا بأن
الفيلم يحاكيهم ويتطرق إلى مواضيع مثل التحرك الاجتماعي والبيئة ويعالج
وضعنا الراهن في العالم. لم أدرك أن الفيلم يعكس أزمة التهميش لهذه الدرجة}.
جشع الشركات
يعكس الفيلم حقبة ما بعد {حركة الاحتلال}، حيث تبرز أسئلة عن مسؤولية
الشركات وجشعها. لكن المثير للدهشة أن الفيلم بلغ مرحلة الإنتاج قبل أن
تنشأ تلك الحركة. يتساءل المخرجان إذا كان الأمر مجرد صدفة.
قال باتمانغليج: {أظن أن عدداً كبيراً من أبناء جيلي وجيل بريت يهتم
بالأمور نفسها اليوم. لا نعرف الأجوبة، لكن مر وقت طويل منذ أن كان الناس
يطرحون الأسئلة}.
اعتبرت بايج أن مجرد التطرق إلى الموضوع يمسّ جانباً عميقاً في
داخلها: {نعيش في منطقة حيث نفرط في الأكل والاستهلاك والهدر، ويحصل ذلك
كله خوفاً من انهيار الاستقرار والفراغ. ساهم الفيلم في معالجة جميع هذه
المشاعر التي تنتابني}.
صحيح أن سكوت الذي توفي في الصيف الماضي لم يكن يشارك في تفاصيل
الإنتاج بشكل يومي بل كان يوكل تلك المسؤوليات إلى منتج ميداني هو مايكل
كوستيغان، ولكنه كان أشبه بالمرشد الروحي. أكد باتمانغليج على أنه شاهد في
طفولته أفلاماً للمخرج سكوت مثل Spy Games.
في فيلم The East،
حاول إضفاء نفحة من التشويق والتحولات المفاجئة على عقدة القصة بما يشبه
أفلام سكوت.
يأمل أن يحقق مع مارلينغ نتائج تجارية أفضل بعد فيلم Sound of My Voice.
يركز الفيلم على زعيم قد يكون مخادعاً، وقد كان من الأعمال المفضلة في
مهرجان {صندانس السينمائي} في عام 2011، وحصد أقل من مليون دولار بعدما
أصدرت شركة
Searchlight
نسخاً محدودة منه.
شاركت مارلينغ أيضاً في بطولة وكتابة فيلم خيالي علمي منخفض الميزانية
بعنوان
Another Earth
وقد عُرض خلال المهرجان نفسه.
كان الفيلم من إخراج شريك مارلينغ وحبيبها السابق مايك كاهيل وقد ساهم
ذلك العمل، إلى جانب
Sound of My Voice، في توطيد علاقة الأشخاص الثلاثة فأصبحوا
أصدقاء في فترة تحصيلهم العلمي في جامعة جورج تاون.
يعتبر باتمانغليج ومارلينغ أن فلسفتهما في طريقة الإخراج باتت متشابهة
في ظل تنامي الفرص التي أُتيحت أمامهما.
صحيح أن مارلينغ أنهت لتوها العمل على فيلمها الثاني مع كاهيل (فيلم
خيال علمي كتبته ومثّلت فيه)، لكنها أعلنت أنها تريد في المقام الأول
التركيز على التمثيل في المستقبل القريب. فازت بدور ابنة ريتشارد غير في
فيلم Arbitrage
الناجح في عام 2012 حيث كانت أيضاً بمثابة صوت الضمير الأخلاقي، وستبدأ
قريباً بتصوير فيلم درامي عن الحرب الأهلية.
يؤكد باتمانغليج الذي يتمتع بحس منطقي لافت يمكن ترجمته في أفلام
التشويق العالية الميزانية (كلّف الفيلم 10 ملايين دولار فقط) أنه منفتح
على العروض الكبرى. لكنه لا يريد التخلي عن الأعمال الاجتماعية التي تنشر
الوعي في أي وقت قريب: {بسبب التكنولوجيا وهذه الروح الجماعية السائدة.
نعيش في عصر حيث يستطيع المخرجون الشباب صنع الأفلام واكتساب النفوذ. لا
أريد التوقف عن فعل ذلك}.
الجريدة الكويتية في
20/06/2013
12
عاماً مرَّت على وفاة سعاد حسني
سندريلا الشاشة.. الغائبة الحاضرة
القاهرة- خالد بطراوي
مثلما كانت السندريلا الفاتنة على الشاشة، كانت واحدة من نجمات
السينما المصرية اللاتي لهن بصمات واضحة في تاريخ السينما المصرية، مثلما
كانت نجمة السينما الغنائية والتمثيلية والاستعراضية، كانت نجمة السينما
السياسية الجادة، مثلما كانت من اهم نجمات الرومانسية، كانت قصة نادرة في
دراما الدم والدموع، عرفناها جميعا حلوة وشقية، ونجمة تعيش في وهج النجومية
المبهر.
