تمرّ مصر منذ أكثر من عامين ونصف بفترة عصيبة من التحولات الجذرية على
المستويين الاجتماعي والسياسي، الأمر الذي يؤثر بدوره على الفن والسينما،
فما تأثير هذه التحولات على الرقابة وكيف يكون مستقبلها في ظل مطالبة
كثيرين بإلغائها.
حول هذه الأسئلة كان اللقاء مع رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية
عبد الستار فتحي.
·
عرض أفلام العيد قريب، هل قمتم
بترقيبها؟
عُرضت علينا حتى الآن ثلاثة أفلام تقرر طرحها في هذا الموسم، وقد حصلت
جميعها على تصاريح بالعرض من دون أي محاذير، ذلك لأنها لا تحتوي على أي
مشاهد غير ملائمة، وهي: {كلبي دليلي} من بطولة سامح حسين، {توم وجيمي} من
بطولة هاني رمزي وتأليف محمد نبوي وسامح سرالختم، و{نظرية عمتي} من بطولة
لبلبة. ومن المعروف عن أفلام العيد أنها غالباً لا تخرج عن المألوف ويدور
معظمها حول قضايا اجتماعية أو كوميدية خفيفة.
·
في ظل ما يحدث على الساحة وسقوط
دولة الإخوان، كيف ترى مستقبل الفن في مصر؟
أنا الآن أكثر اطمئنانا على مستقبل الفن والثقافة المصرية بعد زوال
دولة جماعة {الإخوان المسلمين} المعروف عنها كراهيتها وعدم تقديرها للفن
والثقافة، لذا فأنا متفائل بعودة الأمور لما كانت عليه قبل أن تتصدر المشهد
السياسي هذه التيارات المعادية للفن.
·
هل تعرضت لضغوط رقابية أثناء
توليك رئاسة الجهاز؟
لم أتعرض لأي ضغوط، ليس لأن جماعة {الإخوان المسلمين} تؤيد الحريات،
ولكن لأنها لم تكن قد تفرغت للفنون، وكان لديها أمر أهم وهو التمكين من كل
مفاصل الدولة. كانت بالتأكيد ستبدأ بعد ذلك في التضييق على الفنون والثقافة
إلى أن تعتبرها حراماً، فقد صرح أكثر من مسؤول عن رغبتهم في تغيير هوية مصر
الثقافية والفنية بما يتبعه ذلك من تغيير في طبيعة الفن المصري وبما يتناسب
مع أفكارهم المتشددة. وأنا كنت قد أبلغتهم أكثر من مرة وأعلنت ذلك في وسائل
الإعلام أنه في حال ممارسة أي ضغوط ضدي فأسترك منصبي فوراً لأنني أولاً
وأخيراً مبدع ولن أقبل التضييق على الفن.
·
لكن ثمة فنانين اشتكوا من رفضك
لأفلامهم في الفترة السابقة مثل هاني جرجس فوزي الذي رفضت له {تحت النقاب}.
أولاً، لم نرفض فيلم هاني جرجس فوزي تماماً بل طلبنا منه بعض
التعديلات، كي تنتفي عن الفيلم شبهة التعميم، فلا يصح أن يعتبر أن جميع
المنتقبات عاهرات، لا سيما أن نسبة من النساء في المجتمع المصري منتقبات،
وسواء اختلفنا معهن أو اتفقنا فلا يصح أن نسيء إليهن. لذلك طلبنا من هاني
جرجس فوزي أن يضيف نماذج إيجابية إلى المنتقبات كي يكون الفيلم متوازناً.
·
ثمة مطالبات متكررة بإلغاء
الرقابة، ما رأيك في هذه المطالبات؟
أرى أن دور الرقابة الأساسي حماية المبدع وليس العكس، وجزء من حماية
المبدع هو حماية المجتمع من أي أفكار أو أمور دخيلة لا تتناسب مع عادات
المجتمع وتقاليده، لذلك لا بد من أن تكون الأعمال ملائمة. عموماً، لا أحبذ
رفض الأعمال، بل على العكس أفضل الموافقة، والدليل أنني بمجرد توليتي مهمة
رئاسة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، قمت بحل مشكلة كانت عالقة منذ
سنوات عدة وهي فيلم {لمؤاخذة} من تأليف عمرو سلامة وإخراجه، الذي كانت
ترفضة الرقابة على رغم حصوله على جائزة الدعم المقدمة من وزارة الثقافة،
وذلك لتعرضه لقضية الفتنة الطائفية، وقد طلبت من عمرو بعض التعديلات وبمجرد
أن قام بها حصل على الموافقة وبدأ التصوير.
·
لكن عادات المجتمع مصطلح فضفاض،
يمكن أن يستخدم في تقييد المبدعين.
المصطلح ليس فضفاضاً، بل ثمة قوانين واضحة تنظم العملية الرقابية ولا
بد من الالتزام بها، فلا يمكن أن أوافق مثلاً على فيلم إباحي أو عمل مسيء
للأديان أو مضر بالأمن القومي.
·
لكن وجود القنوات الفضائية
والإنترنت جعل الرقابة على ما يشاهده المواطن مستحيلة.
هذا صحيح، ولكن جهاز الرقابة يعمل في ظل المتاح له، بتعبير أدق ما
يمكنه التحكم به.
·
ماذا عن ظاهرة القرصنة التي تهدد
صناعة السينما في مصر، أليس لجهاز الرقابة دور في محاربتها؟
بالتأكيد جهاز الرقابة له دور، ولكن بالتوازي مع أجهزة الداخلية
ومراقبة الإنترنت، ولكن القضاء على هذه الظاهرة أصبح صعباً فهي ظاهرة
عالمية ولا تنتشر في مصر فقط، بل أصبحنا نرى أفلاماً أميركية وأوروبية
كثيرة على شبكات الإنترنت بعد عرضها في الصالات بأسابيع قليلة.
·
إلى أين وصلت مشكلة فيلم {الحرامي
والعبيط}، والذي طالبت نقابة التمريض بوقف عرضه نظراً إلى أنه مسيء إلى
الممرضات بشكل عام؟
قمنا بتشكيل لجنة رقابية لمشاهدة الفيلم مرة أخرى لمعرفة ما إذا كان
يسيء إلى الممرضات أم لا، وقد أصدرت اللجنة قرارها بعدم وقف عرض الفيلم،
مؤكدة أنه لا يسيء إلى الممرضات، ذلك لأنه لا يتضمن شبهة التعميم، فقد عرض
لحالة ممرضة واحدة، ومهنة التمريض برأيه فيها السيئ والجيد مثل أي مهنة
أخرى، ويستحيل أن تكون كل الممرضات نماذج جيدة وبالمثل ليست كلها سيئة،
وإلا ما كنا شاهدنا القضايا التي ترفع على عدد منهن. عموماً، تعتمد الدراما
دائماً على الحالات الشاذة أو الخاصة، وإذا قدمت المجتمع كله مثالياً فإنها
ستفتقد عناصر التشويق وهي أهم عناصر الدراما في تصوري. يتناول الفن بعض
النماذج السيئة في أي مهنة وهذا في تصوري أيضاً أمر منطقي ما دام لا يسيء
إلى المهنة كلها أو يعمم النموذج السيئ.
الجريدة الكويتية في
19/07/2013
أوسكار التلفزيون تمنح جوائزها في 99 قسما
جوائز «إيمي»: ممثلو ومخرجو السينما في خلطة تلفزيونية
لندن: محمد رُضـا
أعلنت يوم أول من أمس ترشيحات الدورة الخامسة والستين لجوائز «إيمي»
التلفزيونية التي ستنطلق حفلتها ليل الثاني والعشرين من سبتمبر (أيلول) في
مطلع ما يُعرف بموسم الجوائز.
ولم يخل المعلن من هذه الترشيحات من مفاجآت بالنسبة لصناعة الإنتاج
التلفزيوني من نوع غياب أسماء كان من المتوقع لها أن تظهر وظهور أخرى كان
متوقّعا لها أن تختفي من الترشيحات. في المجال الأول يلحظ، على سبيل
المثال، غياب الممثل الراحل جيمس غاندولفيني الذي توقّع له المتابعون أن
يُدرج في عداد الممثلين المرشّحين في قسم «أبرز ممثل في سلسلة درامية». في
حين لم يتوقع قلّة من هؤلاء ورود اسم الممثلة إليزابيث موس عن دورها في
فيلم «عند رأس البحيرة» في مسابقة «مسلسل قصير أو فيلم تلفزيوني» لكنه فعل.
