بداية، ماذا عن فكرة الفيلم؟
^
بعد صمت، شعرتُ بحاجة كبيرة إلى البحث عن رأي السينما، وموقع هذه السينما
الوطنية السورية إزاء ما يحدث في سوريا آنذاك، أي حين بدأت الانتفاضة
الشعبية العفوية التي، بالنسبة إليّ، بيّنت الدرجة التي وصل إليها الناس
على مستوى عدم القدرة على الاحتمال. كنتُ أحسّ، وأنا أراقب ما يحدث منذ
أوائل العام 2011، كم أن الثقافة والسياسة متقاعستان وغائبتان لأسباب عديدة
ومختلفة وموضوعية، أخذت متحالفين كثيرين مع هذه الانتفاضة وتطوّراتها إلى
الصمت. شعرت بأنه بدلاً من الكلام، لا بُدّ من العمل. أي لا بُدّ من
المغامرة بتحقيق فيلم سينمائي ينتمي إلى الناس، كما هو معتاد بالنسبة إليّ.
حاولت أن أحقّق دائماً، في بلدي سوريا، أفلاماً تنتمي إلى الناس، وإلى
قضاياهم الجوهرية والمصيرية.
آنذاك، كان بين يديّ سيناريو بعنوان «ناموسينما»، كتبته أنا وصديقي
الأديب سامر محمد اسماعيل. نصّ يقوم على فكرة العالم الداخلي لمجموعة من
الشباب، ومحاولة التعبير عن التآلف الوطني عبر الانتماءات المختلفة لهؤلاء
الشباب. شعرنا، أنا وسامر، بإمكان إعادة تركيب هذه الأحداث، وعلاقتها مع
هذه الانتفاضة الأولى. معاً، كانت لدينا الرغبة في التعبير عن دمشق اليوم،
دمشق التي يلتئم داخلها شبابٌ من مختلف المناطق والطوائف. هكذا تحوّل «ناموسينما»
إلى «سُلَّم إلى دمشق».
البيوت العشوائية
إحدى المسائل التي أحببتها كثيراً في الفيلم، كامنة في أن أحداثه تدور
في مكان واحد. أي «العالم الداخلي» الذي تحدّثت عنه.
^
كي نكون صادقين، علينا أن نتحدّث عن الفكرة، وليس عن النتيجة
التي توصلنا إليها. في الحديث عن الشباب في سوريا اليوم، خصوصاً في واقعهم
الراهن، نلاحظ أن كثيرين منهم في مرحلة الدراسة، أو في بدايات الوظيفة. كما
هو معروف، لا بُدّ للحديث عن الشباب من أن يقع في مصيدة الحالة التي يعيشها
هؤلاء الشباب السوريون: البطالة. غياب فرص العمل. الرغبة في السفر للدراسة
في الخارج... إلخ. كل حديث عن الشباب سيُواجه هذه الحالة. والحديث عن
الشباب في سوريا كلّها، يضع المرء أمام ظاهرة البيوت العشوائية. شباب
كثيرون يسكنون البيوت الدمشقية، باستئجارهم غرفاً فيها.
هذه حقيقة واقعية. لكن، بالنسبة إلي، شكّلت ركيزة درامية وسينمائية
لإمكان الحديث عن العلاقات بين هؤلاء الشباب. فعلاً، أعتبر أن هذا الفخّ
(البيت) شكّل مرجعية سينمائية مُساعِدة إلى حدّ كبير على تحقيق التصوّر
البصري والجمالي لما أسعى إليه، وتحوّل أيضاً إلى بُعد ذي دلالة مجازية
ورمزية.
لكن العلاقات القائمة بين الشباب المنتمين إلى فئات اجتماعية وطائفية
بدت في الفيلم أقرب إلى المثالية، لشدّة تعاضدهم وتبادل الحب بينهم. أسأل،
واضع أمامي التجربة اللبنانية: قيل كلامٌ كثيرٌ عن اللُحمة والتوافق والعيش
المشترك بين اللبنانيين قبل اندلاع الحرب الأهلية، فإذا بهم عند اندلاعها
يمارسون ابشع أنواع العنف في ما بينهم.
^
هذا سؤال مهمّ جداً، وأهميته نابعةٌ من محاولة تحقيق الفيلم.
كانت لديّ مرجعية لم أتخلّ عنها خلال التصوير، لم تكن مناقضة للسيناريو، بل
كانت محاولة لتحسينه ليس عبر الخيال، بل عبر الحقائق. لنفترض أن في
السيناريو عدداً من الشخصيات، وأن لديّ الفرصة لانتقاء ما يحلو لي من
الممثلين، وأن أحفّظهم الحوارات الموجودة في النصّ. لكن، بدلاً من ذلك،
وأمام حرصي الشديد على الحديث عن الشباب اليوم، أردتُ أن أكون وفياً
للحقيقة وليس للخيال، فقرّرت ألاّ أختار ممثلاً لينحت تمثالاً في الفيلم،
بل نحّاتة لتمثّل ليس الشخصية كما هي في السيناريو بل كي تمثّل نفسها. حتى
اني احتفظت باسمها الحقيقي بدلاً من الاسم المكتوب في السيناريو.
لن أستعرض الأمثلة كلّها. لكني أردتُ التأكيد لك أن حرصي الأخلاقي
وضميري كانا يدفعانني إلى رسم واقعي للشخصيات، كي يلبس الممثل الشخصية في
الفيلم، لا كي يكون شخصية داخل الفيلم.
كنتُ أسأل أكثر عن تلك العلاقات القائمة بين الشخصيات/ الممثلين، لأني
رأيتها مثالية نوعاً ما.
^
فيلمي عن شباب يواجهون النظام لكنهم لا يحملون السلاح. لارا
مثلاً تريد الذهاب إلى حمص لاحتساء كأس من النبيذ. الهوية الوطنية للشخصيات
تتدفّق خارج الشاشة إلى درجة منحت الفيلم هويته الوطنية، وليس الخيال
السينمائي. مهمّتي أن أتقن أداءهم وتصويرهم وتموضع الشخصيات داخل البناء
العام للفيلم، ما يضعني كسينمائي أمام تجربة جديدة، كما أضع أنا السينما
السورية أيضاً أمام تجربة جديدة ضرورية، لتقول أين هو مكان السينما إزاء ما
يحدث، بعيداً عن التلفزيون، سواء بأعماله الدرامية، أو بكونه راوياً
منافقاً.
في الانتفاضة الأولى، قبل أن يتحوّل الصراع في سوريا إلى صراع مسلّح
بين قوى حاكمة وقوى مأجورة، كان هذا هو الواقع بين الشباب الأحرار غير
المؤدلجين، سواء كانوا مع النظام أو معارضين له. كان هذا هو الواقع. كانت
هذه حقيقة. لكن، للأسف، لا أستطيع القول اليوم إن هذه الحقيقة لا تزال
موجودة. اللعنة الكبرى هي لعنة الإيديولوجيات، التي حوّلت الجميع إلى قوى
عمياء لا ترى إلاّ نفسها.
