مهتاب كرامتي فنانة إيرانية معروفة، وسفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم
المتحدة. اشتركت في العديد من الأفلام نذكر منها "صمت الملك"، "رجل
البلور"، "مومياء"، "لقاء الببغاء". ولمناسبة مشاركتها في الدورة الرابعة
والأربعين لمهرجان كارلوفيفاري في فيلم "عشرون" للمخرج عبدالرضا كاهاني
الذي حاز على جائزة التحكيم الخاصة فقد ارتأينا أن نسلط بعض الضوء على
آرائها وتصوراتها الشخصية في الفن والأدب خاصة، والحياة بصورة عامة، خصوصاً
وأن تجربتها العملية في الحياة لا تقتصر على التمثيل السينمائي حسب، وإنما
تمتد الى تصميم الأزياء، وممارسة بعض الأنشطة الإنسانية ذات المساس المباشر
بحياة الناس البسطاء، سواء في بلدها الأم ايران، أو في بقية بلدان العالم.
وفيما يلي ترجمة لحوارها الذي خصّت به مجلة "فيفا":
·
كيف تشعرين تجاه صناعة السينما
في ايران؟ ما الأشياء التي تحبينها فيها، وما هي الأشياء التي لا تحبينها
فيها؟
-أحب أن أرى صناعة السينما تتطور في إيران، وأن تصل الى عصر ذهبي جديد
للسينما.
·
ما الشخصيات التي تستمتعين في
تجسيدها؟
-أنا أعتقد أن عليك أن تجسد كل شخصية بأقصى ما تملك من قابيلة حتى لو كانت
شخصية لا تربطك بها روابط عامة. عليك أن تعتني بالشخصية لكي تظهر حقيقتها.
لدي حب خاص لكل الشخصيات التي أديتها.
·
بالإضافة الى التمثيل أنت تعملين
مع اليونيسيف؟
- نعم.
·
كيف تهيأ لك أن تعملين مع
اليونيسيف. ومنذ متى وأنت تعملين معهم؟
-بدأت بالعمل معهم منذ سنتين لكي أساعدهم في حملة مرض نقص المناعة المكتسبة
"الأيدز". وقد صار عمر الحملة الآن خمس سنوات. ومع الوقت قرروا أن يجعلوني
سفيرة اليونيسيف لعدة قضايا تتعلق بالأطفال، وبضمنها التربية، التغذية ومرض
نقص المناعة المكتسبة.
·
ما الأكثر إرضاءً بالنسبة لك،
العمل كممثلة أو كسفيرة لليونيسيف؟
-أنا أحب السينما بعاطفة غريبة، هذه العاطفة التي لا أظن أنها سوف تتلاشى
ذات يوم. غير أن العمل مع اليونيسيف يعطيك الطاقة التي تمكنك من العمل أفضل
في الجوانب الأخرى من حياتك. إنها تمنحك السلام الداخلي، والاحساس بأنك
تفعل بعض الاشياء الخيّرة لأناس بلدك.
·
إذا كنت تستطيعين أن تغيّري
شيئاً واحداً في العالم. ما هو هذا الشيء؟
-الكذابون- الصدق يمكن أن يكون أفضل صفة لدى الكائن البشري. ليس هناك من
سبب لأي شخص أن يدّعي بأن يشبه إنساناً آخر، يتبادل معه الابتسامات، ثم
يتحدث عنه بسوء. سيكون شيئاً عظيماً لو أن الناس يستطيعون أن يكونوا
مستقيمين مع بعضهم البعض.
·
لنتحدث عن موضوعات أخف قليلاً.
ماذا تفعلين لكي تسترخين، الى مَ تستمعين لكي تشعري بالاسترخاء؟
-أنا أستمع الى الموسقى كثيراً، وخاصة عندما أقود سيارتي لوحدي. وهذا الأمر
يساعدني كثيراً.
·
أين تذهبين؟
-ألتقط الطريق السريع وأذهب. المناطق الريفية هي المكان المناسب للسياقة.
أذهب الى هناك فقط، وأستمع الى الموسيقى. إنها تمنحني شعوراً إيجابياً.
·
ما فيلمك المفضل؟
- لا أستطيع أن أذكر فيلماً بعينه. فالأفلام المختلفة تمنحك تجارب مختلفة.
