مرة جديدة، يأتي مهرجان كارلوفي فاري (جمهورية تشيكيا ــ من 28 الجاري
الى 6 تموز) بكلّ مستجد ومثير من اصقاع العالم. بلغت هذه التظاهرة التي
تُعدّ الأهم في أوروبا الوسطى دورتها الـ48، ولا تزال في ذروة ألقها
وشبابها، بفضل فريق عمل لا يتوانى عن اختيار الأفضل، ضمن ما يُسمح له
بتناوله من خارج حصة المهرجانات الثلاثة (كانّ، برلين، البندقية). هذا كله
مدعوم من جمهور شبابي لا تتسع له الصالات على مدار تسعة أيام تتحول فيها
مدينة المئة ينبوع محجاً سينمائياً.
يُفتتح المهرجان مساء غد بفيلم "زبدة الأيام" لميشال غوندري، المقتبس
من رواية شهيرة (1946) للكاتب الفوضوي بوريس فيان، الذي يجول في أوساط
باريس الثقافية منتصف القرن الفائت. يستعين غوندري ببعض الشاعرية في أفلمته
لحكاية تتضمن الحبّ والهوس والمرض. رومان دوريس واودريه توتو يضطلعان
بالدورين الرئيسيين. توتو ستحضر المهرجان، بعدما شاركت فيه للمرة الاولى
عام 2001، عندما جاءت لتقدم "قدر أميلي بولان الرائع".
هناك أقسام متعددة في المهرجان، أهمها المسابقة الرسمية التي تنطوي
على 14 فيلماً هذه السنة، واحدٌ منها سينال الكرة البلورية في ليلة الختام.
هناك أفلام من الولايات المتحدة وروسيا وايطاليا واسرائيل. معظم هذه
الأفلام صنّاعها مبتدئون. طبعاً، قد لا يكون أهم افلام المهرجان في هذا
القسم (القانون الداخلي لا يسمح الا باختيار العروض الدولية الاولى)، لكن
هذا مختبر تجارب قد يخرج من رحمه مخرجو الغد.
خارج المسابقة، ودائماً ضمن الاختيار الرسمي، لدينا ستة أفلام،
يتصدرها "خلف الشمعدان" لستيفن سادربرغ الذي عُرض في كانّ. الفيلم حكاية
المغنّي الراحل ليبراتشي من وجهة نظر شخص عرفه جيداً وكان عشيقه. سادربرغ
سبق أن أعلن ان هذا الشريط سيكون الأخير له، هو الذي حاز "السعفة الذهب" عن
فيلمه "جنس، أكاذيب وفيديو"، يقدم هنا أفلمةً، أجمل ما فيها استعادته لحقبة
الستينات مع كل ما تتضمن تلك العودة من نوستالجيا تصبح في بؤرة المخرج
الأميركي شيئاً بالغ الكيتش. عمل يُشاهَد بلا ملل كبير، بيد ان مركز قوته
هو مايكل دوغلاس الذي قدم اداء باهراً.
ولمّا كان كارلوفي فاري واجهة مهمة لسينمات أوروبا الشرقية والوسطى،
فمن الطبيعي ان تُشرع الأبواب لانتاجاتها المتنوعة. فهناك ما يسمّى "شرق
الغرب" الذي ينهض هذه السنة على 12 عنواناً، من بولونيا، استونيا،
سلوفينيا، جميعها مجهولٌ بالنسبة الينا، ورهنٌ للاكتشاف. الرغبة في
الاكتشاف هي ما سيدفعنا ايضاً الى معاينة ما في داخل قسمي "فوروم
المستقلين" و"آفاق"، اللذين يتضمنان ما لا يقل عن 43 فيلماً. في "آفاق"
استعادة تشيكية لبعض من أهم أفلام الدورات الماضية من برلين وكانّ: تحفتا
برونو دومون "كاميّ كلوديل 1915" وباولو سورنتينو "الجمال العظيم"، وايضاً
"فصول من حياة جامع حديد" لدانيس تانوفيتش و"موقف طفل" لكالين بيتر نتسر،
الفيلم الروماني الذي نال "الدبّ الذهب" في برلين 2013. ولعل واحداً من
أجمل أفلام هذا القسم هو "غلوريا" لسيباستيان ليليو: سيدة مطلقة، لا تزال
تبحث عن الحبّ والحنان في حضن الرجال. في ملهى ليلي في سانتياغو نراها
تتبادل النظرات، فتجري دعوتها الى الرقص، وربما الى ابعد من ذلك... وهكذا
دواليك، ليلة بعد ليلة. الرجال الذين يهتمون بها هم عموماً في العقد السادس
من عمرهم. وعلى الرغم من عمرها المتقدم نسبياً، فلا يزال عند غلوريا تلك
الارادة الصلبة في اعتبار الحياة فردوساً ممكناً.
أيضاً في هذا القسم الذي يُعتبر متن المهرجان، باكورة المخرجة
الفلسطينية هيام عباس: "تراث ــ ميراس". عندما سألتها في البندقية، حيث
عُرض الفيلم في أيلول الماضي، عن سبب اختيارها للايقاع السريع في تعاقب
الحوادث، قالت: "زي حياتنا في فلسطين، ايش أعمل؟ قصدت هذا النمط في العمل.
أحياناً نشعر أننا لا نمكث في مكان واحد. ولكن اذا اخضعت هذا النمط الى
منطق الاستعارة، يمكن القول انه يشبه كثيراً الذكريات التي بقيت لي عن
فلسطين التي تركتها قبل 25 عاماً. فشعرتُ أن الايقاع يقول جيداً مَن أنا
وماذا أنا، ويشبه ايقاع الحياة التي اعيشها، أي التنقلات المستمرة، وأخيراً
يشبه ايقاع الحياة الفلسطينية، بحيث انك تستيقظ من النوم ولا تعلم ماذا يحل
بك، وتنام من دون أن تعرف على ماذا تنهض! هذا الفيلم شبيه بما بقي في
ذاكرتي، وخصوصاً أولئك الناس الصامدون فيها".
في قسم "نظرة اخرى"، سيُعرض 29 فيلماً، قد يكون اشهرها "اختطاف"
لتوبياس ليندهولم (تكلمنا عنه مراراً في مناسبات عدة)، الذي عُرض في مهرجان
البندقية الأخير. فيلمان عربيان آخران ينضمان الى هذا القسم: "وجدة" لهيفاء
المنصور، و"عمر" لهاني أبو اسعد الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة ضمن
"نظرة ما" في كانّ دورة 66. ولا يكتمل المهرجان من دون الورقة البيضاء التي
يمنحها لمجلة "فرايتي"، ليختار 10 سينمائيين من أوروبا وعرض أفلامهم، فضلاً
عن عروض منتصف الليل التي تجذب اعداداً وافرة من الشباب "السهّيرة"
يتجمهرون حول افلام رعب غريبة عجيبة. ويلتفت المهرجان في خطوة ايجابية الى
الكرد، من خلال لائحة من 14 فيلماً كردياً، لسينمائيين مثل شوكت أمين كوركي
وبهمان قبادي. ويكلل هذا كله بتحيتين، واحدة الى أوليفر ستون وأخرى الى
جيري شاتزبرغ.
