مع أنه أولى تجارب المؤلف حسام موسى السينمائية، حقق فيلم «قلب الأسد
نجاحاً وإيرادات لم يتوقعها صانعوه، ما دفع موسى إلى المضي قدماً سواء في
الكتابة للسينما أو للدراما التلفزيونية.
عن الفيلم وكواليسه وأسباب اختيار محمد رمضان للبطولة كان اللقاء
التالي مع حسام موسى.
·
كيف تمّ ترشيح محمد رمضان لبطولة
«قلب الأسد»؟
بالصدفة. بعد انتهائي من كتابة أكثر من نصف أحداث الفيلم، التقيت
المنتج أحمد السبكي في أحد الأفراح وتحدثنا في أمور عدة، وأخبرني أنه يبحث
مع محمد رمضان عن فكرة جديدة لتقديمها في السينما بعد نجاح فيلمهما «عبده
موتة»، وسألني إن كانت لدي مشاريع سينمائية جديدة، فأخبرته أنني في طور
كتابة فيلم جديد، فطلب مني إرسال نسخة من الجزء المنتهي، وقد أعجب به هو
ورمضان، وبدأنا التصوير بعد الانتهاء من كتابته.
·
هل أجريت تعديلات ليناسب الدور
شخصية محمد رمضان؟
إطلاقاً، فالدور مكتوب لشخصية شاب في العشرينات من عمره، وهي مرحلة
محمد رمضان العمرية نفسها. وقد عقدنا جلسات عمل قبل التصوير للاستقرار على
التفاصيل، وأجرينا تعديلات طفيفة حتى وصلنا إلى النسخة النهائية من
السيناريو، ونفذت كما هي.
·
هل أثر استبعاد المخرج إسماعيل
فاروق على صورة الفيلم النهائية؟
في البداية كان ثمة اقتراح بتولي كريم السبكي إخراج الفيلم، لكن رجحت
كفة اسماعيل فاروق، كونه تعاون مع محمد رمضان في فيلمه الأخير «عبده موتة»،
وبعد تصوير يوم نشب خلاف بينه وبين رمضان، فأسندت مهمة الإخراج إلى كريم.
·
كيف تعاملتم مع المشاهد التي
صوّرها اسماعيل فاروق؟
وضعنا اسمه عليها تقديراً لدوره، وهي مشاهد في السيرك يظهر فيها رمضان
وهو يرعى الأسود، استغرقت أقل من دقيقة. أما باقي الفيلم فتولى مهمة إخراجه
بالكامل كريم السبكي.
·
ما تقييمك لتجربة كريم الأولى في
الإخراج؟
قدم الفيلم بشكل جيد للغاية، وكانت لديه وجهة نظر من البداية، ساعده
في ذلك التوافق بينه وبين محمد رمضان خلال تحضير السيناريو قبل التصوير.
·
معروف عن أفلام السبكي موازنتها
الضعيفة، فهل ينطبق ذلك على «قلب الأسد»؟
خصص السبكي للفيلم موازنة ضخمة ليخرج بأفضل صورة، واستعان بفريق من
خبراء تفجير في جنوب إفريقيا لتنفيذ مشاهد الحركة، رغبة منه في تقديم فيلم
يتفوق على «عبده موتة» للصعود بنجم محمد رمضان.
·
ما رأيك بالهجوم الذي تعرض له
الفيلم؟
لا أجد سبباً له، خصوصاً أنه انصبّ على «التريلر»، بينما أشاد به
الجمهور. يحمل الفيلم رسالة تحذير مهمة، وعرض مشاكل الشباب الذين يعيشون في
منطقة نزلة السمان، كونها تعتمد على السياحة، والعمل فيها متوقف منذ أكثر
من عامين بسبب الأحداث السياسية، لذا لا بد من مساعدتهم ومد يد العون لهم
كي لا يتحولوا إلى بلطجية ويدخلوا عالم الجريمة. كذلك طرحنا مشكلة السلاح
المنتشر في يد الجميع ومخاطر ذلك على المجتمع.
·
كيف تقيّمه؟
يختلف بشكل كامل عن كل ما قدمه محمد رمضان، بتعبير أدق لا وجه للشبه
بينه وبين أفلامه السابقة. ثمة أغنية واحدة وقديمة ولا تستغرق في الأحداث
أكثر من دقائق، فضلاً عن أن الفيلم يعتمد الإطار الإنساني وليس الحركة فحسب.
·
ما ردك على النقاد الذين يعتبرون
أن الفيلم لا يصلح للعرض إلا في موسم عيد الفطر؟
لا أتفق مع هذه الآراء، لأنه مناسب للأوقات كافة، وإذا طرح في أي موسم
سيحقق النجاح نفسه. امتلأت قاعات العرض في أيام العيد، لدرجة أنني وكريم
السبكي، عندما كنا نذهب لمشاهدته مع الجمهور، كنا ندخل عن طريق مديري
السينما، ونتحدث مع الشباب بعد انتهاء العرض، وقد لاحظنا أنهم حفظوا
الحوار، بالإضافة إلى أنه كسر قاعدة تركّز شعبية محمد رمضان في المناطق
الشعبية، إذ امتلأت قاعات العرض في المناطق الراقية أيضاً.