بلا رقابة وقيود
في كتابك «الكلّ في مكانه، وكل شيء على ما يُرام سيدي الضابط (مفكرة
فيلم)» (دار المدى، 2003)، وهو عنوان فيلم التخرّج (الدبلوم) أيضاً، طرحت
سؤالاً أودّ استعادته هنا: «لماذا كانت تصادفني الحرب دائماً أثناء تحقيق
أفلامي؟ (ص. 7)».
^
صدّقني لا أعرف ما هي دلالة هذا القدر وتلك الصدفة اللذين ركبا على مسار
عملي السينمائي بصورة غير منتظرة وغير متوقّعة، وهما يُصادفان المرّات
كلّها التي حقّقت فيها أفلاماً. كنتُ أحياناً كثيرة أفكّر في ألاّ أبدأ
تصوير فيلم. فأثناء تصوير فيلم الديبلوم، وقعت «حرب تشرين» (1973)، وعند
تحقيق «أحلام المدينة»، حدث الاجتياح الإسرائيلي لبيروت (1982)، وخلال
تصوير «الليل»، احتلّ العراقُ الكويتَ ووقعت حرب الخليج الثانية «عاصفة
الصحراء» (1990)، ومع «باب المقام» احتلّ الأميركيون العراق (2003).
يبدو لي أن هذه الحروب كانت تتقدّم من فيلم إلى آخر، إلى أن وصلت إلى
«سُلَّم إلى دمشق» ومسّت الروح، فهي قد نشبت بيننا
قبل أن يجتاحها الغرباء. كان من الصعب التصوير بحرية، ما دفع إلى أن يكون
الحدث المركزي داخل البيت. وهذا شكّل ركيزة أضافت إلى الفيلم قوّة لا ضعفاً.
في وضع سليم، كانت هناك مشاكل إنتاجية. مع الوضع السوري المختلف يومها
(الانتفاضة الأولى)، هل واجهت مشاكل إنتاجية إضافية؟
^
بعد تحقيق «الليل» (إنتاج «المؤسّسة العامة للسينما»)، وشعوري
بعدم الحرية في التعامل مع المؤسّسة، رغبتُ في محاولة لتحقيق سينما سورية
وطنية مستقلّة عن قطاع الإنتاج في سوريا. شكّل ذلك المزيد من الصعوبات،
لكنه شكّل أيضاً المزيد من الحرية في اختيار الموضوع، وفي طريقة معالجته،
وفي محاولة التعبير عنه بلا قيود. هذا الفيلم ينتمي إلى هذا النوع من
العمل، إذ بدأت تحقيقه وأنا أملك جزءاً يسيراً من ميزانيته. بعد تصويره،
كانت استجابة الشركة اللبنانية «آبوت للإنتاج» طيّبة، إذ قدّمت الإمكانيات
كلّها لإنجاز الفيلم.
لا نزال قادرين على التحمّل، وعلى البحث. تحمّل صعوبة البحث عن
الإمكانيات الإنتاجية، التي تتيح فرصة تحقيق ما نسعى إلى التعبير عنه بلا
رقابة وقيود.
كلاكيت
الهوة كبيرة
نديم جرجورة
إذاً، بعد أمل ضئيل بإمكان إنهاضه من موت سريريّ، سقط "مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي" في قبضة الغياب. تولّي سمير فريد رئاسته شكّل محطّة كان
يمكن التعويل عليها لإنقاذ ما تبقّى من مهرجان منهار. تماماً كما كان يُمكن
التعويل على تجربة أمير العمري في رئاسة المهرجان نفسه. في المقابل، لا شيء
مؤكّداً بالنسبة إلى "مهرجان الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسّط".
الترتيبات الموضوعة له بدا كأنها توقّفت. المشهد بدا كأنه امتداد طبيعي
لواقع مصري وعربي مزر. بدا كأنه استكمال لانهيار العالم في لجّة الجحيم
الأخير.
أسئلة كثيرة يُمكن طرحها بخصوص المهرجانات السينمائية المصرية، كما
بخصوص الأنشطة الثقافية كلّها، سواء تلك المُقامة في مصر، أو في بقاع عربية
مختلفة. العالم ينهار. الجغرافيا العربية بيئة حاضنة/ مُنتجة لشتّى أعمال
العنف، الداخلي قبل الخارجي. يستحيل تنظيم أنشطة ثقافية في ظلّ طبول الحرب.
يستحيل العيش أصلاً في بلدان عاشقة متيّمة لأنماط الموت والخراب والعفن
والنهايات المعلّقة. أسئلة كثيرة يُمكن طرحها هنا أو هناك، داخل هذا المكان
العربيّ المعقود على دماره الوحشيّ. "مهرجان القاهرة السينمائي" التحق
بزميله الدمشقي، الذي سبقه إلى الغياب لشدّة الانهيار السوري الداخليّ.
المهرجان المصري مُعرّض لفقدان صفته الدولية. التطمينات وحدها لا تكفي. لكن
الواقع أخطر من أن يتعلّق المرء بصفة لم يكن المهرجان نفسه قادراً على
احترامها في دورات سابقة عديدة.
العالم ينهار. هناك حقبات بكاملها تعيش احتضارها الأخير. هناك مجتمعات
برمّتها تعاني ألم التمزّق والتفتّت والتفكيك. ما همّ لو نُظّم مهرجان
سينمائي أو لا، ما دامت الأرض تنادي جثثاً، وتتعطّش إلى الدماء؟ ما دام أهل
المنزل أنفسهم منجذبين إلى سحر العنف وقسوته؟ ما دامت الجغرافيا العربية
نفسها تأبى الانخراط في مشروع سلم أهلي يُفترض به أن يتجذّر في العقل
والثقافة والانفعال؟ طالما أن السينما نفسها عاجزة عن الفعل أمام هول
الجريمة المرتكبة في أرض انصاعت لرغبة وحوشها في الاقتتال والتدمير؟ العالم
ينهار. البيئة الحاضنة مُجبرة على الخنوع أمام سطوة الأبالسة المنتشرين هنا
وهناك، إما بزيّ عسكري، وإما بغطاء ديني، وإما بأقنعة اقتصادية، لكن دائماً
بسفالة أناس هم، حقيقة، "قتلة بالولادة". العالم ينهار. الجغرافيا مُصابة
بهذيان يتفوّق على تاريخ عريق من الهذيانات العربية. السينما عاجزة عن
التقاط اللحظة، وعن فبركة صورة مغايرة للجنون، وعن امتلاك حدّ أدنى من
رفاهية الإبداع. فالإبداع حكرٌ على وحوش فالتة في أزقّة ومساكن وأرواح، كي
تُعيد الأزقة والمساكن والأرواح إلى الحقبة البدائية للبشرية، أو إلى ما
قبلها حتّى.
"يا أيها الذهن، العالم هوّة مظلمة سحيقة. من كل جانب يبسط
الموت شباكه"، كما كتبت ج. ك. رولينغ في "منصب شاغر" (ترجمة دانيال صالح،
"دار نوفل"، 2013). الهوّة العربية كبيرة. الظلام قارس. النهايات المعلّقة
جحيم. ماذا بعد؟
السفير اللبنانية في
29/08/2013
جوني ديب وستديوهات والت ديزني على حافة الخطر
«الحارس
الوحيد» فيلم ميزانيته ربع مليار دولار؟!