النهار اللبنانية في
27/06/2013
«مهرجان
كارلوفي فاري»..
تكريم ترافولتا وتحية إلى الفيلم الكردي
زياد الخزاعي
(كارلوفي
فاري)
هناك 11 فعالية في قائمة مهرجان «كارلوفي فاري» السينمائي الـ48 (28
حزيران ـ 6 تموز 2013). أضيفت عناوين جديدة صوّبت اهتماماتها نحو اكتشاف
مواهب ديناميكية وطليعية. أبلغ نموذج على هذا، خانة فريدة عنوانها «أيماجنا»،
المحوّرة عن كلمة «تخيّل»، ضمّت 17 فيلماً طغت عليها نبرة تجريبية: نصّ
الموسيقية والفنانة البصرية البلجيكية شازولا «بعث الجمهرة السوداء»، الذي
صوّرته بالكامل (ساعتان) عبر هاتفها الجوال. مونتاج لكلّ ما يرتبط بعملها
ومحيطها ومنجزاتها في الموسيقى والتصوير والرسوم المتحرّكة وغيرها. النمسوي
بيتر شراينر يُفلسف، في «سراب»، المُصوّر بين ألمانيا وليبيا، علاقة زوجين
وفضاءات وغربات وحيوات وأقدار. خطاب مجازي عن الحياة وعقدها، والكون
وغموضه، والبشر وعواقبهم. الروسي سيرغيه لوزنيتسا يقدّم عمله الوثائقي
القصير «رسالة» (20 د.) عن مبنى خشبي في مكان ناء، كأن الدهور لم تكشف عن
لغزه. أغرب عرض، ما أقدم عليه الخبير بعلم «فينومينولوجيا وسائط السينما»
النمسوي غوستاف دويتش، بإعادته تصوير لوحات الفنان التشكيلي الأميركي
إدوارد هوبر، الذي اهتمّ بـ«الحداثيّ الإجتماعيّ»، في «شيرلي ـ نظرات
واقعية»، في تطابق درامي ـ صُوَري مذهل. مخترعاً حكاية الممثلة شيرلي، التي
يصحبها الفيلم في ثلاث حقب تاريخية، تعكس تطوّر اشتغالات أبي الواقعية
الأميركية المعاصرة. الأميركي جيمس بيننغ يحسم أمر فيلمه «ستيمبل باس»
بأربع لقطات ثابتة لبيت خشبيّ في حديقة، طول كلّ منها نصف ساعة، بينما نسمع
قراءات مطوّلة من اعترافات «إرهابيّ التقنية المتطورة» تيد كاتشنزكي حول
نشاطه ضد فاشية التنصت والجوسسة الرقمية.
يثير حضور النجم جون ترافولتا الكثير من الحماسة، إذ يُكرَّم بـ«الكرة
البلورية» لنشاطه السينمائي، ويقدّم فيلمه الأخير «موسم القتل» مع روبرت دي
نيرو حول غريمين، أميركي وصربي، يسعيان إلى تصفية حساباتهما، بعد أن وضعت
حرب البوسنة أوزارها. هناك كرتان أخريان تقدّمان إلى أوليفر ستون، الذي
يعرض ساعتين من سلسلته التلفزيونية «التاريخ غير المروي للولايات المتحدة»،
وإلى جيري شاتسبيرغ. وخصّص المهرجان تحية غير مسبوقة إلى الفيلم الكردي،
يعرض خلالها 15 فيلماً (في غياب سورية)، منها «موسم كركدن» لبهمان قبادي
(إيران)، و«يول» (الطريق) للراحل يلماز غونيه (تركيا)، و«إذا متّ، سأقتلك»
لهونير سليم (العراق) وغيرها. ويشارك الفلسطينيان هيام عباس بـ«إرث»
(الشابة هاجر تريد الإقتران بحبيب إنكليزي على الرغم من الإعتراضات، بينما
أفراد عائلتها يتهاوون بسبب الإحتلال والفساد والجشع والخيانة). وهاني أبو
أسعد بـ«عمر» («السفير»، 27 أيار 2013). بالإضافة إلى «وجدة» للسعودية
هيفاء المنصور (فقرة «فُرجَة أخرى»).
من الأفلام الـ14 التي تشاهدها لجنة تحكيم برئاسة المخرجة البولندية
أكنيشكا هولاند، هناك «11.6» للفرنسي فيليب غودو، المقتبس عن واقعة هزّت
فرنسا في العام 2009، بطلها سائق شاحنة لنقل الأموال معروف بأمانته، يختفي
مع ثروة خيالية. البريطاني بن وايتلي يقدّم نصاً سوداوياً بعنوان «حقل في
إنكلترا»، عن جنود هاربين خلال الحرب الأهلية، يبحثون عن كنز مدفون في
عراء. المجري يانوش ساس يقرأ، في «الدفتر الكبير»، تاريخاً معاصراً من وجهة
نظر شقيقين توأمين، يكتبان فيه يومياتهما عن دمار العالم وانحطاطه.
الألماني أوسكار روهلر يسرد، في «ينابيع الحياة»، مسار ثلاثة أجيال تتعرّض
لعنف منظّم من النازية، لغاية ثمانينيات القرن الماضي. الإيطالي روبرتو
أندو يتهكّم، في «تحيا الحرية»، على سفاهات الحزبية في بلده، عبر حكاية
نفاق قيادة حزب، يختفي مرشّحها الوحيد في الإنتخابات، فتختار شقيقه وشبيهه
بديلاً. التشيخي يان هربيك يُشارك بكوميديته «شهر العسل»، الذي ينقلب إلى
مغمة عائلية إثر ظهور شخص غامض في حفل زفاف، يفضح نفاق مدعويه. البولنديان
خريستوف ويوانا كراوز أفلما سيرة أشهر شاعرة غجرية في البلاد، لم تنصفها
الحياة والسياسة والإقصاء الإجتماعي، في «بوبوشا». الكرواتي فينكو بيرشان
يتحامل، في «أطفال الكاهن»، على الكنيسة واستغلالها للعفوية الشعبية، عبر
حكاية قسّ شاب يُعيّن في قرية، ويشهد ظاهرة غريبة متمثّلة بموت العجائز،
بينما تندر ولادات أطفال جدد، ليعمد إلى فكرة غير مسبوقة يذهب ضحيتها أمام
جبروت العقل البطريركي الرسمي. الإغريقية بني بانايوتوبولوس ترصد، في
«أيلول»، أطواراً غريبة ومأسوية لامرأتين متناقضتي الدوافع والأمزجة
والخيارات العائلية. الروسي يوسوب رازيكوف يختار، في «عار»، حادثة حقيقية
وقعت قبل أعوام في قاعدة عسكرية بين زوجات بحّارة يخدمون في غوّاصات تابعة
للبحرية الروسية، تدفع بهنّ عزلاتهنّ وظروف معيشتهنّ المهينة إلى تنظيم
عصيان. في «قيمة الزمن» للإسباني خافيير بيرمودز، يُجمّد البطل جثة زوجته
الشابة، في انتظار تطوّر تكنولوجي يعيدها إلى الحياة، كي يُكملا سعادتهما.
