"لا تحدث نهضة سينمائية حقيقة بدون كُتاب للسينما لديهم وعى
ورؤية واشتباك وكشف الحجب عن مجتمعاتهم، ويعد السيناريست ناصر عبدالرحمن
أحد هؤلاء فقد قال عنه أستاذه ومعلمه الأول الكاتب الراحل محسن زايد: "أنه
سيكون علامة فارقة فى السينما المصرية، لأنه يحمل جرابا مليئا بالحكايات
الثرية والمدهشة فهو أول دفعته فى معهد السينما، وقد اختار المخرج يسرى
نصرالله مشروع تخرجه (المدينة)، ليقدمه فى السينما ويحصل من خلاله على
جوائز ثم بعدها توالت أفلامه ونجاحاته بداية من (هى فوضى)، مع المخرج
الكبير يوسف شاهين ثم أفلامه مع خالد يوسف (حين ميسرة ودكان شحاتة وكف
القمر) التى كانت دائما تحمل النظرة المستقبلية الاستشرافية لما سيحدث فى
مصر وفى حواره مع "اليوم السابع"، يتحدث عن مصر التى يراها مستقبلا وعن
مشاريعه القادمة وعن كتابه (حشيشة) الذى يتناول فيه فكرة بيع الوطن،
بالإضافة لآرائه الجريئة فى الإخوان والسيسى والبرادعى.
·
*دائما
أفلامك كانت تحمل الحس التحريضى على الثورة أو التوقع بحدوث ثورة، فهل هذا
كان قراءة منك للمستقبل واستشراف لما سيؤول به الواقع؟
ــ هذا السؤال دائما يوجه إلى ولكنه يتناسب أكثر مع المحل السياسى،
وأنا لا أدعى توقعى لحدوث ثورة أو قراءة ما سيحدث لأننى كاتب درامى والكاتب
الدرامى يرصد فقط ما يحدث ولابد أن يكون مشتبكا مع مجتمعه ومعترضا عليه،
ولابد أن يكون سابقا لما هو حادث ويحدث وهذا هو الطبيعى، فكتاب الدراما
اليونانية كانوا متجاوزين لما هو موجود فى زمنهم وجيل الثمانينات من
المخرجين فى مصر مثل عاطف الطيب ومحمد خان اشتغلوا على الطبقة المتوسطة
التى كانت تتآكل وقدموا سلسلة من الأفلام فى ذلك، فقد كان همهم أن المجتمع
يواجه خطرا، وهو هجوم رأسمالى على الطبقة المتوسطة وكان موازيا للسينما خط
آخر فى الدراما قاده الكاتب أسامة أنور عكاشة ومحسن زايد وكانت هذه بوادر
ما نعانى منه اليوم.
·
*هل
ترى أن كتابة فيلم روائى يؤرخ للثورة منذ 25 يناير وحتى 30 يونيو وما بعدها
من أحداث يعد مغامرة؟
ــ لا أحب المصادرة من البعض سواء بالمنع عن الكتابة أو التعجل فى
الكتابة أو الإعلان عن الكتابة بشكل عام عن الثورة، فالفكرة يتم تحديدها من
خلال وجهة نظر الكاتب وما يحركه من أحداث فقد شاركت بفيلم ضمن فيلم (18
يوما) بعنوان (أشرف سبرتو)، فقد تناولت فكرة الحلاق فى صالون الحلاقة الذى
تحول لطبيب يعالج الثوار فهذه زاوية اخترتها فالأغانى التى قدمت عن الثورة
كثيرة، ولكن أغنية آمال ماهر كانت الأنجح والأفضل والتى حركت مشاعر الناس.
·
*هل
تختار المخرجين لأفلامك التى تكتبها؟
ــ ليس لدى هذه الرفاهية فأول أفلامى كان هو مشروع تخرجى، والدكتور
محمد كامل القليوبى هو من رشحنى للمخرج يسرى نصر الله الذى أعجب بالسيناريو
فقدمه وحصل الفيلم على جوائز عديدة، أما المخرج خالد يوسف فقد أفادنى
كثيرا، فخالد لديه قدرة على حل مشكلة أى فيلم إنتاجيا فهو لديه القدرة على
تقديم فيلم كل يوم، وأنا ككاتب سيناريو أحتاج لدعم كبير وكان يوفر لى الوقت
للكتابة، ولا أستهلك وقتى فى موضوع البحث عن إنتاج وحتى المناقشات معه كانت
أسهل وليس لدى علاقة بالممثلين نهائيا والمناقشات بنى وبينه، وحاليا أفتقد
ذلك الأمر فقد كان يوفر لى الاستقرار المهنى.
·
*ما
آخر ما كتبت؟
ــ انتهيت من كتابة أكثر من سيناريو منهم سيناريو فيلم بعنوان (سره
الباتع)، وهو مأخوذ عن قصة للكاتب الكبير يوسف إدريس وسيخرجه خالد يوسف،
وهناك فيلم (رؤية خليفة)، وفيلم (أرض النعام)، وفيلم (حجر الأساس) مع غادة
عبد الرازق ولدى فكرتين لمسلسلين أحدهما بعنوان (الأستانة)، وهو عكس الموجة
التركى فهو يقدم النموذج المصرى على أنه هو الأصل والنموذج الذى احتذى به
الأتراك فنحن أصحاب النهضة الحقيقة لتركيا، ومصر هى التى بنت الأستانة، لأن
محمد على كان قد أخذ كل العمال المهرة وذهب بهم لهناك من أجل صناعة نهضة
لتركيا، وهذا ما أتناوله من خلال مركب يحمل العمالة المصرية المتجهة لتركيا
وأحدث مقارنة بين الذين ذهبوا وظلوا هناك وبين الأحفاد الذين عادوا لمصر،
ولكن للأسف هذا المسلسل يحتاج لإنتاج ضخم جدا، وهذا سبب التوقف عن
استكماله، ولكنى لا أستطيع أن أتوقف على الكتابة فأنا أكتب وأنتظر الإنتاج.
