كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

المخرج جمال محمد أمين

خسارتنا كبيرة.. خسرنا كل شيء

حاوره: عبد الرزاق الربيعي

ملف السينما العراقية

   
 
 
 
 

(إنهم يصنعون الحياة) عنوان لافت لأحد أحدث أفلام المخرج العراقي المقيم في الدنمرك الفنان جمال محمد أمين هذا العنوان يحمل مفتاح تجربة الفنان جمال في الغربة التي يراها"صعبة لكنها خليط من  التعب واللذة " واللذة التي يتحدث عنها الفنان جمال هي لذة الاكتشاف وصنع الحياة الجديدة فوق ارض جديدة.

والفنان جمال معروف للجمهور العراقي ممثلا ومخرجا منذ السبعينات عندما بدا عمله مع المخرج الكبير قاسم حول في فيلم (بيوت في ذلك الزقاق) عام 1976. عندما كان طالبا في الصف الأول في معهد الفنون الجميلة , وتبعا لنجاحه المبكر في هذا الفلم الذي يعد علامة مميزة في السينما العراقية اختاره المخرج كارلو هارتيون ليلعب دورا بارزا في فلم (اللوحة) إلى جانب الفنان جلال كامل في اول دور له في حياته الفنية, وكانت الفرصة الذهبية التي منحها له المخرج الراحل ابراهيم عبدالجليل عندما اختاره لأداء دور "عطية" في المسلسل الشهير "الذئب وعيون المدينة" ليمثل إلى جانب عمالقة الفن المسرحي والسينمائي في العراق:سامي عبد الحميد ,خليل شوقي,قاسم الملاك , ولتفتح له أبواب النجاح والشهرة ,وكانت مفاجأة مفرحة أن يتلقى دعوة من مؤسسة فنية كبيرة في "الكويت"هي مؤسسة "النورس" للعمل فيها ضمن مجال تخصصه كمخرج وكان عمره حينها 24 سنة فقط, ليبدأ مرحلة جديدة في حياته الفنية والتي يصفها بأنها" رائعة, بالنسبة لسني المبكرة , إذ وجدت نفسي اعمل ,لاحقا, إلى جانب زهير الدجيلي في مؤسسة"البيت الإعلامي" في الوقت الذي وجد أبناء جيلي أنفسهم منشغلين بحرب طاحنة مع إيران ا غلقت كل فرص العمل الفني بوجوههم وسيطر مخرجو الحزب  والمخرجون العرب من المقربين  من ذوي الشأن  وتردت الأوضاع الفنية في الحقلين السينمائي والتلفزيوني في بلدي وكان من نتيجته أن تراجع دور الشباب الذين جاءوا بأحلام كانت تسكننا عندما كنا طلبة في معهد الفنون الجميلة ببغداد. 

  • وهذا كان دوركم حينها؟

- كنت اعمل في الكويت ،كما ذكرت , وكنت أتابع بألم هذا التردي من خلال زياراتي المستمرة لبلدي , وكان أكثر ما يؤلمني أن أشاهد  فناني جيلي وقد أصبحوا مهرة في الحروب,جهلة في الفن السينمائي والتلفزيوني لذلك ظل جيل الخمسينات مسيطرا على الحياة الفنية في العراق إزاء توقف ابنا جيلي عن الإنتاج.

  • لكن مع ذلك كان هناك يعمل محمود أبو العباس وشفيق المهدي وجواد الشكرجي أليس كذلك؟

- لم اقل إن الحياة الفنية توقفت ,لكن ظلت الاستثناءات تعمل وبشكل استثنائي أيضا,ومحدودولم يكن عملهم بمستوى الطموح  رغم أنهم قدموا أعمالا مهمة ,لكنها لا تشكل ملامح ولادة جيل وريث للأجيال السابقة واعني:خليل شوقي وإبراهيم جلال وقاسم محمد وصلاح القصب وجعفر السعدي وبدري حسون فريد وعوني كرومي وعزيز خيون.