·
وعلى الانتقادات التي وجهت إليه
عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
يشرّح أفراد معينون أي فيلم جديد يطرح، وعندما تبحث عن إنتاجهم لا تجد
لهم أي عمل، فضلاً عن أن بعض الإعلاميين انتقدوا الفيلم وعادوا واعتذروا عن
نقده من دون مشاهدته، «قلب الأسد» فيلم مهم ولا يقلّ عن الأفلام التي
يقدمها أحمد السقا وكريم عبدالعزيز.
·
هل أحزنك تأثر الفيلم بالأحداث
السياسية؟
بالتأكيد لأنه سجل أعلى إيرادات في تاريخ السينما، إذ وصلت إلى ثلاثة
ملايين و600 ألف جنيه، في سابقة هي الأولى من نوعها في السينما، وكان يمكن
أن يسجل إيرادات تصل إلى 30 مليون جنيه. أتوقع، بعد استقرار الأوضاع، أن
يعاود الفيلم تحقيق إيرادات مرتفعة، لا سيما أنه يمكن استمرار عرضه حتى
موسم عيد الأضحى.
·
وجديدك؟
أنا في طور كتابة فيلم جديد بعنوان «المحترف» ولم أنته منه بعد. كذلك
أحضّر سيناريو مسلسل جديد بعنوان «الفارس الأخير» ليعرض في شهر رمضان
المقبل، فأنا أحاول إنجاز فيلم سينمائي ومسلسل درامي كل عام.
الجريدة الكويتية في
26/08/2013
15
مليون جنيه خسائر السينما في أسبوع الحظر
كتب الخبر: رولا
عسران
15
مليون جنيه، إجمالي خسائر السينما في أسبوع هو مدة الحظر الذي
فرضته الرئاسة المصرية على محافظات مصرية، بعد اندلاع الاشتباكات بين أنصار
الرئيس المعزول محمد مرسي وبين الداخلية والقوات المسلحة.
الخسائر التي قدرها صانعو السينما والمنتجون بالفادحة، جاءت بعد
إيرادات ضخمة حققتها أفلام موسم عيد الفطر، على رأسها «قلب الأسد»، بطولة
محمد رمضان الذي حقق رقماً قياسياً في تاريخ السينما المصرية بتجاوزه ثلاثة
ملايين و300 ألف جنيه في أول أيام عرضه، ثم ثلاثة ملايين و450 ألف جنيه في
ثاني أيام عرضه، بعد ذلك استقرّ على تحقيق ما يزيد على مليوني جنيه يومياً،
ليصبح إجمالي إيراداته بعد أسبوع عرض 14 مليون جنيه تقريباً، كما أعلن
منتجه، ما يعني أنه كان سيحقق مع نهاية الأسبوع ما يزيد على 10 ملايين
جنيه، حسب معدل إيراداته منذ بداية الموسم.
«قلب الأسد»، من بطولة محمد رمضان، حورية فرغلي، حسن حسني، إخراج كريم
السبكي في أولى تجاربه الإخراجية، إنتاج أحمد السبكي.
أما {كلبي دليلي» للمنتج أحمد السبكي أيضاً وبطولة سامح حسين ومي كساب،
فحقق إيرادات جيدة بلغت نصف مليون جنيه في اليوم، ليصل إجمالي إيراداته في
أقل من أسبوع إلى أربعة ملايين جنيه، ما يعني أن الفيلم لو قدر له
الاستمرار لتجاوزت إيراداته نصف مليون جنيه في اليوم، أي أنه خسر حوالى
ثلاثة ملايين جنيه في أيام الحظر بحسب تقدير أحمد السبكي.
اعتاد «توم وجيمي» (تأليف سامح سر الختم ومحمد النبوي، إخراج أكرم
فريد، بطولة هاني رمزي)، تحقيق ربع مليون جنيه في اليوم، لكنه فقد هذه
الإيرادات بمجرد اندلاع الاشتباكات، ما يعني أنه تعرض لخسارة فادحة ولم
يستردّ حتى قيمته الإنتاجية أو أجور أبطاله، لا سيما هاني رمزي الذي تقاضى
مليوني جنيه مقابل أداء دور البطولة، فيما فشل الفيلم في تحقيق المليون
الأول، وكان من المقرر أن يحقق المليون الثاني مع نهاية الأسبوع الأول من
عرضه، بحسب معدل إيراداته.
بدوره لم يعوّض «نظرية عمتي» لحورية فرغلي وحسن الرداد كلفته
الإنتاجية التي تجاوزت خمسة ملايين جنيه، ولم تتجاوز إيراداته 600 ألف
جنيه، بمعدّل 200 ألف جنيه في اليوم، ليصبح إجمالي خسارته مليون جنيه إضافة
إلى كلفة الفيلم التي لم يعوضها.
«البرنسيسة» لعلا غانم أقل تعرضاً للخسارة لأنه لم يحقق إيرادات تذكر
خلال فترة عرضه ابتداء من اليوم الأول لعيد الفطر، إذ حقق مئة ألف جنيه في
اليوم، كانت تزيد أحياناً لتصل إلى 170 ألفاً.
قضاء وقدر
المنتج أحمد السبكي ليس حزيناً على فيلميه «كلبي دليلي» و{قلب الأسد»
لأنهما أثبتا خلال فترة قصيرة أن كلا منهما قادر على المنافسة، بحسب
تعبيره، مع تصدر «قلب الأسد» شباك التذاكر محققاً إيرادات غير مسبوقة في
تاريخ السينما المصرية، «ما يعني أن الفيلم الجيد قادر على إثبات نفسه، أيا
كانت الظروف».