·
*وهل
بالفعل ستتعامل مع السبكى؟
ــ معلومة صحيحة فهناك فيلم (بنت ليل) سيخرجه سامح عبد العزيز، وسوف
نبدأ العمل به قريبا جدا ولكن لم يرشح له أبطال حتى الآن.
·
*لماذا
دائما يقال أنك من مدرسة الكاتب الراحل محسن زايد فى الكتابة للسينما؟
ــ محسن زايد هو من تعلمت على يديه السيناريو فى معهد السينما وفى
الأسلوب نحن مختلفين فأنا شغلى أقرب للواقعية السحرية، والأستاذ محسن زايد
من مدرسة نجيب محفوظ لكنه هو المعلم الذى استفدته منه وله الفضل.
·
*بعيدا
عن الفن هل ترى أن هناك بالفعل مخططا ضد مصر يحاك من الغرب؟
ــ هذا واقع وما يحدث لنا ليس بجديد فقد اجتمع الغرب علينا من قبل عدة
مرات فى نهاية عهد محمد على مرة ومرة أخرى فى عهد الزعيم الراحل جمال عبد
الناصر، وحاليا فى عهد السيسى وبالمناسبة أمريكا وجيشها ارتكب حماقات كثيرة
وقام بمجازر كثيرة وقتل الملايين وحاولوا من خلال السينما تطهير أنفسهم
بإنتاج أفلام وصلت لـ 300 فيلم من أجل تطهير ما فعله الجيش الأمريكى فى
العراق وفى فيتنام أيضا قدموا أفلام لتطهير ما ارتكبوه والتخلص من العار
الذى يفعلوه فى الحروب.
·
*بما
أنك قد جئت بسيرة السيسى هل الشعب المصرى كان يبحث عن زعيم ووجده فى
السيسى؟
ــ منذ أيام ثورة 25 يناير والشعب يبحث عن شخص قوى لديه كاريزما يسير
فى طريق صحيح والشعب يسير وراءه، وهذا الشخص ظهر فى السيسى، وأتمنى أن يكمل
الطريق ونستكمله معه والحمد لله أنه خرج من مكان لا يختلف عليه اثنان، كما
أن الخطاب الذى خرج به على الشعب خطاب ناجح، لأنه يحمل سياسة وقوة ومصلحة
وخطاب واضح جدا.
·
*ولكن
لماذا لم يأخذ البرادعى هذا الدعم والتأييد والشعبية فهو كما يقال أيقونة
الثورة؟
ــ البرادعى رجل يعرفه الفئة المثقفة أكثر لكنه بالنسبة لرجل الشارع
العادى ليس له علاقة بهم وحتى اللغة التى يتحدث بها بعيدة عن ثقافة الشارع،
بالإضافة للكاريزما فهى عامل مهم فى أى زعيم وستجد أن الزعماء دائما يخرجون
وقت الأزمات ويلتف حولهم الشعوب مثل نابليون أو شارل ديجول أو صلاح الدين
الأيوبى أو قطز، فهؤلاء جميعا خرجوا فى مراحل كانت بلادهم فى أزمات ومشاكل
لكن خروجهم ينقذ البلاد بقوتهم وحكمتهم وخبرتهم، وهذا لا يحدث إلا كل فترة،
ولو ظهر فى عهد الانتخابات شخص له كاريزما وخبرة وشعبية لما حدث ما حدث فقد
كنا نميل لحمدين صباحى، لأنه قريب شوية من الزعامة ولديه كاريزما.
·
*هل
ترى أن 30 يونيو هى الثورة الحقيقية ؟
ــ يوم 25 يناير كان نزول الناس من أجل المعاناة التى عانوا منها
وخرجوا بسبب حالة الفلس والبطالة وهؤلاء نزلوا خلف الطبقة المثقفة، لكن 30
يونيو كانت من أجل القومية المصرية وخوف الشعب من خراب وضياع مصر وكانت
عفوية وفطرية.
·
*هل
ترى الثورة قد خلقت جو صحيا بين الناس فى الحديث عن السياسة؟
ــ كلام الناس فى السياسة سلاح ذو حدين وله أضراره، فهناك فترات لابد
فيها من العمل والبناء ولنترك السياسة للسياسيين.
·
*كيف
ترى المصالحة مع الإخوان؟
ــ وقائع عام 1954 تؤكد أنه لو كان هناك مصالحة بالفعل لكانت قد حدثت
من قبل ومسلسل الكاتب الكبير وحيد حامد بدون ذكر أسماء يؤكد على ذلك أيضا،
وأريد أن أذكر فقط بأن سيدنا الحسن تنازل عن الخلافة من أجل حقن الدماء
وهذه هى الوسطية، وإذا كان هناك تعاطف من بعض الفئات ولابد أن يكون معهم
مصالحة خلال الفترة القادمة فيكون للأزهر هنا دوره بتغيير الفكر وبيان
الوسطية، وقد قال الرسول فى حديث ما معناه: (لا تجتمع أمتى على باطل) وفى
رواية أخرى (على ضلالة).
