حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

5 أفلام سورية في الدورة 66

مهرجان «لوكارنو» يحلم بالحبّ... والثورة

فيصل عبد الله

 

هذه المرة، جاءت اختيارات المدير الفني الجديد كارلو شاتريان سياسيةً بامتياز مع حضور فرنسي قوي. عدا ذلك، بقي المهرجان العريق الذي يقام الأسبوع المقبل، وفياً لخطه العام في اكتشاف الأصوات والمواهب الجديدة من خلال تبنّي شعار «سينما التخوم»

لا تخلو التفاتة الناقد والكاتب الإيطالي كارلو شاتريان الذي صار المدير الفني الجديد لـ«مهرجان لوكارنو السينمائي 66» (من 7 حتى 17 أغسطس) من بُعد سياسي يختلط بالدهشة. على الأقل، هذا ما يقوله خيار تسليط الضوء على نتاجات سينمائية معينة آتية من منطقتنا في بادرة أولى في تاريخ هذه الاحتفالية العريقة التي انطلقت في سويسرا عام 1946. وإذا كانت السينما المصرية قد حضرت سابقاً، ومثلها اللبنانية والسورية والفلسطينية والشمال أفريقية، فقد كان ذلك عبر عدد من الأفلام المحققة هنا أو هناك. نذكر مثلاً وثائقي الراحل عمر أميرلاي القصير «طبق السردين» (18 د) قبل أكثر من عقد ونيف.

إلا أنّ عرض خمسة أفلام سورية ضمن بانوراما من 34 عملاً خارج المسابقة، الى جانب الحفل التكريمي للمخرج الألماني فيرنر هيرتزوغ عبر العرض العالمي الأول لفيلمه الوثائقي التلفزيوني «المحكوم عليهم بالإعدام» (2012) بأجزائه الأربعة، أمرٌ يقطع الشك باليقين حول الإشارات السياسية التي يريد المهرجان إيصالها.

سيكون زوار الحدث على موعد مع شريط «حجر أسود» (64 د ـ 2006) وثائقي نضال الدبس الذي يقارب واقع الطفولة في بلده بلغة سينمائية رائعة، و«حكايات حقيقية عن الحب والحياة والموت... وأحياناً الثورة» (65 د ــ 2012) لنضال حسن عن شهادات نساء غائبات وأخريات ما زلن يحلمن بالحب والحياة... وأحياناً الثورة. وهناك «أفق خفيف» (7 د ـ 2012) لرندا مدّاح التي تتابع مصير قرية دمرتها القوات الإسرائيلية عام 1967، و«حكايات غير مروية» ( 45 د ــ 2013) لهشام الذوقي في عرضه العالمي الأول، و«زبد» (41 د ــ 2008) لريم علي التي منعتها السلطات السورية من عرضه في «مهرجان قرطاج السينمائي» وقتها، إذ إنّه يضيء على ظروف اعتقال ومعاناة امرأة شيوعية عبر شهادة شقيقها المقعد.

إلا أنّ التغييرات الكبيرة التي أصابت برمجة فقرات المهرجان لم تنل من ثوابته. ظلّ «لوكارنو» وفياً لخطه العام في اكتشاف الأصوات والمواهب الجديدة، ما يعزز من حظوظ صنّاعها في عرض نتاجاتهم، ودفاعه عن القيم السينمائية والجمالية التي تشكل العمود الفقري للفيلم السينمائي. لذا، اختار كارلو شاتريان عنواناً لافتاً لبرنامج هذه الدورة، فأطلق عليها «سينما التخوم». إذ يرى أنّ فكرة التخوم لا تعني البعد أو العزلة، ولم تعد فكرة «الطليعية» المفردة الموفقة في عالم اليوم المتداخل. لم يعد الرهان في الوصول الى بقعة ما، هو مقياس النجاح، بل إنّ السؤال الأساسي يتمحور حول الرغبة والقدرة على توفير فرص لنتاجات سينمائية يصعب عليها بلوغ المشاهد الأوروبي، بما تحمله من رؤى فنية تجاهد في التعبير عن ذاتها. ولعل المسابقة الدولية مثلاً، المخصصة للعمل الأول أو الثاني تعبر عن ذلك. فقد شملت 20 شريطاً، منها 18 تعرض للمرة الأولى عالمياً، وقد طغى عليها صوت «سينما المؤلف» لتتنافس في ما بينها للظفر بجائزة «الفهد الذهبي». ووقع الخيار على الفيليبيني لاف دياز على رأس لجنة تحكيم تتألّف من خمسة أشخاص. ومن بين العروض العالمية، سنشاهد «حكاية موتي» للإسباني ألبرت سيرا، و«حقيقي» الذي يعيد الياباني كيوشي كوروساوا بعد خمسة أعوام من الصمت، و«دم» للإيطالي بيبو دلبونو عن صعود منظمة الألوية الحمراء في بلده.... ولعل حضور السينما الفرنسية المكثف هو العلامة المميزة للمسابقة الدولية مع مشاركة أربعة أفلام من بينها «حياة أخرى» لايمانويل موريه، و«محطة الشمال» لكلير سيمون، و«رعد» لغيوم براك ووثائقي «بلد همجي» ليرفان جانيكيان ووأنجلينا ريتشي لوتشي.

وجرياً على تقاليد الدورات السابقة، جرت جدولة متأنية لعروض الـ«غراندا بيازا»، أحد معالم هذا المهرجان عبر شاشتها العملاقة التي تتسع لـ8000 مشاهد من عشاق السينما في الهواء الطلق. ولمحاكاة ذائقة شبابية، جرت جدولة العروض بعناية فائقة غرضها جذب المشاهدين، منها «مسدّسان» للايسلندي بالتسار كورماكور من بطولة دينزل واشنطن ومارك وولبيرغ الذي سيفتتح الدورة. في المقابل، وقع الخيار في تظاهرة «سينما الحاضر» على 16 شريطاً، منها 14 تحمل توقيع التجربة الأولى لصناعها في إشارة الى قدرة المهرجان على اكتشاف الأصوات الجديدة وتشجيعها، في حين ستركز عروض «أبواب مفتوحة» على النتاجات الآتية من القوقاز وأرمينيا وأذربيجان وجورجيا.