يضيف: «ما حدث قضاء وقدر وعلينا أن نتحمل الظروف التي تمر بها
مصر مهما بلغ حجم الخسائر، مع يقيني بأن الجمهور سيقبل على مشاهدة الأفلام
بعد انتهاء الأزمة».
بدوره يؤكد المخرج أكرم فريد أن «الظروف التي تمر بها البلد فرضت
واقعاً علينا تحمله ولن نتوقف عن صناعة السينما».
سامح حسين راضٍ، أيضاً، بقضاء الله، وسعيد بردود الفعل الجيدة
التي حصدها «كلبي دليلي» قبل وقوع الاشتباكات، ويتوقع أن «تعود صناعة
السينما إلى سابق عهدها بعد انتهاء الأحداث، ويقبل الجمهور على مشاهدة
الأفلام، ونبدأ الموسم مجدداً كأن شيئا لم يكن وكأن خسارة لم تقع».
الجريدة الكويتية في
26/08/2013
اكتشاف فيلم مصري في مونتريال
رسالة
مونتريال: أسامة عبد الفتاح
اكتشف مهرجان أفلام العالم في مونتريال, الذي تستمر دورته السابعة
والثلاثون حتي الثالث من سبتمبر المقبل, الفيلم الروائي القصير الجديد مع
إني أعرف أن النهر قد جف, الذي تشارك مصر في إنتاجه, والذي لا يعرف عنه
أحد في مصر شيئا.عرض الفيلم أمس في القاعة رقم15 بسينما الحي اللاتيني
بمونتريال في إطار قسم نظرة علي سينما العالم, الذي يعرض الأفلام الطويلة
والقصيرة التي اختيرت للعرض خارج المسابقة في المهرجان, وسيقام له عرض
آخر بنفس القاعة يوم السبت المقبل في الثانية وعشرين دقيقة ظهرا.
الفيلم إنتاج مشترك بين مصر وفلسطين والمملكة المتحدة, وأخرجه الشاب
المصري البريطاني عمر روبرت هاملتون, وهو يروي قصة رجل يعود إلي فلسطين
بعد أن قاده اختيار مصيري إلي أمريكا لسنوات طويلة, ويستعرض أزمته بين
مستقبل ابنه وماضي أخيه.
يقوم ببطولة الفيلم, الذي تم إنتاجه من خلال حملتي تمويل عن طريق
الإنترنت جمعتا29 ألف دولار, كل من: قيس ناشف, الذي شارك في بطولة
الفيلم الشهير الجنة الآن, ومايا أبو الحياة وسلوي نكارة, وقد عرض في
المسابقة الرسمية بمهرجان روتردام2102.
كما تشارك مصر بالفيلم التسجيلي عن يهود مصر(96 دقيقة), للمخرج
أمير رمسيس, في قسم نظرة علي سينما العالم التسجيلية, حيث تقام للفيلم
ثلاثة عروض بقاعات سينما الحي اللاتيني في مونتريال: يوم الجمعة
المقبل(30 أغسطس2013) في العاشرة صباحا, وفي الأول والثاني من سبتمبر
المقبل في الرابعة وأربعين دقيقة عصرا والعاشرة صباحا علي الترتيب.
يرسم أمير رمسيس في الفيلم بورتريه شديد الخصوصية لمصر ما قبل
عام1952, من خلال شهادات عدد من مواطنيها اليهود الذين أجبروا علي
مغادرتها والتنازل عن جنسيتها قبل أو بعد هذا التاريخ, والمقيمين حاليا
في الخارج, في باريس تحديدا, بالإضافة إلي مصدر واحد( ألبير آري)
لا يزال يعيش في القاهرة بعد أن رفض مغادرة مصر وأصر علي أن يدفن في البلد
الذي ولد فيه.
ويستكمل رمسيس البورتريه بشهادات وآراء مجموعة من المصادر من غير
اليهود هم: الدكتور محمد أبو الغار,مؤلف كتاب يهود مصر: من الازدهار
إلي الشتات, والباحث عصام فوزي, والراحل أحمد حمروش, عضو تنظيم
الضباط الأحرار, والدكتور رفعت السعيد, رئيس حزب التجمع,وعلي نويتو
من جماعة الإخوان, التي اتهمت بالضلوع في تفجيرات محلات وممتلكات اليهود
المصريين إبان حرب فلسطين.
ويبدو واضحا من شهادات اليهود, الذين يقدمهم الفيلم, أن روح
التسامح التي كانت تسود مصر ـ في تلك الأيام البعيدة السعيدة ـ لم تكن فقط
حرصا من أبناء كل طائفة علي التعايش في سلام ومحبة مع الطوائف الأخري, بل
كانت أسلوب حياة يتبعه معظم المصريين من دون تصنع ولا ادعاء.. وعلي سبيل
المثال, تقول إيزابيل دوبوتون, التي تعمل حاليا ممثلة في باريس, إن
أسرتها في مصر كانت تحتفل مع جيرانها المسلمين والمسيحيين بكل أعياد
الأديان الثلاثة حتي يظل الجميع في حالة بهجة وسعادة لأطول فترات ممكنة علي
مدار العام, وليس لأي اعتبارات أخري.