·
*ما
هو الأولوية حاليا للشعب المصرى؟
ــ الأولوية هى القومية المصرية، لأننا بالفعل يدبر لنا مؤمرات خارجية
فلابد أن تعود القومية المصرية وبعثها من جديد، وهذا تحدثت عنه فى (دكان
شحاتة وكف القمر)، والفيلمين بهما شىء مشترك، وهو أن الجذور واحدة والدم فى
فيلم (دكان شحاتة) كان هو ذريعة الفوضى، ولذلك نحن حاليا لابد أن نبنى
والبناء ليس عكس المواجهة، ولابد أن تعود السينما ويعود الدورى والمجتمع
يعود للبناء والعمل مع المواجهة أيضا.
·
*طرحت
مؤخرا سيناريو انتهيت من كتابته فى كتاب قبل طرحه فى السينما.. فما الهدف
من ذلك؟
ــ طلبوا منى أن أطرح أفلامى فى كتب مثل (هى فوضى ودكان شحاتة وكف
القمر)، لأن هذه الأفلام أحبها الناس لكنى فضلت شيئا آخر، وهو طرح
سيناريوهات لم تنفذ فى السينما مثل (حشيشة) الذى طرحته دار حواديت للنشر
وسأطرح أكثر من سيناريو بهذا الشكل.
·
*ولكن
هل (حشيشة) هو جزء آخر من فيلم (حين ميسرة)؟
ــ (حشيشة ) سيناريو جديد وليس جزءا ثانيا من فيلم (حين ميسرة)،
والسيناريو يتناول فكرة المزاد على مصر فهو لا يتحدث عن العشوائيات، ولكنه
يتناول فكرة بيع الوطن.
·
*كيف
ترى مصر ككاتب فى الفترة القادمة؟
ــ اللعبة ليست مرتبطة بالإخوان، فالإخوان جزء فقط من اللعبة، ولكن
الحكاية مرتبطة بتصدير إرهاب لبلد وتفكيكها، والحل لمواجهة ذلك هى القومية
المصرية والعربية، ودولة السعودية لها ثقل كبير، ولا يرد لها كلمة عند
أمريكا، ولذلك فقد حفظت التوازن فدعم السعودية كان رائعا وجاء فى توقيته.
اليوم السابع المصرية في
29/08/2013
الإخوان ينفذون سيناريوهات "الإرهابى" و"دم الغزال"
و"الناجون من النار"
كتب - العباس السكرى
عكست سينما «الإرهاب والتطرف» التى أنتجت فى أواخر الثمانينيات ومطلع
التسعينيات من القرن الماضى، صورة حقيقية لواقع مؤلم شهده المجتمع المصرى
فى هذه المرحلة، حيث انتشرت فى الشوارع ثقافة الدم وحوادث العنف،
والاغتيالات الفردية والجماعية برعاية بعض التيارات الإسلامية والتنظيمات
الجهادية والتكفيرية فى تلك الفترة، وحاول المبدعون التصدى لهجمات الإرهاب
وتحذير المجتمع من فكرهم التكفيرى الدموى المسموم، بأعمالهم السينمائية
التى كشفت النقاب عما وراء الجلباب واللحية، وعلى رأسها أفلام «الإرهابى»
بطولة عادل إمام، تأليف لينين الرملى، وإخراج نادر جلال، و«طيور الظلام»
تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة، و«الناجون من النار» بطولة طارق لطفى
وعمرو عبدالجليل وإخراج على عبدالخالق، و«الإرهاب» بطولة نادية الجندى،
تأليف بشير الديك، إخراج نادر جلال، و«دم الغزال» تأليف وحيد حامد، وإخراج
محمد ياسين.
وطرح صناع تلك الأعمال صورة لما كان يحدث فى الشارع المصرى من تخوين
وتكفير وسفك دماء، واستنتاج ما يمكن حدوثه مستقبلا إذا تمكن هؤلاء
المتأسلمون من الطفو على سطح الحياة السياسية، وهو ما حدث بالفعل عقب تولى
جماعة الإخوان المسلمين حكم البلاد.
ورغم مرور العديد من الأعوام على هذه الأعمال، فإننا نجد تشابها كبيرا
بين الواقع الذى شهدته مصر طوال الشهور والأسابيع الماضية والمشاهد
السينمائية فى تلك الأفلام، حيث إن هناك مشاهد سينمائية بالأفلام تم
تنفيذها كما هى على أيدى جماعة الإخوان وحلفائها المتطرفين أثناء اعتصامهم
بميدانى «رابعة العدوية» و«النهضة» عقب قرار عزل محمد مرسى من السلطة،
ويدلل على هذا المشهد الذى جمع بين محمود عبدالمغنى وعمرو واكد فى فيلم «دم
الغزال» عندما أراد محمود عبدالمغنى الذى تحول لأمير جماعة - بعد أن كان
يعمل طبالا - إقامة الحد على عمرو واكد، لكونه يعمل لصا، فيأمر أتباعه
بإحضاره ويقومون بتوبيخه ويتهمونه بالزندقة والفسق والفجور لكونه يسب
أميرهم، ويقومون بوضع ذراعه على «وشرة» خشبية ويمسك أميرهم بالسيف ويقوم
بضربه فى صورة وحشية لتنقطع يده وتسيل الدماء على جلبابهم الأبيض، ولعل هذا
المشهد مشابه تماما لما فعله المتأسلمون المعتصمون برابعة العدوية عندما
قاموا بقطع يد وأصبع بعض الشباب بحجة أنهم لصوص.