كذلك كان مفاجئا أن يتم ترشيح حفلة «الغولدن غلوبس» في عداد مسابقتين:
«كتابة مميّزة لحفل استعراض» و«برامج ذات نوعية مميّزة». مصدر المفاجأة هنا
هي أن «إيمي» و«غولدن غلوبس» متنافسان ولو نصفيا كون الثانية لديها جوائزها
التلفزيونية أيضا والتي تمنح في الشهر الأول من كل عام.
«إيمي» هي أوسكار التلفزيون، والأكثر اختصاصا من بين كل ما يُمنح في
هذا المجال. فجوائزها موزعة بين 99 مسابقة تغطّي كل شأن صناعي وإنتاجي وفني
يمكن أن يوفّره العمل التلفزيوني في مجالاته المختلفة من الكتابة إلى
الإخراج ومن الأعمال الدرامية المسلسلة إلى الأفلام التي تصور بغاية العرض
التلفزيوني، ثم من المؤثرات والموسيقى إلى برامج الاستعراض. ودائما في
النوعين الإبداعيين الكبيرين: الدراما والكوميديا كما في ميادين الأنيماشن
والتسجيلي وحتى البرنامج التسجيلي القصير.
حين يأتي الأمر للمواهب العاملة ذاتها، فإنها تغطي المساحات جميعا،
فهناك تسع مسابقات للإخراج، وست عشرة مسابقة للممثلين الرجال ومثيلها
للممثلات، عدا الكتاب وأصحاب المواهب الخاصّة الآخرين.
ممثلون ومخرجون الكلمة - المفتاح لكل هذه المسابقات هي «أبرز»
Outstanding وليس «أفضل» أو «أحسن» لذلك تحمل كل الترشيحات هذه الكلمة تحديدا ما
يُثير اختلافا حول ما إذا كان هذا «البروز» عائدا إلى النوعية الشاملة أو
إلى جانب إنتاجي معيّن. ما يطرح بالتالي السؤال حول الأسس التي تتكوّن منها
الترشيحات وكيف يتم اختيارها بين ألوف الساعات المنتجة كل عام.
ليكن «أبرز» إذن ونحن نجد الترشيحات المعلنة في أقسام التمثيل الغالبة
تتعدد على نحو كبير. في مسابقة «أبرز ممثل في دور رئيسي في مسلسل درامي»
مثلا نجد ستة مرشّحين جلّهم من الوجوه التلفزيونية (مثل برايان كرانستون عن
Breaking Bad وهيو بونفيل عن
Downtown Abbey) باستثناء اسمين لهما أعمالهما السينمائية المعروفة هما كفن سبايسي
(مرشّح عن بطولته لمسلسل «منزل من ورق اللعب»
House of Cards) وجف دانيالز عن «غرفة الأخبار»
The Newsroom وكلاهما من المسلسلات التي نالت إعجاب النقاد التلفزيونيين.
في المقابل النسائي لهذا القسم، تبرز الممثلة كلير دانس (التي كانت
يوما وعدا سينمائيا محسوبا) عن مسلسل
Homeland
كذلك روبين رايت عن «منزل من ورق اللعب» وفيرا فارميغا عن «بايتس موتيل»
كما كيري واشنطن عن «فضيحة».
مسابقة «أبرز ممثل في مسلسل قصير أو فيلم تلفزيوني» تضم غالبية من
الممثلات السينمائيات المعروفات مثل جسيكا لانغ عن «قصّة رعب أميركية»
وهيلين ميرين عن «فل سبكتور» وسيغورني ويفر («حيوانات سياسية») ثم لورا
ليني (The
Big C: Hereafter).
رجاليا في القسم ذاته نلحظ آل باتشينو لقيامه بدور المنتج المتهم
بجريمة قتل في «فل سبكتور» ومات دامون ومايكل دوغلاس عن «ما وراء كاندلبارا»
(الموزّع سينمائيا خارج الولايات المتحدة) كما بندلكت كمرباتش عن «نهاية
الاستعراض» وهذا من بين خمسة مرشّحين في هذا القسم.
ما سبق في قسم الدراما. أما في قسم الكوميديا فمن بين الذين ترد
أسماؤهم كل عام (وأحيانا يفوز) أليك بولدوين عن 30Rock) ودون شيدل عن «منزل الأكاذيب»
House of Lies كما جاسون باتمان عن «تطوّرات مثيرة»
Arresting Development نسائيا هناك لورا ديرن عن «مطّلعة»
Enlightened
كما تينا فاي عن 30Rock
وجوليا لويس - دريفوس عن
Veep.
ونجد في مسابقة «أبرز مسلسل قصير وفيلم» مساحة كبيرة من الأعمال
المختلفة منها الديني («الإنجيل») والسيرة («فيل سبكتور») والبوليسي «عند
رأس البحيرة» وذلك من بين ستة أعمال متنافسة.
بالانتقال إلى المخرجين، ومن بين تلك الأقسام المتخصصة التسعة، يلفت
وجود بضعة أسماء كبيرة في قسم «أبرز إخراج لمسلسل قصير أو فيلم». هناك
ستيفن سودربيرغ ليقدّم فيلمه «وراء كاندلبارا» وديفيد مامت عن «فل سكتور»
وأليسنو أندرز (وهي مخرجة جيدة تناوبت بين السينما والتلفزيون طويلا) عن
«حلقة النار» كما الأسترالية جين كامبيون عن «عند رأس البحيرة».
الشرق الأوسط في
20/07/2013
أجيال عائلة "وحش الشاشة" احترفت ألوان الفن
فريد شوقي... ثلاث زيجات وخمس بنات وحفيدة بارعة
القاهرة -احمد السماحي:
فرق كبير بين الصورة القديمة للفنان فريد شوقي حين عرفه الجمهور خلال
الخمسينات بلقب " وحش الشاشة " لصا ومحتالا وقاطع طريق, والصورة الحديثة
في أفلام الثمانينات كأب حنون عطوف تعصف به أنواء الحياة القاسية, يعكس
قدرة وذكاء , يتمتع بهما الممثل العملاق وعن طريقهما حافظ على مكانه
ومكانته في قلب جمهوره, وفي رصيد شباك التذاكر على السواء ما جعله يستحق
بجدارة لقبا آخر أكثر شعبية وتلقائية, هو "ملك الترسو" تعبيرا عن الصدى
العميق الذي يناله من القطاع الأكبر من الجمهور الذي احبه في دور الفتوة
الذي يخوض معاركه العنيفة ضد الأشرار, كما تسيل الدموع وتنفطر القلوب, في
دور الأب الذي يطوي تحت جناحيه أسرته وأبنائه ويحميهم من غدر الزمان,
وبينما يتوارى نجوم احتلوا في شبابهم المبكر مكان الفتى الأول على الشاشة
لينتهوا في شيخوختهم الى قبول الأدوار الهامشية الصغيرة, فإن فريد شوقي في
شبابه وشيخوخته ظل يحتل في أفلامه مكان " البطل", عبر اختياره بل وتأليفه
وانتاجه نوعية خاصة من القصص السينمائية تتناسب دائما مع التغييرات في
تكوينه بقدر ما تتناسب مع التيار الاجتماعي والحس القومي في مده وجزره,
وهكذا بدأ فريد شوقي المولود في 1920/7/30 في أفلامه الأولى في صورة
المتمرد ليمضي في رحلة مواجهة مع الصعاب من أجل الصعود الاجتماعي, في
مرحلة تميزت بالأحلام العريضة, ليصل في أفلامه الأخيرة الى صورة بطل
الشريحة الدنيا من الطبقة المتوسطة.