الأهرام المسائي في
26/08/2013
المخرج رمسيس مرزوق:
الفن أيضا يواجه الإرهاب
أميرة العادلي
بدأ المخرج رمسيس مرزوق, والناشط السياسي د. ممدوح حمزة عرض فيلم
وثائقي قصير عن ثورة30 يونيو بعنوان المصريون ينقذون العالم من الإرهاب
في أكثر من دولة في العالم حتي يعرف الشعوب ماذا يواجه الشعب المصري؟
ويقول مرزوق: إنه الفن أيضا يواجه الإرهاب بصناعة الأفلام التي تكشف
الحقيقة, وتوضح ممارسات تلك الجماعات, وما فعلته في مصر, والعالم,
وما كان يمكن أن تفعله.
وعن فكرة الفيلم قال: تحدثت أنا ود. ممدوح حمزة الذي اقترح
الفكرة, وبدأت في تنفيذها, وجمعت صورا كثيرة, وفيديوهات توضح للعالم
حقيقة ما يعرض عليهم, والمشاهد الغربي مختلف, و يجب مخاطبته بلغته, و
إيقاعه السريع, و توصيل له المعلومة بوضوح, والفيلم مدته8 دقائق
ومترجم للإنجليزية.
وعن بدء الفيلم بهتلر, وانهاؤه بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن
قال:طبعا هناك مغزي, فهتلر جاء بالصندوق, والانتخابات, كما جاء
د. مرسي بالصندوق,وقصدت توضيح ذلك للعالم لان الإخوان لايتحدثون سوي عن
الشرعية, وصندوق الانتخابات, كما وضعت مشاهد قليلة للتفجيرات بوسطن حتي
يتذكر الأمريكان ما حدث لهم من الإرهاب, وانهيت الفيلم بصورة لأسامة بن
لادن, والذي اعتبره العالم تهديدا حقيقيا للسلم, ورمزا للإرهاب,
بالإضافة لتصريحات رموز جماعة الإخوان, والجماعة الإسلامية, والتي تعد
إرهابا صريحا ليس فقط لمصر بل وللعالم كله.
الأهرام المسائي في
26/08/2013
لقاء سويدان:
شقيقي قتل برصاص {إخواني}
كتب الخبر: رولا
عسران
لقاء سويدان من أولى الفنانات اللواتي شاركن في تظاهرات 30 يونيو،
للمطالبة بإسقاط حكم المرشد والتخلص من جماعة {الإخوان المسلمين}، فكان
قدرها أن يلقى شقيقها البالغ من العمر 31 عاماً حتفه على يد الجماعة نفسها
التي وصفتها لقاء سويدان بالإرهابية.
{الجريدة} التقتها بعد مقتل شقيقها وكانت الدردشة التالية.
·
هل كان شقيقك من المعارضين
للإخوان؟
بل أحد أشد المعارضين لنظام {الإخوان المسلمين}، ويحّملهم مسؤولية
المصائب التي تحدث لبلدنا مصر، وقد شارك في تظاهرات 30 يونيو ليطالب بإسقاط
حكمهم، ولم يتوقف يوماً عن الإدلاء برأيه في تصرفاتهم الوحشية. كذلك شارك
مع أصدقائه في تظاهرات التفويض للجيش المصري في الشهر الماضي.
·
ما تفاصيل مقتله بأيدٍ إخوانية؟
بعد أداء صلاة الجمعة، عاد شقيقي إلى منزله الواقع في شارع 26 يوليو
أمام كوبري 15 مايو، حيث كان يعيش لوحده، ووقف على شرفة منزله ليتابع
الموقف، فمرّت إحدى مسيرات {الإخوان} التي تستهدف حرق مصر وتخريبها، كما هي
عادتهم، وكانوا ينادون بهتافات تدعم الرئيس المعزول محمد مرسي وتطالب
بعودته، بحسب قول جيران شقيقي الذين كانوا يشاهدون المسيرة من شرفة منازلهم
أيضاً. إلا أن شقيقي لم يتحمل هذه الهتافات التي يعرف جيداً أنها كذب
وإدعاء وتغييب للعقول، فهتف ضد الإخوان من مكانه معلناً رأيه المعارض
لأفكارهم المسمومة، فأطلقوا عليه رصاصاً اخترق رقبته، وسقط قتيلاً ولم
يتمكّن أحد من إنقاذه من أيديهم، وفي النهاية يقولون: {اعتصام سلمي}، فأين
هي السلمية التي يتحدثون عنها وسط هذه الدماء كلها؟
·
ألم يتدخل جيرانه لإنقاذه بعد
مشاهدتهم للواقعة؟
سارعوا إلى منزله، وكسروا الباب في محاولة لإنقاذه، ونقلوه إلى مستشفى
قصر العيني، لكنه تُوفي في الطريق ولفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يصل إليها،
واتصلوا بنا كي نحضر إليه في المستشفى بعدما أصبح جثة هامدة. حسبي الله
ونعم الوكيل فيهم وفي كل شخص يقتل نفساً بريئة خلقها الله تعالى، فهم لا
يعرفون إلا الكراهية والحقد والغلّ.
·
ما كانت ردة فعل والدتك بعدما
علمت بالخبر؟
انهارت تماماً، ولم تتمالك نفسها ولم تستطع أن تقف على قدميها لتذهب
إلى منزله، خصوصاً أن الشارع الذي يسكن فيه تدور فيه اشتباكات، فقد خفنا أن
تتعرض للخطر لو ذهبت، ولم أذهب إلى منزله بدوري للمخاوف نفسها.
