الممثلة الايطالية كلوديا كاردينالي ذات الجذور التونسية واحدي أبرز
نجمات السينما العالمية صدر لها كتاب جديد بعنوان تونسية أنا واحتلفت بهذه
المناسبة وسط استقبال حافل وحب غامر من بلدها تونس الذي تركته قبل عشرات
الاعوام لتعبر بذلك عن عشقها لمسقط رأسها الذي لم تزعزه أضواء الشهرة بل
جعلته قويا وأكثر عمقا.. وقامت دار تيمي الفرنسية للنشر باصدار هذا
الكتاب باللغة الفرنسية.. وتتحدث فيه كلوديا كاردينالي التي ولدت في تونس
قبل71 عاما وتحمل الجنسية الايطالية عن ثلاثة أجيال تعاقبت علي تونس وعن
جذورها التي يصعب نسيانها وهي في القلب وفي الذاكرة إلي الأبد.. وتجيد
كلوديا الحديث باللغة الفرنسية التي تعلمتها ابان الاستعمار الفرنسي لتونس
ما بين عام1881 وعام1956 والتي تري أنها متعددة الثقافات.. وتقول..
لقد غادرت تونس في الخمسينيات لكني حملتها معي.. وأثناء وجودها في تونس
بمناسبة هذه الاحتفالية استقبلها الرئيس زين العابدين بن علي ومنحها وسام
الاستحقاق الوطني للثقافة من الدرجة الأولي ونوه بمسيرتها الفنية الثرية
ومكانتها المهمة علي الساحة السينمائية طوال سنوات عديدة وأعمالها التي
اتسمت بطابع التجديد وروح التسامح.
والجدير بالذكر أن كلوديا قد شاركت في بداية حياتها في مسابقة أجمل
ايطاليات تونس وفازت بالمركز الأول فيها ومن هنا تغيرت حياتها رأسا علي عقب
حيث تم مكافأتها بحضورها مهرجان البندقية السينمائي الدولي عام1956 لتدخل
بعد ذلك عالم الشهرة بفيلم حدث ذات مرة في الغرب هذا إلي جانب فيلمها
التونسي مع الفنان العالمي عمر الشريف جحا الذي أنتج عام1958.. ثم شاركت
بعد ذلك طوال مسيرتها السينمائية التي بدأتها قبل أكثر من خمسين عاما
وبلغت150 فيلما قامت ببطولتها مع نجوم السينما في العالم ومن أبرز
أفلامها ليوبارد وتوندا روسا وبنيك بانتر وبيزي بوب وجابي وصيف حلق الواد
والمخرجين البارزين أمثال ماركو فريري وريني فويتي وميخائيل كالاتوزوف وماك
روبسن وفرانسيسكو ماسيلي وسيرجي ليوني.
واسترجعت الممثلة الايطالية في الكتاب ذكريات طفولتها وصباها وجمعت
فيه الصور الفوتوغرافية الشخصية إلي جانب الكلمات المؤثرة.. وتحدثت بحب
وشوق عن أماكن كثيرة كانت تتردد عليها في تونس كشواطئ حلق الواد والمقهي
العالية في سيدي بوسعيد في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس والمدارس
والمعاهد التي تلقت فيها تعليمها ومنها مدرسة نهج مرسيليا فضلا عن
الكاتدرائية التي شهدت زواج والديها.. والجدير بالذكر أنها من أم فرنسية
وأب ينحدر من جزيرة صقلية الايطالية وكان يعمل مهندسا في مجمع السكك
الحديدية بتونس.
كما يحتوي الكتاب الذي جاء في200 صفحة علي المناظر الطبيعية الخلابة
لمدن تونسية سحرت الممثلة الايطالية مثل جزيرتي جربة وقرقنة ومنتجع
الحمامات جنوب العاصمة وبنزرت شمال شرق والقصور الصحراوية والمواقع الأثرية
المنتشرة في البلاد.. ومن المتوقع أن يوزع الكتاب خلال الأيام القادمة في
ايطاليا وذلك بعد أن تم توزيعة في أسبانيا اوائل الشهر الماضي.. ويأمل
الناشر الفرنسي جون بول نادي والذي ينحدر هو الآخر من تونس في إصداره
باللغة العربية قريبا. وقالت كلوديا ان كتابي أردت من خلاله تحية لتونس
حيث نشأت وقضيت أجمل أيام عمري ولن أنسي رائحة الياسمين العبقة بحلق الواد
وأيضا القطار الأزرق المتواضع والذي كنا نركبه لنذهب من خلاله إلي قرطاج
والمرسي.
وقد ولدت كلوديا كاردنيالي في15 أبريل عام1938 في بيت قديم وسط
العاصمة تونس بشارع الحبيب بورقيبه وقامت بزيارة هذا المنزل أخيرا وذلك قبل
هدمه لاقامة جسر فوق أرضه ووصفت هذه الزيارة بأنها مؤثرة.
وحصلت كلوديا علي عدد من الجوائز من بينها جائزة التكريم من مهرجان
برلين عام2002 وجائزة الاسد الذهبي عن مجمل أعمالها من مهرجان فينسيا
عام1993 وأخيرا حصلت علي جائزة مكافأة عن مجمل أعمالها أيضا من مهرجان
الفيلم الدولي في مدينة( كلوي) التي تقع شمال غرب رومانيا وكان ذلك وسط
تصفيق حاد من جمهور الحاضرين.. وبعد ذلك تم عرض عدد من المشاهد من بعض
الأفلام التي شاركت في بطولتها.. وقد قام هذا المهرجان من قبل بمنح هذه
الجائزة إلي كاترين دونوف وآني جيراردو وفانيسا ريدجريف وفرانكونيرو.
وقالت كلوديا كاردينالي التي تبلغ من العمر71 عاما إن حلمها هو أن
تعود إلي تونس لتستقر بها وأن تنهي حياتها فيها مثلما بدأتها فيها.
الأهرام اليومي في
08/07/2009 |