يؤكد الفنان هاني سلامة أنه لم يتردد لحظة في قبول فيلم “السفاح”، بل شعر
بأن الشخصية مستفزة له كممثل ولذلك قرر أن يتحدى نفسه فيها واستعد لها من
الناحية الشكلية والنفسية أيضاً. ويتحدث هاني سلامة في هذا الحوار عن ظروف
الفيلم واعتراض أسرة الشخصية الحقيقية عليه وحقيقة وجود مشهد له مع نيكول
سابا أثار جدلاً.
·
ألم تخش من تقديم شخصية دموية
مثل السفاح؟
عندما عرض عليّ صديقي خالد الصاوي السيناريو لم أشعر بأي تردد أو خوف،
بالعكس شعرت بأن الشخصية تستفزني لتقديمها خاصة وأنها قصة حقيقية وقدمناها
بشكل إنساني وليس دموياً.
·
تردد أن هناك اعتراضات من أسرة
السفاح على الفيلم!
هذه
التفاصيل لا تخصني بشكل مباشر كبطل، لأن هناك منتجا ومؤلفا ومخرجا هم
المسؤولون، وأنا مسؤول فقط عن دوري وإن كنت أرى أن الاعتراضات على الفيلم
مبالغ فيها، فنحن لا نسيء لعائلة السفاح وإنما نقدم قصة شغلت الناس لفترة
طويلة وأظن أن أسرته بعد أن تشاهد الفيلم ستتفهم الموقف.
·
هل ترى أن كون الفيلم عن قصة
حقيقية يساعد في تحقيقه إيرادات أكبر؟
بالتأكيد، تقديم القصص الحقيقية يجذب الجمهور أكثر ويكون عاملا مساعدا
للفيلم لتحقيق إيرادات ضخمة، لكنه في نفس الوقت يحتاج إلى معالجة جريئة من
دون مجاملة أو ظلم لصاحب القصة الأصلية، ويحتاج إلى وعي من المؤلف والمخرج.
ولذلك أعتبر نفسي محظوظاً بالمخرج سعد هنداوي وصديقي وزميلي الفنان خالد
الصاوي لأنهما قدما الفيلم كسيناريو وإخراج بمهارة كبيرة.
·
ما هي أبرز صعوبات الشخصية التي
لعبتها وهل قرأت عنها؟
قرأت عنها الكثير واستعددت لها شكلياً ونفسياً أيضا، فمن حيث الشكل حاولت
البحث عن مظهر جديد يناسب الشخصية وطباعها كما أنني عشتها بكل تفاصيلها
النفسية حتى أكون مستعدا لكل مشهد قبل الوقوف أمام الكاميرا، وهذا الدور من
أصعب ما قدمت وبذلت فيه جهدا كبيرا ولهذا أنا متلهف بالفعل على معرفة رأي
الناس.
·
ما حقيقة وجود مشهد ساخن يجمعك
بالفنانة اللبنانية نيكول سابا في الفيلم؟
هناك موضة الآن هي الأحكام المسبقة على الأفلام قبل مشاهدتها ومن تحدثوا
عن وجود مشاهد ساخنة لم يشاهدوا الفيلم الذي كل مشهد فيه موظف بشكل طبيعي
ومهم ضمن الأحداث ولا توجد مشاهد مفروضة على العمل لمجرد الإثارة لأننا لا
نقدم فيلم مقاولات.
·
هل صحيح أنك كنت وراء اختيار
نيكول لهذا الفيلم؟
نيكول فنانة موهوبة وقلت رأيي ولم يكن بالطبع ملزما للمخرج أو جهة الإنتاج
أو حتى لها، لكن بعد أن أدت الدور تأكدت أنني كنت على حق وأنها كانت بالفعل
انسب ممثلة للشخصية.
