للمرة الثالثة أو الرابعة أشاهد فيلم "الثور الهائج" The Raging Bull
وهو الفيلم البديع الذي أخرجه مارتن سكورسيزي عام 1980 وأعتبر
أفضل أفلام عقد الثمانينيات.
المشاهدة الجديدة للفيلم أتاحت الفرصة للتوقف، ليس فقط أمام براعة
الإخراج، بل واساسا، أمام عبقرية التمثيل. براعة الإخراج تبدت في ذلك
الاختيار الملائم للأماكن والتصوير داخل ديكورات طبيعية، حجرات ضيقة تصعب
إضاءتها.. استخدام الإضاءة لخلق تكوينات بصرية تساهم في التعبير عن مشاعر
الشخصية الرئيسية واضطرابها بما تضفيه من ظلال وكتل قاتمة، ذلك الأسلوب
الواقعي الصارم الذي يتوخى الدقة في خلق وتجسيد جميع التفاصيل الصغيرة، من
الديكورات والإكسسوارات إلى الملابس وتصفيفات الشعر وطرز السيارات، وأجواء
العلب الليلية، وطريقة الناس في الحديث، وإيقاع الفيلم الذي يتماهى فيه
إيقاع الحركة مع أيقاع الكلام.. إلى ذلك التصوير الدقيق الصارم لمباريات
الملاكمة التي لا تعبر فقط عن تلك اللعبة الرياضية العنيفة بل تعكس أساسا،
مشاعر ذلك الرجل المأزوم نفسيا، المضطرب عاطفيا، الذي يعاني من حالة خاصة
جدا من حالات البارانويا، من التشكك والشك، من إنعدام الثقة، والرغبة في
تدمير النفس، من الغرق في مستنقع العنف والشك وتعنيف الذات والسير في طريق
لا يراجع خلاله المرء نفسه أبدا، إلى حين يأتي السقوط.. ذلك السقوط
المشهود، عندئذ يستفيق ويدرك في أي منقلب يجد نفسه، رافضا فكرة أنه "حيوان"
كما يصفه الآخرون الآن!
الدور الذي يقوم به روبرت دي نيرو هو دور الملاكم الأمريكي (من أصل
إيطالي) "جاك لاموتا" الذي تربع لسنوات على عرش بطولة العالم في الملاكمة
من الوزن المتوسط.
لم تساهم إعادة المشاهدة فقط في إعادة إكتشاف تلك التفاصيل الدقيقة
التي يتكون منها نسيج هذه الكلاسيكية السينمائية البديعة، بل أتاحت الفرصة
مجددا، لتأمل ذلك الأداء العبقري المذهل للممثل روبرت دي نيرو في الدور
الرئيسي، والبحث عما وراءه، وعن سر تفوقه وبلوغه تلك القامة الفنية السامقة.
دي نيرو بشكل عام، ليس من ذلك النوع من الممثلين الذين "يؤدون"
الأدوار، بل إنه يعيش الدور، ويعيش في الدور. إنه ينتمي إلى تلك الشريحة من
الممثلين العظام في تاريخ السينما مثل مارلون براندو وداني داي لويس وجاك
نيكلسون وغيرهم ممن إبتكروا طريقتهم الخاصة في الأداء. صحيح أن دي نيرو درس
التمثيل على أيدي أساتذة "ستديو الممثل"، تلك المدرسة التي أسسها لي
ستراسبرج في نيويورك وتخرجت منها أجيال من الممثلين المرموقين في السينما
الأمريكية، لكن حتى إيليا كازان (الذي تعاون معه دي نيرو في فيلم "التايكون
الأخير"
The Last Taycoon
عام 1976 وكان مشاركا في التدريس في "ستديو الممثل") - قال عنه ذات مرة إنه
تفوق على جميع من تتلمذوا على يديه من الممثلين ومنهم جيمس دين وبراندو،
وإنه نحت طريقته الخاصة في الأداء التي تتجاوز "المنهج" أو "الطريقة".
التقمص والمنهج
لم يكتف دي نيرو بـ"التقمص" المعروف الذي تشتهر به مدرسة "المنهج" أو
"التمثيل حسب المنهج" method acting
وهو ما كان ستاسلافسكي الروسي مؤسس تلك الطريقة، يصفه بـ"النظام" system.
ويستبعد النظام فكرة المحاكاة الخارجية للشخصية التي يؤديها الممثل، رغم
أهميتها للمتفرج، مفضلا التركيز على علاقة الممثل بالملامح الخارجية
للشخصية من الناحية النفسية: كيف يمكن أن يشعر الممثل وقد انتفخت أنفه بقطع
من القطن حشرها داخل أنفه لكي يبدو مشابها للملاكم.. كيف تتحول تجربة
التمثيل إلى تجربة يعيشها الممثل بمشاعره، يستدعي خلالها من ذاكرته ومن
تجاربه الخاصة في الحياة، من المواقف التي قد تلهمه رؤية أو زاوية ما
للتعامل مع الموقف الذي تؤديه الشخصية التي يقوم بها أمام الكاميرا أو
بالأحرى، يعيش في داخلها طيلة فترة تصويرالفيلم بل وبعيدا ايضا عن التصوير،
أي خلال فترات الراحة وحينما يذهب إلى منزله بعد إنقضاء يوم التصوير مثلا.
الممثل من طراز دي نيرو، يذهب إلى المنزل لكي يستمع إلى الأغاني التي كان
يحب البطل ان يستمع إليها، يتحرك في المنزل، من غرفة الطعام إلى المطبخ
بنفس طريقة الشخصية في الحركة، يطهي الطعام الذي كانت الشخصية تفضل تناوله.
ولكن إذا كان من الصحيح أن العيش في الشخصية جزء أساسي من "المنهج"
إلا أنه ليس كل شيء.. بل أساسا، البحث عن كل ما يمكن أن يخدم الشخصية ويعمق
من فهم الممثل لها، مهما كانت أهميته ضئيلة أو يبدو بعيدا عن المؤثرات
المباشرة التي تصنع تلك السيكولوجية الخاصة للشخصية المؤداة.