الأيسلندي مارتن بورسون يعرض، في «أكس أل» (حجم كبير)، حكاية نائب حكومي
مدمن على الخمر وزير نساء وعابث، يُجبر على دخول مصح وإعلان التوبة.
مودّعاً مجونه، يقرّر البطل تنظيم آخر حفلة لا مثيل لجنونها.
السفير اللبنانية في
27/06/2013
شراكة بين مهرجاني «دبي» و«بياريتز»
«أجيال»
و«قمرة» بديلاً من «ترايبيكا»
نديم جرجورة
يبدو واضحاً أن «مهرجان دبي السينمائي الدولي» مستمرٌ في تأكيد رغباته
في إضافة كل جديد ممكن. في مطلع حزيران 2013، أعلنت إدارة المهرجان عن
توقيعها اتفاق شراكة جديدة مع «مهرجان بياريتز لأفلام أميركا اللاتينية»،
الذي يُعتَبر أحد أكبر المهرجانات المُتخصّصة بعرض الأفلام السينمائية
المُنتجة في دول أميركا الجنوبية، والذي تُقام دورته الـ22 (30 أيلول ـ 6
تشرين الأول 2013) في المدينة الفرنسية «بياريتز». هذه الشراكة تُعتبر
الأولى من نوعها مع «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، لـ«تبادل المساحات
المخصّصة بعرض الأفلام المُختارة». بحسب هذه الشراكة الجديدة، سيتمّ عرض
أفلام عربية عُرضت في إحدى الدورات السابقة لـ«مهرجان دبي»، وستتاح الفرصة
لجمهور «مهرجان بياريتز» للتواصل مع مخرجيها. في المقابل، يختار «مهرجان
بياريتز» أحد المنتجين المهتمّين بعقد اتفاقية إنتاج مشترك مع أحد نظرائه
من العالم العربي، ويتكفّل بحضوره «ملتقى دبي السينمائي» و«سوق دبي
السينمائي»، في الدورة الـ11 (6 ـ 14 كانون الأول 2013) لـ«مهرجان دبي
السينمائي الدولي». من جهته، يعرض «مهرجان دبي..» عشرة أفلام مشاركة في
«مهرجان بياريتز..» داخل قاعة «سينيتيك»، المُجهّزة بأحدث معدات العرض
الرقمي، التي تتيح لوكلاء المبيعات والمنتجين وخبراء صناعة السينما إمكانية
الاطّلاع على مئات الأفلام في مكان واحد، وحيث يكون مسؤولو المبيعات
الخاصّة بالأفلام المختارة موجودين لتسهيل عملية البيع/الشراء.
يُمكن اعتبار هذه الخطوة مهمّة، لقدرتها على تفعيل التواصل السينمائي،
مُشاهدة ومتابعة ومناقشة، بين منتجين وأصحاب مشاريع سينمائية محتاجة إما
إلى تمويل، وإما إلى إنتاج، وإما إلى مساهمة ما في الإنتاج. في هذا الإطار،
قالت شيفاني بانديا، المديرة الإدارية لـ«مهرجان دبي السينمائي الدولي»، إن
«من شأن هذا الاتفاق النوعيّ أن ينتقل بأعمال السينما العربية إلى جمهور
عالمي أوسع، حيث أوروبا وأميركا اللاتينية»، مضيفة أن دول قارة أميركا
الجنوبية ستحظى بفرصة عرض أعمالها أمام الجمهور العربي وجمهور جنوب آسيا،
الذي يحضر «مهرجان دبي..» بكثافة». رأت أن «مهرجان دبي..» يسعى دائماً إلى
«ترسيخ مكانة» المهرجان كـ«ملتقى طرق لأعمال السينما العالمية، حيث تأتي
هذه الشراكة كمعبر للأفلام العربية إلى أوروبا وقارة أميركا الجنوبية».
بدوره، قال مارك بوندويل، المدير الإداري لـ«مهرجان بياريتز لأفلام أميركا
اللاتينية»، إن مسؤولي هذا الأخير «متحمّسون جداً للتعاون مع «مهرجان دبي..».
في مقابل هذا، أعلنت «مؤسّسة الدوحة للأفلام» خبرين اثنين: إلغاء
«مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي»، وإطلاق مهرجانين اثنين هما «مهرجان
أجيال السينمائي» (تشرين الثاني 2013)، و«مهرجان قمرة السينمائي» (آذار
2014). الهدف؟ إنهما «استجابة عملية لتحقيق رؤية المؤسّسة في تعزيز الثقافة
السينمائية في المنطقة، ونشرها على نطاق أوسع». الأول معنيّ بـ«المجتمع»،
وبحكايات المجتمع والعائلات والعلاقات الأسرية. معنيّ بالشباب أيضاً،
وبمشاكلهم ومآزقهم وهواجسهم. الثاني مهتمّ بالمخرجين الجدد، أولئك الذين
أنجزوا أفلامهم الأولى والثانية.
الأفكار جيّدة ومهمّة. الاهتمام بالجديد ضرورة. تأسيس مهرجان مختصّ
بمسألة أو بحالة أو بموضوع يُساهم، إلى حدّ كبير، في إضفاء مسحة ثقافية على
مهرجان سينمائي. الأفكار جيّدة ومهمّة. لكن الترجمة العملية مقياس نجاح أو
فشل. «مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي» لم يُحقّق المرجوّ منه. لم يبلغ
مُراده. هذا مأزق متعلّق إما بسوء إدارة وتنظيم، وإما بعجز عن جعل
الميزانيات (الضخمة غالباً) في خدمة السينما، وإما بغياب الوضوح في خطط
العمل. السؤال المطروح حالياً: هل ينجح المهرجانان الجديدان في مهمتيهما،
أم أنهما سيشهدان المصير نفسه للمهرجان السابق لهما؟
السفير اللبنانية في
27/06/2013
زياد دويري: منعوا فيلمي لأنه لم يظهر اليهود شياطين
فيلم "الصدمة" يصدم العرب ويحصد المعارضين بدلًا من
المشاهدين
لميس فرحات
زياد الدويري مخرج لبناني، لكن فيلمه "الصدمة" ممنوع في لبنان، كما في
الدول العربية، لأنه صور جزءًا منه في تل أبيب. أما هو فيقول إن المنع تم
لأن الفيلم لم يصور اليهود شياطين.
يقول المخرج اللبناني زياد الدويري إن الاستياء الذي أثاره فيلمه
"الصدمة" في الشرق الأوسط يعود إلى سبب خفي، وهو أنه فشل في تصوير اليهود
على أنهم شياطين. فقد أراد الدويري أن يطلق الشرارة الأولى للحوار والتلاقي
عبر فيلم "الصدمة"، لكن النتيجة التي حصل عليها هي الرفض، ووصف فيلمه
بالعمل الإرهابي.
