عاد الفنان خالد سليم للساحة الفنية بقوة وذلك بعد غياب دام أكثر من
ثلاث سنوات بعد آخر أفلامه «عمليات خاصة» ورغم أن الجمهور قد اجمع على انه
سيكتفى بالغناء فقط إلا أن سليم قد تحدى نفسه بالعودة بقوة خلال عملين من
أكثر الأعمال مشاهدة فى شهر رمضان الماضى وهما مسلسلا «حكاية حياة» و«موجة
حارة».. وواجه سليم الانتقادات التى احاطت بأعماله الرمضانية بردود الفعل
حول نجاحه فيها خاصة انه يعتبر النقد والعتاب من أهم اشارات نجاح العمل..
وعن عودته القوية واقتراب موعد الالبوم تحدث لنا خالد سليم فى الحوار
التالى..
■
ما الذى جذبك لتقديم دور «يحيى» فى مسلسل «حكاية حياة»؟
ــ هو شخصية محورية تتبلور حولها أغلب الأحداث ويتحكم فيها كما رأينا
فهو الذى بيده تأكيد نسب ابنه، وهذا كان مشبعا لى خاصة أننى قد تحديت نفسى
بالعودة بشكل جديد ودور مختلف لم يرنى عليه الجمهور من قبل، فطالما قدمت
شخصية الشاب الطيب الذى يحاول أن يثبت ذاته ولكن لأول مرة اقدم دور الرجل
الانتهازى الذى تطغى عليه انانيته للاطاحة بأقرب الناس له واستغلالهم
للحصول على الاموال لتمويل مشاريعه بينما دائما ما يحالفه الفشل فى حياته
العملية، فهذه الشخصية المركبة تتطلب أداء اكثر وحرفة خاصة أنه طوال
المسلسل لا يمكن معرفة ما إذا كان طيبا أم شريرا كما يتهمه «يوسف» شقيق
زوجته.
■
ما ردك على انتقادات المسلسل بشأن بعض المشاهد الخارجة والتى كنت طرفا
فيها؟
ــ لو كانت هذه الاتهامات بسبب المشهد الخاص بى وبروجينا فى الحلقة
الأولى من المسلسل فقد صدم الجمهور لأنهم اعتقدوا انه نوع من الخروج على
تقاليد المجتمع لأن الموقف كان من وجهة نظر «حياة» انه زوجها يخونها مع
أختها فى الفراش. ولكن لكل سياق درامى ترتيبه الخاص وهذا المشهد تم ايضاحه
فى الحلقة الاخيرة عندما اكتشفنا الحقيقة اننى كنت مع زوجتى فى الغرفة
وليست اختها. وبشكل عام لم اتلق انتقادات على أدائى بل على العكس فالجمهور
سعيد بعودتى بدور مختلف وهذا بفضل التزامى بتوجيهات المخرج وزملائى فى
العمل.
■
هل كانت لك تعليقات على الالفاظ التى قيلت فى العمل؟
ــ حمدا لله انا لم تكن لى ألفاظ خارجة فى سيناريو العمل خاصة أن دورى
رجل يتحلى بالهدوء والرومانسية أمام الآخرين لذلك لم يكن هناك مشهد افقد
فيه أعصابى سوى مشاهد قليلة منها الذى جمعنى بالفنان طارق لطفى وايضا مشهد
جمعنى بالفنان أحمد زاهر والذى كنا نتحاسب فيه على الماضى. وأنا لن أدافع
عن المسلسل لأن هناك تنويهاً قبل عرضه بأنه غير مناسب لأقل من 18 سنة بينما
هناك اعمال أجنبية تحتوى على ألفاظ ومشاهد خارجة ويشاهدها الأطفال بشكل
طبيعي، غير أننا لا نريد أن نقدم دراما خارجة عن الواقع الذى نعيش فيه فنحن
لا نعيش فى عالم مثالى يخلو من القبح والالفاظ الخارجة فلو أثناء سيرك فى
الطريق قمت (بكسر) اشارة مرور سوف تسمع ألفاظا أكثر مما تتوقع.
■
هل حضرت الخلافات التى دارت بين غادة عبد الرازق والمخرج محمد سامي؟
ــ كنت متواجدا داخل البلاتوه يومها ولكنى لم اشاهدها فقد كان لدى 8
مشاهد فقط لأصورها وقمت بتصوير بعضها وأخذت راحة فى غرفتى الخاصة
بالاستوديو لمدة
ساعتين وعندما استيقظت وجدت الخناقة بينهما فى نهايتها، وحاولت الاستفسار
من المتواجدين وقتها ولكن كل واحد كان يسرد لى قصة من وجهة نظره، فحاولت ان
اكون وسيطا بينهما حتى ننتهى من تصويرالعمل خاصة أننا وقتها كنا قد انتهينا
من أغلب حلقات المسلسل وشهر رمضان على الأبواب.. وذهبت بصحبة د. أشرف زكى
لمنزل غادة مساء هذا اليوم واتفقنا معها على إكمال العمل معا بأى شكل وان
يتحمل كل منهما الآخر، وكذلك سامى الذى كان لا يريد ان يترك نجاح العمل
لمخرج غيره ووافق على اكمال التصوير.
■
هل طبيعى ان تتحول شخصية «كمال» بمسلسل «موجة حارة» لكل هذا الانفعال وللشك
فى زوجته؟
ــ نعم منطقى جدا لأنه على الرغم من عدم تأثره بمهنته كضابط فى قضايا
الآداب إلا أنه استمع بكثرة لشكوك صديقه «سيد العجاتى» وكانت هذه الشكوك فى
محلها كما رأينا فعندما واجهها بخطئها كانت نتيجتها الانتحار.. وما اعجبنى
فى شخصية كمال هو أنه ضابط متزن على عكس صديقه فهو يرى يوميا حالات منافية
للآداب ولكنه يحاول دائما التماس العذر لها، على عكس العجاتى الذى كان يشك
فى كل من حوله ويضع فى اعتباره انهم جميعا مجرمون ويدبرون المؤامرات.. وهذا
ما جعل كمال لا يستمع اليه فى البداية خاصة انه يحب بيته واسرته بشدة ويرفض
اى شكوك قد تهدمه. حتى انه كان يرى بعض الادلة على خيانتها بعينيه وكان
يرفض تصديقها من شدة حبه لها لذلك فإن فقدان اعصابه بهذه الطريقة كان مبررا
خاصة انه تحمل الكثيرعلى كرامته دفاعا عنها.