تكريمات

تكرّم الدورة 66 من «مهرجان لوكارنو السينمائي» كل من المخرج الأميركي الراحل جورج كوكر عبر عرض مجمل أعماله، والألماني فيرنر فيرتزوغ، والبريطاني كريستوفر لي، والممثلة والمخرجة والكاتبة الدانمركية الفرنسية آنا كارينا، والممثلة الأميركية فاي دوناوي عبر عرض شريط «تشاينا تاون» لرومان بولانسكي وغيرهم

الأخبار اللبنانية في

29/07/2013

 

ساهرة درباس تلملم ذاكرة الوطن والشتات

أنس زرزر 

منذ دخولها السينما الوثائقية، عملت المخرجة الفلسطينية على فضح الأكاذيب الصهيونية. وثّقت بعدستها المأساة التي يعيشها اللاجئ في بلده والمنافي المختلفة، وجمعت التاريخ الشفوي من الأجداد، وأخيراً قدّمت شهادات مؤثرة عن مذبحة دير ياسين

في المشهد الأول من وثائقي «حفنة تراب» (2008)، تصطحب المخرجة الفلسطينية ساهرة درباس (1964) الحاج محمد حجير وتجوب معه شوارع قريته طيرة حيفا التي غادرها اثر النكبة. تسأله: «كيف تصف لنا مشاعرك؟» يحبس الرجل دموعه، ويحشرج صوته، ويكتفي بالقول: «أشعر بأني غريب عن بلدي». تختصر كلمات اللاجئ الفلسطيني المأساة المستمرة التي يعيشها أبناء وطنه.

في مشهد آخر، تكرّم المخرجة والدها جمعة درباس عندما يظهر وهو يغني العتابا الفلسطينية، قبل أن يتوفى أثناء تصوير الفيلم، ويدفن وحيداً في طيرة حيفا، من دون أن يحضر جنازته أحد من أقاربه المشتتين في المنافي البعيدة.

في مجمل أفلامها الوثائقية، تنطلق ساهرة درباس المقيمة في القدس، من تجربتها الشخصية التي كتبت عنها قائلة: «رسم القدر لوالدي أن يرحل وحيداً، فحتى في جنازته لم يستطع أهله الحصول على تصريح لحضور جنازته. أدركت حينها الصراع والازدواجية الذي عاشها أبي، ويعيشها كل لاجئ أينما كان في الوطن، أو المنفى والشتات». تلخص أفلامها حكاية الجيل الذي تنتمي إليه، كما علاقة الأجيال الجديدة من اللاجئين، مع وطنهم المحتل من جهة، وظروف وتفاصيل حكاية لجوئهم الطويلة من جهة أخرى. مشاهد أفلامها محاولات جادة للبحث عن أجوبة لجملة من الأسئلة التي تتناقلها الأجيال الفلسطينية حول المعنى الحقيقي للوطن والهوية، والذاكرة الشفوية التي تضيع مع موت الأجداد الذين عاشوا أحداث النكبة، ونقلوا تفاصيلها إلى أبنائهم وأحفادهم. تنتقل درباس في «حفنة تراب» بين طيرة حيفا، ورام الله، والأردن، ومخيم اليرموك جنوبي دمشق، حاملة معها بعضاً من تراب طيرة حيفا الذي تهديه لأفراد عائلتها ومعارفها الموزعين بين بلاد الشتات، وترصد بكاميرتها ردود فعلهم حيث يختلط الحزن والفرح. هم يلمسون ويشمّون تراب بلدتهم. في خلفية المشهد، تفرد درباس مساحة للمسنين كي يستعيدوا بعضاً من ذكرياتهم الجميلة عن السنوات التي عاشوها في وطنهم، قبل أن ينسلخوا منه. رغم مرور 65 عاماً على النكبة، يؤكد جميع الأجداد والجدات على رغبتهم في العودة إلى طيرة حيفا. وفي حال موتهم في بلاد الشتات الواسعة، «حطو هالتراب تحت راسنا بالقبر خلينا نشم ريحة بلادنا».

اعتمدت درباس في أول أفلامها الوثائقية «غريبة في بيتي» (2007) على التاريخ الشفوي. عادت مع ثمانية لاجئين مقدسيين في زيارة إلى القدس، بعد مرور 40 عاماً على النكسة. ترصد الكاميرا تفاصيل رحلة العودة، والنبش في الذاكرة الحية التي ترفض الاستسلام. مفارقات موجعة، أكسبت الفيلم طابعاً إنسانياً مؤثراً، عندما تحول اللاجئون المقدسيون إلى زوار لبيوتهم العتيقة في أحياء البقعة والطالبية والثوري والقطمون والمصرارة، وفي حارة المغاربة التي احتلها الكيان الصهيوني خلال النكبة، وهدم بيوتها ليوسع ساحة ما يعرف بحائط المبكى. كثفت المخرجة جهودها في البحث عن الوثائق والصور الفوتوغرافية، وعرضها ضمن مشاهد الفيلم، رغبة منها في كشف كذب قادة الكيان الصهيوني حول ملكيته التاريخية لأحياء القدس الغربية. يتحول الفيلم تدريجاً إلى مواجهة بين اللاجئين الفلسطينيين وعدد من المستوطنين اليهود الذي يسكنون أحياءهم اليوم. يدخل الفلسطينيون بيوتهم أمام ذهول ساكنيها اليهود. يصفون الغرف ومكوناتها، ويشرحون أدق تفاصيلها التي ما زالت على حالها. ترصد الكاميرا حشرجة الأنفاس، والدموع المحبوسة التي يحاول المقدسيون الثمانية كبتها أمام من اغتصب حقهم وماضيهم وذكرياتهم وحاضرهم، وحوّلهم إلى لاجئين في وطنهم. حوار سريع تجريه المخرجة مع المؤرخ والمهندس الإسرائيلي دافيد كرويانكر الذي وضع كتاباً حول تاريخ منازل الفلسطينيين في أحياء القدس القديمة، يؤكد صحة المعلومات حول ملكيّة اللاجئين المقدسيين للبيوت.

محاولات عديدة قامت بها ساهرة درباس للعثور على ناجين من مجزرة دير ياسين 1948. النتيجة كانت حوارات مطولة مع ناجين قدموا شهادات حية عن أبشع جرائم العصابات الصهيونية في المناطق الفلسطينية في ذلك الوقت. تحولت شهادات الحاج أحمد الأسعد، ومحمد رضوان، وعبد القادر زيدان، ووطفة جابر إلى وثائقي حمل اسم «قرية ومذبحة دير ياسين» (2012).

إلى جانب عملها في الأفلام الوثائقية، نشرت ساهرة درباس عدداً من الدراسات التي وثقت فيها تاريخ ثلاث قرى فلسطينية دمرتها آلة الحرب الصهيونية هي طيرة حيفا، وسلامة، والبروة. كما تواصل عملها في الإخراج لصالح فضائية إيطالية. تعيش درباس اليوم في القدس مع زوجها الإيطالي الذي يعمل صحافياً. أثارت أفلامها ردود فعل سلبية لدى الجاليات الإسرائيلية حول العالم، خصوصاً لدى عرضها في المهرجانات العالمية. هذا ما يبرّر مصادرة الجائزة التي حصلت عليها في «مهرجان سانتياغو» في إسبانيا عن فيلمها «غريبة في بيتي» عام 2009 بعد جملة معوقات اختلقها الاسرائيليون لدى اللجنة المنظمة.

