هذه تجربة سينمائية جديدة في بيروت. مناطق لبنانية أخرى عرفتها في
أعوام سابقة، لكنها لم تعرف نجاحاً كبيراً. في قلب بيروت، هناك تجربة شبيهة
بها، لم تُعمِّر طويلاً هي أيضاً. التجربة متمثّلة بعرض أفلام في الهواء
الطلق. ما جرى أمس الأول السبت لم يكن عرضاً كاملاً في الهواء الطلق، بل في
ملهى ليليّ مفتوح على «هواء طلق». هذه بداية تجربة جديدة تخوضها «جمعية
متروبوليس» خارج صالتيها في «مركز صوفيل» (الأشرفية). تجربة عرض أفلام في
مكان يجمع سهرة في ملهى بمُشاهدة سينمائية.
اختارت الجمعية عنواناً لافتاً للانتباه (متسابقو الليل) لتظاهرة
يُراد منها أن تمنح ساهرين عديدين، ليلة سبت، فرصة متابعة أفلام قادرة على
إثارة متعة المُشاهدة، من دون الإسراف في تحميل المضمون الدرامي أسئلة قد
تُلهي المتفرّج عن متعة السهر. لا يعني هذا أن الأفلام المختارة
«استهلاكية» بحتة، لأن الاختيار واقعٌ على أفلام قابلة للعرض في مناسبة
كهذه، وحاملة في طياتها شيئاً كثيراً من الجماليات البصرية والدرامية
والفنية. فالأفلام الأربعة متضمّنة كمّاً من الحكايات والتفاصيل النابعة من
أعماق الذات والروح، وذاهبة بأصحاب هاتين الذات والروح إلى أقصى التجارب
الحياتية، تنفيساً عن غضب، أو تعبيراً عن قلق، أو انعكاساً لتوتر وارتباك
داخليين. والشخصيات الماثلة أمام الشاشة الكبيرة عبر هذه الأفلام الأربعة
ساعية إلى إيجاد أي منفذ لخلاص، أو أي ثقب في جدران الحياة لاكتشاف الحياة
نفسها. أما القاسم المشترك بين الأفلام الأربعة، فكامنٌ في كونها «أفلام
طريق» (Road Movies)،
أي تلك التي تدور أحداثها على الطرق الواسعة في الجغرافيا، وعلى الدروب
الممزّقة لهاتين الذات والروح أيضاً.
التعريف الرسمي للتعبير السينمائي، الذي ظهر في الولايات المتحدّة
الأميركية مع إطلاق العروض التجارية لـ«درّاج سهل» (Easy Rider)
لدنيس هوبر في العام 1969، يرتكز على تحديد بسيط وواضح: هذه أفلام تدور
أحداثها على الطرق، ويُفترض بها أن تروي حكاية رفيقين أو صديقين يهربان من
مدينة ما بسيارتهما، ويتوجّهان إلى مكان وهميّ أو غير معروف. أي أن «جولة
في الطرق» هي النواة الدرامية الأساسية للسيناريو، التي يجب أن يحافظ عليها
الفيلم برمّته. لكن الناقدين الفرنسيين برنار بينوليال وجان ـ باتيست ثوري
أعاداه إلى زمن سابق لنهاية الستينيات، لاعتبارهما أفلاماً كـ«ساحر أوز»
(1939) لفيكتور فليمنغ و«عناقيد الغضب» (1940) لجون فورد وغيرهما «أفلام
طريق». بالإضافة إلى هذا، هناك من وصف «بيارو المجنون» (1965) لجان ـ لوك
غودار بأنه منتمٍ إلى هذا النوع السينمائي.
بعيداً عن التحديد النقدي، والسرد التاريخي، والتفاصيل الثقافية
والفكرية والفنية الخاصّة بهذا النوع، أطلقت «جمعية متروبوليس» هذه
التجربة، بالتعاون مع «غارتن أوبرهاوس»، في «ذو غارتن» (مجمّع «بيال»):
«أردنا الانتقال إلى الهواء الطلق لاختبار تجربة جديدة في التعامل مع
السينما خارج مكانها المعتاد»، كما تمّ تحديد النشاط هذا. والنشاط هذا،
الذي بدأ أمس الأول السبت بعرض فيلم «درّاج سهل» لهوبر، «نجح» في استقطاب
نحو 500 شخص، كما قال ربيع خوري (جمعية متروبوليس)، الذي أضاف أن اللافت
للانتباه كامنٌ في كون بعض المشاهدين «من روّاد «متروبوليس» ونشاطاتها
السينمائية، إلى جانب أناس لا نعرفهم». وبما أن المكان يمنع من هم دون
الـ21 من العمر الدخول إليه، فإن الاختلاط حصل بين أجيال منتمية إلى أعمار
أخرى. هذا يعني أن للبعض علاقة وطيدة بالأفلام المختارة، المنتمية إلى
«أفلام الطرق» بجدارة، بينما البعض الآخر، الشبابيّ تحديداً، لا يعرفها: «تيلما
ولويز» (1991) لريدلي سكوت (10 آب المقبل)، و«قلب وحشيّ» (1990) لديفيد
لينش (21 أيلول المقبل)، و«يوميات درّاجة نارية» (2004) لوالتر ساليس (12
تشرين الأول المقبل).
خطوة أولى لتجربة جديدة. «النجاح الجماهيري» للخطوة هذه مهمّ وضروري.
لكن التجربة كلّها محتاجة إلى متابعة، لتبيان مدى قدرتها على استقطاب
مشاهدين جدد، وعلى تثبيت مكانتها السينمائية.
السفير اللبنانية في
22/07/2013
جوسلين صعب أعطت الكلمة للجسد
ريتا باسيل
وليد عوني، ألكسندر بوليكيفيتش، عادل السيوي، وجمانة حداد ووسيلة
تمزالي وغيرهم شكّلوا محور الأفلام الستّة القصيرة التي أنجزتها السينمائية
اللبنانية تحت عنوان «الجنس والجندر». الأعمال تعرض حالياً في «متحف حضارات
أوروبا ودول البحر المتوسط» في مرسيليا الفرنسية
«الجنس والجندر» هو التيمة التي اختارتها جوسلين صعب (1948) لأفلامها
القصيرة الستّة التي أنجزتها برعاية «متحف حضارات أوروبا ودول البحر
المتوسط». أُنجزت مرحلة ما بعد الإنتاج في شركة «بوست أوفيس» في لبنان، مما
أعطى فرصة للصحافة المحلية كي تطلع على هذه الأعمال.
