بعد غياب أكثر من عامين عادت الفنانة داليا مصطفى إلى الدراما
التلفزيونية عبر مسلسل «اسم مؤقت». حول غيابها وعودتها وعلاقاتها بزوجها
الفنان شريف سلامة كانت الدردشة التالية معها.
·
ما سبب غيابك خلال الفترة
الماضية؟
لم أجد عملاً مناسباً، لذا فضلت الجلوس في المنزل بدل الظهور في عمل
بلا قيمة ولا يضيف إلي، واكتفيت بأن زوجي يعمل، فأنا لست مسؤولة عن المنزل
وأعتبر العمل فرصة لأخرج طاقتي الفنية في التمثيل، من ثم لست مضطرة إلى
قبول أي مسلسل يعرض عليّ، كي أحصل على المال وأحقق حضوراً دائماً أمام
الجمهور.
·
لكن الغياب يجعل الفنان بعيداً
عن أنظار المنتجين.
ربما. في النهاية تبقى الأدوار الجيدة التي يقدمها الفنان هي التي
تتحدث عنه، وهو الأسلوب الذي أتبعه. يهمني تجسيد شخصية تبقى في ذاكرة
الجمهور حتى لو طال غيابي، وهذه السياسة ناجحة معي حتى الآن على الأقلّ.
أحياناً أتساءل: كيف يقبل زملاء المشاركة في أكثر من عمل وأداء أدوار
تتشابه؟ وعندما لا أتذكر أدوارهم أتيقن من سلامة موقفي. تعاملت مع كبار
النجوم في التلفزيون ولست بحاجة لأفعل مثلهم.
·
لم يشارك زوجك الفنان شريف سلامة
في دراما رمضان هذه السنة لماذا؟
يحضّر لبرنامج ضخم مع قناة «أم بي سي» منذ نحو عام، ما بين اتفاق
وتحضير وتصوير ولم ينته منه بعد، لذا اعتذر عن المشاركة في الدراما
الرمضانية للتفرغ للبرنامج نظراً إلى طبيعته، وسيعلن تفاصيله في مؤتمر
صحافي فور الانتهاء منه.
·
ما الذي حمّسك للمشاركة في مسلسل
«اسم مؤقت»؟
أعجبت بالسيناريو الذي كتبه محمد سليمان عبدالملك، وعندما اتصل بي
المخرج أحمد جلال أبلغته موافقتي على الفور من دون تردد، رغم أن مساحة
الدور صغيرة مقارنة بالأعمال التي قدمتها سابقاً، لكن اختلافه وعنصر
التشويق الموجود في المسلسل حمساني للموافقة عليه.
·
هل واجهت مشكلة في تقمص شخصية
شهد؟
عندما قرأت السيناريو أيقنت أن الدور صعب للغاية، لذا حضرت دورات في
التمثيل ساعدتني على تقمص الشخصية ورسم ملامحها بشكل دقيق ومختلف عن الصورة
التي حددتها لدى القراءة الأولى للسيناريو، لذا لم أجد مشكلة عندما بدأنا
التصوير، لا سيما أنني عقدت جلسات عمل مع المخرج قبل التصوير للاستقرار على
شكل الشخصية.
·
ثمة فنانون يرفضون متابعة دورات
في التمثيل باعتبارهم أصبحوا مشهورين، هل تتفقين مع ذلك؟
هذه وجهة نظر خاطئة لأن دورات التمثيل عادة تشكل إضافة إلى الفنان
وتساعده على تقمص الشخصيات بشكل مختلف، وتُطوِّر أداءه. يتابع كبار نجوم
الفن في هوليوود وأوروبا دورات في التمثيل، فما العيب في ذلك، يجب أن يعمل
الممثل دائماً على تطوير أدواته ليكون أداؤه مقنعاً للجمهور.
·
ما أصعب المشاهد بالنسبة إليك؟
لا يوجد مشهد محدد، لكن أرهقني أداء المشهد الواحد مرتين خلال
التصوير، وفي كل مرة كنت أظهر بطريقة مختلفة، الأمر الذي جعلني أركز وأنتبه
لكل سلوك في المشهد الأول حتى أعيده بالطريقة نفسها، وهي المشاهد التي ظهرت
في الـ «فلاش باك» خلال الحلقات الأولى.
·
كيف تعاملت مع التغييرات التي
طرأت على شخصية شهد في الحلقات الأخيرة؟
كانت هذه التغييرات سبب حماستي للشخصية لأنها غيرت مجرى الأحداث ولم
يتوقعها الجمهور، وقد صورنا هذه المشاهد بعد تصوير الجزء الأول، لذا تعايشت
معها بشكل كامل.
·
تأخر ظهور اسمك على شارة المسلسل
مسبوقاً بعبارة «الظهور المميز»، فهل تم ذلك بناءً على طلبك؟
تحدث معي المخرج أحمد جلال خلال التحضير للشارة وتناقشنا في الطريقة
التي سيظهر بها اسمي، خصوصاً أن الدور أشبه بضيفة الشرف، وأخبرني أنه يفضل
وضع عبارة «الظهور المميز»، لعدم وجود نجوم كثر في العمل، ورغبته في
استغلال اسمي ضمن الأبطال لتسويق العمل وهو ما وافقت عليه.
·
كيف تقيمين المسلسل مقارنة
بالأعمال الدرامية التي عرضت خلال رمضان؟
يُترك التقييم للجمهور لكنه نجح في أن يكون أحد أكثر الأعمال متابعة،
رغم وجود كمّ من المسلسلات، وهو ما توقعته عندما قرأت السيناريو، فثيمة
الغموض تجذب الجمهور عادة، إذا كانت محبوكة بشكل جيد، لكن تكمن الصعوبة في
تقبل الجمهور للنهاية، وأعتقد أنها جاءت على قدر التوقعات.
·
ما سبب ابتعادك عن السينما؟
أين هي السينما الآن؟ فهي تعاني أزمة على المستويات كافة، سواء في
الإنتاج أو الكتابة، وغالبية الأعمال التي عرضت في الفترة الماضية لم تكن
على المستوى المطلوب، لذا أنتظر أن تتعافى السينما من أزمتها وأن يُعرض علي
دور جيد في فيلم سينمائي يحترم الجمهور.