منعت السلطات اللبنانية عرض الفيلم، لأن أجزاء منه صُورت في تل أبيب،
وذلك بطلب من مكتب مقاطعة إسرائيل التابع لجامعة الدول العربية. والفيلم
مقتبس عن رواية "الهجوم" للكاتبة الجزائرية ياسمينة خضرا، ويروي قصة طبيب
إسرائيلي يكتشف أن زوجته نفذت عملية استشهادية في تل أبيب.
قرر اثنان من المستثمرين في فيلم الدويري – أحدهم قطري والثاني مصري -
بسحب اسميهما من قائمة الإنتاج، الذي تبلغ تكلفته 1.5 مليون دولار، بعد
فترة وجيزة من مشاهدته، لكنهما لم يتمكنا من استعادة أموالهما التي أنفقت
على التصوير. وتوزع الفيلم في الولايات المتحدة مجموعة كوهين لوسائل
الإعلام.
كنت ساذجًا
قال الدويري لصحيفة لوس
انجيليس تايمز: "عندما كنا نكتب السيناريو،
كنا نعرف أن الفيلم سيثير بلبلة، لكن هذا ليس السبب الوحيد الذي دفعنا
لصنعه"، مشيرًا إلى أن الفن وسيلة للتواصل بين الجميع، "لكنني أعتقد أنني
كنت ساذجًا باعتقادي هذا". وعلى الرغم من أن الفيلم لقي ترحيبًا في عدد من
المهرجانات العالمية، إلا أن مكتب مقاطعة إسرائيل، التابع للجامعة العربية،
طالب الدول الأعضاء بمنع عرضه في الصالات المحلية، فانتقل الدويري إلى
الصالات الغربية، حيث من المتوقع أن يفتتح فيلمه في مدينة لوس انجيليس
الجمعة.
واعتبر الدويري، الذي عمل مساعد مصور في عدة أفلام لكوينتين تارانتينو
وأخرج فيلم "بيروت الغربية" West Beirut
في العام 1998، أن تصوير جزء من فيلمه في إسرائيل ليس السبب الحقيقي وراء
حظر الفيلم والتبرؤ منه، بل لأنه لم يصوّر اليهود على أنهم شياطين. قال:
"ارتكبت خطًأ بطريقة أو بأخرى من خلال إظهار الإسرائيليين بطريقة تنم عن
تعاطف، فهم يعتقدون أن الشخص المحايد هو من يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية".
ومن المقرر أن يفتتح عرض فيلم "الصدمة" في اسرائيل في تموز (يوليو)
المقبل وفقًا لدويري، الذي يقول إنه متشوق لمعرفة رد الفعل الإسرائيلي على
فيلمه.
لم أفعله
تدور أحداث رواية "الصدمة" حول شخصية الطبيب الفلسطيني أمين الجعفري،
وهو من فلسطينيي الداخل يعيش في تل أبيب مع زوجته المسيحية سهام. ومهارة
الزوج كجراح بارع يعمل في أكبر المستشفيات في تل أبيب جعلته يتمتع بوضع
اجتماعي مريح. يعيش الزوجان في أمان سلام، لكن سرعان ما تتحول حياتهما إلى
مأساة بعد أن يفلح تنظيم فلسطيني في تجنيد سهام وإقناعها بتنفيذ عملية
استشهادية، فتفجر نفسها في مطعم صغير بالقرب من محطة وقود تكتظ بالأطفال
ساعة الغداء، بعد أن ترسل لزوجها رسالة تقول فيها انها نفذت العملية بسبب
حاجتها إلى وطن.
ويسلك الجعفري طريقه الخاص في كشف ملابسات اختراق التنظيم الفلسطيني
عقل زوجته وإقناعها بتفجير نفسها، وسط حوارات عن الوطن والهوية والعدو
والسلام، ليعود إلى تل أبيب محطمًا وتائهًا بين الإسرائيلي الذي بدأ يضع
علامات استفهام حول إخلاصه، والفلسطيني الذي يعتبره خائنًا لوطنه.
يعلق الدويري قائلًا: "بالنسبة إلى الكثير من العرب، من غير الممكن
تصوير وجهة نظر الآخر، فهم يتوقعون من الفيلم أن يكون كليًا ضد إسرائيل،
وهذا ما لم أفعله".
الروايتان والنقد
والدويري (49 عامًا) تشارك في كتابة السيناريو مع زوجته، جويل توما،
من أجل تغيير نهاية الرواية. وهو المولود في في بيروت خلال الحرب الأهلية
اللبنانية، والناشئ في كنف أسرة علمانية. تربى على يد والده اليساري، فكبر
على مبدا كره اليهود وإسرائيل، كما يقول، مشيرًا إلى أن عدوه اللدود كان
الميليشيا المسيحية، التي تحالفت مع إسرائيل.
قال: "كنت على استعداد للقتل عندما كنت صغيرًا"، مضيفًا أنه في نهاية
المطاف غادر للدراسة في الولايات المتحدة، وتخرج في جامعة سان دييغو، حيث
بدأ بتغيير آرائه حول إسرائيل بعد رؤية فيلم وثائقي عن محرقة اليهود،
بعنوان "الليل والضباب". أما التغيير الجوهري في شخصيته وآرائه السياسية
فحصل أثناء زيارته الأراضي المقدسة، التي يقول الدويري إنها ألغت من رأسه
كل الأفكار المسبقة.
يشعر زياد بخيبة أمل وبالدهشة من ردات الفعل على فيلم "الصدمة"، ويقول
إن أكثر ما يشعره بالإحباط هو أن رواد السينما العربية لن يتمكنوا من
مشاهدة فيلمه إلا عبر الأقراص المدمجة المقرصنة، "فهؤلاء هم الناس الذين
يفهمون أن لكل قصة روايتين مختلفتين".
إيلاف في
27/06/2013
شريف البنداري:
لا يقلقني العمل مع محمود عبدالعزيز
وعلاقتي بـ أوضتين وصالة بدأت منذ5 سنوات
مني شديد
يستكمل المخرج شريف البنداري رحلة الاعداد لفيلمه الروائي الطويل
الأول اوضتين وصالة حاليا في ايطاليا, حيث سافر إلي مدينة تورينو مساء
بعد اختيار الفيلم ضمن مشاريع مهرجان تورينو فيلم لاف, وكان للأهرام
المسائي هذا الحوار معه قبل سفره بساعات قليلة عن الفيلم:
·
ما هي الجائزة التي يمنحها هذا
المهرجان؟
** يمنح مهرجان تورينو جائزة دعم لمشاريع الافلام تقدر بـ10 آلاف
يورو.