ولد فريد شوقي في أسرة هادئة مترابطة من الطبقة الوسطى تجمعها
العلاقات الحميمة وهو الجو الأسري الدافئ وتعلم من أبيه الذي يعمل موظفا
بمصلحة الأملاك الأميرية حب الفن, فقد كان والده واحدا من الذين تعلموا فن
" الخطابة والالقاء " على يد الفنان زكي طليمات, وكان يصحب فريد في نهاية
كل أسبوع الى المسرح لمشاهدة مسرحيات علي الكسار, نجيب الريحاني, يوسف
وهبي, فاطمة رشدي, ليعود الطفل الى المنزل محاولا تقليد الممثلين الكبار
ويجمع من حوله الأطفال الصغار, وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية استطاع
أن يكون فرقة مسرحية من أصدقائه ليؤلف لهم مسرحية " الفاجعة " أقتبس فيها
من مسرحيات يوسف وهبي "أولاد الشوارع", " بنات الريف", "أولاد الفقراء"
ليصنع منها سلسلة متشابكة من المواقف المؤثرة التي تنبئ عن موهبته في
التأليف وتشجيعا له على استكمال دراسته في مدرسة الفنون التطبيقية, ساعده
والده على الالتحاق بفرقة رمسيس حيث التقى عمالقة فن التمثيل يوسف وهبي,
حسين رياض, أمينة رزق, علوية جميل, أحمد علام, فاخر فاخر, سراج منير
وغيرهم, ووسط هؤلاء العمالقة بدأ مشواره عبر دور كومبارس صامت في مسرحية "
بنات الريف", ولانه أثبت مهارة فائقة في حفظ واجادة كل أدوار المسرحية
اختاره يوسف وهبي في المسرحية التالية "بيت تهدم" ليقوم بدور أكبر ويصبح
ممثلا محترفا للمرة الأولى في حياته, كما تخرج في مدرسة الفنون التطبيقية
وعين مهندسا بمصلحة الأملاك الأميرية وكان عليه أن يختار بين الوظيفة ذات
الراتب المضمون وطريق الفن الشاق الذي تبدو ملامحه غير واضحة تحت أقدامه,
وبين الوظيفة والفن وقف الشاب فريد متردداً, ومن الغريب أن يختار الوظيفة
والاستقالة من فرقة رمسيس, ليصبح المهندس فريد شوقي, لكنه لم يتوقف عن
محاولة اشباع موهبته الفنية وقد التقى فريد ومجموعة من الموظفين في المصالح
الحكومية الأخرى العاشقين لفن التمثيل, وشكلوا الرابطة القومية للتمثيل
وتضم عبدالرحيم وعلي الزرقاني, أحمد الجزيري, وغيرهم وقام هؤلاء باستئجار
مسرح الريحاني لتقديم حفلات "الماتينيه" عليه, وكانت أولى مسرحياتهم بعنوان
"الفاجر" وقام فريد ببطولتها متقمصا دور الشرير لأول مرة, وشاهده بالمصادفة
نجيب الريحاني, وأعجب به وطلب منه احتراف التمثيل, وأثناء تقديم المسرحية
بدأت فرقة الهواة التي كونها فريد من الموظفين تستقطب آخرين منهم السيد
بدير, صلاح منصور, محمد توفيق, كمال حسين, محمود السباع, لتتحول الرابطة
القومية للتمثيل الى فرقة العشرين, التي نظمت محاضرات يلقيها يوسف بك وهبي,
زكي طليمات, وبعد شهور قليلة افتتح في مصر المعهد العالي للتمثيل عام 1946,
تحت اشراف العميد زكي طليمات, فانضم اليه فريد شوقي مع أعضاء الرابطة
القومية, أثناء الدراسة عرض على مسرح المعهد مسرحية "الجلف" لأنطوان
تشيكوف, وشاهده يوسف وهبي وازداد اقتناعا بموهبته وأسند له دورا مهما في
فيلم "ملاك الرحمة" عام 1947 ليكون أول أدوار فريد شوقي في السينما,
ليتسابق عليه المنتجون والمخرجون فيقدم مع المخرج نيازي مصطفى "غني حرب",
ومع أحمد كامل مرسي "غروب", ومع أنور وجدي " قلبي دليلي"ومع يوسف وهبي"
ملائكة في جهنم", ويترك الوظيفة الحكومية, ويصبح راهبا في محراب الفن, وفي
العام التالي يقدم ثمانية افلام هي "القاتل" اخراج حسين صدقي, "ليالي
الأنس" نيازي مصطفى, "اللعب بالنار" عمر جميعي, "حب" عبدالعزيز حسين, "رجل
لا ينام" يوسف وهبي, "مغامرات عنتر وعبلة" صلاح أبوسيف, "عنبر" و"طلاق سعاد
هانم" أنور وجدي, وظلت صورة الشرير ملتصقة بفريد شوقي, حتى انه عندما تقدم
للزواج من الفنانة هدى سلطان عام 1951 بعد اشتراكهما معا في فيلم "ست
الحسن" أظهرت قلقا عميقا عندما أعرب لها عن رغبته في الزواج منها, خشبة ان
يكون قد أخفى عليها حقيقته الشريرة كما يظهر على الشاشة فيغرر بها كما يفعل
مع بطلات أفلامه, خاصة انها كانت تعلم انه متزوج من زميلة تدعى زينب
عبدالهادي وله منها ابنه تدعى منى, لكن فريد شوقي يلجأ الى شقيقها
الموسيقار محمد فوزي الذي يقنعها بطيبته, فتتزوجه وتكون معه ثنائيا فنيا
ناجحا وأيضا شركة انتاج باسم "العهد الجديد" التي انتجت أفلام عديدة أولها
"الأسطى الحسن" الذي اثار الدهشة والاعجاب معا عبر التوليفة الميلودرامية
للسينما المصرية, وعبر هذا الطريق في سينما الاصلاح الاجتماعي لم يكن فريد
شوقي مجرد ممثل يؤدي دورا وانما كان أيضا في معظم الأحيان منتجا للفيلم
ومشاركا في كتابة القصة والسيناريو والحوار, في العام التالي لثورة 1952
ومواكبا للحملة القومية ضد تجار المخدرات, قدم فيلم "حميدو", وبعد نجاح
الفيلم وأثناء زيارته لشقيقه ضابط الشرطة في اصلاحية الأحداث والمجرمين
الصغار, تلتقط عيناه تلك الظروف الاجتماعية الجائرة التي عصفت بهؤلاء
الصغار ليقضوا أجمل سنوات عمرهم وراء القضبان, ويقدم فيلمه الرائع "جعلوني
مجرما" الذي نال عنه جائزة الانتاج والتمثيل, وفي هذه الفترة تلد هدى سلطان
ابنتهما "ناهد" التي أصبحت في ما بعد واحدة من أهم منتجات السينما
والتلفزيون, وتتوالي أفلام فريد وهدى سلطان فيقدما معا "بيت الطاعة", "لمين
هواك", "أبوالدهب", "فتوات الحسينية", "رصيف نمرة 5", "النمرود", وبناء على
رغبة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي التقى فريد شوقي وطلب منه فيلما
عن كفاح بورسعيد, قدم أيضا مع هدى سلطان فيلم "بورسعيد", ثم "المجد",
"سواق نص الليل", "سوق السلاح", "عبيد الجسد", "العائلة الكريمة" الذي
قدماه عام 1964 وكان آخر أفلامهما معا, حيث تم الطلاق بين أشهر ثنائي عرفته
السينما المصرية, وبعد الطلاق أخذت هدى ابنتيها من فريد وهما ناهد ومها
ليعيشا معها, وبعد سنوات قليلة قدم فريد مجموعة من الأفلام الكوميدية
المأخوذة عن مسرحيات عالمية, وحدثت نكسة 1967 التي أثرت على السينما
المصرية وانتقل كثير من النجوم للعمل بين تركيا ولبنان, وكان فريد من
النجوم الذين ذهبوا لتركيا للعمل هناك وتصوير أفلام مشتركة لعل أهمها
"شيطان البوسفور" و"عثمان الجبار", حيث التقى زوجته الثالثة سهير ترك التي
تزوجها بداية السبعينات وعاد للقاهرة, وأنجب ابنتيه عبير التي تخرجت في
المعهد العالي للسينما قسم اخراج ورانيا التي عملت بالتمثيل.