الجريدة الكويتية في
27/08/2013
فنـانو مصر يكتبـون دستـور بلدهم:
حرية الرأي والإبداع والقضاء على الإرهاب
كتب الخبر: أمين
خيرالله
أهم خطوات خارطة الطريق التي أعلنها الفريق أول عبدالفتاح السيسي،
وزير الدفاع المصري، وضع دستور جديد للبلاد يليق باسم مصر وسمعتها. بما أن
الفنانين يمثلون فئة مهمة من الشعب كونهم مرآة تعكس حضارة بلادهم، من
الطبيعي أن يشاركوا في وضع الدستور الجديد، بعدما سلبت منهم حقوقهم كما
حقوق البلد بأسره في دستور {الإخوان}.
أختير رئيس اتحاد النقابات الفنية الموسيقار الكبير هاني مهنا ممثلاً
عن زملائه الفنانين في اللجنة التي ستناقش التعديلات الدستورية. يؤكد أن
هذا الاختيار بمثابة مهمة صعبة وثقيلة، ويحمّله مسؤوليتين: الأولى كونه
يتحدث بلسان الفنانين، والثانية لأنه يشارك باسم الشعب، موضحاً أنه سيحضر
الجلسات وسيبدي رأيه في المواد كافة، سواء تلك التي تمسه كفنان أو التي
تهمه كمواطن مصري له حقوق وعليه واجبات.
يضيف مهنا: «دوري كفنان هو الدفاع المستميت عن حرية الإبداع في
الدستور الجديد الذي ينتظره الشعب بأمل وتفاؤل، بعدما غدر به «الإخوان»
وأصدروا دستورهم غير السوي الذي يعبّر عنهم وعن جماعتهم فقط».
يوضح أنه سيركز على وضع مادة في الدستور تحث على ضرورة رعاية الدولة
للفن والرياضة والتربية الوطنية، لإلزام المدارس والجامعات بتدريس هذه
المواد للطلبة في مراحل التعليم كافة، مشيراً إلى أن غياب هذه العناصر عن
المناهج المدرسية، منذ فترة طويلة، أدى إلى ما نراه اليوم من سيطرة
للتيارات المتشددة الإرهابية، ومشاهد التحرش في الشارع، والذوق المتدني
المسيطر على المشاهد والمستمع المصري، «ما يجعلنا نتشبث بوجود بند في
الدستور يكفل ممارسة الفن من دون قيود ويضمن حرية الإبداع، لأن غياب هذه
المادة سبب الكبت الذي يعيشه المصريون».
حرية وريادة
يدعو الفنان سامح الصريطي (وكيل أول نقابة المهن التمثيلية) الله أن
يوفقه في تمثيل زملائه الفنانين في لجنة تعديل الدستور، موضحاً أنه سيعمل
على وضع مادة تؤكد على حرية الإبداع بلا قيد أو شرط، وأن يكفل الدستور
دوراً رئيساً للنقابات المهنية، لتتحول إلى بيت لأعضائها كي تساهم، مع
الدولة، في تشريع قوانين، وألا يقتصر دورها في تأمين العلاج لأعضائها أو
تشييع جنازاتهم عند الممات.
يضيف: {على المستوى الوطني، سأحرص على أن يدعم الدستور المصري
الاستقلال الوطني بعيداً عن التبعية لبعض الدول، خصوصاً أن مصر دولة عريقة
تضرب جذورها في أرض الحضارة}، مشيراً إلى أن الإرهاب الذي يواجهه المصريون
منذ قيام ثورة 30 يونيو يجب أن ينتهي، وأن يكون الدستور معبراً عن إرادة
المصريين في التصدي لهؤلاء التكفيريين الظلاميين}.
بدوره يناشد المخرج السينمائي خالد يوسف القيّمين على صياغة الدستور
الجديد بضرورة إدراج مواد تضمن القضاء على الإرهاب، وبنود تحضّ على حرية
العمل الإبداعي والحفاظ على مكانة مصر بين الدول العربية والعالمية، مندداً
بدستور 2012 الذي وضعه {الإخوان} وهمش البلد كلها واختطفها لصالح جماعة
واحدة.
يضيف: {يجب أن تعود مصر إلى ريادتها الفنية والثقافية والإعلامية
مثلما كانت عليه في الخمسينيات والستينيات، وهي الحقبة التي كانت القاهرة
فيها هوليوود الشرق... يأتي ذلك كله من خلال دستور يضعه عقلاء ولا يشارك
فيه مهووسون بقضايا فرعية وشكلية، فنحن في النهاية نريد دستوراً يوضح شكل
العلاقة بين المواطن والمؤسسة الدينية، وبين المواطن والمؤسسة العسكرية،
وبين المواطن والمواطن الآخر}.
رئيس {فرعون}
يتمنى السيناريست محمد حفظي عدم وجود أي مادة دستورية شبيهة بالمادة
219 في الدستور الذي وضعه {الإخوان} والتيارات الإسلامية، مطالباً واضعي
الدستور الجديد أو التعديلات الدستورية بضرورة إلغاء تلك المادة وعودة
المادة الثانية كما كانت في الدستور 1971 إذا لزم الأمر.
كذلك يطالب حفظي بتقليل سلطات رئيس الجمهورية، {باعتبار أن السلطات
التي شهدناها في دستوري 1971 و2012 تجعل من أي رئيس فرعوناً ونصف إله،
كونها تعطيه صلاحيات واسعة لا يمكن أن يتحملها شخص بمفرده، ويأمل أن يعبّر
الشكل الجديد للدستور عن الفئات كافة وليس عن فئة بعينها مهما كانت.
بدورها تطالب الفنانة فردوس عبدالحميد بضرورة وجود مواد دستورية تؤكد
حرية الرأي والتعبير والإبداع، وحرية انتقاد رئيس الجمهورية في الأعمال
الفنية، وعدم الحجر عليها أو محاولة حصار الفنانين، مشيرة إلى أن ازدهار
الفن سيؤدي إلى ازدهار المجتمع ككل، مذكرة بالحفلات التي كانت تحييها كوكب
الشرق أم كلثوم لدعم الجيش المصري والتي ساهمت في رفع الروح المعنوية
للجنود المصريين، علاوة على العائد المادي الذي كانت تهبه للدولة المصرية.
تضيف: {يجب أن ينعم المبدع بحرية وحصانة، لأنه يمنح المصريين بسمة
وسعادة، سواء للغني أو للفقير، فضلا عن أن المبدع لديه قدرة غير عادية على
استشراف المستقبل، ويعتبر سفيراً فوق العادة لبلده، ومن ثم يجب أن يتحرر من
القيود التي قد تقوّض حركته الفنية}.