وكما تدلّ التسمية، يطلّ المتحف الجديد في مرسيليا على البحر ويقع
قبالة جزيرة صغيرة تضمّ قلعة «إيف» الشهيرة من رواية «كونت مونتي كريستو»
لألكسندر دوما. إنّه تحفة فنية من توقيع المعماري رودي ريشيوتي الذي اختار
تزيين المبنى بواجهة وسطح من المشربية، في نمط متوسطي شرقي (راجع الكادر).
يحتضن «متحف حضارات أوروبا ودول البحر المتوسط» هذه الأيام معرض «الأسود
والأزرق، حلم متوسطي» تحت رعاية المشرف تيري فابر الذي يعبّر عن الأحلام
الكبرى منذ القرن التاسع عشر التي لا بدّ أن تشمل حملة نابوليون على مصر
عام 1798، أي الغزو العسكري الذي حاول نابليون من خلال خطابه واستراتيجيته
تصويره كفعل مقاومة ضد الوجود المملوكي، من خلال استخدام الإسلام كأداة
وتقديم نفسه «كمدافع عن القرآن». بعد استعراض التاريخ، يتناول المعرض
الثاني «بازار الجندر» الذي يضمّه المتحف تحولات منطقة الشرق الأوسط
والتطورات الجندرية ووضع المرأة. هذا ما دفع المشرف عليه دوني شوفالييه إلى
طلب 6 أفلام قصيرة من السينمائية اللبنانية تتمحور حول «الجنس والجندر» في
شرق المتوسط. اختارت جوسلين صعب عنواناً عريضاً هو «مقهى الجندر» لأفلامها
الستة (30 دقيقة كل واحد) حيث ترصد سيرة ستّ شخصيات بين القاهرة واسطنبول
والجزائر وبيروت. علماً أنّ عرض الأفلام في المتحف الفرنسي يستمرّ حتى 6
كانون الثاني (يناير).
في «مقهى الجندر 1ــ المجنون الأخضر»، تلتقي صعب بالكوريغراف المعروف
وليد عوني الذي يطلّ بعدما طلى وجهه بالأخضر، فيحاول التعبير من خلال
الحركات وما قلّ من الكلام، عن ألمه لتخلّي مصر عنه بعدما كرّس كل جهوده
على مدى 20 سنة لخدمة مدرسة الرقص الحديث التابعة لـ«دار الاوبرا» في
القاهرة. أمّا الراقص والكوريغراف ألكسندر بوليكيفيتش فخصته صعب بشريط
«مقهى الجندر 2 ــ طاولة الرقص والكبرياء». يستعرض الشريط خطوات راقصة
ثابتة وحاسمة تتنقل في ظلال تاريخ بيروت المدمر والمشوّه، وفي ظلال التاريخ
الشخصي لضحية عنف الشارع المشوّه أيضاً. هذا الفنان الذي قرّر عيش مثليته
على الملأ، يحوّل شتائم الشارع العنيف لوحات راقصةً بالأحمر على خلفية
سوداء. من لبنان والقاهرة، تدخل جوسلين صعب اسطنبول في «مقهى الجندر 3:
طاولة العضو الذهبي» مع مالك أوزمان وجنيت سيبنويان. يركّز الشريط على
المكانة المقدسة التي يحتلّها العضو الذكري في شرق المتوسط. من خلال رواية
مالك أوزمان، نتعلّم أن الشخص الأول الذي يُعلّم الرجل أهمية عضوه الذكري
هو والدته، الضحية الأولى للذكورية! ثم تعود صعب إلى مصر في «مقهى الجندر
4: طاولة رسم الفراعنة والراقصات». هنا، تلتقي بالفنان المعروف عادل السيوي
الذي انتقل من رسم الفراعنة إلى رسم جسد المرأة والراقصات للمحافظة على
صورة مصر التي لا تنسجم مع الصورة الظلامية التي يحاول بعضهم إلصاقها بها
اليوم. الجسد أيضاً يخيّم على ثيمة شريط «مقهى الجندر 5» الذي يركّز على
ولادة مجلة «جسد» للصحافية والشاعرة جمانة حداد.
وأخيراً، يأتي «مقهى الجندر 6: مجلة المطالب» مع الناشطة والكاتبة
الجزائرية وسيلة تمزالي التي تشرح كيف «تمرّ الثورة من خلال أجساد النساء
وعبر تحرّر النساء». باختصار، تبيّن جوسلين صعب في أفلامها الستة كيف أنّ
الرجل والمرأة هما ضحية التعريف الخاطئ للرجولة، وضحية منظومة كاملة تقوم
على العنف الذكوري.
الفن للجميع
ضمن فعاليات «مرسيليا، عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2013»، جاء
افتتاح «متحف حضارات أوروبا ودول البحر المتوسط». قررت الدولة الفرنسية
ومقاطعة «الألب ــ كوت دازور» استثمار مبلغ 19 مليون يورو بهدف جعل الفن لا
مركزي وغير محصور في العاصمة وحدها، انطلاقاً من الروحية نفسها التي ساهمت
في إنشاء مركز «مومبيدو» في ميتز. شمل المشروع الاستثماري إعادة تأهيل قلعة
«سان جان» الواقعة مباشرةً فوق الميناء العتيق للمساهمة في تطوير اقتصاد
المدينة من بوابة الثقافة. ومن المتوقع أن يزور نحو 300 ألف شخص سنوياً
المتحف الجديد الذي افتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في 4 حزيران
(يونيو).
الأخبار اللبنانية في
22/07/2013
Disconnect
ميلودراما على
النت
يزن الأشقر
رغم أنّ السينما قدمت أفلاماً عديدة استثمرت فيها الشبكة العنكبوتية
منذ War Games (1983)، وحتى «ماتريكس» (1999) مروراً بـ«الشبكة الاجتماعية» (2010) وغيرها
من الأفلام التي قاربت الموضوع من جوانب عدة، إلا أنّ هذا الأمر يبقى
مثيراً للاهتمام. يكمن التحدي دوماً في إيجاد سيناريوات مبتكرة تقدم
المعادلة المعتادة (العالم الحقيقي في مواجهة العالم الافتراضي). ضمن هذا
السياق، يأتي شريط المخرج الأميركي هنري اليكس روبن
Disconnect (2012)
ليصور عالم الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي.