الأخبار اللبنانية في

29/07/2013

 

«الفيلم العربي» يحيا في عمان

يزن الأشقر 

أول من أمس، انطلقت في عمّان عروض الدورة الثالثة من «مهرجان الفيلم العربي». التظاهرة التي تقام برعاية وزارة الثقافة و«الهيئة الملكية للأفلام» تضم هذا العام 8 أفلام عُرض منها اثنان في ليلة الافتتاح التي خصصت للسينما الأردنية. هكذا، شاهدنا شريط «اسماعيل» (28 د) لمخرجته نورا الشريف. العمل روائي قصير مستوحى من يوم في حياة الفنان الفلسطيني الراحل إسماعيل شموط، ويروي قصة شاب يكافح لإعالة عائلته بعد النكبة ويحلم بالذهاب إلى روما لتعلم الرسم. وفي باكورته الروائية «على مد البصر» (78د)، وضع أصيل منصور ثلاث طبقات اجتماعية في مواجهة بعضها البعض، محاولاً صناعة دراما توزان بين إمكانية النجاح التجاري الجماهيري والجدية في السياق الدرامي. وليلة الأحد شهدت عرض «يا خيل الله» للمغربي نبيل عيوش (115د) الذي عُرض في تظاهرة «نظرة خاصة» في «مهرجان كان» عام 2012، ويروي قصة شقيقين تجبرهما ظروف البؤس والإدمان على تبني الفكر الجهادي والعمليات الانتحارية.

والليلة، يعرض فيلم «تاكسي البلد» (92د) لمخرجه اللبناني دانيال جوزيف. يعود المخرج بنا إلى لبنان عشية الحرب الأهلية ليروي قصة يوسف الذي يعمل سائق أجرة يعود إلى قريته لحضور ذكرى وفاة والدته. قائمة العروض تشمل أيضاً «الشتا اللي فات» للمصري إبراهيم البطوط (غداً) الذي يروي ثلاث قصص مختلفة ومترابطة على خلفية «ثورة 25 يناير» في مصر. ليلة الأربعاء تشهد عرض الفيلم الدرامي الفلسطيني «عيد ميلاد ليلى» لرشيد مشهراوي وبحضوره. يحكي الفيلم قصة سائق تاكسي في رام الله يحاول العودة إلى منزله مبكراً للاحتفال بميلاد ابنته، لكن خلال العودة، يصطدم بواقع الحياة الفلسطينية تحت الاحتلال. أما شريط «قداش أتحبني» فسيعرض يوم الخميس بحضور مخرجته الجزائرية فاطمة زهرة زموم ليروي قصة طفل ينتقل للعيش عند جدته مؤقتاً بعد وقوع مشاكل بين والديه. ويُعرض في ليلة الختام فيلم «صديقي الأخير» للمخرج السوري جود سعيد، متناولاً أسئلة الهوية في المجتمع السوري من خلال قصة المحقق يوسف (عبد اللطيف عبد الحميد) الذي يعثر على شريط انتحار للدكتور خالد يسجل فيه اعترافه بقتل زوجته الميتة سريرياً قبل أن ينتحر، فيقرر تتبع القصة.

ثمانية أفلام متنوعة في هذه التظاهرة الخجولة نسبياً التي تلقى إقبالاً متزايداً لدى الجمهور الأردني، وهو ما يعِدْ بتوسيع البرنامج مستقبلاً ليصبح مهرجاناً متكاملاً.

الأخبار اللبنانية في

29/07/2013

 

حلّوا عن الفن

بيار أبي صعب 

كهنة أبرشية بيروت للروم الأرثوذكس أعلنوا الحرب، بطريقة عبثيّة ومحزنة، على عرض راقص استثنائي بعنوان Puz/zleللكوريغراف البلجيكي سيدي العربي الشرقاوي، منحتنا «مهرجانات بعلبك الدوليّة» فرصة وشرف مشاهدته هذا الصيف (٣٠ آب/ أغسطس المقبل). «الجريمة» التي ارتكبها هذا الفنّان الاستثنائي، المعنيّ بسؤال التعدديّة والاختلاف، هي استعمال ترتيلة بيزنطيّة في أحد مشاهد عمله.

هذا الأمر الطبيعي المعتمد في روائع من تاريخ الفنّ، بدا لبعضهم «تدنيساً». المطلوب الآن قصّ المشهد أو تغيير الترنيمة، أو… عدم المجيء إلى لبنان. بعض رجال الدين الذين يفترض بهم تمثيل إحدى الطوائف الأكثر عقلانيّة وليبراليّة وانفتاحاً في لبنان، يريدون إعادتنا إلى أزمنة التكفير ومحاكم التفتيش. بالأمس فرضوا منع فيلم فاروق أكسوي «فتح ١٤٥٣» (عن سقوط القسطنطينيّة بسبب مشهد يبالغ في تصوير عيوب الإمبراطور البيزنطي. واليوم يريدون الاعتداء على استعراض الشرقاوي بمشاركة الفنّانة الكبيرة فاديا طنب الحاج. لم يشاهد هؤلاء العمل، ولم يقرأوا حتّى عنه، كما يبدو من تصريحاتهم. لقد شاهدوا الإعلان على التلفزيون، فكان أن أعلنوها حرباً مصيريّة، وحوّلوها إلى قضيّة دولة. «لن نسكت عن الإهانة» صرّح أحد الكهنة في تقرير مضحك نشرته «النهار». أي إهانة يا أبونا؟ سيدي العربي ابن الفلامنكيّة والمهاجر الطنجاوي إلى أنفيرس، يبني عمله هذا على التراث الديني والثقافي لشعوب مختلفة. ويطرح سؤال تلاقي الروافد الثقافيّة، والحوار بين الأصول والجذور والهويّات. من نصّبكم حرّاساً على تراث عريق هو ملك الإنسانيّة جمعاء؟ هل صارت الأميّة والأصوليّة والتزمّت والبارانويا، هي المعايير التي تتحكّم في حياتنا الفكريّة والثقافيّة؟

يمكنكم متابعة بيار أبي صعب عبر تويتر PierreABISAAB@

الأخبار اللبنانية في

29/07/2013

 

«هيلاري»

نجمة الشاشة الصغيرة 

نجمة الدبلوماسية الأميركية هيلاري كلينتون تعود إلى الواجهة، لكن هذه المرّة، من باب الشاشة الصغيرة. ليست كلينتون مرشّحة لأيّ منصب في الإدارة الأميركية الحاليّة، ولم تعلن ترشيحها للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة... حتى الآن. بل هي مرشّحة اليوم، لتكون نجمة مسلسل تلفزيوني قصير، من أربع حلقات، أعلنت شبكة NBC الأميركيّة أنّه ستناول جزءاً من سيرة السيناتور وزيرة الخارجية الأميركية والسيّدة الأولى سابقاً.