عبدالستار ناجي
فيلم ميزانيته 250 مليون دولار يعني التحرك على حافة الخطر، حيث من
المفترض ان يجمع 300 مليون دولار ليبدأ بعدها بالربح، وهو أمر محفوف
بالمخاطر.. ولربما يفتح الباب على كارثة قد تلحق باستديوهات «والت ديزني»
وايضا اسم النجم الاميركي جوني ديب، ونحن هنا لا نريد أن نتعجل الأمور، مع
فيلم «الحارس الوحيد» الذي بدأ عرضه في انحاء العالم يوم الثالث من يوليو
الحالي، وتزامن عرضه في الاسواق الاميركية مع عطلة «يوم الاستقلال» (الرابع
من يوليو).
واعترف شخصيا انني خرجت من الفيلم (متخماً) بمشاهد المغامرات على
الطريقة الهوليوودية، التي تكاد تكون قد التهمت اكثر من نصف الميزانية،
بالإضافة الى القراءة الخاصة جدا للنجم الاميركي جوني ديب لشخصية «تونتو»
والتي مزجها لتكون أكثر عصرية.. ولكن أكثر شبهاً بشخصية «جاك سبارو» في
سلسلة «قرصان الكاريبي» التي أنتجتها ستديوهات والت ديزني.
المحور الروائي للفيلم مأخوذ عن العلاقة بين الهندي الأحمر «تونتو»
الذي يقف الى جوار جون ريد (الحارس الوحيد) - (الممثل ارمي هامر) ودورهما
في تحقيق القانون والعدالة، فيما يسمى بالتاريخ الاميركي بأسطورة العدالة،
ولكن بطريقة تختلف عن النسخ السابقة، وايضا المسلسلات التلفزيونية
المتعددة، التي استدعت الغرب الاميركي وتلك الشخصيات في نهاية الخمسينيات
والستينيات من القرن الماضي.
ومن شاهد تلك السلسلة في التلفزيون الاميركي في الخمسينيات، وعرضت في
عدد من التلفزيونات العربية، من بينها تلفزيون دولة الكويت في مطلع
الستينيات، يتذكر دور تلك الشخصيات في إقرار القانون والعدالة، حيث ذلك
الضابط الملثم وصديقه الهندي الأحمر (تونتو) ضمن الثقافة الشعبية الأميركية.
إلا أننا وبدلا من أن نذهب الى المضامين الثقافية الشعبية، نجد
القراءة التي قدمها جوني ديب والمخرج غور فيربنسكي صديق جوني والمخرج الذي
قدم معه سلسلة «قرصان الكاريبي» التي صارت هي جزء من التراث والثقافة
الشعبية، ليقدم شخصية (تونتو) الهندي الأحمر، ضمن مضامين وتصورات شخصية
(جاك سبارو). وهنا ما نخشاه على الفيلم.
حيث إلغاء روح التجسيد السابقة، لنرى شخصية قرصان الكاريبي وكأنه يدخل
الغرب الاميركي، من خلال شخصية «تونتو» الذي يقدمه «جوني ديب» ذو الوجه
المطلي بالأبيض مع اربعة شراء سوداء، في كتابة ذكية صاغها تيد اليوت وتيري
روسيو مع الكاتب النزق جوستين هايث.
وعلى طريقته، فإن جوني ديب يمنح الفيلم كما من الفكاهة والسخرية، التي
تبدو بعيدةعن النص أو الرواية الشعبية الأصلية، ولكنها قراءة جوني ديب
الخاصة التي قد تكون مدخلا للنجاح أو.. مواجهة المأزق، لهذا أشرنا في
العنوان انها حافة الخطر.
يحافظ جوني ديب على الايقاع العام للشخصية كونها لا تتحدث كثيرا وتفعل
كثيرا.
ونشير هنا الى ان غور فيربينسكي ليس غريبا عن افلام الصيف وافلام
المغامرات المكلفة، وبعد تدافع القراصنة نشاهد هنا تدافع القطارات التي
تسير على الفحم.
ولكننا نظل نشير الى «تونتو» ليس كمثل أي تونتو شاهدناه وعرفناه في
السينما والتلفزيون الأميركي، لأن تونتو هنا يأتي على طريقة جوني ديب
الخاصة.
وعلينا ألا نتصور بأننا أمام «جاك سبارو» في الصحراء، لأن الشكل هو
«جاك سبارو» ولكن المضمون والمغامرة والفلسفة تختلف.
لهذا أنصح المشاهد أن يذهب الى الفيلم ليشاهد «الحارس الوحيد» دون أن
يضع في ذهنه الأجزاء أو النسخ السابقة لهذه الشخصية أو حتى شخصية «جاك
سبارو» وسلسلة أفلام «قرصان الكاريبي» عندها سيشعر المشاهد بالمتعة
والفرجة.. ولكن حينما يذهب الى المقارنة.. تبدو المهمة صعبة.
إنها محاولة لتحديث «الحارس الوحيد» من قبل ستديوهات والت ديزني ليكون
حارس القرن الحادي والعشرين.
خطورة هذا الفيلم ان يلغى من الذاكرة امتيازا او لنقل صورة وحكاية
شعبية عن «الحارس الوحيد» التي عرفها الانسان الاميركي، بصورة جديدة..
لربما تخلق ردة فعل تجعل الفيلم في مواجهة الخطر.
مشكلة هذا الفيلم انه يعاني من أزمة هوية.. قد تصل الى حد إلغاء
الهندي الأحمر.. الذي سجل اسمه في تاريخ تحقيق العدالة والقانون في بلاده
وارضه الى جوار الأبيض.. فإذا به في هذا الفيلم هندي أحمر.. بمواصفات
القرصان.
لا نريد الإطالة.. فنحن أمام فيلم سنتوقف عنده أكثر من مرة، لأنه يسير
على الحافة.. وهي بلا ادنى شك حافة الخطر.. خصوصا فيما يتعلق بالتعامل مع
الموروث والحكايات الشعبية الأصيلة ويبقى ان نقول..
فيلم «الحارس الوحيد» هو فيلم على طريقة جوني ديب فقط.. ومن هذا
المنطلق عليك مشاهدة الفيلم.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
29/08/2013
آشتون كوتشر قدم واحداً من أجمل أدواره
«جوبز»..
التفاحة التي غيرت وجه العـالم
عُلا الشيخ - دبي
التواقون إلى الكمال.. الذين لا يقبلون التسوية في ما يخص الجمال، هم
قليلون يأتون إلى الحياة بفترات متباعدة، لكنهم يتركون بصمة أبدية في
العالم. هم قرروا أن يكونوا جزءاً من التغيير للأفضل، من ضمن هؤلاء ستيف
جوبز مؤسس شركة «أبل» وصاحب شعار التفاحة المقضومة، الذي يظهر بعد وفاته
بعامين تقريباً من خلال الفيلم الدرامي «جوبز» الذي يعرض حالياً في
الإمارات، ويتناول جزءاً بسيطاً من حياته العملية، وليس حياته الشخصية،
وهذا هو المغزى من كل الحكاية، لذلك قد يتفق عليه النقاد والمشاهدون وقد
يختلف، لكن الذي سيجمع بينهم هو الثناء على أداء الفنان آشتون كوتشر الذي
لعب دور «جوبز» وترك انطباعاً أن هذا الفنان وما قدمه سابقاً من أدوار
كدوره الكوميدي في فيلم «بدون شرط » لم يكن خطؤه بقدر ما هو خطأ من لم
يكتشف موهبته وقدرته في تقديم الأفضل. تولى إخراج فيلم «جوبز» جوشوا مايكل
شتيرن، في حين قام مات وايتلي بكتابة السيناريو.