·
ما كانت ردة فعلك بعدما علمت
بهذه الفاجعة؟
حتى هذه اللحظة لا أصدق نفسي، ولا أصدق أن شقيقي تُوفي، فقد كان من
خيرة الشباب، ولم يؤذِ شخصاً في حياته، وكان مقرباً إلى قلبي، وأحكي له
أسراري. أشعر بقهر وحزن شديدين بسبب وفاته، ولا أتمالك أعصابي منذ عرفت
الخبر.
·
ما تعليقك على ما يحدث لآلاف
الأبرياء يومياً؟
تعليقي الوحيد: {حسبي الله ونعم الوكيل} ألا يتقون الله؟ لماذا لا
يراعون ضمائرهم في أفعالهم، ولماذا لا ينظرون إلى أنفسهم قبل أن يحاسبوا
الناس على أفعالهم، وهل الاختلاف في الرأي معهم مصيره القتل؟
أقول لكل شخص سمح له ضميره بقتل نفس من دون ذنب، حسبي الله ونعم
الوكيل، وسأظل أكررها في وجه كل هؤلاء الذين يتاجرون بالدين وهو منهم براء.
اليوم تأكدت أن نزولنا في الثلاثين من يونيو كان ضرورياً، وأقول لكل
من طالبنا بعدم النزول: هل تأكدتم من أنهم جماعة إرهابية لا يشغلها الوطن؟
هؤلاء لا يعنيهم الدين الذي لا يعرفون عنه شيئاً بقدر ما يشغلهم الكرسي وفي
سبيله يمكن أن يزهقوا أي روح بريئة، لا يفكرون سوى في مصلحتهم الشخصية، وهو
ما تأكدنا منه أخيراً، بعد تصرفاتهم الفاشية من حرق وقتل وتدمير، وخراب
للبلد الذي كانوا يؤكدون أنهم يخافون عليه ويعملون لمصلحته ومصلحة الدين
الإسلامي، والإسلام براء منهم ومن أفعالهم.
·
ما الذي يمكن أن يطفئ نارك على
شقيقك؟
أن أقتصّ له برؤية كل هؤلاء يحاكمون على ما اقترفته أيديهم وأن ينتهي
عصر الإخوان في مصر، ويعودون إلى جحورهم، وقتها فحسب سيعود حق شقيقي، وحق
كل شخص قتل على أيديهم، وأدعو الله أن يشربوا من الكأس نفسها التي شربنا
منها، ليشعروا بالمرارة وبكل {وجع} نحسّ به بسببهم وسبب جهلهم وغبائهم
ومواقفهم التي لا أجد لها تفسيراً سوى أنها تستهدف مصر وأهلها.
·
كيف ترين الأيام المقبلة؟
رغم كل شيء أنا متفائلة، لأن ثقتي بجيشنا العظيم كبيرة، وبأنه قادر
على أن يخلصنا من كل ما يحدث، ومن سموم هذه الجماعة التي لا تراعي الله،
والحمد لله أن المصريين عرفوا {الإخوان} على حقيقتهم بعدما انكشفوا بسبب
غبائهم، وحقدهم، وشراستهم وحماقتهم.
الجريدة الكويتية في
25/08/2013
محمد لن ينام في سريره هذه الليلة
أمستردام – محمد موسى
فاز فيلم "عندما يعود الصِّبْيةَ " بالجائزة الإولى في فئة الأفلام
التسجيلية المتوسطة الطول (من التي لا يزيد طولها عن ساعة واحدة)، في
الدورة الأخيرة من مهرجان "أدفا" للسينما التسجيلية في العاصمة الهولندية
أمستردام. نسخة الفيلم التي عُرضت وقتها في المهرجان السينمائي الهولندي،
والتي كانت بطول 58 دقيقة، هي نفسها التي وصلت الى القنوات التلفزيونية، (
عرض الفيلم على قناة الجزيرة الإنكليزية، وضمن برنامج " شاهِدٌ"). هذا
الإتجاه، في إنتاج أفلام تسجيلية بأطوال 30 او 60 دقيقة، أصبح شائعاً
كثيراً في السنوات الأخيرة، وهو إذا لم يتم بتكليف مباشر من القنوات
التلفزيونية، المنتجة الأكبر للأفلام التسجيلية في العالم، يكون برغبة
المخرجين أنفسهم، لضمان وصول سريع وسَلِس لأفلامهم الى القنوات
التلفزيونية، والتي تعمل بنظام البرمجة التلفزيونية، المتأسس على مبدأ
النصف ساعة ومضاعفاتها للمادة التلفزيونية الواحدة، مع تفضيل الأفلام التي
لا يزيد طولها عن ساعة ( لا تُحبذ هيئة الإذاعة البريطانية ( بي بي سي) عرض
أفلام تسجيلية يزيد طولها عن ساعة واحدة). فإعادة توليف الأفلام الأصلية،
لتناسب الأطوال التي يرغبها التلفزيون، هي واحدة من المهام الشديدة الصعوبة
للمخرجين، اذ يتوجب عليهم إعادة تقطيع جديدة، تأتي بعد المونتاج الأول،
والتي تتطلب رؤية جديدة، لضمان تدفق وإيقاع سَرديّ، يقترب من ذلك الذي
أنجزوه في نسختهم الإولى من الأفلام.