في مثل هذه الأيام، وتحديدا في الحادي والعشرين من يونيو عام 2001
رحلت السندريلا سعاد حسني اسرع ممثلة وصلت الى النجومية في تاريخ السينما
المصرية، واسرع ممثلة وصلت الى قلوب الناس، كما كانت اسرع من اصبحت أو أصبح
نجما للشباك، تاركة وراءها تراثا فنيا يندر ان يتكرر من خلال الأدوار التي
قدمتها في موضوعات من الأفلام ذات النوعيات المختلفة.
لم يبالغ الذين اطلقوا عليها سندريلا الشاشة، فقد ظلت على مدى 32 عاما
تملأ الشاشة بالحيوية والفن، تخطف العيون والانتباه، وتخلق جوا من العذوبة،
والشقاوة البريئة، ارتبط بها الجميع شبابا وفتيات وكبارا، لدرجة انها فرضت
وجودها بقوة على الجماهير من خلال تنوع ادوارها بين الشقاوة والحب
والمراهقة والغناء الاستعراضي، ولها بصمات واضحة في مثل هذه الأدوار التي
أدتها امام اشهر نجوم الشاشة العربية والتي جعلت منها حلم كل شاب، كموهبة
فنية مكتملة المواصفات للفتاة الانثى التي داعبت خيال جيل الستينات بكل
طموحاته واحلامه وإحباطاته.
دراما الدم والدموع
12
عاما مرت على وفاة السندريلا سعاد حسني ولا أحد يعلم حتى الآن،
على وجه اليقين، ما إذا كانت سعاد حسني قد انتحرت، أو أنها قتلت، ولكن ما
هو مؤكد أن جثتها قد وجدت ملقاة اسفل عمارة مشؤومة في لندن، حيث كانت تقيم
هناك في شقة مع صديقة لها من مصر.
الذين يقولون إن سعاد حسني قد انتحرت لديهم اسبابهم، واهمها أنها كانت
قد يئست من الشفاء بعد ان طال علاجها في لندن، وفقدت نجوميتها، حيث ادركت
انها قد ماتت معنويا ولم يبق إلا أن تموت جسديا، وقد انتهى التحقيق الطويل
في انكلترا إلى أنها قد انتحرت، واما الذين يقولون إن سعاد حسني قد قتلت،
فلديهم أيضا اسبابهم، وأهمها أنها كانت قد بدأت تتماثل للشفاء، وأنها قالت
للمقربين منها إنها سوف تعود إلى مصر، بل إنها سوف تعود الى السينما لدرجة
انها كانت تقرأ سيناريوهات عرضت عليها. وفي المحصلة فإن جملة تصرفاتها قبل
موتها لا توحي بأنها مقبلة على الموت بل انها مقبلة على الحياة.
ومعنى هذا ان موت سعاد حسني سوف يظل لغزا، مثل موت النجوم من أمثالها.
فلا أحد يعرف حتى الآن سر موت مارلين مونرو واسمهان وداليدا والأميرة ديانا
وذكرى وسوزان تميم وغيرهن من النجمات الشهيرات.
لا تزال على القمة
عندما رحلت سندريلا القلوب سعاد حسني التي نتذكرها كل عام ونحيي
ذكراها، عندما رحلت، كم من معجب انخرط في البكاء الشديد، فقد كانت الأخت
والحبيبة، والجارة، والحلم، والتمني، بأداء متنوع من السحر، مستمد من موهبة
مشعة انعكست صدقا وتألقا وتميزا في الأداء، وفي عشق السينما لإسعاد الناس.
من منا لم يتأثر بأعمالها الرائعة التي حظيت بمستوى فني متميز؟ من منا
لم يشاركها أفلامها في الطفولة والمراهقة؟ من منا لم يعش معها افراح
افلامها الغنائية الاستعراضية التي تحمل لونا وطعما ومذاقا وابداعا تعز
الآن على السينما المصرية رغم امكاناتها الفسيحة وتطورها المشهود؟ من منا
لم تدمع عيناه في أي وقت يراها فيه وعلى اي شاشة، حيث كانت لديها قدرة
فائقة على توظيف كل امكاناتها لخدمة الدور الذي تلعبه لدرجة انه لا يوجد
دور واحد يشابه الدور الذي سبق ان لعبته، فمثلا دور البنت الرومانسية
الحالمة في فيلم «حسن ونعيمة» يختلف تماما عن دور الفلاحة البدائية «فاطمة»
في فيلم «الزوجة الثانية»، كما أن دور الطالبة الجامعية «زوزو الماظية» في
فيلم «خللي بالك من زوزو» يختلف ايضا عن دور البنت المراهقة «سميحة» في
فيلم «صغيرة على الحب»، كذلك تختلف ادوارها ايضا في افلام «غروب وشروق،
شفيقة ومتولي، الحب الضائع، الكرنك، بئر الحرمان، اين عقلي، وعلى من نطلق
الرصاص».
