كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أحمد زكي

يعود إلى القاهرة لإستكمال علاجه فيها

مشاريع سينمائية تنتظر شفائه

عن رحيل الإمبراطور

أحمد زكي

   
 
 
 
 

جاءت نتيجة التحاليل التي أجراها الفنان احمد زكي في باريس لتؤكد انه مصاب بخلايا نشطة في الفص الأيمن من الرئة وانه بحاجة إلى علاج كيماوي، ويعود النجم الأسمر إلى القاهرة لاستكمال علاجه بها بعد رحلة من الألم العضوي والنفسي الشديدين عليه خاصة أن الكل يعلم أن احمد زكي لا يحب المستشفيات ولا يطيق الجلوس حتى في بيته فترات طويلة.

ورغم حالة احمد زكي الصحية الحرجة لكن هناك العديد من المشاريع تنتظر عودته للبلاتوهات من جديد وان كانت تلك العودة غامضة حتى الآن!!

لا أحد يعرف متى يستطيع احمد زكي العودة للتمثيل بعد محنة المرض الخطير الذي اقتحم حياته مؤخرا خاصة أن العلاج الكيماوي الذي أكد الأطباء احتياج احمد زكي له يحدث آلاما عضوية شديدة ولكن لاغنى عنه، وإلا فإن الخلايا النشطة قد تتحول إلى خلايا سرطانية ولذلك لا بديل أمامه عن العلاج الكيماوي الذي سيواصله في القاهرة بعد قرار عودته إليها.

رسائل البحر!

ورغم محنة المرض لكن هناك مشاريع فنية يحلم أصحابها بعودة احمد زكي للاستوديوهات من جديد لأنه الأجدر بها خاصة أن احمد نفسه كان قد أعلن حماسه لتلك المشاريع الفنية وأولها فيلم “رسائل البحر” مع المخرج داود عبد السيد وهو الفيلم الذي كان من المفترض أن يصوره لولا مداهمة المرض له، و”رسائل البحر” تدور أحداثه حول طبيب شديد الخجل يترك القاهرة إلى الاسكندرية وتقتحم حياته امرأتان إحداهما إيطالية والأخرى مصرية وتغيران الكثير في حياته، وكان المخرج داود عبد السيد يتفاوض مع لوسي آرتين للظهور على شاشة السينما لأول مرة من خلال دور السيدة الإيطالية، بينما لم يتم ترشيح الفنانة التي ستلعب دور السيدة المصرية، وكان احمد قد تحمس جدا للفيلم الذي من المفترض أن يكون ثاني تعاون فني بينه وبين داود بعد فيلمه الأول “أرض الخوف” ومن شدة حماسه للفيلم اتصل بالمخرج قبل السفر للعلاج ليطمئن على خطوات التحضير للفيلم وأكد لداود انه سيعود ويصور الفيلم وهو ما يؤكد داود انه يتمناه في أسرع وقت لأنه لا يتخيل ممثلا آخر غير احمد زكي في هذا الفيلم.

من ضهر راجل

ومثلما كان احمد زكي شديد الحماس لفيلم “رسائل البحر” كان أيضا شديد الحماس لفيلم آخر بعنوان “من ضهر راجل” رغم انه التجربة الأولى للمؤلف والمخرج احمد ماهر، وقد  أبدى احمد إعجابه بالسيناريو الذي كتبه احمد ماهر والذي كان من المفترض أن يجسد فيه احمد زكي ثلاث مراحل عمرية مختلفة الأولى في بداية الأربعينات من العمر والثانية في أواخر الستينات والثالثة في الثمانين من العمر، وذلك في إطار اجتماعي وسياسي ومثلما أكد داود عبد السيد تمسكه بأحمد زكي بطلا لفيلمه “رسائل البحر” أكد احمد ماهر أن حلمه الكبير أن يلعب احمد زكي بطولة فيلمه الأول “من ضهر راجل” وان كان ماهر قد أكد أيضا أن الأولوية بالطبع لصحة النجم الكبير وأن الاطمئنان عليه أهم من أي فيلم.

الغريب أن احمد زكي أثناء وجوده في مستشفى دار الفؤاد قبل سفره إلى باريس اتصل أيضا بأحمد ماهر ليسأله عن أخبار الفيلم خاصة أن المخرج المؤلف كان يجري بعض التعديلات على السيناريو وان كان لم يندهش من تصرف احمد زكي لأنه لا يشغله شيء أبدا عن فنه حتى وان كان المرض!

السعادة الزوجية

أما فيلم “السعادة الزوجية” الذي كتبه ويخرجه رأفت الميهي فكان احمد زكي هو المرشح لبطولته أمام يسرا، وتدور أحداثه حول حياة زوجين بعد 15 سنة زواجا، وكان قد قرأ السيناريو وأبدى موافقته المبدئية عليه بل وطلب من رأفت الميهي أن ينظم لقاء مع طلبة قسم السيناريو بأكاديمية الميهي للفنون لمناقشة السيناريو وهو ما حدث بالفعل في حضور احمد زكي.

وكما يؤكد رأفت الميهي فقد سعى للحصول على موافقة جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامي لتمويل الفيلم وانه يصر على أن يكون احمد زكي هو البطل خاصة أن الدور يحتاج إلى عبقرية احمد في الأداء.

حليم

ويظل فيلم “العندليب” أحد الأحلام الفنية لأحمد زكي وهو الفيلم الذي يتناول فيه قصة حياة المطرب الراحل عبد الحليم حافظ والذي كان صديقا مقربا له، واستغرق احمد زكي فترة طويلة في التحضير له وكان قد اشترى السيناريو الذي كتبه الراحل عبد السلام أمين عن العندليب لكنه لم يشعر انه سيكون مناسبا للسينما فطلب من محفوظ عبد الرحمن كتابة الفيلم وهو ما حدث بالفعل، بل وصل احمد زكي إلى انسب ماكياج يقربه من ملامح العندليب وحاول الحصول على موافقة ورثة عبد الحليم على الفيلم لكنه اصطدم بطلباتهم المادية المبالغ فيها، وتعثر مشروع العندليب طويلا لكن احمد زكي لم يفقد حماسه يوما لهذا الفيلم الذي كان ينوي إنتاجه بنفسه واتفق مع مجدي احمد علي أن يكون مخرجه.

الضربة الجوية

ومن بين الأعمال الفنية التي كان احمد زكي يحلم بها أيضا تقديم فيلم عن الضربة الجوية في حرب أكتوبر 73 يجسد فيه بطولات القوات الجوية في الحرب والانتصار بعد أن جسد من قبل شخصيتي الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات وكان احمد قد أعرب للرئيس مبارك عن أمنيته في تجسيد شخصيته على الشاشة عندما كرمه الرئيس مبارك عن دوره في فيلم “أيام السادات” ومنحه وسام العلوم والفنون.

مشاريع كثيرة تنتظر احمد زكي ومنها أيضا سيناريو فيلم بعنوان “دنيا” للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب، وكان احمد قد قرأ السيناريو وأبدى إعجابه به ولكنه كان ينتظر وصول جوسلين للقاهرة لمناقشة السيناريو مثلما كانت هناك مفاوضات بينه وبين الشاعر احمد فؤاد نجم على فيلم “الفاجومي” الذي يتناول السيرة الذاتية ل”نجم” ولكن احمد ونجم اختلفا حول بعض  التفاصيل.

ويبقى فيلم “معالي الوزير” هو آخر ما قدم احمد زكي للسينما قبل أن يداهمه

 المرض اللعين والذي لا يعرف أحد متى يستطيع الانتصار عليه  ليعود إلى فنه ومشاريعه السينمائية التي تنتظره وما أكثرها، خاصة أن التقرير الطبي عن حالة احمد زكي يؤكد أنه سيتلقى العلاج الكيماوي لفترة بعدها يتم تقييم حالته الصحية من جديد.

الخليج الإماراتية في

13.02.2004

 
 

رغدة إنضمت للمرافقين له

أعضاء من جماعة التبليغ أدوا صلاة الحاجة للنجم الأسمر

القاهرة/ حسام عبد البصير:

في واقعة هي الأولى من نوعها قام أصوليون ينتمون لجماعة التبليغ والدعوة بأداء صلاة قضاء الحاجة عونا للممثل احمد زكي والذي يعود اليوم من باريس إلى القاهرة لاستكمال علاجه فيها. وفي تصريحات خاصة ل “الخليج” أكد الداعية اشرف أبو طالب أن مثل تلك الصلاة يصل ثوابها بفضل الله لكل مؤمن طالما أن صاحبها نذرها لوجه الله عز وجل، وأضاف ان بعض الأدوار التي قدمها الفنان الراحل قد تكون في سياق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذلك طالما كان العمل لا يحض على الفجور، وكان أعضاء من الجماعة التي أسسها في القاهرة الداعية الراحل الشيخ إبراهيم عزت بمسجد انس بن مالك قد زاروا أحمد زكي قبل سفره لباريس وجاءت الزيارة دون ترتيبات حين كان الأخوة يقومون بجولة للدعوة في سبيل الله بمدينة السادس من أكتوبر، وحينما علموا أثناء وجودهم في مستشفى دار الفؤاد بأن الفنان نزيل إحدى الغرف توجهوا على الفور إلى غرفته، وكان عددهم ثلاثة دعاة، وقد وضع كبيرهم يده على جبهة احمد زكي وتلا دعاء المريض (اللهم رب الناس اذهب البأس اشفِ وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاء لا يغادر سقما) ورغم تدخل أحد الأطباء لصرف الزائرين عن الغرفة أصر زكي على الخروج مع أعضاء الجماعة حيث ظلوا لفترة اقتربت من الساعتين يحدثونه بالكتاب والسنة ويحثونه على التماسك والتشبث بحبل الله المتين، ويقول بعض الذين كانوا بالقرب من مجلس احمد زكي والدعاة بحديقة المستشفى إن عينيه اغرورقتا بالدموع واحتضن الأخوة ثم تركوه بعد أن أفاضوا في الدعاء له.

وعقب رحيلهم وعودتهم لأحد المساجد حيث كانوا في رحلة دعوة لمدة أسبوع طلبوا من المصلين أداء ركعتي الحاجة والدعاء للمريض.

على صعيد آخر عاد الممثل محمد هنيدي للقاهرة بعد زيارة خاطفة استغرقت يوما لباريس قام خلالها بزيارة احمد زكي ومكث معه لمدة ساعة، وفي تصريحات خاصة ل”الخليج” ذكر أن احمد يتحلى بروح معنوية مرتفعة وان أمله في الشفاء كبير، وأضاف بأن الكثيرين من أبناء الجاليات العربية في فرنسا يتدفقون على المستشفى من أجل الاطمئنان على حالة نجمهم المفضل.

ذكر هنيدي أن احمد سيعود للقاهرة خلال يومين حيث سيخضع لعلاج يشرف عليه وزير الصحة محمد عوض تاج الدين، وكان هنيدي قد مكث مع زكي لمدة ساعة وقرأ أثناء وجوده عددا من السور القرآنية كما دعا له وسط عدد من العاملين في المستشفى بالإضافة للمرافقين لأحمد.

على صعيد آخر وصلت لباريس الفنانة رغدة حيث توجهت مباشرة نحو المستشفى والتقت زكي لدقائق حيث كان قد داهمه المخدر الذي يعطى له ضمن برنامج العلاج، وقد صرحت رغدة ل”الخليج” قبل سفرها بأنها قد تنتظر لحين العودة مع احمد على نفس الطائرة وتأمل أن يشفى نهائيا خلال فترة وجيزة، يذكر أن رغدة عملت مع احمد في آخر أعمالها الذي أخرجته إيناس الدغيدي وهو بعنوان “استاكوزا”، أما هنيدي فقد التقى معه في فيلم “البطل” الذي لم يحقق نجاحا جماهيريا كبيرا وقد كتبه مدحت العدل وأخرجه مجدي احمد. وعلى صعيد آخر علمت “الخليج” أن الطبيب المرافق للنجم المريض حسن البنا كان قد طلب من الفنان احمد السقا عند اتصاله به تليفونيا، العمل على منع الممثلين من السفر لباريس للقاء المريض نزولا على رغبة خاصة بأحمد الذي أصبح ينام لساعات طويلة وحينما يستيقظ يصبح متوترا، وكان عدد من النجوم قد قرروا السفر بشكل جماعي خلال الساعات المقبلة لكن الإعلان عن احتمال عودة احمد اليوم الجمعة قد أدى للتخلي عن فكرة السفر.