·
وما جوائز الدعم الأخري التي حصل
عليها الفيلم؟
** حصل علي تمويل من معهد الدوحة للأفلام وجائزة ملتقي القاهرة
السينمائي في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة الدولي, وشارك في نوفمبر من
العام الماضي في ورشة الراوي لتطوير السيناريوهات السينمائية التي تنظمها
الهيئة الملكية الأردنية بالتعاون مع معهد صان دانس للأفلام, وستنتجه
حاليا شركة السيناريست محمد حفظي.
·
متي بدأت العمل علي فكرة الفيلم؟
ومن صاحب فكرة تحويل رواية إبراهيم اصلان لفيلم سينمائي؟
** بدأت العمل منذ ما يقرب من سنة وثلاثة أشهر, لكن علاقتي
بالرواية بدأت منذ5 سنوات, فقد قدمتها من قبل في فيلم روائي قصير وكان
مشروع تخرجي من المعهد العالي للسينما, وبعد فيلمي بثلاث سنوات عرفت من
محمد صلاح العزب انه حولها لسيناريو فيلم طويل, وأعجبني بعد أن قرأته
فقررت تقديمه.
·
وهل ستبدأ تصويره قريبا؟
** لم أحدد موعدا لبداية تصويره بعد, سأبدأ التحضيرات النهائية
فور عودتي من ايطاليا, السيناريو مر بالكثير من مراحل التطوير, ولكن
حتي الآن لم نستقر علي نسخته النهائية.
·
الا تري أن الاستعداد للفيلم
استغرق وقتا طويلا؟
** اعرف, وبالتأكيد كنت أتمني ان تكون الأمور اسرع من ذلك, او
ان اقدم فيلما كل شهر, ولكن هذا لا يحدث فالفيلم يحتاج لكثير من
الاستعدادات ودعم وتمويل من جهات مختلفة.
·
وهل هذه الطريقة في الانتاج تجعل
منه فيلما مستقلا؟
لا أعتبره فيلما مستقلا ولا أري أن له قالبا محددا, ولا يعنيني أن
يصنف هذا التصنيف أو أن يصنف ضمن التيار السائد أو كفيلم تجاري أو غيره,
كل ما يهمني هو أن أقدم فيلما علي مزاجي, ويشاهده الجمهور, لأن هذا هو
الهدف الأساسي من صناعة الأفلام.
·
هل العمل مع الفنان محمود عبد
العزيز مقلق بالنسبة لك؟ ومن سيشاركه بطولة الفيلم؟
** ويقلقني ليه, العمل شيء رائع, ولم نعلن عن باقي أبطال الفيلم
الآن, سننتظر توقيع العقود أو لا قبل الإعلان عنهم.
·
هل تعتقد أن التجارب السينمائية
الجديدة ستحقق الانتشار في الفترة المقبلة وتجتذب الجمهور؟
** لا أعرف, ولكن وجودها مهم جدا, لتحقيق التعددية من حق الناس
أن يتوافر أمامهم100 نوع مختلف ليختاروا ما يريدون سواء كان هذا في
السينما أو المزيكا أو الثقافة بشكل عام لأن هذه الاختيارات تشكل تفكير
الإنسان وثقافته, وعندما نظل لفترة طويلة نشاهد في العام الواحد من30
إلي40 تنتمي لنوع واحد فقط من السينما ونستمع لنوع واحد من المزيكا فهو
أمر غير صحي بالمرة, وكأننا نطعم طفلا نوعا واحدا من الطعام إلي أن يصاب
بفقر الدم لأنه لم يحصل علي فوائد باقي الأطعمة, كما يصبنا تجاهل الأنواع
الأخري من السينما وغيرها بفقر الثقافة وعدم التعددية, وبالتالي لا يتشكل
ذوق الناس بطريقة صحية وتنعكس نتائج ذلك بشكل سلبي علي المجتمع فنجد أنفسنا
أمام كارثة مثل التي وقعت في أبو النمرس لأننا لم نتعلم ثقافة الاختلاف
وقبول الآخر, واعتدنا علي المنع واستهلاك نوع واحد من الثقافة.
الأهرام المسائي في
27/06/2013
الأفلام الأجنبية تنافس المصرية في نهاية موسم الصيف
أميرة العادلي
شهد موسم الصيف الحالي منافسة ساخنة بين الأفلام المصرية والتي لم
يتجاوز عددها ال15 فيلما, والأفلام الأجنبية التي احتلت عددا كبيرا من
قاعات العرض, وتنوعت بين الأفلام الكوميدية, والأكشن, والأجتماعية,
والتاريخية.
ورغم قرب انتهاء الموسم الصيفي إلا أن هناك عددا من الأفلام الأجنبية
تدخل المنافسة اليوم, والأسبوع القادم ومن أبرزها الجزء الثاني لفيلم
الوحشان الأصليان بتقنية ثلاثي الابعاد, وكان الجزء الأول قد حقق نجاحا
كبيرا وحاز علي الاوسكار في عام2001.
ويتناول الجزء الثاني الوحش البطل الأساسي منذ ان كان في الجامعة
ويحلم ان يكون مخيفا, ويعتقد أن الأفضل حتي يلتقي ب سوليفان الذي يساعده
شكله علي أن يكون مخيفا أكثر منه, وتشتعل المنافسة بينهم ويتم طردهم من
جامعة نخبة المرعبين, أصوات الفيلم بيلي كريستال,جون جودمان,ستيف
بوسكيمي,هيلينميرين,ألفريد مولينا,ديف فولي,شين بي هايز,تشارلي
داي,أوبري بلازا,تايلر لابين,جون كرازينسكيوبوني هانت.
والفيلم الثاني فهو أرجو لبن أفليك الذي حصل أوسكار هذا العام كأفضل
فيلم, وجائزة أفضل إخراج في الجولد غلوب, ويشهد هذا الفيلم عودة بن
أفليك للوقوف امام الكاميرا بعد غياب عامين قدم فيهم أفلام وهو علي كرسي
المخرج.
يتناول الفيلم عالم المقامرة من خلال ريتشي جاستين تيمبرليك الذي
يسافر إلي كوستاريكا لمواجهة أسطورة المقامرة علي الانترنت إيفان بلوك بن
أفليك, الفيلم إخراج براد فورمان, وبطولة جيما أرتيرتون, وانتوني
ماكي.
ويقول د. عبدالستار فتحي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية: إن
قوانين الرقابة تمنع عرض الأفلام الأجنبية في المواسم مع الأفلا م
المصرية, ولكن في حالة الضعف التي تشهدها السينما, وقلة عدد الأفلام
المصرية فلا نستطيع ترك القاعات فارغة, فيتم عرض الأفلام الأجنبية حتي لا
نتسبب في خسائر فادحة لأصحاب دور العرض السينمائي, كما ان عرضها لا يؤثر
علي الأفلام المصرية.
الأهرام المسائي في
27/06/2013
صلاح قابيل..
