الانتخابات في اليابان على الأبواب، كازوهيكو ياموشي مرشح يمثل الحزب
الليبرالي الديمقراطي الحاكم منذ نصف قرن في اليابان، يمشي في الشوارع
ويوزّع المناشير ويتكلم عبر مكبّر الصوت، يتسلّح بالشجاعة ولا يتأفف من
المهمة الصعبة، بل المستحيلة، في أن يُنتخب، ذلك أن لديه عيباً واحداً قد
يحول دون فوزه: إنه مرشح في حي لا يعرفه.
عبر تصوير الأيام ال12 التي ستغيّر حياة ياموشي، يجرّنا المخرج
الياباني الشاب كازوهيرو سودا، الذي كان ضمن الفائزين بجوائز في الدورة
الأخيرة من مهرجان دبي السينمائي، في فيلم حملة يحكي من خلاله قصة مرشح
افتراضي يخوض انتخابات رئاسة الحكومة.وملحمة عبثية تجذب التعاطف، رافعاً
الغطاء عن جمود الحياة السياسية في اليابان، بفيلم يحكي عن بلاد الأساطير
التي تحلّ مكان الانسان، ياموشي أشبه ببطل رغماً عنه، يصرخ باسمه في
الشوارع ويرجو الناخبين منحه أصواتهم بتهذيب وطرافة، خلف ستار الكوميديا
البشرية، يحمل الفيلم تساؤلاً أساسياً حول أساليب العملية الديموقراطية
ورتابتها الخانقة وآلياتها التي تعمل في الفراغ.
·
كيف أتتك فكرة أن تتبع تحركات
ياموشي؟ ما الذي استهواك فيه؟ هل قرأت عنه في الصحف مثلاً؟
كنت أنوي تصوير فيلم آخر في اليابان، وأعددت حقيبة السفرمن الولايات
المتحدة لهذه الغاية، وإذا بي أتلقى بريداً الكترونياً من صديقي يقول لي
فيه إن رفيقاً مشتركاً لنا يُدعى ياموشي ترشّح للانتخابات، فوجئت حين تلقيت
الخبر لأن ياموشي غير جدير بأن يترشح للانتخابات لأنه لا يولي السياسة أيّ
اهتمام، فهو يبيع الطوابع والقطع النقدية، كان الخبر غريباً .
ولا سيّما أنه كان يترشح عن الحزب الديموقراطي الليبرالي الذي يعتبر
الحزب الياباني الأكثر محافظة والأوسع نفوذاً، كوني أعرفه، كنت أعلم أنه لا
يليق بياموشي تمثيل هذا الحزب، لكني أصبت بدهشة وبنوع من حيرة، فكان القرار
القاضي بتصوير فيلم عنه، بعدما سألته اذا كان ممكناً ذلك وتلقيت رداً
ايجابياً منه، بعد خمسة أيام كنت بدأت التصوير.
·
ما كانت طبيعة رد فعل السلطات
اليابانية لدى اطلاق هذا الفيلم في الصالات؟
عُرض الفيلم للمرة الأولى في 25 مدينة يابانية، وأطلق في عدد قليل من
دور السينما، لكن هذه العروض درّت الأرباح الضرورية، وحاولنا إطلاقه قبل
إجراء الانتخابات الوطنية المهمة جداً بالنسبة إلى اليابانيين، وهذا ما
أثار اهتمام ما يزيد على 200 وسيلة إعلامية غطّت الحدث، فاكتسب ياموشي شهرة
واسعة.
وأصبح شخصية بارزة الشأن، ونشرت صوره على صفحات الجرائد، الآن هو يكتب
رواية، كان مسروراً لأنه حظي بمحبة الناس، لم نعرض الفيلم على أعضاء الحزب
الديموقراطي الليبرالي قبل إطلاقه، ولم أدعُ أياً منهم إلى حضور العرض
التمهيدي، أعتقد أن أعضاء هذا الحزب شاهدوا الفيلم بعدما دفع كلٌّ منهم 10
أو 15 دولاراً أميركياً، ولم أتلقّ أي شكوى منهم! كنت أخشى رد فعل الجمهور،
لكن حتى الآن لم تُرفع أي شكوى ضدنا، وصلتني أخبار أن رئيس الحكومة شاهد
الفيلم، وتساءل من تكون الشخصيات فيه.
البيان الإماراتية في
22/02/2009 |