اقترن اسم المخرج المصري داود عبدالسيد بالكثير من الافلام المهمة في
السينما حيث تفرد برؤية خاصة ميزته بين الكثير من أبناء جيله, يحمل الهموم
فنيا ووطنيا , ما انعكس على أعماله.
عبدالسيد زار الكويت أخيراً حيث اختير ضمن لجنة تحكيم مهرجان السينما
الخليجي, وكان لـ"السياسة" معه هذا اللقاء.
·
كيف تقيم تجربة مهرجان السينما
الخليجي في دورته الثانية?
السينما الخليجية بشكل عام في مرحلة تطور ولاشك ان العام المقبل سيشهد
مستوى أفضل وأعمالا مختلفة ومتنوعة.
·
ماذا ينقص السينما الخليجية
للمنافسة برأيك?
لاشك انها تحتاج عناصر نجاح مؤسسات السينما ومنها كوادر مدربة ودعما
ماديا والحقيقة ليس لدي معلومات دقيقة عنهما ولكنهما مهمان الى جانب
التوزيع على نطاق أوسع وهناك عوامل أخرى مثل الابداع من أجل تقديم سينما
جاذبة, وحتى تصل السينما الخليجية لهذه المرحلة يجب ان يكون لديها عدد كبير
من الافلام.
·
كيف تقيم وضع السينما في مصر
حاليا?
ابرز مشكلات السينما المصرية في السنوات الأخيرة تتمثل في غياب الوعي
لكيفية الوصول الى تمويل ذاتي, بمعنى عدم تدخل جهات أجنبية, ليس رفضا للآخر
وإنما ليصبح مضمون السينما في ايدي صناعها, بمعنى أن السينما في مصر كانت
تعتمد على الموزعين الاجانب وفي جزء من تمويلها تعتمد على المحطات الفضائية
وهي في الغالب غير مصرية, وعندما تحدث أزمة في مكان ما تتوقف السينما, ولو
كانت السينما تعتمد السوق المحلي لاستمرت مهما حدث من هزات اقتصادية , وسبب
المشكلة برأيي يتمثل في عدم وعي أجهزة الدولة بعد بيع تراث السينما المصرية
لفضائيات عربية, واستغرب عدم اطلاق الدولة قناة فضائية خاصة بالافلام لعرض
التراث عوضا عن بيعه?
أما بعد 25 يناير, فنعاني من انفلات أمني, كما أن الجمهور لم يعد
يتقبل أن تستمر السينما في طرح موضوعات بعيدة عن واقعه.
·
ما تعليقك على الهجمة التي تعرض
لها المبدعون المصريون أخيرا?
هي هجمة متوقعة لكنها , ناقصة بمعنى أن سيطرة التيارات الدينية يتبعها
استهداف للفنانين, أما كونها ناقصة فمرده أن الدولة مازالت بقوتها
وتشريعاتها وقوانينها ولم تتدخل لترجيح كفة الهجمة ومع الأسف هذا ما اتوقعه
خلال الفترة المقبلة فقد بدأت الهجمة بالاعلام والشتائم ولا أحد يعرف ما
تخفيه الأيام, هذا ان استمر حكم الإخوان.
·
ينظر البعض الى الحكم الذي صدر
ضد عبدالله بدر لصالح الهام شاهين على أنه بادرة أمل لردع اصحاب الافكار
المتطرفة?
أرد على السؤال بآخر هل هذا الحكم على شخص اهان وقذف فنانة وفبرك صورا
فاضحة وعليه يصبح الحكم نتيجة طبيعية?, و هل حدث تدارك لهذا الاسلوب بشكل
عام في التطاول على الفنانين وهل تم ايقاف "الخزعبلات" والجهل الذي ينصب
علينا? والاجابة ان كل ما يجري يثبت استمرار النهج نفسه ولنا فيما يحدث من
وزير الثقافة العبرة والدليل.
·
ما دور الفنانين لرد هذه الهجمة?
الحل ان نسعى لايجاد نظام سياسي واجتماعي صحيح قادر على الوصول الى
الاهداف الرئيسية للمصريين وهي العيش والحرية والكرامة الانسانية, واذا
وصلنا الى ذلك فلن يكون لدينا مشكلات فئوية, اما اذا فكرنا في حل مشكلات
الفنانين والمبدعين في ظل نظام متشدد وغير ديمقراطي فإن هذا لن يحدث, حتى
ان اعتصام الفنانين أمام وزارة الثقافة لم يؤت ثماره حتى الان وبات الأمل
معقودا على مظاهرات 30 يونيو.
·
هل تتحمل السينما حاليا مسؤولية
تاريخ ما تشهده مصر من احداث?
التوثيق السينمائي له شقان, الأول يعتمد على الافلام التسجيلية التي
تحمل صورة ورأيا وهذا يحدث حاليا, أما ان يتصور المخرج انه قادر على صناعة
فيلم يطرح من خلاله رؤية تفصيلية فهذا صعب, ويبقى أننا محظوظون لاننا نعيش
تفاعلات تاريخية حاليا ولكن لا نستطيع ان نقدم رؤية, حيث يجب أن ينتهي
الحدث وتمر فترة بعدها يبدأ تقييم التجربة.
·
هل تذهب مصر الى سيناريو
التقسيم?
مستحيل, فقد تحتل اسرائيل سيناء مثلما حدث من قبل ولكن التقسيم على
اساس طائفي أو عرقي أو ديني غير وارد, لان المجتمع المصري نسيج واحد وليس
هناك فئة تستأثر بمنطقة ما.
·
كيف تقيم الوضع بعد عام من حكم
الاخوان المسلمين?
