تمر حاليا الذكري الرابعة عشرة لرحيل المخرج عاطف الطيب صاحب الأفلام
ذات الصبغة الاجتماعية والسياسية.. ورحمة الله عليه كان يحمل ملامح
الأنسان المصري ويعيش داخل همومه وإحباطاته حتي أصبح جزءا منها ومتواصلا
معها وبقضايا الوطن المختلفة سواء إجتماعية أو اقتصادية وسياسية وترجم ذلك
في أفلامه المميزة.
ويعتبر مشوار عاطف الطيب السينمائي قصير الزمن, ولكنه مميز فيما
قدمه علي الشاشة المصرية فمشواره15 عاما فقط قدم فيها مايقرب من21
فيلما أشهرها سواق الأتوبيس عام1983 بطولة نور الشريف والراحل عماد حمدي
وأوضح فيه أوضاع الأسرة المصرية بجانب مرحلة الانفتاح ثم ملف في
الآداب1986 قلب الليل1989 ـ الهروب وأبناء وقتلة ثم البريء ـ كشف
المستور1994 وناجي العلي وله أيضا الزمار والتخشيبة وأنذار بالطاعة وإذا
كان مشوار الطيب قصيرا ولكنه ترك أفلاما ذات تأثيرات قوية وأثارت جدلا
كبيرا سواء للجماهير والسينمائيين وللجماهير بالمجتمع المصري.
وقد أجاد الراحل عاطف الطيب في تسليط الضوء علي شرائح المجتمع المصري
وخاصة الفقراء المهمشين منهم بجانب الطبقات الطفيلية التي طفت علي هذا
المجتمع, موضحا كثيرا من المفاهيم والأخلاقيات الخاطئة التي ساعدت علي
التفكك بشرائح هذا المجتمع والغوص فيها وأظهارها علي الشاشة الفضية ومن هنا
كان يعتبر من أفضل مخرجي مرحلة الثمانينات والتسعينيات بالرغم من سنواته
القليلة.
ويعتبر الراحل واحدا من المخرجين القلائل الذين يجيدون اختيار ممثلي
أفلامه وأبطالها خاصة نور الشريف وأحمد زكي اللذين قدما معه عدة أفلام جيدة
وذات بصمة مثل قلب الليل والبريء والهروب وليلة ساخنة والحب فوق هضبة
الأهرامات وعدة أفلام أخري كانت لها بصمة علي هؤلاء الأبطال وعلي الجماهير
أيضا.
وقد أعاد الطيب اكتشاف وتقديم ممثلين في أدوار جديدة أثارت الإعجاب
وأعطتهم خطوة للأمام في السينما المصرية, خاصة لبلبة في ليلة ساخنة وايضا
هالة صدقي في فيلمي قلب الليل والهروب وحمدي الوزير في التخشيبة وسيد عزمي
في إنذار بالطاعة ومحمود الجندي حينما جسد السكير في فيلم ناجي العلي
والمطرب في قلب الليل وصلاح السعدني في فيلمي الزمار وملف في الآداب وإذا
كانت هناك عدة أفلام ذات الطابع السياسي لهذا المخرج فقد ترك بصمة منها في
فيلم ناجي العلي والذي جسده نور الشريف في شخصية ناجي رسام الكاريكاتير
السياسي وتجربته المعيشية في مدينة صيدا وحتي اغتياله بمدينة لندن دون
معرفة القاتل.
وإذا كانت الذكري الرابعة عشرة له تمر حاليا.. إلا أن الجماهير
والسينمائيين والشاشة المصرية سوف تتذكره دائما طوال السنوات, حينما يعرض
فيلما من أفلامه خاصة التي أجاد فيها تأريخ الأحداث المصرية علي الشاشة
خلال مشواره الفني القصير.
الأهرام اليومي في
08/07/2009
مقعد في الصالة
عــرض زواج
كتبت-ماجدة حليم
الحب أجمل المشاعر الانسانية علي الاطلاق.. فهو الذي يجعل الحياة
وردية.. ويحول الانسان الي طائر يطير بمشاعره او تطير به مشاعره فوق
السحاب..
وهي كلنا نحبها.. لكنها اختفت منذ عدة سنوات ثم فاجأت الجماهير
بفيلمها الجديد عرض زواج انها ساندرا بولوك التي حظيت بالقبول لدي الجماهير
فحقق فيلمها ايرادات خيالية ويتصدر حاليا قائمة الافلام المعروضة.
بطلنا رايان رينولدز شاب وسيم يعمل مساعدا لرئيسة التحرير المتسلطة
التي تعامله بقسوة حتي تبدو للجميع انها فقدت مشاعرها ثم تضطرها ظروف
الاقامة في امريكا التي انتهت ان ترغمه علي الزواج منها أو ادعاء ذلك لكي
تتجدد الاقامة..وهذا هو جوهر الفيلم.. أن تطلب سيدة من رجل الزواج..
إن الرجال يهربون فور سماع هذا العرض لأن الظنون تجعلهم يجفلون من
الفكرة.. كما أن الرجال يحبون دائما ان يكون الاختيار لهم.
ويبدأ صراعهم مع المسئول عن تجديد الاقامة الذي يشك في كل الناس حتي
يتأكد بنفسه وذلك عن طريق استجواب كل منهم علي حدة ليري هل تتوافق الاجابات.
وهكذا يسافران الي محل اقامة الخطيب فتكتشف انه رجل ثري.. وتفاجأ بفرحة
اسرته بهذا الزواج وتحدث المفارقات حتي يقعا في الحب فعلا. تأخذنا الصورة
الي اماكن جميلة تساعد المتلقي علي الاندماج مع قصة الحب.. أما الحوار
فهو يدفعك الي تصديق وتقبل هذا الحب.. رغم ان ملامح الزمن وضعت ظلالها
علي وجه ساندرا بولوك. وتجيء النهاية محققة لاحلام المشاهدين الذين
يملأون قاعات العرض.. حبا في بطلتهم واملا في ان يعيشوا قصة حب فإذا لم
توجد فهناك افلام تحقق للمشاهد الحد الادني من الحصول علي الحب لمدة
ساعتين. وتتمكن الارهابية المتعسفة كما يصفها البطل أن تقع في غرام البطل
الذي كان يعرف عنها كل شيء ولا يجرؤ علي الاقتراب منها. لكنه الحب الذي
يحول الحياة الي اللون الوردي.. وتتحول قاعات العرض الي دنيا واسعة مليئة
بالمشاعر النبيلة.
هكذا عادت ساندرا بولوك.. وعادت مشاعر الحب الي قاعات العرض.
لكن عرض الزواج لايحدث إلا في السينما فقط.. وقد كتب الكاتب الكبير
توفيق الحكيم رواية قصيرة قدمتها الفنانة فاتن حمامة مع الممثل القدير أحمد
مظهر.. وفوجيء بعرض الزواج وكان حوارا رائعا بين منطق المرأة ومنطق
الرجل.. لكن هذا العرض مازال في يد الرجل!
الأهرام اليومي في
08/07/2009 |