وأيضا مشهد تكسير محلات «الذهب» التى يمتلكها الأقباط وسرقة محتوياتها
وإلقاء المولوتوف وحرقها، فى بداية فيلم «الإرهابى» عندما قام «على» جسده
النجم الكبير عادل إمام، الشاب المتطرف دينيا بتكسيرها، إيمانا منه بأنهم
كفرة ولا يستحقون العيش مع المسلمين فى ربوع الوطن، وهو ما يتشابه مع أحداث
تداعيات عزل المدعو محمد مرسى، وقيام المتطرفين والإرهابيين بإحراق الكنائس
ومحلات ومتاجر الأقباط فى جميع المحافظات.
ومشاهد اغتيال المفكرين والمثقفين ورجال الشرطة وتكفير الأقباط بنفس
الفيلم، كما سخر المشهد الأول فى فيلم «الناجون من النار» من تناقض ثقافة
هذه الجماعات التى تسجد وتركع وتقتل وتحرق، حيث بدأ العمل بمشهد يتعبد فيه
«عبدالسلام» جسده عمرو عبدالجليل، وسط حراسة مشددة من رجال الجماعات
المتطرفة داخل مغارة يقطنون بها أعلى الجبل، ويناديه هاتف قائلا «الصلاة
تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغى» فيرتعد ولا يستجيب للهاتف، ويقوم بقتل ابن
شقيقه «عبدالله» يجسده طارق لطفى، ويصطدم مع شقيقه الضابط ليبدأ فى التخطيط
للخلاص من رجال الشرطة بصورة تتشابه مع أحداث جمعة 16 أغسطس 2013.
كما رصد فيلم «الإرهاب» نماذج تعامل الإرهابيين مع المعارضين لهم من
خلال ترتيبهم لتفجير طائرة تقل بعض رموز المجتمع فى نهاية الفيلم، وهو نفسه
ما يحدث الآن من إلقاء القنابل تحت الكبارى لنسفها وفى محطات المترو لقتل
وترويع البشر والمجتمع بأسره.
صناع مقاومة سينما «الإرهاب والتطرف» أكدوا لـ«اليوم السابع» أن
المشهد السينمائى ألقى بظلاله على أرض الواقع بالفعل، حيث قال الكاتب
والسيناريست الكبير وحيد حامد إنه كان على ثقة من وقوع حالات قتل وأحداث
عنف من قبل هذه التيارات فى الشارع المصرى، وبحكم دراسته لتاريخ هذه
الجماعة يقول: «تبين لى أنها دموية الفكر والعقيدة وليست دعوية فى المنهج،
تنصب نفسها حكما فى الأرض دون تطبيق شرع الله على نفسها».
وأرجع الكاتب أسباب تنبؤه بما يحدث من قبل هذه الجماعات، فى ثلاثيته
الشهيرة «طيور الظلام» و«الإرهاب والكباب» و«دم الغزال» إلى قراءته الدقيقة
فى أفكارهم والاطلاع على صفحات تاريخهم التى تضم الكثير من العمليات
الإرهابية.
ويقول الكاتب والسيناريست الكبير بشير الديك، إن احتمالات العنف
الجسدى من قبل هؤلاء الإرهابيين كانت مفتوحة ومتوقعة، لكونهم لم يقدموا
أنفسهم للمجتمع على أنهم مصريون، وفشلوا وأخفقوا فى تحقيق توافق مجتمعى
بينهم وبين الشعب المصرى، وفور سقوطها تبنت عمليات العنف والتخريب وكونت
تحالفا استراتيجيا مع القاعدة والتكفيريين لحرق البلد، ويستكمل السيناريست
قائلا: «هؤلاء لا يشغلهم الدين ولا تطبيق الشرع، وهدفهم يتمثل فى الاستحواذ
على كرسى السلطة ولا يبتغون سوى المناصب»، مؤكدا أنهم شطبوا أنفسهم من
التاريخ وأصبح لا يوجد شىء اسمه إسلام سياسى، بعدما خربوا المجتمع، وتوقع
أن الشعب لن يسمح بإقامة الدولة المصرية على أساس دينى.
وأكد الديك أن أسباب وجود عنف فى الشارع المصرى يعود إلى تاريخ جماعة
الإخوان المسلمين المعروف بالاغتيالات منذ عهد حسن البنا، والاتهامات التى
لحقت بهم فى تفجيرات سينما مترو، وعمر أفندى وغيرها من الأحداث، ويضيف
السيناريست: «تاريخ العنف بدأ يعيد نفسه منذ أن كانوا فى سدة الحكم حيث
قاموا بضرب وسحل معارضيهم أمام قصر الاتحادية، ووقع شهداء، ثم محاصرة
المحكمة الدستورية العليا، ومنع قضاتها من دخول مقرها لممارسة أعمالهم، ثم
أسقطهم الشعب وبدأوا مرحلة حرق الوطن ومنشآته العامة وقتل أبنائه العزل من
السلاح وإشاعة الفوضى فى البلاد»، مشددا على أن هذه الجماعة شديدة التطرف
والغباء.
ولفت المخرج الكبير على عبدالخالق، إلى أن إرهاب الجماعات المتطرفة
كان ومازال يمارس علانية حتى الآن على أرض سيناء، بعدما اتخذت الجماعات
الجهادية والتنظيمات السرية من سيناء مقرا لها، لممارسة نشاطها الدموى،
والهجوم الصارخ على أقسام الشرطة، وقتل الجنود بصورة إرهابية بشعة.