ما الذي فعله روبرت دي نيرو لكي يأتي أداؤه على كل هذا النحو من
الإجادة والتفوق في دور الملاكم جاك لاموتا.. في صعوده المليء بالألم والشك
والهوس والهواجس والعنف، وكأنه ينتقم من ماضيه بل ومن العالم الذي كان
قاسيا عليه، وكيف تمكن من تجسيد تلك النظرة التي تعكس إحساسا ما
بـ"الدونية" أو بكونه أقل من الآخرين، مما يجعله دائما في حالة صراع مع
النفس، مما ينعكس بقوة في علاقته بالآخرين، مع أقرب الناس إليه: شقيقه وهو
في الوقت نفسه مدربه، وزوجته وأم أولاده الثلاثة؟
لقد قرأ دي نيرو أولا كتاب لاموتا الذي يحوي سيرته الذاتية، وتوقف
أمام الكثير من المواقف وحددها بقلمه، كما التقط الكثير جدا من العبارات
التي تصلح لأن تتحول في السيناريو إلى عبارات للحوار. صحيح ان إسم دي نيرو
لا يظهر على عناوين الفيلم كمشارك في كتابة السيناريو مع بول شرايدر وماردك
مارتن، إلا أنه في الواقع قام بتغيير وتعديل الكثير من المشاهد وأضاف
الكثير من الحوارات وحذف البعض الآخر، بما يتفق مع ما عثر عليه من خلال
بحثه المضني في الشخصية وحول الشخصية. ودي نيرو بذلك "ممثل- مؤلف" أيضا،
تماما كما نقول "مخرج- مؤلف"، ليس بمعنى أنه يؤلف الفيلم بل بمعنى أنه يضفي
رؤيته الخاصة وهضمه الشخصي نتيجة ما يقوم به من اكتشافات، للشخصية التي
يقوم بها. إنه يساهم في بناء تلك الشخصية، يعيدها إلى الحياة ويجعلها قريبة
من الحقيقة ولكن من خلال ما يستخرجه الممثل من ذاته، من تجاربه الخاصة في
الحياة، وبالتالي ما ينتج عن ذلك الاستدعاء من مشاعر، انفعالات تنتقل بين
الضيق والرقة والقسوة والغضب والإحباط والهزيمة.
البحث في الشخصية
يتصور الكثيرون أن أهم ما فعله دي نيرو وهو يقوم بالدور في "الثور
الهائج" أنه طلب إيقاف التصوير لمدة أربعة أشهر، لكي يذهب إلى إيطاليا حيث
أخذ يأكل ويشرب طبقا لنظام معين إلى أن زاد وزنه حوالي 25 كيلوجراما، وأصبح
بالتالي قادرا على القيام بدور لاموتا بعد أن تقدم في العمر وأصبح بدينا
وخرج تماما من عالم الملاكمة بل وأصبح أقرب إلى ذلك "الجار الطيب" بعد ان
كان لسنوات نموذجا لـ"الولد الشرير"!
لاشك أن زيادة الوزن أساسية في فهم شخصية لاموتا والتعبير عنها خاصة
أنها كانت تمثل له مشكلة خاصة تؤرقه دائما. فقد كان حريصا طيلة الوقت على
أن يعود إلى الوزن المطلوب.. وكان شقيقه جوي" (يقوم بالدور ببراعة مثيرة
للإعجاب
الممثل المعتزل جو بيشي
Joe Pesci)
دائما ما يذكره بضرورة مراعاة عدم زيادة وزنه،
وينهره عندما يراه يتغلب على توتره بتناول الطعام حتى من دون أن يدري، بل
وكان في أحيان كثيرة، على العكس، خصوصا قبيل المباريات، يرفض تماما تناول
الطعام، وكان جوي أيضا يلح عليه بضرورة أن يأكل شيئا قبل أن يذهب لمنازلة
خصمه. ولكنه كان مهجوسا بفكرة أن يصبح غير ملائم للوزن المتوسط. وكان جنونه
الشخصي يصور له أنه يستطيع ان يهزم بطل العالم في الوزن الثقيل. كان جسم
لاموتا قابلا لزيادة الوزن، وهو ما حدث حقا بعد أن فقد اللقب وبدأ رحلة
الإنحدار السريعة إلى أن إنتهى في السجن بتهمة الإغتصاب، وخرج لكي يفقد
زوجته بعد ان فقد إلى الأبد، شقيقه.
لقد ذهب دي نيرو يبحث فيما وراء لاموتا.. وقد التقى بزوجته السابقة
"فيكي" (تقوم بدورها كاثرين موريارتي في أول أدوارها في السينما).. وتبادل
معها عشرات الرسائل، واستمع إليها لساعات طويلة، بل وقضى إسبوعا ضيفا عليها
في منزلها، يستمع إلى ما ترويه له عن شخصية لاموتا، وما تطلعه عليه من
خطابات متبادلة معه، وما تعرضه عليه من صور وقصاصات..إلخ
وكما كان يتعين على دي نيرو أن يقضي إسبوعين في العمل كسائق للتاكسي
في نيويورك قبل أن يقوم بدوره الشهير، دور "ترافيس بيكل"- المضطرب عقليا-
في فيلم "سائق التاكسي" من إخراج سكورسيزي عام 1976، أخذ دي نيرو يتدرب على
الملاكمة في الحلبة إستعدادا للدور، وأخذ يدرس كل تفاصيل الشخصية مركزا
إهتمامه بصفة خاصة، على الانفعالات، على الحالة النفسية التي تجعل رجلا
مشهورا متفوقا في أنظار المجتمع، ينهال ضربا على زوجته، دون سبب واضح، يشك
في المحيطين به إلى أن يصل في شكوكه إلى شقيقه، ويتهمه بإقامة علاقة مع
زوجته التي يغار عليها بشكل مرضي مدمر.
ذهب دي نيرو أيضا وقضى عدة أسابيع مع الممثل جو بيشي الذي كان يتعرف
عليه للمرة الأولى، لكي يعيش تلك الحالة النفسية التي تربط المرء بشقيقه
عندما يأتي وقت التصوير ويقف الإثنان امام الكاميرا، وهو ما إنعكس بوضوح
على واقعية وتلقائية الأداء في المشاهد التي تجمع بينهما.
وفي أحد المشاهد، إندمج دي نيرو (لاموتا) في الأداء، وكان يتعين عليه
أن يضرب شقيقه "جوي" بعنف، مما أدى إلى أن كسر ضلعا لجو بيشي. وما كان
الممثل ليتقبل هذا الحادث ببساطة لولا تلك العلاقة الحميمية التي نشأت بين
الإثنين وإستمرت بعد ذلك لسنوات (لا ننسى دوريهما معا بعد ذلك في فيلم
سكورسيزي الشهير "رفاق طيبون"- 1989).
دي نيرو يؤدي بنرة صوته وبنظراته التي تعكس حالة البارانويا الشخصية،
وبطريقته في المشي، معبرا عن التشكك تارة، وعن الإحباط تارة أخرى، وهو يجسد
عنف الشخصية وطريقتها الخاصة في الملاكمة كما لو كان ينتقم من خصمه في
الحلبة لسبب خفي، وكيف ينفعل عندما يهزم فيقول لغريمه في إنفعال صارخ: أنت
لم تسقطني أرضا.. لا تنس هذا.. لم تسقطني ولا مرة واحدة في أي جولة من
الجولات!