نتابع في الفيلم قصصاً متداخلة يضعها المخرج داخل إطار ميلودرامي يعكس
فكرة واحدة: الشبكة مكان مظلم، والعلاقات الافتراضية ليست كما هي عليه في
الحقيقة: بين (يونا بوبو)، مراهق منعزل عن محيطه في المدرسة، يقرر زميلاه
في المدرسة، جيسون (كولين فورد) وزميله فراي خداعه بفتح حساب مزيف باسم «جيسيكا»،
ويوهمانه بأنّها معجبة به. يقع «بين» في الفخ، ويرسل صوراً عارية له إلى
الفتاة المفترضة. تنتشر الصور في المدرسة، ويصبح «بين» محلّ سخرية تدفعه
إلى محاولة الانتحار. يتدخل والده المحامي ريتش (جايسون بيتمان)، ويبدأ
البحث عن السبب. نينا (أندريا ريزبورو)، مراسلة صحافية تعمل في المحطة التي
يعمل فيها والد بين. تستغل الوضع لإنجاز سبق صحافي، وتجري مقابلة مع كايل
(ماكس ثيريو) الذي يعمل أمام كاميرا في أحد المواقع الجنسية على الشبكة.
تأمل نينا فضح هذه الشبكة الجنسية، لكن العلاقة بين الاثنين تتخذ منحىً آخر
أكثر تعقيداً. من ناحية أخرى، هناك ديريك وسيندي (يؤدي دورَيهما كل من
اليكساندر سكارسغارد وباولا باتون)، زوجان يحاولان التأقلم معاً، وترتيب
حياتهما مجدداً بعد وفاة ابنهما الرضيع. ديريك جندي البحرية السابق مدمن
لعب القمار على الإنترنت، بينما تبدو سيندي مرتاحة في الحديث مع صديق
افتراضي أكثر من الحديث مع زوجها. يتعرض الزوجان لعملية احتيال من قبل لص
إلكتروني يسرق رصيدهما في المصرف. أما مايك ديكسون (فرانك جيلو)، والد
الفتى جيسون، فيؤدي دور محقق متخصص في السرقة وانتحال الهويات، ينكبّ على
هذه القضية قبل أن يقرر الزوجان مواجهة اللص المحتمل. كل شيء آيل إلى
الكارثة في شريط هنري اليكس روبن. الواقع المتشابك أمام شبكات التواصل. قصص
ميلودرامية من النوع الهوليوودي المعتاد، يقدم فيها المخرج الجوانب السيئة
للإنترنت على طبق واحد: الجنس والقمار والسرقة والتواصل الاجتماعي المخادع،
ويتغافل عن وضع كل ذلك ضمن سياق واقعي يمكن فيه انتقاد الاغتراب الذي يعيشه
الأفراد في المجتمعات المعاصرة.
الأخبار اللبنانية في
22/07/2013
مراهقون ضحية الشهرة والأضواء والثروة :
صوفيا كوبولا أميركا، أميركا
فيصل عبد الله
ابنة المعلم الأميركي صاغت شريطها من تحقيق نشرته «فانيتي فير». فيلم
«ذا بلينغ رينغ» يسلّط نظرة نقدية ساخرة على عالم النجوم في المجتمعات
الاستهلاكية الغربية، ويعكس التخبّط الذي يعيشه الشباب الذي بات حلمه
«الشهرة ولو لمدة 15 دقيقة» كما قال مرة أندي وورهول
من تحقيق أعدته نانسي جو سالس في مجلة «فانيتي فير» تحت عنوان
«المشتبه فيهم ينتعلون أحذية لوبوتان»، استلفت صوفيا كوبولا (1971) تفاصيل
أحداث شريطها «ذا بلينغ رينغ» (90 د ـ 2013). وثّقت الصحافية الأميركية
اعترافات مجموعة من المراهقات والمراهقين كانوا وراء عمليات سطو لقصور عدد
من النجوم ومشاهير هوليوود. وكان من بين ضحاياهم وريثة سلسلة فنادق «هيلتون»
باريس هيلتون، والممثلة والمغنية ليندسي لوهان، والنجم أورلاندو بلوم
والنجمة ميغان فوكس...
وقائع تلك العمليات شغلت وسائل الإعلام وشرطة لوس أنجلوس بين 2008 و
2009. من تلك الأحداث، صاغت ابنة المعلم فرانسيس كوبولا وقائع شريطها الذي
افتتح تظاهرة «نظرة ما» في «مهرجان كان» الأخير. صاحبة «انتحار العذراوات»
(1999) و«سقط في الترجمة» (2003) و«ماري أنطوانيت» (2006) و«في مكان ما»
(2010)، أدخلتنا، كمشاهدين، الى عالم قوامه الشهرة والأضواء والثروة
والخواء والسطحية من دون إصدار أحكام شخصية. هذه البرانية في المعالجة
السينمائية تدعونا إلى تأمل النزعة الاستهلاكية التي تستبدّ بالعقول،
خصوصاً عند شريحة واسعة من الشباب الأميركي، وفي مجتمع تعويذة أغلب أفراده
هاجس «الشهرة» ولو «لمدة 15 دقيقة» بحسب أب الـ«بوب آرت» أندي وورهول.
عليه، استعانت المخرجة بطاقم شبابي هاوٍ، ما عدا الممثلة البريطانية إيما
واتسون التي أدت شخصية «نيكي» المتمردة والمتماهية مع معبودتها ليندسي
لوهان. لمَ لا، وهي الحالمة بدخول عالم الشهرة والأضواء مهما كان الثمن، إذ
يدور فلكها ضمن أجواء برنامج الواقع لعائلة كارداشيان؟
لا تتوانى نيكي عن سرقة المقتنيات الشخصية لصنمها، بل تتفاخر بأنّها
تقاسمت السجن مع لوهان التي اعتُقلت اثر سرقتها عقداً من محل للمجوهرات في
مفارقة تختلط فيها حمى الشهرة بعار الجريمة. في عالم الفايسبوك وتويتر
وتطبيقات إنستغرام وموقع «تي.أم.زد» الخاص بأخبار المشاهير، يتساوى الجميع.
ومن هذا العالم الافتراضي، تمكنت هذه الشلّة من المراهقين من رصد حركات
وأماكن تواجد أيقوناتهم، وعبر استعمال خرائط غوغل لتحديد أفضل الطرق
وأسرعها للدخول الى قصورهم الباذخة.