الخليج الإماراتية في

13.02.2004

 
 

أحمد زكي مصاب بسرطان الرئة

القاهرة: أشرف الفقي

قالت مصادر لـ "الوطن" إن الفنان المصري أحمد زكي مصاب بمرض سرطان الرئة, وإن الفحوصات التي أجراها في القاهرة أثبتت إصابته بالمرض وهو ما استدعى سفره إلى فرنسا. وقال أحد المعالجين للفنان المصري إن الفحوصات التي يجريها في فرنسا, ستتناول مسحاً كاملاً لجسده لتحديد حجم انتشار المرض, الذي بدأ من منطقة الرئتين. وكان الفنان أحمد زكي قد غادر أول من أمس إلى العاصمة الفرنسية باريس. وبدت على زكي مسحة من الحزن انعكست على ملابسه الداكنة اللون التي يرتديها وقال لـ"الوطن" سأحاول وأنا في فرنسا أن أعيد تقويم مسيرتي الفنية بعد الأعمال التي قدمتها للسينما المصرية والعربية، وبحقيبتي عدد من سيناريوهات الأفلام الجديدة التي سأختار واحدا منها إن شاء الله فور عودتي. وحرص وزير الطيران المدني الفريق أحمد شفيق أن يكون في وداع الفنان المصري وهو الوحيد الذي جسد حياة رئيسين سابقين لمصر هما أنور السادات وجمال عبدالناصر في فيلميه اللذين تناولا جزءاً من حياتهما وحكمهما لمصر، أما الفنان الوحيد الذي كان في وداع زكي فكان الممثل الكوميدي ممدوح وافي الذي همس في أذن أحمد زكي بأحدث نكتة أضحكته بشدة وأنسته آلامه المرضية للحظات. ولم يتزوج أحمد زكي بعد تطليقه لزوجته الفنانة هالة أحمد فؤاد التي وافتها المنية بعد اعتزالها للفن متأثرة بمرض السرطان وله منها ابن واحد يدرس بالجامعة حاليا.

المصرية في

05.02.2004

 
 

أحمد زكي

أستاذ يحلم النجوم بالوقوف أمامه

بقلم: عبد الوهاب داود

لم يكن غريبا أن يقبل الفنان أحمد السقا وهو في قمة نجوميته أن يقوم بدور قصير لا يتعدى مشهدين في فيلم “أيام السادات”، ولا تصل مساحته عند العرض على الشاشة إلى دقيقة واحدة، ليس لأنه فيلم تاريخي، ولا لثراء الشخصية فهي خالية من الأبعاد ودورها الوحيد هو خدمة الشخصية الرئيسية، ولا لأي سبب آخر سوى أن من يطلب ذلك هو النجم أحمد زكي، نجم النجوم كما لم ينادِه أحد من قبل، والفنان الذي طالما تمنى نجوم السينما المصرية حاليا أن يقفوا أمامه ولو لثوان معدودة، الفنان الذي يحبه الجميع ويرون فيه مثالا لما يجب أن يكون عليه النجم.

أحمد السقا، كريم عبدالعزيز، محمد هنيدي، محمد سعد، أحمد رزق، منى زكي، حنان ترك، مصطفى قمر، جيهان فاضل، شريف منير، فتحي عبدالوهاب، أحمد حلمي، ريهام عبدالغفور، غادة عادل، وغيرهم الكثير من نجوم ونجمات هذا الجيل كان حلم حياتهم هو الوقوف أمام الفنان الكبير أحمد زكي، والتمثيل معه ولو لمشاهد معدودة في أحد أفلامه، وذلك من خلال تصريحاتهم في الكثير من الحوارات السابقة لهم والتي نشرتها العديد من الصحف والمجلات الفنية وغير الفنية.

ويقول أحمد السقا: طول عمري أرى أن أحمد زكي هو الأستاذ الذي أتعلم منه معنى فن التمثيل واحترام الفنان لعمله وإخلاصه له، ومازلت على هذا الإيمان حتى هذه اللحظة التي أدعو فيها الله أن يرده إلينا في أتم صحة وأفضل حال، وأنا متأكد من أنها مجرد أزمة وتعدي، فالأستاذ أحمد زكي مازال لديه الكثير لكي يعطيه لنا ونتعلمه منه، وأذكر انه عندما اتصل بي للقيام بدور عاطف السادات كيف تعامل معي بمنتهى الود والحب، وترك لي الحرية في الرد لكنني لم أترك له الحرية في الانتظار، بل قلت له على الفور إنني تحت أمره في أي شيء يطلبه مني، وطلبت منه أن يبلغني بموعد ومكان التصوير فورا حتى أكون مستعدا، فقد كان حلم حياتي هو الوقوف أمامه، واختياره لي لأداء أي دور أمامه بمثابة شهادة أفخر بها بقية عمري، ويعادل شهادة تخرجي من معهد الفنون المسرحية.

الفنان كريم عبدالعزيز كانت بداية نجوميته أمام أحمد زكي في فيلم “اضحك الصورة تطلع حلوة” ويقول بعد تردد طويل في الحديث: لا يمكن أن أنسى وقوفه بجانبي أثناء التصوير، ونصائحه لي بالتركيز في الدور وفيما خلف جمل الحوار من معان حتى يمكنني التعبير عنها بصدق، وأحيانا ما كان يجمعني أنا ومنى زكي ويبدأ في شرح خلفيات بعض جمل الحوار لنا، حتى يسهل علينا الدخول في الشخصية، لكني أعترف أنني كنت اشعر برهبة كبيرة منه في المشاهد التي تجمعني به، وكنت أحرص على التعلم منه هو والفنانة الكبيرة سناء جميل، والحقيقة أنهما منحاني فرصة لم أكن أحلم بها في بداية مشواري.

وبنبرة صارمة تؤكد الفنانة حنان ترك أن أحمد زكي هو نجم نجوم السينما المصرية بلا منازع، وتقول: هو النجم الوحيد الذي يشعر كل من يقفون أمامه بالرهبة، فهو يملك قدرة فذة على أن يجعلك تتسمر في مكانك بنظرة عين، مجرد نظرة واحدة منه يمكنها أن تعبر عن كل شيء، وأنا شخصيا أرى أنه آل باتشينو العرب ولا يقل أهمية عن أي نجم من نجوم هوليوود، وأشعر بمتعة غير عادية عندما أرى أي فيلم من أفلامه، أو حتى مسلسل تلفزيوني، وخاصة مسلسل “الأيام” و”هو وهي”، فقد أحسست بأنه من أراه هو الدكتور طه حسين بكل عذوبته وثقافته، ولم أشعر للحظة واحدة بأنه ليس كفيفا، كما أمتعنا هو والفنانة الرائعة سعاد حسني بمباراة شديدة الجمال في الأداء أثناء متابعتنا لمسلسل “هو وهي”، وإذا طلب مني أن أمثل معه ولو مشهدا واحدا فلن أتردد لحظة واحدة في الموافقة، لأن أحمد زكي قيمة فنية حقيقية، وثروة يجب أن نحافظ عليها، وأدعو من كل قلبي أن يعود لنا في أقرب وقت ممكن، ويمتعنا بالمزيد من الأدوار والأعمال الخالدة.

أما الفنانة منى زكي فقد رفضت الحديث تماما مشيرة إلى أن كل ما تتمناه من الله هو أن يعود أحمد زكي في أقرب فرصة إلى جمهوره ومحبيه في مصر وفي كل الوطن العربي.

الخليج الإماراتية في

14.02.2004

 
 

حكاية الإمبراطور مع الألم والغربة

هذا الإنسان الإستثنائي زكي الأداء.. عبقري البساطة

لم تكن الغربة يوما هدفه، ولا السفر لعواصم أوروبا حلمه، حتي لو كانت تمنحه تأشيرة العالمية لكن لعنة المرض كتبت عليه أن يعبر البحار ويتخطي الحدود التي رفض أن يتجاوزها وهو في كامل عافيته، ليستقر به المطاف علي فراش أبيض وغرفة صغيرة يحيط به الأطباء والأدوية في مستشفي معهد جوستاف بالعاصمة الفرنسية باريس، تتنازعه الأوهام، وتثير مخاوفه نتائج التقارير الطبية والتحاليل والأنابيب ومياه الرئة التي تغرق قلبه في دوامة الأحزان.

حينما رأيته لأول مرة قبل فيلم 'طائر علي الطريق'.. أحسست بأنه ابني.. أريد أن اطبطب عليه.. أشجعه.. أدفعه للعمل أزيح عنه تلال الخجل التي تجعله يبتسم ولا تخرج الالفاظ من بين شفتيه.. أحسست أنه لن يستطيع وكنت قد قرأت جزءا كبيرا من السيناريو.. قال لي وقتها وأنا معهم في الاستوديو:

  • حتتفرجي علي الشغل؟

أحسست أنه خايف من وجود أي حد غريب.. فلم أقف ومشيت.. وانشغلت عنه ولكن نظرته الشديدة الطيبة الشديدة العمق المليئة بالحزن ظلت معلقة في خيالي.. وأحسست أنه سوف يكون صريع الخجل ولن يتدفق فنا.. كأبني تماما خفت عليه.. وشاهدت الفيلم.. وكانت المفاجأة.. متوحش الاداء في صدق خارق.. اداؤه ترك أثره في الناس كل الناس قال لي الفنان الكبير فريد شوقي الذي شاركه الاداء في ذلك الحين: الواد ده.. عجيب جدا ده مفاجأة.. أنا كنت مستمتع بالفرجة وأنا بامثل معاه.. ده صاروخ.

كنت أوحش واحد!!

وكتبت عن الفيلم متأثرة بدوره وادائه جدا فطلبني في التليفون وتمتم بعدة عبارات شكر تقطر خجلا.. فقلت له:

­ يا أخي ارفع صوتك ده انت ممثل متوحش.. ايه الفن ده كله.. ايه الاقناع ده.. ده كأنك سواق.. بيجو بجد!! وقاطعني:

  • ­ احنا ناس علي قد حالنا يا ماما نعم للدرجة دي!

واغتظت من خجله فقلت له: انت مش حاسس بنفسك ولا ايه.. طب يا سيدي فريد شوقي كان بعمرك.. وكنت أوحش واحد في الفيلم!

فارتفع صوته بضحكته المجلجلة وقال:

  • ايوه كده شجعينا.. كده تماما..

كان الاطراء يقترب من مضايقته وكدت اشعر بذلك وكان يتنفس فنا ولا يريد أن يقاطعه أحد.. كأن احساس الناس بما يصل اليه يزيد جرعة الخجل.. مع ان الفنان دائما يرتفع بقدر اعجاب الناس أي أن فنه يرتوي من هذا الاعجاب.

ولكن أحمد زكي فنان استثنائي يصل الي قدر عال من العبقرية ولا يهمه رد فعل الناس أو يسعده ولا يريد أن يشعر المتلقي أنه ينتظر منه اشارة الاعجاب.. كأنه مستمتع وحده بالاداء الجيد!!

كثيرون من الفنانين والفنانات يشيرون الي أدوارهم وتفاصيلها باعجاب شديد وهذا وارد لاحساس الانسان بما اعطي ولكن الفنان الجميل أحمد زكي يعتبر أن الحكاية انتهت عند عرض الفيلم.. وينتظر العمل القادم وكأنه أول عمل يقوم به!؟

حركة العين

حينما قدم فيلم عبدالناصر درس كل شيء بدقة شديدة لدرجة أن أولاد عبدالناصر تعجبوا من التفاصيل التي لم يكن يعرفها أحد واستطاع أن يصل اليها.. ويؤديها كان عبدالناصر حينما يخطب ينقل قدميه علي التوالي لبعض الالم في الساق نتيجة الدوالي.. وتنبه أحمد زكي لذلك وجاء كأنه هو نفس الهزة ونفس توتر الجسد!!

وحينما قدم فيلم السادات لم نتصور هذه النقلة الشديدة الاختلاف بين شخصيتي الزعيمين وكلمني بعد الفيلم الساعة 2 بعد منتصف الليل فقلت له قبل أن ينطق سوي اسمه: يا أخي حرام عليك.. حتعمل فينا ايه تاني.. نن عين السادات.. حتي حركة العين ياراجل.. طب طلعت ازاي؟ ضحك وقال كلمته التي تعود عليها معي:

  • مش للدرجة دي.......

قلت للدرجة دي ونص.. كيف استطعت أن تؤثر علي النني؟ أنت بعد كده تعمل حياة فاطمة رشدي! قال وهو يصطنع الجد:

  • لا أفضل ماري منيب.. وهندرس الموضوع!! وعبدالحليم..... ­ جاي إن شاء الله....

قم يا ولدي.. قم بالسلامة.. قم لتمتعنا .. قم لتعطينا قطرات من قدراتك الفذة.. انفض المرض عنك فنحن يا ولدي ندعو لك.. ليس لاننا نحبك فقط ونحب فنك الراقي الشديد الصدق الممتع السهل المقنع ولكن لاننا نحب أنفسنا فيك.. فانك الابن الغالي ليس لماما نعم.. ولكن لكل أم.. متعها اداؤك.

هو وهي وغيرها

قالت الفنانة الراحلة سعاد حسني وقد امتعتنا معها برائعة سناء البيسي وصلاح جاهين 'هي وهو' وتسابقت معها ومع العزيزة يسرا في الراعي والنساء قالت:

­ أحمد زكي يعطي للدور صيغة كاملة.. في شفيقة ومتولي كان الولد الصعيدي المحاط بكل أنواع الاحباط وفي موعد علي العشاء كان حلاق السيدات الرقيق الحساس.. وفي الراعي والنساء كان الرجل الذي يعيش اللحظة ويشبع الاحساس.. أحمد زكي ممثل كبير واثبت تفوقا ملحوظا في هو وهي كان بيننا تنافس في كل لحظة.

قم يا ولدي

يا من سكنت القلب والوجدان.. هذه الوعكة اثبتت أننا نعيش فيك وتحيا فينا.. دين علينا الدعاء لك بالشفاء العاجل.. ألست الذي اعطيتنا رحيق الفن يا أحمد.. يا زكي.. يا ولدي.. لست وحدي التي تطلب من المولي شفاءك.. ولكن مصر كلها.. انه سميع مجيب الدعاء.