ويظل يردد تلك الكلمات مرة ومرات. لقد ترك خصمه يهزمه وتوقف تقريبا عن
الرد عليه لكنه كان يقف أمامه في الحلبة، يتحداه أن يسقطه، يتلقى الضربات
القاسية، دون أن يحاول أن يدفعها عن وجهه، لكنه لم يسقط!
لا يستنكف دي نيرو أن يقوم بأداء مشاهد جريئة قاسية أمام الكاميرا،
وكان إندماجه يسبب الإزعاج له وللآخرين.. لقد لطم الممثلة التي تقوم بدور
زوجته "فيكي"، لطمة حقيقية كادت أن تفقدها الوعي، وقضى ستة اسابيع مع
سكورسيزي في تصوير مشاهد الملاكمة فقط التي لا مثيل لها في أي فيلم آخر،
بسبب دقتها وواقعيتها وعلاقتها المباشرة بتكوين شخصية لاموتا وعقده النفسية
الخاصة.
إن مشاهدة "الثور الهائج" توفر متعة لا مثيل لها، فأنت أساسا، تشاهد
كيف تتضافر عبقرية الأداء، مع عظمة الإخراج، وانسجام فريق العمل، حتى تخرج
لنا هذه التحفة السينمائية.
طوبي لأصحاب الموهبة.
الجزيرة الوثائقية في
03/07/2013
باريس،عاصمة سينمات العالم
صلاح سرميني ـ باريس
وحده "المركز الوطنيّ للسينما" في باريس يمتلك أرقاماً صحيحةً عن عدد
المهرجانات السينمائية في فرنسا، وعلى حدّ علمي، لا يوجد قاعدة بياناتٍ
واحدةً تجمعها، وسوف نعثر عليها في مواقع فرنسية مختلفة :
ـ يونيفرانس.
ـ وكالة الفيلم القصير.
ـ بيت الفيلم القصير....
والموقع الأهمّ الذي أعتمدُ عليه، وأستخدمه دائماً، وهو "بوابة الفيلم
القصير"، ويتضمّن قائمةً طويلةً تصل إلى حوالي 370 مهرجاناً، وخاصةً
المُتخصصة بالأفلام القصيرة، وتلك التي تهتمّ بها جزئياً.
لا تكتفي هذه "البوابة" فقط بمعلوماتٍ منهجية تخصّ المهرجانات
السينمائية، ولكنها تمنح المُحترف صورةً تفصيليةً عن المشهد السينمائيّ
الخاصّ بالأفلام القصيرة، ومن خلاله، نعرف، بأنه يوجد في فرنسا مهرجاناتٍ،
تظاهراتٍ، وملتقياتٍ كبرى تغطي عموم المساحة الجغرافية، وتنتشر في كلّ
مدينة صغيرة، وكبيرة، وتهتمّ بكلّ ما يخطر على البال من الأفكار،
والموضوعات.
الفرنسيون يعتبرون هذا الإزدهار طبيعيّ، وضروريّ، ولكن، ما يزال هذا
الزخم يُذهل عشاق السينما المساكين الذين تركوا بلادهم، ومهرجاناتها تتقلبّ
على جمرّ النار.
هذه هي حال فرنسا التي إنطلقت منها الأشرطة السينمائية الأولى، لا
تعرف الروتين، أو الملل، ولا تتوقف فيها الأفكار عن الجديد، والتجدد.
وكما نعرف، إقترنت مهرجاناتها بإسم المكان الذي تنعقد فيه، على سبيل
المثال، كيف لمدينةٍ مثل كان أن تصبح الأشهر في تاريخ السينما بدون
مهرجانها الأعظم الذي تحوّل إلى موعدٍ سينمائيّ سنويّ، وبدون مهرجانها
أيضاً، من كان يعرف "كليرمون ـ فيران" التي حتى اليوم نُخطئ في كتابتها
بالعربية، حيث يكتبها الفرنسيون (Clermont-Ferrand)ٍ،
وينطقونها بطريقةٍ أخرى، ويلتهمون حروفها، كعادتهم.
السلطات المحلية، الإقليمية، والوطنية، تعتبر تأسيس مهرجان سينمائيّ
في مدينة، أو قرية إنجازاً كبيراً، يتحوّل مع إستمراريته، وشهرته إلى صرحٍ
ثقافيّ لا يقلّ أهميةً عن الأماكن الأثرية، السياحية، العلمية، والتربوية
التي توجد فيها ("مركز جورج بومبيدو" في باريس على سبيل المثال).
مهرجان السينما في الشانز إليزيه
تعوّد الفرنسيون إذاً، وناضلوا (ثقافياً) بما يكفي كي تتأسّس
مهرجاناتٍ سينمائية في كلّ مدينة، وقرية، أو حتى جزيرة من بلادهم، ولكن،
ماهو مثيرٌ للدهشة، الإعجاب، والغيرة (في معظم الأحيان)، أن يتأسّس مهرجانٌ
في شارع، ويرتبط بإسمه،.. فرنسا فعلتها مع "مهرجان السينما في الشانزإليزيه".
ولأنّ المهرجانات، التظاهرات، والمُلتقيات فيها أكثر من أن تُحصى، أو
يستطيع أحدنا متابعتها، فقد تبيّن لي، بأنّ هذا المهرجان ليس جديداً تماماً
كما كنت أتوقع، في دورته الأولى عام 2012، إستقطب حوالي 15000 متفرج،
وإحتفى بدورته الثانية خلال الفترة من 12 وحتى 18 يونيو 2013 تحت شعار
"التنوّع".
الفكرة التي إنطلق منها بسيطةٌ للغاية، إستثمار سبع صالاتٍ سينمائية
(بالإضافة إلى واحدة جديدة في متحف القصر الكبير) تقع في أجمل، وأشهر شارع
في العالم، لقد كان مهرجاناً حقيقياً، وليس عروض مجموعة من الأفلام، دعمه
ضيوفٌ من المواهب السينمائية، وبرمجة كرّمت التعددية الثقافية،...
في النشرة التعريفية، كتبت "صوفي دولاك" (منتجة، موزعة، مستثمرة
صالاتٍ سينمائية، ورئيس المهرجان) بأنّ المتعة هي الهدف الأساسيّ من تأسيس
هذا الحدث، المُتعة فقط، مقترنةً بالإكتشاف، المُشاركة، اللقاءات، والتسلية."