النجم الهادئ فى ذكرى ميلاده الـ 82
اعداد : اية رفعت
لمع نجم الفنان الراحل صلاح قابيل منذ دخوله للفن فى أول أعماله
السينمائية بفيلم «بين القصرين» حيث لفت انتباه الكل بموهبته ووسامته
الهادئة.. ولد قابيل فى الـ 27 من يونيو عام 1931 فى محافظة الدقهلية ودفعه
حبه للتمثيل للتنازل عن كلية الحقوق بعدما وصل لعامه الثانى بها ليتوجه
بعدها لمعهد الفنون المسرحية والذى قدم من خلاله أهم المسرحيات منها «شىء
فى صدرى» و«اللص والكلاب».
عرف قابيل بين بالنجم الهادئ والذى لا يتحدث كثيرا إلا امام الكاميرا
وقد تعود الجمهور على تمييزه حيث إنه عندما يظهر يترك بصمة كبيرة فى العمل
مهما كان حجم الدور الذى يقوم به وتميز بصوته ووسامته التى كانت يبرزها
«الخُصلة» البيضاء فى شعره والتى تركها مع أوائل الثمانينيات من القرن
الماضى.
قدم خلال مشواره الفنى أكثر من 125 عملا فنيا ما بين الدراما والسينما
والمسرح ووافته المنية إثر أزمة قلبية بعد تقديمه الجزء الرابع من مسلسل «ليالى
الحلمية» وتوفى فى 3 ديسمبر عام 1992.
منال سلامة: أنقذنى من ورطة فى بداية مشوارى
على الرغم من أن الفنانة منال سلامة لم تلتق بالراحل صلاح قابيل سوى
مرة واحدة من خلال مسلسل «ليالى الحلمية» إلا أنها لمست من خلال مشاهدها
القليلة أمامه مدى نبل شخصيته والتزامه فى حياته الفنية والشخصية، حيث
قالت: «لقد قدمت معه الجزء الرابع من مسلسل ليالى الحلمية وللأسف لم يمهلنى
القدر أن أعمل معه ثانية، حيث إنه توفى بعد انتهاء تصوير هذا الجزء بفترة
قصيرة، ولكنى لمست منذ وقوفى أمامه للمرة الأولى نبل أخلاقه ونجوميته، فلقد
كنت طالبة فى معهد التمثيل وقتها وعلى الرغم من ذلك لم أهب الوقوف أمامه
مطلقا لأنه يتمتع باحترافية النجم المتحقق من نجاحه والذى يحتوى الفنان
الصغير أمامه فيزيد من طمأنينيته ولا يهابه».
كما أنه كان أباً حنوناً فى الحقيقة لكل المشاركين بالعمل مثلما أكدت
سلامة، وأضافت قائلة: «لقد كنت أقدم دور ابنته فى المسلسل وفوجئت فى إحدى
المرات باهتمامه الأبوى الحقيقى بى، حيث كنت أصور آخر مشاهدى بالمسلسل وقد
اتفقت مع مسلسلين أخريين بالتصوير فى اليوم التالى وفقا لاتفاقى مع المخرج
إسماعيل عبدالحافظ ولكنه أصيب بارهاق شديد فى هذا اليوم ولم يستطع استكمال
المشاهد كلها مما وضعنى فى ورطة مع الأعمال الأخرى التى ارتبط بها اليوم
التالى.. واتصلت بهم أقدم اعتذارى لأذهب لليوم التالى لبلاتوه تصوير آخر
مشاهدى معه، لأفاجئ بعدها أنه قام بالاتصال بمخرجى الأعمال الأخرى دون علمى
ليعتذر لهم بالنيابة عنى حتى لا يؤذونى ويعاقبونى كممثلة صغيرة وقتها،
ولكنه هو كنجم وأب أحس بالمسئولية ووضح لهم أن تعبه كان سببا فى تأخيرى
عنهم، ومنذ ذلك الوقت تعلمت ألا أتفق مع مواعيد فى أيام متتالية وأضع لنفسى
وقتاً احتياطيا تحسبا لأى مشاكل».
حسن يوسف: كان ممثلا محترفا.. ورفيقى منذ أيام المعهد
جمعت زمالة معهد المسرح بين الفنان حسن يوسف والراحل صلاح قابيل حيث
كانا زملاء فى الدراسة وقدما بعدها عدة أعمال مميزة معا على رأسها مسلسل
«ليالى الحلمية» و«زينب والعرش» وفيلم «عصفور له أنياب» الذى أخرجه وانتجه
حسن يوسف بنفسه.
وعن تعاونه معه قال يوسف: «هذا الرجل رحمه الله كان يتمتع بخلق عظيم
وهدوء ومحبة لكل الناس كما أنه لم يكن يكره أحدا أو يغتابه وعلى الرغم من
أنى لم أكن من أصدقائه المقربين إلا أنى كانت تجمعنى به علاقة زمالة حميمة
وصلت لدرجة الوفاق والود بيننا، فهو كان على المستوى الشخصى إنسان خلوق
ومهذب ويتعامل مع الكل فى حدود العمل فقط لأنه كان ملتزما بعمله فقط ولا
ينشغل بإقامة صداقات أخرى داخل المجال».
وأضاف قائلا: «أكثر ما كان يميز قابيل كان حبه للفن وحرفيته فهو قادر
على تقديم كل الأدوار كما أنه يعلم أنه يعتبر أداة فى يد المخرج يشكلها
كيفما يشاء.. وقد لمست ذلك فى تجربتى كمخرج عندما اخترته ليكون البطل
الثانى وكان متفاهما ومتعاونا وتوطدت علاقتنا معا، وأسأل الله أن يرحمه
ويغفر له واسأل جمهوره أن يقرأوا الفاتحة كلما تذكرونه لأنه كان إنسانا
طيبا ومميزا.
عفاف شعيب: كان يحب التمثيل أمامى لأنى قليلة الأخطاء
أكدت الفنانة عفاف شعيب أن معرفتها الوطيدة بالراحل صلاح قابيل جاءت
من خلال تعاونهما معا فى العديد من الأعمال التليفزيونية والإذاعية وقالت:
«لقد تعاونت معه فى 4 أعمال تليفزيونية منها مسلسلا «أفواه وأرانب» و«اليوم
المشهود» وعلى الرغم من تعاونهما معا كثيرا إلا أنه كان كاتما لاسراره
الشخصية وقليل الكلام ومن لا يعرف قابيل يعتقد فى البداية أن هدوءه وصمته
نوع من الغرور ولكن على العكس فهو انسان بسيط يتحدث بأقل القليل عند اللزوم
وقد فوجئت به ذات يوم يسألنى عن نوع العطر الذى أضعه لأنه معجب به ويريد أن
يشترى واحداً منه لزوجته من شدة حبه لها.. وقمت أنا باهدائه زجاجة للعطر
الذى طلبه خصيصا لزوجته مما جعله يشعر بالفرحة الشديدة فقد كان مرتبطا بها
جدا ويحب أسرته ويتحدث دوما عن أولاده ومواقفه معهم حيث إنه كان أبا حنونا
ويريد أن يأتى بالدنيا لهم.