وأضاف عبدالخالق قائلا: «نحن أصبحنا فى حرب علنية مع الإرهابيين،
بعدما بدأوا فى قتل وسحل أبناء الشعب ورجال الشرطة علانية، باستخدامهم
القناصات من أعلى أسطح المنازل، واستعانتهم بعناصر فلسطينية لضرب
الوطن».
وأشار المخرج إلى أن الجماعات المتطرفة قويت شوكتها لطيلة مدة
الاعتصام الذى أقاموه بميدانى «النهضة» و«رابعة العدوية»، مؤكدا أنه لو كان
تم فض هذه الاعتصامات وقت إقامتها لم يكن هناك تواجد لأسلحة ثقيلة بالمكان
لاستخدامها بهذه الطريقة فى حرق الوطن، ووجه على عبدالخالق اللوم لحكومة د.
حازم الببلاوى التى تراخت كثيرا فى فض الاعتصام حتى أصبح تتزايد قوته
إعلاميا وإرهابيا وأدت إلى ما نحن فيه الآن.
فيما قال الكاتب والسيناريست لينين الرملى، إنه كان متوقعا أن تشهد
هذه المرحلة عنفا جسديا وإراقة دماء، فى ظل حكم الإخوان المسلمين للبلاد،
مستشهدا بتاريخهم الدموى، حيث قال: «التاريخ لا يزوّر، وكان هناك إرهاب
بالفعل، ولم يتوقف، وخير دليل قتل الرئيس الراحل أنور السادات، وما يحدث
الآن من هجوم على أقسام الشرطة وقتل أفراد الأمن وحرق الكنائس وضرب الأقسام
وتخريب المنشآت العامة، وهذه الثقافة الدموية ترجع خطاياها لخلط الدين
بالسياسة».
ويضيف مؤلف «الإرهابى» قائلا: «اليهود لديهم متشددون فقط، لكن ليس
لديهم إرهابيون، ومن يفكر فى إعادة زمن الخلافة عابث ومجنون، وهناك استغلال
واضح لفقراء المجتمع باسم الدين، والمعركة الدموية التى تجرى على أرض الوطن
الآن كانت متوقعة، نظرا للفاشية التى تسيطر على عقول الجماعة».
وأشار المخرج محمد ياسين، مخرج «الجماعة» و«دم الغزال»، إلى أن جماعة
الإخوان المسلمين قبل أن تحكم وتاريخها ملوث بالدماء عن طريق اغتيالات
رؤساء وزراء مصر والقاضى الخازندار وغيرهم، وعادت الآن لتنفيذ ما كانت
تفعله من قتل وحرق وتدمير فى البلاد.
ويضيف المخرج قائلا: «منذ أن تم تصدير السلفيين فى المشهد واستخدموهم
كسلاح للترويع، وظهر هذا فى محاصرة مدينة الإنتاج الاعلامى، وحريق مقر حزب
الوفد، ونحن نرى ممارسة علانية للإرهاب وأكملوها بما يفعلونه حاليا من
ترويع حقيقى للمجتمع».
اليوم السابع المصرية في
29/08/2013
مايكل كين ينفى إصابة بطل جيمس بوند شون كونرى بالزهايمر
لندن (أ.ش.أ)
نفى النجم البريطانى المخضرم "مايكل كين" فى اتصال هاتفى بصحيفة "ديلى
ريكوردز" البريطانية مزاعم صحيفة "بليد" الألمانية حول إصابة أسطورة أفلام
الحركة النجم البريطانى "شون كونرى" بالزهايمر وخرف الشيخوخة، مشددا على
تمتعه بكامل قدراته الإدراكية.
وشدد "كين" على أن صديق عمره "شين كونرى"- 83 عاما أسطورة أفلام
الحركة – لا يعانى أى اعتلال فى قدراته الإدراكية، مؤكدا زيف هذه المزاعم
المنافية للعقل و لا تستحق الالتفات لها.
كانت صحيفة "بيلد" الألمانية قد نشرت مقالا تحت عنوان "كونرى لا يتذكر
ما فاته" للكاتب الصحفى "أم سونتاج"، معربا عن ضرورة خشيته من ضياع قيمة
فنية مثل "شون كونرى" تحت براثن المرض.
كانت التقارير الصحفية التى نشرتها الصحيفة الألمانية قد أشارت إلى
معاناة "كونرى" من فقدان حاد فى الذاكرة للحد الذى لا يتمكن معه تذكر سوى
وجوه قليلة من المقربين له أو أصدقائه.
وأعرب النجم الأمريكى "مايكل كين" (80 عاما) عن غضبه واستيائه من هذه
المزاعم، مؤكدا تعمد هذه الصحيفة تزييف الحقائق بغية إثارة شغف القارئ ورفع
معدلات التوزيع، لكونها أحد أكبر الصحف الصفراء فى أوروبا لتتخذ من
الشائعات والأقاويل مدة خصبة لها.
تعود صداقة النجمين "شون كونرى" و"مايكل كين" إلى أربعين عاما، حيث
يعتبرها "كين" من أبرز وأكثر العلاقات الإنسانية تميزا فى حياته.
كانت آخر أعمال النجم البريطانى "شون كونرى" فيلم "أسطورة رجل فوق
العادة" عام 2003 ليختفى عن الأضواء مع مطلع 2011، إلا أنه سرعان ما يعود
للظهور فى نفس العام بأحد عروض الأزياء فى كامل لياقته الذهنية والبدنية،
ليظل محتفظا بنفس السحر والجاذبية فى شخصيته التى أسرت أفئدة العديد من
النساء حول العالم حتى الآن.