وبدوري، أكتب مُؤكداً، وهل يشاهد أحدنا فيلماً بهدفٍ آخر غير المُتعة
؟
هذه السنة، توجهت أضواء المهرجان نحو ضيوف الشرف ممثلي المسلسل
التلفزيوني Glee :
كريس كولفر، ودارين كريس، وأيضاً، الممثلة الأمريكية كريستن ويغ، كما منح
طرفة عين ـ كما يقول الفرنسيون ـ للممثل "أوليفييه مارتينز"، وقدم ثلاثةً
من أفلامه.
كما إهتمّ المهرجان بتنظيم سهرة خاصة تحت عنوان "اللوحات الساحرة"
بمُشاركة النجمة الأمريكية "هال بيري"، وخُصصت عوائدها لصالح الأطفال
المرضى.
وتضمّنت الإختيارات الرسمية لمُسابقة الأفلام الأمريكية تسعة أفلام
جديدة من الإنتاجات المُستقلة، واحدٌ منها من المفترض أن يحصل على جائزة
الجمهور.
وفيما يخصّ الأفلام القصيرة، كان هناك حوالي 35 فيلماً قصيراً توزعت
في 7 برامج، وتضمنت إختيارات من الأفلام الفرنسية مع برنامج خاص إقترحته
"المدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة، والصوت"(La
femis)، وبرامج أخرى قدمتها جامعات أمريكية : كولومبيا،
جنوب كاليفورنيا، معهد الفيلم الأمريكي، ونيويورك.
ولم تتوقف البرمجة عند هذا الحدّ، حيث إكتملت بـ"ماستر كلاس" مع
الفرنسيين "كوستا غافراس"، و"سيدريك كلابيش"، والأمريكي "فريدريك ويسمان"،
بالإضافة إلى عروضٍ أولى لـ 15 فيلماً روائياً طويلاً، ومثيلها من الأفلام
الأمريكية.
وكما عادة كلّ مهرجان فرنسيّ، قدمت الدورة الثانية لمهرجان السينما في
الشانز إيلزيه مجموعة من كلاسيكيات السينما الفرنسية، والأمريكية،
الروائية، والتسجيلية الطويلة.
وبمناسبة العرض المُرتقب للفيلم الأمريكي
(World War Z)
للمخرج "مارك فورستر"، وبطولة "براد بيت"، قدم المهرجان ستة من أفلامه
للتذكير بربع قرن من مشواره السينمائيّ المُذهل.
مهرجان باريس سينما
حالما إنتهى "مهرجان السينما في الشانز إيليزية" في 18 يونيو، وكانت
العروض موزعةً في صالاته الثمانية، حتى إبتهجت باريس بمهرجانٍ آخر يرتبط
بإسمها، بدأ في 28 يونيو، ويستمر حتى 9 يوليو 2013، وتوزعت عروضه في معظم
مناطقها الإدارية العشرين.
مثل كلّ بداية صيف، ومنذ 11 عاماً، يقترح المهرجان في حوالي 15
مكاناً من العاصمة الفرنسية عرض أكثر من 200 فيلماً، الكثير منها يُعرض
للمرة الأولى، وبحضور عدد من الشخصيات من عالم الفن السابع، في دورته
الماضية 2012، وصل عدد متابعي هذا المهرجان إلى حوالي 70 ألف متفرج.
بالنسبة للمسابقة الدولية، يمنح المهرجان الفرصة للتعرّف على السينما
العالمية المُعاصرة من خلال إختياراتٍ تتكوّن من 15 فيلماً بحضور مخرجيها،
وهذه الأفلام القادمة من كلّ أنحاء العالم، تتنافس على جائزة الجمهور،
وجائزة مجلة Grazia،
وجائزة المُدونين، وجائزة الطلبة، وسوف تحصل الأفلام الفائزة على دعم
لتسهيل توزيعها في فرنسا.
وبالتوازي مع المسابقة الدولية، إختار المهرجان حوالي 40 فيلماً
لعرضها للمرة الأولى في فرنسا، وذلك كي يشاهد الجمهور الباريسيّ حصاد أفلام
مهرجان كان، وتلك التي سوف تبدأ عروضها الجماهيرية في الشهور القادمة.
ومثل كلّ عام، يسلط المهرجان الأضواء على شخصياتٍ معتبرة في المشهد
السينمائي العالمي، وبحضورهم، وهكذا، منذ بداية المهرجان، ومن خلال
الإستعادات الثرية، تمكن الجمهور من إكتشاف (أو إعادة إكتشاف) الأعمال
الأسطورية لمخرجين كبار مثل :
عباس كياروستامي، ميكائيل سيمينو، يرزي سكوليموفسكي، أوليفر ستون،
دافيد كروننبرغ، ليو كاراكس، تساس مينغ ليانغ، ناعومي كاواس، كلود شابرول،
فرانشكو روزي.
بالإضافة إلى مسيرة ممثلين معروفين عالمياً مثل
:
إيزابيل روسوليني، جان مورو، ناتالي باي، جولييت بينوش، جين فوندا،
جان بول بولموندو، جاكي شان، خافيير بارديم، غاييل غارسيا بيرنال، ساندرين
بونير، كلوديا كاردينالي، جان بيير ليّو، ورونيت الكابيتز.
وبعد تسليط الأضواء على السينما في هونغ كونغ عام 2012، يتعرف الجمهور
هذه السنة على السينما البلجيكية، بانوراما تصهر الحدود، وتجمع بين
السينمائيين الناطقين بالفرنسية، والفلامنكية حول أعمال متفردة، وقوية،
وممثلين عباقرة، هي إذاً بانوراما واسعة، من السينما الصامتة حتى أيامنا
هذه، هي محاولة للتعرّف أكثر على تعدديتها، وما يمكن أن نطلق عليه
بلجيكيتها،..
"مهرجان
باريس سينما" هو أيضاً سلسلة من الأحداث الإحتفالية، وذلك كي يعيش الجمهور
السينما بطريقةٍ أخرى...
هذا المهرجان الذي لا يطمح فقط إلى إستقطاب جمهور نخبويّ، ولكن، كلّ
الأذواق، والتي سوف تجتمع رُبما في ليلة السينما لمُشاهدة أفلاماً مشهورة
من سلسلة B،
أفلام تحريك، أفلام نادرة، وأخرى شهوانية، أو دموية تحفز المتفرج على ضرورة
إكتشاف السينما في كل أشكالها وحتى المُتطرفة، وغير المعروفة.