«آي بود»
الشهقة حاضرة لدى الجمهور في أول مشهد من الفيلم، حين دخل «جوبز» إلى
قاعة الاجتماعات والمحاضرات في مؤسسته «أبل»، فالشبه بين الممثل آشتون
كوتشر وبين الراحل ستيف جوبز لا يمكن الاختلاف عليه، ليس الشكل فحسب، بل
طريقة المشي والكلام وحتى الصوت.
يصل «جوبز» ليعلن عن مشروعه الضخم، من خلال مقدمة لها علاقة بالنرجسية
المقترنة بالثقة على تقديم الأفضل، بل والأجمل. خلال المقدمة تدور
الكاميراعلى وجوه المستمعين، تظهر معالم رضا ومعالم تذمر وملل وترقب، إلى
أن يصل إلى لحظة الإعلان عن جديده، ويقول «الآن اصبح الفرد قادراً على وضع
ألف أغنية في جهاز صغير، اسمه ببساطة (آي بود) »، ينتهي المشهد مع تصفيق
حار من قبل الموجودين، فلم يختر المخرج أن يبدأ مع آخر اختراعات «جوبز»،
لكنه اختصرها باختراع «آي بود» الذي أدى إلى ابتكار «آي باد»، و«آي فون»،
وبعد هذا المشهد يعود المخرج للوراء ليحكي المحطات الرئيسة التي خاضها جوبز
للوصول الى القمة.
«أبل» والعكس
من الممكن تقسيم الفيلم إلى ثلاثة محاور أساسية يغطي إخفاق ونجاح
أحدهم على آخر. المحور الأول يتعلق بالنجاح الباهر الذي كان منوطاً
بالممثلين في الفيلم وشبههم الكبير بالشخصيات الحقيقية وأدائهم الطبيعي،
أما المحورالثاني، وهو قد يختلف عليه، هو قصة الفيلم واختيار المحطات التي
عاشها «جوبز» من دون التطرق إلى الكثير عن حياته الشخصية إلا في مشهد يعبر
فيه عن حزنه لأن والديه البيولوجيين تخليا عنه، ليأتي مشهد بعد فترة من
الزمن و يعيش «جوبز» الموقف نفسه في رفضه الاعتراف بابنته، لكنه يخضع في
النهاية، بل ويحارب مؤسسة «أبل» على مشروع أطلق عليه اسم «ليزا» اسم ابنته،
ويكون السبب وراء إقالته من الشركة.
أما المحور الثالث فهو الحيرة بين أن الفيلم كان عن «جوبز» أم عن
«أبل»، ليصل المتفرج الى حقيقة أن «جوبز» هو «أبل» و«أبل» هي «جوبز».
ملامح «جوبز»
عندما عاد بنا المخرج إلى الوراء، ظهر فجأة رجل نائم في أروقة
الجامعة، يوقظه بعض الأصدقاء، يخرج من الغرفة، يمشي في الساحة وهو حافي
القدمين، يصطدم مع استاذه، وحوار موجز بين أهمية الشهادة العلمية من وجهة
نظر الأستاذ، وبين وجهة نظر «جوبز» أن أهم من الشهادة الجامعية «هي أن لا
تحولني إلى موظف ينتظر ساعات دوامه لتنتهي»، ويمشي «جوبز» حافياً الى أن
يصل إلى فتاة ترسم ، يعجب برسمها، هذا المشهد تحديداً ليس عابراً، هو يريد
أن يعرّف «جوبز» حبه للتفاصيل، خصوصاً اذا كانت جميلة، هو مستعد أن يأخذ
حبوباً للهلوسة ليعيش حياة لا تدور سوى في رأسه، وهنا قرر المخرج أن يجعل
«جوبز» وقد تناول من تلك الحبوب، وهو يركض نحو سنابل القمح والشمس تضفي
نورها، وكأنه يعزف سيمفونية يريد أن تصل أنغامها إلى العالم كله، وقد فعل،
مع أنه لا يستمع فعلاً إلا لصوت وكلمات بوب دلين.
لحظة الانطلاق
هو أشعث الشعر، لا يستحم، وخير دليل رائحته الكريهة التي يشتكي منها
كل من حوله، نزق، يحب المشي حافياً مهما كان الجو، الحذاء بالنسبة له شيء
زائد على حاجته، لكن براعته هي الأساس في كل من آمن فيه، بدايته كانت في
شركة «أتاري» برئاسة «نولان بوشنيل»، الذي يقف أمامه «جوبز» طالباً منه
اعطاءه فرصة ليقدم لعبة جيدة ومثيرة مقابل 5000 دولار أميركي، وينجح
بالفعل، هذا المبلغ هو بداية تأسيسه لمشروعه الخاص الذي أطلق عليه اسم
«أبل»، وكان مقرها الكراج الملحق بمنزل والديه المتبنيين له، مع شريكه «ستيف
وزنياك»، الذي يسأله وهما ذاهبان لعرض مشروعهما الأول لـ«كيبورد» متطور
أمام مهتمين في مجال الكمبيوترات «لماذا أبل؟»، ليجيب جوبز «نحن بحاجة إلى
اسم خفيف على مسامع الناس، ناهيك أن (أبل) وهي التفاحة هي بداية خلق
الوجود، ومازالت موجودة»، هنا تحديدا الدقة التي يراد ايصالها عن عقل «جوبز»
الذي لم يختر شيئاً جزافاً ودون معنى، هو أراد لشركته «أبل» أن تكون سبب
بداية الثورة التكنولوجية ويريد لها أن تظل موجودة. هو يبحث عن التميز، لا
تهمه علاقته الشخصية مع الذين وقفوا إلى جانبه في بداية حياته، ما دام هو
قادرعلى أن يأتي بمثلهم، ما أظهره بصورة الذي ينسى المعروف، في المقابل هو
لا يفكر سوى بأن يكون كل شيء «كاملاً وجميلاً ومستمراً»، لكنه يعي تماماً
أن البشر المبدعين الذين يمرون على الحياة بفترات متباعدة هم الذين يقودون
البشرية، لكن ليس وحدهم، بل مع فريق عمل كامل، لأنه يدرك أن العبقرية
وحدها لا تكفي.
لنغير العالم
جملة واحدة كانت كفيلة بإيمان كل شخص التقى «جوبز»، تتمثل بمواجهة بين
«جوبز» وأي شخص يلفت نظره، سواء من معلنين اصحاب اسهم في الشركة أو تقنيين
وفنيين.
يقف أمامهم «تعال معي لنغير العالم» جملة من الصعب ألا تهز أي مشكك
لتحوله إلى واثق الخطى، تعثر في حياته ليس خطأ منه بقدر ما هو مجابهة بين
الحلم وسلطة المال التي كانت أقوى منه في فترة من حياته، حتى أنها أقالته،
فذهب وغادر مقر شركته ورحل إلى «ماكينتوش» وأبدع فيها.