■
كيف قمت بالتحضير لدور الضابط؟
ــ كانت الشخصية مكتوبة بشكل جيد وبكافة تفاصيلها داخل السيناريو
والتى كنت أراها كافية، كما استمعت للكثير من توجيهات المخرج محمد ياسين
والذى كان يدقق على انفعالات الشخصية وكيفية اجرائها للتحقيقات بشكل رحيم
كما ذكرت.. كما انى استعنت ببعض أصدقائى من ضباط الشرطة حيث كنت استشيرهم
فى طريقة السير والملابس المناسبة وكيفية وضع «الطبنجة» والامساك بها
بالشكل الصحيح.
■
هل تعمدت المشاركة بأحداث ثورة 30/6 بأغنية «تستاهل انزل» ام كانت صدفة؟
ــ اول ما رأيت دعوات من حركات تمرد وبعض الحركات الشعبية بالنزول
للشارع المصرى أحسست بأنه يجب على المشاركة ليس بالنزول فقط ولكن بحث كل
مواطن على المشاركة وشعرت بالمسئولية تجاه وطنى لذلك طلبت هذه الاغنية
بالاسم من الشاعر أحمد الجندى والملحن محمد مدين وفى نفس اليوم كنا قد
انتهينا منها كاملة بعدما قام بتوزيعها أحمد عبد السلام.
■
هل حددت موعدا نهائيا لطرح الالبوم؟
ــ حتى الآن اتمنى أن يتم طرحه فى موسم ما بين العيدين، وحاولت
الانتهاء من تسجيل جميع الاغنيات قبل انشغالى بتصوير المسلسلين ولكن الوقت
لم يسعن لذلك اقوم بتسجيل الاغنيات فى اوقات الراحة من التصوير ويتبقى لى
تسجيل 4 أغانٍ وهى من تأليف الشعراء بهاء الدين محمد وأحمد الجندى
والملحنين أحمد صلاح حسنى ومدين وتوزيع حسن الشافعى وفهد وأحمد عبد السلام
وعصام الشرايبي.. سيتضمن الالبوم حوالى 12 اغنية اقوم باختيار الاغنية
الهيد لهم حاليا.. وفور انتهائى من التسجيل بالكامل سأقوم بعمل ما يشبه
الاستفتاء مع من حولى من اقاربى واصدقائى لمعرفة ترتيب الاغنيات ومدى
جودتها.
■
هل هناك أى اعمال جديدة تستعد لها حاليا؟
ــ لا يوجد سيناريوهات بالنسبة للسينما أو التليفزيون ولكنى استعد
لمجموعة من الحفلات فى بورتو السخنة ومارينا وايضا استعد للمشاركة بمهرجان
القلعة بالاردن خلال الشهر الحالى وايضا مهرجان الإسكندرية للموسيقى
العربية، سأقوم بالمشاركة فيه فور اقامته وهناك حفلات بقلعة محمد على ضمن
حفلات صيف دار الأوبرا المصرية.
■
ما رأيك فى الحال الذى تمر به مصر حاليا؟
ــ أنا كنت من اوائل المشاركين فى ثورة 30/6 ضد الاخوان وفض الاعتصام
كان أمرا ضروريا نظرا لما لحق الشعب كله من أضرار من خلاله فمهما كان انا
احترم فكرهم السياسى ولكن الاعتصام كان سيئا فقد شاهدنا حالات التعذيب التى
كانت تحدث داخل الاعتصام ناهيك عن حالات ارهاب سكان المنطقة والاستيلاء على
سيارتى البث الاذاعى للتليفزيون المصرى واقامة الحمامات والاسواق وتحويل
بيوت الله إلى خرابات. غير اننا رأينا بأعينا كمية الجثث التى كانوا
محتفظين بها وغيرها من أمور إرهاب الشعب.. فأنا لم اندم اننى فوضت الجيش
المصرى وكان معى أكثر من 30 مليون مصرى وذلك لاعتمادنا عليه كظهر يسندنا ضد
الارهاب. غير ان القائد عبد الفتاح السيسى طالب الشعب لأول مرة بالتفويض
وكلنا نزلنا فى اليوم التالى ولبينا نداء الوطن بدون ان يستغل احد جهلنا
ولا يتم توزيع زيت وسكر علينا لنفوضه.
■
هل هناك أغنية تعبر عن الاحداث الحالية؟
ــ نعم هناك اغنية أقدمها أنا وأكثر من 10 فنانين بعنوان «ثورة شعب»
وهى ليست بالأوبريت ولكننا نقوم كلنا بالغناء فى وقت واحد مثل الكورال
المنظم وهى فى رأيى أفضل رد على تدخلات الدول الغربية التى لا اهتم برأيها
روز اليوسف اليومية في
26/08/2013
"المديكو:
قصة كوباتون". الموسيقى في تصادم الثقافات
قيس قاسم
يحكي المخرج السويدي دانييل فريديل في بداية فيلمه الوثائقي"المديكو:
قصة كوباتون" كيف تغير موضوعه، فبدلاً من التركيز والترويج للمغني والمنتج
الموسيقي، صديقه وابن بلده، ميشيل ميغليس انتقل ودون تخطيط الى الشاب
الطبيب وعاشق الموسيقى الكوبي راينير كازامايور الذي سمى نفسه فنياً "المديكو"
ويشير فيه ضمناً الى حبه لمهنة الطب، وبموازاة الحكاية وشخصيتها الرئيسية
سيدخل الفيلم الى عوالم كوبا، الجزيرة الملهمة للخيال والجدل غير المنقطع
حول خيارها السياسي المتعارض مع توجه "كوني" يجعل منها نموذجاً نادراً يصعب
على الكثيرين فهمه وفهم أسباب صمودها في وجه تحديات أمريكية ما أنفكت تضغط
عليها بإتجاه جرها الى حضيرتها، طيلة عقود، ولم تفلح. في فيلمه يفك فريديل،
ودون تحضير مسبق ولا توجه ايدولوجي، بعض رموز "كودات" العلاقة الغامضة بين
إغواء الرأسمالية والتشبث، مقابلها، بقيم العدالة والمساواة الاجتماعية
التي حمل لواءها قادة ثورتهم الأممية أو هكذا إعتبروها منذ تحرير بلادهم من
سيطرة حكومة باتيستا الموالية للغرب عام 1959 وبمعونة مناضلين أممين جاءوا
من خارج حدود الجزيرة الساحرة بينهم تشي جيفارا. لم يخطر على باله كما
سيقول لاحقاً إن فيلمه سيغور في تفاصيل التصادم الحادث بين حَمَلة أفكار
السوق وقوانينه وبين حَمَلة القيم والأفكار الإشتراكية، من جهة وبين من
يريد التوازن بين المعسكرين من خلال الجمع بين الإمكانات التي يوفرها
اقتصاد السوق وبين الاحتفاظ بالمزايا الاجتماعية للاشتراكية. كل هذا جرى
وتفاعل في حقل يبدو بعيداً عن هذا الحراك والجدل. جرى في حقل الموسيقى،
البعيد، كما يُظن، عن السياسة والأفكار الفلسفية والتوجهات السياسية وانعكس
في تفاصيل وثائقي جمع ودون رغبة من صاحبه في أن يجعل منه فيلماً بهذا
الاتساع والشمول ولكنه هكذا صار في معمعة وجوده على أرض تلك البلاد التي ما
زالت تفخر بما حققت في مسار تجربتها الرائدة والنادرة!