لهذه المهمة، فتحت باريس هيلتون أبواب قصرها (سرق أكثر من مرة) حيث
جرى تصوير الجزء الهام من الشريط بطيب خاطر. بل إنّ هيلتون ظهرت في بداية
الفيلم في ناد مكتظ حيث كانت شلة المراهقين. تأخذنا هذه الشلة في رحلة
نتعرف من خلالها إلى عالم هيلتون. قصر أشبه بمغارة علي بابا حيث الببغاوات
والقردة والنرجسية التي تظهر في الوسائد الحريرية المزينة بصور هيلتون،
وماركات الحلي والأحذية والثياب. أن تكون مشهوراً، وعدسات المصورين تلاحقك،
وأخبارك تتابعها وسائل الإعلام هو كل ما تبحث عنه هذه الحيوات الحائرة.
والطريق الى تحقيق ذلك يتم عبر الظفر بحذاء أو حقيبة تابعة لصنمك. وحسب هذا
الهاجس، تضمن المعجبة أو المعجب منزلة ما في عالم الشهرة. سرعان ما يتبادر
الى الذهن نعي المخرج نيكولاس راي في شريطه «متمرّد من دون قضية» (1955)
تمرّد النجم جيمس دين على سلم القيم الاجتماعية الأميركية. إلا أنّ عمل
كوبولا لا يبتغي ذلك، بل ينقل وقائع حيوات سطحية ليست سوى ضحية هواجس
الشهرة وبرامج الواقع.
The Bling Ring: «صوفيل» (01/204080)، «بلانيت أبراج» (01/292192)،
«أمبير سوديكو» (01/616707)
نقد | تحوير الحقائق؟
لعل آخر ما كان يتوقعه النقاد أن تقوم صوفيا كوبولا (الصورة) بإخراج
شريط مماثل لـ The Bling Ring
ليس لأن الفيلم مبني على قصة واقعية لا يزال أبطالها موجودين فحسب، بل
لأنّها تنتمي الى حلقة الأضواء التي ينتقدها الفيلم، وتأثرها بالأحداث
ومحاولتها اللعب على الواقع اصطدما بعوائق الواقعية وشهادات الأبطال الذين
انتقد عدد منهم الفيلم واتهمه بتحوير الحقائق. عندما عرض
The Bling Ring
في «كان»، انقسم النقاد حول هذا الفيلم الجديد في الموضوع
والأسلوب لا سيما أنّ كوبولا ترصد فيه المراهقين الذين طاردوا نجوم هوليوود
ودخلوا منازلهم وسرقوا أغراضهم. غير أنّ صوفيا ركّزت على تفاصيل السرقة
بقدر ما ركّزت على السارقين، فدخلت منازلهم وبحثت في شخصياتهم لتتخذ من
الأحداث الواقعية المبنية على تحقيق أعدته مجلة «فانيتي فير»، قاعدة لتعالج
فيه الفراغ القاتل الذي يعيشه المراهقون، ومدى تأثير النجوم والأثرياء
وبذخهم على عقول هؤلاء المبهورين بصورة حيث يبدون مستعدين لفعل المستحيل من
أجل بلوغها، فضلاً عن الاستهتار الذي يعيشه معظم النجوم إلى درجة أنّ باريس
هيلتون تُسرق مرات عدة ولا تلاحظ ذلك. على صعيد شخصيات الفيلم، عمدت صوفيا
إلى ملاحقة كل منها ورسم الأسباب التي دفعتها إلى المشاركة في السرقة،
مبينة المشكلات النفسية التي أدت إلى تورّطها كمشكلاتها مع الوالدين. لكن
في هذه النقطة برزت الانتقادات التي طالت تركيبة هذه الشخصيات. أدخلت
المخرجة (كتبت الفيلم بنفسها) مخيّلتها أكثر مما يجب لتبدو كأنّها توجه
الرأي العام نحو شخصية على حساب أخرى، مما عرّضها للانتقادات من «اللصوص»
أنفسهم، لاسيما ألكسيس نيرز (اسمها في الفيلم نيكي مور) التي لعبت دورها
إيما واتسون، فأظهرتها كوبولا متشاوفة وكاذبة وأرادت كسب الشهرة على حساب
أصدقائها. ردت نيرز بأنّ الشريط سخيف وغير حقيقي. فيما بدت متعاطفة أكثر مع
نيك بروغو (مارك هول) الذي لعب دوره اسرائيل بروسارد رغم أنّه اعتبر أنّها
بالغت قليلاً في إظهاره ضعيف الشخصية. من الناحية التقنية، نجحت كوبولا في
كسر رتابة مشاهد سرقة منازل المشاهير، فاستطاعت منح نفس تشويقي للعمل من
خلال اختيار الكادرات أو من حيث التحكم بالمسافات بين الكاميرا والممثلين.
ما أضفى على اللقطات المزيد من الواقعية، فضلاً عن إصرارها على إعادة تصوير
الجرائم في منازل الشخصيات أنفسها.
وجهاً لوجه | الجانب المظلم
في إحدى مقابلاتها، صرّحت صوفيا كوبولا عن فيلمها The Bling Ring
بأنّ «التشبه بطريقة عيش النجوم نوع من المتعة التي تسمح لنفسك بأن تحظى
بها مرةً كل فترة. لكنها صارت اليوم مسيطرة على ثقافتنا في أميركا. خرج
الأمر عن السيطرة كلياً (...) لا أريد أن أدلي بنصائح ولا أحبّ ذلك، لكنّ
أهلي لطالما ركّزوا على أهمية الاجتهاد في العمل، وهذا ما أحاول تعليمه
لطفلتي». وأنهت كوبولا بأنّها تسعى في أفلامها إلى تصوير الحكايات والقصص
الذي تكشف «الجانب المُظلم لأمر مشرق». وهذا ما ينطبق كثيراً على فيلمها
الجديد «ذا بلينغ رينغ».
الأخبار اللبنانية في
22/07/2013
زوم
الإيرادات من شباك التذاكر
أم من البوشار والمرطّبات؟!...
بقلم محمد حجازي
صناعة الصالات اللبنانية، منذ سنوات لم تعد مقتصرة على إفتتاح صالات في
لبنان فقط، ومنها مثلاً صالات في النبطية، وأخرى في بعلبك، أو كسروان، بل
تعدت هذا كله إلى عمان ورام الله، ومؤخراً صالات في إربيل..