ستنطلق أحداث مسلسل «هيلاري» في العام 1998، مع فضيحة العلاقة بين زوجها الرئيس في حينه بيل كلينتون والمتدربة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. وسيغطّي العمل كلّ الحقبة التالية، وصولاً إلى ترشحها إلى خوضها سباق الانتخابات الرئاسية عن «الحزب الديموقراطي» في العام 2008، ثمّ تعيينها وزيرة للخارجية خلال ولاية باراك أوباما الأولى. وقالت تقارير إعلاميّة أميركيّة، انّ القناة قد تبثّ المسلسل قبيل الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة العام 2016.

وأعلن مدير الترفيه في الشبكة الأميركيّة بوب غرينبلات أنّ الممثلة المرشحة سابقاً لجوائز «الأوسكار» ديان لاين، ستؤدّي دور كلينتون، واصفاً ذلك بأنّه «إضافة مميّزة للبرمجة». وتنكب السيناريست الأميركيّة المعروفة كورتني هانت، على إنجاز سيناريو المسلسل القصير الذي ستبلغ مدّته أربع ساعات فقط. وكانت رشحت بدورها لنيل جائزة الأوسكار عن فيلم Frozen River . 

وأوضح غرينبلات أنّ عرض المسلسل يهدف إلى «جذب المشاهدين الذين ابتعدوا عن التلفزيون وشبكات البث، خصوصاً أنّ نسب المشاهدة تنخفض بمعدل 4 إلى 7 في المئة كلّ عام». وقال: «نحن بحاجة لصناعة أعمال تكون في قلب الحدث، وهذا ما ستقوم به كلّ الشبكات. ومن الممكن أن يذاع مسلسل «هيلاري» قبل أن تعلن ترشيحها، لكن الوقت لم يحدَّد بعد». المتحدث باسم كلينتون نيك ميريل، أوضح أنها ليست على علم بالمسلسل، رافضاً التعليق بغير ذلك. كما أنّّها لم تعلن بعد بشكل رسمي. لكنّ نيّة عرض المسلسل قبل الانتخابات، تشي بأنّه قد يندرج ضمن نوع جديد من الترويج الانتخابي، مع العلم بأنّ سجلات «لجنة الانتخابات الاتحاديّة» إلى أنّ بوب غرينبلات، مدير الترفيه في «أن بي سي»، كان قد تبرّع بآلاف الدولارات لحملة هيلاري كلينتون الرئاسية عامي 2007 و2008

بغضّ النظر عن نيات شبكة «أن بي سي»، يبدو أنّ هيلاري كلينتون بدأت حملتها الانتخابيّة باكراً جداً هذه المرّة. فبالإضافة إلى مسلسل «هيلاري»، يتم العمل حالياً على إنتاج فيلم سينمائي عن حياتها، يحمل عنوان «رودهام»، وهي كنية كلينتون قبل الزواج.

فهل ستنجح كلينتون باستقطاب الناخبين الأميركيين، على الرغم من وضعها الحرج خلال الأشهر الأخيرة في منصبها كوزيرة خارجيّة؟ أم أنّ اهتمام المتابعين للمسلسل القصير، سينحصر بمتابعة فصول خيانة زوجها لها؟

السفير اللبنانية في

29/07/2013

 

درسوا الإخراج في معهد السينما واختار الابن التمثيل

"انتبهوا أيها السادة"... محمد وعمر وكريم "الفرسان الثلاثة"

القاهرة- أشرف عزت 

الأب والابن والعم, ثلاث شخصيات عملت في مجال الفن وعرفوا بعائلة عبد العزيز الفنية وهم الفنان كريم عبد العزيز ووالده المخرج محمد عبد العزيز وعمه المخرج أيضا عمر عبد العزيز, وقد أثرى الثلاثة الساحة الفنية بأفلام ومسلسلات تعد علامة في مصر, حيث قام الأول ببطولة 30 فيلما سينمائيا معظمها أفلام الإثارة والأكشن والتشويق بينما بلغ رصيد كبير العائلة محمد كمخرج 70 فيلما معظمها أفلام كوميدية بينما أخرج العم عمر 40 فيلما متنوعا ومعظمها من النوع الكوميدي ومازال الثلاثة يواصلون مشوار عطائهم الفني الذي نرصده هنا.

هناك محطات  تعد الأشهر والأهم في حياة عائلة الفنان كريم عبدالعزيز, حيث دخل والده المخرج محمد عبد العزيز الذي ولد في 1940 إلى عالم الفن السابع كمخرج متميز فيما دخل عمه المخرج عمر عبدالعزيز المولود في 1953 المجال الفني أيضا كمخرج ولكن بعد شقيقه بثماني سنوات, إلا أن الثلاثة اتفقوا واختلفوا في امور عدة أهمها التحاقهم جميعا بمعهد السينما وبينما كان محمد ضمن الدفعات الأولى التي تخرجت في المعهد وتبعه شقيقه عمر. وشهد عام 1997 تخرج الابن كريم عبد العزيز من المعهد ذاته بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف , وبينما كان للفنان محمود المليجي دور في قبول الاب محمد بمعهد السينما فإن محمد نفسه توسط لدخول شقيقه عمر المعهد أيضا بينما رفض الفنان كريم عبد العزيز أن يعيش في جلباب أبيه أو عمه ومع أنه درس الإخراج في المعهد إلا أنه فضل احتراف التمثيل بعد أن تمرد على عمله كمخرج في البداية وبينما تخصص كريم في بطولة سلسلة من أفلام الأكشن فإن الأب قدم عددا من أروع الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما المصرية, فاستحق لقب خليفة مخرج الروائع الكوميدية فطين عبد الوهاب الذي قدم سلسلة أفلام إسماعيل ياسين الشهيرة إلا أنه تميز عنه بتقديم عدد من أفلام كوميديا "الفارس" والكوميديا السوداء التي تناقش القضايا اليومية في مصر بشكل كوميدي, وبالتأكيد فإن شقيقه الأصغر استهوته الكوميديا أيضا فقدم عددا من الأفلام الكوميدية الناجحة. 