الطب والموسيقى
أحب مديكو، هكذا يناديه الناس أيضاً، الموسيقى مثلما أحب الطب. أخلاصه
لمهنته لا يضاهى فهو يعمل في عيادة تابعة لوزارة الدفاع تؤمن الرعاية
الصحية لفقراء الفلاحين في أعالي الجبال النائية. يعامل مرضاه بلطف كما لو
كانوا أصدقاءاً له أو من أفراد عائلته لكنه يحب الموسيقى في ذات الوقت بل
هي أقرب الى قلبه من أي شيء آخر عدا والدته طبعاً، بيرثا كازامايور، فلها
سلطة الأم الحنونة، الشجاعة وهو لا يتحمل زعلها مثلما لا تحتمل هي فكرة ترك
ابنها لوظيفته. لقد اعتبرت دراسته الطب وحصوله على عمل جيد فضلاً من أفضال
الثورة التي شاركت فيها الى جانب كاسترو ورفاقه. لن تنسى ما فعلت لها
الثورة من أجل تخليصها من الفقر الذي ورثته عن عائلتها، واختيار ابنها
الموسيقى على حساب الطب تعتبره نوعاً من الاجحاف بحق من ساعدهم. ذكريات
الفقر يسجلها الوثائقي عبر زيارة الى بيت الصفيح الذي عاشت فيه الأم وجاعت
فيه كثيراً.
مثل هكذا تحول لن يمر بسهولة في حياة الولد مديكو، الذي يذكر أفضال
كوبا عليه ولا يريد ان يخذلها، بالمقابل ثمة نوازع فنية داخلية لا يمكمه
تجاهلها وهي من صلب المكون الثقافي الكوبي. انها: الموسيقى. يسجل الوثائقي
تأثير الموسيقى في روح الشعب الكوبي. فهي غذائهم الروحي واليومي وهي من
معوضهم عن مغريات الغرب الكثيرة. بها يتسلون وتتسامى أرواحهم بسعادة
سماوية، وهذا ما اكتشفه المغني والمنتج السويدي ميشيل ميغليس الذي وجد
كنزاً مفتوحاً فوق الجزيرة الكوبية وأراد امتلاكه بمنظور ثقافي غربي يحمله
جواته ويظنه هو الوحيد والصحيح، لهذا وجد في حماسة المطرب الطبيب أول الأمر
مدخلاً اضافياً قد يدر عليه الربح والشهرة التي لم يعرفها في بلاده بل
حققها بطريقة تجارية في كوبا مستغلاً مرحلة سياسية بدأت بعد استقالة كاسترو
أغمض ورثته أعينهم قليلاً فيها عن بعض ما يأتيهم من ثقافة الغرب
الاستهلاكية متيقنيين من فشلها لقوة ايمان الشعب بموروثه الثقافي والثوري
الغنيين.
تصادم فكري
أقنع المنتج السويدي الشاب الكوبي وسجل له مجموعة أغاني من بينها
أغنية حققت رواجاً كبيراً داخل وخارج كوبا عنوانها "تشوبا تشوبا". اعتمد
تصويرها على عرض أجساد الفتيات الكوبيات، مع وجود كبير لمؤثرات صوتية
خارجية. شجعت مداخيلها المالية على مضي المنتج في تسجيل "كليبات" آخرى الى
شركات انتاج اسبانية وكلها أقرب الى تسجيلات البورنوغراف منها الى فن
الموسيقى، أثارت اعتراضات من المشاركات فيها أولاً ورفض الطبيب للعروض التي
تلتها ثانياً، بعدها ظهرت حركة احتجاج اجتماعي محدود في الوسط على هذا
النوع من الموسيقى "الرخيصة". ردود أفعال هادئة ومتماسكة جاءت من مجتمع لا
يتحفظ على حرية الجسد ولا تنقصه الثورية ناهيك عن الموسيقى التي تجري في
دماء أفراده. اعتراضاتهم كانت مبنية على شعورهم بالإستغلال والاستهتار
بموروثهم وبقيَّم مجتمعهم الفقير مادياً والمشبع في ذات الوقت بغنى روحي
وانساني لم يفهمها المنتج السويدي الذي كان يتعامل وفق ثقافته لا وفق ثقافة
المجتمع الذي يعيشه فيه، لهذا ظل عصياً عليه فهم رفض طبيب شاب يتقاضى
راتباً شهرياً مقداره 30 دولاراً عروضاً تجلب له آلاف الدولارات! لم يفهم
من أين لأم عجوز هذا الإصرار على الموقف ورفضها لأي مسعى يريد زعزعة موقفها
من موسيقى لا تحبها. في فصل طويل من الجدل والأحداث المتسارعة والمواقف
المتناقضة يقتنع خلالها المنتج الموسيقي السويدي بلا جدوى استمراره العمل
في بلاد لا يريد فنانونها والموهوبون فيها المال والشهرة، لهذا قرر العودة
الى بلاده لكن ليست لهذة الأسباب فقط فقد ظهر رقم في المعادلة الموسيقية
المعقدة نبهته الى ما كان غافلاً عنه: انها ابنته ذات ال12 ربيعاً التي
تركها في السويد عند مطلقته ودعاها لحضور أعياد الميلاد عنده. فوجيء الرجل
بموقفها الرافض لسلوكه وتعامله مع زوجته الكوبية ومع الفتيات التي كان
يصورهن. قالت له "إنه يعاملهن ك"مومسات" وتآسى لحالهن". هذة المرة لم يأتي
الإعترض على طريقة صنعه لموسيقاه من كوبيين بل من سويدية رفضت الحط من قيمة
المرأة والإنسان، ومن خلالها فهم رد فعل "مديكو" وأبناء جزيرته. لقد حسم
وجودها صراعاً أخذ أبعادا سياسية وأيديولوجية في فيلم وثائقي بدأ لاهياً
وانتهى عميقاً وإنسانياً، وموسيقياً بإمتياز.
الجزيرة الوثائقية في
26/08/2013
حتى آخر نفس!!