وقالت شعيب إنه على الرغم من كونه قليل الكلام إلا أنه كان «غول
كاميرا» ووقتما تدور الكاميرا تجده يتحول لشخص آخر ولا يمكنه أن يخطأ أبدا،
وأضافت ضاحكة ذات يوم كنا نقوم بتصوير مشهد صعب بمسلسل «اليوم المشهود»
وقال لى أحب أن أعمل معك لأنك لا تقعى فى أخطاء أمام الكاميرا مثلى تماما
وقلت له ضاحكة إنه سيحسدنى على عملى وبالفعل وقتها بدأت الكاميرا تدور
فوجئت بوقوعنا نحن الاثنين فى الخطأ مما أدخلنا فى حالة من الضحك الهستيرى
أوقفت التصوير لدقائق.
أهم أعماله
■
بين القصرين، 19623.
■
الرجل المجهول، 1965.
■
نحن لا نرزع الشوك، 1970.
■
أغنية على ممر، 1972.
■
مسلسل أفواه وأرانب، 1978.
■
مسلسل زينب والعرش، 1979.
■
مسلسل دموع فى عيون وقحة، 1980.
■
ليلة القبض على فاطمة، 1984.
■
المدبح، 1985.
■
الهلفوت، 1984.
■
مسلسل بكيزة وزغلول، 1986.
روز اليوسف اليومية في
27/06/2013
قصة حقيقية من إخراج ريان كوجلر وإنتاج فورست ويتكر
«محطة
فروتفيل» فيلم يعري عنصرية الشرطة الأميركية!
عبدالستار ناجي
كان على المخرج الشاب ريان كوجلر ان ينتظر الفرصة الذهبية كي يتمكن من
انتاج فيلمه الروائي الأول «محطة فروتفيل» بعد مجموعة من الافلام القصيرة،
وقد حصل على غايته من خلال مجموعة من الوثائق عن حادث اغتيال الشاب
الاميركي الاسمر «ذي الاصول الافريقية» اوسكار غرانت على يد عناصر من
الشرطة الاميركية في منطقة خليج سان فرانسيسكو.
لقد حمل ريان كوجلر السيناريو بين يديه وراح ينتظر الفرصة ليلتقي بها
مع النجم فورست ويتكر لاقناعه بالمساهمة في انتاج الفيلم، وبعد جلسة دامت
اكثر من اربع ساعات، جاءت الموافقة على انتاج الفيلم وبالكامل من خلال شركة
«فورست ويتكر سجنفكن برودكشن».
حكاية بسيطة يمكن ان تحدث في اي مكان، ولكن تداعياتها وردود الافعال
التي اعقبتها ساهمت في تحويل ذلك الحادث الى الم شديد في الامة الاميركية
بشكل عام.
حكاية الشاب الاميركي الاسمر اوسكار غرانت والتفاصيل الدقيقة لليوم
الذي سبق الحادث حيث نراه مع ابنته وزوجته وعدد من افراد اسرته وايضا
اصدقائه، وذلك قبيل ليلة رأس السنة الميلادية عام 2008، حيث يقرر ان يمضي
اوسكار تلك الليلة مع زوجته خارج المنزل ويقوم بوداع ابنته، حيث يستقلان
المترو للوصول الى المكان المنشود، وفي محطة «فروتفيل» تتعرف احدى الفتيات
على اوسكار وهي صديقها في المدرسة وتناديه باسمه وسط زحام المترو ليلة رأس
السنة الميلادية، حيث ينتبه احدهم وهو على خلاف مع اوسكار وتنشب معركة داخل
المترو، ما يضطر الشرطة الى التدخل وحجز اوسكار مع عدد من الشباب السود
الذين تعاطفوا معه وشاركوا في المعركة.
وعند الحجز تنطلق رصاصة واحدة يكون ضحيتها اوسكار، في حادث تحول الى
حديث الرأي العام الاميركي، خصوصا ان الجميع في تلك المحطة يكاد يكون قد
صور ذلك الحادث بواسطة الهواتف المحمولة، بمن فيهم الفتاة التي تعرفت على
اوسكار وايضا اوسكار صور بعض المشاهد قبيل اغتياله.
فيلم يمتلك لغة عالية من التمهيد للحدث، وقد شاهدت الفيلم في مهرجان
كان السينمائي الدولي، بعد ان حصل بايام قليلة على جائزة مهرجان ساندانص
كأفضل عمل.
فيلم يحبس الانفاس ببساطته وحرفيته العالية في الكتاب والاداء الرائع
لعناصر الفيلم، وكأننا نشاهد فيلما وثائقيا وليس عملا روائيا، وهنا تبدو
تأثرات اشتغال ريان كوجلر السابقة في الافلام الوثائقية القصيرة.
فيلم عن قصة اطلاق نار لا مبرر له يودي بحياة شاب اسود امام اعين
الجميع.
وتنطلق اهمية الفيلم من عدة اعتبارات اولاها ان المخرج كوجلر يبلغ
عمره 26 عاما وهو في عمر الشاب الضحية، وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده
كوجلر في كان قال: هذا الحادث يمكن ان يحدث مع اي شخص لربما معي!.
فيلم يرصد حالة الاستياء والغضب والاحتجاج ضد وحشية الشرطة في اولاند.
وقد ترددت جهات عدة عن انتاج الفيلم لولا موافقة فورست ويتكر وايضا
النجمة السمراء اوكتافيا سنبسر التي ترشحت لاوسكار افضل ممثلة وجسدت هنا في
الفيلم دور ام اوسكار.
الفيلم مثير للجدل، وسيشكل نقطة انطلاق حقيقية للمخرج كوجلر، وايضا
للنجم الاسمر مايكل بي جوردن الذي عرف عالميا عبر العديد من المسلسلات
التلفزيونية الناجحة.
شخصية بسيطة تبحث عن الاستقرار، والعودة الى الوظيفة السابقة في سوبر
ماركات بالاضافة الى التفاصيل اليومية لذلك اليوم الذي سبق اغتياله ليلة
رأس السنة الميلادية لعام 2009 عبر كتابة ذكية للسيناريو وللتفاصيل
الانسانية التي تمر بنا على مدى اكثر من ساعة من الزمان، ساعة من التحليل
الدقيق لجميع العناصر، الفقر والحاجة والالم والبطالة وعالم الجريمة وأوضاع
السود، وغياب فرص العمل ومع بداية النصف ساعة الاخير يتفجر كل شيء وكأن
ريان كوجلر كان يحضرنا الى ما هو اكبر حيث نتورط في متاهة العنف الارعن
لرجال الشرطة والعنصرية المقيتة والعنف غير المبرر.
في الفيلم عدد بارز من النجوم منهم مايكل بي جوردن اوسكار وايضا
الممثل الكندي كيفين دوراند بدور الضابط كارسو وايضا هناك اوكتافيا سنبسر
بدور الام وشادميشل موراي بدور الشرطي انجرام وايضا اهنا اورلي بدور كيتي
الزوجة وعدد اخر من الاسماء.