يذكر أن النجم البريطانى سير "توماس شون كونرى" قد ولد فى أسكتلندا فى
25 أغسطس عام 1930، ليصبح أول من جسد شخصية العميل "جيمس بوند -007" ليشتهر
بها وتحظى بنجاح ساحق فى حقبة الستينيات، ليقوم بتمثيل سلسلة من الأفلام
لهذه الشخصية من أبرزها: "الأصابع الذهبية" و"كرة الرعد" و"الماس يبقى
دائما".
وحصل "كونرى" على جائزة الأوسكار أفضل ممثل مساعد عن دوره فى فيلم
"بعيدا عن اللمس" عام 1988، بالإضافة إلى حصوله على أكثر من 30 جائزة
عالمية.
كانت الملكة "إليزابيث الثانية" ملكة بريطانيا قد قلدته وسام
"الفروسية" عام 1999، بالإضافة إلى اختياره كأكثر الرجال إثارة على قيد
الحياة عام 1989، ويعتبر "شون كونرى" أحد أيقونات السينما العالمية خلال
القرن العشرين.
اليوم السابع المصرية في
29/08/2013
هيفاء المنصور . . أول مخرجة سعودية
ترجمة: عبد الخالق علي
أول فيلم تقوم بإخراجه – بعنوان "وجيدة" من انتاج عام 2012 بطول 97
دقيقة و من تمثيل عبدالرحمن الكوهاني و ريم عبدالله و وعد محمد – يحكي قصة
فتاة في العاشرة من مدينة الرياض تحلم بامتلاك دراجة هوائية خضراء اللون.
في مقابلة كان معها الحوار التالي
:
·
أول فيلم طويل يتم إطلاقه
بالكامل داخل السعودية . هل هو سيرة ذاتية ؟
تقول هيفاء " انحدر من مدينة صغيرة محافظة في المملكة العربية
السعودية حيث العديد من الفتيات مثل وجيدة لهن احلام كبيرة و الكثير من
الإمكانات . هؤلاء الفتيات يستطعن و سيقمن بإعادة صياغة شكل بلدنا".
في السعودية لا يسمح للنساء بالعمل مع الرجال و ليس لهن الحق في
التصويت حتى عام 2015 ، مع ذلك فالشخصيات النسائية في الفيلم يمتلكن الكثير
من الارادة . تقول هيفاء " من المهم ان نحتفي بالمقاومة و بمتابعة احلام
الانسان. احيانا يكون من السهل جعل شخصية ما ضحية في مكان مثل السعودية؛
فالناس يستغلونهن فيفقدن الأمل"
.
عن تخطيطها لافتتاح الفيلم بحضور وجيدة و هي ترتدي حذاءً رياضيا تحت
عباءتها تقول هيفاء " في السعودية يرمز الملبس الى العفة، و يجب ان ترتدي
المرأة السواد دائما للحفاظ على هذه العفة . كنت اريدها ان تخالف ذلك
للتعبير عن هذه الروح المتمردة. نحن في العالم العربي لا نحتفي بالثقافة
الجانبية و بالتفرد. نحن جميعا نلبس بنفس الطريقة تماما
".
·
كيف تمكنت هيفاء من جعل وعد محمد
ذات الـ(12) عاما بطلة أساسية
تقول " الكثير من السعوديين لا يريدون وقوف بناتهم امام الكاميرا، لكن
عندما دخلت وعد مرتدية الجينز والحذاء الرياضي و شعرها ملفوف و هي تستمع
الى جستين بيبر ، كانت تبدو تماما مثل مراهقة من سكان لندن. لقد ادركت ان
هناك ثقافة شبابية عالمية
".
·
تلقت هيفاء دعما من الملك
عبدالله من أجل صناعة الفيلم، لكن هل صحيح انها كانت تختبئ في عربة الانتاج
و توجه طاقم الذكور من خلال الجهاز اللاسلكي ؟
تجيب هيفاء " المجتمع السعودي منعزل جدا . فانا كامرأة لا يفترض بي
العمل علنا. لا يمكن ان يختلط الرجال و النساء في الشوارع خاصة اذا شوهدت
المرأة و هي توجه الرجال
".
·
والدها هو الشاعر عبدالرحمن
منصور ، كيف كانت طفولتها ؟
تقول هيفاء " كان والدي يحمل فكرا متفتحا ، اعطانا هو و أمي مجالا
كثيرا للنمو كأفراد ؛ لم اشعر ابدا بعجزي عن فعل أي شيء بسبب كوني
فتاة. كان يشجعنا على الدراسة، و يجلب لنا افلاما مناسبة لنشاهدها. كانت
لدي دراجة هوائية خضراء اللون. الا ان والدي كان يتعرض لضغوط كثيرة؛ فالناس
كانوا يكتبون له رسائل يقولون فيها " انك رجل شريف و طيب، فكيف تسمح لأبنتك
ان تظهر على شاشة التلفاز و تصنع الأفلام ؟ هذا نوع من الفساد و الخطأ ".
لكنه كان يريدني ان افعل ما يسعدني. اني احترمه كثيرا ".
·
كيف تشعر هيفاء و هي تكبر بصفتها
واحدة من بين 12 شقيقا ؟
يجب ان تحاول جذب الانتباه و التنافس مع الأشقاء الآخرين دون ملل .