وأسس شركته الصغيرة الخاصة «نكسـت» التي عمليـاً اشـترت حصص بقية
المســاهمين في شركة «أبل»، وهذا كان المبتــغى أن يصل إلى مرحلة أن يكون
هو الآمر الناهي ليس حباً في منصب، بل هو الخلاص من أي عثرة تقف أمام
حلمه.. وهنا نهاية الفيلم.
لمشاهدة المزيد من المواضيع عن الفن السابع، يرجى
الضغط على هذا الرابط.
الإمارات اليوم في
29/08/2013
صنّاع الفن السابع في مصر تكبدوا 35 مليون جنيه
منتجون: خسائر الموسم السينمائــي «خراب بيوت»
إيناس
محيسن
-
أبوظبي
خيبة أمل كبيرة مُني بها صناع الأفلام، خلال موسم عيد الفطر هذا
العام، إذ راوحت خسائر الأفلام التي طرحت عقب شهر رمضان الماضي بين 30 و35
مليون جنيه مصري، بما يجعل هذا الموسم هو ثاني أسوأ موسم سينمائي في
المنطقة، حسب منتجين اعتبروا خسائر الموسم السينمائي «خراب بيوت» لصناع
الفن السابع، كما تعد خسائره هي الأكبر في تاريخ السينما العربية بعد
الخسائر التي تعرضت لها في فترة ثورة 25 يناير، إذ وصلت الخسائر وقتها إلى
45 مليون جنيه، رغم أن منتجي الأفلام كانوا قد فضلوا انتظار موسم عيد الفطر
خوفاً من المجازفة بطرح أفلامهم في موسم الصيف بسبب الأوضاع السياسية وعدم
الاستقرار في مصر. وشهد موسم عيد الفطر عرض خمسة أفلام هي «قلب الأسد»،
بطولة محمد رمضان وحورية فرغلي وحسن حسني، ومن إخراج كريم السبكي في أولى
تجاربه، و«كلبي دليلي» بطولة سامح حسين ومي كساب وسليمان عيد والطفلة جنى،
من تأليف سيد السبكي واخراج اسماعيل فاروق، و«نظرية عمتي» من تأليف عمر
طاهر، وبطولة حسن الرداد وحورية فرغلي وإخراج أكرم فريد، و«توم وجيمي» من
بطولة هاني رمزي وتأليف محمد النبوي وإخراج أكرم فريد، و«البرنسيسة» بطولة
علا غانم وراندا البحيري، من إخراج وائل عبدالقادر وتأليف مصطفى السبكي.
وتصدر «قلب الأسد» بـ14 مليون جنيه، حقق منها 12 مليوناً في الأسبوع
الأول من طرحة بدور السينما، يليه فيلم «كلبى دليلى» بإيرادات مليونين ونصف
المليون جنيه، والفيلمان من إنتاج أحمد السبكي، وجاء في المرتبة الثالثة
فيلم «نظرية عمتي» بإيرادات مليون ونصف المليون جنيه، ولم يحقق «توم وجيمي»
سوى مليون جنيه فقط، واحتل آخر القائمة فيلم «البرنسيسة» بـ800 ألف.
فضّ
ووصف منتجون خسائر الموسم السينمائي بأنه بمثابة «خراب بيوت» لمنتجي
الأفلام وأصحاب دور العرض، ويهدد استمراره قدرة المنتجين على تقديم أعمال
جديدة، معتبرين أن بداية الموسم كانت مبشرة في الأسبوع الأول، وبالفعل حققت
أفلام إيرادات مرتفعة إلى ان تصاعدت الأحداث في مصر مع فض اعتصامي رابعة
العدوية والنهضة، وما أتبعه من أعمال عنف، وفرض حظر التجول، توقفت بعده
إيرادات الأفلام المعروضة نهائياً، بحسب ما أشار مدير غرفة صناعة السينما
المصرية سيد فتحي، إذ أدى الحظر إلى إلغاء أهم الحفلات التي يقبل عليها
الجمهور، وهي الحفلات المسائية في الساعة السادسة والتاسعة وحفلة منتصف
الليل. من جهته، قال المنتج أحمد السبكي الذي يعد الخاسر الأكبر في موسم
عيد الفطر، إذ خسر أكثر من خمسة ملايين جنيه من أرباح فيلم «قلب الأسد»
وحده، بالإضافة إلى خسائره في فيلم «كلبي دليلي»، أن الأفلام والإيرادات لا
تمثل بالنسبة له أولوية، فمصلحة وطنه هي الأهم، معتبراً ان الإجراءات التي
تتخد في مصر حالياً تؤدي على المدى البعيد إلى استقرار الدولة، وتالياً
انتعاش صناعة السينما والفن عموماً من جديد. كما أعرب عن أمله في ان يعود
«قلب الأسد» إلى تحقيق أرباح كبيرة بمجرد رفع حظر التجول.
أفلام ناجية
وكانت أفلام أخرى تم تأجيل عرضها في موسم عيد الفطر لعدم الانتهاء
منها، أو لعدم توافر دور عرض كافية، وعبر جانب من منتجيها عن ارتياحهم
لتأجيل أفلامهم وعدم عرضها في هذا الموسم، ومن بين هذه الافلام فيلم «الفيل
الأزرق» بطولة كريم عبدالعزيز ونيللي كريم وخالد الصاوي ولبلبة ودارين
حداد، من تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد. وتدور أحداثه حول شخصية
الدكتور يحيي وهو طبيب نفسي في مستشفى العباسية، ويعمل في القسم المختص
بعلاج المجرمين في بعض القضايا مثل القتل، وهناك يجد صديق عمره ضمن مرضاه،
فيحاول إنقاذه لكنه يقع في كثير من المشكلات. فيلم «الجرسونيرة» أيضاً
الذي تعود من خلاله غادة عبدالرازق إلى شاشة السينما، وهو من إنتاج وإخراج
هاني جرجس فوزي، وتدور أحداثه كلها في لوكيشن واحد بثلاثة ممثلين فقط، هم
غادة عبدالرازق ومنذر رياحنة ونضال الشافعي. وفيلم «فارس أحلام» الذي يعد
أول بطولة للفنانة التونسية درة وتجسد فيه دور «كوافيرة» في منطقة شعبية،
ومن خلال علاقاتها بجارها فارس، حيث يسعى للارتباط بها، تنشأ بينهما قصة
حب، لكن المشكلات المادية وبعض الأمور العائلية تحول دون ذلك، ويشارك في
بطولة الفيلم هاني عادل وأحمد صفوت، والفيلم من تأليف دكتور محمد رفعت،
وإخراج عطية أمين.
كذلك ينافس فيلم «زجزاج» بطولة الفنان محمد نجاتي وريم البارودي
وميرنا المهندس وهالة صدقي وعايدة رياض وتأليف أماني البحطوطي وإخراج أسامة
عمر، وتدور إحداثه حول أربع فتيات يمثلن نماذج مختلفة من المجتمع المصري،
وكل منهن لها حكايتها الشخصية وقصة حبها وارتباطها وعملها ومشكلاتها
اليومية.