وضع سيئ ويجب ان نتفق على ان تنظيما دوليا يحكم دولة وطنية هذا شيء
خطير, لأن نظرته أوسع من الوطن مصر ولا مانع لديه ان تحرق مصر من أجل تحقيق
أهدافه وهذا خطر جدا, لكنه يحدث الآن.
واذا اردنا تجاوز كثير من الازمات الموجودة يفترض تحقيق توافق وطني
سياسي وحينها تستقر الأمور من أمن وسياحة واستثمارات, لكن الغريب ان هذا
الحكم لا يسعى لذلك لان هدفه السيطرة على الدولة وهذا شيء مرفوض, السيطرة
على نظام الحكم تتم بالانتخابات ولكن الدولة شيء آخر وليست ملكا لأحد , مع
الاسف التعديل الحكومي غريب لدينا وزير اعلام فاشل وآخر للداخلية قتل الناس
في الشوارع ووزير ثقافة لا يعبر عن واقعنا الثقافي و أقصى ما يمكن ان يكونه
" تقني" ولا أحد يعرفه, وتعيينه أجج الاوضاع "وزاد الطين بلة".
·
ما البديل?
صعب جدا, فحركة 25 يناير لم تصل الى القصر, حيث تمت الانتخابات في ظل
ظروف صعبة وصلت بالتيارات الاسلامية الى الحكم , بمعنى ان القوى الثورية لم
تستطع الوصول الى الحكم وحين اجريت انتخابات وصل شفيق ومرسي ورفضت القوى
الثورية تأييد شفيق في وقت هم غير قادرين على التواجد, لذا يجب ان يكون
هناك نوع من التوافق , اذا لم تنجح موجة الثورة الجديدة في انهاء حكم
الاخوان.
·
ماذا عن فيلمك الجديد "رسائل
الحب"?
توقف بسبب الاوضاع السيئة والاحتقان السياسي في بها مصر حاليا.
السياسة الكويتية في
26/06/2013
للذين يفكرون بالطائفية والصراعات الأهلية
فيلم «كوبرهيد»: الحرب داخل المنزل!
عبدالستار ناجي
عائلة تتمزق، هكذا هو فيلم «كوبرهيد»، الحرب داخل المنزل، داخل البيت
الواحد، ولهذا قبل ان نكتب عن فيلم «كوبرهيد»، نقول للذين يفكرون بالطائفية
أو بالحروب الاهلية أو بأي شيء من هذا القبيل، عليهم ان يكلفوا انفسهم
ويشاهدوا تلك العذابات «المجلجلة» التي تعصف بالانسان، والأسرة، والموقع
حينما تطل برأسها الطائفية والحرب الأهلية.
فيلم «كوبرهيد» هو فيلم أميركي من انتاج السينما المستقلة واخراج
رونالد ماكسويل الذي قدم للسينما العديد من النتاجات السينمائية، التي
تشتغل على هذا الموضوع الثري، ولعل من ابرز افلامه في هذا المجال فيلم
«آلهة وجنرالات» 2003، وفيلم «جوتسبورغ» 1993 وهو من الافلام التي تعري
جوانب من الحرب الاهلية التي مزقت اميركا.
الفيلم الجديد يعتمد على رواية بنفس الاسم للروائي الأميركي هارولد
فريدريك، والذي يعتبر احد اهم الروائيين في شمال اميركا، مبدع استطاع ان
يرصد ويحلل تلك المرحلة من تاريخ اميركا والعالم.
تجري الاحداث عام 1862، ولكن حينما نشاهد الفيلم نشعر وكأن ما يحدث
حاليا في العديد من دول العالم، والدول العربية والاسلامية، على وجهة
الخصوص، استعادة لاحداث تلك الرواية وهذا الفيلم، الذي يوثق احداثيات الحرب
الاهلية بكل جنونها وهذيانها وجبروتها وطغيانها الذي يعصف بالحقيقة والرؤية
والعقل والمنطق.
نكتب عن هذا الفيلم، لاننا نعيش اوقاتا مماثلة، ومؤشرات مشابهة لتلك
الشرارات التي فجرت مخزون الحقد الانساني، الى حرب ضروس احرقت كل شيء وقبله
مزقت اوصال الاسرة الاميركية والمجتمع.
الأسرة هي الموضوع المحوري، والعواطف والاحاسيس والعلاقات الانسانية،
هي نقاط الارتكاز، ولهذا لا نشاهد إلا آثار الحرب، ولكن ما تحصده من دمار
دائر، هو الاهم، حيث التمزق والشرذمة والغربة والوحدة والخوف والذعر وعدم
الامان والثقة بالآخر.
الضمان دائما هو الشباب الذين يزج بهم بحروب ليس لهم فيها ناقة أو جمل.
لقد اشتغل السيناريست بيل كوفمان كثيرا على هذا العرض الروائي، مشددا
على الآثار السلبية للحروب الاهلية التي تمزق الاسرة، بصرف النظر عن احداث
حقبة الحرب الاهلية.
في كل مشهد، هنالك عشرات الاشادات، بين احداث 1862 واليوم، في الكثير
من دول العالم، حيث لا شيء الا الخراب، وكأن تلك الغربان التي تنعق لا تشير
الى الكارثة بوقت مبكر.
المخرج رونالد ماكسويل يضع سينما من نوع مختلف، رهانها الانسان
والاسرة.
المحور الاساس للفيلم العلاقات الانسانية، وسط اسرة واحدة، وفجأة كل
شيء محكوم بالفراق، لان جزءا من هذه الاسرة ذهب في هذا الاتجاه، والجزء
الآخر ذهب في الاتجاه الاخر، وابعاد العاطفة هي الضحية، والاسرة هي الضحية،
والسلام هو الخاسر الاكبر.