أخبار النجوم المصرية في

14.02.2004

 
 

الأطباء أكدوا أنه يستجيب للعلاج

الفنانون العرب والمصريون يلتفون حول أحمد زكي

في التاسعة والنصف من مساء أمس الأول عاد إلى القاهرة الفنان الكبير احمد زكي قادما من باريس بعد إجراء التحاليل والفحوصات، وبمجرد هبوطه من الطائرة كان في استقباله الدكتور حسن شعبان مدير إدارة الحجر الصحي بمطار القاهرة واستقلا سيارة الإسعاف وكان بصحبتهما ضابط من إدارة الجوازات لإنهاء الإجراءات، وختم جواز سفر أحمد زكي الذي توجه بعد ذلك إلى مستشفى “دار الفؤاد” بمدينة السادس من أكتوبر لاستكمال العلاج، وقد صرح الدكتور حسن البنا المرافق له خلال رحلة العلاج بأنه قد تم توقيع بروتوكول العلاج وجدول الكورسات وكان رأي الأطباء هناك انه من الممكن استكمال العلاج في مصر وباريس على حد سواء لكن احمد زكي قرر العودة إلى مصر.

يتضمن بروتوكول العلاج أن يخضع احمد زكي لثلاثة كورسات مدة الكورس ثلاثة أسابيع ثم يعود مرة أخرى إلى باريس بعد تسعة أسابيع لإعادة تقييم الموقف.

وعن الحالة النفسية للفنان احمد زكي قال الدكتور البنا انه متوتر جدا لصعوبة الحالة وهذا أمر طبيعي لأي شخص يمر بنفس الظروف علاوة على انه مجهد، كل هذه العوامل تجعله متوتراً وقلقا جدا لكن الحمد لله انه عاد إلى وطنه ليصبح بين أهله وأحبائه.

وأضاف أنه تم بزل المياه من صدر احمد زكي في مصر قبل السفر وفي باريس استمر تركيب أنبوبة اليزل طوال فترة الإقامة بالمستشفى وحتى عمل منظار الصدر وبالفعل تم بزل المياه بالكامل وهذا يعد مؤشرا جيدا.

وعما إذا كان الفنانون المصريون يسألون ويتصلون به قال الدكتور حسن البنا إن جميع الفنانين المصريين والعرب كانوا على اتصال دائم به مما ساهم بقدر كبير جدا في رفع معنوياته وتبادل معهم “القفشات” والذكريات وقد زاره في باريس محمد هنيدي الذي قضى معه يومين ورغدة التي ماتزال هناك لصعوبة إيجاد مقعد لها على نفس الطائرة أما ممدوح وافي فكان بالقاهرة بناء على طلب احمد زكي لإنهاء بعض الإجراءات والترتيبات له.

ومن ناحية أخرى أكد الدكتور حسن البنا أن الدكتور محمد عوض تاج الدين دائم الاتصال به يوميا للاطمئنان على صحته وحالته وبرنامج العلاج، وكان ينقل إليه تمنيات الرئيس المصري حسني مبارك بسرعة الشفاء والعودة إلى مصر معافى وكان لهذه الكلمات والاتصالات ابلغ الأثر في رفع الروح المعنوية للفنان احمد زكي الذي كان يكرر يوميا شكره للرئيس مبارك الذي أمر بعلاجه على نفقة الدولة وكريم رعايته له وللفنانين المصريين، وان هذه المحنة أكدت له مشاعر الجمهور المصري تجاهه وانه لا يستطيع وصف حبه وامتنانه لهذا الشعب الكريم.

الرئيس مبارك يوجه بعلاج  الفنان أحمد زكي بالخارج

اجرى الرئيس حسني مبارك اتصالا تليفونيا ليطمئن من خلاله على صحة الفنان احمد زكي الذي يمر بوعكة صحية بمستشفى دار الفؤاد ويصدر توجيهاته باتمام علاجه على الفور في احدى المراكز المتخصصة بالخارج.
صرح بذلك السيد صفوت الشريف وزير الاعلام وأضاف ان وزير الصحة الدكتور محمد عوض تاج الدين قد بدأ في تنفيذ توجيهات الرئيس مبارك على الفور بالاتصال بمراكز العلاج المتخصصة التي اوصى الاطباء المعالجون بإتمام العلاج بها.

الأهرام اليومي في

15.02.2004

 
 

رئيس جمهورية التمثيل:

أحمد زكي الذي كسر كل القواعد

عبد الوهاب داود

فى ظل حالة التراجع المستمرة لنجومية الكبار على شاشة السينما، ظل النجم أحمد زكى هو الفنان الوحيد القادر على منافسة الشباب ونجوم الكوميديا فى شباك التذاكر بمن فيهم عادل إمام. النجم الوحيد القادر على تحقيق أعلى إيرادات، دون تهريج أو إسفاف أو استجداء للضحكات. النجم الوحيد الذى يبدأ كُتاب السينما بالتفكير فيه عند إقدامهم على فيلم جاد، ويرحب المنتجون بأى ميزانية يطلبها للعمل، ويذهب الجمهور إلى دور العرض لمجرد رؤية اسمه على الأفيشات.

هذه النجومية التى صعد إليها اسم أحمد زكى لم تكن وليدة الصدفة، أو ضربة حظ مفاجئة كما يحدث فى أغلب الأحوال، ولم تخضع لقوانين النجومية المعروفة لدى جميع العاملين فى الحقل الفني، فسوف يظل هو الاستثناء الوحيد لأهم قواعدها، باعتباره الوحيد الذى يجمع بين النجومية وبين عبقرية الأداء التمثيلى والحضور الفني، الاستثناء الوحيد لقاعدة أن النجم ليس بالضرورة ممثلا جيدا، فكثير من النجوم الآن لا يستطيعون أداء أى أدوار تسند إليهم، وإذا خرجوا من الإطار المرسوم لهم تتهافت الهالة المحيطة بهم وينكشف قناع النجومية الزائف عن لا شيء، هو الوحيد الذى كسر حاجز الوسامة وبياض البشرة كشرط أول للنجومية، فكان أول نجم أسمر تعشقه القلوب وتصافحه العيون على شريط السينما المصرية، والوحيد الذى يملك القدرة على التعبير فى كل الأوضاع، حتى قيل إنه الممثل الوحيد الذى يمكنه التمثيل بظهره، وتستطيع أن ترى تعبيرات وجهه وانفعالاته عندما يعطى ظهره للكاميرا.

هذه النجومية والمحبة التى تحيط الفتى الأسمر فى مشواره الصعب هى نتاج العديد من الخبرات والمواقف التى مرت به، والدروس التى تعلمها طوال مشواره ممن حرص على الاستماع إليهم وفهم أسرار محبتهم للحياة.

وقبل صعوده سلم الطائرة المغادرة إلى باريس ظهر الخميس، الخامس من فبراير الجاري، كان النجم أحمد زكى يغالب العديد من المشاعر المتباينة التى تصارعت بداخله، القلق على وجهه، والأمل فى عينيه، وابتسامة حزينة تتوج شفتيه امتنانا لكل من أصابهم القلق عليه وأحاطه دعاؤهم له بالشفاء والعودة سالما إلى أرض الوطن.

رحلة طويلة مع الفن وحب الحياة مرت على ذهنه المجهد فى لحظات عابرة، رأى خلالها كل من أحبهم وأحبوه، وقدم واجب الحب والعرفان لكل من ساندوه فى رقصته مع الحياة وصنعوا منه ذلك النجم العنيد، صاحب المدرسة الخاصة فى الأداء التمثيلي، والحضور الفذ فى بلاتوهات التصوير، الطفل الذى تغالبه الدموع إذا ما شاهد عينا حزينة، وتجلل الفرحة قسمات وجهه إذا ما صفا له وجه الزمان، يشاكس الدنيا ويهزمها بالضحك والسخرية من أحوالها كما علمه صلاح جاهين أستاذه الأول فى الرقص مع الحياة، والرجل الذى احتضنه عندما كان شابا صغيرا يحبو بخطوات حثيثة على سلم النجومية، فعاش فى منزله سنوات طويلة، كواحد من أبنائه، لم يبخل عليه بأى شيء، منحه رحيق رحلته الطويلة مع الإبداع والفن وأحوال الدنيا، وترك له العديد من أسرار المحبة والقدرة على اكتساب القلوب وكشف أغوارها.

ولد الفتى الأسمر احمد زكى عبد الرحمن فى الثامن عشر من نوفمبر عام 1949فى مدينة الزقازيق.. تربى وعاش فى رعاية جده بعد وفاة والده وزواج والدته، وفى مدرسة الصنايع كان هناك من حسن حظه مدير محب للفنون، شجعه على التمثيل المسرحي، بعدها التحق بمعهد الفنون المسرحية بناء على تشجيع من والده الثانى صلاح جاهين، ليتخرج عام 1973 الأول على دفعته، ليشارك بعدها فى أكثر من عمل ناجح. فى هذه الفترة كان الجميع يعرفونه بأحمد الشاعر، اللقب الذى حصل عليه من مسرحية "مدرسة المشاغبين" ووضع من خلاله أولى بصمات تميزه بين ذلك الجيل من النجوم.

ولكن الفتى الأسمر يقابل الكثير من المواقف الصعبة، بعضها كانت كفيلة بألا يكمل المشوار، منها عندما رشح لبطولة فيلم "الكرنك" أمام الفنانة سعاد حسنى ورفضه المنتج لسمرة بشرته، وبعد ذلك رشح لفيلم "شفيقة ومتولي" مع المخرج على بدرخان وتعطل التصوير لأكثر من مرة، ولولا تشجيع الأب الروحى له صلاح جاهين، ومساندته له لما استطاع أن يكمل الحلم الذى كان قد بدأ رسم أولى خطواته بنجاح كبير، فبدأ يقدم بعض الأدوار الثانوية والثانية حتى رشح لمسلسل "الأيام"، والذى حقق من خلاله نجاحات على المستوى النقدى والجماهيري.

ودارت الأيام بعد تلك النجاحات حتى جاءه نفس الموزع الذى رفضه فى بداية حياته يطلب منه الموافقة على بطولة أحد أفلامه، فقد انتقل أحمد زكى من لقب "أحمد الشاعر" إلى لقب آخر هو "الترمومتر".

أصبح أحمد زكى هو ترمومتر الأداء الدرامى فى العشرين عاما الأخيرة، أصبح مقياسا للجودة، ومثلما كان رشدى أباظة مثالا للنجومية الطاغية رغم تعدد النجوم فى جيله، أصبح أحمد زكى هو مقياس الأداء رغم تعدد الموهوبين فى جيله.

ولأن شأنه شأن كل النجوم، لا تلمع موهبتهم إلا إذا كان هناك دور يفجر هذه الطاقة ويستفزها، فعندما يعثر على فيلم مثل "البريء" أو "الحب فوق هضبة الهرم" أو "طائر على الطريق" أو "اضحك الصورة تطلع حلوة" تنشط خلايا الإبداع وتتلبسه الشخصية الدرامية التى يؤديها، ولهذا يعتبر اليوم أبرز نجوم السينما المصرية لما قدمه من أفلام متميزة.

العربي المصرية في

15.02.2004

 
 

محمد هنيدي: يحكي أسرار رحلته معه في باريس

أحمد زكي مقاتل مملوء بالإيمان والتفائل

رغم أن نجوما كثيرين اكتفوا بزيارة أحمد زكي أثناء وجوده في مستشفى “دار الفؤاد” ومنهم من لم يتمكن من رؤيته بسبب تعليمات الأطباء فتركوا له ورقة مكتوب عليها عبارات رقيقة ودعوات بالشفاء لكن محمد هنيدي لم يكتف بهذا وسافر إلى باريس ليكون بجوار أحمد زكي في محنة المرض. فلماذا قرر هنيدي السفر؟ وماذا عن أسرار الأيام الثلاثة التي قضاها بجوار النجم الأسمر في محنة مرضه؟

في البداية سألنا محمد هنيدي:

  • ما الذي دفعك إلى السفر لباريس وراء أحمد زكي؟

- لا أرى أن ما فعلته شيء غريب حتى تسألوني عن سببه، أنا حاولت رؤيته وهو في “دار الفؤاد” لكن الأطباء منعوني واحترمت تعليماتهم ووقتها كتبت له كلمات بسيطة على ورقة صغيرة وعرفت بعد ذلك انه قرأها لكن كان بداخلي إحساس بضرورة أن أكون بجواره في باريس، وكان لدي بالفعل إجازة من المسرح وفيلمي الجديد لم يبدأ تصويره بعد ولهذا لم أتردد في السفر فورا، وبمجرد أن وصلت إلى باريس بحثت عن المستشفى التي ينزل فيها أحمد زكي وكان الجو هناك ممطرا جدا وأتذكر أنني قضيت ساعتين في البحث عن ذلك المستشفى، وعندما وصلت إلى هناك طلبت مقابلة أحمد زكي وأخبروه فسمعت صوته وأنا خارج غرفته ينادي عليّ “تعالى يا محمد” وكان سعيدا جدا لوجودي واستقبلني بالأحضان وأنا أيضا كنت سعيدا لوجودي معه.