ومن العيب أن نذكر فيلم واحد ونترك بقية الأفلام الرائعة الأخرى التي
أُنجزت. فيلم "الخطيئة الأصلية" له تأثير عميق عليَّ. أنا أستمتع بالأفلام
التي تتوفر على سيناريو إبداعي.
·
في يوم عطلتك وأنت على وشك
الاسترخاء لمشاهدة فيلم. أتفضلين أن تشاهدي فيلماً كوميدياً، أم درامياً،
أم ربما فيلماً تاريخياً؟
- ذلك يعتمد على طبيعتي النفسية. فإذا كنت لا أريد الاستغراق في التفكير
فأنا أفضل أن أشاهد فيلماً كوميدياً، ولكن إذا كان مزاجي جيداً وأريد أن
أتعلم شيئاً فسأشاهد عندها فيلماً درامياً.
·
أتمارسين الرياضة؟
-كثيراً، السباحة والتزحلق هما رياضتاي المفضلتان. كما أمارس المشي
والآيروبيكس، ولدي مدرب شخصي أعمل معه.
·
أتستمتعين أيضاً بمشاهدة
المباريات الرياضية؟
-كلا، كلا، فأنا لا أشجِّع أية فرق أو لاعبين. أشاهد بعض المباريات
العالمية لأنني أشعر بأنها تجمع الناس.
·
ألديكِ هوايات أخرى؟
-العديد من هواياتي تتعلق بالعمل. فأنا أصمم الملابس، وأصنعها لعدة سنين.
وهذه ممكن أن تكون هواية وعملاً في الوقت ذاته. ولكنني أحاول أن أستغل وقت
فراغي للسفر. وإذا ما توفر هذا الوقت فأنا أضع خططاً للسفر.
·
طالما أنك تحبين السفر، ما سفرتك
التي تحملين بها؟
-أنا حقاً أريد أن أرى التيبت والهملايا وأوروبا الشرقية. أنا لم أزر هذه
الأمكنة من قبل.
·
أين سافرتِ؟
-أميركا، أوروبا، إنكلترا، تركيا، وبلدان المنطقة مثل الهند. الهند كانت
مذهلة وعليّ أن أزورها مرتين. أفضل أن أشاهد أماكن جديدة وثقافات جديدة.
·
أين ذهبت في الهند؟
-ذهبت الى بومباي أولاً. وقد صُعقت لحالة الضوضاء الموجودة فيها، وأردت أن
أعود في الرحلة التالية، ولكنني حينما توغلت في المدينة بعيداً عن ضواحي
المطار، تحسنت الأمور. ثم ذهبت الى الجنوب. أنها أماكن ممتعة.
·
أتقرأين كثيراً؟
-أحب القصص التاريخية القصيرة. تلك القصص التي تستطيع أن تقرأها في أقصر
وقت. ليس لدي الصبر لمتابعة قصة طويلة.
·
ما الذي يضايقك حقاً؟
-الهواتف النقالة التي تحتوي على كاميرات. هذه الهواتف تجننني. إنه أمر جيد
أن يجلب أحدهم كاميرا ويريد أن يصور معك، ولكنني أعتقد بأنه من اللا إحترام
أن تأخذ صوراً عشوائية بكاميرا الهاتف النقال. ولكن مجرد فكرة أن تلتقط لي
صورة هذا أمر يضايقني.
·
ما الذي يجعلك سعيدة؟
-أنا سعيدة جداً الآن. ما الذي يجعلني سعيدة؟ حسناً، أن أعرف خِططي
وأهدافي. أن أقلل من مشكلاتي وأجعلها أقل من الحد المعتاد. ولا أريد القول
بأنني لا أريد أن تحدث لي أية مشكلة، ولكن الأقل هو الأفضل. ولكنني أؤمن
بأن شيئاً واحداً يجعل من كل شخص سعيداً هو الحب.
·
أترين أنك مادية أم واقعية؟
-لا أريد القول بأن النقود لا تؤثرا مطلقاً. لكنني سيدة أعمال. وحينما
يتعلق الأمر بالسينما فإنني لا أفكر بالجوانب المادية. لقد كنت أشعر بأنني
يجب أن أتكئ على مهنة أخرى. أريد أن أن أعيش حياة جيدة، أسافر، وأحيا
بالطريقة التي أريد. لذلك، لا أستطيع القول بأن النقود غير ضرورية.
·
هل أنت صادقة؟
نعم، أحاول أن أكون صادقة.
www.vivamagazineonline.com/mahtab_keramati.html
إيلاف في
19/07/2009 |