نعم السوق المحلية ضاقت، وكل من زار لبنان سائحاً أدهشته دور السينما
عندنا بحداثتها وتميّزها حتى عن تلك الموجودة في باريس، فعندنا تجد في الـ (Circuit)
الواحد نماذج متعددة من الأحجام فهناك مساحة متاحة لـ 400 مقعد، أو 200 أو
حتى 125 مقعداً من النوع الفاخر، الراقي مع تدفئة وتبريد على أفضل مستوى
طوال أيام العام والسماح للرواد دائماً بإدخال البوشار وزجاجات المياه من
العبوات الصغيرة إضافة إلى تنويعات من كل ما «يقرقش» أو ينعش على أساس أنها
من متممات المشاهدة، وفي واحدة من المرات صادفنا سيدة مجتمع وثقافة وجمال
تحمل أكبر قياس من علب البوشار، وسألناها لماذا هذا كله؟! فبادرتنا:
«السينما ما بتنفع من دون بوشار ومَيْ».
ونتذكر أن شركة «إيطاليا فيلم» عندما افتتحت صالات أبراج دعت مخرجاً
فرنسياً لأول فيلم ستقدّمه الصالة فألقى كلمة كان لافتاً فيها قوله:
لا أريد التحدث عن فيلمي، بل عن الصالة هذه. بيروت رائعة وصالاتها من
الدرجة الأولى.
والواقع أننا كلما دشّنا صالات جديدة (آخرها فوكس في مجمّع كارفور)
نعثر على لمسات إضافية جاذبة، فيها الذوق في الصالة، مع أحدث التقنيات
المعتمدة في الخارج، هذا إضافة إلى جدول عروض خاصة تقدّم للصحافة بشكل
مدروس لكي تنسجم عملية التغطية مع إدراج الأفلام على جدولة العروض
الاسبوعية.
نعم هناك صناعة صالات في لبنان ضاق بها البلد وها هي تتمدد في الخارج
طمعاً في جني المال الأكثر وإيجاد أسواق جديدة، رغم ان البعض يقول إن أصحاب
الصالات عندنا يصرفون من المال الذي يجنونه من الخارج على الدور في الداخل،
معتبرين أن الصالات هي بوشار ومكسرات ومرطبات أكثر منها أفلام لجهة
الأرباح، والكلام هذا مثار نقاش حقيقي لأن الصورة المعتمدة والواضحة
للعيان، أن الرواد يدخلون الصالات أو يجلسون في الصالونات الرحبة مدججون
بالعلب العملاقة من كل شيء، حتى وصل الأمر بالرائحة السائدة والتي تزكم
الأنوف.
يبقى أن الجيل الكاسح من الرواد هم المراهقون.
نعم جيل الـ 15 وصولاً حتى الـ 25 عاماً، أعدادهم كثيرة، وهم يتناقشون
طويلاً في معنى وقيمة الفيلم، إضافة إلى إعتباره باب لهو وتسلية ومتعة،
وهناك حكايات بالمئات يرويها العاملون في خدمة الزبائن، خصوصاً في صالات
الـ (VIP)
المستحدثة، وكأنما اللبناني محتاج إلى «فانتازيا» إضافية يعبّر فيها عن
ولعه بكل ما يظهره صاحب جاه ومركز وقيمة.
إن أي مقارنة بين بيروت وأي عاصمة أخرى، ستكون لصالحنا، فقد عرفنا حتى
عواصم غربية كبرى ليس فيها مثل ما عندنا من صالات درجة أولى، الفيلم عندنا
يعيش دلعاً نموذجياً، والجمهور لا يدفع الكثير لكنه يأخذ الكثير، عكس ما
تقوله العبارة المصرية السائدة:
«سينما
أونطة هاتوا فلوسنا»... أبداً هذه العبارة لا تنطبق علينا، ولا نجد باباً
أو متنفساً لها، ولم يخطئ الراحل خالد عيتاني حين كان يشترط لدخول
البيكاديللي أن يكون الرواد باللباس الأسود الرسمي. ما أروع ما كان يفعله،
رحمه الله، كان يحترم الصالة، وكل ما أوجده فيها من تأثيرات وإضافات، وأراد
دائماً أن تكتمل الصورة، من خلال ما يعتمره الرواد، وإلا كان كل من الطرفين
في وادٍ آخر مختلف.
هذا غيض من فيض، ما تعنيه وتمثله دور السينما في بلدنا.
عروض
إنتاجان صغيران جديدان على شاشاتنا واحد بـ 3 ملايين دولار والثاني
بمليونين
أفلام تشبه الوضع المتقلّب سياسياً وأمنياً ولا لمعات سينمائية...
مستوى العروض بدا في الوسط حالياً، ليس لأن الشهر الكريم حاضر، بل لأن
الأوضاع تفترض الإنتظار حتى عيد الفطر وبعض التطوّرات على صعيد الحكومة
والحوار والأمن، في وقت ظهرت قضية غريبة حالت دون تمكين الصالات اللبنانية
من بث موسيقى داخلية في قاعاتها الخارجية وصالاتها الداخلية على إعتبار أن
هذا يرتب بدلاً على أصحاب الدور يفترض بها دفعه لجمعية المؤلفين والملحنين
في لبنان، ومن خلالها إلى الـ «ساسام».
{ (The purge):
أو: المطهر، صوّر فقط بميزانية 3 ملايين دولار.
والمقصود بالعنوان تطهير الأحياء الأميركية من الخارجين على القانون،
عبر إغلاق المنازل والمؤسسات كلها لمدة سبع ساعات، واعطاء حرية للصيادين
القادرين على قتل أو إعتقال أي مجرم، أو خارج عن القانون، من دون أن يطاله
القانون أو يعاقبه، شرط تنفيذ ذلك خلال الساعات المحددة فقط.
ونتعرف على عائلة ساندن المؤلفة من الأبوين الشابين جيمس (إتيان هوك) وماري
(لينا هاداي) والإبنة زوي (أدلايد كين) والابن تشارلي (ماكس بوركولدر).
جيمس يبيع أنظمة الأمان في المنازل، فيما زوي مغرمة بـ هنري (توني أولر)
الذي يتسلل إلى غرفتها من الشرفة ويمضي معا جلسات غرامية في غياب والدها،
وفي يوم الإقفال تمهيداً لبدء عملية التطهير، تفاجأ زوي بصديقها معها في
الغرفة أنه يريد فقط لقاء والدها لحديث خاص غير مزعج، وإذا بالحقيقة أنه
يريد قتله وتشاء الصدفة أن يعاجله جيمس برصاصة أسرع قاتلة.