من جهتها، تطالب الفنانة والناشطة السياسية تيسير فهمي بوضع نص واضح
لا لبس فيه يجرّم ويعاقب كل من يكفّر أي شخص أو عمل، ويرفض دعاوى الحسبة،
ويمنع الأجهزة الأمنية والسيادية من التدخل في الأعمال الفنية والإبداعية،
ويضمن التصدي، من خلال الدستور والقانون، لأي محاولة لهدم الفكر والإبداع
وطمس الهوية الثقافية والعربية.
تضيف: {لا نريد دستوراً مسلوقاً على غرار دستور 2012، بل دستور
للمصريين كافة، ويعبر عن طوائفه، فليس من الطبيعي ألا يتضمن الدستور حقوقاً
متساوية للنساء مع الرجال، خصوصاً أننا قمنا بثورتين، لنصل إلى المرحلة
التي وصلنا إليها، وقدم الشعب المصري بفئاته كافة شهداء من ضباط شرطة وجيش
وثوار}.
الجريدة الكويتية في
27/08/2013
كاتب ومخرج
You’re Next
غيَّرا خصائص أفلام الرعب
كتب الخبر: مارك
أولسن
كل من تجوّل في أنحاء لوس أنجليس في الفترة الأخيرة لاحظ على الأرجح
المشاهد المريبة لرجال يرتدون زياً شبه عسكري ووجوههم مغطاة بأقنعة حيوانات
مخيفة. يظهرون أحياناً في صور فوق ملصقات أفلام أخرى مع أنهم ظهروا أخيراً
بكل وضوح في الإعلانات التي تروّج لفيلم الرعب والتشويق الجديد
You’re Next .
تذكر معلومات فيلم
You’re Next
الشخصيات بأسماء «قناع الخروف» و{قناع النمر» و{قناع الثعلب»، وهي
تجسد الأشرار الرئيسين في معظم الأحداث. يغزون لقاءً يجمع شمل عائلة ثرية
في منطقة ريفية بعيدة، ويقتحمون المكان عبر النوافذ وهم يحملون القوس
والنشاب والمناجل.
يُعتبر الفيلم خطوة جريئة بالنسبة إلى فريق العمل المؤلف من المخرج
آدم وينغارد وكاتب السيناريو سايمون باريت.
عُرض فيلم
You’re Next
للمرة الأولى وسط أجواء ممتعة في عام 2011 كجزء من برنامج «جنون منتصف
الليل» في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وقد جعل المشاهدين يهتفون بكل
حماسة خلال العرض.
أصبح ذلك العرض الأول جزءاً من حملة تسويق الفيلم لإثبات تأثيره على
المشاهدين. سيبدأ عرضه يوم الجمعة في أنحاء الولايات المتحدة.
قال وينغارد (30 عاماً) حديثاً في شرق هوليوود، في مكان غير بعيد عن
مكان إقامته هو وباريت في الحي نفسه: «أدركنا أن أفضل طريقة لتحليل معنى
الرعب الحقيقي في هذه الأيام تقضي بصنع فيلم رعب ممتاز. لا داعي لابتكار
أمور غريبة أو التحلي بذكاء هائل. تشمل مقاربة التحليل الجديدة التعرف إلى
جميع مظاهر الرعب ومخالفة توقعات المشاهدين».
جانب حذق
صحيح أن الفيلم يعج بمشاهد مرعبة جداً ومشاهد قتل دموية، لكنه يكشف عن
جانب حذق جداً تزامناً مع تكرار أغنية فرقة «دوايت تويلي»
Looking for the Magic («البحث عن السحر»)، وهي ممتعة ومرعبة في آن.
ذكر وينغارد: «غصنا في أعماق عقولنا وتساءلنا: ما الذي أوصلنا إلى
عالم صناعة الأفلام؟ ثم أدركنا أنه مجال ممتع وأن خليط الحركة والرعب يضمن
الاستمتاع بالعمل».
لا يشمل طاقم العمل مجموعة من الوجوه المجهولة وفق ميزانية منخفضة كما
جرت العادة، بل إنه يعج بمخرجي الأفلام المستقلة وممثلين بارعين مثل لاري
فيسيندين، وجو سوانبيرغ، وتي ويست، وكالفن ريدر، وإي جي بوين، وكايت لين
شيل، وأيمي سيميتز. تؤدي باربرا كرامبتون دور الأم وهي ممثلة رعب مرموقة
وقد اشتهرت في فيلم
Re-Animator
في عام 1985.
قال باريت (34 عاماً) الذي يؤدي أيضاً دور أحد اللصوص المقنّعين:
«يبدو أن عدداً كبيراً من شركات الإنتاج تفترض أن مشاهدي أفلام الرعب ليسوا
أذكياء جداً. نحن محبّو أفلام الرعب نشاهد كل ما نستطيع رؤيته، ودائماً ما
نتعرض للإهانة بسبب سوء نوعية الأفلام. لذا استنتجنا ضرورة القيام بعمل
يبقى ترفيهياً على نطاق واسع، لكن من دون الوقوع في فخ الأفكار المبتذلة
التي سئم منها الجميع ويتوقعها المشاهدون أصلاً».
تقابل الثنائي حين كان باريت يصور فيلم
Dead Birds
في عام 2004، في ألاباما، ولاية وينغارد الأصلية، وكان وينغارد يرافق
صديقاً له خلال زيارة موقع التصوير.
سرعان ما تعاونا في الفيلم الرومنسي الدرامي عن قاتل متسلسل،
A Horrible Way to Die، في عام 2010 وشاركا أيضاً في مقتطفات أفلام مثل V/H/SوV/H/S/2.
اشترت شركة
Lionsgate
فيلم You’re Next
بسبب قوة شهرته في تورنتو ثم دُمجت مع شركة
Summit Entertainment.
حصلت الشركتان المندمجتان فجأةً على جدول مزدحم
لإصدار الأفلام، لا سيما سلسلة
Twilight
وHunger Games.
لذا كان يجب أن ينتظر فيلم
You’re Next.
كان المنتج كيث كالدر منشغلاً أيضاً بفيلم
All the Boys Love Mandy Lane
في عام 2006، وقد تغيرت حقوق توزيعه مرات عدة ولم
يصدر في الولايات المتحدة. (من المنتظر أن يصدر الفيلم أخيراً في الخريف
المقبل).
منذ عرض الفيلم في تورنتو في عام 2011 وفي «المهرجان المدهش في
أوستن»، تكساس، زادت التوقعات الإيجابية بين محبي هذا النوع من الأعمال وهم
ينتظرون صدور You’re Next، وقد كان التأخير كفيلاً بتأجيج الحماسة.