في الحرب الاهلية لا غالب، الكل هو المغلوب والمهزوم والخاسر، لانك
تصبح ضدك تحمل السلاح على اهلك، تقتل نفس، انها الكارثة.
مفردة «كوبرهيد» مفردة جاءت للسخرية، كانت تطلق على المعارضين
الشماليين من الحرب الأهلية الاميركية والذين عرفوا باسم «الرؤوس النحاسية».
لا نريد الدخول في التفاصيل الدرامية للفيلم، فالناقد ليس مجرد حكواتي
بالذات في هكذا نوعية من الافلام تدعونا لان نصرخ ولا نكتب، نتألم ولا
نلهو، نتعلم ولا نسترخي.
سينما من نوع آخر، نوع يجعلك حينما تخرج من الاصالة تشعر بان هنالك
سكينا في الخاصرة، خصوصا وانت تشتم حولك يوميا.
كل المؤشرات التي شاهدتها في الفيلم الذي جرت احداثه في زمن بعيد
ومكان ابعد ولكن الحقيقة نقول ان الحرب الاهلية واحدة في كل مكان ونتائجها
واحدة ايضا هي تمزق الاسرة، والدمار.
ما أحوجنا ان نشاهد فيلم «كوبرهيد» كل من يفكر طائفيا.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
26/06/2013
اللمبي «كلاكيت» عاشر مرة!!
ماجد المطيري
اللمبي وكعادته يتحف جمهوره بكل ما هو مضحك من التعليقات الى طريقة
المشي الى المواقف الساخرة، ولكنه لا يزال يدور في فلك «اللمبي». فيلم
«تتح» جزء آخر من مسلسل أفلام الفنان الكبير محمد سعد، والذي حصد اعجاب
الملايين من المشاهدين وحصل على أعلى نسبة ايرادات لفيلم مصري في هذا
الموسم. وعلى مدى عشر سنوات من تمثيله لدور «الأبله» نجد المساحة الفنية
تتقلص في كل مرة يمثل فيها محمد سعد، فمن «كركر» الى «اللي بالي بالك»
مرورا بـ«عوكل»، الا أنه في هذه المرة قدم لنا خلطة سينمائية صحيحة.
المخرج فارس العمل
المخرج الشاب «سامح عبدالعزيز» تصدى لاخراج فلم «تتح»، وهي ليست تجربة
بسيطة خصوصا اذا كان النجم هو محمد سعد. استطاع بخبرته كمخرج أخرج العديد
من الأفلام الجماهيرية الناجحة مثل «درس خصوصي» و«كباريه». استطاع أن يجعل
من تتح الشخصية الشعبية البسيطة الغائصة في مشكلاتها الذاتية، والتي تبدو
للوهلة الأولى أنها بسيطة، ولكن من السهل جدا أن نرى انعكاسها على المجتمع
بأكمله.
القصة عكس المتوقع
الفلم يروي قصة «تتح» ذالك الفقير بائع الجرائد الذي يسهر على تربية
ابن أخته ليحقق حلمه في دخول الجامعة، لكنه يجد نفسه متورطا بالصدفة مع جار
له غريب الأطوار يدعى «فكري» كان يعمل «طباخا» لدى أناس أمراء ورؤساء
عديدين، واستطاع أن يجمع ثروة كبيرة من خلال المضاربة في البورصة، وتورط مع
أحد المتنفذين الذي كان يسجل عقاراته التي يستولي عليها باسم العم فكري،
ولكن هذا المتنفذ يهرب بعد أن يعجز عن تسديد القروض التي أخذها من البنوك.
ويصبح فكري متورطا هو الآخر. فيضطر أن يختبئ عن أعين الناس، ويخبئ أمواله
بعيدا عن أعين أبناء ذلك الرجل الهارب. يحصل على تعاطف ابنة أخت ذلك
المتنفذ والتي تساعده في اخفاء أمواله. ويطلب من «تتح» مساعدته في العثور
على الاوراق التي تثبت براءته، وفي سبيل ذلك يبحث اللمبي عن تلك الفتاة من
خلال رقم تلفون حصل عليه، لكنه ينقصه الرقم الأخير. فيبدأ اللمبي رحلة
البحث عن الفتاة والأموال عن طريق اختيار رقم جديد في كل مرة، والدخول في
تجارب ومفارقات كثيرة.
مواقف إنسانية
رأينا بعض المواقف الانسانية التي أعطت بعدا انسانيا للفيلم. مثل ظهور
اللمبي المفاجئ في سبيل بحثه عن الأوراق المهمة في فرح بلدي يتم فيه تزويج
الفتيات القاصرات من الرجال العجائز، والتعرض لمشكلة الفنان الكبير بالسن،
والذي لا يجد أدوارا تسند اليه، وأدى هذا الدور باقتدار الفنان القدير سمير
غانم. والأم التي جحد ابناؤها عطاءها ومثلت دورها الفنانة القديرة رجاء
الجداوي. ولعل من أقسى المشاهد وأكثرها اضحاكا في نفس الوقت «شر البلية ما
يضحك» هو المشهد الذي ينصح فيه «تتح» ابن اخته هادي أن» يعدي السبعين
الثمانين سنة على خير» وأن عليه ألا يحلم كثيرا فهو غير مخلد في هذه
الدنيا، وعليه أن ينام مظلوما و«يأخذ على قفاه» بدلا من أن يزعج الحارة
بالمطالبة بحقوقه؟!..