تشارلي خاض خطأ آخر عندما فتح بوابة الحديقة وباب المنزل للأسود
الهارب من التطهير، وإذا بعصابة من الشبان والصبايا البيض، مسلحين برشاشات
ومسدسات وسيوف يهدد أفرادها العائلة إذا لم تسلمهم الشاب الأسود الهارب.
وبعد مضي وقت قليل اقتحم أفراد المجموعة منزل آل ساندن، لتدور معارك
مدمرة داخله، فيقيل جيمس، وتنجو الأم وولديها ويقضي على الباقين، في صورة
تؤكد أن فوضى السلاح التي تتسبب في الجرائم الكثيرة هي السبب في كل ما
يحصل، وجعل المواطن خطيراً، أو رجل بوليس لا يفيد، لأن عنصر الإجرام موجود
في أعماقنا جميعاً.
الشريط للمخرج جيمس دو موناكو عن سيناريو له، وتولى المؤثرات الخاصة،
والمشهدية فريقان من التقنيين بإدارة مارك غوليسيريان، وشون أندرو فارن.
{ (Aftershock):
شريط متواضع لـ نيكولا لوييز، بسيط جداً في فكرته وتنفيذه، متعدد
الكوارث والاحباطات طوال مدة عرضه وهي 89 دقيقة، وباشرت صالاتنا عرضه بدءاً
من 18 الجاري.
شباب وصبايا في حفل راقص، فجأة زلزال قوي، فأمواج تسونامي عاتية جرفت
الحاضرين إلى منطقة أخرى، وبحث الجميع عن رفاقهم وعثر القليلون على بعضهم،
لكن المآسي لم تنته فهذا الوضع أفسح في المجال أمام سجناء أحد السجون لكي
يخرجوا إلى الشوارع من دون ضابط وراحوا يقتلون ويقيّدون، دونما قدرة من أحد
على مواجهتهم، وعثر بعض الأصدقاء على مكان آمن للاختباء لكن سرعان ما عثروا
عليهم وقتلوا ثلاثة منهم ونجت امرأة واحدة وجدت نفسها وحيدة على الشاطى
الجميل والشمس الساطعة لكن السيناريو قلب كل هذا في لحظة فاكفهرت السماء
واندفعت الأمواج عالية جداً تقترب بسرعة من الشاطئ وتقضي على آخر الناجين.
الفيلم من إنتاج العام 2012 وشارك المخرج لوبيز في كتابة النص:
غيلليرمو آمودو وإيلي روث لعب دور البطولة غرينغو، مع آندريا أوزفارت
(مونيكا) وآرييل ليفي (أرييل) وناتاشا ياروفانكو (إيرينا).
إشارة فقط إلى أن الشريط تكلف تصويره مليوني دولار.
مخرج
ذكرى...
خمس سنوات مرت على وفاة المخرج الكبير يوسف شاهين.
وكأنه رحل بالأمس، صاحب الشخصية الفذة الخاصة النبيلة والمتقلبة، عرف
كيف يغزو قلوب كل من تعاون معهم: فنانين وجمهور في آن واحد.
تمر ذكراه اليوم ولا شيء يليق به من احتفالية، أو تذكّر، أو عرض باقة
من أفلامه، لكن الرجل الكبير ترك في أرشيف السينما ما يليق به، وبالعالم
العربي كله، وهو يدرك أن الدنيا تتسع لرؤاه في السياسة، والفن، والتعامل مع
القضايا الإنسانية النبيلة التي تنقل الآدمي من حال إلى حال.
ترك تلامذة تبدو إلى اليوم أيديهم مشدودة على ما عندهم، فالظروف ليست
في الصورة التي يريدها أهل البلد، طامحين إلى إستقرار وحرية ورفاهية.
شاهين..
خمس شمعات تطفأ في 26 الجاري. والفنان يظل في حجمه الكبير متمدداً قبل
وبعد..
منصب
وزيرتان...
هي ناقدة سينمائية، ومذيعة تلفزيونية أعدت وقدّمت العديد من البرامج
السينمائية والثقافية، وعرفت كيف تتميّز في كل حال، هادئة، درية شرف الدين
قبل الدكتوراه وبعدها، صوت خفيض، شخصية رقيقة، رأسها «يوزن بلد» وكلما تم
التفكير في منصب رفيع توجهت الأنظار إليها، حيناً لسني الخبرة، وأخرى
للقدرة على إستيعاب الأمور مهما كانت كبيرة.
عرفنا الدكتورة درية، زميلة في القاهرة، وكنا نلتقيها في ماسبيرو، ثم
بتنا نجتمع بها في العديد من دورات مهرجان كان التي كانت تحضرها بأيامها
كلها طمعاً في الإستزادة من فن السينما العالمية.
درية اليوم وزيرة إعلام. لكنها قد تكون أقصر الوزراء عمراً في الوزارة
فهناك اتجاه منذ فترة لإلغاء الوزارة واستبدالها بهيئة ضامنة ومشرفة على كل
وسائل الإعلام في مصر.
بالمقابل امرأة أخرى موجودة في الوزارة الجديدة وإن كانت هناك أقاويل
عن اعتذارها، وهي إيناس عبد الدايم التي إستدعيت سابقاً لتكليفها مهام وزير
الثقافة (علاء عبد العزيز الذي كان أقالها من منصبها في دار الاوبرا).
إجماع
النائبة... رئيسة...
هي الأولى في معرفة أسرار وخبايا وتفاصيل مهرجان القاهرة السينمائي
الدولي، ومع ذلك فقد تعاقب على رئاسة المهرجان وجوه عديدة ولم يفكر أحد في
إسناد رئاسة المهرجان إليها خصوصاً وأنها «الدينامو» الذي يعطي الحياة لهذه
التظاهرة كلما إنعقدت ويكفيها الخبرة التي حازتها من عملها مع الراحل
الكبير سعد الدين وهبة، وحضورها الدائم إلى جانب معظم من جاءوا بعده: حسين
فهمي، عزت أبو عوف، شريف الشوباشي، وسمّي النجم العالمي عمر الشريف رئيس
شرف المهرجان، وفيما كان يوسف شريف رزق الله إلتزم العمل مع مجموعة من
زملائه لتنظيم الدورة المقبلة من المهرجان، إستطاع ممدوح الليثي رئيس اتحاد
النقابات الفنية قلب الطاولة وأعاد بحكم المحكمة عزت أبو عوف لرئاسته، ومع
وصول الاخوان إلى الحكم قرر الوزير غير الحائز على ثقة الفنانين عموماً
علاء عبد العزيز تعيين الناقد أمير العمري رئيساً للدورة 37.