صور ممنوعة

كان للمخرج محمد عبد العزيز بصمة واضحة على ما أنتجته السينما المصرية من أفلام في فترة السبعينات والثمانينات والتسعينات أيضا ومن قبلها عمل مساعد مخرج في عدة أفلام شهيرة منها "القاهرة 30" عام 1966 و"أبي فوق الشجرة" بطولة الفنان عبد الحليم حافظ وبعد أن اكتسب خبرة كبيرة انفرد بالإخراج في فيلم بعنوان "ليل القاهرة" عام 1971 ثم توالت الأفلام التي أخرجها مثل فيلم "صور ممنوعة" بجزأيه الأول والثاني, وبعدها انطلق بجواده الفني لاخراج عشرات الأفلام السينمائية الكوميدية ثم جذبه عالم التلفزيون ليخوض تجربة الإخراج التلفزيوني عام 2008 في مسلسل "أبو ضحكة جنان" عن قصة حياة نجمه المفضل الراحل إسماعيل ياسين وبطولة الفنان اشرف عبد الباقي والفنانة رانيا فريد شوقي وأحمد بدير ونجحت أول تجربة تلفزيونية لمحمد عبد العزيز, وقد تأثر به شقيقه عمر وبعد تخرجه في معهد السينما تخصص إخراج ليقوم هو الآخر بإخراج بعض الأفلام الكوميدية الناجحة وكانت بدايته كمساعد مخرج لشقيقه محمد في سلسلة أفلام ناجحة أصقلته بالخبرة, ومنها أفلام "رحلة الشقاء والحب" و"عصابة حمادة وتوتو" و"للفقيد الرحمة" عام 1982 و"انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط" عام 1981 و"انتبهوا أيها السادة" عام 1980 و"رجل فقد عقله" عام 1980 و"خلي بالك من جيرانك" عام 1979 و"البعض يذهب إلى المأذون مرتين" عام 1979 و"المحفظة معايا" عام 1979 و"ألف بوسة وبوسة" عام 1977 وكلها أفلام من إخراج شقيقه محمد عبد العزيز , وخاض عمر الاخراج منفرداً في فيلم "دعوة خاصة جدا" بطولة الفناني يحيى الفخراني والفنانة المعتزلة حاليا نورا عام 1982 لتتوالى بعدها أعماله السينمائية كمخرج, وخلال تلك الفترة استعان الأب بابنه الصغير كريم في أدوار سينمائية صغيرة في بعض أفلامه وكان من الطبيعي أن يتأثر كريم بوالده بعكس شقيقته ياسمين التي فضلت دراسة الآداب على الفن.

 ورغم أن الوالد والعم كانا يعملان في الفن إلا أن طريق كريم عبدالعزيز إلى عالم الفن لم يكن مفروشا بالورد بعد أن عارض الأب في البداية عمله في المجال المحفوف بالمخاطر إلا أنه حدثت واقعة غيرت رأي الأب بعد أن لمس إصرار الابن على دخول عالم الفن, يقول كريم: كنت في سن الثالثة عشرة كأي طفل شقي جدا وألح على والدي لأعمل في الفن إلا أن والدي رفض, لأنه يعلم جدا أن الفن يحتاج السهر والى مجهود شاق وحزنت من إصرار والدي على منعي من العمل بالفن ولذلك أحضرت شفرة حلاقة وقمت بتمزيق ستائر المنزل الفاخرة, ولم أتعمد ذلك ولكن ما حدث من باب لهو الأطفال وما إن رأى والدي ما فعلته في الستائر حتى استشاط غضبا وكاد يفتك بي, إلاأن الدموع التي انهمرت من عيني حالت بينه وبين إتمام انتقامه مني أو ضربي ورق قلبه لي وسامحني ووافق أيضا على دخولي المجال الفني.

فوق العادة

لم يكن كريم بحاجة لمدرب يلقنه فن التمثيل وما الداعي لهذا المدرب وهو الذي كان يراقب في الستديو كيف يوجه والده الفنانين المشاركين في الأفلام التي يخرجها فهذا إحساس يجب أن يكون أكثر دفئا وهذه عبارة تحتاج للصوت المنخفض بينما هذه تحتاج إلى صوت مرتفع جهوري, كل ذلك أكسبه خبرات جعلته يمثل الأدوار التي لعبها في طفولته باحتراف ينافس أداء النجوم وأهله للنجاح في أدواره التي لعبها في طفولته ومنها الفيلم الكوميدي الشهير "البعض يذهب للمأذون مرتين" الذي ضم عددا كبيرا من نجوم السينما منهم عادل إمام ونور الشريف وسمير غانم والإخراج لوالده محمد عبد العزيز الذي حرص على أن ينسج شرنقته الفنية حول ابنه كريم في بداياته الفنية , وان يحيطه بالرعاية حتى يثبت أقدامه في عالم الفن وينال أول شهادة تقدير في حياته عندما اثنى عليه الفنان عادل إمام حين لعب دور ابنه في الفيلم واخبر والده أن كريم كنز لا يجب التفريط فيه وتوقع أن يكون له مستقبل فني كبير وبعد فيلم "البعض يذهب للمأذون مرتين" , شارك كريم أيضا في أفلام أخرى ومنها "انتبهوا أيها السادة" للفنان محمود ياسين و"قاتل ماقتلش حد" لعادل إمام.. وللمرة الثالثة يمثل مع عادل امام بفيلم "المشبوه" ثم لعب دورا متميزا في فيلم "منزل العائلة المسمومة", وما إن حصل كريم على الثانوية العامة حتى قرر دخول معهد السينما قسم الإخراج أيضا مثل والده وعمه ليتخرج عام 1997 ومن دفعته المخرجون أحمد نادر جلال ومروان وحيد حامد واحمد سمير فرج ثم عمل كمساعد مخرج فترة قصيرة جدا حتى اختارته الفنانة سميرة احمد لبطولة مسلسل "امرأة من زمن الحب " الذي قدم كريم للجمهور وكان بداية حقيقية وجاءت أول فرصة للبطولة المطلقة عندما اختاره المخرج شريف عرفة أمام منى زكي وحلا شيحة في فيلم "ليه خلتني أحبك" الذي نجح ليفتح أمامه أبواب الفن على مصراعيها ويقوم ببطولة سلسلة من الأفلام الناجحة سواء الكوميدية منها أو أفلام الأكشن التي كون ثنائيا فيها مع صديقه السيناريست بلال فضل منها "واحد من الناس" وفيلم "أبو علي" الذي أصبح لقبه في الوسط الفني وعندما أنجب كريم ابنا اسماه علي وهو اسم عمه الثاني الذي يعمل في مجال بعيد عن الفن.