تغيير الجلد
واذا كانت الخمسينات هي المرحلة الذهبية في مشوار فريد شوقي فتعتبر
فترة السبعينات هي الفترة الماسية لهذا النجم الذي غير جلده الفني تماما,
ليجدد موهبته ونجوميته مرة اخرى في فيلم "ومضى قطار العمر" الذي كتب بنفسه
قصته وشارك في السيناريو والحوار, ويومها وقفت بجواره ابنته ناهد فريد شوقي
بعد تخرجها في كلية التجارة لتعمل في الانتاج ويحقق الفيلم نجاحا كبيرا,
جعل ناهد تتفرغ للانتاج في شركة والداها, وتنفذ معه كمساعد انتاج أفلام
"وبالوالدين احسانا", "هكذا الأيام", "البؤساء", "القضية المشهورة", "لا
تبكي يا حبيب العمر", "الملاعين", "لعنة الزمن", "أبو البنات", "حكمت
المحكمة", في تلك الأفلام جميعا التي تقطعت لها نياط قلوب المشاهدين,
وأغرقت العيون بالدموع, جسد فريد شوقي دور المظلوم الذي يعاني من غدر الزمن
أو المجتمع, لكن عبقريته الحقيقية كفنان أصيل تتجلى في قدرته على أن يظهر
في أفلام آخرى في دور الظالم الذي لا تعرف الرحمة طريقها الى قلبه, ولكنه
ليس الشرير النمطي الذي سبق وقدمه ولكن الأب القاسي رمز السطوة والجبروت
الذي يقف في طريق العاشقين, وكما أقنع فريد المشاهدين بدور المظلوم, جسد
ببراعة دور الظالم في أفلام مثل "توحيدة", "امرأة قتلها الحب", "حساب
السنين", "كلهم في النار", "حب لا يرى الشمس", "كيدهن عظيم", "الليلة
الموعودة" وكان آخر أفلامه "الطيب والشرس والجميلة" اخراج زوج ابنته ناهد
المخرج مدحت السباعي.
وفي ذكرى مرور عام على رحيل فريد شوقي عام 1999 أقام صندوق التنمية
الثقافية حفلا فنيا احياء للذكرى ويومها قدمت ابنته المخرجة عبير فريد شوقي
فيلما مصورا عن أبيها بعنوان "هذا هو أبي" بدأته بعبارة تلخص فحواه والهدف
من صنعه وتقول "الكل يعلم كم أنت فنان عظيم, ولكنهم لا يعلمون انك كنت أبا
أعظم لخمس بنات", وقامت يومها شقيقتها الصغرى رانيا بالتعليق على أحداث
الفيلم الذي يركز على أدواره التي تتميز بالأبوة والعطف والحنو وحب الخير
للأولاد والتفاني في تربيتهم ورعاية مصالحهم حتى ينتهي الأمر بوفاة الأب
فريد في أحد أفلامه", ركز الفيلم يومها على عادات وتقاليد النجم الراحل في
الكتابة والمشاهدة والقراءة وعلاقته ببناته الخمس منى, مها, ناهد, رانيا
وعبير.
لن أعيش في جلباب أبي
ناهد هي الابنة الكبرى لوحش الشاشة من زوجته النجمة هدى سلطان, وقد
عملت مع والداها كمساعد منتج منذ تخرجها في كلية التجارة في منتصف
السبعينات, وأنتجت العديد من الأفلام والمسلسلات وأشهر أعمالها الانتاجية
مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي", وتزوجت من المخرج مدحت السباعي الذي بدوره
قدم أكثر من 25 فيلما سينمائيا, وأنجبا عام 1980 الفنانة الشابة ناهد
السباعي.
مدحت زوج ناهد فريد شوقي من أسرة فنية فوالده هو الكاتب والسيناريست
والشاعر عبد المنعم السباعي, صاحب فيلم "سمارة" وأغنية "أنا والعذاب وهواك"
للموسيقار محمد عبد الوهاب, وقد تعرف على ناهد بحكم صداقة أسرته مع أسرة
النجم الكبير فريد شوقي, وتم زواجه منها عام 1977, ويعتبر مدحت أحد أشهر
مخرجي السينما في الثمانينات والتسعينات, ومن أشهر أفلامه "وقيدت ضد مجهول,
فقراء لا يدخلون الجنة, الجريح, بئر الأوهام, حارة الجوهري, نواعم, راجل
بسبع أرواح, العميل 13, امرأة آيلة للسقوط, فرسان آخر زمن, خلطبيطة, الطيب
والشرس والجميلة, مجرم مع مرتبة الشرف, ومن أهم مسلسلاته الستات جننوا
فرحات, بابا في تانية رابع.
عبير هي الابنة الكبرى لفريد من سهير ترك التحقت بالمعهد العالي
للسينما قسم اخراج وتخرجت فيه بتفوق, ورغم هذا لم تمارس حتى الآن الاخراج,
وقد أخرجت فيلما تسجيليا عن والدها في الذكرى الأولى لرحيله, واكتفت بهذا
الفيلم, وفضلت حياتها الأسرية على حياة الفن.
رانيا هي شقيقة عبير وتعمل حاليا ممثلة وتعيش حاليا أجمل سنوات عمرها
الفني حيث تشهد موهبتها حالة من النضج , وتثبت لمن هاجمها عندما بدأت
مشوارها الفني في "آه وآه من شربات" أن والدها النجم الكبير فريد شوقي
عندما جازف وأنتج لها أول أفلامها كان على حق, فقد قدمها من خلال شركته
الانتاجية ولم يحقق الفيلم نجاحا يذكر ما جعل العديد من الكتاب والنقاد
يهاجمون شوقي , ويتهمونه بفرض ابنته على المجال الفني بفلوسه, لكن الابنة
لم تلتفت الى هذا النقد الجارح واستمرت في مشوارها حيث قدمت العديد من
الأفلام والمسلسلات التي أثبتت فيها تفوقا ونجاحا كبيرين نذكر منها أفلام
"المكالمة القاتلة" "طعمية بالشطة", مسلسلات مثل خالتي صفية والدير, حواري
وقصور, اللص والكلاب, الدنيا حظوظ, الضوء الشارد, عباس الأبيض في اليوم
الأسود, العطار والسبع بنات, جحا المصري و يتربي في عزو, تزوجت في البداية
من مصمم الاستعراضات الفنان عاطف عوض وأنجبت منه فريدة وملك. ثم انفصلا
وتزوجت من الفنان مصطفى فهمي في أغسطس 2007, وفي عام 2010 انفصلا الا أنهما
عادا بعد فترة قصيرة, ثم حدث الطلاق الثالث بينهما في 2012 .
بعد الموقعة
ناهد السباعي الحفيدة ابنة ناهد فريد شوقي والمخرج السينمائي مدحت
السباعي, قدمت مجموعة من الأفلام منها "احكي يا شهرزاد", "678", "بصرة",
"ساعة ونص" و "18 يوم" و"بعد الموقعة", والأخير شارك في مهرجان كان
السينمائي, ويومها لفتت ناهد الأنظار اليها بسمرتها وخفة ظلها, وحقق الفيلم
نجاحا فنيا كبيرا, وتتمنى ناهد أن تحقق نصف نجاح جدتها هدى سلطان التي كانت
تجمع بين جمال الشكل وقوة التمثيل, وحضور جدها واستمراره على القمة اكثر من
نصف قرن, كما تتمنى أن تصل الى العالمية لأن طموحها الفني بلا حدود.
السياسة الكويتية في
19/07/2013
أميرة السينما العربية من أب مصري وأم مجرية
مشهد الصلاة أقنع والد مريم فخر الدين باحترافها التمثيل
أحبت الفن منذ أن شاهدت فيلم "ذهب مع الريح"
القاهرة - حسن أحمد:
·
الوالدة أرادت توفير خمسة جنيهات ففازت الابنة بلقب "فتاة الغلاف"
·
التربية المحافظة والاختلاط بين الجنسين حرماها من دخول الجامعة
·
ساعدت شقيقها بعد أن تورطت في زواج محمود ذو الفقار
تعتبر مريم فخر الدين, أشهر أميرات السينما المصرية, فقد عرفها الناس
من خلال رائعة يوسف السباعي "رد قلبي" حيث مثلت في الفيلم دور الأميرة "إنجي",
هي ابنة المهندس محمد فخر الدين مفتش الري بالفيوم , وحين كانت مريم في
السادسة عشرة من عمرها ذهبت مع والدتها لأحد استديوهات التصوير الفوتوغرافي
لالتقاط صورة "بوستال" ورغم معارضة والدتها إلا أنها أصرت فما كان من الأم
إلا أن وافقت ولكن بعد ذهاب والدها لعمله الذي كان يمكث به بضعة أيام.