بسيطة عميقة
لا تزال السندريلا سعاد حسني ملء السمع والبصر، شقاوتها وروحها المرحة
وثورتها على المألوف، الصغيرة التي ملأت الدنيا ضجيجا وتألقا بأعمالها
وابداعها رغم مرور 12 عاما على وفاتها الذي ترك وراءها صخبا مستمرا لن
ينتهي، فهي دائما الغائب الحاضر، والحاضر بكثافة، ربما لا تقل عن أيام
وجودها بيننا قبل السنوات الثانية عشرة الماضية.
في الذكرى الثانية عشرة لرحيل سعاد حسني التي ماتت في حادث حير
الجميع، ومات معها لغز سقوطها من الطابق السادس في بناية مشؤومة في لندن،
لا يزال السؤال مطروحا حول هذا المصير الفاجع: هل سقطت سعاد حسني قضاء
وقدرا أم قتلت بفعل عمدي؟
لن أسكت أبدا
تقول جانجاه شقيقة السندريلا الراحلة إنها لن تستسلم حتى تكشف
الحقيقة، وتحصل على حق شقيقتها، مؤكدة ان هناك من يخفي الحقائق، فإن سعاد
حسني قد تعرضت في رأيها للاغتيال، ولم تنتحر كما ادعى البعض، واشارت الى
انه في حالة عدم حصولها على حق شقيقتها، فسوف تؤلف كتابا تنشر فيه كل
الحقائق والوثائق، حيث ان هناك تفاصيل خاطئة تكتب وتنشر في هذا الأمر، فهي
ترغب في أن تسجل للناس الحقيقة الكاملة بالتفاصيل التي وردت في قضية
مقتلها، والتي لا يعلمها الكثيرون.
خجولة جدا
ويؤكد الفنان حسين فهمي أنه لم ير في حياته ممثلة استطاعت تصوير
«الكامن» داخل المرأة بهذا الشكل الرائع والجذاب، ولا يعلم كيف استطاعت ان
تفعل ذلك، موضحا ان اهم ما تميزت به سعاد حسني هو الخجل الذي لمسه من مواقف
عاصرها معها عندما عملا سويا، فقد كانت خجولة لدرجة كبيرة، كل ما يمكن ان
اقوله انه في احدى المرات تلقت دعوة لحضور حفل لجمعية الفيلم التي كانت قد
حصلت منها على جائزة افضل ممثلة ففوجئت باتصال تلفوني منها تطلب ان اصطحبها
الى الحفل وقالت: «مش عارفة حادخل ازاي وسط الناس دي كلها»، فهل احد يتخيل
انه رغم نجوميتها التي حظيت بها الا انها لم تتغير وعاشت كفتاة عادية خجولة
لم تشغلها الشهرة او الفلوس، رحمها الله فهي ظاهرة لن تتكرر إنسانيا او
فنيا.
البساطة عنوانها
المخرج سمير سيف فيقول: تكاد تكون سعاد حسني من اكثر الشخصيات التي
أثرت في حياتي، كانت تربطنا صداقة عائلية ونلتقي بين الحين والآخر وفي
المناسبات المختلفة، تعاونا سويا في ثلاثة أفلام «المشبوه» و«المتوحشة»
و«غريب في بيتي»، كانت سعاد حسني «راهبة الفن» فقد وهبت حياتها لفنها ولم
تتنازل عنه لأي سبب، لم يكن يهمها جمع المال أو شراء العقارات أو حتى الذهب
والملابس الفخمة، والمثير للدهشة انها كانت تخصص احدى غرفتي شقتها لمجموعة
من الملابس الخاصة بالأدوار التي تقدمها على الشاشة وليس ملابسها الشخصية.
ويضيف سمير سيف: في حياتي لم أصادف هذا النموذج من الفنانات، كانت في
حياتها الشخصية تختلف اختلافا جذريا عما كانت تظهر عليه امام الكاميرا،
لدرجة انها كانت من الفنانين الذين يندمجون في المشهد الذي يؤدونه مثل
العمالقة الراحلين زكي رستم ومن بعده أحمد زكي وغيره، فهي بحق فنانة صادقة
خلقت لكي تبدع فنا.
القبس الكويتية في
20/06/2013 |