الآن إستعاد المعارضون المبادرة، ودخلوا على الخط واتفقوا على السيدة
سهير عبد القادر لكي تكون هي رئيسة الدورة المقبلة، من دون أن يطل رأس أي
شخص للقول إنه معترض، فلطالما كانت «دينامو» المهرجان حتى في حياة أهم رئيس
للمهرجان بعد مؤسسه كمال الملاح: سعد الدين وهبة.
سهير عبد القادر مكسب المهرجان.
اللواء اللبنانية في
22/07/2013
أين يقف الناقد؟
محمد رضا
«كن مع
ناقدك محقا أو خاطئا» كتب ناقد بريطاني في عدد من مجلة سنوية عن السينما
كانت تصدرها شركة «بينغوين» في الخمسينات. وإذ تقرأ المقال تجد أنه فسّر
هذا العنوان العدائي على النحو الذي يمكن تلخيصه كالتالي: على قارئ النقد
أن يمنح الناقد الذي يريد الاعتياد على قراءته الثقة والوقت لحياكة تآلف
فاعل بينهما. الناقد سيكتب ما يعرفه والقارئ سيتلقّف هذه المعرفة. بينهما
هناك موضع للنقاش ناتج عن الرأي الذي قد يشتركان فيه أو يتعارضان. إذا ما
أخطأ الناقد في معرفته وبالتالي في رأيه، على أساس أن الرأي عليه أن يأتي
من المعرفة أولا، أو قدّم رأيا غير صحيح، فإن ذلك لا يجب أن ينسف الثقة ليس
من باب أنه يحق لأي فرد أن يخطئ، بل من منطلق أن الناقد الذي يتكلّم عنه
صاحب المقال لم يصل إلى إمكانية كسب ثقة القارئ إلا لأنه ناقد جيّد.
بالتالي الخطأ لا ينسف الجودة إلا إذا كان تمهيدا لتقهقر أو انهيار.
هذا هو
ملخص لأربع صفحات من المجلة (التي كانت تطبع كدليل سنوي في حجم كتاب) وهو
يحمل جوانب مصيبة، لكنه ليس محقا حين يطلب من القارئ المغفرة والانتظار.
العلاقة بين الناقد والقارئ ليست مبنية على منح الفرص. القارئ يريد من
الناقد أن يجيب على أسئلته بخصوص العمل الفني الذي أثار اهتمامه. ويريد من
الناقد أن يسد فراغات في شأن هذا العمل يشعر بها لأنه لا يملك الخلفية
الصحيحة أو الكافية. لا يستطيع الناقد إلا أن يكون أهلا للثقة حتى ولو
جانبه الصواب مرّة من المرّات لسبب ربما خرج عن إرادته.
ما يقوم
به الناقد، في المسرح أو في الغناء أو في التلفزيون أو في السينما وفي كل
الشؤون الأخرى، هو تقديم رؤيته ووجهة نظر تستند أساسا الى الحقائق بقدر ما
تسمح به المعرفة من اطلاع. لا يستطيع أن يقول إن المسرحي نوويل كوارد كان
متأثرا بإبسن إلا إذا ما كان لديه دليل على ذلك أو يخلط ما بين الشاعر
كريستوفر مارلو وشخصية فيليب مارلو الخيالية التي وردت في مؤلفات رايموند
تشاندلر. أو أن يبني مقالة افتراضية يوجه فيها التاريخ كما يعتقد ومن دون
إثباتات.
الناقد،
وهناك من يعترض على هذا المفهوم، هو وسيط بين المشاهد/ القارئ والعمل
المسموع أو المعروض بصريا، سواء كان مسرحية، رسومات أو صورا فوتوغرافية، أو
مسلسلا تلفزيونيا أو فيلما سينمائيا، أو مكتوبا. صلة الوصل بين الجمهور
والعمل الفني. وعليه أن يبقى كخير ما تكون عليه مثل هذه الصلات.
إلى ذلك،
لا يمكن أن يبقى بلا رأي. عاجلا أو آجلا سيبغي القارئ من ناقده أن يصل إلى
المفاد: هل هذه المقطوعة الموسيقية مبدعة أم متأثرة؟ هل هذه الرواية قوية
الأسلوب أم ركيكة، أو هل أن هذا العمل المسرحي جيّد برمّته أم رديء؟
وفي حين
أن الرأي هو خلاصة الحقائق والمعلومات، فإن ما يجعله مهمّا كونه يخلص في
النهاية لتكوين شخصية الناقد أمام القارئ. ففي الملامح الأخيرة للعلاقة بين
الاثنين تكمن المسافة الذهنية بينهما. الصورة المنشورة لجانب أسماء بعض
النقاد لا تعني ألف كلمة في هذا المجال، ولا حتى مائة، ما هو أهم منها
الصورة التي تتألف من الكلمات ذاتها. فالقارئ في النهاية هو ناقد بدوره.
وإذا ما أثار الناقد إعجابه واظب على قراءته. وإذا لم يفعل، بحث عن سواه.
الشرق الأوسط في
22/07/2013
أيتن أمين:
"فيلا 69" بين السينما المستقلة والتجار
نسرين الزيات القاهرة
أيتن أمين مخرجة مصرية من أصل سكندري، تركت عملها في أحد البنوك،
ودفعها الولع بالسينما إلى دراستها في عام 2001. وفي عام 2005 قدمت
فيلمين وثائقيين قصيرين عن الممثلة الراحلة مديحة كامل وآخر عن تاريخ الرقص
الشرقي، ثم استكملت دراستها في الفنون بالجامعة الأميركية في القاهرة، وعن
ذلك تقول آيتن: عندما قررت دراسة السينما، لم أكن أعرف إذا كنت أريد العمل
كمخرجة أم لا..! وما دفعني للدراسة هو حبي للسينما، وكانت لدي رغبة في
الكتابة، بعدها اكتشفت رغبتي في عمل شئ له علاقة بالتركيب، ووجدته في
الإخراج.