سألها المصور في الستديو عن طبيعة الصور المطلوبة, هل هي صور خاصة أم
لمسابقة "الإيماج"? فسألت الأم وما الفرق بين هذه وتلك, فقال المصور إن
الصور الخاصة ستة "كارت بوستال" بمبلغ خمسة جنيهات, أما إذا كانت الصورة
لمسابقة "إيماج" فستحصل على ستة كارت بوستال دون أن تدفع شيئاً وسيرسل هو
الصورة لمجلة فرنسية للمشاركة في مسابقة فتاة الغلاف التي تنظمها المجلة,,
فسألت والدتها المصور هل سيتم وضع الاسم تحت الصورة, فقال المصور: إن الصور
تحمل أرقاماً وأكثر رقم يحصل على أصوات ستكون صاحبته فتاة الغلاف, وكانت
الأم لا تتوقع أن تكون ابنتها فتاة الغلاف بأي حال من الأحوال فوافقت ولو
من قبيل توفير الجنيهات الخمسة والحصول على الصور من دون مقابل, وانصرفتا.
ولم يخطر على بال عائلة مريم فخر الدين أبداً أن تفوز ابنتهم بلقب
"فتاة الغلاف" ولم يقوموا بشراء المجلة التي كان سعرها في ذلك الوقت ثلاثة
قروش, ولم تتوقع مريم أن يشتري والدها المجلة أو يراها لأنه كان يقرأ
نوعيات أخرى من المجلات المصرية, مثل المصور وروزاليوسف, وعند عودة الأب من
عمله ذات يوم وكان قد مر شهران على تصوير مريم بالستديو فوجئ أثناء فتح
صندوق البريد الخاص به بخطاب من مؤسسة دار الهلال للآنسة مريم محمد فخر
الدين ووجد به شيكا بمبلغ 250 جنيهاً مصرياً لفوزها بمسابقة فتاة الغلاف,
فصعد للمنزل وهو في ثورة عارمة لدرجة أنه صفع والدتها على وجهها صفعتين
واتهمها بأنها غير أمينة على ابنته, وتؤكد مريم أنه لولا أن والدتها غير
مصرية وليس لها أحد في مصر لطردها والدها من المنزل بل وطلقها بسبب هذا
التصرف, أما مريم فلم تهتم بعد ذلك سوى بالمبلغ الذي ربحته من المسابقة
وأخذت تصرف منه يميناً وشمالاً, وفوجئ الأب ذات يوم بثلة من المحررين في
بيته يطلبون إجراء حوارات صحافية مع ابنته "فتاة الغلاف" فطردهم وقال: إن
هذه أمور تافهه وسخيفة بل " قلة أدب" ولا يصح ذلك أبداً, مع ذلك تمكن
الصحافي إبراهيم الورداني من اجراء أول حديث مع مريم, وكان اللقاء مشوقا
وأعجب الأب بما كتبه الورداني عن ابنته الجميلة الصغيرة التي تعزف البيانو
وتتحدث خمس لغات ولديها قطة اسمها "بوسي", وتوالت الحوارات مع فتاة الغلاف
وأصبحت مريم ملكة الصحافة -على حد تعبيرها- في ذلك الوقت, هكذا لعبت
المصادفة البحتة دورها في حياة مريم التي لم تكن تتخيل أنها ستصبح نجمة
سينما.
طاعة عمياء
أما عن والدتها فهي أجنبية من "المجر" وكانت تطيع والدها طاعة
عمياء, وتذكر مريم أنها حتى سن اثني عشر عاماً كان من الممكن أن ترتدي
المايوه للسباحة في البحر أما في سن الثالثة عشرة صدر "الفرمان" بمنعها من
ارتداء المايوه ولابد من الطاعة بدون نقاش.
عن علاقتها بالسينما فلم تشاهد مريم في بداية حياتها سوى فيلم "ذهب مع
الريح" بعدما شاهده والداها وأقر بأنه فيلم قَيم ولابد أن يشاهده الأولاد
فذهبت إلى السينما مع شقيقها يوسف وشاهدا الفيلم, وكان حماسها أكثر بكثير
من شقيقها الذي خلد للنوم في منتصفه وكان تأثرها بالعمل كبيرا جداً, لدرجة
أنها كانت تبكي كلما مات أحد في الفيلم , وبعدما ذهبت للمنزل ووجدت عينيها
قد انتفختا من البكاء وسألتها والدتها لماذا تبكين? فقالت من أجل كل هؤلاء
الذين ماتوا في الفيلم فضحكت الأم وقالت هؤلاء لم يموتوا لأن هذا تمثيل
وليس حقيقة, والذي مات في الفيلم سيشارك في فيلم آخر ويحب فتاة ثانية,
ويعيش حياته كما هي, ومن هنا أحبت مريم السينما من كلمة أن هذا ليس حقيقة
وأنه "كده وكده" على حد تعبير والدتها, ومن هنا قالت مريم لنفسها أنه لشيء
جميل أن أحب عبد الحليم حافظ ثم أحب فريد الأطرش ثم رشدي أباظة, فالحب في
هذه الحالة ليس بحب, هذا شيء جميل, ومن هنا أحبت مريم الفن.
لقيطة
بعد لقاءات وحوارات عدة في أكثر من مجلة, بدأ المنتجون يتجهون إلى
فتاة الغلاف الشقراء مريم, وأول من طلبها للعمل في السينما الفنان والمنتج
أنور وجدي, وتقول مريم : دائماً أول شخص يكون حظه سيئا جداً مع والدي فقد
قام بطرد أنور وجدي من على باب الشقة وصرخ في وجهه وقال له "بلاش قلة أدب,
بلا سينما بلا قرف", وانصرف أنور وجدي ولم يعد مرة أخرى, وتكرر نفس الموقف
مع الفنان والمنتج حسين صدقي.
بعد ذلك حضر أحمد بدرخان وكان من الفيوم ويعرف والد مريم وعائلته
وأعتقد الوالد أنه آت من أجل مصلحة بخصوص أرضه, ولكنه فؤجئ بأن أحمد بدرخان
يحضر معه كتاباً وسيناريو فيلم, ولمعرفة والدها به بدأ يقرأ السيناريو,
وكان الكتاب للمؤلف محمد عبد الحليم عبدالله, وكان قد حصل على الجائزة
الأولى وهو بعنوان "لقيطة" وتذكر مريم أنه كان هناك عبارة:"الله يكفيك شر
ولاد الحرام" ولكن الكتاب كان يقول إن أولاد الحرام ليس لهم ذنب وانه ذنب
آبائهم وأمهاتهم فهم الذين أنجبوهم في الحرام ووضعوهم أمام المساجد, قرأ
والدها الكتاب والسيناريو وأعجبه جداً الموضوع, خاصة أنها في المشهد الأول
ظهرت تصلي وأول كلمة قالتها في العمل السلام عليكم ورحمة الله وهي تسلم من
الصلاة, فقال لها والدها إنها إذا قامت بهذا العمل بشكل جيد فستكون مثل لكل
فتيات جيلها, رغم موافقة والدها على الفيلم إلا أنه لم يوافق على ذهابها
للجامعة, لأن بها اختلاطا بين الشباب والفتيات وكان هذا هو التناقض الغريب
بالنسبة لها في شخصية والدها.