طارق الشناوي
26 أغسطس
قبل أن يغادر الكاتب والناقد الكبير د. رفيق الصبان 83 عاما شاطئ
الحياة بدقائق قليلة، وهو في العناية المركزة، طلب من زوجته السيدة ليلى أن
تحضر معها من البيت سيناريو «الصمت»، الذي كان يضع له اللمسات الأخيرة،
بينما كان في نفس التوقيت يكتب مقالا نقديا ليسلمه في موعده للجريدة.
وكأن الفنان يقاوم الموت بالإبداع. في شهر أكتوبر (تشرين الأول)
الماضي شاهدت في مهرجان أبوظبي السينمائي فيلم «جيبو والظل»، للمخرج
البرتغالي مانويل أوليفييرا (105 أعوام) أكبر مخرجي العالم عمرا، وقبلها
بثلاثة أعوام فقط كنت أشاهد فيلمه قبل الأخير «حالة أنجليكا العجيبة» في
مهرجان «كان». ومانويل لا يزال حتى هذه اللحظة يتنفس سينما.
هل هناك عمر افتراضي للموهبة؟ تزهر، تنضج، تذبل ثم تموت، ولو كان
الإنسان على قيد الحياة. في الحقيقة تتدخل عوامل كثيرة في زيادة مساحات زمن
العطاء أو في تقليصه، إلا أن قانون الطبيعة له دائما قوة، وعلى الرغم من
ذلك، فإن التحايل عليه ممكن والاستثناء أيضا ممكن.
كان الراحل الفنان التشكيلي صلاح طاهر (96 عاما) يذهب يوميا من مسكنه
بحي الجيزة إلى مرسمه بالزمالك، وظلت لديه دائما ومضاته التي لا تخبو.
الموسيقار محمد عبد الوهاب (91 عاما) لم يفارقه العود، ولم يمنعه حتى المرض
الذي أقعده عن الحركة، ولم يتوقف عن ملاحقة الإلهام، وقبل رحيله بأسابيع
كانت نجاة تغني من تلحينه ومن شعر نزار قباني «أسألك الرحيلا»، وبالمناسبة
الكثير من قصائد نزار الأخيرة كتبها على ظهر ورقة روشتة الدواء. نجيب محفوظ
(95 عاما) عجز أن يمسك بالقلم، وضعف النظر والسمع، إلا أنه ظل متمتعا بخفة
ظله وقفشاته، واستجار بالأحلام فأحالها إلى إبداع، أمينة رزق (88 عاما)،
وهي في المستشفى طلبت من المخرج، حتى لا يتعطل التصوير، أن يتم تعديل
السيناريو لتؤدي دور مريضة في المستشفى. محمود المليجي (80 عاما) رحل أثناء
تصويره لقطة في فيلم «أيوب» مع عمر الشريف.
استمرار الفنان مرتبط بقدرته على التجدد، وأن يظل مستقبلا لكل نبض
مختلف، أو تغير في السلوك الاجتماعي أو الذوق الفني. ليس معنى ذلك أن يفقد
شخصيته وهو يطارد الإيقاع الجديد، لكن عليه أن يدرك أن للزمن قانونا، وهو
ما يعني أن النغمة التي يتوحد عليها الناس دائمة التغيير. النغمة ليست فقط
في الموسيقى، ولكن في أداء الممثل نغمة، في اختيار الكلمة نغمة، في أسلوب
الإخراج نغمة، فهو يطل بعيون يقظة على كل ما تقدمه الساحة من إبداع.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الزمن بقدر ما يمنح الفنان عمقا وخبرة، فإنه
قد يؤثر سلبا على السخونة والتدفق. آخر فيلمين قدمهما المخرج صلاح أبو سيف
«المواطن مصري» و«السيد كاف» في مطلع التسعينات، قبل رحيله بسنوات قليلة،
لن تجد فيهما هذا السحر السينمائي الذي كنت تشاهده وتشعر به في أفلامه التي
قدمها في الخمسينات وحتى منتصف الثمانينات، مثل «شباب امرأة»، «القاهرة
30»، «الفتوة»، «بداية ونهاية»، «السقا مات».
آخر أغنيات أحمد رامي (90 عاما) لأم كلثوم؛ «يا مسهرني»، لا تستطيع أن
تصمد طويلا أمام أشعاره الغنائية التي رددتها له أم كلثوم قبلها، مثل «رق
الحبيب»، «يا ظالمني»، «هجرتك». صوت أم كلثوم تأثر سلبا منذ نهاية
الستينات، وتحديدا بعد «الأطلال». كانت هذه القصيدة التي رددتها عام 1966
هي أعلى قمة غنائية وصلت إليها مع الموسيقار رياض السنباطي، والتي اعتبرت
في كل المراجع قصيدة القرن العشرين. وكان السنباطي يرى أن عليهما، هو وأم
كلثوم، أن يعلنا بعدها اعتزالهما، لكن لا أم كلثوم فعلتها، ولا السنباطي،
فلقد ظلا في الساحة وحتى آخر نفس.
نصف الحقيقة!!
طارق الشناوي
19 أغسطس
في الماضي أعني قبل نحو ربع قرن كان العرب عندما يريدون التأكد من صحة
خبر ينسبونه حتى لو لم يذع عبر أثيرها لإذاعة الـ«بي بي سي» البريطانية
الناطقة بالعربية، فلقد كانت عنوانا للحقيقة، في عصر ما قبل الفضائيات كانت
الدولة في عالمنا العربي مسيطرة بقبضة من حديد على كل منافذ الأخبار، وهكذا
كان الجميع يحاولون ضبط موجات الإذاعة البريطانية التي كثيرا ما تعرضت
للتشويش بتلك الصفارة التي تصاحب موجتها، المؤكد يتذكر الصفارة اللعينة من
هم الآن فوق الأربعين.
هل لدينا الآن قنوات أو محطة بما فيها الـ«بي بي سي» لديها هذه
المصداقية المطلقة؟ الإجابة مع الأسف لا، راجعوا فقط ما الذي حدث أخيرا في
مصر بعد فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة»، القنوات المصرية الخاصة والرسمية
تقدم نصف الحقيقة، نرى الجنود وهم يساعدون الكبار والأطفال والعجائز
والسيدات لحمايتهم وفي مشاهد أخرى تقدم إليهم المياه والغذاء، ثم نتابع
المجزرة التي راح ضحيتها مأمور قسم كرداسة وقتل 18 ضابطا وجنديا وتم
التمثيل بجثثهم من قبل الجماعات الإرهابية، إلا أن ما رأيناه ليس كل
الحقيقة، حيث إن هناك عددا ضخما من القتلى والجرحى من معتصمي «رابعة» في
مستشفى ملحق بالجامع والأرقام الرسمية التي تصدر عن وزارة الصحة المصرية لا
يتجاوز مائتي قتيل بما فيهم رجال الشرطة بينما الأخبار التي يصدرها
«الإخوان» تؤكد تجاوز الرقم الألف. هذه التفاصيل وغيرها تجدها متوفرة على
شاشة قناة «الجزيرة» العامة أو «الجزيرة مباشر»، نرى أيضا على «الجزيرة»
اتهام للشرطة بالإفراط في استخدام القوة، بينما القنوات الخاصة والرسمية
المصرية تؤكد أنها تواجه الإرهاب المسلح، الجميع يقول شيء ويخفي شيئا أو
على الأقل يشير إليه باستحياء.