قال كالدر: «في بعض اللحظات، تساءلت إذا كانت تجربة Mandy Lane
ستتكرر مجدداً مع هذا الفيلم أيضاً. لكن كانت أسباب التأخير مختلفة جداً
هذه المرة. في ما يخص You’re Next،
كانت المشكلة تتعلق فعلياً بدمج شركتين كبيرتين ومستقلتين وكانتا مسؤولتين
عن أفلام كثيرة».
الفتاة الأخيرة
من بين مظاهر الرعب الكثيرة التي يعرضها
You’re Next، تبرز مقاربة «الفتاة الأخيرة» حيث يتم إقصاء
الشخصيات واحدة تلو الأخرى إلى أن تبقى شخصية نسائية واحدة في النهاية.
في فيلم You’re Next، تنقلب هذه الفكرة رأساً على عقب بفضل شخصية إيرين، الحبيبة الجديدة
لأحد أفراد العائلة.
حين تتجه الأمور نحو الأسوأ، تكشف إيرين عن نفسها كامرأة تستطيع
مواجهة أصعب الظروف. يتفاخر صانعو الفيلم بالمقاربة الواقعية التي تتبعها
الشخصية لمواجهة المخاطر.
قالت الممثلة شارني فينسون: «هي لا تصعد السلالم إذا كانت تحتاج إلى
الهرب من الباب». في البداية، كانت الشخصية معدّة لتكون أميركية، لكن
أُعيدت صياغة الشخصية كي تتمكن فينسون المولودة في أستراليا من أداء الدور
بلكنتها الخاصة.
بالنسبة إلى جميع المشاركين في العمل، يُعتبر فيلم You’re Next
خطوة طموحة ومهمّة. تم إنتاج الفيلم بأقل من مليون دولار، لكن تتعامل معه
شركة
Lionsgate
وكأنه إنتاج ضخم، وهو سيُعرَض على أكثر من 2400 شاشة.
أوضح وينغارد: «كنا نتساءل بشكل أساسي عن قدرتنا على صنع فيلم تجاري
يمكن أن يفهمه المشاهدون ويدعموه. هذا هو التحدي الحقيقي. يجب اتباع قواعد
معينة وتحقيق النجاح. لا يمكن تفويت شيء. يجب سد جميع الثغرات».
تحدث كالدر عن سعي الفيلم إلى إرضاء محبي هذا النوع من الأعمال ومحبي
السينما عموماً: «إنه أمر يصعب تحقيقه. لكنه أمر يبرع فيه سايمون كما يبرع
آدم في تنفيذ المشروع. سيلبّي الفيلم متطلبات أفلام الرعب الأساسية».
الجريدة الكويتية في
27/08/2013
The World’s End...
يجمع الثلاثي البريطاني
كتب الخبر: غينا
ماكنتاير
في شمال لندن ناد ليلي اسمه «نهاية العالم»
(World’s End)، يقع مقابل محطة «كامدن تاون». يكثر
النجوم الذين كانوا من عملاء ذلك النادي، مثل تشارلز ديكنز. كذلك يُعتبر
مهماً بالنسبة إلى سجل الكوميديا البريطانية باعتباره المكان الذي شهد
لقاءات سايمون بيغ وإدغار رايت في أولى سنوات شراكتهما المبتكرة.
عندما حان وقت كتابة السيناريو لفيلمهما عن رجل في الأربعينيات من
العمر يعيش حالة من الجمود فيكتشف بالمصادفة مؤامرة كونية خلال تجوله بين...
يقول إدغار رايت: «أنا وسايمون كنا نتقابل في
World’s End
هناك كي نذهب لمشاهدة الأفلام لأن سينما «أوديون» كانت قريبة من
الموقع. شهد ذلك المكان أيضاً أول موعد غرامي بين سايمون وزوجته، وعاد نيك
فروست (شريك سايمون بيغ الكوميدي) إليه بعد سنتين من الإقلاع عن الشرب. كان
قد قطع علاقته بفتاة فتوجه مباشرةً إلى الحانة».
يؤدي بيغ دور غاري كينغ الأخرق والمزعج الذي يقمع ويشعر بالذنب ويكذب
على زملائه في الثانوية لإقناعهم بالعودة إلى بلدتهم الأم للتسكع في حانة
شهيرة اسمها Golden Mile.
أثناء تجولهم بين 12 نادياً ليلياً في نيوتن هايفن، يتصاعد التوتر بين
الأصدقاء القدامى (مجموعة مبهرة من الممثلين الإنكليز مثل مارتن فريمان
وبادي كونسيدين وإيدي مارسان وفروست) بعد تجدد خصومات الماضي وجروحه.
يحصل ذلك قبل أن يواجهوا رجالاً آليين فضائيين ينزفون حبراً أزرق
ولديهم خطط شريرة ضد الجنس البشري.
جمع رايت وبيغ وفروست، على مر ثلاثة أفلام مشتركة، قاعدة من المعجبين
نظراً إلى قدرتهم الخارقة على الخلط بين السخافة والجدية وابتكار خلطة
إنكليزية ترفيهية وممتعة. يتبع فيلم
The World’s End
الإيقاعات الغريبة والحيوية التي تطبع أفلامهم السابقة: الفيلم
الرومنسي الكوميدي عن الأحياء - الأموات
Shaun of the Dead
في عام 2004 وفيلم الحركة
Hot Fuzz
في عام 2007.
كذلك، يكشف الفيلم الجديد الذي يتسم بجوانب ترفيهية وحادة الذكاء، مثل
الفيلمين السابقين، عن أبرز المخاوف المعقدة التي تطبع النوع الكوميدي الذي
يشتهر به الثلاثي البريطاني.
قال بيغ وهو يجلس بين زملائه في صناعة الفيلم في ناديه الإنكليزي
الخاص في هوليوودThe Cat And The Fiddle: «جميع تلك الأعمال التي طوّرناها... قمنا
بها لأنها أشبه بنوع فرعي مغاير يمكن تسريبه ضمن قصص لها طابع إنساني.
يتمحور فيلم Shaun of the Dead
حول بلوغ مرحلة النضج ويتعلق فيلم Hot Fuzz
بالصداقة وضرورة تقديم بعض التنازلات أحياناً لأجل تحقيق هدف معين. أما
فيلم The World’s End
فيتطرق إلى الصداقة بين الرجال وضرورة المضي قدماً والحنين والإدمان».
أضاف رايت: «يشبه معظم الأفلام الكوميدية الأميركية ألواح «هيرشي»
لكننا نريد أن نكون أشبه بألواح الشوكولا الداكنة والفاخرة مع نفحة من ملح
البحر. إنه نوع لذيذ لكنه يتسم بخاصية مميزة أيضاً!».