قام والدها بتوقيع العقد لأنها كانت قاصرا في ذلك الوقت وعمرها سبعة
عشر عاماً, تقول مريم إنها لم يكن بيدها أي شيء أيضاً, فوالدها هو الذي قرأ
وهو الذي وافق وهو الذي وقع العقد وحصل على الأجر وهي التي عملت فقط في
الفيلم, حصلت في الفيلم الأول على أجر ألف جنيه ونجح نجاحاً كبيراً ولكن
رغم هذا النجاح لم يعجب أبوها, ولم يستطع أن يرفض طلب المنتج الآخر ولكن ما
فعله أنه رفع أجرها إلى ألف وخمسمائة جنيه حتى يرفض المنتج وينصرف ولكنه
فوجئ بأن المنتج وافق على الأجر وقامت بالعمل الثاني والثالث.
زيجات
الزيجة الأولى للفنانة مريم فخر الدين كانت من نصيب الفنان والمنتج
محمود ذوالفقار عن طريق الصدفة غير المرتبة بالمرة, عندما ذهب إلى والدها
في المنزل, وطلب منه أن يوافق على ترشيحها للعمل معه في أحد الأفلام من
إنتاجه, وكالعادة كان يقوم والدها برفع أجرها خمسمائة جنيه بعد كل عمل,
لأنه لم يكن راضياً على عملها في السينما, طلب من محمود ذو الفقار ثلاثة
آلاف جنيه نظير عملها معه وهنا قال ذو الفقار, هذا مبلغ كبير فماذا لو كنت
سأتزوجها فكم أدفع?!... وهنا قال والدها هذا موضوع آخر وقام متجهاً إلى
مريم التي كانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً وقتها وتجلس مع شقيقها
الأصغر يوسف في بلكونة المنزل, وقال لها إن هذا الرجل يريد أن يتزوجك,
وهكذا وجد محمود ذو الفقار ووجدت أيضاً مريم أنفسهما متورطين في هذه
الزيجة, وكان محمود في ذلك الوقت يبلغ من العمر أربعين عاما وأنجبت منه
"إيمان" التي عملت معها في فيلم "ملاك وشيطان", والزيجة الثانية لها كانت
من طبيب انف واذن وحنجرة محمد الطويل الذي كان يعمل مساعدا للطبيب الألماني
الذي كان يعالج مريم من حالة الصمم التي أصيبت بها بعد انجابها لابنتها,
والتي تؤكد مريم أنها حالة وراثية فقد أصيبت بها عمتها بعد أن أنجبت هي
الأخرى, وحدث ذلك عندما كانت تقوم بتصوير فيلم "الأيدي الناعمة", وتزوجته
وأنجبت منه ابنها الوحيد, ثم تزوجت بعد ذلك من الفنان فهد بلان الذي عرض
عليها الزواج في أول مرة يراها فيها عندما وصلت إلى لبنان لتصوير أحد
الأفلام ولم تستمر معه طويلاً بسبب أبنائها الذين أصبحوا يعانون في المدرسة
من مضايقة زملائهم عندما كانوا يغنون لهم أغنية فهد الشهيرة, "وأشرح لها"
بطريقة ساخرة فقررت مريم الانفصال حتى لا يتعقد الأطفال نفسياً, تزوجت بعد
ذلك من رجل الأعمال شريف فضالي, الذي كان يدعي - على حد قولها- أن خاله
الفنان رشدي أباظة, بالرغم من أنه لا يمت له بصلة, وهكذا كانت حياة مريم
فخر الدين, كلما عرض عليها أحد الزواج توافق على الفور, وهذا ما اعترفت به.
رحلة غرامية
في أحد الأفلام التي قامت ببطولتها مريم بعنوان "أنا وقلبي" بطولة
الفنان عماد حمدي وهند علام شقيقة الفنانين محمد فوزي وهدى سلطان, رشحت
مريم شقيقها الفنان الراحل يوسف فخر الدين لهذا العمل وكان من إنتاج شركة
أفلام مريم فخر الدين عام 1957 وكانت مريم قد تجاوزت السادسة والعشرين من
عمرها في ذلك الوقت, وأصبحت نجمة لها ثقلها وكان يوسف في الثانية والعشرين
من عمره, أيضاً ساعدته في فيلمه الثاني "رحلة غرامية" وهو من انتاجها أيضاً
وشارك في البطولة أحمد مظهر وشكري سرحان وسميرة أحمد وعن قصة وإخراج محمود
ذو الفقار وشارك في السيناريو والحوار معه يوسف السباعي.
بعد أن قدمت مريم أخاها يوسف في عملين تركته يجرب العمل بدونها فقدم
العمل الثالث له مع الفنانة والمنتجة ماري كويني في فيلم "حب من نار" عام
1958 بطولة شادية وشكري سرحان, وابتعدت عنه مريم في هذا العمل حتى لا يقول
أحد إنها تفرضه على الساحة الفنية, وتوالت أعماله بدونها وأصبح له شخصيته
المستقلة- ومن ضمن الأفلام التي قدمها يوسف فخر الدين "لا تذكريني" وهذا
العمل جمع بينه وبين الفنان محمود ذو الفقار حيث كان محمود هو المخرج
والمشارك في السيناريو والحوار مع عبد الحي أديب عام 1961 وكان قد انفصل في
ذلك الوقت عن مريم فخر الدين, وشارك في بطولة العمل الفنانة الكبيرة شادية
وشقيقتها التي لم تكمل في الفن كثيراً عفاف شاكر ولبنى عبد العزيز.
تؤكد مريم عمق الحب الذي كان يجمعها مع شقيقها بل ومع كل العاملين في
الوسط الفني, حيث لم تكن بينهم غيرة شخصية وإنما غيرة فنية لصالح الفن
وتقديم الأفضل, ساعدت مريم شقيقها كثيراً ووقفت بجانبه من أجل أن يصبح
نجماً سينمائياً, ولكن حظه كان فيما وصل إليه فقط, كما تؤكد أن الحياة لم
تكن كما وصفها البعض بينها وبين الفنانة فاتن حمامة بحكم أنه تربطهما صلة
القرابة فعندما تزوجت محمود ذو الفقار كانت فاتن في ذلك الوقت متزوجة من
شقيقه المخرج عز الدين ذو الفقار, بينما كانت الفنانة الكبيرة شادية متزوجة
من الفنان صلاح ذو الفقار وربما تُعد هذه العائلة مجتمعة هي أكبر عائلة
فنية في ذلك الوقت, ومع ذلك لم تكن بينهم مشكلات أو منافسات غير شريفة ولم
يكن بينهم أي ضغائن أو كره أو مجرد غيرة - على حد تعبيرها - فلكل منهم
طريقته الذي تميز بها على العكس تماماً مما يحدث اليوم وكيف يتعدى اليوم كل
فنان على الآخر وضربت مثلاً على ذلك أنه عندما يشترك فنان كوميدي في عمل مع
فنان تراجيدي تجد الثاني يأخذ الكلمة من فم الكوميديان ويسرقون الكلمات من
بعضهم البعض ويتحول المشهد إلى صراع يهوي بالمشهد ولا يرفعه.
مضى يوسف فخر الدين في حياته الفنية وتزوج من الفنانة نادية سيف النصر
التي لقيت مصرعها في حادث انقلاب سيارتها في لبنان عام 1974 لتؤثر على
مشوار يوسف الفني حيث عانى من اكتئاب شديد فترك مصر وسافر إلى اليونان
ليعمل هناك واستقر بها إلى أن تقابل مع زوجته الثانية اليونانية.
رحيل
ظلت العلاقة بين مريم وشقيقها يوسف يسودها الحب والتفاهم وكانت تحزن,
وكذلك هو, عند سماعهما عن شائعات تنشر عنهما وربما من الأشياء التي شاعت
بالخطأ عن يوسف زواجه من الفنانة الراحلة مديحة سالم التي أدت دور الشقيقة
الصغرى للفنانة سميرة أحمد في فيلم
"أم
العروسة". أما عن رحيل الفنان يوسف فحدث ذات يوم أنه كان يستعد للخروج مع
زوجته وبعد انتهائه من حلاقة ذقنه واستعداده للخروج ذهبت زوجته هي الأخرى
لتجهيز نفسها فخرجت من الحمام لتجده على السرير بملابسه بعد أن قام
بارتدائها وقد فارق الحياة فجأة في 27 ديسمبر 2002.