أستاذ

  • هل هناك صداقة تجمعك به؟

- أنا عملت معه مشهدا في فيلم “الهروب” ثم شاركته بطولته فيلم “البطل” بعد أن كنت قد قدمت “إسماعيلية رايح جاي” وقد تعلمت الكثير من هذا النجم الكبير واعتبره أستاذا قبل أن يكون صديقا، وأتذكر انه أثناء تصويرنا لفيلم “البطل” قال لي أحمد: تعالى انزل معي للشارع لأنني أخشى من زحام الناس حولي، وعندما نزلنا معا فوجئ بأن شبابا كثيرين ينادون عليّ وهم يغنون “كامننا” وقتها فرح جدا لي لأنه شعر بنجاحي.

  • هل كان دفاعه عنك بعد الهجوم عليك في فيلم “عسكر في المعسكر” أحد أسباب إصرارك على زيارته في باريس؟

- أنا بالفعل لا أنسى له موقفه معي أثناء محاولات البعض ذبحي، فقد اتصل بي وقال لي “علشان تبطل تنجح جدا بعد ذلك” كلماته قوتني في عز الهجوم عليّ ولكنني لم اذهب إليه لهذا السبب ولا لأنني عملت معه وتعلمت منه الكثير ولكن لأنني شعرت أن هذا ما يجب أن يحدث فنحن لا نملك كثيرين في حجم وقيمة أحمد زكي.

  • كيف وجدت أحمد زكي عندما التقيت به؟

- أحمد معنوياته عالية جدا وقد تحدثنا طويلا في أشياء كثيرة إلا المرض وأنا كنت حريصا على ذلك حتى يخرج من جو الكلام الدائم عن المرض.

رحلة إلى الصين

  • كيف دارت الأحاديث بينكما؟

- قال لي أحمد زكي انه يعلم أنني سأصور فيلمي المقبل في الصين، فحكى لي عن زيارة قام بها إلى الصين من قبل وكانت مليئة بالمواقف الطريفة وضحكنا عليها طويلا مثلما قال لي أيضا انه لم يكن يعلم بكل هذا الحب من الناس عندما أخبرته أن العالم العربي كله متلهف على أخباره لكي يطمئن عليه، كما أن العرب في باريس كانوا يترددون على المستشفى للاطمئنان عليه، وفي إحدى الليالي خرجت معه للعشاء وكان يرافقه في كل تحركاته الدكتور حسن البنا وشعرت انه كان في حاجة شديدة لأن يخرج بعيدا عن المستشفى رغم أن هذا الخروج كان لدقائق قليلة حسب تعليمات الأطباء، وفي تلك الليلة كان متفائلا ومرحا.

  • ما أصعب اللحظات التي مرت عليه وأنت معه في باريس؟

- اللحظات التي كان ينتظر فيها نتائج التحاليل كان خلالها شديد العصبية لأنه كان ينتظر المجهول وكان يسأل كل لحظة هل وصلت النتائج أم لا؟ وعندما علم انه سيحتاج إلى علاج كيماوي نظر لي وقال “كيماوي يا محمد” فقلت له انه في النهاية علاج مثل غيره لكنه قال لي إن الأطباء يخشون أن تتحول الخلايا النشطة التي لديه إلى خلايا سرطانية.

  • معنى هذا انه يفهم جيدا حقيقة مرضه؟

- أحمد يفهم حقيقة مرضه لكنه مقاتل ولديه إصرار على أن يتغلب على المرض.

  • هل كان يقرأ الجرائد وهو في المستشفى؟

- لم تكن حالته تسمح بذلك كما أن الأطباء كانوا يخشون على حالته النفسية تحديدا إذا ما قرأ شائعة ما أو كلاما لم يعجبه.

  • وصلتنا في مصر شائعة سخيفة عن أحمد زكي وهو في باريس.. هل علمت بها وأنت هناك معه؟

- عرفت لأن تليفونات كثيرة جاءتني يسألني أصحابها عن حقيقة تلك الشائعة السخيفة خاصة أن كثيرين لم يجدوا وسيلة للاطمئنان على أحمد سوى من خلالي وأنا سعيد بالطبع لأني كنت وسيلة ليطمئن الناس على النجم الكبير من خلالها.

  • هل حاول أحد زيارته هناك؟

- كل المسؤولين في سفارتنا المصرية بباريس كانوا يطمئنون عليه باستمرار بالإضافة إلى شيء آخر أسعدني وهو التفاف الجالية العربية كلها حوله وليست المصرية فقط، ومحاولاتهم الدائمة لزيارته والاطمئنان عليه وكانوا يقابلونني في الشارع ويسألونني دائما عنه وكنت أطمئنهم وأقول للجميع “ادعوا لأحمد زكي”.

الخليج الإماراتية في

17.02.2004

 
 

أحمد زكي لـ «الرأي العام»:

أطمئن جمهوري في الكويت الحبيب واتصال مبارك وسام أعتز به

الى العاصمة الفرنسية باريس وصل النجم احمد زكي في ساعة متقدمة من مساء امس الاحد لاستكمال علاجه في مستشفى جوستاف روس تنفيذا لتعليمات الرئيس المصري حسني مبارك الذي هاتف زكي في مستشفى دار الفؤاد مطمئنا على صحته.

يرافق احمد زكي خلال رحلته طبيبه الخاص الدكتور حسن البنا ويخضع خلال الايام القليلة المقبلة الى برنامج علاجي مكثف من التهاب رئوي تحول الى انسكاب بلوري يؤدي الى افراز كميات كبيرة من مياه الرئة ويشرف على علاجه اكبر الاطباء المتخصصين في علاج هذه الحالة في فرنسا والعالم، الفرنسي شيفال ييه.

وقبل مغادرته مستشفى دار الفؤاد توافد على احمد زكي عدد كبير من نجوم السينما المصرية للاطمئنان على صحته وتلقى مكالمات هاتفية من رئيس الوزراء عاطف عبيد ووزيري الثقافة والاعلام ورئيسي مجلسي الشعب والشورى وأشرف وزير الصحة الدكتور عوض تاج الدين بنفسه على انهاء اجراءات سفره.

وفي تصريحات خاصة لـ «الرأي العام» التي زارته في مستشفى دار الفؤاد، قال احمد زكي اطمئن جمهوري الحبيب في الكويت وفي كل الاقطار العربية وانا سعيد رغم محنة المرض برد الفعل الرائع هذا الذي اعاد اليَّ الحياة حيث لم ينقطع رنين الهاتف لحظة واحدة ولم تتوقف المكالمات التي تطمئن عليّ من الاقطار العربية كافة واعتبر المكالمة الهاتفية للرئيس حسني مبارك تاجا اعتز به وهي مكالمة تعكس مدى اهتمامه بالفن وتقديره للفنانين فقد قال لي «يا احمد انت قيمة فنية نعتز بها» وستظل هذه الكلمات وساما اعتز به مدى الحياة.

الرأي العام الكويتية في

17.02.2004

 
 

تصوير فيلم   "الضربة الجوية" مباشرة بعد شفائه

بقلم: محمد جمال عرفة

قال سينمائيون مصريون إن إصابة الفنان أحمد زكي بسرطان في الرئة، دفعته السبت الماضي إلى بدء علاج مكثف له بوسائل كيماوية، وسوف يعطل مشروع فيلم كان يجري إعداده من جانب زكي، يمثل فيه شخصية الرئيس حسني مبارك خلال فترة توليه رئاسة القوات الجوية المصرية في السبعينات وقيادته الضربة الجوية لحرب اكتوبر/ تشرين الاول 1973 التي مهدت لانتصار القوات المصرية.

وأكد ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما ل “قدس برس” أن الاستعدادات للفيلم تجري رغم مرض أحمد زكي، وأنه فور تعافيه سوف يبدأ العمل في الفيلم، مشيرا إلى أن قصة الفيلم يعدها حاليا السيناريست عاطف بشاي وسوف يخرجه محمد فاضل.

وكان مدحت زكي رئيس قطاع الإنتاج المصري السابق قد أكد أن مشروع فيلم (الضربة الجوية) سيوضع على قائمة أولويات قطاع الإنتاج فور صدور الموافقة عليه، وقال إنه تم طرح الموضوع على صفوت الشريف وزير الإعلام لطرحه على الرئيس مبارك لبدء التنفيذ، وهو ما تم بالفعل حيث أعطى الرئيس مبارك موافقته لأحمد زكي عقب عرض فيلم السادات.

وسبق لأحمد زكي أن قال إنه يعد لتمثيل دور الرئيس المصري الحالي في ثالث فيلم تاريخي يدور حول حياة زعماء مصر والأحداث التاريخية الهامة في عصورهم، بعد فيلمي (ناصر 56) و(السادات)، يتناول (الضربة الجوية) التي قادها سلاح الجو المصري بقيادة الرئيس مبارك، وتردد قد تم قطع شوط في طريق إعداد سيناريو الفيلم.

وأكد زكي أنه يحلم بتقديم فيلم (الضربة الجوية) لأنه كمواطن مصري يريد أن يعرف كيف تعرض الطيران المصري للضرب على الأرض في 1967؟، وكيف استطاع في فترة قصيرة أن يعيد الوقوف على قدميه ويسترد عافيته وكيف استطاع طيارونا بقيادة الرئيس مبارك الذي قاد الضربة الجوية الأولى في السادس من أكتوبر/ تشرين أول والتي أصابت العدو بالشلل ومهدت لنصر أكتوبر.

وقد حرص عدد من زوار الفنان أحمد زكي على زيارته في المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج الكيماوي تحت رعاية مكثفة على تسجيل كلمة في دفتر الزيارات يدعون له فيها بالشفاء، حيث كتبت “مني إبراهيم عيد” التي كانت ترافق زوجها سعد النادي المحامي بغرفة العمليات تقول في دفتر الزيارات: أسأل الله أن يمن عليكما بالشفاء وعلى كل المرضى.. ونحن في انتظار “الضربة الجوية”.. عندما تجسد شخصية الرئيس مبارك كما أبدعت مع “ناصر والسادات”.

وكان الرئيس المصري مبارك أمر بعلاج زكي في فرنسا فور كشف بوادر المرض وحدوث (انسكاب بلوري) وتجمع مياه على الصدر، وأعد طبيب فرنسي وصفة علاج كيماوي لأحمد زكي عاد بعدها إلى مصر عبارة عن جرعة كيماوية كل أسبوع، لمرتين على التوالي، ثم أسبوع إجازة، وهكذا على مدى تسعة أسابيع.. يعود بعدها إلى باريس لإجراء تقييم شامل على العلاج.

وقد زار زكي في المستشفى علاء وجمال مبارك نجلا الرئيس المصري، ونقلا له تحيات الرئيس واهتمامه البالغ بمتابعة حالته.

الخليج الإماراتية في

17.02.2004

 
 

الأطباء الفرنسيون يؤكدون سهولة علاج أحمد زكي

أكد الأطباء الفرنسيون المعالجون للنجم المصري أحمد زكي بمستشفى «موتسوري» أن علاجه سيكون سهلاً وسريعاً وأن بقاءه في باريس لن يطول. من جهته نفى هاني هندي المستشار الطبي للسفارة المصرية في باريس أن يكون منع ادارة المستشفى الزيارات والاتصالات التليفونية بالفنان جاء بسبب سوء حالته الصحية واكتئابه الشديد كما أشيع، إنما حرصا على عدم اجهاده بعد العديد من طلبات وكالات الأنباء والقنوات الفضائية والعرب المقيمين في باريس للقائه، حسب صحيفة الأخبار. ويقول د. هاني ان الفنان أحمد زكي يقيم اقامة كاملة بالمعهد حاليا ولا يغادره إلا للنزهة، ويمارس حياته بصورة طبيعية تماما. كما أضاف أن عدداً كبيراً من المصريين والعرب في باريس التقوا بالفنان في المستشفى كما تلقى عدداً كبيرا من الاتصالات التليفونية من مصر من زملاء وأصدقاء الفنان، مشيرا الى أنه سيتم غداً إنزال زكي بمعهد جوستاف لعمل الترتيبات النهائية لبدء مرحلة العلاج الأولي بعد غد. وكان النجم قد اصيب بضيق في التنفس يوم 24 الشهر الماضي نقل على اثرها الى مستشفى دار الفؤاد في مدينة 6 اكتوبر جنوب القاهرة حيث اكتشف الأطباء اصابته بالتهاب رئوي حاد، وتم استخراج ثمانية لترات من السوائل من رئتيه، ومنعت الزيارة عنه. وقرر الرئيس المصري حسني مبارك علاج الفنان على نفقة الدولة في فرنسا.

منظار علي الشعب الهوائية للفنان أحمد زكي

النجم الكبير أحمد زكي الذي يعالج في فرنسا‏,‏ أجريت له ظهر أمس عملية منظار علي الشعب الهوائية لأخذ عينة من الرئة وكان قد اجري له منظار آخر الخميس الماضي‏.‏ وقال د‏.‏حسن البنا الطبيب المرافق له‏:‏ إن النتائج التي كان يتوقع أن تعلن أمس ستعلن اليوم‏,‏ وكشف د‏.‏البنا عن أن أحمد زكي يعاني منذ الخميس الماضي من ألم في القفص الصدري وينام بالمسكنات والمهدئات‏,‏ وأنه في حالة اضطراب وتوتر لانه في انتظار النتائج‏.‏ وكان د‏.ياسر عبد القادر الذي يشرف علي علاجه في دار الفؤاد وفرنسا قد وصل إلي باريس صباح أمس الأول وجلس مع أحمد زكي نحو ساعة‏,‏ وأنه يري أن حالته الصحية مطمئنة خصوصا بعد أن تمت ازالة انبوبة البذل‏,‏ وتم إجراء اشعة علي الصدر وتأكد من عدم وجود ماء علي الرئة‏.‏

الخليج الإماراتية في

10.02.2004

 
 

مديرة منزل أحمد زكي تبحث له عن زوجة غير فنانة

القاهرة/ الخيلج

للمرة الثانية قام وزير الصحة د. محمد عوض تاج الدين بفحص النجم المريض احمد زكي عقب إعطائه الجرعة الأولى من العلاج الكيماوي الذي أوصى به الطبيب الفرنسي الشهير، وعلمت “الخليج” أن الأطباء يأملون في أن تنجح الرئة اليسرى في لعب دور رئيسي في خروج النجم الكبير من أزمته الصحية حيث إن تأثرها بالخلايا النشطة أقل بكثير من الرئة اليمنى والتي كانت الصيد الأكثر سهولة بالنسبة للمرض الذي اقتحم أولا الغشاء البلوري للأعضاء قبل أن يتنقل بسهولة للرئة والقصبة الهوائية.