و لأننا نشأنا في مدينة صغيرة محافظة و لم تكن عائلتي محافظة، فاننا لم نكن
نختلط كثيرا، لم يكن أحد يرغب باللعب معنا، فكنا نشعر دائما باننا غرباء
لأنني و شقيقاتي لم نكن نرتدي غطاء الرأس. لقد درسنا في الخارج – درست
الأدب المقارن في الجامعة الأميركية بالقاهرة – وسط ثقافة تتزوج فيها
النساء بعد انهاء المدرسة الاعدادية او اصغر سنا. من الجيد ان يكون لك
الكثير من الأشقاء كي لا تشعر بالوحدة .
·
هل من الطبيعي الطلب من الأقرباء
الظهور في أول فيلم قصير لك ؟
نعم، كانت شقيقتي تحمل الكاميرا ، و ابن أخي يقوم بدور الولد الصغير
في الفيلم ، و شقيقي بدور المجرم . لقد ساعدتني عائلتي و اصدقائي من خلال
المقترحات التي قدموها عن السيناريو و الملابس و الإنارة . لم اكن اتوقع ان
يذهب الفيلم الى أي مكان لكني شاركت به في منافسة محلية و تم اختياره.
حينها كنت اعمل في شركة نفطية لكني كنت مهملة .. مواطن من الدرجة الثانية
... بعدها عملت فيلما وثائقيا بعنوان " نساء بلا ظلال " عن الحياة الخفية
لنساء الخليج . بدأت بعدها اتلقى دعوات لحضور احتفالات الأفلام
.
·
أما زلت تشعرين بأنك تبحرين بين
ثقافتين ؟
كوني متزوجة من مواطن أميركي أفادني في الولوج الى الثقافة الغربية
التي لا نفهمها في الشرق الأوسط . نحن دائما نشعر و كأننا غرباء. التقيت
بزوجي عندما كان يعمل في السعودية كملحق ثقافي أميركي. عرضوا أفلامي في
القنصلية الأميركية.. كانت افلاما تاريخية . عشنا في استراليا لمدة عامين
لكننا انتقلنا بعدها الى بريطانيا بسبب قربها عن والدتي و اولادي. انهم
يذهبون الى مدارس عالمية وطفولتهم تختلف عن طفولتي . انني أشعر بالوطن
عندما اذهب الى السعودية لأني افتقد الحرارة العالية و الشمس و القهوة
.
·
قرأت بانك قدت عربة الغولف يوم
زفافك، فهل كانت رسالة للمرأة السعودية ؟
كنت أمزح من خلال ذلك. كنت أقود العربة مع شقيقاتي اللواتي كن وصيفاتي .
·
في نيسان رفعت السعودية الحظر عن
ركوب المرأة للدراجة باستثناء بعض المناطق، فهل كان للفيلم تأثير في ذلك ؟
اني سعيدة جدا بتوفير الفرص للفتيات ليتعلمن ركوب الدراجات و يشعرن
بالحرية و السعادة التي تنشأ من ممارسة أي نوع من انواع الرياضة خارج
البيت ن و اتمنى ان يساعد ذلك في تمهيد الطريق للمزيد من الخطوات في
الاتجاه الصحيح. يجب ان نثني على الشرطة الدينية لإعطائها المزيد من
الحريات للمرأة حتى لو كانت حريات صغيرة .
سيتم عرض فيلم " وجيدة " في دور السينما يوم الجمعة .
المدى العراقية في
29/08/2013
عن يهود مصر..
بورتريه للمجتمع المصري في النصف الأول من القرن العشرين
رسالة مونتريال: أسامة عبد الفتاح
يعرض غدا الجمعة الفيلم المصري التسجيلي عن يهود مصر(96 دقيقة),
للمخرج أمير رمسيس, في إطار قسم نظرة علي سينما العالم التسجيلية بالدورة
السابعة والثلاثين من مهرجان أفلام العالم بمونتريال, والتي تختتم فجر
الثلاثاء المقبل بتوقيت القاهرة.
يقام العرض بالقاعة رقم14 بسينما الحي اللاتيني في مونتريال في
العاشرة صباحا, كما يعرض الفيلم الأحد والاثنين المقبلين في الرابعة
وأربعين دقيقة عصرا والعاشرة صباحا علي الترتيب بقاعات نفس السينما.
يلقي الفيلم نظرة علي المجتمع المصري في النصف الأول من القرن
العشرين, حين كان ذلك المجتمع بوتقة لصهر مختلف الجنسيات والأديان- بما
فيها اليهودية, ويبحث في ظروف وأسباب خروج يهود مصر من وطنهم في بدايات
النصف الثاني من القرن.. كما يقدم الفيلم بانوراما للحركة السياسية
اليسارية- الشيوعية تحديدا- في ذلك الوقت, من خلال شهادات مصادره,
ومعظمهم من اليهود اليساريين المناهضين للفكر الصهيوني وللكيان
الإسرائيلي, والذين انضم كثير منهم للتنظيمات الشيوعية الشهيرة التي
تكونت في مصر في تلك الفترة, ومنها حدتو.. ونعرف أن أحدا من يهود مصر
لم يهاجر إلي إسرائيل لدي إجباره علي مغادرة مصر في الفترة من نكبة فلسطين
عام1948 إلي العدوان الثلاثي علي مصر عام1956, ليس فقط لموقفهم السياسي
المناهض لإسرائيل, ولكن أيضا لأن الكيان العبري كان لدي نشأته شديد الفقر
والتخلف, في حين كان معظمهم من أصحاب المال والأعمال والحياة الرغدة في
مصر.. وتقول إحدي الشخصيات إن الوطن الإسرائيلي تم إنشاؤه لليهود
المقهورين والمقموعين حول العالم, وإن ذلك لم يكن ينطبق عليهم علي
الإطلاق.