السياسة الكويتية في
20/07/2013
ثلاثة أجيال جمعها عشق الموسيقى وفرقها اختلاف الأمزجة
كل يغني على ليلاه في أسرة السكندري علي سليمان
القاهرة- خالد فؤاد:
عشق الأب علي سليمان الذي عشق الموسيقى منذ نعومة أظفاره , وحصل على
لقب "شيخ ملحني الإسكندرية" بحكم تعاونه مع كل مطربي المدينة في
الاربعينات والستينات من القرن الماضي وتضاعفت قيمته وأهميته بعد اشتراكه
مع حافظ عبد الوهاب مكتشف العندليب الراحل عبدالحليم حافظ في افتتاح إذاعة
الإسكندرية.
أنجب علي سليمان من الأبناء ثلاثة أولاد الأكبر محمد علي سليمان
والثاني عماد والأخير محمود.
ورث الأبناء الثلاثة عن أبيهم عشق الفن وحب الموسيقى فقد تعلق الابن
الأكبر محمد الذي ولد في يوم 2 أكتوبر عام 1947 بأبيه لدرجة كبيرة , ولم
يكتف بمجالسته وهو يعد الألحان الجديدة للمطربين فحسب انما رافقه
للاستوديوهات لتسجيل الألحان أو لإذاعة الإسكندرية لتسجيل الموسيقى للبرامج
والمسلسلات وكذلك المطربين , فتأثر بما كان يشاهده ودرس بمعهد كونسرفتوار
الإسكندرية وبرع في العزف على آلة الكمان وتخرج عام 1967 , وفي إحدى
الحفلات عزف الأغنية الشهيرة "اسكندراني" بشكل منفرد فانبهر به اثنان من
أعضاء لجنة الاستماع بالإسكندرية هما عبدالحميد حمدي وحافظ عبدالوهاب وقررا
ضمه لأعضاء الفرقة بإذاعة الإسكندرية حيث تألق في الفرقة واصبح عضوا مؤثرا
ودائما في الفرقة , وفي الإذاعة تعرف على المطربة أمل فأحبها وبادلته الحب
واتفقا على الزواج وأنجب منها ولدا وبنتا الولد هو خالد والابنة هي المطربة
الشهيرة حاليا أنغام .
استمر الحال بمحمد علي سليمان هكذا بضعة أعوام وبحكم طموحاته الكبيرة
قرر الانتقال لآفاق أوسع فالتحق بالفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن
ليعمل خلف أكبر مطربي مصر وفي مقدمتهم عبدالحليم حافظ , ثم قرر السير على
درب أبيه أي الاتجاه للمطربين والمطربات وتعاون بالفعل مع الكثير من مطربي
ومطربات زمن الفن الجميل مثل محرم فؤاد وصباح ونجاة ونجاح سلام ومطربي
الثمانينات والتسعينات مثل نوال الزغبي ولطيفة.
كما الف الموسيقى التصويرية للعديد من الأفلام مثل القلب الكبير وبئر
الخيانة والعربجي وفتوة الناس الغلابة وعذاب الحب وغيرها والكثير من
المسلسلات التلفزيونية والإذاعية مثل"رحلة المليون والضباب وسر الأرض
والقلب الكبير وحقق شهرة كبيرة بأغنية "أصالحك بإيه" للمطربة الكبيرة شادية
وغيرها من الألحان الأخرى , واتفق كبار النقاد والباحثين على تميز موسيقاه
بالعذوبة والأصالة بالإضافة لجمال الصوت حيث يعد من الملحنين القلائل الذين
يتمتعون بصوت مؤثر وجميل ما دفعه الى الغناء واصدر ثلاثة ألبومات بصوته في
الفترة بين عامي 1979 حتى عام 1985 لعل أشهرها أنا إنسان واهي ماشية الدنيا
وادينا ماشيين ورغم تحقيقه النجاح الطيب بها إلا إنه قرر التوقف عن الغناء
والتفرغ للموسيقى والألحان سواء لشقيقه عماد الذي نشأ تحت رعايته ورعاية
أبيه وقدم له أشهر وأهم الأغاني التي قدمها ابتداء بأغنيته الشهيرة ليه حظي
معاك يادنيا كده وما أعقبها من أغنيات كثيرة, او لابنته أنغام التي عكف على
تدريبها وتعليمها فن الغناء وقواعد وأصول المقامات الموسيقية منذ طفولتها
وانطلق بها لرحاب الشهرة الواسعة بأغنيتها الشهيرة "في الركن البعيد
الهادي" التي كتبت بها شهادة ميلادها الفنية وتوالت ألحانه لها حتى أصبحت
واحدة من أشهر مطربات الوطن العربي .
أما قصة الابن الثاني عماد فكان نصيبه من الشهرة اكبر بكثير من الشقيق
الأكبر , ولعل من اكبر العوامل التي أدت إلى أن تكون شهرة عماد أكثر بكثير
من شهرة شقيقه ووصوله لطريق الشهرة والأضواء في سن الطفولة تبنى العندليب
الأسمر الراحل عبدالحليم حافظ له وهو طفل وقيامه بنفسه بتقديمه في إحدى
حفلاته الكبرى ليحظى بإعجاب الجمهور , وتضاعفت شهرته أكثر وأكثر بعد انتشار
شائعة أنه ابن عبدالحليم , فقد ولد عماد في 14 فبراير 1959 بمدينة
الإسكندرية وودع عالمنا في 20 أكتوبر من 1995 عن عمر 36 عاما اثر تعاطيه
جرعة مخدرات زائدة بعد التفاف أصدقاء السوء حوله.
الضباب
ورث عماد مثل شقيقه عشق الفن عن والده فتدرب على يديه وتأثر بموسيقاه
الأصيلة وأسلوبه المختلف , وتم اعتماد صوته بإذاعة الإسكندرية فاستمع له
عبدالحليم وأعجب به بشدة وقرر رعايته بنفسه وفعل معه ما لم يفعله مع غيره
من المطربين الآخرين حيث منحه اسمه , وقدمه بنفسه في حفل أضواء المدينة ,
فراح منتجو السينما يتهافتون عليه فشارك وهو في الخامسة عشرة من عمره في
فيلم "انتهى الحب" مع محمود ياسين وميرفت أمين ومحمود المليجي إخراج حسن
الإمام وجسد فيه شخصية ياسر .
وأعقبه بمسلسل "الضباب" مع صلاح منصور وعبدالمنعم إبراهيم إخراج فايز
حجاب , وبعد رحيل عبدالحليم في مارس1977 توقع الجميع أن يقوم عماد بسد
الفراغ الذي خلفه رحيل العندليب الأسمر فتوالت عليه عروض المنتجين فشارك في
بطولة مجموعة من الأفلام مثل "حياتي عذاب" مع نورا وهند رستم وعادل أدهم
عام 1979 و"كرامتي" مع نجوى إبراهيم وسعيد صالح و"الأخوة الغرباء" عام 1980
مع فريد شوقي وشويكار واثار الحكيم ووجدي العربي و"عذاب الحب" مع مديحة
كامل وفاروق الفيشاوي وعايدة رياض , ولعدم اقتناع الجمهور به كممثل بنفس
قدر اقتناعهم به كمطرب لم يقدموا على مشاهدته في السينما بينما كان يحقق
نجاحا كبيرا في الحفلات الغنائية , ومن هنا قلة اعماله في السينما مثل
فيلمي "وعد ومكتوب" عام 1986 و"مذبحة الشرفاء" عام 1992. بالإضافة لبعض
العروض المسرحية مثل "للسيدات فقط" مع نهلة سلامة و"النهاردة آخر جنان" مع
ليلى طاهر وكان آخر ظهور له كممثل مسرحية "خيل الحكومة" عام 1994 .
ورغم الشهرة الطاغية التي حققها عماد كمطرب خاصة بعد أغنية "ليه حظى
معاك يا دنيا كده" من ألحان شقيقه محمد وتجاوز عدد الأغنيات التي قدمها ال¯
100 أغنية حيث قدم خلال مسيرته نحو 12 البوما أبرزها "ليه حظي معاك يادنيا
كده" و"يتيم" و"طريق الأحباب" و"بعدين وياك" و"صادني الهوا" واخر البوماته
"راجع" الذي أصدره قبل رحيله بعام واحد .