وأمام صالة
MK2 Bibliothèque
، وعلى بعد خطواتٍ من مكتبة "فرانسوا
ميتران"، وللمرة الخامسة، سوف يتجمع عشاق المُقتنيات في سوقٍ مفتوح
للمحترفين، والجمهور مخصص لبيع كلّ الحاجيات المُرتبطة بالسينما : أفلام
على أقراص مدمجة، ملصقات، صور أفلام، مجلات، آلات عرض قديمة، تماثيل صغيرة،...
وخلال الفترة من 30 وحتى 3 يوليو، إهتم "مهرجان باريس سينما" بدعوة
محترفي السينما الأوروبية، والعالمية إلى ملتقى بعنوان (Paris Project)
حول الإنتاج المشترك، وذلك لدراسة مختارات من المشاريع تبحث عن مصادر
تمويل، في برنامج هذا الملتقى الذي أصبح لاغنى عنه، مواعيد إحترافية، قراءة
سيناريوهات، ندوات، ورشات عمل تمّ التفكير بها من طرف محترفين من الصناعة
السينمائية في أوروبا موجهة للمخرجين، المنتجين، والموزعين،..
هذه القراءة الخبرية عن "مهرجان باريس سينما" ليست أكثر من مقدمة
تعريفية مُشهية سوف تكون أكثر إسهاباً بعد أن تحصل على حقها من المُتابعة.
الجزيرة الوثائقية في
03/07/2013
سيناريو الوطن
ماجدة موريس
نكتب كثيراً عن القصة والسيناريو في الأفلام، وفي المسلسلات، ولكننا
لم نتصور أبداً أن نعيش السيناريو، وأن نشارك فيه، أو أن نكون أحد أفراد
الفريق الذي يكتبه. لكن الفارق هنا أن أحداً من المنتجين لم يكلفنا بهذا
العمل ولم يناقشنا في «الفكرة» ولو كانت غامضة قليلاً، وإنما جاءت الفكرة
من عدد من المبدعين الجدد، الصغار سناً، والكبار بعقولهم الذكية. وهكذا
تسابق الملايين منا للمشاركة في كتابة استمارة بعنوان «تمرد»، ومضت الأيام
بسرعة خاطفة لنجد أنفسنا شركاء في سيناريو التمرد، وفي النزول إلى الشوارع،
وفي الدعوة للإطاحة بالرئيس والبحث عن حياة أفضل.
هل كانت الملايين التي اندفعت للمشاركة في هذا السيناريو تدرك أن
الأمر سيتطور في القريب العاجل؟ وهل تصور أكثر من 22 مليوناً من البشر أن
لديهم مهمات أخرى، غير ملء بيانات الاستمارة وتوقيعها؟ وأن كتابة سيناريو
جديد للوطن تعني استمرار الحماسة للمشاركة فيه، وطول النفس، والالتزام
بالسلمية (شعار السيناريو المرفوع منذ البداية).
هذه الأفكار كلها تتابعت أمامي يوم الأحد الموعود أو المنشود وأنا
أقرأ الشعار الذي رفعته قناتا «أون» مع الشاشة «الطريق إلى 30 يونيو»،
بينما فضلت قنوات دريم عنواناً آخر درامياً هو «مصر بين الميدان والقصر».
فيما اختارت شبكة «المحور» أغنية شهيرة لعبد الحليم حافظ عنواناً لتغطياتها:
«حكاية شعب». أما قنوات «الحياة»، فاتفقت بجعل «نقطة فاصلة» عنواناً
لتغطياتها. وقد تأتي هذه العناوين ضمن هوامش السيناريو الكبير الأصلي الذي
كتبه أكثر من 14 مليوناً من الناس الذين نزلوا إلى الشوارع في كل مصر يوم
الأحد. ولكن «متون» السيناريو كما رآها العالم بأكمله عبر مئات الشاشات،
كانت تؤكد أن البطولة فيه كانت جماعية، فلم يعد البطل هو ابن القاهرة أو
الإسكندرية فقط. وإنما ظهر أبطال من طنطا وبنها وكفر الشيخ. وبرز أبطال
وبطلات من الصعيد، من بني سويف حتى الأقصر وقنا قرب الحدود مع السودان.
وحتى شرم الشيخ مدينة السياحة والغوص والرفاهية لم يتوانَ مواطنوها عن
المشاركة في السيناريو بمشهد مهم. أما الجديد والبعيد عن التوقع هنا، فكان
مشاركة المصريين في استراليا وكندا وأميركا مع إخوانهم المهاجرين الذين لم
يهاجروا وبقي الوطن لديهم في القلب.
والآن إذا كان من الصعب تصديق هذا السيناريو الذي كتبه ملايين من
البشر من أجل رسالة محددة، فإنه من الأصعب تصديق أن أضعافهم قد رأوا
وشاهدوا وقرأوا السيناريو عبر وسائل الإعلام المرئية والإلكترونية، التي
أصبحت مهما غضبنا منها أحياناً، أعجوبة هذا الزمان وفخره.
الحياة اللندنية في
04/07/2013
هواة الخوف يتحلقون
تظاهرة لسينما الرعب تقام في قارتين
لندن: محمد رُضا
هواة سينما الخوف والخيال الجانح في الولايات المتحدة وبريطانيا
مدعوون هذا الشهر لحضور ما سيتم عرضه إليهم في نطاق تظاهرة باسم «كوميك -
كون»
Comic - Con التي ستقام في قاعة «إيرلز كورت 2» ما بين الخامس والسابع من يوليو
(تموز) وفي مدينة سان دييغو (ساعتان ونصف الساعة جنوبي لوس أنجليس) ما بين
الثامن عشر والواحد والعشرين منه.
إنه ليس مهرجانا، بل معرضا يتم فيه عرض مقاطع أو مشاهد أولى من أفلام
قيد التحضير، كبعض الأفلام التي تم إنجازها. إلى ذلك، وبالنسبة للنسخة
الأميركية على الأخص، ندوات تخص ذلك النوع من الأفلام والبرامج
التلفزيونية.
السنوات السابقة شهد المعرض نتائج إيجابية دعت لاستمراره علما بأن
فكرة إقامته لأول مرة، قبل نحو عشر سنوات، بدت مخاطرة غير ثابتة النتائج،
فما يثمر عنه هذا الاجتماع على توفير الجديد الذي لم يوزع بعد من الأعمال
المرعبة والفانتازية هو رواج مسبق، خصوصا وأن نحو سبعين في المائة من
الرواد هم شبان تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة عشر والثامنة والعشرين من
العمر.