تَفرض الأفلام التسجيلية المتوسطة الطول والقصيرة، خيارت فنيّة و
إختزالات على المخرجين، كالبحث عن إستعارات صوريّة وإسلوبية، تعوض السرد
المُقيد بزمن قصير. كما تخضع المقابلات التي يُجريها المخرجين مع شخصياتهم
الى إعادة مراجعة دقيقة، اذ تمر هذه المقابلات عبر عمليات توليف قاسية
أحيانا، للبحث عن لحظات او عِبر مُعينة تختزل جوهر الموضوعة، وتبتعد عن
التكرار او الشروح المطولة.
لا يُضيع فيلم " عندما يعود الصِّبْيةَ " للمخرجة النرويجية تونة
أندرسن، وقتاً كثيراً، للدخول في قضيته، وهي هنا، الإعتقالات المتواصلة
لصِّبْيةَ فلسطينيين من قبل إسرائيل، بتهم مواجهة الإحتلال بطرق عنيفة (
يُعد رمي الحجارة من أبرزها). يستهل الفيلم وقته بإحصائية تقول إن هناك
أكثر من 7000 صبي فلسطيني، من الذين لم يتعدوا الثامنة عشر من العمر، دخلوا
السجون الإسرائيلية في غضون السنوات الإحدى عشر الأخيرة. بعد ذلك سنتعرف
على مجموعة الصبية الإثني عشر، الذين سيرافقهم الفيلم، وهم يحاولون العودة
الى "الحياة الطبيعية"، وبعد قضائهم فترات زمنية مختلفة في السجون
الإسرائيلية. المحاولات تلك، ستكون بمساعدة منظمة تعليمية نفسية تدعى
" YMCA "
في مدينة الخليل الفلسطينية. إعادة التاهيل هذه سيشرف عليها
موظف فلسطيني إسمه "مهران"، والذي سيهيمن بحضوره وصوته على الوثيقة
التسجيلية، هو يَحِّل بدل المُعلق الصوتي، والذي يقود سرد بعض الأفلام
التسجيلية، لكن عوضاً عما يقوم به ذلك المعلق التقليدي، يواصل مهران
بتعليقاته، والتي تتواصل حتى بغياب صورته عن الشاشة، محاولاته للوصول الى
المشاعر والإنفعالات الحقيقية الصادقة لهؤلاء الفتيّة، والمغطاة، بطبقات
الذكورة والتقاليد السميكة، هو يسأل عما يشعروه الآن؟ وما أحسوا به وقت
سِجنهم؟ وكيف يروون مستقبلهم؟ أسئلة غريبة لم يعتادها هؤلاء الفِتْيان، ولن
تكون إجابتها هيِّنة عليهم. مهران هذا، يستحق فيلماً تسجيلياً لحاله، فكيف
إستطاع فلسطيني أن يحافظ على تماسكه وصفاء ذهنه (وكما بدا في الفيلم)، وسط
تلك الفوضى، ومن أين يستمد إيمانه بالمستقبل؟ لن يكون الفيلم عن "مهران"،
هو سيبقى مع صبيته، يرافق بعضهم الى محل سكناهم، في مخيم للآجئين في الضفة
الغربية، حيث يعيشون، وكما عاش أبائهم وربما أجدادهم، في مساحة جغرافية
مُغلقة ضِيقة مُثخنة بجروح الزمن، الذي لم يكن رحيماً أبداً.
لن تُمهد المخرجة النرويجية تونة أندرسن لفيلمها، بعودة تاريخية الى
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولن تدخل في ملابسات هذا الصراع وتعقيده،
الفيلم يفترض إن مشاهديه لا يحتاجون أي مقدمة، كما إنه وبالتركيز عن تفصيلة
سجن الصبية الفلسطينين، بما
تتضمنه من مخالفة لكل قوانين الدول المتقدمة، وحتى تجاوزاً لما تقوم به
إسرائيل تجاه الذين يقترفون جرائم من إسرائليين من تحت السن القانونية،
سيكون بقضيته المحددة هذه، إدانة كافية لفعل، يشكل جزءاً من منظومة واسعة
من الأفعال الأخرى، التي تقوم عليها سياسية الدولة العبريّة، تجاه
فلسطينيين، وبالخصوص إولئك، الذين يعيشون في المناطق الفلسطينية المحتلة في
الضفة الغربية. كما إن القسوة، التي تُميز سلوك بعض هؤلاء الفتية، تجاه
أنفسهم، وأهلهم، هي نتاج حياة صعبة كثيراً، دفعت بهم مبكراً الى مواجهة
مِحِّن الحياة ومسؤوليتها ومِرّها. يروي أحد الصبية، بأن عائلته لم تَجتمع
سويتاً منذ سنوات طويلة، فشبابها يتناوبون فترات السجن، وكلما خرج أحدهم،
يُستبدل سريعاً بأخ آخر. الإمهات اللواتي ظهرن بالفيلم، فقدن السيطرة على
أولادهن. لن تنفع توسلات إحداهن، لإبنها (محمد)، بان يتوقف عن رمي الحجارة
بإتجاه جنود القوات الأمنية الإسرائيلية. محمد هذا، إعتقل ثلاث مرات،
وعندما كان فريق التصوير بإنتظاره، في بيته في المخيم، تم الإعتقال الرابع.
أم محمد كانت تعرف هذا، قلبها أخبرها كما وصفت، "محمد لن ينام بسريره
مجدداً هذه الليلة"، تتوجه الى الكاميرا بقنوط العاجزة عن حماية أبنائها.