الابتعاد عن الفن

عاش الابن والأب والعم تجربة واحدة ومروا بإحساس مشترك وهو الاستياء من أحوال السينما المصرية في فترة اعتمدت فيها السينما على أفلام المقاولات, فالأب محمد عبد العزيز وبعد مشوار فني طويل غضب من موجة الأفلام التي لا تحتوي على مضمون ولا تهدف إلا لإثارة الغرائز أو دغدغة المشاعر ولا تقدم فكرا ولا فنا فآثر المخرج الكبير أن يبتعد عن السينما بعد فيلم "حلق حوش" عام 1997 بطولة ليلى علوي ومحمد هنيدي, وقرر أن يتجه لإخراج المسلسلات التلفزيونية, وقدم عددا كبيرا منها "أنا قلبي دليلي" بطولة صفاء سلطان واحمد فلوكس و"بابا نور" وغيرها, أما شقيقه المخرج عمر عبد العزيز فلقد اثر أيضا الابتعاد عن السينما بعد فيلم "فرحان ملازم آدم" عام 2005 وبطولة فتحي عبد الوهاب وياسمين عبد العزيز ولبلبة وحسن حسني وسامي العدل واتجه أيضا للإخراج التلفزيوني. وقدم عام 2006 مسلسل "أحزان مريم" بطولة النجمة ميرفت أمين والفنانين شريف رمزي ودنيا سمير غانم وكريم محمود عبد العزيز وشويكار وحسين الإمام وسوسن بدر. 

حكيم عيون 

أما الفنان كريم عبد العزيز فلم يكتف بالابتعاد عن السينما بل وفكر في الاعتزال نهائيا بعد وفاة صديقه الفنان الراحل علاء ولي الدين الذي شاركه بطولة مسرحية "حكيم عيون" وفيلم "عبود على الحدود" وفي ذات الوقت عرض فيلمه "حرامية في تايلاند" الجزء الثاني من فيلم "حرامية في كي جي تو" ولم يحقق الفيلم نجاحا يذكر فأصيب كريم بصدمة ثانية جعلته يبتعد عن الفن عدة سنوات حتى راوده الحنين مرة أخرى فعاد إليه ليقدم سلسلة من الأفلام السينمائية الناجحة, ومنها أفلام "الباشا تلميذ" بطولة غادة عادل ورامز جلال ومها احمد وحسن حسني وفيلم "واحد من الناس" مع منة شلبي ومحمود الجندي و"خارج على القانون" بطولة مايا نصري وحسن حسني وأحمد سعيد عبد الغني وفيلم "فاصل ونواصل" تأليف هشام ماجد, بطولة دينا فؤاد ومحمد لطفي وأحمد راتب "وأبو علي" تأليف بلال فضل بطولة منى زكي وخالد صالح وانتصار وفيلم "أولاد العم" بطولته مع شريف منير ومنى زكي أيضا وغيرها من الأعمال الناجحة التي أقنعته بالعدول عن الاعتزال مثلما اقتنع عمه ووالده بالبقاء في الساحة الفنية حتى لا يتركاها لنوعية رديئة من الأعمال الفنية.

تشابه فني

إذا كان كريم عبد العزيز ووالده وعمه دخلوا جميعا عالم الفن فإنهم تشابهوا أيضا في تقديم نوعية الأفلام الكوميدية والاكشن أو الإثارة فالأب محمد قدم أفلاما كوميدية قام ببطولتها عدد من نجوم السينما المصرية , منهم عادل إمام ونور الشريف وليلى علوي كما قدم أيضا أفلام الأكشن في "المشبوه", و"المحفظة معايا", و"حلق حوش" بينما قدم شقيقه المخرج عمر عبد العزيز أيضا أفلاما كوميدية أهمها "ليه يا هرم" بطولة فريد شوقي, صلاح السعدني, عمرو عبد الجليل ومحمد منير وميرفت أمين ورانيا فريد شوقي , وفيلم "دسوقي أفندي في المصيف " بطولة عزت العلايلي وسلوى خطاب وتيسير فهمي وعفاف رشاد وأشرف عبدالباقي وزوزو نبيل و"ليلة في شهر 7" بطولة عزت العلايلي وميرفت أمين وحسين الشربيني و"اللعيبة" و"البنديرة" و"محامي تحت التمرين" بطولة محمد صبحي و"الرجل الذي عطس" بطولة سمير غانم وشهيرة , و"الشقة من حق الزوجة" بطولة محمود عبد العزيز ومعالي زايد ونعيمة الصغير و"المجنونة" وغيرها من الأفلام السينمائية الناجحة واتجه أخيرا للإخراج التلفزيوني فأخرج مسلسل "أهل الهوى" بطولة فاروق الفيشاوي وإيمان البحر درويش .

السياسة الكويتية في

29/07/2013

 

نفت زواج والدها عرفيا من نبيلة عبيد

اقتران السينما والنغم الأصيل في عائلة "الثورية" جالا فهمي

القاهرة- فتحي حسين: 

تعتبر العائلة الفنية التي تضم المخرج الراحل أشرف فهمي وابنته الفنانة المتميزة جالا فهمي, وزوجها الموسيقار عمر خيرت, احد أبرز العائلات التي أثرت الساحة ولا تزال من خلال اعمال راسخة في وجدان الجمهور.

ولِدَ المخرج أشرف فهمي في 25 أغسطس ,1939 وحصل علىَ ليسانس الآداب تخصص تاريخ في جامعة القاهرة سَنة 1961 ثم التحق بالمعهد العالي للسينما ثم درس الإخراج بجامعة كاليفورنيا من سَنة 1964 حتىَ سَنة ,1967 وعاد إلى مصر عام ,1968 وعمل مخرجاً فى المركز القومي للسينما التسجيلية , وأخرج في هذه الفترة فيلم "حياة جديدة" ونال جائزة عنه من مهرجان بألمانيا الشرقية, ثم إتجه الراحل أشرف فهمي للعمل مساعداً للمخرجين الكبار منهم فطين عبدالوهاب  وعبدالرحمن الخميسي, ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف , ثم عمل كمخرج فى أول أفلامه "القتلة" الذي حقق نجاحا جماهيريا غير مسبوق, ثم توالت أفلامه السينمائية الناجحة من بينها: ليل وقضبان والمجهول وغيرها وكان آخر أفلامه "العشق والدم" وقدم للتلفزيون مسلسلا واحدا فقط وهو "سنوات الشقاء والحب", كما كون المخرج الراحل أشرف فهمي ثنائيا فنيا مع  الناقد والسيناريست الراحل أحمد صالح عبر عدة أفلام منها "بستان الدم" للفنان الراحل عادل أدهم و"لا تسألني من انا" للفنانة شادية , و"الرايا حمرا", ومن أفلامه أيضا "الشيطان يعظ" و"رغبة متوحشة" و"أمواج بلا شاطئ" و"الشريدة" و"القتل اللذيذ", أما آخر فيلم عرض له فكان "امرأة تحت المراقبة".