قنوات تلفزيونية مثل «بي بي سي»، والـ«سي إن إن» أيضا متهمة من قبل
الدولة بأنها لا تقدم الحقيقة وتنحاز للتيار الديني وتعادي السلطة القائمة.
اللافت أن القنوات الخاصة والرسمية في مصر أصبحت تردد نفس النغمة
تقريبا، تابع مثلا موقفهم حيال استقالة د. محمد البرادعي وكيف أن الجميع
انهال على الرجل بالشتائم والتخوين والشائعات، البعض طالب بسحب جواز سفره
المصري، على الجانب الآخر احتفت بالطبع القنوات - التي توصف تصريحا وتلميحا
بالمعادية - بالاستقالة التي أوضح فيها الرجل أن ضميره يرفض إراقة أي دماء
مصرية.
أخيرا اتفقت القنوات الداعمة للنظام المصري على منع عرض الدراما
التركية على موجاتها ورغم سذاجة الحجة، حيث اعتبروا أنهم يردون على أردوغان
سياسيا بمقاطعة مهند وفاطمة ولميس وفاتهم أن هذا القرار الذي هلل له بعض
الإعلاميين سيسقط ويتحول إلى مادة للتندر.
الاتجاه الآن إلى إغلاق قناة «الجزيرة» وسوف يتم التسويق لهذا القرار
على اعتبار أنه مطلب شعبي، قد يصدر أمرا بإغلاق مكتبها بالقاهرة قبل أن
تقرأ هذه الكلمات، فهل معنى ذلك أن «الجزيرة» سوف تكف عن تناول الشأن
المصري؟ وهل من الممكن أن يمتد الأمر إلى «سي إن إن»، و«بي بي سي» أم أن
هناك حتى في المصادرة «خيار وفاقوس»، على الجانب الآخر يجب أن نذكر بأن
قدرة الدولة على المنع بفعل الفضاء المفتوح في هذا الزمن باتت من الناحية
الهندسية مستحيلة.
ويبقى المشاهد العربي حائرا في محاولة العثور على معلومة موثقة، عليه
أن يقلب بين مختلف هذه القنوات ويضع المادة في خلاط ويضربها ويتجرع هذه
الخلطة، بعدها أيضا لن يتذوق طعم الحقيقة الخالصة، ولكن كما يقول المثل
الشعبي «نصف العمى ولا العمى كله»!
دجاجة أم كلثوم وركلة هيفاء!!
طارق الشناوي
12 أغسطس
الجمهور العربي تابع وشاهد في رمضان تفاصيل حياة الفنانين، التي
نشرتها «الميديا» الإعلامية عن حياة النجوم، الذين يسعى بعضهم لكي يمد
الصحافة والفضائيات ببعض منها، ظنا منه أن هذا يؤدي إلى زيادة مساحة
الاهتمام به. تغير الزمن الذي كان يحرص فيه الفنان على أن يظل بعيدا عن
اللمس. الناس لا تتعامل معه كحالة إنسانية بشرية يحب ويكره وينجب ويتزوج
ويطلق، ولكنهم يفضلونه كائنا خياليا، ولهذا مثلا تكتشف أن كلا من فريد
الأطرش وعبد الحليم حافظ لم يتزوج، بالطبع تعددت التفسيرات وكان من بينها
أن كلا منهما كان حريصا على أن يظل وحتى آخر نفس هو فتى أحلام البنات.
كان هناك دائما في الزمن الماضي غطاء لا يمكن اختراقه يغلف حياة
المشاهير، روت لي الإذاعية الكبيرة آمال فهمي، أمد الله في عمرها، حكاية
لها مع أم كلثوم مر عليها قرابة 60 عاما ولم تبرح ذاكرتها.
كان أغلب المذيعين الذين ينقلون للجمهور حفلات أم كلثوم على الهواء
عبر أثير الإذاعة يقدمون كلمات الأغنية ويتحدثون قليلا عن المؤلف والملحن
ثم تأتي لهم الفرصة بين الوصلتين لوصف فستان أم كلثوم ولكن لا أحد منهم
يتجاوز أكثر من ذلك، إلا أن آمال فهمي غلبتها الحاسة الإعلامية وقررت أن
تبحث عن الجديد الذي من الممكن أن تقوله للمستمعين، وعلى طريقة أرشميدس
هتفت: «وجدتها وجدتها»، وكانت ضالتها المنشودة هي أنها استغلت علاقتها بـ«سعدية»
وصيفة أم كلثوم وعرفت منها ماذا أكلت أم كلثوم قبل الحفل في وجبة الغداء،
وقبل أن تفاجئ آمال فهمي الجمهور بهذا السبق الإذاعي قررت أن تفاجئ أم
كلثوم في الاستراحة، وقبل رفع الستار بلحظات قالت لها: «أنا عرفت انتي
أكلتي إيه النهارده»، ردت عليها بكل ثقة: «ما حدش يعرف يا شاطرة شيء خاص عن
أم كلثوم»، ففاجأتها بقولها: «ربع دجاجة وكوب عصير برتقال ورغيف خبز أسمر
وطبق أرز وآخر سلطة».
هاجت وماجت أم كلثوم بعد أن افتضح سرها، فهي تأكل وتشرب مثلنا، ولم
تستطع آمال فهمي أمام فيضان الغضب إذاعة سبقها على الناس، واكتفت بأن وصفت
فقط للمستمعين لون الفستان. وفي الاستراحة الثانية استدعتها أم كلثوم إلى
غرفتها وقالت لها إنها كانت تعتقد وهي صغيرة أن كبار الفنانين لا يأكلون
مثل البشر وأنهم أقرب إلى الأساطير.