تتغير ملامح الصِّبْيةَ في زمن الفيلم ، فأحيانا يستعيدون طفولتهم
وفتوتهم، فتبدو وجوههم عندها، تشبه تلك لمراهقين مُقبلين بشغف على الحياة،
وأحيانا يبدون كرجال مهزومين هَرِمينَ، منهكين من تجربة السجن المريرة.
المخرجة تقبض على ذلك الإنهزام وتسجله، كما إنها ستربط أجزاء فيلمها ببعض
الصور والإنتقالات البليغة، فالكاميرا التي كانت تصور أحد الفتية، يلعب في
لعبة الكترونية في منزله، ستنتقل فجأة، الى الشارع الخارجي حيث يعيش في
مخيم اللاجئين، لتسجل مسيرة دورية للشرطة الإسرائيلية، بدا جنودها يشبهون
ببزاتهم العسكرية الثقيلة، إولئك الذين كانوا في لعبة الكمبيوتر العنيفة.
العنف يُحاصر الفِتْيان في كل مكان. الفيلم الذي بدا في نصفه الأول، وكأن
التفصيل ينقصه ، الذي يخص موقف الصبية من إسرائيل او الصراع الفلسطيني
الإسرائيلي، إنتهى ليكون واحد من تلك الوثائق التسجيلية المُهمة، عن الحياة
المستحيلة لمعظم الفلسطينيين، وعن السجون المتعددة التي يعيشها الفلسطيني،
سجن الإحتلال المعروف، وسجن المكان الضيق، لذلك يغدو الإنتقال بينهما
لهؤلاء الفِتْيان، ليس بالجَسامةً نفسها، لنظرائهم في أمكنة إخرى من العالم.
الجزيرة الوثائقية في
25/08/2013
المهرجان الدولي لفيلم الهواة بقليبية
تونس – صالح سويسي
من المقرر أن يتمّ العام المقبل الاحتفاء باليوبيل الذهبي للمهرجان الدولي
لفيلم الهوّاة بقليبية، إذ تأسس المهرجان في 19 أغسطس 1964 وهو بذلك أعرق
مهرجان سينمائي في تونس وقبل أيام قرطاج السينمائية التي تأسست في العام
1966. وينتظم في مدينة قليبية من محافظة نابل (شمال شرق) وهي إحدى أجمل
المدن الساحلية التونسية والتي تطلّ مباشرة على القارة الأوربية. ومنذ سنة
2009 أصبح يُقام بشكل سنويّ عوض مرة كل عامين بالتناوب مع المهرجان الوطني
للصورة. وتنطلق الدورة التاسعة والأربعين للمهرجان الدولي لفيلم الهواة
بقليبية التونسية يوم الأحد 25 أغسطس الجاري، لتتواصل حتى نهاية الشهر
بمشاركة عديد البلدان العربية والأجنبية، أمّا سهرة الافتتاح فسوف تكون مع
الشريط الفلسطيني "غزّة 36 ملم" سيناريو وإخراجخليل المزين وإنتاج أحمد أبو
ناصر وجمال القمصان، والفيلم يدور حول انعدام وجود قاعات السينما في غزة
بسبب حكم الاسلاميين المتطرفين الذين يرون فيها تهديدا لمكانتهم السياسية
والاجتماعية، فقاعات السينما بالنسبة لهم هي أماكن للفساد. ويرى القائمون
على الفيلم أنّ حرق دور السينما والسيطرو عليها هو بمثابة اغتيال شخصيّ
لأفكارهم...
المهرجان... التاريخ
من هنا، من مدينة قليبية الساحرة، من هذا المهرجان مرّوا الكبار...
المصري يوسف شاهين، الإيطالي ناني موريتي، الفينزويلي دياغو ريسكاث،
البريطاني شايلا غراير، الجزائري أحمد بن كاملة/ التونسيان فريد بوغدير
ورضا الباهي،الفلسطيني ميشال خليفي، بابا ديوب، مارك فارو وغيرهم... ولعلّ
ما يميّز هذا المهرجان الأعرق عربيا وإفريقيّا أنه فرصة لاكتشاف مواهب
الشباب في الإبداع الفنّي، ويجمع هوّاة السينما وتلاميذ المدارس السينمائية
من تونس وخارجها، وهو يجمع في كل دورة أكثر من ألف شخص بين مشاركين في
فعاليات المهرجان وأعضاء الجامعة والتلاميذ ومحترفي السينما والضيوف فضلا
عن زوّار قليبية الذين يتابعون المهرجان. وتشتمل التظاهرة على مسابقتين
واحدة وطنية والثانية دولية، حيث تتسابق في الأولى أفلام المعاهد من عيارات
16 مم وBeta
وDVCam
وMiniDv
والتي لا تتجاوز مدة عرضها 20 دقيقة وألا يكون قد مضى على إنتاجها أكثر من
سنتين، والمسابقة الدولية مفتوحة لأفلام الهوّاة والأفلام المستقلة وأفلام
المعاهد التونسية من نفس العيارات على ألاّ تتجاوز مدة عرضها 30 دقيقة، هذا
بالإضافة إلى مسابقة السيناريو ومسابقة التصوير الشمسي.
