سيعيش هواة الفن السابع وتحديدا السينما الإيرانية خلال مطلع هذا
الأسبوع على إيقاع أيام السينما الايرانية بتونس التي تحتضنها دار الثقافة
ابن خلدون من 23 فبراير إلى غاية غرة مارس القادم. التظاهرة من تنظيم
اللجنة الثقافية التونسية بالتعاون مع سفارة الجمهورية الاسلامية
الايرانية بتونس .
سبعة أفلام لمخرجين إيرانيين ستكون حاضرة خلال الأسبوع الإيراني
على غرار" المتبقي" لسيف الله داد و"ابن مريم" لحميد جبلي و"حذاء ميرزا"
لمحمد متوسلاني و"ابراهيم خليل الله" لمحمد رضا ورزى ... وقد وقع الاختيار
على شريط "أطفال الجنة" للمخرج الإيراني مجيد مجيدي كفيلم الافتتاح
الذي سبق له وأن فاز بالعديد من الجوائز من مهرجان فجر السينمائي
ومونتريال ووارسو وسنغافورة ومن جمعية نقاد الفيلم في الأرجنتين.
الفيلم يحكي قصة بسيطة بطلها الطفل (علي) وأخته الصغيرة (زهرة)
اللذان يواجهان مأزقاً خطيراً يسعيان إلى معالجته بعيداً عن نظر والدهما
سريع الغضب. بداية الفيلم تكون مع (علي) الذي يحمل في يده كيساً في داخله
حذاء جديد لأخته (زهرة)، وقبل أن يصل إلى المنزل يتوقف قليلاً عند دكان
لبيع الخضار، فينهمك في عملية الشراء وهو لا يدري أن هذه الوقفة السريعة
ستكلفه غالياً.. لأنه سيفقد حذاء أخته!. وهكذا يدخل في دوامة البحث عن
الحذاء المفقود، وينشغل هو وأخته (زهرة) بحياكة الخطط التي تضمن عدم معرفة
والدهما بهذه الكارثة، فالوالد فقير جداً وبالكاد تمكن من توفير مبلغ بسيط
اشترى به حذاءً لطفلته الصغيرة حتى تتمكن من الذهاب إلى المدرسة.. إذن يجب
أن لا يعلم الأب شيئاً، ويجب أن تذهب (زهرة) إلى المدرسة وهي التي لا تملك
حذاء.. فما السبيل إلى ذلك؟. مخرج الفيلم (مجيد مجيدي) يستغل الحذاء في
(أطفال الجنة) ليصور البؤس الذي ترزح تحته الكثير من الأسر الإيرانية، فكان
الحذاء بمثابة الدافع المحفز لكل تصرف يقوم به الطفلان البريئان .
أسبوع الفيلم الإيراني بتونس سيكون فرصة للجمهور للاطلاع على واقع
السينما الإيرانية وتطورها لاسيما وأنها قد سجلت أواخر التسعينات نقلة
نوعية في أفلامها من حيث الكم والكيف بانتاج قرابة 140فيلما طويلا.
السينما الايرانية تتميز بمنهجها الواقعي وبتسليطها الضوء على الحياة
اليومية الايرانية ببساطتها من دون إبهار.
إيلاف في
26/02/2009 |