ربما كانت أم كلثوم تبالغ، كما أن العصر وقتها قبل الانفجار الفضائي
كان دائما ما يسمح بأن يظل للفنان مساحته البعيدة عن التناول والتداول
اليومي، ولكن مع توفر أكثر من 700 فضائية ناطقة بالعربية يقتات بعضها على
أحاديث النميمة لم يعد من الممكن أن يظل الفنان تحوطه أوراق السوليفان،
وكأنه يرفع لافتة «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، كثرة الظهور البرامجي
والجرأة في الإعلان عن تفاصيل حياة النجوم المادية والعاطفية والشخصية قد
تحقق لهم أموالا تدفعها الفضائيات مقابل العثور على الأسرار، إلا أنها على
الجانب الآخر تخصم الكثير من الألق الشخصي وتلك الصورة الذهنية التي يصدرها
في العادة الفنان للناس.
ما الذي يتبقى مثلا لهيفاء وهبي من رصيد النعومة الذي وضعها في
التصنيف ضمن أكثر نساء العالم إثارة بعد هذا السيل المنهمر من الشتائم الذي
انهالت به على مقدم برنامج «رامز عنخ آمون»؟! ولم تكتفِ بهذا القدر بل
أنهتها بتلك الركلة التي لا يزال رامز جلال يعاني من تأثيرها حتى كتابة هذه
السطور!!
تردد قبل أسبوعين أنها وافقت على عرض البرنامج مقابل أجرها عن الحلقة
100 ألف دولار، ما الذي من الممكن إذن أن تفعله هيفاء في رمضان القادم
لتحصل على 200 ألف؟!
هل نقاطع المسلسلات التركية؟
طارق الشناوي
22 يوليو
قبل أن نحب فنانا هل نفتش أولا عن جنسيته وديانته وموقف دولته من
قضايانا المصيرية؟ أم أن الحب لا يلقي بالا بأي شيء آخر سوى الحب، ومثلما
تحدى روميو وجولييت، وقيس وليلى، وعنتر وعبلة، وجميل وبثينة، المستحيل ولم
يتنازلوا عن حبهم، وهكذا أحب أغلب المشاهدين العرب نور وفاطمة ومهند وغيرهم
ولا يزالون رغم تأرجح المواقف السياسية لتركيا.
تعجبت كثيرا من البيان الذي أصدرته أخيرا نقابة السينمائيين المصريين
ومن المنتظر أن تنضم إليه باقي النقابات الفنية، حيث يطالب البيان بمقاطعة
الدراما التركية نظرا للموقف الرسمي لتركيا المعادي للثورة المصرية وتأييده
لمرسي رئيسا شرعيا.
هل تملك النقابة - أي نقابة - ترمومترا لتوجيه مشاعر الناس، إنه قرار
يخاصم المنطق لأن المشاهد العربي عندما أصبح يتعاطى بكل هذا النهم المسلسل
التركي لم يدر المؤشر إليه لأنه معجب بسياسة الدولة تجاه قضايانا العربية
ولا هو دليل مؤازرة لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في انتقاده
لإسرائيل، لقد فسروا على سبيل المزاح أن هيفاء وهبي عندما كانت تغني قبل
خمس سنوات «رجب حوش صاحبك عني» إنها تقصد رجب أردوغان، بينما الكاتب الساخر
الكبير أحمد رجب أكد أن هيفاء تقصده على طريقة المثل اللبناني الشهير
«الكلام إلك يا جارة»!
ما فات النقابات الفنية في مصر أن القرارات السياسية من الممكن أن
تتبدل لأن المصالح تتصالح، وقد تغير تركيا خطابها السياسي في أي لحظة، كما
تابعنا من قبل تأرجح الموقف الأميركي تجاه 30 يونيو وأكثر من دولة أوروبية
قالت في البداية، إن ما حدث انقلابا عسكريا وبعد ذلك وصفته بأنه ثورة شعبية
أيدها الجيش.
الحقيقة أن الموقف المعادي للدراما التركية ونجاحها الطاغي له أكثر من
وجه بعد أن صار يشكل عقدة لدى أغلب شركات الإنتاج وناصبها عدد من الفنانين
العرب - أقصد المسلسلات التركية - العداء لأنها تقاسمهم أرزاقهم، وبالفعل
من أهم أسباب تراجع أجور الفنيين والفنانين في الأعوام الأخيرة هو توفر
البديل التركي الرخيص نسبيا، ثمن المسلسل التركي «المدبلج» باللهجة السورية
لا يتجاوز10 في المائة من ثمن المسلسل العربي، ولهذا صارت المحطات الفضائية
تفضله على الطريقة التركية.
قبل شهر واحد فقط كان اتحاد كتاب الدراما العرب ومقره القاهرة قد اتخذ
قرارا مماثلا بمناشدة شركات التوزيع بالتوقف عن استيراد الأعمال التركية،
وقصر المجال فقط على الدراما العربية بحجة الحفاظ على الهوية، ولم يدركوا
أن العصمة بيد المشاهد، عندما نكتشف أن الدراما التركية امتد نجاحها في
الفضائيات على مدى تجاوز سبع سنوات فإن هذا يعني شيئا واحدا هو أن هناك
حالة من التماهي مع تلك المسلسلات وأن الأمر لم يعد ظاهرة مؤقتة ولكنه
قاعدة تحقق نجاحا مضمونا.
من الذي يملك القرار؟ لإيقاف تدفق المسلسل التركي عبر الفضائيات ليس
شركات الإنتاج ولا النقابات الفنية ولكنها المشاعر، لقد حدث بعد هزيمة 67
أن أصدرت وزارة الثقافة المصرية قررا بمقاطعة الفيلم الأميركي ومنعه من دور
العرض، نظرا لأن أميركا هي الداعم الأكبر لإسرائيل ورغم أن هذا القرار صدر
قبل زمن الفيديو والفضائيات أي أن الدولة كانت تملك كل منافذ العرض
والمقاطعة ممكنة، إلا أنه لم يستمر سوى بضعة أسابيع فقط لأن الناس تفضل
الفيلم والنجم الأميركي بقدر ما ترفض السياسة الأميركية.
انتهى زمن المقاطعة الفنية والثقافية على خلفية المواقف السياسية وليس
أمامنا لإيقاف حالة الأتركة سوى أن نطلب من هيفاء وهبي أن تغني لرجب طيب
أردوغان «رجب حوش – مسلسلك - عني»!!
سعاد حسني ونهاية أخرى!