 نال أشرف فهمي طيلة مشواره السينمائي الذي بلغت حصيلته 30 فيلما, عدة جوائز من مهرجان القاهرة السينمائي ومن مهرجان الاسكندرية فضلا عن 27 جائزة سينمائية دولية ومحلية من بينها الجائزة التقديرية الذهبية لمهرجان "كارلو فيفاري" وجائزة مهرجان طشقند السينمائي. 

وعمل المخرج الراحل أشرف فهمي فى مجلس إدارة مؤسسة السينما نهاية الستينات, وعمل على تطويرها بشكل كبير , ثم رُشح رئيساً لمجلس إدارة شركة الاستوديوهات والإنتاج والاستثمار سَنة .1977

وكان المخرج أشرف فهمي صاحب صالون أدبي وفني, ساهم في نضوج موهبة وفن ابنته جالا فهمي في التمثيل والإبداع , بل إنه أصبح جزءاً من تكوينها الشخصي, وعلى المستويين الإنساني والفني, كانت وهي طفلة تشاهد في بيت الأسرة ممثلين كبارا, ما جعلها لا تخشى الكاميرا ولا مواجهة الفنانين في الأعمال الفنية المختلفة .

وفي يوم 25 يناير عام 2001 توفي المخرج  أشرف فهمي عن 65 عاما إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة , نقل على أثرها إلى المستشفي ولكن روحه فاضت إلي بارئها فور دخوله العمليات.

حكايات راوية وفكري

نالت جالا فهمي ليسانس الآداب تخصص اللغة الإنكليزية عام ,1986 وعملت في الإذاعة والتلفزيون كمذيعة ومعدة برامج بالإضافة إلى ممارستها التمثيل في بعض الأدوار الثانوية. بدأت جالا حياتها الفنية في سن مبكرة, حين كانت في الثانية عشرة من عمرها, وبعد تخرجها في الجامعة قدمت برنامجا إذاعيا بعنوان "حكايات راوية وفكري", ومنه انتقلت إلى التلفزيون ثم تفرغت كليا  للسينما , حيث ذاقت طعم النجاح في مجموعة الأفلام قدمتها مع المخرج شريف شعبان. 

وخلال النصف الأول من حياة الفنانة جالا فهمي عاشت في مدينة "سانتياغو" بدولة تشيلي, وبعدها عاشت مع الأسرة في مدريد بأسبانيا حتى صارت تتحدث الإسبانية بطلاقة.

ولأن والدتها خريجة آداب فرنسي , وتتحدث الفرنسية بطلاقة , فقد كان من الطبيعي أن تحتل فرنسا جزءا كبيرا من حياتها, لذا فهي تتحدث الفرنسية أيضا بطلاقة إذ إن جدتها خريجة مدارس فرنسية ولا تتحدث في البيت إلا بالفرنسية لذا فان افلام جالا جمعت بين الثقافة الشرقية والغربية.

قدمت جالا أول فيلم لها مع والدها وهو "إعدام قاض" ثم قدمت فيلم "الحب في طابا" مع ممدوح عبدالعليم ومحمود حميدة إخراج أحمد فؤاد عن قصة رفعت فريد, كما قدمت مسلسل "الوسية" أمام أحمد عبدالعزيز وشيرين وسناء يونس ومحمود حميدة وحمدي احمد وعبدالرحمن أبو زهرة ومحمد أبو الحسن , والمسلسل عن قصة د. خليل حسن خليل واخراج اسماعيل عبدالحافظ وفيلم "قبضة الهلالي" أمام ليلى علوي ويوسف منصور وإخراج إبراهيم عفيفي..بالإضافة الى انها اطلقت البوم "الجينز" واقترحت أن يكتب في الدعاية "أولاد الوز يجتمعون فى الجينز". لانه من أشعار أحمد فواد نجم , والحان زياد الطويل ابن كمال الطويل ومصطفى علي اسماعيل ابن علي اسماعيل والموجي الصغير ابن محمد الموجي وغناء جالا بنت اشرف فهمي وإنتاج احمد محمد عبدالوهاب ابن موسيقار الجيلين محمد عبدالوهاب .

واستمرت جالا كفنانة في التمثيل والعمل والإبداع في العديد من الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية بشكل مكثف, حتى أطلق عليها لقب أميرة السينما المصرية.

 وبعد وفاة والدها أشرف فهمي بسنوات قليلة ثارت العديد من القضايا  وتصدت جالا لها فمثلا , عن قضية ميراث والدها اضطرت جالا الى الاضراب عن الطعام بعد أن فشلت في الحصول على حقها في ميراث والدها وحقوق الملكية الفكرية التي استباحتها الفضائيات التي تعرض افلامه وكان أشرف فهمي قد أنتج 16 فيلما باع منها 6 أثناء حياته, وتنازل عن 4 منها لابنه وابنته من طليقته ماجدة حميدة, أما الباقي فمن حق كل الورثة ومنهم جالا, لكن عند جرد التركة فوجئت جالا فهمي بعدم ذكر الأفلام الستة.

زواج عرفي

وعن شائعة زواج أشرف فهمي من الفنانة نبيلة عبيد, تقول جالا أن التصريح القنبلة الذي أدلت به الفنانة نبيلة عبيد لإذاعة الشرق الأوسط, وكان بمثابة مفاجأة للكثيرين سواء من الوسط الفني أو خارجه, حيث اعترفت بزواجها عرفيا من والدي فأنا والاسرة كلها نشك في كلامها بشكل كامل لاننا نعرف كل شيء عنه.

تضيف جالا: لا أعلم الأسباب التى تدفع نبيلة عبيد لهذه التصريحات في الوقت الحالي, خاصة أن نبيلة لم تصرح بهذا من قبل فلماذا تصرح به حاليا ودون أن يدفعها أحد لتعترف به? وثانيا وهو الأهم أن أبينا كانت لديه الشجاعة والجرأة لفعل كل الأمور في النور وليس في الخفاء, فلماذا يتزوج سرا من نبيلة أو غيرها? 

وتقول جالا عن نفسها انا فنانة مصرية حرة من سلالة أحرار ومؤمنة جداً بوطني وبقضاياه, ولو كان هذا الإيمان يقع تحت مسمى ثورية فأنا ثورية, لانك كفنان ان لم تؤمن بقضاياك وقضايا وطنك ستصبح مجرد حالة تظهر ثم تموت وتتلاشى ولايذكرها احد كأنك لم تكن.