·
ما رأيك في بعض نجوم جيلك ممن
يتحدثون عن سينما بلا مشاهد مثيرة؟
لا أحب أن أتحدث عن زملائي، لكنني لست من هذا الفريق فأنا أقدم أدواري من
دون أن أضع لنفسي محاذير من أي نوع، وأحترم رؤية المخرجين الذين أتعامل
معهم. وما ألاحظه فقط أن هناك حالة عودة للوراء في استقبال الجمهور للمشاهد
العاطفية، فممثلة تقدم قبلة في فيلم تقوم الدنيا عليها في حين أننا لو عدنا
للوراء وشاهدنا أفلام الستينات والسبعينات سنجد بها جرأة أكثر مما يقدم
الآن ولم يكن نجومها ونجماتها يتعرضون لمثل هذا الهجوم.
·
هناك اتجاه لتقديم أفلام دموية
في الفترة الأخيرة مثل “إبراهيم الأبيض” و”المشتبه” و”السفاح” هل هي صدفة؟
السينما دائماً تعبر عما يحدث في المجتمع، ورغم أنه لا يوجد اتجاه متعمد
لتقديم موجة من أفلام “أكشن” هذا الصيف، لكن المؤكد أن العنف زاد في
المجتمع ولذلك بدأت السينما تهتم به أكثر، وإن كنت ما زلت عند رأيي بأن
فيلم “السفاح” ليس دموياً وإنما هو فيلم به الأكشن والدراما والحب
والرومانسية.
·
في أفلامك الأخيرة “خيانة
مشروعة” و”الريس عمر حرب” و”السفاح” يلاحظ اتجاهك لأدوار الشر، ألا تخشى
النمطية؟
لا أحب أن اكرر نفسي، فأدوار الشر يمكن أن أقدمها من خلال شخصيات مختلفة
وبعيدة تماما عن بعضها كما أنه لا يمكن أن تقول إن أدواري في الأفلام
الثلاثة متشابهة وهذا هو المهم، حتى وإن كانت تدور في إطار الشر و”الأكشن”.
وقبل هذه النوعية من الأدوار قدمت أدوارا رومانسية وكوميدية واجتماعية
وبالتالي فأدوار “الأكشن” والشر تعتبر نوعاً من التجديد في أفلامي.
·
البعض اعتبر تقديمك لبطولة
جماعية في “الريس عمر حرب” نوعا من التراجع بعد البطولات المطلقة التي
قدمتها قبله، ما ردك؟
البطولة الجماعية ليست تراجعاً أبدا، والنجوم في العالم كله يقدمون بطولات
مشتركة وهذا لا يقلل منهم، “الريس عمر حرب” من أجمل أفلامي، ويعتمد على
سينما المخرج وينسب لخالد يوسف أكثر مما ينسب لأي من أبطاله، لكن في نفس
الوقت كنت البطل الأول للفيلم مع احترامي لجميع من شاركوني فيه مثل خالد
صالح وسمية الخشاب وغادة عبدالرازق.
لا خلاف
خالد يوسف مخرج له خبرته ورؤيته وأحب التعاون معه وأفلامي معه كلها حققت
نجاحاً كبيراً ولا يزعجني أبدا أن تنسب الأفلام له، لأنه من الطبيعي أن
السينما تنسب للمخرج مهما كانت أسماء النجوم معه وأنا واثق أنه في أي وقت
يجدني خالد يوسف مناسبا لدور في فيلم له سيرشحني فورا، وليس معنى عملي في
“السفاح” مع سعد هنداوي أن هناك خلافا مع خالد يوسف.
مسؤولية
أصبحت بعد الإنجاب أكثر إحساساً بالمسؤولية حتى في اختياراتي الفنية، فأنا
أريد أن تكبر ابنتي مريم فتجد في مشوار والدها أعمالا تفتخر بها كما أن
الأبوة إحساس رائع، وإن كنت عندما انشغل بالتصوير أشعر بأنني مقصر في حق
ابنتي، وإن كانت زوجتي لا تشعرني بهذا أبدا.
الخليج الإماراتية في
25/07/2009 |