أنجزت ثلاثة أفلام روائية قصيرة، "أنا عارف هي مين" و "راجلها" والذي
كان مشروع تخرجها من آرت لاب في الجامعة الأمريكية، وكان قد أثار ضجة وقتها
لجرأته، وعُرض في 10 مهرجانات دولية، وفيلم "ربيع 89”. وفي عام 2011، كانت
أيتن أمين مندمجة تماماً في أحداث الثورة، وهو ما جعلها تشارك في إخراج
فيلم تحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي، وقد اختير الفيلم للمشاركة
الرسمية في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي، خارج المسابقة وحصل به على
جائزة خاصة مقدمة من منظمة اليونسكو الدولية، كما اختير الفيلم للمشاركة
في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي والعديد من المهرجانات الأخرى، وتم
ترشيحه لجائزة أفضل فيلم وثائقي ضمن جوائز سينما من أجل السلام في برلين
عام 2012
والآن بدأت في مونتاج فيلمها الروائي الطويل الأول " فيلا 69” وعنه
تحدثت قائلة: هو فيلم خاص جداً، عن الوحدة والاغتراب، وأيضاً العزلة، تدور
أحداثه حول حسين، الرجل الذي يعيش وحيداً داخل منزله، تأتيه شخصيات من
ماضيه لتقتحم عزلته ونمط حياته الأناني. والفيلم من بطولة خالد أبو النجا.
وعن بداية العمل في الفيلم تقول أيتن أمين: الفكرة بدأت بعد مشاهدتي
لفيلم روائي قصير اسمه "عاطف" إخراج عماد ماهر، وأعجبت به جداً. ووقتها
كنت أفكر في عمل فيلم روائي طويل يدور في مكان واحد، عن رجل عجوز. وبعد ذلك
أخبرت محمد الحاج بأن لدي مشروع فيلم روائي طويل، وطلبت منه أن يساعدني في
كتابته. وكان لديه نفس الحماس في عمل تجربة جديدة ومختلفة لدينا نحن
الاثنان، خاصة وأننا لم تكن لدينا أية خبرة في كتابة الأفلام الروائية
الطويلة. وبدأنا في الكتابة معاً، ثم أخرجنا نسختين أوليتين من السيناريو
خلال عام 2010، ثم شاركنا معاً في Cairo film connection .
وتوقفنا بعدها لوجود بعض المشاكل الدرامية في السيناريو، فبدأنا نفكر في
كيفية الخروج من هذا المأزق الدرامي فاستعنّا بشاب اسمه محمود عزت، هو
شاعر وكاتب قصة قصيرة، وليست لديه خبرة في كتابة السيناريو. حكيت له
الفيلم وقرأ السيناريو، وطلبت منه أن يكتب تصوره الخاص عن الفيلم، بدون أن
يتأثر بما قرأه. ثم كتب ملخص من 15 صفحة للفيلم كما تخيله. وكان البناء
الأخير للفيلم مما كتبه محمود عزت.
أيتن أمين ترى أن فيلمها "فيلا 69" لا ينتمي للأفلام التجارية،
وفي الوقت ذاته لا يعتبر فيلماً مستقلاً. فهو مزيج بين خلطة السينما
التجارية المعروفة في السوق السينمائي، وبين الفيلم المستقل ذو الإمكانيات
المحدودة. وتقول: كانت لدي رغبة في عمل فيلم خفيف وممتع، وليس سطحيا، وفي
نفس الوقت مختلف عن السينما السائدة. كنت أريد عمل أفلام تشبه الأفلام
التي كنت أحب مشاهدتها وأنا طفلة مثل أفلام المخرج "فطين عبد الوهاب".
وتؤكد قائلة: لم أشعر أن فيلم "فيلا 69" فيلم مستقل ، ولا أستطيع أن
أتخيله ضمن منظومة الأفلام المستقلة. لكن قد يكون مشروعي الروائي الطويل
الثاني فيلماً مستقلاً.
جاءت المخرجة "أيتن أمين" من أرضية مختلفة تماماً، وتحديداً من
السينما البديلة أو نوعية الأفلام الخارجة عن إطار السوق السينمائي
المتعارف عليه. لذا فهي تلخص مفهومها عن السينما المستقلة في نوعية الأفلام
التي لا تنطبق عليها شروط السوق. وتضيف: صانع الفيلم من حقه عمل فيلمه
بحرية، ولا يكون مقيد بالتفكير بطريقة السوق. وأعتقد أن مثل هذه التجارب
سوف تخلق صناعة للفيلم المستقل، وذلك في ظل وجود شركات صغيرة وأفراد بدأوا
يتبنوا هذا النوع من السينما. وتؤكد أيتن أمين قائلة: فيلم "فتاة المصنع"
للمخرج الكبير محمد خان، أعتبره فيلم مستقل تماماً، رغم أنه حصل علي منحة
من وزارة الثقافة المصرية، بالإضافة إلي أن "خان" معه منتج لأول مرة يقوم
بإنتاج فيلم روائي طويل، وبممثلين يغامر بهم للمرة الأولي، وكذلك موضوع
مختلف عن الأفلام السائدة في السوق.
"السينما المستقلة في مصر تحتاج أن يكون لها جمهور، ولا تكون
مقتصرة فقط علي المثقفين لذا من المهم وجود دور عرض” هذا ما تراه أيتن أمين
في حال السينما المستقلة الآن، وتؤكد قائلة: في مصر لا يوجد في مصر صناعة
فيلم مستقل. وليس لدينا producer
فاهم وواعي لصناعة الفيلم مثل أوروبا وغيرها من البلدان. وفي معظم الأحيان
المخرجين هم من يقومون بهذا الدور في مصر، وهذا شيء صعب. وأرى أن المخرجين
أصبح لديهم حس إنتاجي في صناعة الأفلام، والدليل تجربة المخرجة هالة لطفي
في فيلمها الأول "الخروج للنهار".
وترى أيتن أمين أن المنتج والموزع في مصر يخشي خوض تجربة إنتاج أو
توزيع فيلم مختلف، ويتجهون فقط لعمل سينما بطرقهم التقليدية. والأفلام
المستقلة أو المختلفة، من الممكن أن تربح أموالاً كثيرة، لو غيرنا طريقة
التفكير والتعامل معها. وتؤكد "أمين" علي وجود مشكلة حقيقية في إنتاج
وتوزيع هذ النوع من الأفلام. فهناك كلام مغلوط بشأن أن هذه الأفلام غير
تجارية، والحقيقة غير ذلك، بدليل أن أفلام كثيرة مستقلة بدأت تظهر بكثافة.
الجزيرة الوثائقية في
22/07/2013 |