هذا العام ستلتهم عيون النظارة مشاهد فيلم رعب جديد بعنوان «أنت
التالي»
You›re Next
وهو فيلم مستقل لمخرجين شابين هما أدام ونغارد وسايمون باريت. ما يلاحظ في
هذا الفيلم الذي يدور حول عائلة تتعرض لهجوم بغية قتلها خلال حفلة بمناسبة
عيد زواج هو أنه من أعمال عام 2011 وأنه بقي على رفوف شركات التوزيع لعامين
ما يدل على أنه لم يحظ بالميزانية المطلوبة لترويجه. وهذا بالتالي يجعل من
معرض «كوميك - كون» عاملا مساعدا له ولمثله من أفلام مستقلة تبحث عن موزعين
أو طريقة ترويج في وقت باتت الحملات الترويجية باهظة التكلفة (80 مليون في
المتوسط للأفلام الكبيرة وما دون ذلك للأفلام الصغيرة).
فيلم آخر يشترك في البحث عن فرصة رواج جيدة هو «مدينة العظام» وهو
يقدم ما يبدو أنه سيكون جزءا أولا لسلسلة حول محاربة نصفها إنسان ونصفها
ملاك (تقوم به ليلي كولينز) تقوم بما يقوم به كل بطل أميركي في مثل هذا
النوع من الأفلام ذات الشخصيات الخارقة وهو الدفاع عن المظلومين ومعاقبة
الأشرار.
وليست كل الأفلام صغيرة الشأن ومستقلة. فشركة «ليونزغايت» ستقوم بعرض
أول لفيلم «لعبة الجوع: القبض على النار» وهو الجزء الثاني من ذلك الفيلم
الذي سبق وحقق قبل عامين نجاحا تجاريا كبيرا. فيه تعود جنيفر لورنس للعب
دورها كامرأة شابة عليها دخول صراعات البقاء حية في لعبة يمارسها المترفون
في المستقبل القريب، حسبما تدعي الفكرة. لجانب لورنس، هناك إليزابيث بانكس
وجوش هتشرسون ويليام همسوورث وستانلي توتشي ووودي هارلسون ومعظمهم ظهر في
الجزء السابق أيضا.
«لعبة الجوع» مأخوذ في الأصل عن روايات وضعتها سوزان كولينز، لكن «أنا
فرانكنستاين» مقتبس عن بطل سلسلة كوميكس جديدة (تحت العنوان نفسه) مستوحى
من رواية ماري شيلي لكنه يشتغل على فكرة مختلفة تماما. هنا يبتدع د.
فرانكنستاين (أدن يونغ) مخلوقه الذي يبدو أكثر ذكاء مما بدا عليه في
الأفلام السابقة. على الأقل يتحول هنا إلى بطل يحارب الشر بدلا من أن يكون
مسببه.
الشرق الأوسط في
04/07/2013
افلام قصيرة ترصد حربا طويلة في سوريا
ميدل ايست أونلاين
'ميغ' و'الدكتور قاسم' و'بعدنا طيبين' و'حلم
الوحوش القوية' و'حرية' اشرطة توثق لأحداث ومشاعر متفرقة من الثورة
السورية.
رافقت الكاميرا الثورة السورية منذ اندلاعها، فاستُخدمت لتصوير
المظاهرات ولرصد الانتهاكات، كما وثقت مجازر في عدة مدن، وتحولت بعيون
فنانين شباب إلى كاميرا احترافية…حيث قام العديد من الشباب السوري بتجارب
أفلام قصيرة تتحدث عن الثورة ويومياتها وهمومها ومشاكلها.
ومن المبكر الحديث عن إحصائية دقيقة لما أنتج من أفلام، لكن هناك
عشرات الأعمال التي انجزت وجرى تداولها على الانترنت وبعضها الاخر شارك في
مهرجانات
"حرب الاغاني القاتلة"
شريط غنائي ساخر يرد بالتهكم على الأغاني الطائفية التي انتشرت بين
أطراف الصراع في سوريا. وحين نراه ينادي بذبح كل أصحاب الأديان والمذاهب
والطوائف، بل بذبح البشرية كاملة، إنما ينبه إلى أن الجميع سيقتل الجميع،
وإلى ان الجميع مهزومون في هكذا حرب. يلعب الشريط على كلمات أغنية ظهرت،
على يوتيوب، في شهر شباط/ فبراير ٢٠١٣ في "بنش"، لطفل ينشد أغنية تحرض على
قتل العلويين والشيعة.
في حرب الأغاني القاتلة هذه لا يفقد الأطفال معنى الطفولة وحسب، بل
تقتل فيهم فكرة السلام والعيش المشترك، بمعنى آخر، يقتل فيهم المستقبل.
"ميغ"
بدأت حكاية مخيم "اليرموك" بزيارة دموية لطائرة "ميغ"، الزيارة التي
نقلته من مكان إيواء للمهجرين السورين من المناطق الساخنة إلى منطقة ساخنة،
أهلها يبحثون عن مكان إيواء. الميغ أعلنت نهاية المخيم كملاذ آمن للسوريين،
وفتحت الباب أمام لفلسطينيي المخيم نحو شتات جديد.
"ميغ" فيلم ثائر السهلي (11. د) يعرض صوراً للمخيم من لحظة قصفه
الأولى، وما خلّفته من دمار وتهجير، إلى الفترة اللاحقة التي أصبح فيها
المخيم "تكثيفاً للجريمة". ويربط بين الشخصي والعام، وذلك من خلال تركيزه
على زواج المخرج قبل حادثة الميغ بفترة، ولكن الذي حدث أن العروس، التي
تعمل في الإسعاف، لبست بدلاً من ثوب الزفاف مريولاً أبيض ملطخ بالدماء.
يبدو الفيلم من خلال التركيز على أثر الدمار والتهجير، مع التعليق الذي
يترجم الصور إلى لغة شعرية، مكتفياً بما هو تقريري دون أية مقاربة فنية.
الفيلم مهدى الى شهيديْ مخيم اليرموك: "أحمد الكوسى ومنير الخطيب".
"دكتور قاسم"
شريط "دكتور قاسم" الذي صورته آمال سلوم (5. د)، هو بورتريه لأحد
الأطباء الذين رفضوا مغادرة البلاد ما دام يستطيع الصمود.
الدكتور قاسم الزين كان مديراً للمشفى الوطني بالقصير، وظل يعالج
المرضى رغم حقيقة وجوده تحت سلطة الدولة، وبسبب التضييق الأمني الذي مورس
عليه شارك في الحوار الوطني مكرهاً، لكنه أبدى رأيه صراحة بضرورة تنحي
الرئيس، والبدء بالتحول الديمقراطي. كان الإجراء الأول عزله من منصبه، ثم
ملاحقته، كما يروي قيادته للفريق الطبي في مشفى "القصير" الذي تحوّل إلى
مشفى ميداني، وما تعلمه من التجربة القاسية من أساليب إسعافية وعلاجية
جديدة، بالإضافة لنقده القاسي لمؤسستي الصليب والهلال الأحمر بسبب
تقاعسهما. رغم الطابع الريبورتاجي للفيلم إلا أنه يرسم لنا الشخصية
وظلالها، بوقت قصير وأسلوب مكثف.