فيلم كبير عن حدث كبير هز المجتمع الاميركي جراء عنصرية بعض عناصر
الشرطة الأميركية.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
27/06/2013
فيلم " آبري مي " لاوليفييه اساياس..ذكريات غاز مسيل للدموع
ترجمة: عباس المفرجي
يصوغ اساياس فترة شبابه
في قالب درامي جميل عن آثار
عام 68 19– لكن السياسة تفسح
الطريق بسهولة كبيرة للنوستالجيا
تواصل أحداث أيار 1968 الحياة في السينما الفرنسية والاوربية على نحو
مثابر – نوقشت بشكل مكثّف وعُزَّت وجِعل منها أسطورة. نشقة من غاز مسيل
للدموع هي ضوع عطِر. ثم ألم تكن السينما نفسها، ومحاولة الاستيلاء على
السينماتيك فرانسيز بزعامة هنري لانغلوا، هي التي اسهمت في إطلاق شرارة
الثورة في باريس؟ فيلم " عشّاق منظمون " لفيليب غاريل ( 2005 )، يصوّر
شاعرا شابا، يؤدي دوره ابن المخرج لوي، لاجئا الى المتاريس في أيار 68. لوي
غاريل يؤدي دورا مشابها في دراما النشوة الثماني- ستينية لبرناردو
برتولوتشي، " الحالمون " ( 2003 ). قبل ذلك، فيلم " ميلو في أيار " ( 1990
)، بطولة ميشيل بيكولي في دور ميلو القادم من الأقاليم، والذي تكون ملكية
أسرته في أيار 1968 على شفا التمزق بواسطة التاريخ نفسه.
فيلم اوليفييه اساياس " آبري مي " أو " بعد أيار "، يسير على هذا
المنوال. أطلق للعرض هنا تحت عنوان " في الأمر شيء "، وحقا ثمة شيء: كتلة
إسمنتية موجهة الى جمجمة حارس أمني. بالأكثر في لحظة واحدة. تدور الأحداث
في عام 1971، عندما كانت الروح الثورية لاتزال حاضرة، لكنها بدأت تتلون
بالتراخي، بالغضب، بالعنف وبإحساس مضايق من السعي وراء لقمة العيش والبحث
عن وظيفة. هذا هو فيلم جميل المظهر بحسّ مؤكَد بالزمان والمكان؛ هو من
الواضح شخصي، وفي الواقع، عمل سيري- ذاتي حول شباب اساياس نفسه. لكن برغم
موهبته الطبيعية، راودني شعور بعدم الرضا من الاستغراق الهائل في الذات
والرضا الذاتي، والطريقة التي كانت بها النظرة والمغزى التاريخيان متاحان
للتبدد في نوستالجيا شجية. إحساسه بالسياسة الثورية يختلف الى حد كبير عن
الدراما القاسية، الرهيبة للملحة السينمائية لاساياس، " كارلوس "، حول
الارهاب العالمي.
كليمانت ميتاييه هو جيل، فتى مسيّس، تلميذ في المدرسة الثانوية ويطمح
الى أن يصبح فنانا، يشارك بشكل غاضب في الروح الراديكالية للعصر: عاشق لورا
( كارول كومب )، لكن علاقتهما منحّلة، لأنها تعيش في انكلترا، وجيل ينجذب
باطراد الى كريستين الجميلة ( لولا كريتون ). بسبب تنامي الوعي، يقوم جيل
ورفاقه بطبع نشرات دعائية سياسية على آلات ناسخة، ويتسللون الى المدرسة في
الليل لتغطية جدرانها بكتابات ثورية. لكن ذلك لم يجر ببساطة: كتلة إسمنتية
رُميت من فوق درابزين ممشى تصيب حارسا أمنيا واقفا تحت، فيقع مغشيا عليه،
وهذا الفعل
الخطير من العنف – اللحظة الواحدة، التي تكون فيها فكرة العنف
بكاملها مجسّدة – يعني ان على جيل مغادرة المدينة. يتجه جنوبا نحو ايطاليا
ويجد أنه كلما توغّل في الجنوب أكثر، كلما أمست الروح الثورية أكثر وهنا
وأكثر متعية، مختلفة جدا عمّا كانت عليه في مناقشات الغرف المتخمة بدخان
السكائر في باريس.
شيء كثير يحدث لجيل ومعاصريه أثناء الفيلم: أفلام تجريبية عن ثورة
العمال في جنوب شرق آسيا وامريكا الجنوبية تُعرَض وتناقش على نحو مهتاج،
كثير من الشبان الوسيمين يمارسون الجنس، وهناك المأساة. ذلك الحارس الأمني
لا يظهر كثيرا في الفيلم – سوى لقاء بالصدفة محفوف بالخطر قرب النهاية –
وليس من السهل القول إن كان ذهن واحد منهم تغيّر حول ما حدث لهذا الرجل
المسكين. ولم يُظهِر جيل بشكل خاص أي بادرة ندم، أو شعورا بالذنب، لا بل هو
أكثر جرأة حول موضوع ضرورة العنف: حين يُثار الموضوع، يكون موقف جيل واحد
من مواقف الإشفاق على الذات المتوتر.
برغم كل هذا، قام اساياس بعمل رائع بغمرك في عالم منسي. في بداية
الفيلم، يقلّب جيل في مجموعته الواسعة من الاسطوانات فيضع أغنية سيد باريت
" ضحكات طائشة " على القرص الدوّار. اختيار جيد. ومن ثم يحين الوقت للقاء
رومانسي مع فتاة، تقول له فيما بعد: (( زوج أمي يقوم بأعمال الإضاءة في
عروض السوفت ماشين [ فرقة بوب موسيقية ] )). مدهش. من الواضح أن جيل
وأصدقائه لهم اتصالات واسعة، فحين توجب عليه السفر عبْر اوربا، يصبح واضحا
انها ليست مجرد شبكة من الخلايا الثورية، تقدّم له الطعام والمبيت – أسرته
هي حقا ميسورة الحال. رغم أن مسألة المال لم يشر لها أبدا، فمن الواضح أن
هذا النوع من السفر هو ليس للبروليتاريا.
مثل اساياس نفسه [ اساياس هو ابن المخرج جاك ريمي ]، ينتهي جيل الى
الحصول على وظيفة مع أبيه، المخرج التلفزيوني – يتبادلان نقاشا مسلّيا حول
روايات ميغريه لجورج سيمنون المقتبسة للشاشة الصغيرة . ومن ثم – أوه، أين
الكرامة – يجد جيل نفسه عاملا في فيلم عن الديناصور غوفي في ستوديوهات
باينوود في بريطانيا اللاسينماتيكية. ماذا كان فرانسوا تريفو سيقول عن هذا؟
على نحو لا يلين، يتحول الهوى الثوري الى رومانس صيفي. لكن ما الذي تم
خيانته في هذا، وأي مبادئ بقيت حية؟ تضيع الأفكار في الاحتدام النوستالجي،
الرثائي، لكن ذلك الاحتدام مغذّى بخبرة.
عن: الغارديان
المدى العراقية في
27/06/2013 |