طارق الشناوي
24 يونيو
على كوبري قصر النيل بالقاهرة ورفضا لحكم الإخوان، ألقى عدد من الشباب
نفسه في النيل كتعبير عن الانتحار الرمزي. قبل أيام، مر 12 عاما على انتحار
سعاد حسني. نعم، قلت «انتحار» وليس «رحيل»، واقعيا وليس رمزيا، إلا أن بعض
الورثة وعددا من عشاقها يؤكدون أنها قتلت. أتذكر أن أول شائعة انطلقت أكدت
أنها اختارت يوم ميلاد عبد الحليم حافظ لتنفيذ الانتحار، فلقد تصادف أن
حليم كان سيبلغ وقتها لو كان على قيد الحياة 72 عاما، كان خيال الناس حاضرا
ليجدد قصة حب لم تكتمل في دنيا الواقع، ماتت بعد أيام تلك الشائعة لتفسح
الطريق أمام واحدة أخرى أنكى وهي أن المخابرات المصرية دبرت لمقتلها خوفا
من أن تنشر مذكراتها التي سجلتها لإذاعة «بي بي سي» البريطانية، وفيها تروي
الكثير عن محاولات تجنيدها لصالح هذا الجهاز الحساس عن طريق أحد الضباط
الصغار وقتها والذي كان مكلفا بملف الفنانين ثم أصبح وزيرا للإعلام، وهو
صفوت الشريف.
بعض الورثة كلما أغلق هذا الملف فتحوه وطالبوا النائب العام أكثر من
مرة باستخراج الجثة وتحليل رفاتها، كان القضاء البريطاني قد أعلن قبل عشر
سنوات أنه لا توجد شبهة جنائية وأن سعاد انتحرت، كما أن النائب العام في
مصر رفض الاستجابة لطلبات الورثة.
كانت سعاد تتلقى علاجا مكثفا بسبب الاكتئاب الحاد الذي أصابها وصاحب
ذلك زيادة في وزنها ترافق مع إصابتها بالعصب السابع الذي يؤدي إلى شلل في
عضلات الوجه، وهو ما دفع سعاد للإقامة الجبرية في لندن، فلم تكن تريد أن
يراها أحد، وفي لحظة فقدت فيها السيطرة على عقلها قررت الانتحار. إلا أن
البعض لا ترضيه هذه النهاية، ولهذا مثلا أثناء نظر قضية مقتل المطربة
اللبنانية سوزان تميم قالوا إن ضابط أمن الدولة الذي تمت إدانته هو الذي
قتل سعاد، وبعد قليل تذكروا أنها غنت لحسين فهمي «يا واد يا تقيل» وأنه
كرمها قبل رحيلها بثلاث سنوات في مهرجان القاهرة، وكان حسين قد تلقى منها
شريطا صوتيا تشكر فيه المهرجان، إلا أن الورثة قالوا إن الشريط تضمن
استغاثة أوصلتها «للواد التقيل»، وهو ما نفاه فهمي، ثم قالوا إن سعاد حكت
لصديقتها نادية لطفي عن ترصد المخابرات لها، وهو ما كذبته أيضا نادية، أما
ما يتردد عن اتفاقها لتسجيل مذكراتها لحساب إذاعة «بي بي سي» التي كانت
تحوي وقائع تجنيدها، فكل ما حدث هو أن سعاد سجلت بالفعل، ولكن أشعار
«رباعيات» لصديقها وأبيها الروحي صلاح جاهين.
من يعرف سعاد، وأنا أتيح لي أن أتعرف إليها، يتأكد تماما أنها ليست
أبدا تلك الشخصية التي تدخل في معارك شخصية مع أفراد أو أجهزة، نستطيع
قراءة الموقف على النحو التالي، وهو أن البعض قد تعودوا على الأضواء وبعد
رحيل سعاد تسارعت وتصارعت الفضائيات على تقديم أقاربها، وكالعادة ومع مرور
الزمن يخفت الاهتمام، هناك من يريد أن يظل تحت الأضواء، ولهذا ومع كل ذكرى
لرحيل سعاد تقرأ نفس «المانشيت»: الورثة يطالبون بتشريح الجثة. أكثر من
محامٍ بحثا عن الشهرة يتصدى لهذه القضايا ثم يخبو الاتهام ليتجدد في الذكرى
التالية.
بعض المصريين ألقوا بأنفسهم في النيل رمزيا، ولكن مع الأسف فعلتها
سعاد واقعيا وطارت في الهواء من الدور التاسع في لندن قبل 12 عاما، إلا
أننا لا نزال نبحث عن نهاية أخرى!
الشرق الأوسط في
24/06/2013
حورية فرغلى:
جذبتنى شخصية سارة فى نظرية عمتى.. وبرتاح مع رمضان
كتب عمرو صحصاح
تعد الفنانة حورية فرغلى من أكثر النجمات تضررا بعد الهزة الشديدة
التى تعرضت لها الأفلام السينمائية المعروضة حاليا فى دور العرض السينمائى
نتيجة لفرض حظر التجول والتوتر فى الشارع المصرى، حيث يعرض لها فيلمان هما
«قلب الأسد»، مع محمد رمضان، و«نظرية عمتى» كأول بطولة لها فى السينما.
ويعد فيلم «نظرية عمتى» هو الأكثر تراجعا فى الإيرادات، وهو الفيلم الذى
كانت تعول عليه حورية فرغلى كثيرا، نظرا لأنه أول بطولة سينمائية لها، حيث
قالت الفنانة لـ«اليوم السابع» إنها تتقبل إيرادات الفيلم، خاصة فى ظل
الظروف الحالية على المستوى السياسى، بالإضافة إلى المنافسة التى يشهدها مع
«قلب الأسد». وأضافت حورية أنها لا تجد أى ضرر فى مشاركتها فى فيلمين
يعرضان فى وقت واحد، موضحة أنها تشارك فى كل منهما بدور مختلف، فالأول تجسد
من خلاله دور فتاة تبحث عن الحب، وتسعى لتحقيقه، أما الآخر، وهو «قلب
الأسد» فتجسد من خلاله دور فتاة تعمل مع عصابة تتاجر فى المخدرات والسلاح،
وهو ما يؤكد أن هناك اختلافا كبيرا بين الشخصيتين فى كل شىء.
وعن تكرار تعاونها مع محمد رمضان، أشارت حورية إلى وجود ارتياح كبير
تشعر به فى التعاون معه، حيث نجحا فى تكوين ثنائى ناجح فى أكثر من عمل سابق
مثل «دوران شبرا» و«عبده موتة»، مشيرة إلى أن نجاحها مع «قلب الأسد» لم يأت
صدفة، ولكن جاء بعد فترة تحضير وشغل كبير على الشخصية هى ومحمد رمضان.