إسقاطات سياسية
ولا يمكن أن نتجاهل بعض اللقطات ذات البعد السياسي. فتتح بوظيفته
كبائع جرائد يختلط بكل شرائح المجتمع، ويقوم بتوزيع الجرائد بطريقة
عشوائية، فيوصل مجلة « ميكي ماوس» الى شخص مثقف بالخطأ، في اشارة الى دور
المثقف المتراجع في ظل الثورات الشعبية. ومشهد دخول «تتح» الى داخل الحرم
الجامعي ليبيع هناك الجرائد ويبدأ بتوزيعها داخل المدرج الدراسي، وكأنه
يذكرنا أن التعليم الحقيقي هو الحياة نفسها وليست في الكلام الفلسفي
النخبوي.
حضور نسائي باهت
كانت الأدوار النسائية في الفيلم ذات حضور ثانوي كدور «دوللي شاهين»
ابنة الرجل الغني. وأحيانا لا يتعدى سوى الرقص مثل دور الفنانة الشعبية
«بوسي». أما الفنانة «مروة» فأصبحت موضوعاً مستهلكاً في أغلب الأفلام
المصرية وتمثل هنا دور البنت البلدية الملحة على أبيها لكي يزوجها باللمبي!.
جيل جديد
لعل اللمبي مع هذه المكانة الكبيرة التي يحظى بها في قلوب الجماهير،
والتي لا يكاد ينازعه عليها احد، يجب عليه في هذه المرحلة أن يقوم بافساح
المجال للشباب الذين في بدايات المشوار. فنجد في لفتة جميلة من القائمين
على الفيلم افساح المجال لمشاركة الفنان الشاب «عمر متولي» في دور «هادي»
والذي أداه بجدارة وبكل اتقان. وهو يعتبر اول ظهور له بهذا الحجم بالنسبة
لمسيرته القصيرة.
النهار الكويتية في
26/06/2013
الإمارة تفتح ذراعيها للفن السابع عالمياً
السينما الصينية تختار دبي مسرحاً لأفلامها
دبي ـ غسان خروب
يبدو أن دبي ستكون خلال السنوات المقبلة، وجهة مثالية لمعظم مخرجي
ومنتجي السينما الصينية، وذلك بعد النجاح الذي حققه فيلم "سويتش" الصيني
للمخرج جاي صن، وبطولة اندي لي وتونغ داوي، والذي تم تصوير أجزاء منه خلال
العام الماضي في دبي، حيث تمكنت دبي من خلاله أن تلفت نظر صناع السينما
الصينية، الذين قرروا أخيراً تكرار تجربتهم في دبي، بتصوير فيلم ثانٍ فيها،
يتوقع أن تبدأ أعمال تصويره منتصف ديسمبر المقبل، وذلك بحسب ما أفاد به
جمال الشريف رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي لـ "البيان"،
والذي أشار إلى أن المدة المتوقعة لتصوير الفيلم الجديد في دبي تتراوح ما
بين 20 و30 يوماً.
10
ملايين
وبحسب تقرير نشرته مجلة "هوليوود ريبورتر" الأميركية، فقد تمكن فيلم
"سويتش" من الاستحواذ على 35 % من دور العرض الصينية، محققاً في أسبوعه
الأول نحو 47 مليون دولار أميركي، فيما شاهده في أسبوعه الأول أكثر من 10
ملايين شخص في الصين.
وبحسب جمال الشريف، الذي حضر أخيراً في مهرجان شنغهاي السينمائي،
والذي عرض فيه الفيلم، فقد كانت آراء الجمهور الصيني إيجابية حيال صورة دبي
التي ظهرت في فيلم "سويتش"، وكذلك الأمر بالنسبة لمخرجه ومنتجه أيضاً.
وقال الشريف: "خلال زيارتنا للصين، تعرفنا على ردة الفعل العامة حول
الفيلم، ولمسنا أن وجود دبي فيه كان إيجابياً، لا سيما وأن صناع السينما
الصينية عادة ما يبحثون عن مواقع جديدة لتصوير أفلامهم فيها، ودبي كانت
بالنسبة لهم وجهة جديدة".
وقال: "في الفيلم، تظهر معالم دبي، مثل برج خليفة وبرج العرب وفندق
أتلانتس، وكذلك شارع الشيخ زايد بوضوح فيه، وأعتقد أن هذه المشاهد قد زادت
من أعداد الجمهور الصيني الذي لمسنا شغفه الكبير للتعرف إلى دبي والثقافة
والشخصية العربية".
وأضاف: "نجاح فيلم "سويتش" أدى إلى اختيار دبي مجدداً لتصوير
فيلم صيني فيها، حيث اجتمعنا أثناء وجودنا هناك مع مخرج الفيلم ومنتجه، وتم
مناقشة بعض التفاصيل المتعلقة في الفيلم، الذي نتوقع أن يستغرق تصويره في
دبي في العديد من المواقع ما بين 20 و30 يوماً، على أن يبدأ التصوير في
منتصف ديسمبر المقبل، وتدور أحداثه حول شخص صيني يلتقي مع آخر عربي في دبي،
لتبدأ الأحداث بالتوالي بعد ذلك في قالب درامي كوميدي".
اللغة الصينية
كما أشار الشريف إلى أن مخرج الفيلم الجديد ومنتجه، كانا حريصين على
التعرف إلى كافة التفاصيل المتعلقة بتصوير الأفلام في دبي، وطبيعة
التسهيلات التي يمكنهم الحصول عليها أثناء وجودهم في دبي، والسبب أنه كان
لديهم تخوف من ناحية ارتفاع تكاليف الفيلم، وأكد الشريف أنه بناء على هذه
الزيارة، فقد اتخذت إدارته قراراً بترجمة واجهة الموقع الإلكتروني للجنة
دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي إلى اللغة الصينية، بغية مد جسور
التواصل مع الجانب الصيني.