اختار الثلاثي نوع أفلام الحركة في فيلم يجمع بين بيغ وفروست بدور
مسؤولين قانونيين يكشفان مؤامرة سرية في بلدة بريطانية (لا وجود لأي كائنات
فضائية هذه المرة!). خلال فترة ترويج الفيلم، توصل رايت وبيغ إلى فكرة فيلم The World’s End،
وتعلّقا بفكرة ابتكار فيلم ثالث لتتويج سلسلة ثلاثية مترابطة من حيث
الموضوع.
قال رايت: «أصبح فيلم
Hot Fuzz
أشبه بتكملة لفيلم
Shaun
بمعنى أنه يشمل بعض الممثلين أنفسهم وبعض الدعابات والمواضيع
المتقاربة، لكنّ فكرة ابتكار فيلم ثالث وإعطاء اسم لتلك الثلاثية لم تظهر
إلا خلال حملة تسويق فيلم Hot Fuzz
بحسب رايت. (عُرفت الأفلام باسم «ثلاثية كورنيتو بثلاث نكهات»، وقد اختير
هذا الاسم تيمناً بمثلجات بريطانية).
تجربة حلوة مرة
The World’s End
مستوحى جزئياً من سيناريو بعنوان Crawl
كان قد كتبه رايت في عمر الواحدة والعشرين عن ليلة صاخبة بين مجموعة
مراهقين، لكن تأثرت القصة أيضاً بتجاربه خلال تصوير فيلم
Hot Fuzz
في بلدة ويلز في سومرست، حين بدأ المخرج يلحظ مدى اختلاف المكان عن
الموقع الذي يتذكره.
أوضح رايت (39 عاماً): «خضنا جميعاً التجربة الحلوة المرّة التي
تجعلنا نعود إلى بلدة صغيرة فنشعر بأننا مهمّشون. لم نكتب سيناريو عن أشخاص
يتجولون بين الحانات ثم اخترنا نوع العمل عشوائياً. مظاهر الخيال العلمي
والرهاب تعكس شخصياتنا نحن، كوننا نتمتع بمخيلة خصبة فنعبّر عن مشاعرنا
المختلطة تجاه البلدة ونلوم قوى العوالم الأخرى على كل شيء لأن الحقيقة
أقسى من أن نتحمّلها».
كتب رايت السيناريو مع بيغ (كتبا أيضاً
Shaun of the Dead
وHot Fuzz
معاً). سمح هذا النهج لرايت بتكريم الأفلام التي
كان يستمتع بمشاهدتها وتقع أحداثها خلال ليلة (مثل
After Hours
للمخرج مارتن سكورسيزي)، وتقع الأحداث المشوقة مع غاري ورفاقه (مجموعة
تشمل أيضاً الممثلة روزاموند بايك) خلال أمسية غريبة واحدة.
كذلك، دعّم الثنائي الفيلم بلحظات كوميدية وافرة مستوحاة من حياتهما
الخاصة. وكانت أزياء غاري مستوحاة عموماً من ماضي بيغ: «الشخصية المفضلة
التي استمتعتُ بأدائها، أقلّه لأنني حصلتُ على فرصة ارتداء الملابس التي
كنت ألبسها في عمر الثامنة عشرة. كنت أحب ذلك الأسلوب. اضطررتُ إلى صبغ
شعري باللون الأسود وهو أمر لم أفعله يوماً. جعّدته ووضعت الريش فيه مع
أنني لم أبالغ إلى هذه الدرجة يوماً. أظن أنني كنت خائفاً بعض الشيء. كان
الأمر أشبه بتحقيق أمنية شخصية لي».
بما أن غاري يؤدي الشخصية المعتوهة في القصة بينما يجسد فروست دور
أندي، المحامي الجدي، ينجح الصديقان المقربان في الحياة الواقعية بقلب
أدوارهما السينمائية التقليدية. اعتبر فروست أن التغيير أمر إيجابي، فهو
لطالما شعر بأنه عالق في شخصية «الأبله إيد» في
Shaun of the Dead.
قال فروست: «كان أداء ذلك الدور ممتعاً». فأردف بيغ: «أنت تشبه أندي. أنت
رجل مسؤول في بداية الأربعينات من عمرك». أضاف فروست: «ولديّ قنبلة ذرية في
داخلي».
شرح بيغ: «فكرنا بقلب الأدوار بعض الشيء وجعل غاري يؤدي ذلك الدور
المزعج والفوضوي».
صداقة عميقة
تعود صداقة بيغ وفروست إلى عام 1993، حين قابل المتخرّج في كلية
التمثيل فروست الذي كان حينها نادلاً في مطعم مكسيكي. بعد توطّد علاقتهما
بفضل سلسلة Star Wars، أصبحا صديقين سريعاً وتشاركا الشقة نفسها لبضع سنوات. يعيش بيغ (42
عاماً) خارج لندن مع زوجته وابنته، بينما يعيش فروست (41 عاماً) على الجانب
الآخر من لندن مع زوجته وابنه. (يقسّم رايت وقته بين بريطانيا ولوس أنجليس).
بسبب علاقتهما السهلة والصادقة، يتساءل الناس غالباً عن نسبة الارتجال
في حوارهما على الشاشة، لكنهما يؤكدان أنهما لا يرتجلان كثيراً. تم تصوير The World’s End
بميزانية تبلغ 20 مليون دولار تقريباً خلال 12 أسبوعاً فقط، ما يعني عدم
وجود وقت للارتجال وتغيير النص بحسب رأي رايت.
قال رايت: «نكتب الأفلام التي تُعتبر طموحة جداً نسبةً إلى ساعات
العمل والأموال التي نملكها.
لتجاوز هذه العقبات يجب أن نستعد جيداً قبل بدء العمل». التفت إلى زميليه
للثناء عليهما: «الأمر المدهش في سايمون ونيك... أغلقا أذنيكما لأنني
سأمدحكما... أنهما يجعلان العمل واقعياً جداً». فصرخ بيغ وهو يغطي أذنيه: «إرفع
صوتك!».
صحيح أن الفيلم الجديد يعكس نهاية فصل مهم من مسيرتهم المهنية، لكن
يبدو أن رايت وبيغ وفروست ليسوا مستعدين بعد للانسحاب والشعور بالحنين إلى
أيام مماثلة. يقول الرجال الثلاثة إنهم سيعملون معاً مجدداً مع أن كل واحد
منهم حقق نجاحه الخاص.
أدى بيغ دور سكوتي في جزئين من سلسلة
Star Trek
للمخرج جي جي أبرامز وظهر مع توم كروز في فيلم
Mission: Impossible - Ghost Protocol.