وقد شهدت السنوات الأخيرة من عمره انطفاء بريق نجمه بعد زواجه من
الراقصة نجوى فؤاد التي كانت في عمر والدته وبررت هي زواجها منه بأن
عبدالحليم اوصاها به خيرا قبل رحيله ثم دخل في مشكلات عديدة معها أضف إلى
للإدمان , مع ظهور جيل كامل من المطربين الأقوياء عليه نجحوا في سحب البساط
منه وهكذا حتى رحل بطريقة مأساوية في حادث غامض بسبب المخدرات.
وبالانتقال للابن الثالث محمود سليمان الذي يشبه شقيقه شكلا , وتربى
بنفس الشكل مثلهما على عشق الموسيقى والغناء وسعى لتحقيق شهرة كبيرة مثلهما
, إلا أن عدم اقتناع الشقيق الأكبر به دفعه لعدم التعاون معه في الألبوم
الوحيد الذي اصدره ولم يحقق نجاحا يذكر رغم أنه مازال حتى الآن كما أكد لنا
محمد علي سليمان يمارس الغناء ويكافح لكي يجد لنفسه مكانه على الساحة إلا
أنه فشل في لفت الأنظار نحوه بنفس الشكل الذي تحقق لأشقائه أو لابنة أخيه
أنغام .
وقد خرج من كنف الأسرة أيضا الموزع الموسيقي خالد سليمان الذي حقق
نجاحا جيدا بعد قيامه بتوزيع الكثير من الأغنيات الناجحة.
تتفق أنغام مع والدها وأعمامها بأنها ولدت بمدينة الإسكندرية قبل
انتقال الأسرة للقاهرة , فقد ولدت في 19 يناير 1972 لام مطربة وأب ملحن ومن
هنا نشأت وترعرعت في أسرة فنية خالصة, فضلا عن ارتباطها بعمها عماد وظلت
على اتصال دائم به وتستشيره في كل شيء حتى رحيله.
شنطة سفر
بدأت أنغام مشوارها منذ الطفولة حيث كانت تغني مع والدها في الحفلات,
وعرفها الجمهور وهي في السادسة عشرة من عمرها بعد النجاح الكبير الذي حققته
بأغنية "في الركن البعيد الهادي" من ألحان والدها , فتم اعتمادها في
الإذاعة واتفق كل النقاد والمتابعين على أنها من اقوى الأصوات الغنائية في
حقبة الثمانينات واستمرت مسيرتها مع والدها بالعديد من الألبومات والأغاني
الناجحة مثل " ببساطة كده" و" إلا أنا" و" شنطة سفر" و"هوى المصايف" و"
لالي لي لالي" وحققت معه نجاحا مدويا بالأغنية الشجية " يا طيب" وأبرز
ألبوماتها "بتحب مين" و"ليه سبتها" و"عمري معاك" و"بحبك وحشتيني" و"كل
مانقرب" و"دندنة" و"نفسي احبك" و"وحدانية" و"سيدي وصالك" و"الحكاية محمدية"
و"اتفقنا" و"لايق" و"شيء ضاع" و"خلي بكرة لبكرة" و"أنت العالم" و"اقدر"
و"أنت محبوبي" و"الرسايل" وغيرها.
وأدت انغام "تترات" مجموعة من المسلسلات ابتداء من "العائلة" ومرورا
ب¯ "سر الأرض" و"حديث الصباح والمساء", كما خاضت أنغام كذلك تجربة التمثيل
في أكثر من عمل منها "مقص عم قنديل" وهي طفلة مع فريد شوقي وفاروق الفيشاوي
وصلاح السعدني ومسرحية "رصاصة في القلب" عام 1999 مع علي الحجار واحمد رزق
قصة توفيق الحكيم وإخراج حسن عبدالسلام وأخيرا مسلسل "في غمضة عين" مع
داليا البحيري وفادية عبدالغني من تأليف فداء الشندويلي وإخراج سميح قاسم .
وبعد أن قدمت أنغام مجموعة من الألبومات الناجحة مع والدها صنعت بها
نجوميتها وشهرتها الواسعة , وقع خلاف بينهما قبل 15 عاما حينما ارتبطت
عاطفيا بأول أزواجها مجدي عارف وتزوجت منه رغم اعتراض الأب, ورغم وقوع
الطلاق بينها وبين زوجها هذا بعد إنجابها ابنها الأكبر عمر, وسعى الكثيرون
للتقريب بينها وبين والدها من جديد إلا أن الأمور لم تعد أبدا لما كانت
عليه حيث استمرت في تعاونها مع ملحنين آخرين غيره , ولم يحضر زواجها الثاني
من الموزع فهد عام 2004 وأنجبت منه ابنها عبدالرحمن ثم انفصلت عنه بعد
قيامها برفع دعوى خلع منذ خمسة أعوام.
والغريب أن محمد علي سليمان واجه مشكلات أخرى مع زوجته الأخرى ماجدة
عبدالحليم التي تعرف عليها وهي تغني ثم طالبها بالابتعاد عن الفن ووقع
الانفصال بينهما بعد أن أنجب منها ابنا معاقا يدعى أحمد كما واجه محمد علي
سليمان مشكلات أخرى مع ابنته غنوة التي أنجبها من ماجدة عبدالحليم فبعد أن
ساندها في عملها كمطربة في البداية طالبها بالبحث عن مهنة أخرى غير الغناء
لأنها غير موهوبة رغم أنها تدرس بمعهد الكونسرفتوار قسم أصوات وأصدرت
أغنيتين حققت بإحداهما نجاحا طيبا وتزوجت من الموسيقي أمير عبدالباقي
وتعاونا معا في أكثر من عمل .
تشابه واختلافات
وهكذا نكتشف تشابهاً غريباً بين كل أفراد الأسرة في الخلافات الزوجية
والعائلية فكما انفصل الأب عن زوجاته بمشكلات عديدة انفصلت الابنة عن
أزواجها بنفس الشكل وهكذا الحال بالنسبة للعم عماد في تجربة زواجه الوحيدة
من الراقصة نجوى فؤاد فهم جميعا ورغم اتفاقهم على حب الفن وعشق الموسيقى
بحكم النشأة والتربية, إلا انه ورغم هذا نشأ كل منهم وهو متمتع بصفات
مختلفة عن الآخرين , فقد فشل كل منهم في أن يجعل الآخر يتأثر بفكره ومنهجه
وأسلوبه في الحياة .
فشل محمد سليمان في أن يجعل شقيقه الأصغر عماد مثله في التعامل بحرص
مع الآخرين فوقع فريسة لأصدقاء السوء وحدثت خلافات عنيفة بين الشقيقين
انتهت بقطيعه استمرت بضع سنوات قبل رحيل عماد .
وتكرر فشله للمرة الثانية مع ابنته حيث كان يسعى لعدم تعاونها مع
ملحنين غيره والزواج ممن يريده هو لها , فكانت النتيجة أنها عصته فوقعت
الخلافات وأزمات أصداؤها مستمرة حتى الآن .
والصفة الوحيدة التي جمعتهم باتفاق كل من اقترب منهم هي العناد الشديد
الذي ورثوه عن الأب والأم فكل منهم حريص على كرامته وإصراره على مواقفه
ورفض الاستماع لنصائح الآخر والتعامل مع الأمور بوجهة نظره وقناعاته
الشخصية .
والصفة الثانية التي جمعت بينهم هي الصراحة الشديدة أي عدم المجاملة
فكما قام عماد قبل رحيله بانتقاد الكثير من الأصوات وقال إنهم لايصلحون
للغناء ما عرضه لهجوم شديد وقتها, فعل الأخ الأمر ذاته حيث انتقد الكثير من
المطربين والملحنين الذين ظهروا في السنوات الماضية وآخرهم تامر حسني وقال
عنه انه يحمل صوتاً "أقرع" أي أنه يغني من دون أن يتمتع بأساس موسيقي, وهو
نفسه ما فعلته ابنته أنغام بانتقادها المطربات اللاتي ظهرن في السنوات
الأخيرة وقالت إنهن ظلمن أنفسهن بالاتجاه لهذا المجال وطالبتهن بالابتعاد
والبحث عن مهن أخرى .
السياسة الكويتية في
21/07/2013 |