وعبر عن تفاؤله بأن تشكل هذه الأفلام بوابة السينما الصينية على دبي،
وأن تسهم في رفع نسبة الأفلام الصينية التي تصور هنا، وذكر أن سبب بحث صناع
السينما الصينية عن مواقع جديدة لإظهارها في أفلامهم، هو ارتفاع نسبة
المشاهدة في الصين، ذاكراً لنا أنه يتم يومياً فتح 10 صالات عرض في الصين.
دعوة
دعا جمال الشريف رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي صناع
السينما الإماراتية إلى ضرورة المشاركة بأفلامهم في مهرجانات السينما التي
تقام في الصين، وذلك لتعريف الشعب الصيني بالثقافة الإماراتية وتاريخ
الدولة، وقال إنه "تلقى دعوة مباشرة من مدير مهرجان شنغهاي السينمائي في
هذا الصدد".
البيان الإماراتية في
26/06/2013
يفترش الناس الأرض أمام الكنائس والابنية التاريخية الأخرى
خلال الصيف
فيينا تفتح ميادينها العامة لـ«السينما المتجولة»
فيينا: بثينة عبد الرحمن
لا تزال السينما المتجولة، أي تلك التي تتنقل شاشتها ومعداتها في
شاحنة من مكان لآخر، هي الوسيلة الأولى للمتعة والثقافة الجماهيرية في كثير
من قرى العالم الثالث حيث تنعدم دور العرض والصالات السينمائية المغلقة
المتخصصة.
ورغم أن العاصمة النمساوية فيينا لا تخلو بالطبع من صالات سينما ودور
عرض مريحة بل وفخمة إلا أن فيينا المسكونة بحب الهواء الطلق لدرجة الغرام
لا تغفل عن أي سانحة تمكنها من الاستمتاع بأي نشاط خارجي يتم في الهواء
الطلق في فضاء تحت السماء مباشرة.
في هذا السياق تنظم فيينا كل صيف عروضا سينمائية تختار لها ميادين
وفضاءات مفتوحة بعيدا عن القاعات والصالات المسقوفة ووسائل التهوية
الصناعية، عروض لا تختلف في جوهرها عن فكرة «السينما المتجولة» المعروفة في
الدول النامية، حيث يتم نصب شاشة ضخمة يلتف حولها المشاهدون وغالبا مجانا.
وينتظم هذه الأيام في ميدان بارك راسل بالمنطقة الرابعة بفيينا حول
كنيسة كارلس كيرخا الشهيرة شديدة الجمال، في الهواء الطلق وتحت سماء صافية
يزينها شفق الغروب، جمهور عريض لمشاهدة العروض السينمائية على شاشة متجولة.
ويفترش الناس الأرض وآخرون يأتون ومعهم مقاعدهم المتحركة.
ما إن تغرب الشمس ويحل الظلام حتى يعم المكان صمت تام وتنقطع الأصوات
الهامسة والحوارات الجانبية ومن ثم يبدأ صوت الفيلم السينمائي يعلو متسيدا
المكان معلنا بدء كرنفال رومانسي صيفي ضمن برنامج يطلقون عليه اسم «سينما
تحت النجوم».
البرنامج يتواصل طيلة الصيف الذي تنتظره فيينا بعد شتاء قارس بكل لهفة
وشغف وحب حتى تستمتع بعروض سينمائية جماعية مجانية مفتوحة تتنوع مسمياتها
وخياراتها بين أفلام كلاسيكية وأخرى عصرية حديثة يتم الإعلان عنها
إلكترونيا قبل فترة كافية وفي كتيبات ومنشورات واسعة الانتشار. من جانبها
تشارك معتمدية فيينا بتقديم أفلام في الهواء الطلق بميدانها الأكبر «الرات
هاوس» بدءا من نهاية شهر يونيو (حزيران) حتى الثاني من شهر سبتمبر (أيلول)
مركزة على تقديم أفلام موسيقية كلاسيكية بعضها يدور في إطار حفلات راقصة
وأوبريت وباليه. وتقدم السينما المفتوحة بميدان بارك راسل أفلاما متنوعة
منها ما هو مشهور معروف ومنها ما هو جديد لم يسمع عنه.
تقدم جميعها بلغاتها الأصلية مع ترجمة أما للغة البلاد الألمانية أو
اللغة الإنجليزية. بدورها تنشط المكتبة العامة في الإشراف على برنامج
سينمائي حر غير مسقوف اختارت له منطقة أوغارتن المشهورة بجمالها الطبيعي
يطلقون عليه اسم سينما السطوح. إلى ذلك تعلن هذه الأيام سينما فولكس كينو
«سينما الجماهير» عن تقديمها لـ60 فيلما في 30 موقعا في 14 منطقة خلال 41
يوما من أيام هذا الصيف الذي كما يبدو سيكون ساخنا مما يزيد من متعة الخروج
للفضاءات.
الشرق الأوسط في
26/06/2013
ليل ونهار
"31/12"!
بقلم :محمد صلاح الدين
هناك أفلام تظهر فجأة.. وأفلام تختفي فجأة.. في أكبر حالة تخبط تشهدها
السينما في مصر مثل أمور كثيرة في هذا البلد.. فلا استقرار لاقتصاديات آية
سلعة أو منتج.. طالما نعيش ظروفاً صعبة يصعب معها أي تحرك إيجابي نحو
التقدم!!.