ومن المقرر أن ينتقل أحمد للإقامة بمنزله خلال الساعات المقبلة إذا لم يقرر الأطباء تأجيل العودة لحين ظهور نتائج الجرعة الأولى من العلاج التي دخل بعدها أحمد في حالة نوم استغرق اثنتي عشرة ساعة متواصلة.. على صعيد آخر وفي مفاجأة غير متوقعة تعتزم حكمت مديرة منزل احمد زكي الواقع خلف فندق أطلس في المهندسين البحث عن زوجة بعيدة تماما عن الوسط الفني في محاولة منها لإقناع النجم الأكثر تمردا على الحياة التقليدية والرضوخ لما تمليه اللحظة الراهنة من ضوابط كي تمر الأزمة التي لم يسبق لأحمد أن واجهها من قبل، جديد بالذكر أن هيثم ابن الفنان قرر نقل محل إقامته من شقة جدته زوجة المخرج الراحل احمد فؤاد إلى حيث يقيم والده وذلك في محاولة منه لحث والده على تعود الحياة الأسرية التي ابتعد عنها منذ نهاية الثمانينات تقريبا عقب انفصاله عن الفنانة الراحلة هالة فؤاد وقبل أن ينفصل عنها، ومن المقرر أن يقيم احمد في الشقة التي اشتراها خلف فندق أطلس المطل على شارع جامعة الدول العربية في حي المهندسين، وقد نفى المخرج داود عبد السيد أن يكون قد رشح بديلا لأحمد لبطولة الفيلم الذي يجري التجهيز له حاليا، كما نفى ممدوح الليثي جملة وتفصيلا ما ذكر بشأن ترشيح نور الشريف ليقدم دور “المشير عامر” بدلا من احمد زكي في الفيلم الذي يحمل العنوان نفسه.

وفي تصريحات خاصة ل”الخليج” أكدت الفنانة رغدة أن قرارها بالسفر لباريس كان بغرض الاطمئنان على ممثل ارتبطت بالعمل معه وجمعتهما صداقة قوية،  جدير بالذكر أنه -ومن مفارقات القدر- لم يسبق للنجم المريض أن انهال عليه عدد من الأعمال كما حدث في الأسبوع السابق لاكتشاف المرض حيث رشح لخمسة أفلام.. اثنان من تلك الأعمال قدم منتجاها عروضا خيالية بشأن الأجر لكن احمد كعادته قرر عدم التوقيع على اكثر من عمل في وقت واحد.. ومن أخبار النجم المريض أيضا انه استقبل حسين فهمي ومادلين طبر وكانا قد فشلا في لقائه قبل سفره لباريس بسبب ظروفه النفسية حيث ذهب إلى مستشفى دار فؤاد. ومن نصائح البروفيسور الفرنسي له قبل حضوره أن ينام مبكرا ويبتعد عن أصوات الضجيج والأماكن المزدحمة وأن يبقى في الأماكن المفتوحة والجافة من حيث المناخ. وعلمت “الخليج” أن احمد قرر التوقف عن استقبال المكالمات الهاتفية عبر المحمول بسبب نصيحة طبيه وقد خضع لجلسة مع الفريق المعالج في مستشفى “دار الفؤاد” كان الغرض منها تعريفه بالتعليمات والإرشادات التي ينبغي عليه أن يتبعها بعد أيام من الحصول على أول جرعة من العلاج الكيماوي وما قد يطرأ عليه من تغير سواء بالنسبة لفقد جزء من وزنه أم بعض الخمول الذي قد ينتابه.

الخليج الإماراتية في

18.02.2004

 
 

أحمد زكي

عباس بيضون

لا أعرف احمد زكي الا من السينما واذا كنت أرجو له الشفاء فإن ذلك بالطبع ليس سببا كافيا لكتابة مقال، ليس احمد زكي الفنان سبيلنا الى احمد زكي المريض. الأمر بالعكس، المريض سبيلنا الى الفنان، فأحمد زكي مريضا هو ككل مريض آخر أما أحمد زكي الفنان فواحد.

ليست وسامة احمد زكي مما يستحب في السينما المصرية فالسمرة الحادقة المحروقة قلما كانت مرغوبة للابطال الذين يتحدرون في احيان كثيرة من طبقات ميسورة او متوسطة. اذا كان هيكل يروي ان السادات كان خجولا بلونه الضارب الى السواد فإن تأبي مخرجي السينما عن هذا اللون لأبطالهم من النوع نفسه. الحنطي والاسمر الفاتح والابيض ألوان تنم، بحسب سذاجة بصرية دارجة، عن اصول ثقافية وطبقية وربما بسيكولوجية مستحبة لفتيان الشاشة الاول، بمن فيهم اولئك الذين يوصفون في الافلام بأنهم من فئات شعبية او فقيرة. حين لا يدل اللون الى نموذج طبقي وثقافي يدل الى نموذج اخلاقي او نفسي، بين الخلق (بضم الخاء) والخلق (بفتح الخاء) تطابق نسبي في هذه السينما شبيه بذلك التطابق المفروض في السينما ذاتها بين دخيلة الممثل، المفترض انها خفية ومحجوبة عن شركائه في الفيلم، وإمارات وجهه وحركاته مما يؤدي عادة الى مفارقه، فما هو محجوب عن الشريك ظاهر معلن للمتفرج، كأن ما يراه المتفرج في وجه الممثل هو خلاف ما يراه الممثل الشريك. لنقل انها سذاجة بصرية، لنقل انها سذاجة طبقية ايضا نابعة من تصور أن الهيئات تحمل سيماء المنبت والخلق والنفس، لكنها قبل كل شيء درجة من التغريب اذا علمنا ان اللون الحادق الاسمر هو الغالب على المصريين. هكذا لا يكون الواحد قابلا للبطولة الا بوجه فيه سيماء الاجانب او ما يتراءى في سذاجة بصرية اخرى انه سيماء الاجانب. احمد زكي كما نعلم اسمر حادق ضارب للسواد، وعلى الرغم من لطف هيئته الا انها مألوفة وعادية فليست له مهابة عماد حمدي ولا حلاوة شكري سرحان ولا التأثير البالغ لوجه عمر الشريف. الغريب ان ابطالا لا يشكون من فرط الجمال مثل محسن سرحان مثلا كانوا كذلك بما في وجوههم وقاماتهم من ترهل ذي سمة استقراطية.

لذا يعلّم وجه احمد زكي على مقلب آخر للسينما المصرية. لقد كان احمد زكي هو البطل الأنسب لموجة الواقعية الجديدة في مصر، انه بطل محمد خان بامتياز، ولا يكفي هنا ان نتكلم عن شغف خان بالحياة الشعبية فهي من <<تيمات>> الفيلم المصري عموما، بيد ان التقديم الفولكلوري والالكتروني احيانا لهذه الحياة هو الذي يختلف. الحياة الشعبية ليست من اكسسوارات الفيلم عند خان، فهي عادة متنه وأساسه ثم ان التقديم نفسه لا يبقى ميلودراميا فولكلوريا او طرائفيا، فهو ديناميكي نقدي ولنقل انه طبيعي عادي مقابل الاكزوتيكي والطرائفي، احمد زكي هو في أدواره الشعبية البطل العادي الذي يعيد لهذه الحياة قدرتها على توليد الاشكاليات والخوض في صراعات وطرح الخيارات والمصائر. لقد امتلك منذ البداية تلك القدرة على الانسلاخ عن النموذج التمثيلي شبه الكوميدي والنمطي للأدوار الشعبية. اذا كنا لا نتخيل عماد حمدي في دور فلاحي فاننا لا نتخيل عبدالله غيث الا في دور العمدة والمستبد الريفي الشرير ونور الشريف في دور روبن هود مصري فلاحي. لكن احمد زكي وحده يمثل السائق والمتسكع والصعلوك بدون ان يتخذ لها انماطا او يجد لها انماطا. انه يمثلها بدون ان يكون هذا ذا غرض ترفيهي او يتجاوب مع نماذج قبلية. يمثلها بقدرة هائلة على اعادة خلقها وعلى ابتكارها وعلى ابراز جدلها وتناقضاتها وحضورها الخاص. مع الواقعية الجديدة المصرية يمكن ان نتكلم عن احمد زكي كممثل جديد او كمدرسة جديدة في التمثيل، بل يمكن الكلام عن احمد زكي بصدد مفهوم جديد للممثل السينمائي الذي يتخلص كليا تقريبا من الارث المسرحي المصري او الارث الملحمي (اذا تذكرنا المطولات الملحمية المصرية) كما نراه عند فريد شوقي وعبدالله غيث مثلا. ما صنعه احمد زكي هو البطل <<العادي>> بدون شطح ميلودرامي او ملحمي، وبالطبع بدون ترفيه فولكلوري، صنع البطل العادي الذي ليس نمطا والذي يبتكر نفسه ويقف كل لحظة امام خياراته.

ما كان لأحمد زكي ان يفعل ذلك لولا انه ممثل استثنائي. ومن الصعب ان نجد ممثلا بهذه الطاقة في كل تاريخ السينما المصرية فالعربية عموما. احمد زكي بخلاف الفتيان الاول في السينما المصرية ممثل ذو حرفة عالية جدا. الحرفة العالية كانت في الغالب من نصيب الادوار الثانية لا الأولى. يمكننا ان نتذكر على سبيل المثال محمود المليجي وتوفيق الدقن وصلاح قابيل، والارجح ان احمد زكي بين نادرين وصل الى الادوار الاولى بفنه لا بسيمائه ومظهره، وصل بفنه واستطاع فعلا ان يملي فنه على هذه الادوار، بل استطاع ان يعيد جبلها وتكوينها فتمثيل احمد زكي يملك هذه القدرة على اخراج الشخصية من أي أحادية ممكنة. ليست المتانة والقدرة الفورية على استظهار الشخصية وتقديمها بكل حضورها هما فحسب ما يميز تمثيل أحمد زكي، بل هناك في نفس الوقت هذا <<الخرق>> او هذا الكسر في المثال النمطي الذي يجعل لكل شخصية يمثلها فرادتها الخاصة، اي الى حد كبير حريتها وليونتها الداخلية والقدرة على تجديد نفسها. فرادة كانت تمنح شخصيات احمد زكي ظلا من غرابة خاصة، من استثنائية، وقوة طابع. لذا يمكننا القول ان احمد زكي ممثل من نوع آخر، انه لا يكتفي بحرفة عالية كحرفة المليجي لكنه يضيف اليها نكهته الخاصة، غرابته الخاصة التي تلون الحرفة وتحررها. اذا كانت فاتن حمامة هي دائما الحساسة الرقيقة، ونور الشريف هو دائما الشهم، ومحمود ياسين هو الرائق الهادئ فليس لأحمد زكي على ذلك وجه مصاحب. انه النصاب والصلعوك والبروقراطي والفتى المغوي والضابط المهم والشهم و...الخ. انه الممثل الذي لا يقلد نفسه والذي يتقمص كل الادوار. مع ذلك فإن لأحمد زكي طابعا خاصا و<<غريبا>> يضيفه الى كل شخصياته. دوره لا يصنعه لكنه يصنع دوره واذا تحدثنا عن حضور عارم وشره وشهواني ومفترس فإننا لا نتحدث عنه بصدد نور الشريف ومحمود ياسين بقدر ما نتحدث عنه بصدد احمد زكي. بل ان احمد زكي من القلائل الذين يذكروننا بأن قوة الممثل هي الاولى وهي اكبر من قوة الدور، لا نبالغ اذا قلنا بأنه من قليلين يذكروننا بممثلين فنهم يخضعنا بقوته. يذكروننا على سبيل المثال بجاك نيكولسون وانتوني هوبكنز فالاثنان هما قبل كل شيء تمثيل. احمد زكي مثلهما هو قبل كل شيء لعبه ومثلهما مدعو كل مرة الى التفوق على نفسه.