  • من هم أبناء جيلك؟

- أبناء جيلي هم شهداء , ودراويش وبائعو خضرة في مدن لا يذكرها احد.

  • تتكلم بألم يا أستاذ جمال؟

- نعم, فالخسارة كبيرة, لقد خسرنا كل شيء لأجل الكويت .

  • لأجل الكويت؟

- نعم, فلنمت ، ولتمت أحلامنا.

  • الأجل الكويت حقا؟

- هذا ما يجيب عنه الساسة الذين دفعونا إلى المحرقة

  • وماذا عملت بعد عودتك من الكويت؟

- كلفت من قبل المخرج فيصل الياسري,وكان حينها مديرا لتلفزيون, لإخراج برنامج" ساعة في الأسبوع" وكان برنامجا مهما استطعت من خلاله رصد معاناة الناسفكان أول برنامج دق ساعة الخطر إزاء مواجهة العديد من المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن العراقي  , وقد تناولت على مدى 120 حلقة تقريبا 1300موضوع متنوع لاقت اهتماما كبيرا من قبل المتابعين , كذلك قمت بإخراج حوالي عشرين فلما وثائقيا وأكثر من 300اعلان تلفزيوني إضافة إلى العديد من ألاغاني والفيديو كليب .

  • وماذا على صعيد التمثيل؟

- اشتركت مع الفنان كاظم الساهر في مسلسل "المسافر" لفلاح زكي وأديت دور شقيقه  الأكبر,لذلك قمت ببطولة مسلسل "خيوط من الماضي" مع سناء عبدا لرحمن, وكذلك قمت ببطولة مسلسل"دنانير من ذهب" للمخرج فيصل الياسري إلى جانب هند كامل.

  • وماذا قدمت في غربتك؟

- قدمت للسينما فلمين قصيرين هما" راكا" الذي يتحدث عن نحات سويدي ,

والأخر"انهم يصنعون الحياة" عن مجموعة فنانين تشكيليين عراقيين وأجانب يعملون في مرسم حر.

  • ولماذا الفن التشكيلي بالذات؟

- السينما فن تشكيلي تعتمد على الأشكال والتكوينات , لذلك أحببت الفن التشكيلي واغلب أصدقائي من الفنانين التشكيليين, وزوجتي "حنان " فنانة تشكيلية أقامت مؤخرا معرضا في  قاعة " شاميالا"مع الفنان علي الحربي نال اهتمام الأوساط الفنية في الدنمرك.

  • وماذا عن تجربتك في الغربة؟

- مشاعر الغربة معروفة ,لكنها بالنسبة لي لذيذة جدا ,وكنت أتمنى أنها لوكانت قبل عشرين سنة ,الاغتراب ليس شعورا جديدا علينا  إننا نعانيه  في بغداد أكثر مما لوكنا في أية عاصمة أخرى .

  • كيف؟

- لوجود هوة كبيرة بين الواقع والطموح ,ورغم صعوبتها –الغربة- لكنها خليط من التعب واللذة.

  • اللذة بأي معنى؟

- بمعنى الاكتشاف  والاحتكاك ولو بشكل متأخر عن التجارب الفنية الأوربية,وطبعا الفرص هنا قد تكون قليلة لكنها مهمة ,فلقد توفرت لنا هنا مساحة كبيرة من حرية التعبير .

  • وماذا عن العملية الإنتاجية؟

- الإنتاج صعب جدا وعملية الإقناع ليست سهلة لكننا نواصل العمل متجاوزين المعوقات.

  • وما تعمل حاليا؟

-  بدات العمل بتصوير فيلم كلفت به من قبل شركة اسمها "فرونت تي في" عن عائلة فلسطينية تعيش في"اودنسة"  متتبعا حياتها خلال يوم كامل متطرقا إلى علاقتها بالأحداث في الأرض المحتلة.

نقلاً عن موقع "سينمائيون" (http://www.cinemaion.com/)

موقع سينمائيون في

24.11.2003

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)