أفلام هادفة
رداً على الانتقادات التي وجهها البعض لـ«بروموهات» الأفلام التي عرضت
في الموسم، والتي وجد فيها كثيرون جرأة واضحة وإيحاءات خارجة، قال رئيس
الرقابة على المصنفات الفنية عبدالستار فتحي، إن معظم الأفلام تحمل الطابع
الكوميدي وتقدم رسالة فنيه دون ابتذال، لافتاً إلى أن الرقابة على المصنفات
الفنية تؤكد حرية الإبداع، وتتيح لكل مبدع توضيح وجهة نظره بالشكل الذى
يراه طالما أنه لا يجرح مشاعر المشاهدين.
وأوضح فتحي أن أفلام العيد كلها عرضت على الرقابة، وتم إجازتها مع بعض
التعديلات البسيطة، فحذف مشهد من «البرنسيسة» لأنه مقزز، و«توم وجيمي» الذي
يقدم رسالة سياسية محترمة في إطار كوميدي، لكن تم حذف مشهد واحد منه به
جرأه زائدة لا ضرورة لها، أما فيلم «نظرية عمتي» فهو عمل كوميدي لم يحذف أي
مشهد منه، كذلك الأمر مع فيلم «قلب الأسد» الذي وجهت إليه اتهامات كثيرة
بأنه يشجع الشباب على العنف وحمل السلاح الأبيض في الشوارع، خصوصاً بعدما
ظهر شباب يقلدون بطل الفيلم محمد رمضان في تسريحة شعره وطريقة لبسه في
الفيلم ويستعرضون بالأسلحة البيضاء في أحد شوارع القاهرة الرئيسة.
وأشار رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أنه رغم تضمن الفيلم لعدد من
مشاهد العنف والأكشن، إلا أن مشاهد الفيلم موظفة جيداً ضمن الأحداث،
وعموماً مستوى الأفلام جيد ومبشر لعودة السينما بشكل متميز.
الإمارات اليوم في
29/08/2013
اعتبروها انتصاراً جديداً على الجماعة
الفنانون: جوائز الدولة عادت بعد رحيل الإخوان
كتب: دينا دياب وعلاء عادل
حصول عدد من القامات الإبداعية والفنية فى مصر على جوائز الدولة
التقديرية والنيل والتفوق هو أكبر دليل على دعم مصر بنظامها الحالى
وإعلائها لدور الفن والإبداع فى صناعة وتشكيل الوجدان والذوق العام للأمة
..ولأن مصر دائماً منبر للإبداع الفكرى والفنى فى العالم وهو
إحدى علامات حضارتها وتفوقها كان دائماً مصنعاً للثقافة والفنون وشريكاً
أساسياً فى كل المحطات المهمة فى عمر مصر، خاصة فى ثورتى 25 يناير و30
يونية، كان الفن والإبداع حاضراً دائماً.. وجاء منح الدولة للكاتب الكبير
محفوظ عبدالرحمن لجائزة النيل للفنون وكرم النجار وداود عبدالسيد ومحسنة
توفيق لجائزة الدولة التقديرية وعصام السيد لجائزة التفوق تتويجاً لدورهم
وتقديراً لإبداعهم فى مشوارهم كقامات مهمة كل فى مجاله وعطائه.. وربما يكون
هذا التكريم بهذه الجوائز المهمة محطة فارقة فى مشوارهم الإبداعى الذى
يكرمهم عليه الجمهور يومياً، كيف يرى هؤلاء المبدعون منحهم لهذه الجوائز
وما تأثير ذلك على مشوارهم وأشياء أخرى يروونها «الوفد».
نهاد صليحة: أهدى الجائزة للأقباط الذين حرقت كنائسهم
..
و" السيسى" أكبر من أن أهديه جائزتى
كتبت ــ دينا دياب:
نهاد صليحة، أحد أعلام النقد المسرحى فى مصر، فازت بجائزة الدولة
التقديرية للفنون بعد تاريخ من النقد المسرحى استمر لأكثر من 30 عاماً،
اعتبرت صليحة أن الجائزة جاءت فى وقتها،
وقالت: سعيدة بأننى تلقيت هذه الجائزة بعد 30 يونية لأنها جائزة فى
عهد به تباشير للديمقراطية والعدالة الاجتماعية الحقيقية، ولا يوجد شبهات
زائفة فى المواضيع فكل شىء واضح، وكل موقف يتخذ فى مثل هذا الوقت هو توقيت
استثنائى، والحمد لله أن الله أنصف مصر سريعاً أكثر مما كنا نتوقع بانتهاء
عصر الإخوان، وكنت أتوقع أن تكون المعركة أقوى من ذلك.
وعبرت نهاد عن سعادتها بتكريم عصام السيد وحصوله على جائزة التفوق فى
الفنون، وقالت: هذا دليل على مشاهدة جيل جديد، بجانب تكريم أستاذ المسرح
الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن وهذا دليل على تعاقب الأجيال.
وأهدت نهاد الجائزة للشعب المصرى الذى نزل إلى الشارع، وقرر فرض
إرادته وحماية مصر من جماعات إرهابية، وأهديها أيضاً لإخواننا الأقباط
الذين حرقت كنائسهم ولم يستقووا بالغرب، وأعلنوا أن ذلك فداء لمصر،
والحقيقة الشعب المصرى بعنصريه كان ملحمة رائعة أعادت لنا الروح والأمل،
وأهدت صليحة التقدير أيضاً لصلاح عيسى لمقالاته المستنيرة أثناء الفترة
الأولى ما بين 25 يناير وتولى الإخوان للسلطة، فهى فترة شديدة الاستنارة،
وأهديها أيضاً للمتحدث الرسمى لحزب التجمع نبيل زكى فهو صحفى متميز
وكتاباته كانت متميزة فى هذه الفترة.
وأضافت: كنت أتمنى إهداء الجائزة لـ«السيسى» لكنه أكبر منها بكثير،
خاصة بعدما كشف عن رغبته الحقيقية فى حماية الشعب المصرى، وهو رجل عظيم
أكبر من كل الجوائز.
عصام السيد: وزير الثقافة الأسبق كان يريد إلغاء الجوائز
كتب ــ علاء عادل:
عصام السيد، أحد أكبر مخرجى المسرح المصرى، ساهم بشكل كبير فى نهوض
المسرح، واستمراره،
حيث شارك فى العديد من الورش المسرحية لتعليم جيل جديد من الشباب
للوقوف على الخشبة، كما تولى ورشة الإخراج بمركز الإبداع الفنى، وتولى عدة
مناصب فى هيئة المسرح، حتى وصل إلى درجة وكيل وزارة، كما أخرج عدداً كبيراً
من أهم العروض التى أضاءت المسرح القومى أبرزها مسرحية «أهلاً يا بكوات» مع
الفنان حسين فهمى وعزت العلايلى و«زكى فى الوزارة» وآخرها مسرحية «فى بيتنا
شبح» مع ماجد الكدوانى وأشرف عبدالغفور.
بعد حصوله على جائزة الدولة التقديرية للفنون عن مجمل أعماله فى
المسرح تحدث لـ«الوفد» عن الجائزة، أسباب تأخرها، ومحاولات الإخوان
لإلغائها.