حين لعب السادات بدا احمد زكي في دور بالغ التركيب، ففي تمثيله لدور السادات كان الممثل يلعب دور الرئيس الذي كان في حضوره مسرحيا واصطناعيا كممثل. لعب احمد زكي الدور المزدوج بل المثلث، كان احمد زكي والسادات والممثل الذي يلعبه السادات. لعب احمد زكي بحرفة فاقت التصور وبشغف هائل وفظيع. كان هنا الفن الذي يلتهم صاحبه ولكن كان هنا الفن الذي يصل الى ذروة تجعله فوق الدور وربما، الى حد ما، خارجه. لعب زكي السادات الى حد جعل منه دمية كبيرة وفانتازيا، اضاف الممثل في لحظة التجلي الفارس الخفي والتفنن شبه الهذياني. اتعبتني قوته في الواقع، لكن الواضح ان الدرامي والكوميدي كانا هنا في اعتلاق وزواج غريبين. نرجو الشفاء لأحمد زكي لكنها ايضا مناسبة لنحيي اكبر ممثلينا وربما اكبرهم في كل تاريخنا السينمائي.

السفير اللبنانية في

20.02.2004

 
 

سر الاهتمام الاستثنائي بصحة نجم سينمائي

أحمد زكي وعبقرية أن تكون ولا تكون

نور الشريف

في شهادة نادرة من ابن كاره نور الشريف قال لي يوما :انا وبصفتي مدرس تمثيل في اكاديمية الفنون استطيع ان اقول لك ان اهم موهبتين عرفتهما السينما المصرية هما زكي رستم واحمد زكي ولا اعتقد ان هناك بين الجمهور ولا بين النقاد من يمكن ان يختلف حول هذه الموهبة الفذة للفنان احمد زكي ورغم ذلك يبقي هذا الاهتمام الاستثنائي بصحة نجم سينمائي امر يحتاج لتفسير فهو لم يحدث ربما منذ ان مرض الراحل عبدالحليم حافظ وسافر للعلاج ومما يضاعف الدهشة من هذا الاهتمام انه ينصب علي نجم من افشل النجوم علي الاطلاق في الدعاية لنفسه ومن اقلهم ظهورا في وسائل الاعلام ومن اكثرهم عزوفا عن المقابلات الصحفية والتلفزيونية والاغرب ان اخر افلامه الكبيرة الناجحة قد مر عليه اكثر من سبع سنوات واقصد به ناصر 56 فبعد هذا الفيلم قدم احمد زكي ايام السادات الذي احاطت به المشاكل والخلافات وتقمص فيه احمد زكي وقلد انور السادات علي عكس توحده مع شخصية جمال عبدالناصر رغم الشبه الكبير بالاول والاختلاف الكبير بينه وبين جمال عبدالناصر من ناحية التكوين الجسماني بعد ذلك قدم احمد زكي البطل مع محمد هنيدي و اضحك الصورة تطلع حلوة ثم اخيرا معالي الوزير فما هو السر في هذا الاهتمام بنجم يقدم ادواراً مركبة في سينما جادة يدعي معظم النقاد وصناع الافلام ان زمانها قد ولي وان الجمهور لم يعد يقبل عليها وفي وقت انسحبت فيه الاضواء بشكل كامل تقريبا عن نجوم هذا الجيل السينمائي نور الشريف ومحمود عبدالعزيز وحسين فهمي ومحمود حميدة واصبحت الساحة السينمائية حكرا علي النجوم الجدد سواء في الكوميديا او الرومانسية او الحركة! في تصوري ان التفسير الوحيد هو بالضبط كما كان دائما في اننا كنقاد وصناع افلام لانقدر ذكاء وفراسة الجمهور حق قدرها وعند اول بادرة تغير في مزاج هذا الجمهور لانبحث عن السبب الاعمق لهذا التغيير بل نرفع راية اليأس ونعلن ان الجمهور قد فسد وان الجمهور عايز كده الجمهور الذي تعلق بزكي رستم واحمد زكي بشكل استثنائي جمهور زكي واع يعرف من يصدقه الاداء ومن يحاول ان يمثل عليه الدور ودون ان يعرف الجمهور ما يدور في الكواليس بالضرورة من دخول نجم مثل احمد زكي في حالة كاملة من التوحد مع الشخصية الي حد المرض يشعر بالنتيجة فأحمد زكي في احلام هند وكاميليا و طائر علي الطريق و موعد علي العشاء و البيه البواب و ثلاثة في مهمة رسمية هو بالضبط الشخصية التي يذوب فيها وهو يجسدها وهو في نفس الوقت احمد زكي طوال الوقت وهو ايضا الضابط المتعجرف الطاووس في زوجة رجل مهم والوزير الغارق في انتهازيته في معالي الوزير وهو في ذروته الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في عز شبابه وكاريزميته في ناصر 56 وهو كاحمد زكي لايغيب عن الوجود ولا يتلاشي تماما ولايذوب في اي شخصية من هذه الشخصيات انها بالفعل عبقرية ان تكون ولاتكون في نفس الوقت واذكر في تجربتي الوحيدة في التعامل مع احمد زكي في المسلسل الاذاعي حاضر يادينا مع سعاد حسني انني فوجئت عندما التقيته اول مرة في استوديو التسجيل انه قد عزل نفسه واغلق الباب عليه ولم يكن يخرج من عزلته الا بين مسمع واخر يسجله ثم يعود لعزلته وحيدا قدمتني الراحلة سعاد حسني اليه بصفتي كاتب النص استبقاني لاكثر من ساعة منصتا لي باهتمام شديد وانا احكي له عن المصدر الذي استقيت منه هذه الشخصية وتصوري لتاريخها وظروفها وحتي شكل هذا الشخص كما تخيلته كل هذا في مسلسل اذاعي! فأي اخلاص هذا.. وأي جمهور فطن ذكي يدرك حجم الصدق والاخلاص في فنان فيهبه هذا الاهتمام في زمن يصفه بعضنا بزمن الاسفاف و التسالي!!

الراية الفطرية في

19.02.2004

 
 

مواقف في مسيرة الفتى الشرقاوي

أحمد زكي الذي أعاد الزعماء إلى الحياة

عماد النويري

القاهرة/ علاء طه محمد سليمان

البعض يقول عنه انه مجنون فن، ويشبهه البعض الآخر بروبرت دي نيرو وال باتشينو. وهو مجرد انسان بسيط نشأ وترعرع في غربة اليتيم لكنه استطاع ان يحول احزانه الى قصيدة شجاعة والى سيمفونية رائعة من الابداع التمثيلي الراقي. فجأة تعبت خلايا الحياة من الانتظار الطويل ومن قلق الفنان الاصيل الذي لا ينتهي.

فجأة اصبح نجمنا المحبوب طريح الفراش بعد ان تسربت خلايا المرض الى جسده المنهك لتحتل مساحات الاشراق والفرح. من قلوب تحبك يا أحمد زكي نرسل لك باقات الزهور كفنان عربي اثرى الساحة السينمائية العربية بأجمل الافلام وندعو لك بالشفاء العاجل لتعود الينا قريبا طائرا مغردا على طريق الفن الجميل.

 عماد النويري

  القاهرة ـ علاء طه ومحمد سليمان:

داخل فيللا الرئيس المصري الراحل السادات التي تطل مباشرة على النيل ازدحم اكثر من مئة فنان «وعامل»، وكانت السيدة جيهان السادات ترقب ما يحدث، وتتابع سير العمل في الشريط السينمائي الذي يصور حياة زوجها. فجأة صاح المخرج محمد خان «سكوت» لتصوير احد المشاهد المهمة بين احمد زكي (في شخصية السادات)، وميرفت امين (في شخصية جيهان). واطبق الصمت على المكان، ودارت الكاميرا، وبدأ احمد زكي يؤدي دوره الذي بهر الجميع، واستغرق الجميع في الحوار الذي كان يدور بسلاسة ما بين احمد، وميرفت، وكان يبدو النقاش بينهما عائليا فقال احمد زكي بنبرة مرتفعة: «يا جيهان».. فاذا بالسيدة جيهان السادات ترد بشكل عفوي: «نعم يا ريس»، فارتبكت ميرفت امين، وصاح المخرج CUT واتجهت الانظار صوب جيهان السادات التي لم تتمالك نفسها وسرعان ما انهمرت الدموع من عينيها، واتجهت مسرعة نحو السلم، فأسرع اليها احمد زكي يعتذر لها ويقبل يدها.

وما حدث مع جيهان السادات حدث بصورة مطابقة منذ سنوات عديدة حينما لعب أحمد زكي في بداية حياته الفنية بطولة المسلسل التلفزيوني الشهير «الأيام»، فبعد عرض المسلسل اصرت ابنة عميد الادب العربي الراحل طه حسين على مقابلته مع المخرج يحيى العلمي وهي تبكي وقالت له بالحرف حسب رواية يحيى العلمي الذي سجلها بقلمه في ذكرياته الفنية قبل رحيله: «أنت فعلا والدي بشحمه ولحمه، وعندما كنت استعد للقائك كنت اؤهل نفسي لمقابلة والدي».

لكن الذروة في ادائه كانت شهادة الجمهور له عن فيلمه «ناصر 56»، فبعيدا عن الايرادات الضخمة التي حققها هذا الفيلم من دور العرض، فان التصفيق المدوي داخل قاعات العرض كان هستيريا خاصة عندما كان يتهدج صوته في طبقة قريبة جدا من الزعيم الراحل عبدالناصر، وهو يعلن بميدان المنشية تأميم شركة قناة السويس.

جمهور عريض

ولعل الحديث عن براعة احمد زكي مسألة مكررة.. فلا يختلف احد عليه، فعمر الشريف اكد في اكثر من مناسبة ان احمد زكي هو أهم ممثل مصري في الأعوام الثلاثين الاخيرة. وقال: «خسارة لو عنده لغة انكليزية سليمة لصار من اشهر نجوم السينما العالمية».

وفضلا عن ذلك لا يزال هو الممثل المصري الوحيد في جيله الذي له جمهور عريض ما بين النخبة المثقفة وجمهور الشارع، والذي يستطيع ان يقدم سينما مميزة وجميلة تتناول موضوعات غير تجارية وتحقق الايرادات، هو نجم شباك لا يقل موهبة عن روبرت دي نيرو او آل باتشينو.. وكلما تقدم في العمر زاد نضجه ولمعت موهبته - هو حالة استثنائية - لكن الذي لم يتحدث عنه أحد: ما مفاتيح شخصيته؟ ما مصادر الطاقة بداخله التي تبث كل هذا الابداع؟ ربما يحتاج الامر إلى تحليل نفسي، وإلى قراءة حياته جيدا، وجمع تفاصيل، وروايات من المقربين منه الذين عايشوه لحظة بلحظة.

اليتيم في وقت مبكر

موسوعة الممثل المصري تقدم احمد زكي بانه الابن الوحيد لعائلته، والده توفي بعد ولادته مباشرة، اي انه لم يذق حنان الأب، صار يتيما في وقت مبكر. وربما زاد من مأساته زواج أمه السريع بعد وفاة والده من شخص آخر، فأشرف على تربيته جده عبدالرحمن. ولم يكن متفوقا في التعليم فحصل على الاعدادية بدرجات ضعيفة فالتحق بالدراسة المتوسطة في مدرسة «الصنايع»، ومن حسن حظ موهبته ان ناظر هذه المدرسة كان يحب المسرح، ولمح موهبة دفينة داخل هذا الشاب فشجعه على تقديم مسرحيات حفلات المدرسة.

وقام بتلبية دعوة من مجموعة الفنانين المبتدئين لزيارة القاهرة، ولعل هذه الزيارة غيرت مجرى حياته، فقد التحق بعدها بمعهد الفنون المسرحية، واثناء دراسته في المعهد شارك في مسرحية «هالو شلبي»، وتخرج في عام 1973 لتبدأ انطلاقته الفنية. ولك ان تتخيل حياة احمد زكي كممثل ناشئ صاحب المؤهل المتوسط، يتيم الأب، ابن العائلة متوسطة الدخل. من المؤكد انها كانت نسيجا من المعاناة والفقر والمصاعب.. وهو ما احتاج منه ان يستنفر كل طاقاته للخروج من عنق الزجاجة!!

وبمقدار ما كانت خطوات احمد زكي في البداية بطيئة بمقدار ما كانت ناجحة وكان كل عمل يعلن عن موهبته، ويقدم اقرار نجم من الطبقة الاولى، وهذا النجاح الذي لم تشبْه وشائج الشللية او العلاقات الخاصة، او مفاهيم السمسرة، تحول بشهادة الجميع الى حالة من الادمان لتصفيق الجمهور للمديح، وهو ما جعله قلقا بشكل دائم، اعصابه كأنها سلك كهربائي عار، وهي حالة مزيج من الخوف والطموح تفسر وحدته وفشله في زواجه، واقامته في الفنادق وتدهور صحته إلى حافة الخطر.

الثمرة الوحيدة

النجاح هو الثمرة الوحيدة التي كان يلهث وراءها احمد زكي طيلة مشواره الفني، فلم يدخر مالا، وفي وعكته الحالية لم يسانده سوى تدخل الرئيس المصري حسني مبارك الذي امر بعلاجه على نفقة الدولة. مدير انتاج افلامه المقرب منه جدا طارق الشيمي، يقول بوضوح: «احمد زكي لا يمتلك مالا يذكر لانه يعطي بسخاء شديد، فمع نهاية تصوير اي فيلم يطلب مني كشفا باسماء العاملين ويوزع عليهم معظم اجره، ولم يصدق احد انه في احدى المرات لم تكف الاموال التي قرر توزيعها على العاملين فما كان منه الا ان اخذ «عربون» فيلم لم يكن قد صوره بعد ووزعه على العاملين.. عاش وحيدا ولا يشعر بالراحة الا في الفندق. وانا ادفع بنفسي فاتورته في الفندق ما بين 40 الى 50 الف جنيه كل شهر، وهذا المبلغ بسيط جدا بالنسبة إلى مصاريف ونفقات نجم كبير».

