رفض الفنان شريف منير تحديد عمل
الفنانين العرب بالاعمال المصرية، وغضب كثيرا من القرارات
الأخيرة التي صدرت عن
نقابة الممثلين المصرية.
قال شريف منير: أرى من العيب ما قاله البعض ان عمل
الفنانين العرب 'تطفلا' او اقتحاما، وتساءل: كيف نتغنى دائما بالقومية
العربية، وفي
نفس الوقت نرفض بعضنا البعض خاصة بالفن الذي يعد لغة عالمية
يفهمها الجميع ويشعر
بها الناس جيدا، فلابد من تكاتفا للفنانين العرب فنيا لأنه أقوى المجالات
في
تجميعهم ونحن في حاجة للاتحاد العربي بأي مجال.
أضاف: أرى من يعتبر وجود فنانين
عرب بأعمالنا اقتحاما لنا لديهم ازدواجية في المشاعر، لأن
الاستعانة بهم لا تعني
بالضرورة عدم وجود فنان مصري يمكنه القيام بالدور، ولكنها تعني ان الانطلاق
والشهرة
دائما تبدأ من مصر، لهذا يفضل الفنانين العرب العمل في مصر رغم أن لديهم
صناعة
سينما ودراما تليفزيونية متطورة وتتقدم من عام لآخر.
ويؤكد شريف منير أن مشاركة
الفنانين العرب أصبحت ضرورية لأن مشاركتهم بلهجاتهم
وانتماءاتهم وقضاياهم سيؤدي الى
تعريف أنحاء الوطن العربي بها وأيضا بالثقافة العربية المختلفة، مثلا لو
جسد ممثل
كويتي بمسلسل مصري فان الجمهور المصري سيتعود على اللهجة الكويتية ويتعرفون
على بعض
عادات المجتمع الكويتي وهذا مهم جدا هذه الأيام حتى تزداد
الألفة والتوحد فيما
بيننا.
وأوضح ايضا انه لا يرى أي مشكلة في تجسيد الفنانين العرب للأدوار
المصرية
طالما انهم يتقنون اللهجة المصرية كي لا ينفر المشاهد من الفنان الذي لا
يجيد
اللهجة التي يتحدث بها ويخسر الجمهور.
أشار إلى الفيلم السوري 'أيام الضجر' الذي
قدم ضباط مصريين يتحدثون بلهجة غير مصرية وهذا أمر يسيء للغاية
ويضعف العمل
الفني.
أضاف: معرفة الشعوب بثقافة البعض تعتمد بشكل كبير على الفن، ولذا
مشاركة
العرب في أعمال فنية تحقق هذه النتيجة بسرعة، وأطالب بميثاق بين النقابات
الفنية
لضمان وجود التعاون الفني المستمر بين الدول العربية، ومن هنا أعاتب
الأشقاء
السوريين على عدم استعانتهم بالنجوم المصريين في أعمالهم خاصة
في مجال الدراما
التاريخية التي حققوا فيها نجاحا كبيرا لكن النجوم المصريين لديهم خبرات
طويلة في
هذه الأعمال ومشاركتهم مع النجوم السوريين يؤدي إلى تطور أكبر للدراما
التاريخية.
عن السؤال المتكرر بأن الدراما السورية سحبت البساط من تحت أقدام
الدراما المصرية يقول شريف منير: هذه العبارة تشير الى تفرقة غير مطلوبة
على
الإطلاق والإعلام هو السبب في تصعيدها وأسأل هؤلاء لماذا لم
تظهر هذه النغمة أيام
فريد الأطرش واسمهان وصباح، كل ما في الأمر أن الدراما السورية بدأت تظهر
ولم تصل
الى التقدم على الدراما المصرية التي مازالت تحتفظ بمكانتها لدى الشعوب
العربية،
فالفنان المصري يحبه الجمهور العربي ويطلبوه للتدريس في
المعاهد الفنية بأنحاء
الوطن العربي، وإذا لفتت الدراما التاريخ السورية الأنظار فان السينما
المصرية هي
الأولى بلا شك.
أشار منير الى ان التغيرات ظهرت بوضوح على الفن المصري خلال
السنوات الأخيرة خاصة في مجال التكنولوجيا المتطورة ودور العرب السينمائي ،
وأفلامنا متقدمة ولدينا مواهب قوية في مجال التمثيل.
حول أهمية الأفلام القديمة
ومقارنتها الحديثة قال: زمان استعانوا بالروايات الأدبية لكبار
الكتاب مثل: نجيب
محفوظ وإحسان عبدالقدوس وغيرهما، وهذا سبب بقاء أفلام زمان أكثر.
بالنسبة
لمطالبة البعض إلغاء الرقابة قال شريف منير:
المثل الشعبي يقول 'اللي مالوش كبير
يشتري له كبير' واقصد ضرورة بقاء الرقابة لتكون هناك حدودا لا
يتعداها أحد، وإلا ما
الفارق بيننا وبين الغرب نحن شعوب مرتبطة بالدين ولدينا الحلال والحرام.
لذا
أطالب بالإبقاء على الرقابة لأن الرقابة الذاتية التي يشير اليها البعض غير
متوفرة
لدى الجميع، فهي تتوقف على تكوين الشخص ومنهجه في الحياة، ولابد من وجود حل
متوسط
يرضي جميع الأطراف.
القدس العربي في
20/02/2009 |