وبدلا من الكيان الصهيوني, كانت هجرة يهود مصر إلي أوروبا, حيث
واصلوا النضال وكونوا تنظيمات شيوعية أخري منها مجموعة روما, وأقام عدد
كبير منهم في باريس تحديدا, حيث التقي بهم فريق عمل الفيلم.. وكانت
هجرة معظمهم إجبارية, فيما يشبه النفي, ويعبر أحدهم- روبير جرونسبان-
عن ذلك قائلا ببلاغة وبلهجة مصرية لم تنل منها السنون: أنا مصري يهودي
ولست يهوديا مصريا.. عندما قال لي أحد المسئولين إنني سأسافر إلي
إسرائيل, قلت له: إسرائيل دي بلدك انت مش بلدي أنا.. ورفضت السفر,
فحكموا علي بالسجن, وعندما خرجت وضعوني قسرا علي مركب متجه لأوروبا.
وفي شقه السياسي, يستعرض الفيلم مسيرات عدد من المناضلين الشيوعيين
من يهود مصر, ومنهم يوسف درويش(1910-2006), الذي تتحدث عنه ابنته نولة,
رئيسة جمعية المرأة الجديدة, وشحاتة هارون المحامي, والشخصية المثيرة
للجدل هنري كورييل(1914-1978), الذي كان أحد مؤسسي الحزب الشيوعي
المصري, وأسهم في دعم عدة حركات تحررية ومنها الحركة الجزائرية إلي أن تم
اغتياله في باريس في4 مايو4 مايو.1978 أما شحاتة هارون
المحامي(1920-2001), فهو يهودي مصري يساري معارض لإسرائيل.. ولد لأبوين
مصريين يهوديين. رفض الهجرة إلي إسرائيل بعد صدور قرار جامعة الدول
بترحيل اليهود العرب
إليها وتمسك بالجنسية المصرية.. أصيب في نهاية حياته بـ
الزهايمر, وعندما توفي, رفضت عائلته أن يصلي عليه حاخام من إسرائيل,
واستأجرت حاخاما من فرنسا.
قدم صناع الفيلم تحقيقا سينمائيا جيدا, والأهم أنه ممتع رغم طول
مدته نسبيا, ويتمتع علي المستوي الموضوعي بوضوح الأفكار وترتيبها ووجود
رؤية محددة يتم التخديم عليها عبر سيناريو مكتوب ومنفذ بدقة.. وعلي
المستوي التقني, يتمتع ببناء متماسك ساعد عليه مونتاج محكم قام به المخرج
بالاشتراك مع هيثم الخميسي, المنتج الفني للفيلم.
الأهرام المسائي في
29/08/2013
قلق من تكرار سيناريو حرق الإخوان للسينمات 1954
كتب : نسرين علاء الدين
حالة من القلق انتابت صناع الفن حاليًا بعد أن جاء خبر حريق سينما
سفنكس بالمهندس بالإضافة لاجزاء من سينما فاتن حمامة بالمنيل كمؤشر لاحتمال
تكرار أحداث حريق القاهرة عام 54 والتى شملت حريق جميع السينمات حيث توجهت
شركة «الصوت والضوء» المالكة لسينما سفنكس ببلاغ بحرق جزءكبير من سينماتها
واتهمت الإخوان بالتسبب فى الحادث.
من جانبه أكد منيب شافعى رئيس غرفة صناعة السينما أن الهيئة أرسلت
خطابات إلى وزارة الداخلية ووزارة الدفاع بضروة تكثيف الأمن على جميع
سينمات مصر تحسبًا لتكرار سيناريو حرق السينمات من قبل جماعة الإخوان الذى
سبق وحدث عام 1954 خاصة بعد بوادر حرق سينما سفنكس التابعة للصوت والضوء،
والداخلية أكدت لنا على خطتها لحماية جميع منشآت الدولة سواء خلال 30 أغسطس
أو بعده لضمان عدم تكرار الأمر.
وأكد عبد الجليل حسن المسئول الإعلامى للشركة العربية للإنتاج
والتوزيع السينمائى أن هناك حالة من القلق تشعربها ملاك دور العرض خشية من
حرق السينما لأن الخطة الأمنية التى أكدت عليها وزارة الداخلية لم توضح
ملامحها حتي الآن حيث إن تأمين السينمات حاليًا يقتصر على بعض أفراد الأمن
المتواجدين داخل دار العرض ولن يزيد عددهم على خمسة أفراد فكيف سيكون
تصرفهم فى حال هجوم من قبل الإخوان الإرهابيين عليهم حتى لو كانت الفئة لا
يزيد عددها على خمسين شخصًا أو حتى أقل من ذلك.
وشدد عبد الجليل على ضرورة زيادة الإجراءات الأمنية خلال الفترة
القادمة تحسبًا لتكبيد مصر مزيد من الخسائر المادية والاقتصادية.
وأشار سعيد حسان مدير شركة الصوت والضوء أن حريق المقاهى فى ميدان
سفنكس قد امتد للسينما والخسائر تعد بحوالى 300 ألف جنيه وجار وضع خطة
لترميم السينما ولكن تم تأجيلها مثل الفترة الحالية وبعد 30 أغسطس لما يمكن
أن يشهده من أحداث تصعيدية مثل حرق السينما مجددًابعد البدء فى ترميمها
لذا قررنا التأجيل لحين استقرار الأوضاع.
روز اليوسف اليومية في
29/08/2013 |