يقول «عصام»: لا أستطيع القول إن الجوائز هذا العام مختلفة عن الأعوام
السابقة لأننى بذلك أطعن فى الجوائز التى حصل عليها قامات أدبية وفنية،
وهذا العام حصل عليها نخبة من المبدعين والمثقفين الذين كانوا يستحقونها عن
جدارة منذ أعوام طويلة سابقة ولا أتحدث بذلك عن نفسى، بل عن محفوظ
عبدالرحمن وداود عبدالسيد ونهاد صليحة وكرم النجار.
وأضاف «السيد»: أشعر بسعادة بالغة لحصولى على أول جائزة من الدولة بعد
مشوار فنى طويل، وبالرغم من تأخرها إلا أننى لم أكن وحدى الذى أستحقها بل
يوجد آخرون كانوا يستحقونها معى أيضاً.
وأشار «عصام» إلى أنه لا يوجد تغيير فى معيار اختيار الجوائز والجميع
كانوا يستحقونها من سنوات طويلة، وتعد تلك الجائزة انتصاراً جديداً على
الإخوان، حيث إن وزير الثقافة الأسبق علاء عبدالعزيز كان يريد إلغاء
الجوائز، وكانوا يريدون تغيير كوادر المجلس الأعلى للثقافة فكان لديهم مخطط
لتدمير ذلك الكيان الثقافى.
وبسؤاله عن تهميش المسرح فى الدولة، قال: المسرح سوف يظل مهمشاً
لفترة، خاصة فى الفترة الحالية لأن الظروف لا تفرز جواً مسرحياً مناسباً،
وسط حالة الانفلات الأمنى والحوادث المتكررة مما أحدث ربكة فى الوسط
المسرحى.
وواصل حديثه قائلاً: «مازال الوقت غير مناسب للحديث عن المسرح فنحن لا
نعرف إلى أين نحن ذاهبون لأننا مازلنا نبحث عن الاستقرار الأمنى، بعد ذلك
يمكننا أن ننظر إلى المسرح، خاصة أن الثورات لم تؤت بثمارها حتى الآن،
ولكننى سوف أبذل جهداً مضاعفاً خلال الفترة المقبلة وأكون أكثر حرصاً على
أعمالى لننهض بذلك الفن الذى يستحق منا كل تقدير.
وعن حصول الدكتور علاء قوقة، وهو معروف بالانتماء للإخوان على جائزة
الدولة فى التمثيل المسرحى قال: علاء مرشح للجائزة من ديسمبر الماضى، ولا
يوجد علاقة بتدخل الإخوان فيها ولا لانتمائه إليهم، لأنها مقررة من قبل
تولى علاء عبدالعزيز والمجلس كان يجب أن يجتمع فى شهر يونية الماضى، ولكن
المجلس بالكامل رفض أن يجتمع حتى لا يتم الاعتراف بوجود ذلك الوزير.
إخوانى من رابعة يحصل على جائزة الدولة فى التمثيل
كتب ــ علاء عادل:
شهدت جوائز الدولة هذا العام مفاجأة من العيار الثقيل، حيث حصل أحد
المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين على جائزة الدولة التشجيعية فى فنون
الأداء عن دوره فى مسرحية «الحبل» وهو الدكتور علاء قوقة،
المدرس بالمعهد العالى للفنون المسرحية، والذى عرف عنه تحيزه الشديد
للإخوان ورفضه لثورة 30 يونية، واستقر «قوقة» فى رابعة العدوية طوال فترة
الاعتصام، حيث ترك عمله كمدرس مسرح ومخرج وجلس بين أنصار الرئيس المعزول،
رافضاً العمل تحت راية الانقلابيين كما سماهم، وبسبب ذلك الرفض تم إسناد
العرض المسرحى إلى مخرج آخر.
كرم النجار: أمنح جائزتى لمصطفى حجازى ومستشارى الرئيس
كتب: دينا دياب:
نال السيناريست الكبير كرم النجار جائزة الدولة التقديرية عن مجمل
أعماله، وهى المرة الأولى التى يفوز بجائزة من الدولة، ولذلك يعتبرها
الأفضل بين ما حصل عليه فى حياته رغم عدد الجوائز التى تلقاها من
المهرجانات، وقال «النجار»، إن الجائزة إنجاز لخروج نظام الإخوان الفاشى من
مصر، ولولا خروج علاء عبدالعزيز من الوزارة لما كنا حصلنا على هذه الجائزة،
كما كان يخطط، لكننا الآن أمام وزارة مدنية تستطيع أن تحقق الجائزة، إضافة
إلى أن كل من حصلوا على الجائزة هذا العام هم قامات حقيقية وكل الأسماء
متفق عليها، داود عبدالسيد وسيد حجاب وأحمد عبدالمعطى حجازى، ولو كنت حصلت
على الجائزة فى أيام عادية لتساءلت لماذا تأخرت الجائزة حتى هذا الوقت،
لكنها الآن أحدثت أملاً فى نفسى لأننا فى مرحلة تأسيس مصر الحقيقية.
وأهدى «النجار» جائزته للدكتور مصطفى حجازى، مستشار الرئيس للشئون
الاستراتيجية، لأنه نموذج جيد للسياسى والثائر فهو لا يتبع نهجاً تصالحياً،
وأتمنى أن يكون رئيساً للوزراء فنحن لا نحتاج أناساً قلقة وأيديها مرتعشة،
والغريب أن نوعية مستشارى رئيس الجمهورية كلهم أقوى فى الحس الثورى من كل
الوزراء.
وأشار «النجار» إلى أن اليد المرتعشة لبعض الوزراء أزمة حقيقية الآن
لأن الفترة العصيبة التى تمر بها مصر تحتاج قرارات ثورية منجزة فنحن فقدنا
دماء ولم يعد لدينا ما نخسره، ولم يعد لدينا وقت لمناقشة موضوع الإخوان، أو
الانتقام منهم، لكن التحدى القادم أن يثبت المصريون على مبدأ الدولة
المدنية وأن نترك القضاء يحاكم من قاموا بأعمال عنف، والنيابة تقدمهم
لمحاكمات ونحن لدينا قضاء عادل والدليل أنهم أفرجوا عن ابن البلتاجى
فالعدالة موضوعية، والمهم الآن كيفية تقديم دولة مدنية بشرط قيام الدستور
بمنع إقامة أى أحزاب على أساس أو مرجعية دينية، والإبقاء على المادة
الثانية للدستور.
وعن موقف أردوغان وإهانته لشيخ الأزهر، قال: هذا تصرف حقير لأن من
يقترب من قيمة وقامة شيخ الأزهر هو رجل مختل عقلياً وحاقد وغبى وأردوغان
أثبت أنه يمتلك الثلاث، ورغم أننى رجل مسيحى لكننى أدافع عن قيمة شيخ
الأزهر، وهذا ما يؤكد معنى فهم المصريين للدين، الدين فى مصر ليس مادة فى
الدستور أو تقييداً لمصالح الناس، فمن يهين شيخ الأزهر فقد أهان المصريين
جميعاً، وأنا رشحت الدكتور الطيب من قبل لرئاسة الجمهورية لأنه رجل يعرف
تماماً كيفية الفصل بين الدين والسياسة ويعرف معنى كلمة مواطنة.
