بعد مرور ثلاثين عاما على تجسيدها دور مراهقة عمرها 13 عاما في فيلم (
الانفجار) لكلود بينوتو ، تعود الفنانة الفرنسية صوفي مارسو لتمثل دور
والدة فتاة مراهقة تدعى ( لول ) وتبلغ من العمر 16 عاما وتجسد دورها الشابة
كريستا تيريه .. ويثير الفيلم الجديد الذي يتعرض للعلاقة بين الام وابنتها
المراهقة ذكريات مارسو في فيلمها السابق (الانفجار).. ويتخذ فيلم (لول)
طابعا كوميديا وهو من اخراج ليزا اوزيلو ، ويمثل فيه اضافة الى صوفي مارسو
وكريستا تيريه ، الفنانون جوسلين كيفرين والكساندر استييه .. وتفصل ثلاثون
عاما بين الفيلمين بينما تربط بينهما صوفي مارسو والعلاقة بين المراهقين
والآباء ، ويخاطب فيلم (لول) جيلين هما جيل المراهقين وجيل الآباء كما فعل
الفيلم السابق الذي اقتبست منه المخرجة اوزيلو الكثير ، فهو يلعب على
الاوتار العاطفية والوجدانية مبتعدا عن الابعاد الاجتماعية او السياسية ،
وزيندر ووجد الكوميديا في افلام مشابهة في فرنسا ، لكن للمخرجة اوزيلو رغبة
كبرى في السخرية من هموم الحياة ..
تجسد مارسو دور ( آن ) التي تبلغ من العمر 40 عاما وهي ام مطلقة
ولديها ثلاثة اولاد بينهم المراهقة (لول) ذات الستة عشر عاما ..وتقول مارسو
ان الدور ساعدها على الاقتراب من هموم آباء المراهقين ومحاولة نزع الطابع
المأساوي عنها من خلال سلوك طريق الكوميديا مشيرة الى تأثير تجربتها الخاصة
على دورها في الفيلم ...تناول فيلم ( انفجار ) في الماضي حادثة القبلة
الاولى وماتعنيه لفتاة مراهقة ، اما المراهقة الجديدة ( لول ) فلديها هموم
اخرى إذ تخوض البطلة فيه تجربة اول علاقة جسدية وهو مايثير خوف والدتها
(آن) عليها كما يفعل كل آباء المراهقين في العالم.
ويمتلك مراهققو اليوم لغتهم الخاصة فهم يتواصلون عبر الانترنت ورسائل
الهواتف المحمولة كما تفعل (لول) ويحملون قناعات جديدة في رؤوسهم مهما كانت
خاطئة ، وتتحمل المدرسة مسؤولية ذلك اضافة الى الانترنت والتلفزيون ،
فالمراهقون الجدد قلقون باستمرار ويشعرون باضطراب وضغط كبيرين كما يراودهم
الخوف من كل شيء برغم الافراط في حمايتهم ن لذا يلجأون الى تجريد اجسادهم
بالوشم وتغيير مظهرهم بشكل منفر احيانا ..ورغم ذلك فهم يحتاجون اكثر من ذي
قبل الى من يسمعهم لشدة حساسيتهم ورغبتهم في المعرفة والتنقيب عن كل شيء
..ويمتلك مراهقو اليوم ذكاءا حادا من دون ان يخلو ذلك من اصابتهم بعقد
كثيرة ..
ومنذ فيلم ( الانفجار ) ، تغير العالم كثيرا واتسعت العلاقات
الاجتماعية ولم يعد المراهقون يعرفون من اين تأتيهم المشاكل ، لذا صاروا
يلجأون الى الكحول والرقص والمخدرات لقضاء على التوتر الذي يشغل اذهانهم
ويؤلم ارواحهم ..
وتعتقد مارسو ان المشكلة لاتتعلق بالأبناء بقدر الآباء فبعض الآباء –
في نظرها – انانيون ولايشعرون بحق المراهق في الاستمتاع ، كما تعيش بعض
الامهات حالة تنافس مع بناتهن .....وترى مارسو ان الامور كانت اكثر تسامحا
في سنوات الثمانينيات لكن التقاليد والممنوعات لاتساعد الشباب على بناء
انفسهم فالمراهق يريد ان يشعر دائما بانه شخص مهم وليس اداة اكسسوار ..
اصبحت مارسو ممثلة شهيرة بعد تمثيلها دور ( فيك ) وكانت في الثالثة
عشرة من عمرها آنذاك ، وتعتبر الان ماحدث معها في الماضي امرا قاسيا لأنها
لم تتمكن من التأقلم مع محيطها الذي اقتلعت منه ولاالتكيف مع محيطها الجديد
بوجودها بين الكبار في ستوديوهات التمثيل ..
وتقول مارسو ان والديها كانا من اصل متواضع لذا اتم ابعادها عن
المدرسة لتستمر بالتمثيل الذي لم يمثل حلمها الحقيقي يوما اذ كانت ترغب
دائما في خوض مهنة مستقلة ..
ولانها ام قبل ان تكون ممثلة ، تفكر مارسو اولا في طفليها وتخصص لهم
ساعات طويلة من ايامها المليئة بالعمل ، ولاتعتبر مارسو هذا كرما لأنها
تربت بهذه الطريقة فاذا لم تكن اما كاملة فليس عليها ان تصنف نفسها من
الامهات القريبات من اولادهن الى درجة اعتبارهن صديقات لهم.
المدى العراقية في
23/02/2009 |