وفيلم "31 / 12" أؤ ما يسمي بيوم الكريسماس. أو الاحتفال بوداع عام
مضي واستقبال عام جديد الذي أجرجه محمد حمدي للأسف ليس له أدني علاقة
بعنوانة الرقمي المدون عليه.. ولا حتي باسمه القديم "كريسماس".. ولا ايضا
باسمه الأقدام "دي إن إيه".. لأن الأحداث كلها تدور حول جريمة قتل غانية
"علا غانم". ومثل كل الأعمال البوليسية الشائعة والمستنسخة من تراث الدراما
البوليسية العتيقة.. أو تلك "الوصفات" أو "التركيبات" الفنية التجارية يظهر
الفيلم وكأنه يحاول أن يرشد العمل انتاجاً. مثلما يرشد في الكهرباء. وذلك
بدلاً من الانفاق عليه بسخاء!!.
الفيلم كتبه أحد ممثليه وهو سامح أوالغارمع مصطفي السبكي وكان من
الواضح أنه اراد أن يصنع من ليلة رأس السنة التكئة أو حتي ذروة العمل ككل.
ولكن السبب ما لا نعرفه. تقتل القتيلة المنحرفة في الحديقة وهي تقابل
حبيبها القديم. فلا رأينا كريسماس ولا غيره.. يمكن لأنه سبق عليه أفلام
عديدة مثل الحفلة وغيرها تدور في نفس الجو تقريباً.. وبالطبع كانت تهتم
بالحفلة "كمحور"..!!.
أما هذا الفيلم فقد اعتمد علي سير التحقيقات اكثر التي يجريها المحقق
"إدوارد". والذي يقدم المخرج من خلاله المعلومات. تلك التطي يتطوع الرجال
الأشقياء بالادلاء بها. والذين يتم القبض عليهم من مجرد ظهور أرقام
تليفوناتهم من علي موبايل القتيل.. وبذلك حاول طول الوقت اللعب علي
فكرةپ"الطي" في المعالجة الفنية. أو توقيت إلقاء المعلومة. والتي جاءت
بطريقة "الفوتو مونتاج" لحوادث ماضي هذه القتيلة. وماضي رجالها الفاسدين
معها. وهم علي التوالي: سامي العدل وأشرف مصيلحي وسامح أبوالغار ورامي وحيد
الذي احبها واحبته. ولكنها راوغته ثم غدرت به لمصلحة أكبر من صاحب القرية
السياحية التي تقاسمتها معه.. لتموت فيها بسبب طمعها الشيطاني الزائد!!.
حاول المخرج خلق جو من الغموض والاثارة ولكن ضعف المعالجة وتقليدتها
لم يساعد أحداً علي الاختلاف حتي بصرياً عما كان يقدم من قبل في كلاسيكيات
البوليسيات التي اعتدنا عليها.. كان الاختلاف الوحيد هو اضافة أغنيات التوك
توك حتي علي هذه النوعية من الأفلام التي لا تحتمله.. وكله كوم وأغنية
"القطط" دي كوم تاني: القطط شعرها بياكلها.. عايزة حد يسر حهولها!!.
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
26/06/2013
«ظلال
الحدث»:
وثائقيات شجاعة على «الفلسطينية»
رام الله – بديعة زيدان
«ظلال الحدث» عنوان لوثائقيات قصيرة تبث على شاشة قناة «الفلسطينية» كل
اثنين، وتناقش بجرأة قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية، وسواها من الأمور
التي تهمّ الجمهور الفلسطيني.
البرنامج الذي يحمل توقيع المخرج عز الدين مرزوق، بدأت فكرته بمبادرة
من سارا العذرا التي أعدت الحلقات الأولى، ومن أبرزها حلقة عن العمال
الفلسطينيين داخل الخط الأخضر والحواجز العسكرية الإسرائيلية والبلدة
القديمة في الخليل، وكان لها صدى مهم عند الجمهور.
وقالت العذرا: «كنت أحلم ببرنامج كهذا، أقدم من خلاله تحقيقات
تلفزيونية بأسلوب أقرب إلى الأفلام الوثائقية، إذ تناقش قضايا بجرأة غير
مسبوقة. قدمت من خلال «ظلال الحدث» حلقات عن البلدة القديمة في الخليل
والحواجز والعمال الذين استغرق إنجاز حلقتهم شهراً كاملاً، إذ رصدت
معاناتهم من كل الجوانب، ووصلت إلى حيث المعابر. ومن المقرر أن ننجز جزءاً
ثانياً، إذ نرافق العمال داخل الخط الأخضر، لرصد ظروف عملهم وتنقلهم الصعب،
بخاصة بعد القرار الأخير بتخصيص حافلات لهم، والتعامل معهم كإرهابيين
مشبوهين».
وأوضحت العذرا أن تناوب زملاء لها على إعداد حلقات من «ظلال الحدث»،
نتجت منه حالة من المنافسة الإيجابية، دفعتها وغيرها للتفكير بأفكار خلاقة،
كما فعل أحمد حرب مراسل «الفلسطينية» في غزة حين قدم حلقة عن الأنفاق،
وغيرها. وأشارت إلى أنها بصدد إعداد حلقة عن المستعربين.
أما مخرج «ظلال الحدث» عز الدين مرزوق، فقال: «أكثر ما ركزت عليه في
البرنامج، هو «أن يكون من الناس الى الناس»، لذا حاولنا من ناحية تقنية
وفنية، عبر الصورة والصوت الطبيعي والموسيقى المرافقة تحقيق هذه المعادلة.
واعتبر أن «مشاركة أكثر من معد في البرنامج من أهم ميزاته، فالبداية كانت
مع سارا العذرا، ثم بدأ يشترك في إعداد الحلقات خالد سكر ونور مرزوق وأحمد
حرب ومحمد سرحان وأحمد جلاجل، وغيرهم». وأضاف: «العمل في برنامج «ظلال
الحدث» فيه من المتعة والتشويق، وفيه من التعب الكثير، فالحلقات تتطلب
مجهوداً مضاعفاً لإنجازها، كما في حلقة «الأنفاق» من غزة».