أهدى جائزتى لمصر أم الثورات
محسنة توفيق: الحمد لله الدولة تذكرتنى قبل وفاتى
حوار ــ دينا دياب:
فازت الفنانة محسنة توفيق بجائزة الدولة التقديرية، وهى الجائزة التى
يتم اختيار مجموعة فنانين لها كل عام، يكونون قد أثروا الفن المصرى ولهم
مشوار طويل وكبير يستحقون عنه التكريم تقديراً لهذا المشوار.
من بين الذين حصلوا على جوائز الدولة هذا العام الفنانة الكبيرة محسنة
توفيق صاحبة التاريخ الكبير فى عالم المسرح والدراما والسينما، وهى الشخصية
التى عندما تراها يجب أن تتذكر الشخصية المصرية، الأم والمناضلة والشقيقة
الكبرى والموظفة، المكافحة، كل هذه الأنماط قدمتها محسنة توفيق لذلك استحقت
هذا التكريم.
قالت الفنانة محسنة توفيق: الحمد لله أن الدولة تذكرتنى قبل وفاتى،
فأنا ابتعدت عن الشاشة لأكثر من عشر سنوات ولم يتذكرونى، لكننى أعتبر أن
تلك الجائزة هى وسام على صدرى من مصر، واختيارى فى هذا التوقيت الذى تشهد
فيه مصر بناء جديداً هو شرف أكبر لى.
وأضافت: أهدى الجائزة لمصر أم الدنيا أم الثورات صاحبة التاريخ
المشرف، الدولة التى وضعت قانوناً جديداً للثورات يطبق على العالم أجمع،
وأعطت صورة جديدة للديمقراطية وإرادة الشعب عندما خرج شعبها بثورة فى 25
يناير اعتراضاً على الحاكم، وخرج فى 30 يونية لتطبيق إرادة شعبية أخرى
اعتراضاً على عهد مظلم، لذلك فهى دولة علمت شعبها معنى الصمود وتستحق أكبر
جائزة.
محسنة جليسة الفراش منذ شهرين بعد إصابتها بكسر فى قدمها تتلقى من
أجله العلاج الطبيعى، وكانت حزينة لأنها لم تخرج فى ثورة 30 يونية، كما
اعتادت فى كل الثورات، وقالت: أنا متفائلة بمستقبل مصر فما يحدث فيها الآن
له وجهان الأول أننا نعيش حالة حزن على الأرواح التى تستشهد يومياً من
أبنائها أياً كانت انتماءاتهم، والوجه الآخر نرى مصر تنهض بشعبها حتى يكمل
الطريق لاستكمال الثورة الثانية حتى تكتمل الثورة الأولى، فثورة يناير لم
ننجز أهدافها بالكامل حتى هذه اللحظة، لذلك فالوجه الدامى والفقر كلها من
ضرائب الثورات، فنحن نحاول أن ننتصر على جماعة «مصت دم المصريين»، لذلك
فإنجاز ثورة عظيمة لابد أن يكون الثمن غالياً فهناك أبرياء يموتون وآخرون
فى الاتجاه الآخر، ونحن على طريق انتصار الثورة على أعدائها والمستغلين
ويظهر هنا وش القبح ليتجلى الوجه الجميل لشعب مصر.
وأضافت محسنة توفيق: مصر على طريق دام لكننا وصلنا لقرار أننا سنغير
حياتنا ونظام بلدنا وهذا جديد على التاريخ لأن الثورات على مدى الزمان من
يقوم بالثورة يكون هو الحاكم ويذهب له السلطة والمال، لكن ثورتنا كاشفة
للشعب على يده ولذا فهى طريق صعب لأننا حاربنا البلد من داخله وخارجه والآن
مصر تستعيد عافيتها من جديد.
محفوظ عبدالرحمن: أهديها للمواطن المصرى المسحول
كتبت ــ دينا دياب:
فاز الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن بجائزة النيل للفنون لعام 2013 وهى
الجائزة التى تبارى عليها 9 أسماء من أهم مثقفى مصر، لكن عبدالرحمن اقتنصها
بقوة تكريماً لمشواره الفنى الطويل فى عالم الكتابة.
عبر محفوظ عبدالرحمن عن سعادته الشديدة بالجائزة، وقال: أهديها
للمواطن المصرى المسحول الذى عاش عامين فى ظروف عصيبة، يحاول أن يتعايش
ويبحث عن اسم لحياته، فعاش مسحولاً لعامين بعد عصر طويل من الظلام، وأهديها
أيضاً لكل يد حاولت إنقاذ مصر من الوقوع فى خطر، ولكل مصرى نزيه وشريف يخاف
على هذا البلد ويحاول الرقى به والعمل فيه من أجل أبنائه، فكل سياسى ومثقف
وفنان يستحق الجائزة، خاصة أن لديه دافعاً قوياً للعمل فى هذا البلد.
وقال عبدالرحمن إن الجائزة الفنية وخاصة التى تمثل مصر لها طبيعة خاصة
عندما تذهب للفنان، فعندما يحصل عليها الشاب فى بداية حياته تمثل دافعاً
وتدعيماً قوياً له فى أن يتقدم ويهتم بعمله ويعتبرها خطوة مهمة للأمام، أما
فى نهاية العمر مثل جائزة النيل التى حصلت عليها بعد 40 سنة عملاً فى الفن
فهذه الجائزة تعطينى تأكيداً أن ما فعلته فى حياتى من جهد وتعب ومحاولات
يجعلنى على قدر المهنة التى اخترتها وعلى قدر المسئولية التى حملنى بها
الناس أن أقدم أعمالاً أغير بها الفكر وأتحكم فى مستقبل جيل كامل من خلال
تقديم أعمال فنية هادفة، بل إنها تعطينى إحساساً أننى كنت مفيداً فيما فعلت
وكان اختيارى صحيحاً أننى لم أكن موظفاً فى مكان أفعل المطلوب منى فقط،
لكنها أعطتنى إحساساً أن ما أفعله من استنزاف لمشاعرى وعواطفى لخروج العمل
إلى الناس له فائدة كبيرة ويقدرها المجتمع.
رغم تواجد عبدالرحمن خارج مصر لتلقى علاجه، إلا أن فرحته بالجائزة لم
تنسه الحالة السياسية التى تمر بها مصر وقال: متفائل بمستقبل مصر لأن بها
من الإمكانيات والرجال والسيدات ما يستطيعون تغيير مصيرها فهم فقط يحتاجون
إلى الإدارة الجيدة الشريفة التى تهدف إلى الوصول بمصر إلى مستوى راق لما
هى فيه.
وأشار عبدالرحمن إلى أن الاهتمام بالدستور هو التحدى الحقيقى القادم
فى مصر، ولن يغيرها إلا دستور متوافق عليه من جميع الجهات، ملزم بالعمل
والجهد يحفظ الحريات ويدافع عن الشعب، ويكون دستوراً ثورياً به كل
الإصلاحات التى تعيد مصر إلى بر الأمان.
الوفد المصرية في
29/08/2013 |