ويؤكد طارق الشيمي على ان احمد زكي مريض منذ فترة وممنوع من تناول انواع عديدة من الطعام، كما انه عصبي للغاية، ويقول: «لكن على المستوى الانساني مشاعره فياضة يحب الجميع ويساعد اي محتاج».

ويصف احمد زكي بانه عاشق التمثيل ويقول: «يعيش مع كل فيلم شخصية البطل الذي يجسده، ويتقمصها بشكل غريب، واذكر عند تصوير فيلم «سواق الهانم» انني ذهبت اليه في الفندق لاصطحابه للتصوير، وكان يرتدي ملابس السائق واثناء خروجنا شاهد سيارة فاخرة تقف امام باب الفندق، فإذا به يتركني ويسرع نحو بابها ليفتحه. ونزلت منها سيدة أنيقة، فانحنى لها فأسرعت باخراج نقود من حقيبتها لتعطيها له كبقشيش لكنها عندما نظرت إلى وجهه عرفته، فتركها وانصرف وهو يبتسم».

صراحة وصدق

وعلى طريقة أبناء البلد واحاديتهم عن «الجدعنة» يقول صاحب اكبر مكتب ريجسير في مصر احمد ترك: «أحمد زكي لا يحب ان يضحك عليه احد، واذا اتفق على شيء يحب تنفيذه من دون زيادة أو نقصان، كما انه لا يحب «اللف ولا الدوران»، ويحب الصراحة، وتعرفت على طبيعة أحمد زكي من خلال عملي وانا صغير بجانب والدي الذي عمل مع والدي اكثر من فيلم كان المسؤول فيها عن الممثلين، والكومبارس، الى جانب عملي انا شخصيا معه في مجموعة من الافلام اتذكر منها «ضد الحكومة»، و«الباشا» و«الهروب»، و«أيام السادات»، وأخيرا «معالي الوزير». واحمد زكي لا تفارقه العصبية والانفعال خاصة في وقت العمل فمثلا في فيلم «ضد الحكومة» اعاد تصوير مشهد المحكمة 17 مرة متواصلة بسبب كثرة المعجبين به، وما يسببونه من ضوضاء، وكان شديد الانفعال لانه يحب الهدوء».

ابن البلد

داخل استديوهات مصر هناك اسم لامع مشهور «بابواحمد» وهو مهندس الصوت المعروف احمد عباس محمد، له خبرة في مجال السينما تزيد عن 30 عاما ـ ومنذ ان كان عمره 15 عاما، بدأ حياته كمساعد صوت، وعن علاقته باحمد زكي يقول: «عملت معه في ثلاثة افلام «البداية» لصلاح ابوسيف، و«مستر كاراتيه» للمخرج محمد خان، و«امرأة واحدة لا تكفي» لايناس الدغيدي. وعندما تعرفه عن قرب تكتشف انه ابن بلد، عندما يدخل الاستديو يتحدث ويضحك مع «طوب الارض» كما نقول في مصر لكسر الحاجز بينه كنجم وبين العمال وباقي الممثلين، ويحدث هذا في الايام الاولى للتصوير، ثم بعد ذلك تجد احمد زكي تقمص شخصيته بالفيلم، وعاش عالمها، وهنا تختلف نبرة صوته.

صوته بطبيعته غير مرتفع، وهذه كانت تمثل مشكلة لمسؤولي الصوت، فهو لا يستطيع ان يرفع صوته، وكان علينا ان نحصل على نبرته كما هي، خصوصا انه يخرج الكلام بكل حواسه، هو يشعر بالكلمة اولا ثم يخرجها. واتذكر في فيلم «البداية» ان مشكلة صوته كانت تسبب لي قلقا شديدا، حيث لم تكن الاجهزة قد وصلت الى هذا الحد من التكنولوجيا الحديثة، وكنت يوميا افكر في الطريقة التي تجعلني اسجل الصوت بالذبذبة، والنبرات التي يطلبها المخرج».

اما مهندس الصوت عبدالعزيز عمارة الذي عمل مع احمد في افلام «الهروب»، و«الرجل الثالث»، و«نزوة»، و«البيه البواب»، و«البرنس» وجزء من فيلم «ايام السادات» فيروى عن احمد زكي قائلا: «كنا نصور مشاهد فيلم «البيه البواب»، في منطقة الزمالك، وكان تصوير احد المشاهد امام مدخل العمارة، واذا بمحصل كهرباء حقيقي يأتي فجأة ويتجه ناحية احمد زكي، ويقول له: انت يا بواب عايز فلوس الكهرباء. ولم يتوقف التصوير، واذا بأحمد زكي يستمر في الاداء، ويدفع فاتورة الكهرباء، ويصور المشهد بطبيعته، وبالفعل استخدمت اللقطة في الفيلم، وكان مشهدا ناجحا، واحمد زكي يأتي من بيته متقمصا الشخصية التي سيلعبها، ويتعامل مع الجميع على هذا الاساس، فأثناء تصوير فيلم «ايام السادات» كنا عندما نريد منه شيئا لا نناديه الا بسيادة الرئيس».

ويحكي عمارة عن موقف ثان له مع احمد زكي فيقول: «في فيلم «الرجل الثالث» مع المخرج علي بدر خان، صورنا احد المشاهد 6 مرات متتالية، وكذلك الصوت سجلناه 6 مرات، فقلت لهم، ولأحمد زكي افضل تسجيل هو رقم 3، فقال احمد: لا الافضل رقم 4.. فتمسكت برأيي فاذا به يتحداني ويقول: سأحضر ثلاثة صناديق مشروبات غازية لكل فريق العمل اذا كان رأيي صحيحا، اما اذا كنت أنت الأصح فستأتي بصندوق واحد.. وشعرت بالخوف ليس من اجل صناديق المياه الغازية، ولكن من التحدي نفسه لانه فنان كبير ولديه احساس، ولم اتراجع وقبلت التحدي، وعندما تجمع كل العاملين بالاستديو شعرت بالخوف أكثر، فطلبت من المساعد الخاص بي تشغيل الصوت، وتركت المكان بعيدا، فاذا بأحمد زكي بعد سماعه التسجيل رقم 3 يصرخ ويناديني، ويحضنني، وهو سعيد بنجاحي، ودقتي.

أهدر صحته بالكتمان

على ان احمد زكي الموجوع حاليا بآلام العلاج الكيماوي لسرطان الرئة ساهم الى حد كبير في اهدار صحته بالكتمان والصبر على الآلام، فقد ظل يعالج نفسه بنفسه على ان ما لديه نزلة برد لعدة ايام. وهو امر فعله قبل ذلك العديد من المرات إلى درجة ان حمام غرفته في احد فنادق الخمس نجوم مليء بعشرات علب الادوية المبعثرة في كل مكان (على حد وصف صديق مقرب له) وكان يتناول من دون استشارة الطبيب ما يشاء من ادوية.

وقد كان حريصا على اخفاء تقريره الصحي لانه يخاف ان يشفق احد عليه، ولديه اعتزاز كبير بالنفس وهذا يعرفه كل المقربين منه.. على ان الغريب والمدهش امران: الاول قبل اصابته بهذه الوعكة بأيام استدعى احد الكتاب المعروفين وهو صديق له واملاه وصيته، وطلب منه عدم الكشف عما فيها الا بعد رحيله.

والثاني ما يرويه مساعده في الانتاج طارق الشامي اقرب شخصية له اثناء تصوير احمد زكي لفيلم «ايام السادات»، حيث يقول: «كنا نصور مشهدا في مستشفى القصر العيني القديم، داخل قسم الباطنة وهو مستشفى كل مرضاه من الفقراء غير القادرين على العلاج، فجلس احمد زكي على سرير احد المرضى لتصوير المشهد، واذا به يناديني هامسا، وعندما اقتربت منه قال لي بهدوء شديد: تعرف انا سأموت على هذا السرير، وستجمعون لي المال لعلاجي، ودفني» فبكيت وحاول التخفيف عني ثم انصرف. لكني للان لم انس كلامه!!

في برنامج خاص عن دوره الاجباري مع المرض

أحمد زكي: أحلم بفيلمين أعتزل بعدهما اختياريا

 ظهر احمد زكي بمعنويات مرتفعة للغاية على شاشة الفضائىة المصرية الاولى والقناة الاولى الارضية في حلقة خاصة من برنامج «ليلتي» اذيعت مساء امس الاول.

تحدث عن احلامه ما بعد الشفاء، فقال انه يريد ان يمثل دورين فقط في مسيرة الكبار وبعدها يعتزل، الدور الاول عن الضربة الجوية الاولى في حرب اكتوبر 1973 ودور اللواء حسني مبارك، قائد القوات الجوية حينها، والدور الثاني عن مسيرة الزعيم الوطني سعد زغلول.

وعن مرضه اجاب: «انه الدور الوحيد في حياتي الذي لم اختره وعليّ ان أعايشه مرغما. الميزة الوحيدة لهذا المرض انه كشف لي حب وتقدير الناس ابتداء من الرئىس المصري الى كافة الجماهير المصرية والعربية».

واكد ان اول مشروع سيعود به بعد استقرار حالته هو فيلم «رسائل البحر» تأليف واخراج داود عبدالسيد. واعتبر احمد زكي فيلم «ارض الخوف» وهو لداود ايضا، من اهم افلامه في السنوات الاخيرة، حيث رشح للاوسكار، لكنه حتى الان لم يحظ بالمكانة التي يستحقها.

واشار الى ان غالبية افلامه تلقي الضوء على مشاكل ومعاناة البسطاء والضعفاء، وضرب امثلة على ذلك بأفلام «الحب فوق هضبة الهرم»، «الهروب»، «البيه البواب».

يذكر ان حلقة «ليلتي» مع احمد زكي جاءت بطلب شخصي من وزير الاعلام صفوت الشريف، الذي اقنع الفنان المريض بأهمية ظهوره في البرنامج لكي يطمأن الجمهور على حالته الصحية.

القبس الكويتية في

22.02.2004

 
 

أحمد زكي

العازف على أوتار البشر

محمد حمودة

الأداء التمثيلي كالكتابة، نبش في النفس البشرية وتحرير للأحاسيس من إسر العقل، هذا بالصوت والحركة، وتلك بالحبر والقلم، وكلاهما السهل الممتنع، فلا كل الكتابة كتابة، ولا كل التمثيل أداء، كثيرون يكتبون، وكثيرون يشخصون، ولكن القليل منهم من يملك القدرة علي الغوص في أعماق النفس وسبر أغوارها والوصول إلي مكنونها، إلي أحاسيسها وأفكارها المحبوسة، وربما المقهورة بحكم الخوف أو العادات والتقاليد، وتعريتها أمامنا علي الشاشة أو فوق الأوراق. أحمد زكي من هذا النوع من الممثلين، بأدائه يكتب علي الشاشة حياة شخوصه ينبش في نفوسهم، يدخل إلي عوالمهم، يعيش حياتهم، يعايشهم، فيؤدي الشخصية وكأنه هي، لا هو، يخرج بنفسه من نفسه وتحل الشخصية مكانها، إنها الكتابة الحية -إن صح التعبير- الكتابة بالصوت والجسد.

فهل التشخيص مرادف للمعايشة في فن التمثيل أم أن هناك فرقا؟! أعتقد أنه هناك فرقا، بل وفرقا كبيرا، فالمعايشة من العيش، فيها روح وحياة، أما التشخيص فهو صنعة تقليد للشخصية المرسومة علي الورق.. محاكاة لوهم صنعه كاتب ليجسده ممثل، والممثل الحقيقي لا يشخص بقدر ما يعايش وإن كان فن التمثيل فيه هذا وذاك ولكن بقدر، ولكل ممثل قدرات وإمكانات، فإن زاد مقدار التشخيص غلبت الصنعة، وإن زاد مقدار المعايشة كان الصدق. وأعتقد أن المعايشة هي جوهر الفن لأن الفن حياة، والمعايشة حياة، حياة الآخرين في الفنان أو حياة الآخرين من خلاله. وأحمد زكي لا يحاكي ولا يقلد، بل يعيش ما يؤديه من شخصيات يقرأ الشخصية من داخلها، يقرأ ما بين سطورها، يدخل إلي أعماقها، يتلمس ملامحها وتفاصيلها الدقيقة، العقلية، والنفسية، العاطفية، والوجدانية يبحث عن جذورها، أصولها، بل أخاله يحاورها، يناقشها، يحللها كطبيب نفسي، وعندما يكتمل استيعابها، ويمتلكها يفرزها، تنطلق من داخله، تتصرف بمنطقها هي لا بمنطقه هو، بأسلوبها لا بأسلوبه، تنطق بلسانها لا بلسانه.