نور مرزوق الذي أعد حلقة مميزة عن الضرائب، قال عن تجربته: «أعدّ
تقارير لبرنامج «الله يصبحكم بالخير»، والبرنامج الطبي في قناة
«الفلسطينية»، وبرامج أخرى، ولكن في برنامج «ظلال الحدث» يبدو الأمر
مختلفاً، فمن خلال فيلم وثائقي يبث على شكل حلقة تلفزيونية تجد النتائج
أفضل، ويمكن أن تدخل في تفاصيل ما لا يمكن أن تقوله بتقرير مقتضب. أعددت
حلقتين عن الضرائب وعن الأسرى. وأشعر بمتعة في العمل بهذا البرنامج».
أحمد جلاجل الذي صوّر حلقة عن القدس ونسّقها، قال إن «لكل حلقة نكهتها
الخاصة، وحلقة القدس كانت من بين الحلقات المميزة، بخاصة أنها جاءت في ظل
تصاعد الاعتداءات ضد المسجد الأقصى وقبة الصخرة من المتطرفين اليهود،
وبحماية جيش الاحتلال، تحت ذريعة «البحث عن الهيكل المزعوم». ولفت جلاجل
إلى استخدام تقنية «اتش دي» في تصوير هذه الحلقة كغيرها، متحدثاً عن معوقات
إسرائيلية، ودعم كبير من دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس. وأضاف: «قدم
«ظلال الحدث» حلقة عن القدس المهملة في الإعلام، ولهذا أطالب بمزيد من
الاهتمام بهذه المدينة الفلسطينية المنسية التي من المفترض أنها العاصمة».
الحياة اللندنية في
27/06/2013
قصور الثقافة فى مصـر أصبحت خرابات
كتبت : مى الوزير
إحدى أهم المنشآت الثقافية وجزء من تاريخ ثقافى طويل مثله مثل منابر
كثيرة تواجه محاولات هدمها وردمها.. «قصر السينما» بجاردن سيتى الذى كان
مقصداً للكثير من الفنانين والمثقفين على مر سنوات عديدة، والاهتمام
بأنشطته الثقافية من ندوات ومهرجانات وإقامة عروض للأفلام يواجه الآن
الإهمال وتجميد أنشطته بحجج عديدة منها ترميمه ومنها قلة الإمكانيات
وغيرهما من مبررات، توجهنا إلى المهتمين بالشأن الثقافى وموظفى القصر
لمناقشتهم حول ما يدور بالداخل وكيف سنواجه رياح الردم التى تجتاح النشاط
الثقافى فى مصر؟!
الشاعر والسيناريست «سامى شاكر» يقول: سبب مشاكل القصر هو عدم وجود
متخصصين للعمل فيه وإدارته وأصبح مجرد مكان روتينى كأى منشأة حكومية وليس
كمنشأة ثقافية تنويرية، وأصبح يعتمد فقط على دفاتر الحضور والانصراف،
وبينما هناك بعض المتخصصين من العاملين ولكن الكارثة أن المدير نفسه ليس
متخصصاً، فإدارة المكان تحتاج إلى علاقات عامة وجيدة سواء مع الفنانين أو
الصحافة والمثقفين، وقصر السينما له دور شعبى ثقافى وتنويرى يجب أن تكون
وظيفته عرض أفلام روائية وتسجيلية، ولكن فى نفس الوقت فالميزانية تتقلص،
ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السيد «سعد عبدالرحمن» يرى أنه مادام لا
توجد أى خلافات أو مشاكل مثارة فى المكان فإن الأمور تسير على ما يرام،
وهذا فى حد ذاته خطأ لأن كل ما يدور بالمكان ليس من وظيفته فأين
المهرجانات والندوات والدورات التى يجب أن يقدمها القصر، غياب كل هذه
الأنشطة فى حد ذاته مشكلة، قد لا تكون الأوضاع فى عهد «تامر عبدالمنعم»
أفضل بكثير مما نحن فيه ولكن كان محترفاً إلى حد ما ولديه علاقات كثيرة،
وبشكل عام فإن كل الأنشطة الثقافية فى مصر تم إهمالها بعد الثورة ولكن يجب
ألا نركن إلى هذا ونستسلم له.