"بعدنا طيبين"
يهدي عروة المقداد فيلمه "بعدنا طيبين" (5.د) إلى "روح الشهيد محمد
قطاع.. سلمو، وجميع الباعة المتجولين الذين يجعلون الحياة ممكنة في حلب".
يسجل المقداد بعدسته الحياة اليومية في سوق حي "الشعار" بحلب"، مستبدلاً
صور الدمار والعنف، بمشاهد إنسانية لحياة السكان اليومية. إنه فيلم في مديح
العاديين، وهم يخوضون حربهم اللاعادية، بما هو عادي.
"حلم الوحوش القوية"
فيلم "حلم الوحوش القوية" للينا العبد (7.د). رحلة قصيرة داخل منامات
الأطفال السوريين اللاجئين برفقة أهاليهم إلى مخيم شاتيلا في العاصمة
اللبنانية بيروت.
يصور الفيلم كيف صارت أحلام هؤلاء الصغار كوابيس بسبب العسف اللا
مسبوق الذي شهدوه. ومن خلال تقاطع المنامات في كابوس واحد، يجد المشاهد
نفسه في عمق الكارثة.
"انبعاث الأمل"
في فيلم "انبعاث الأمل"، تسلط زينة ارحيم التي تتابع دراستها في
العاصمة البريطانية، الضوء على أحوال السوريين في لندن بعد الثورة، وكيف
بعث فيهم الأمل، كيف أثرت فيهم تجربة الثورة في بلادهم، مع العودة إلى
الظروف القاسية التي دفعت هؤلاء للهجرة عن بلدهم.
ويعرض فيلم "أطفال الحرية"، مشاركة أطفال في المظاهرات السورية
المناوئة للنظام. كما يتتبع أحوالهم في معسكرات اللجوء، وخصوصاً تلقيهم
لورشة رسم، تكون فرصة للعب، كما يقول الفيلم، ويحكون في الوقت نفسه من
خلالها ما الذي جرى في قراهم. الفيلم يتابع ورشتهم، وصولاً إلى معرض خاص
باللوحات التي رسمها الأطفال، وصولاً إلى مزاد لبيع اللوحات في روتردام،
ومن ثم شراء هدايا وألعاب وملابس لهم.
"حرية"
وفي فيلم فيلم "حرية" (2 د- إنتاج2011) للمخرج فيليب حوراني تتابع
الكاميرا يداً ترسم مظاهرة، وكيف تتشكل، يرسم البشر، ثم يرفع لافتات، يكتب
على إحداها "حرية"، وما أن تتشكل الكلمة حتى يبدأ إطلاق النار، لنسمع أثناء
ذلك أصوات مظاهرة حقيقية. بعدها يملأ الأحمر المكان، ويروح بهدوء يشكل
العلم السوري.
"قصة سورية قصيرة"
ويبدأ فيلم "قصة سورية قصيرة" (5 د) للمخرجين محمد عمران وداني أبولوح
من أشكال بشرية ورقية، تداس بالأقدام، وتختلط تلك الأشكال المرسومة، مع صور
تلفزيونية مكرورة ومعروفة من مظاهرات سورية ومصرية.
ويرى النقاد أن الأفلام المواكبة للثورة السورية هاوية في معظمها،
ومرهونة بموضوعها في الغالب، لكنها تؤشر إلى رغبات سينمائية عارمة مكبوتة،
وإلى سينمائيين على قدر من المغامرة والتجريب.
ميدل إيست أنلاين في
04/07/2013
فنانون ينضمون لقافلة الفرح الشعبي في مصر
ميدل ايست أونلاين/ القاهرة
كثير من النجوم المصريين ساندوا حركة تمرد وفرحوا بانتصارها، ونجوم عرب
يهنئون المصريين بانتصارهم الجديد.
انتهت الثورة التي قام بها الشعب المصري يوم 30 يونيو/ حزيران ضد
الرئيس مرسي الى عزل الأخير عن منصبه كرئيس للجمهورية وسط احتفالات
جماهيرية بهذا الانجاز.
وآتت العديد من ردود أفعال الكثير من النجوم والفنانين السعيدة وتهنئة
إنجازشعب مصر بعد ان ساندوه ايام "التمرد" .
وجاءت البداية من الإعلامي باسم يوسف الذي قدم كل التهاني للشعب
المصري كما أضاف انه فخور لإنتمائه لمثل هذا الشعب، ويذكر النجم خالد
النبوي عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" ان الشعب
المصري اثبت أمام العالم قدرته على تحويل أحلامه إلى حقيقة.
وقال "إحنا الشعب اللي خلال سنتين شلنا اتنين"، وأضاف "لكن علينا أن
نظل في الشارع ولا نكرر خطأ 11 فبراير الماضي".
وكتب أيضا معلقا "كل من شكك في قدرة الشعب المصري على إطاحة الإخوان
عليه اليوم أن يدرك أن الثورة ستحكم مصر، وهذه هي الشرعية الوحيدة".
وكتبت أنغام كتبت على صفحتها الرسمية على تويتر معلقة على الخطاب
والأحداث بقولها "جيش مصر مهلة 48 ساعة، الله أكبر النصر قريب، الله أكبر
قالها السيسي جيش مصر".
وعبر النجم تامر حسني، على صفحته على تويتر، عن فرحته بالخطاب وكتب
"بعدما سمعت بيان الجيش حضر في دماغي أغنية إيهاب توفيق "الله عليك يا
سيدي، بس سامعها سيسي، الله عليك يا سيسييييييييي تحيا مصر".
وعبرت النجمة ليلى علوي عن سعادتها لنجاح ثورة الشباب، مشيرة إلى أن
سر نجاحها انها توحدت لهدف واحد وصوت واحد.
وقد جاءت أيضا العديد من ردود أفعال الفنانين من خارج مصر في شكل
تهاني، حيث قام الفنان اللبناني راغب علامة بتهنئة الشعب المصري بثورته ضد
مرسي وحكم الاخوان.
وقامت النجمة الخليجية أحلام بكتابة "تحيا مصر" أكثر من 15 مرة على
صفحتها الخاصة بموقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" .
ووجهت الفنانة هيفاء وهبي، التحية للشعب المصري على بيان خارطة
المستقبل، الذي أعلنه الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج
الحربي، والذي عزل الرئيس محمد مرسي.