وقد عمل وفروست مع ستيفن سبيلبرغ في فيلم The Adventures of Tintin.
انشغل فروست وحده بأدوار أخرى في عالم التلفزيون والسينما، بما في ذلك
الفيلم المستقل الإنكليزي
Attack the Block، وفيلم المغامرة العالي الميزانية الذي
صدر في الصيف الماضيSnow White and the Huntsman، وفيلم الرسوم المتحركة
Ice Age: Continental Drift.
كذلك كتبا ومثّلا معاً في عام 2001 في الفيلم الكوميدي Paul
المقتبس من رحلة حقيقية قام بها الثنائي وهما في عمر العشرينات في الولايات
المتحدة. لكنهما لم يقابلا حينها كائناً فضائياً يتعاطى المخدرات. كان ذلك
الجزء خيالياً.
في غضون ذلك، أنتج رايت في عام 2010 فيلم
Scott Pilgrim vs. the World،
نسخة مقتبسة من رواية براين لي أومالي المصوّرة، وكان من بطولة مايكل سيرا
وفشل خلال عرضه الأول ولكنه نجح في كسب قاعدة من المعجبين منذ ذلك الحين.
(يتم عرض الفيلم بشكل متكرر في «سينما نيو بيفرلي» في لوس أنجليس، حيث ينظم
رايت أحياناً مناسبات خاصة، بما في ذلك سلسلة تعرض تأثيرات مستوحاة من فيلم World’s End).
في مشروع رايت المقبل، سيتحول إلى إخراج قصة البطل الخارق Ant-Man
ومن المقرر أن يصدر العمل في عام 2015. لم يتم اختيار طاقم الممثلين بعد،
لكن يصر فروست على أنه سيشارك فيه.
قال بيغ وهو يبتسم بسخرية: «حاولنا الإعلان عن المشروع في مناسبات
متكررة خلال الأسبوعين الأخيرين».
ثم قال فروست مازحاً: «لكن لم يتصل بي مصمم الأزياء بعد، وهو أمر
غريب. سنستعمل فكّين رائعين. أين وصلت عملية صنع الفكّين يا إدغار؟!».
الجريدة الكويتية في
27/08/2013
حوار خاص مع المخرجة الفلسطينية راما مرعي
اجرى الحوار نضال حمد
في النرويج وخلال مشاركتها بمهرجان فيلم الشمال الجديد مع فيلمها
الجديد ازرقاق، التقينا بها وأجرينا معها هذا الحوار
..
راما مرعي مخرجة فلسطينية شابة تلقت تعليمها في فلسطين المحتلة. ثم
درست السينما في لوس انجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية.لتعود بعد ذلك الى
الوطن وتبدأ مشوارها الفني والسينمائي.
انتهت الأسبوع الفائت من إخراج فيلمها الجديد"ازرقاق" الذي يتحدث عن
واقع الشعب الفلسطيني ومشاكله الاجتماعية. والذي شارك في مهرجان أفلام
الشمال الجديد في مدينة هاوغيسوند النرويجية.
·
لماذا اخترت السينما والإخراج هل
لديك رسالة معينة لإيصالها عبر الإخراج والسينما؟
لقد بدأ اهتمامي في السينما عن طريق الصورة، وأظن أن ذلك يبدو واضحا
في "ازرقاق" حيث تم العناية في إطار الصورة كالأداة الرئيسية لرواية القصة.
بدلا من الحوار أو الدراما التفاعلية. اعتقد أن السينما هي كالشعر تستطيع
أن تعكس مقولة واسعة عن الحياة بصورة واحدة، او سطر واحد، أو بالأحرى لحظة
واحدة، وفي الحياة هناك بعض اللحظات التي تستحوذنا، يحصل الكثير في حياتنا
لكن هنالك لحظات قصيرة جداً تمر في رحلتنا وتترك اثر أكبر من تجربة أعوام،
اطمح في أن استطيع أن أعكس هذه اللحظات في السينما.
تشدني الشخصيات التي تشعر نفسها خارج عن السياق العام أو خارج عن
المكان، والمصابة بوحدة متأصلة تجعلها غير قابلة للتعايش مع أعراف الحياة،
هدفها فقط أن تحترف العيش الطبيعي.
وأن أردت أن اختصر ما أريد أن افعله بسطر، فانا أريد أن أروي قصصا
للفلسطينيين وليس عن الفلسطينيين، لا أريد أن أروي الرواية للأجنبي الذي لا
يعرف عنا شيء، لا أريد أن أروي أبجديات القضية. لا أخفف من أهمية ذلك، فأنا
اعرف أن الفلسطيني يشعر أن مهمته الشخصية أن ينقل روايته للعالم، وذلك نظرا
لمحاولات عديدة لطمس الرواية الفلسطينية، فالعالم حتى الآن لا يعترف
بالنكبة. لكن هذه ليست مقولتي واعتقد أن هنالك سينمائيين فلسطينيين يقومون
بذلك جيدا
·
كيف يعمل- تعمل المخرج - المخرجة
الفلسطينية تحت الاحتلال؟
نحن كفلسطينيين عودنا أنفسنا على التعايش، عقولنا الباطنية تريد أن
تصدق بأننا نستطيع أن نعتاش العادية. تبدو الكثير من تفاصيل حياتنا
سيريالية لشخص قادم من الخارج. لكن مع الوقت ننسى كم نحن نفتقد من
إنسانيتنا ونحاول فقط أن نعيش، لذا لن أتحدث عن أن أكون مخرجة تحت الاحتلال
لأنه لا يختلف أبدا عن أكون أم أو طبيبة أو معلمة.
لكن أريد أن أقول أن القصص الفلسطينية تصعب أن تتجاهل الاحتلال، فمهما
حاولنا أن نقول قصص بعيدا "عنهم" نلقاهم في وجوهنا، وجودهم أصبح عنصرا
أساسيا في رحلتنا الإنسانية البسيطة.
قصصنا لا يمكن لها أن تأخذ دائرتها الكاملة بدون المرور بهم ، مهما
حاولنا تجاهل وجود الاحتلال سيأتي بطريقة أو أخرى ليطرح نفسه بيننا، وأنا
لا أنكر أنني كفرد أحاول جداً ان تجاهلهم، أحاول أن أرى نفسي خارج القالب
اللاإنساني الذي يضعنا به لكن يكفي فقط أن اعبر الجسر بهدف السفر لأي سبب
لكي أعود وأتذكر كم يحرمني الاحتلال من الحياة الطبيعية.