وقرر المنظمون خلال هذه الدورة الثامنة والعشرين، إدماج أفلام الهوّاة
(16 فيلما) ضمن المسابقة الوطنية التي تضمّ أفلام المدارس والمستقلّين
أيضا، فيما تتضمّن المسابقة الدولية 30 فيلما من 12 دولة منها ستّة أفلام
تونسية، كما تشارك سوريا والإمارات العربية المتحدة ومصر والعراق والجزائر
والمغرب فضلا عن فرسا وبولونيا وكوسوفا وبلجيكا وألمانيا وإيران. وفي
البرنامج أيضا 22 فيلما من المدارس التونسية و7 أفلام هوّاة و6 أفلام
مستقلّة، عدا عدد من الأفلام من بلدان أخرى في سهرات خاصة. وعن تقلّص عدد
الأفلام المشاركة قال المنظّمون أنّ "شباب لجنة التنظيم خيّروا أن يكونوا
أكثر صرامة في الاختيار مفضّلين في ذلك النوعيّة والقيمة الفنيّة على
الكميّة"
وقال المنظمون "بدأ هذا المسار دون انقطاع منذ 19 أغسطس 1964، عندما
انطلقت الخطوات الأولى من هذه الملحمة السينمائية لتؤسس لنشاط متواصل من
أجل تكريس المساواة وحرية الفكر والإبداع، لا للسينمائيين وحدهم بل
للمواطنين وللشعوب كافة..."
ومنذ تأسيس المهرجان والجامعة التونسية للسينمائئين الهوّاة (FTCA)تواصل
العمل من خلال أفلامها المنتجة وغيرها من الأعمال التي يتمّ اختيارها
للمهرجان على تحقيق القيَم التي تتمسّك بها أرضيتها الثقافية: "سينما تعبّر
عن التساؤلات الوطنية وتساند حقّ الشعوب في تقرير مصيرها".
ويؤكد المنظمون أنّ الدورة الثامنة والعشرين ليست استثناءً بل هي
"تأكيد على أنّ "المقاومة لم تنتهِ وأنّ الأحلام التي ارتأتها أجيال من
السينمائيين الهوّاة لا زالت معمّرة". ولهذه الأسباب تضمّن برنامج الدورة
الجديدة مواصلةً لثوابت المهرجان من ذلك الأمسية التي يتمّ تكريسها لفلسطين
وأمسية أخرى لسينما المقاومة وثالثة لأفلام "دقّ لها القلب" كما تحافظ
المنافسات على جائزتي أفضل صورة فوتوغرافية وأفضل سيناريو.
ومن الأنشطة الأخرى نجد عددا من الدروس، منها درس في السينما مخصص لفن
الفيديو ودرس آخر في التوليف أي الكتابة النهائية للفيلم، ودرس ثالث في
الشريط الوثائقي، فضلا عن عدد من اللقاءات المختلفة حول توزيع الفلام
وإمكانيات الولوج واستقبال الأفلام المغربية وأيضا سينما المقاومة وصمودها
أمام الرقابة.
أما الجديد هذه الآخر فهو إدماج أفلام المدارس و أفلام الهواة و
المستقلين في مسابقة واحدة وهي المسابقة الوطنية ما يقلّص عدد المسابقات
المخصصة للأفلام إلى اثنتين فقط وهما الوطنية والدولية وذلك كما يؤكد
المنظمون من اجل إضفاء روح التناسق والتوازن بين مختلف المسابقات، هذا
بالإضافة لحدث تنافسيّ آخر مخصص للأفلام التي اقترحها المعهد الفرنسي بتونس.
لجان التحكيم
ترأس لجنة التحكيم الدولية المخرجة الإسبانية ماريا رويدو وتتركب من
المخرج الفرنسي جيل نادو والفلسطيني توفيق أبو وائل والتونسي المنصف ذوي،
أمّا لجنة التحكيم الوطنية فيرأسها حاتم بن ميلاد وقمر بن دانا وسندس
بلحسن وإلياس بكار ومروان المؤدب.
الجامعة التونسية للسنمائيين الهوّاة
نشأت الجماعة التونسية للسينمائيين الهواة في العام 1962 تحت اسم
"جمعية الشباب السينمائي التونسي" والتي لعبت دورا هاما في تدريب أجيال من
السينمائيين، وتضمّ الجماعة حاليا أكثر من 200 عضو يعملون في 17 نادٍ
موزعين على كامل التراب التونسي أين يتمّ تكوينهم وتأطيرهم وتوفير الوسائل
اللازمة لإخراج أفلامهم.
وتعمل الجامعة التونسية للسينمائيين الهوّاة بالتعاون مع الجمعيات
المماثلة لها على بناء ثقافة وطنية وديمقراطية بتعميم التقنيات السينمائية
وحفظ التراث السمعي البصري، فضلا عن تقديم الدعم لحركات التحرر من خلال
التظاهرات الثقافية التي تعمل على دعم الأفلام ونشرها في المهرجانات
السيمائية. وأنتجت الجامعة خلال نصف قرن المئات من الأفلام بمعدل 20 فيلما
في السنة تقريبا، فيما تحتفظ بأكثر من 500 فيلم '16 مم و8 super
وفيديو) وهي جميعها من إخراج شبّان اصبحوا اليوم من بين صنّاع السينما
العربية، وبالتوازي
مع هذا النشاط الفنّي داخل المجتمع التونسي، تنظّم الجامعة كلّ سنة
المهرجان الدولي لفيلم الهوّاة بقليبية وهو المهرجان الأول من نوعه في
إفريقيا والعالم العربي ويجمع سينمائيين شبّان من كل العالم.
الجزيرة الوثائقية في
25/08/2013 |