وقالت هيفاء، عبر حسابها الخاص على تويتر، "حمد الله على سلامتك يا
مصر. رجعتلنا".
وأعربت المطربة اللبنانية كارول سماحة عن تضامنها عن التظاهرات التي
انطلقت في شوارع وميادين مصر المختلفة المطالبة بإجراء انتخابات رئاسية
مبكرة، متمنية التوفيق للشعب المصري.
وكتبت سماحة على حسابها بموقع "تويتر" "النصر و الحرية للشعب المصري
اليوم! الله معكم".
ومن المعروف أن كارول دائما ما تهتم بمتابعة المشهد السياسي، حيث سبق
أن علقت على مقتل 3 من أفراد الجيش اللبناني 23 يونيو/ حزيران، قائلة
"أتابع الآن الأخبار و حزينة على أرواح الذين سقطوا.. الله يحمي جيش
لبنان".
وأرسلت النجمة التركية سونجول أودان الشهيرة فى الوطن العربى بـ"نور"
أمنياتها بالسلام، ولفريق عمل مسلسلها "تحت الأرض"
وكتبت "نور" عبر حسابها بموقع "تويتر" "قلبي معكم جميعا، حاتم علي
وأمير كرارة ودينا كريم وإيهاب ايوب، وجميع المصريين، فليحفظ الله مصر".
وشارك في المظاهرة المليونية التي دعا إليها شباب التحرير عدد كبير من
النجوم منهم المخرج خالد يوسف والفنان محمود عزب وعمرو واكد والفنانة حنان
سليمان ونهى العمروسي وجيهان فاضل وزوجها والكابتن نادر السيد والإعلامي
علاء صادق.
كما شهد الميدان أيضا مشاركة الفنانة شيرين عبد الوهاب وشريهان وأحمد
حلمي ومنى زكي وأحمد عيد، وجميعهم أجمعوا على أن رحيل مرسي يعتبر المخرج
الوحيد للأزمة الحالية التي تعيشها مصر في الوقت الراهن.
ميدل إيست أنلاين في
04/07/2013
ما بعد الواقعية في السينما الإيطالية في أطروحة جامعية
متابعة المدى
نوقشت في كلية الفنون الجميلة الأطروحة الموسومة (التحولات الدلالية
لجيل ما بعد الواقعية في (السينما الإيطالية) حصل فيها الناقد السينمائي
فراس الشاروط على درجة الدكتوراه بدرجة جيد جدا.
وجاء في الأطروحة:
التحولات التاريخية في الحياة الإيطالية كانت تؤشر لدلالات مختلفة في
الواقع السياسي والاقتصادي والفني، هذه الدلالات وتحولاتها ستكون هي الأخرى
عاملاً تطورياً داخل بنية الواقعية الجديدة نفسها، وما تحمله من تقاليد
ومدارس وأساليب عديدة، رغم أن التقاء أفرادها لم يكن حول جمالية مشتركة
بينهم قدر هاجسهم بالإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع، ودور الإنسان في
المجتمع، فالحرب كانت هي العامل الذي قرب بين نشاطاتهم الإبداعية والتزامهم
الأخلاقي بقول الحقيقة هو الذي جمعهم، ومما لا شك فيه أن الالتقاء حول
المواضيع المطروحة وأدوات التعبير قد ساعدهم في إعطاء مفهوم جديد للحرية،
حتى عندما انتهت الحرب وحان وقت البناء، بقيت هي من يقدم صورة الإنسان
ومعاناته وكأنها الناطق باسمه مثلما كان السيناريست زافاتيني الناطق غير
الرسمي للواقعية رغم ميوله الماركسية.
لقد فرضت الواقعية الجديدة نفسها كظاهرة جديدة نكتشف عبرها إيطاليا من
خلال ذاتها، وتعطي دوراً لتلك الشريحة من الشعب التي غابت طوال عمر السينما
الظهور الأول على الشاشة، فنزلت السينما إلى الشارع والحقول والمزارع
والمصانع، نزلت للعامل والفلاح وماسح الأحذية، ليكونوا هؤلاء الناس
المجهولون أبطالاً للأحداث، وللموضوعات التي تلامس للمرة الأولى وبمأساوية
حالة المجتمع، لقد كان الالتزام الأساسي لهؤلاء السينمائيين التزاماً
أخلاقياً قبل أن يكون التزاماً فنياً.
كان تشيزاري زافاتيني هو أول من وضع أسس الواقعية الجديدة سينمائياً،
فكانت أفلامه مع فيتوريو دي سيكا المنطلقات الأولى لتلك السينما عبر نظرية
(شاعرية الرصد والتتبع)، أي رصد الشخصية، أفعالها، وخطوط سيرها، دون إعطاء
حلول لمشاكلها، فيما يعد فيلم (روما مدينة مفتوحة) لروبرتو روسولليني
النموذج الذي شرع الحركة والأسلوب معاً، مصرحاً بعد عرض الفيلم أن (الأشياء
هي على هذه الشاكلة) ولتصبح العبارة شعار الحركة، فيما يصرح منظر كبير مثل
سيغفريد كراكاور أن (الواقعية الجديدة كانت تؤمن بان هدف السينما هو
الاحتفال بيوميات الأحداث).
ولّدت الواقعية الجديدة واقعيات أخرى، وجزء كبير من قوة السينما
الإيطالية وعظمتها إنها تستمد من حقيقة أنها لا تستطيع الاستمرار في تقاليد
الواقعية الجديدة، إنها -بالتأكيد- لن تفعل ذلك حتى لو كان بمقدورها أن
تفعل، إن الانتقال من (روما
مدينة مفتوحة) إلى (غامورا) أو (الأفضل شباباً) من الاحتجاج الاجتماعي
المباشر للواقعية الجديدة، إلى الفيلم الذي يقتطع شريحة من التجربة تاركاً
لنا مهمة تفسير واتخاذ القرار عما يدور على الشاشة، ليلخص جزءاً كبيراً من
تاريخ سينما ذلك البلد خلال أكثر من نصف قرن.
لقد عمل مخرجو الواقعية الجديدة من خلال البيانات، بينما يعمل مخرجو
ما بعد الواقعية الجديدة من خلال لغة الأسئلة، وتكرار أسئلة فشل التاريخ في
تقديم أجوبة عن حالة الواقع، وهم يفعلون ذلك بموضوعية تفترض بمتلقيها
استجابة على نحو غير عادي، ولكن الهدف الواقعي ما زال مؤسساً، رغم اختلاف
اتجاهات ما بعد الواقعية الجديدة وأساليبها، ورغم اختلاف الدلالات المنتجة.
المدى العراقية في
04/07/2013 |