العشرة الطيبة

أما عن زواج جالا من الموسيقار عمر خيرت, فهو من عائلة فنية خالصة وعريقة, بما يوحى بأن الفن مسألة وراثية تتعلق بالجينات, فجده محمود خيرت كان مهتماً بالفنون وشاعراً وأديباً ومترجماً ورساماً وموسيقياً, وقد ألف رواية "الفتاة الريفية" عام 1905 وأُعيد نشرها عام 2009 ضمن إصدارات المجلس الأعلى للثقافة, وإلى جانب ذلك كان سكرتيراً لمجلس الشيوخ أيام سعد زغلول, وكان بيته في شارع خيرت الذي سُمي باسم جده, ولايزال هذا الشارع موجوداً ويحمل الاسم حتى الآن. وقد أنجب محمود خيرت أربعة أبناء هم أبوبكر وعمر وعثمان وعلي, تيمناً بأسماء الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين,  وكان لدى الجد محمود صالون دائم للفنون يجمع رموز الفن والثقافة في ذلك العصر أمثال فنان الشعب سيد درويش والمثَّال محمود مختار والأديب المنفلوطي, كما كان اول لقاء بين محمد عبدالوهاب وأم كلثوم في منزل الجد محمود خيرت بحضور سيد درويش وغنوا معاً أوبريت "العشرة الطيبة".

وكثيرا ما يحكي عمر عن حرص جده أن يغرس فيهم حب الفن منذ صغر سنهم, فكان يعلمهم الموسيقى في المنزل. وقد ظهر نبوغ أبوبكر في الموسيقى حين كتب أولى مؤلفاته الموسيقية وهو فى العاشرة, حتى إن صحيفة "المصري"¯ التي كانت تصدر وقتذاك ¯ نشرت عنه مقالاً موسعاً تحت عنوان"مولد موتسارت عربي جديد", كما كان  أبو بكر خيرت نابغة أيضاً في الهندسة المعمارية, وأرسل في بعثة دراسية إلى فرنسا وهناك حصل أيضاً على المركز الأول, وأثناء وجوده في فرنسا كان يدرس الموسيقى أيضاً إلى أن أصبح مؤلفاً موسيقياً ورائد الموسيقى السيمفونية في مصر, وكذلك نبغ عمه الدكتور عمر خيرت في مجال التصوير الفوتوغرافي وكان من ضمن العشرة فنانين الدائمين في "صالون لندن" ونال جوائز كثيرة في هذا السياق, علاوة على نبوغه في مجال الطب حيث اكتشف بعض الميكروبات من خلال أبحاث علمية مسجلة باسمه في التاريخ الطبي العالمي وكان يعمل في لندن مع فيلمنغ وهو العالم الشهير الذي اخترع البنسلين.

ولقد كان لدى عمر خيرت الموسيقار الحالي هدف منذ البداية وهو الارتقاء بالموسيقى والحس الفني وبخاصة أن بلادنا تستمع إلى الأغنية وليس الموسيقى الخالصة, وحتى الأغنية لدينا تُغنى من دون شكل علمي وهذه الرسالة عمل على استكمالها بعد الرائد أبو بكر خيرت الذي أسس الكونسيرفتوار وكان أول عميد له.

وتختصر جالا فهمي الحديث عن زوجها عمر خيرت فتقول حصل الموسيقار عمر خيرت على جوائز عالمية كثيرة منها جائزة "ميدل إيست ميوزيك أوورد , إلى جانب حصوله على جوائز كثيرة عن أعماله الموسيقية في العديد من الأفلام السينمائية مثل أفلام"البحث عن توت عنخ آمون", "سكوت ح نصور", "السفارة في العمارة", "الامبراطور", "المسافر" , ودروع تكريم من كل محافظات مصر .

وحدث الانفصال بين الفنانة جالا فهمي وزوجها عمر خيرت لانشغال جالا بالأعمال السينمائية عن رعاية ابنهما عمر فذهبت إلى الغردقة لكي تقيم فيها بمفردها بعد انفصالها عن زوجها وسفر أبنائها إلى الولايات المتحدة الاميركية , حيث يعمل ابنها عمر فى تدريس الإخراج السينمائي في أستراليا, وشيرين ابنة جالا من زيجة اخرى تخرجت في الجامعة الاميركية وتزوجت وتعمل في اميركا بالتدريس وأخيرا احتفل الموسيقار الكبير عمر خيرت وطليقته النجمة جالا فهمي بزفاف نجلهما المخرج عمر ومنة الله كريمة رجل الأعمال محمد عمران مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وحرمه نبيلة عمران سيدة الأعمال المصرية العالمية, وأقيم الحفل بأحد فنادق القاهرة بحضور عدد كبير من الوزراء ونجوم الفن والمجتمع.

وتقول جالا إن سبب طلاقها من الموسيقار عمر خيرت والد ابنها الوحيد عمر هو عدم الاتفاق في أمور عديدة , بالإضافة إلى اختلاف الطباع والهوايات التي لم تكتشفها جيدا قبل الزواج, فضلا عن اعتراضه على بعض الأفلام التي قدمتها مثل "كلام الليل" مع يسرا والمخرجة إيناس الدغيدي, ما سبب لها الإزعاج والضيق وتقييد حريتها في العمل. 

تعدد الزيجات

تزوجت الفنانة جالا فهمي أربع مرات, فبعد انفصالها عن عمر خيرت تزوجت من خارج الوسط الفني رجل أعمال, ولم يستمر هذا الزواج كثيرا بسبب عدم تفرغ كل منهما للآخر  وانشغال جالا في الأعمال السينمائية ورغبة زوجها في أن تترك الفن وتتفرغ له وهو ما رفضته جالا, ثم طلقت منه .

وكانت الزيجة الثالثة لجالا من المخرج السينمائي شريف شعبان الذي كان يحبها بجنون وهي كذلك أحبته وتم الانفصال بينهما بسبب غيرة زوجها عليها أمام المعجبين, ولكنه عاد إليها مرة أخرى خلال سنة تقريبا وتم الانفصال للمرة الثانية وعملت معه فى الكثير من الأفلام .

أما الزيجة الأخيرة فمن المنتج المعروف عمرو حجازي الذي أنتج العديد من الأفلام لنجوم آخرين وأنتج لها أيضا , وقد تزوجته جالا عن حب واقتناع بعد أن تابعته وأعجبت به وعندما عرض عليها الزواج لم تتردد في الموافقة عليه واستمر زواجهما ثلاث سنوات لم تنجب منه أطفالا, وقد أنتج لها حجازي فيلم "جلا جلا" ولم يحقق أي نجاح جماهيري ما دفع جالا إلى إعلان اعتزالها السينما, ثم طلقت من حجازي واشترت فيلا في الغردقة وسكنت فيها بمفردها حتى الآن.

السياسة الكويتية في

30/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)