وحول أسباب إقبالها على فيلم «نظرية عمتى» قالت، إن شخصية «سارة»
بتركيبتها الصعبة جذبتها بمجرد قراءة أحداث السيناريو، حيث من المفترض أن
شخصية سارة هى فتاة ليس لها أى تجارب عاطفية سابقة أو تعاملات مع الرجال،
وحينما تقع فى غرام زميلها بالعمل تنقلب حياتها رأسا على عقب حتى تسلك كل
الطرق من أجل أن تجذب قلبه لها، مشيرة إلى أن هذا الدور من أصعب الشخصيات
التى جسدتها، حيث تتطلب أحداث الفيلم تقمصها لـ5 شخصيات، لكل منها تفاصيل
مختلفة عن الأخرى.
وأشارت حورية فرغلى، إلى أن العمل يعد التجربة الكوميدية الأولى لها،
لذلك راهنت على نفسها من خلاله، بعدما حصرها المخرجون فى دور فتاة الإغراء
من جهة، ودور الفتاة الفقيرة من جهة أخرى. واعتبرت حورية فرغلى أن مسلسل
«بدون ذكر أسماء»، للكاتب الكبير وحيد حامد، بمثابة إعادة اكتشاف لها فى
الدراما، لافتة إلى أن ترشيحها للعمل من البداية جاء من قبل مؤلف العمل
وحيد حامد، والذى يعد العمل معه شرفا كبيرا وكانت تسعى له منذ فترة على حد
قولها، مؤكدة أنها عندما رشحت للدور من البداية وافقت عليه دون تردد، وعلقت
«أثق فيما يكتبه وحيد حامد ولا يجوز أن أرفض له طلب».
اليوم السابع المصرية في
26/08/2013
داوود عبد السيد:
حصولى على جائزة الدولة التقديرية انتصار لجماليات الفن
كتبت صفاء عبد الرازق
عبر المخرج داوود عبد السيد عن سعادته بالحصول على
جائزة الدولة التقديرية، خاصة وأنها من أرفع الجوائز التى تمنحها الدولة
للمبدعين، معتبرا إياها بمثابة تقدير لمشواره السينمائى ودعم لاختياره
الجمالى فى الفن، كما اعتبرها انتصارا للسينما المصرية التى تم اتهامها
طوال الوقت بأنها غير جماهيرية رغم أنها تساهم فى وعى وفكر البشر بعيدا عن
غرائزهم.
وجائزة الدولة التقديرية تبلغ قيمتها 200 ألف جنيه
بجانب ميدالية ذهبية، فى ثلاثة فروع هى الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية،
بواقع ثلاث جوائز للفنون وثلاث للآداب وأربع جوائز في العلوم الاجتماعية.
يشار إلى أن المخرج داوود عبد السيد بدأ حياته
كمساعد مخرج فى بعض الأفلام، أهمها الأرض ليوسف شاهين، و"الرجل الذى فقد
ظله" لكمال الشيخ، ثم قام بعدها بإخراج مجموعة من الأفلام منها "الكيت كات"
و"أرض الخوف" و"مواطن ومخبر وحرامى" و"رسائل البحر" وغيرها.
محسنة توفيق: سعيدة بمنحى جائزة الدولة التقديرية رغم ظروف البلد
كتبت صفاء عبد الرازق
عبرت الفنانة القديرة محسنة توفيق فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" عن
سعادتها بجائزة الدولة التقديرية من المجلس الأعلى للثقافة، برغم الظروف
القاسية التى تمر بها البلاد، معتبرة أن الجائزة جاءت احتفاء من الدولة
بتاريخها ومشوارها الفنى الطويل.
وأضافت محسنة توفيق "الخبر كان بمثابة مفاجأة برغم ظروف مرضى، وأنا
حاليا فى العلاج الطبيعى".
ويذكر أن الفنانة محسنة شاركت فى العديد من الأعمال منها مسلسل "الحلمية"
للكاتب أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبد الحافظ، وبطولة يحيى الفخرانى،
صلاح السعدنى، صفية العمرى، إنعام سالوسة، ممدوح عبد العليم، هشام سليم،
حسن يوسف، و"وجع البعاد" و"المرسى والبحار" و"أم كلثوم" وغيرها من الأعمال.
اليوم السابع المصرية في
26/08/2013
وتؤكد عودة الثقافة إلى إنتعاشها بعد إلغاء الوزير الإخوانى
لهذه الجائزة
كرم النجار:حصولى على جائزة الدولة التقديرية شرف لن أنساه
وسيظل بذاكرتى
كتب عمرو صحصاح
أكد السيناريست كرم النجار لـ"اليوم السابع" أن سعادته بحصوله على
جائزة الدول التقديرية شرفا لن ينساه، واصفا هذا التكريم بالنسبة له
بالدافع القوى لعودة الإبداع مرة أخرى، مشيرا إلى أن عودة هذه الجائزة بشكل
عام جاء لدفع نوع من التفاؤل على مستقبل وزارة الثقافة واتجاهها للأفضل
دائما، خاصة بعد أن جاء الوزير الإخوانى السابق علاء عبد العزيز، وأعلن عن
إلغائه لهذه الجائزة.
وأضاف النجار أن حصوله على جائزة الدولة التقديرية جاء على مجمل
أعماله الفنية السابقة التى قدمها، موضحا أن أكثر ما أسعده فى هذه الجائزة
أنها جاءت مع عظماء كبار أمثال الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى والسيناريست
محفوظ عبد الرحمن، وأستاذ الدراسات اليونانية مصطفى العبادى، والأديب جمال
الغيطانى وغيرهم.
ومن المعروف أن جوائز الدولة التقديرية تمنح فى شهر يونيو من كل عام،
خلال التصويت السرى لأعضاء المجلس الأعلى للثقافة، لكن تأخر منحها هذا
العام، نظراً لانقسام المثقفين حول وزير الثقافة السابق علاء عبد العزيز
الذى عين فى مايو الماضى، وأدت قراراته بفصل بعض رؤساء الهيئات الثقافية
إلى اعتصام المثقفين بمقر الوزارة فى الخامس من يونيو ثم انضموا للمظاهرات
الشعبية الحاشدة فى 30 يونيو والتى أطاحت بنظام جماعة الإخوان بأكمله.
الجدير بالذكر أن السيناريست كرم النجار قدم العديد من المؤلفات
السينمائية والدرامية والمسرحية منها "بابا نور" للنجم حسين فهمى، من إخراج
محمد عبد العزيز، و"عفريت القرش"، لفاروق الفيشاوى وبوسى، من إخراج سامى
محمد على، و"السيف الوردى" لصلاح السعدنى وسعيد صالح، من إخراج أحمد يحيى،
و"صراع الأحفاد"، للنجمين نور الشريف وصلاح السعدنى، من إخراج عبد اللطيف
زكى، و"الصرخة" بطولة نور الشريف ومعالى زايد، من إخراج محمد النجار.
اليوم السابع المصرية في
27/08/2013 |