·
ما هو نتاجك في الأفلام
الوثائقية والتسجيلية أو الروائية؟
أنا في الأساس درست التصوير السينمائي وكان انشغالي لمدة طويلة فقط
بالصورة، كان أكثر ما يشدني هو اللون والضوء والتكوين. ولفترة طويلة كنت
استمتع بمشاهدة أفلام بلا صوت، فقط مراقبة الصورة. بعد التخرج عملت في لوس
انجلوس لفترة أحيانا كمصورة وأحيانا كمساعدة تصوير. اعتبر أن "ازرقاق" هو
إخراجي الأول، فالأفلام القصيرة الأخرى التي قمت بها أثناء دراستي كانت
تجارب خاصة لم أشاء مشاركتها. وأنوي أيضاً القيام بفيلم قصير آخر قبل أن
أقوم بفيلم روائي طويل. اشعر أن المخرج يحتاج لوقت قبل أن ينضج ليعرف
تماماً ما يريد من ممثليه، والسينما بالأساس تحتاج لتجربة إنسانية عميقة
قبل كل شيء.
·
تجربتك في أمريكا وفي فلسطين؟
اشعر بالامتنان لأنه تسنى لي دراسة السينما في كاليفورنيا، فهم فعلا
يتقنون صناعة السينما، ويتعاملون معها كحرفة. لكني اشعر أن فلسفة الرواية
الغربية، أو الميثولوجيا الغربية تختلف عن الميثولوجيا الشرقية، فمثلا
محاولة تطبيق نموذج الأثنى عشر خطوة لرحلة البطل في سياقنا الخاص كثيرا ما
يبدو مصطنع. ربما لأنه لا توجد لدينا ثقافة السوبرمان أو ربما لأن دائرتنا
انقطعت عن سياق تطورها الطبيعي ومازالت قصتنا لم تكتمل، هذا بحث طويل...
لكن هناك الكثير من المخرجين العالميين الذين ابتعدوا عن ذاك النموذج
الأوديسي في القصة السينمائية، واعتقد أن اليوم، بفضل الثورة الرقمية،
سيكون هناك مجال للسينما أن تأخذ مساحتها في التطور كفن حقيقي، بعيدا عن
مصنع هوليود. بعد أن أصبحت صناعة الأفلام ممكنة في الكثير من بلدان العالم
الفقيرة.
·
أنت الآن في مهرجان هاوغيسوند او
مهرجان افلام الشمال الجديد في النرويج، مع فيلمك الطازج "ازرقاق"، كيف
رأيت النرويج والنرويجيين؟
اكثر ما أعجبني في هذا المهرجان هو الإصرار على اغناء الحوار
النرويجي- النرويجي (باختلافاته) قبل كل شيء. فهم مقتنعون ان الفنان يجب ان
يحاكي ثقافته المحلية قبل الانتقال الى حواره مع العالم. اعتقد ان الوصول
للعالمية يجب أن يأتي من مكان محلي جدا لكي يكون صادقا.
الجزيرة الوثائقية في
27/08/2013
فيلم وثائقي حول قاعة "الكوليزي" بمراكش
أحمد بوغابة / المغرب
لا يتناول هذا الفيلم الوثائقي قصة قاعة "الكوليزي" بمعزل عن محيطها أو
مكتفيا فقط بتاريخها الخاص الضيق والمُغلق في سنة تشييدها وعدد مقاعدها
وأنواع الأفلام التي تعرضها بل أيضا وأساسا في علاقتها بأصحابها والعاملين
فيها وموقعها في الفرجة السينمائية بالمدينة وكيف صارعت من أجل البقاء
والاستمرار في آن واحد، ومن خلالها العلاقة الإنسانية التي تشكلت بين من
يسيرها، مالكها والمستخدمين، وكيف أصبحت "فردا" من العائلة يتم الاهتمام
بها كاهتمام بباقي الأعضاء وحاضرة في الجلسات الخاصة وعند موائد الأكل
وكأنها تشاركهم في مناقشة همومها اليومية وأن لها حق الكلمة في تحديد
مصيرها.
ولا نعتقد بأن الحوار الذي كان يدور حول القاعة بين من يسيرها إداريا
وتقنيا مجرد سيناريو مخطط له بشكل مسبق في مجمله لأهداف التصوير فقط وإنما
تحس أحيانا كثيرة بعفويته بحيث تركت مخرجة الفيلم إيفا برطوان
Eva Bertoin
حرية القول بينهم وكأنها – ربما - لم تخبرهم بأنها تصورهم حتى
يحتفظون بتلقائيتهم إلا حين تكون الأسئلة موجهة في صيغة حوار واضح لرصد
الحقائق التاريخية بكل مسؤولية.
ينبني الفيلم على ثلاثة أبعاد تخدم كلها العنوان المركزي المتجسد في
القاعة السينمائية "الكوليزي" كغاية وسبب في ذات الوقت للحديث عن السينما
في مراكش وبذلك تحولت إلى مبتدأ الموضوع وخبره.
وقد وظفت المخرجة الأبعاد الثلاثة بذكاء فني وحس ثقافي ببعد سوسيولوجي
حتى لا نجد أنفسنا نشاهد روبورطاجا إخباريا تقليديا ومُملا فنغادر أمكنتنا
بسرعة خاصة في مثل هذه المواضيع المرتبطة بأمكنة مغلقة. لقد أدخلتنا إلى
القاعة مرارا وأخرجتنا منها تكرارا بحب وعشق المعرفة السينمائية إلى حد
دفعتنا إلى التعاطف المُطلق مع أصحابها والعاملين فيها ونصفق لكل من قدم
العون لها من طرف الخواص وبعض الشخصيات من المدنية من المغاربة وأيضا من
الأجانب المقيمين بها.
البعد الأول الذي بدأت به مخرجة الفيلم صورها الأولى تحيلنا إلى
بدايات السينما حيث زوايا الشاشة غير قائمة وكأنها أفلام الهواة بترافلينغ
عفوي يشوبها التقطيع والخلل في التقاطها لندرك بعد وهلة قصيرة أنها أيضا
إحالة لأفلام السياح لمعالم مدينة مراكش السياحية من موقع إحدى الحافلات،
يتأكد ذلك من خلال التعليق المُصاحب voix-off
الذي يدعوهم بشكل غير مباشر لتجاوز العين السياحية المحضة لاكتشاف العناصر
الحداثية في حياة المغاربة منها السينما. ستعود بنا مرارا في الفيلم لمثل
هذه اللقطات الناقدة للنظرة السياحية عندما تتقدم في حكي تاريخ قاعة "الكوليزي"
وأن المغاربة عرفوا الفرجة السينمائية في أوائل ظهور السينما وخاصة حين
تحدث الحاج سعيد العيادي عن السينما بحكمة الرجل المسن والمجرب على أنها
مدرسة لتعليم الحب الحقيقي والعطف والسلوك الحسن وممارسة الخير تُجاه
الفقراء والمحتاجين وأنها "مفتاح كل خير". لقد اشترى الحاج سعيد العيادي
قاعة "الكوليزي" في منتصف السبعينات من القرن الماضي وذلك في إطار سياسة
المَغْرَبَة التي كانت الدولة المغربية قد سنتها حينها. واستمر في حرص على
متابعة دقائق "حياتها" الناجحة والمتعثرة ولو من بعيد من خلال أسرته كما
يقول في الفيلم.