∎ موظفون فقط
السينمائى «وليد رشاد» يقول أنا أخصائى سينما وأعمل فى القصر منذ عام
6002 عندما كان تحت إدارة تامر عبدالمنعم، وقتها إلى حد ما كان هناك
تواجد للفنانين فى أنشطة القصر وبعد الثورة وترك تامر لوظيفته أصبح هناك
تخبط لفترة كبيرة وتولى إدارة القصر شخص غير متخصص، وحدث برود فى أنشطة
القصر بشكل واضح أنا حاولت وقدمنا العديد من الندوات كندوة الناقد رفيق
الصبان، والأستاذ وحيد حامد وغيرهما على هامش سلسلة ندوات أثناء الهجمة
الشرسة التى تعرض لها الفنانون والسينمائيون على ضوء قضية الفنان عادل
إمام والهجمة عليه هو والكاتب وحيد حامد، وكان هدفنا فيها الدفاع عن حرية
الإبداع، ولكن وقتها لم تحدث أى دعاية جيدة ولم يكن هناك ضيوف وترتيب جيد
للندوات وأثار هذا استياء الأستاذ وحيد حامد، والآن ومع مرور الوقت تم
إلغاء العديد من الندوات التى كان فى نيتنا إقامتها بسبب تعنت الإدارة
المبالغ فيه وغير المبرر، وعدم رغبتهم فى توفير أى إمكانيات ويسترسل
قائلاً: ليس هذا فقط بل إن الكثير من إمكانيات القصر بحاجة إلى التطوير
والتحديث ولا حياة لمن تنادى، سواء الكاميرات أو وحدات المونتاج والمايكات،
وطالبنا كثيرا بإنشاء ستوديو صوت، بالإضافة إلى أن الكاميرا الوحيدة
المتطورة الموجودة فى القصر تمت سرقتها بطريقة غريبة ولم يتم كسر أو تحطيم
لأى باب من أبواب القصر، ولكنها اختفت فجأة كاميرا يفوق ثمنها الـ09 ألف
جنيه، غير هذا فالإهمال لم يتوقف، فهناك فساد إدارى واضح، لدرجة أن معظم
إخصائيى السينما فى القصر الآن أصابهم الإحباط وبعضهم اضطر إلى أخذ إجازات
بدون مرتب لأن إمكانياتهم غير مستثمرة، فالفنان غير الموظف. وفى المقابل
تجدين موظفين يقيمون فى السعودية ومرتباتهم تصرف بشكل طبيعى ويوقع لهم حضور
وانصراف..أضيفى إلى هذا تجديدات فى القصر ليس بحاجة إليها كتجديد الحمامات
والأرضيات بدلا مثلا من توفير إمكانيات أخرى كوحدات الإضاءة والمايكات التى
يحتاجها القصر، كل هذا أدى إلى انهيار النشاط الفنى فى القصر وإذا سئل عن
السبب كانت الإجابة جاهزة «بسبب ترميمات القصر».
∎ ظروف البلد
أستاذ «أحمد عبدالنبى» موظف العلاقات العامة بقصر السينما: الموضوع
وما فيه أن ظروف البلد الآن تعانى من أزمة بشكل عام، وأن اهتمام الحكومة
وتفعيل الأنشطة الثقافية متوقف بشكل ملحوظ وهذا قد يعود للحالة الأمنية
التى نعانى منها الآن كما أن القصر كمكان متخصص يجب أن تتم إدارته من قبل
شخص متخصص وإدارى لكى يستطيع خدمة جميع الأنشطة التى يقدمها القصر، وليس
شخصاً يتعامل بفكر وظيفى روتينى لا يهمه سوى ما يتعلق بحضور وانصراف
الموظفين، فهذا أثر سلبا على القصر وأنشطته التى انحصرت فقط فى احتفاليات
تقليدية بعيدة عن مجاله كاحتفالية يوم اليتيم وغيرها، الشاعر «حسن رياض»
المسئول عن الأنشطة فى القصر ومؤسس «خان قصر السينما»: أنا فى فترة من
الفترات كنت مسئولاً عن النشاط فى قصر السينما أثناء إدارة تامر عبدالمنعم
وكانت علاقاته كمدير تسمح بموافقات وتسهيلات لأنشطة عديدة بسبب علاقاته مع
النجوم، ولكن من بعد الثورة اختلفت الأمور كثير.
القصر به ما يقارب من المائة موظف ولكن العمل فيه أصبح ميتاً وأنا
شخصيا وزملائى فقدنا حماسنا، وعموما أصبح هناك تراجع بكل الأنشطة الثقافية
فى مصر وليس قصر السينما فقط فالإقبال أصبح أقل والناس أصبحت مهمومة
الأحداث السياسية، كان لدى مشروع بالقصر اسمه «خان قصر السينما» أخذت
السطح وهو مقلب للزبالة، أقمت فيه مسرحاً وقدمنا عليه عروضاً مسرحية
وندوات واستضفنا شعراء وفنانين ومثقفين ولكن كل هذا توقف الآن، هيئة قصور
الثقافة الآن أصبحت «خرابة» ولا يوجد أحد يعمل فى مكانه وليس هناك تخصص
وظيفى،إحدى موظفات القصر التى رفضت ذكر اسمها تقول «القصر أصبح يواجه فشلا
إداريا فليس هناك توزيع إدارى جيد ولا تخصص فى العمل ونظامه، فالمدير يقوم
بأعمال ليست أعماله والموظفون أصبح عملهم مختزلا بالحضور والانصراف، وقصر
السينما يجب أن يديره شخص «سينمائى» وهذا ليس ما حدث، لذلك فهو إدارى ليس
ناجحا، حتى فى تنظيم الندوات واستضافة الضيوف ودعوة الصحفيين والقنوات
الفضائية وحتى الجمهور.
∎ منطقة قلق
الكاتب والناقد «وليد سيف» والمدير السابق لقصر السينما يقول:
ويجب أن نعترف أن فترة التحول فى القصر مرتبطة بالأنشطة الثقافية فى
مصر عموما بعد الثورة ومرتبطة بأحوال البلد والحالة الأمنية، وقصر السينما
بجوار شارع قصر العينى وهى منطقة قلق واضطراب أمنى وقبل الثورة أنشطة القصر
كان يغلب عليها الطابع الإعلانى وارتبط بتواجد النجوم ويرجع هذا إلى أن
لكل شخص بصمته التى يتركها بالمكان، فأنا فى فترة إدارتى للقصر كنت حريصاً
على العائد الثقافى أكثر ومناقشة القضايا السينمائية فلكل مرحلة أبعادها.
وبغض النظر عن أى ظروف مادية وما يتعلق بالإمكانيات يجب علينا جميعا
كمثقفين أن نعمل فوق طاقتنا ونواجه جميع المعوقات الروتينية والمادية.
وفى النهاية هناك سؤال يفرض نفسه.. ماذا بعد.. ماذا بعد ما قرأنا..
كيف سيكون مستقبل الثقافة فى مصر.. هل سترتدي النقاب وذلك بارتدائها السواد
القاتم.
صباح الخير المصرية في
27/06/2013 |