أما البعد الثاني فتمثل في العائلة الشابة العيادي نفسها (الزوجان
محمد ومنية) التي ارتبط إسمها بقاعة "الكوليزي" إلى حد أن العائلة تعتبر
قضية القاعة هي قضيتها الشخصية وجزء من مصيرها بعد أن حملا معا مشعلها خاصة
بعد أن فقدت جزء من معالمها التاريخية التي ورثته في مراكش. وعايشنا معهما
في الفيلم موقع القاعة ومشاكلها وأنها تشكل جزء من حياتهما اليومية، كل
واحد في إطار مهمته وبالإمكانيات التي يشتغل بها.
وحتى العاملين من منظفين وتقنيين لهم مكانتهم في إدارة القاعة لكونهم
يشكلون جزء من تاريخها خاصة بوشعيب غريب (التقني) وعائشة أيت بلخير
(المضيفة) اللذين بدآ حياتهما المهنية في هذه القاعة منذ سن مبكر جدا وأسسا
أسرهما بفضل عملهما بها وهو ما ستعرفنا عليه المخرجة ضمن سيرورة الفيلم.
سنكتشف بأن الفضل يرجع إلى التقني بوشعيب غريب في الحفاظ على القاعة
واستمراريتها حيث يعتبرها "زوجته الثانية" ويَكٍّنُ لها حبا مثاليا لأنها
علمته كل شيء هو القادم من البادية في سن مبكر جدا بدون تعليم.
كما اكتشفنا أيضا أن محمد العيادي وزوجته مُنية جاءا إلى السينما من
مرافق مهنية بعيدة عن السينما ولم يكن لهما إلماما بقواعد تسيير قاعة
سينمائية وإدارتها لولا السيد بوشعيب إلا أنهما أصبحا الآن من المحترفين في
المغرب.
البعد الثالث والأخير الذي أسست به المخرجة فيلمها يضع قاعة "الكوليزي"
ضمن خريطة القاعات الموجودة أو التي اندثرت بمدينة مراكش إلى جانب المركب
السينمائي "ميكارما" الذي شُيد حديثا وكذا مدرسة الفنون السمعية-البصرية
دون أن تغفل المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وعليه، فالقاعة الموجودة في قلب المدينة هي قلب التاريخ السينمائي
للمدينة نفسها ومتنفسها وأنه يرجع لها الفضل في خلق الديناميكية حولها بما
تعرفه المدينة من الأنشطة المُشار إليها قبل قليل بحيث كانت هي القاعة
الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش عند تأسيسه وأنها ترتبط بشرايين
العشق السينمائي مع الطلبة في الجامعات والمدرسة المتخصصة في التكوين
السينمائي ومازالت تُعتبر العمق الاستراتيجي للمهرجان الدولي.
وتكمن قوة هذا الفيلم الوثائقي أيضا، كما سبق القول في بداية النص،
تبيان العلاقة الجغرافية للقاعة بالمدينة من وجهة نظر ثقافية شاملة وأن
مسيريها لم يكونوا قابعين داخلها وراء مكاتبهم وكراسيهم يندبون حظهم لما
آلت إليه الوضعية في الفرجة السينمائية بقدر ما تبعت خطواتهم خارجها
و"نضالهم" لاستقطاب الجمهور بالذهاب إليهم وخلق لهم التشويق السينمائي
بتنظيم العروض الخاصة ضمن احتفاليات سينمائية حيث كانت مخرجة الفيلم مع
الموعد بالعروض الخاصة بخمسينية السينما المغربية.
لم يخف محمد العيادي استياءه من المركب السينمائي "ميكاراما" بمراكش ـ
دون أن يذكره بالإسم ـ حيث قال بأنه يؤمن بكون تعدد القاعات السينمائية
بالمدينة يساعد على وجود جمهور واسع لكنه انتقد غياب التصرفات غير احترافية
من لدن "الخصم" الذي يفرض على الموزعين وأصحاب الأفلام بعدم توزيعها في
قاعات أخرى دون قاعاته (ما دام السيد محمد العيادي لم يذكر في تصريحه
المركب المذكور فقد ركبت المخرجة واجهة المركب في اللقطة عندما كان يتحدث
عن غياب المنافسة الشريفة كإحالة ليفهم الفاهم بالغمزة).
فيلم يحكي إذن قصة قاعة سينمائية وأصحابها والعاملين فيها في علاقة
بتاريخ القاعات السينمائية الأخرى بالمدينة والفضاء الثقافي السينمائي
الممتد إلى الجمهور والمدرسة والجامعة والمؤسسات الخيرية والمهرجان الدولي
وغيرها للحديث عن السينما نفسها كفن وثقافة هي جزء من تشكل المجتمع المعاصر
وذلك خلال مدة 52 دقيقة و20 ثانية.
وساهمت في إنتاجه الشركة الفرنسية
Méroé Films
لصاحبتها السيدة ماري غوتمان
Marie-Pierre Gutmann.
فقد اشتغلت هذه الأخيرة في المغرب لمدة سنوات
كمسؤولة على قسم السينما والسمعي-البصري بمصلحة التعاون الثقافي في السفارة
الفرنسية بالرباط، وقدمت خلال مدة إقامتها دعما مهما للسينما المغربية خاصة
في مجال التكوين، ويمكننا أن نجزم أن ما تحقق في السينما المغربية حاليا
فيها بصمات هذه السيدة التي وضعتها قبل عقد من الآن. وكما لها إلمام
بحيثيات السينما المغربية وخفاياها بحكم مهنتها ومسؤوليتها التي تحملتها في
السفارة الفرنسية. ومازالت مخلصة للمغرب بحيث تُدَرٍّسُ شعبة الإنتاج
بالمدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش.
الجزيرة الوثائقية في
27/08/2013 |