إن قدرته علي استخدام أدواته، وتشكيلها وتطويعها بما يتلاءم مع مواصفات الشخصية هو ما يميزه، وما يفرق بينه وبين غيره من الممثلين، القدرة علي إبراز وتجسيد التفاصيل الدقيقة للشخصية، التي قد لا نلتفت إليها فيحولها من مجرد شخصية متخيلة مكتوبة علي الورق، إلي شخصية من دم ولحم فتشعر بهذا التجاوب معها والاقتراب منها، وكأننا رأيناها من قبل، بل ونعرفها جيدا. أحمد زكي لا يؤدي دورا ولا يمثل بل يقدم حالات إنسانية من دم ولحم بكل مواصفاتها الواقعية الحياتية، يعيش حياة الشخصية، يصدقها، فنصدقها معه، بل أكاد أجزم بأنه يتنفس كما تتنفس، لذلك فكل شخصية يقدمها تختلف عن الأخري تماما كحال البشر لا يتشابهون إلا في كونهم بشرا. فأحمد "سبع الليل"، القروي الساذج المسالم يختلف عن "عبد السميع البواب" رغم انتمائهما لبيئة واحدة.. كلاهما يختلف اختلافا بيناً، وكليا عن الآخر، والضابط "هشام" في "زوجة رجل مهم" لا يتصرف أو يتحرك كالضابط في "الباشا"، كلاهما ضابط، لكن كلا منهما حالة إنسانية تختلف عن الأخري، و"مصطفي خلف" المحامي في "ضد الحكومة" لا يتشابه مع المحامي في "التخشيبة" رغم أن للمهنة مفرداتها، وشكلياتها ولكن حتي هذه المفردات أو الشكليات تتطبع بصاحبها، كل شخصية لها تاريخها وثقافتها لها بيتها ومواصفاتها المختلفة، وهنا تكمن قدرة أحمد زكي، القدرة علي استخلاص تفاصيل الشخصية والتي تمنحها خصوصيتها وتفردها وتميزها عن غيرها من البشر، إن أحمد زكي كممثل، يلبس الدور، أو يتلبسه الدور، فيستميل إلي الشخصية وينفصل بقدر الإقناع عن نفسه.

ويظل باقتدار علي حافة المعايشة الكاملة حتي لا يفقد قدرته علي التحكم في الشخصية يوازن ببراعة بين قدرته علي التحكم في الانفعال والتعبير، وبين انفصاله عن نفسه، عن أدائه كممثل، ومن خلال هذا التوازن القاسي نفسيا وبدنيا. لذلك تجد أن فارس في "طائر علي الطريق" هو ذلك السائق الذي يمكن أن تصادفه في أي مكان، وشكري الكوافير في "موعد علي العشاء" هو هذه الشخصية بدمها ولحمها، وأحمد الشاذلي في "العوامة 70" بانكساره وإحباطاته.. بتمرده وخضوعه، حسن هدهد في "كابوريا" الفقير العاطل باستهتاره وعفويته بقصة شعره الغريبة ومفرداته الخاصة ومشيته المتصعلكة التي تنم عن خلل في تركيبة الشخصية فلم يكن إلا حسن هدهد، و"عيد" في "أحلام هند وكاميليا" الصعلوك، الأفاق غير المستقر نفسيا أو اجتماعيا لم يكن إلا "عيد" بكل مفرداته ومكوناته، كل هؤلاء هم وليس أحمد زكي، أما أحمد سبع الليل في "البريء" فحكايته حكاية، إنه بالفعل أحمد سبع الليل بمشيته الغريبة، المهرولة، وتهدل كتفيه، بل وقفاه العريض، ولا أعرف كيف فعل هذا، لم يكن في أي لحظة من اللحظات أحمد زكي، بل كان أحمد سبع الليل الذي يمكن أن تقابله في أي كتيبة من كتائب الأمن المركزي أو أي قرية من قري مصر. إن انغماس أحمد زكي في حياة الشخصية وفهمه لها وإحساسه بها هو الذي يعطي لأدائه التميز خلال تطويع قدراته وإمكانياته الصوتية والحركية، فتجد قصة شعر "حسن هدهد" الغريبة تعبيرا عن غرابة الشخصية وخروجها علي المألوف، ومشية أحمد سبع الليل المهرولة مرادفا لتلقائيته وعفويته، بل وسذاجته، أما ذقن "مصطفي خلف" غير الحليقة، وملابسه غير المهندمة فلم تكن إلا معادلا مرئيا لقبحه الداخلي وانغماسه في الخطأ، لذا فعندما يثوب إلي رشده تتبدل ملابسه وتتهندم، بل وتتغير ملامحه، أما نظرات الضابط هشام الجريئة المقتحمة فلم تكن إلا تعبيرا عن شخصيته الفظة المتوحشة، إنه بالمشية واللفتة، بالإيماءة والنظرة، بالهمسة والتنهيدة، بالضحكة والبسمة.. بعلو وخفوت، بحدة وغلظة بهمس وجهر الصوت، يعزف علي أوتار شخصياته فتستحيل إلي كيان نابض شاخص له استقلاليته وحضوره ووجوده في الحياة. إنه بالفهم العميق والنظرة المتأملة والتحليل والمعايشة، يقدم شخصياته متحررا من أغلال التمثيل، والصنعة والتكلف. ومن هنا نستطيع القول إن كل هذه الشخصيات التي قدمها لم يكن أي منها أحمد زكي ولم يكن هو أيا منها، فكل شخصية كانت هي في حد ذاتها كلا لا يتجزأ، وربما لا يتكرر، كل منها حالة، كيان مستقل، رسمه أحمد زكي ومنحها "صك الحياة" بيننا.  

العربي المصرية في

22.02.2004

 
 

"النمر الأسود" الحقيقي..حضر من السويد لزيارة أحمد زكي

لا موانع طبية تحول دون خروج النجم المحبوب من المستشفي

أثبتت التقارير الطبية عن الحالة الصحية للفنان أحمد زكي ان قدرته علي احتمال العلاج الكيماوي ممتازة وان الحالة الآن مطمئنة كما جاء علي لسان د. حسن متولي أحد المشرفين علي علاج الفنان وتأتي الجلسة الثانية لتلقي العقاقير خلال أسبوعين...أكد د. متولي أنه لا توجد أي موانع طبية تمنع خروج أحمد زكي من المستشفي إلا أنه يفضل البقاء ليكون تحت الملاحظة الطبية.

تجول الفنان صباح أمس في ممرات المستشفي لمدة 10 دقائق وأخذ حماما دافئا وتناول الافطار ثم العلاج.. بعدها قامت السيدة جيهان السادات بزيارته وتحدثت معه وحضر من السويد لزيارته "محمد حسن" النمر الأسود الحقيقي الذي قام أحمد زكي بتجسيد شخصيته في فيلم "النمر الأسود" وتبادلا الحديث معا عن ذكريات الفيلم.

زاره من الفنانين رغدة وهشام عبدالحميد والمنتصر بالله ومني زكي إلي جانب الفنان محمود ياسين وممدوح وافي كما قام أحمد راتب ونادر جلال ومادلين طبر والكابتن طاهر أبوزيد بزيارته والاطمئنان عليه.

23.02.2004

 
 

ظهر في برنامج تلفزيوني ليطمئن الناس بنفسه

أحمد زكي: أملي في الله كبير

القاهرة/ الخليج

على مدى أربع ساعات خضع النجم الكبير أحمد زكي بعد ظهر أمس الأول السبت لتلقي الجرعة الثانية من المرحلة الأولى للعلاج الكيماوي، والذي بدأه منذ عودته من فرنسا يوم الجمعة قبل الماضي.

وقد أكد المحيطون والأطباء المعالجون أن أحمد زكي خضع للجرعة الثانية بتفاؤل كبير جدا اختلف تماما عن حالته عند تلقي الجرعة الأولى السبت قبل الماضي، حيث أظهرت النتائج والفحوصات الطبية على مدار الأسبوع الماضي وبعد تلقيه الجرعة الأولى أن النتائج مطمئنة للغاية وأنه لم يحدث أي تغير أو خلل في أجهزة الجسم بعد تلقي الجرعة الأولى وهو ما كان له تأثير إيجابي كبير في الحالة النفسية للفنان الذي أصبح أكثر استقرارا بعد النتائج المطمئنة لاستقرار الحالة خلال الفترة الماضية.

وأكد الأطباء المعالجون للنجم الأسمر أنه سيتلقى الجرعة الثالثة من المرحلة الأولى من الكيماوي بعد مرور عشرة أيام، بعدها يسافر مرة أخرى إلى فرنسا لإجراء بعض الفحوصات والأشعة والتحاليل للاطمئنان على نتائج المرحلة الأولى ليبدأ بعدها مرحلة ثانية من العلاج ستتحدد على ضوء ما ستسفر عنه نتائج المرحلة الأولى.

على جانب آخر بدأ الفنان أحمد زكي في ممارسة حياته بشكل طبيعي وممارسة بعض أنواع الرياضة الخفيفة كالمشي وبعض التمرينات الرياضية البسيطة وقراءة الصحف والمجلات لمتابعة كل ما ينشر عنه، واستقبال بعض الأصدقاء والمقربين سواء من الوسط الفني أم من خارجه من السياسيين والوزراء والمثقفين ورجال الدين، حيث زاره مؤخرا البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية، كما يطمئن عليه بشكل شبه يومي الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة والسكان، وزاره مؤخرا د. عليّ الدين هلال وزير الشباب والرياضة، فضلا عن عدد كبير من الفنانين من بينهم الفنانة القديرة فاتن حمامة التي زارته بشكل مفاجئ غير أنها وجدته نائما وعرض عليها الأطباء إيقاظه غير أنها رفضت وفضلت أن تتركه نائما، ثم عاودت واتصلت به هاتفيا للاطمئنان عليه، كما زاره أيضا المخرج العالمي الكبير يوسف شاهين وجلس معه قرابة الساعة.

وفي مكالمة هاتفية من وزير الإعلام للاطمئنان على صحته، طلب منه الفنان أحمد زكي أن يظهر من خلال التلفزيون المصري، فهو على حد قوله عندما يلتقي بالأصدقاء والمقربين فإنهم يطمئنون عليه، غير أنه أراد أن يطمئن كل الجماهير العربية بنفسه وليس نقلا عن لسانه أو من خلال الأطباء، فكان الترحيب والاستجابة الفورية من وزير الإعلام حيث تم تخصيص مساحة برنامج “ليلتي” الذي تعده وتقدمه المذيعة أميرة عبدالعظيم ويذاع في سهرة الجمعة من مساء كل أسبوع على القناة الأولى الأرضية والفضائية المصرية لهذا اللقاء، وبالفعل تم تسجيل اللقاء مع الفنان احمد زكي داخل صالون استقبال في مستشفى “دار الفؤاد” وأذيع مساء الجمعة الماضية على شاشة الأولى وطمأن خلاله كل الجماهير المحبة له والعاشقة لفنه وأعماله سواء في مصر أو في الوطن العربي بشكل عام على حالته الصحية والتطورات الأخيرة في مراحل العلاج، وأبدى من خلال اللقاء اندهاشه الكبير لما لمسه من هذا الكم الكبير من الحب والتعاطف من الجميع بداية من رئيس الجمهورية وحتى أصغر مواطن، وكم الخوف والقلق عليه من خلال المكالمات الهاتفية أو الكتابية الصحافية، كما أكد أن حالته والحمد الله مستقرة وأن أمله في الله كبير أن يمنحه الشفاء ليرد هذا الجميل، كما تحدث عن مدى إخلاصه في عمله وأن هذا الإخلاص لمسه بالفعل الجميع، وان ما حدث من التفاف حوله هو نتيجة هذا الإخلاص وان كان لم يتوقع أن يكون بهذا الحجم.

كما أعلن احمد زكي من خلال اللقاء عن استعداده للعودة لممارسة عمله خلال الأسبوعين المقبلين بعد تلقي الجرعة الثالثة من المرحلة الأولى من العلاج الكيماوي وسماح الأطباء له بذلك، وانه بالفعل قرأ قبل مرضه اكثر من سيناريو وهناك موافقات على اكثر من فيلم سيختار أحدها للبدء في تصويره قريبا، كما أعرب عن أمله في أن يمنحه الله الصحة حتى يستكمل مشروع عمره الذي طالما حلم به في تقديم الشخصيات الوطنية والعامة التي ساهمت بشكل كبير في صناعة التاريخ المصري على كافة المستويات سواء سياسيا أم فكريا وثقافيا وفنيا، حيث يأمل بعد تقديم شخصية عميد الأدب العربي طه حسين في مسلسل “الأيام” ثم شخصية الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في فيلم “ناصر 56” وشخصية الرئيس أنور السادات في فيلم “أيام السادات” أن يستكمل المسيرة بتقديم فيلم “الضربة الجوية” التي كان لها عظيم الأثر في نصر أكتوبر/ تشرين الأول ،1973 وشخصية الزعيم سعد زغلول في فيلم سينمائي، وكذلك العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وفنان الشعب سيد درويش وغيرها من الشخصيات التي أثرت تاريخ مصر.

ثم أنهى اللقاء بشكر الجميع راجيا من الله أن يعينه على الوفاء بكل هذا الحب ورده في شكل تفانيه في عمله خلال الفترة المقبلة.

أحمد زكي

أصبح عصبياً ويرى المستشفى سجناً أنيقاً

القاهرة/ الخليج

لحقت بشقة الفنان أحمد زكي تلفيات كانت سببا في تأخير عودته إليها ليمكث فيها خمسة أيام حسبما كان متفقا عليه مع الأطباء وكانت حكمت مديرة المنزل قد فوجئت بانفجار ماسورة المياه في شقة أحمد زكي التي تقع بحي المهندسين، مما أدى لإغراق جزء من محتويات الشقة من بينها الحمام والمطبخ وكان ذلك صباح الثلاثاء الماضي وهو ما استدعى تأجيل خروجه جنبا إلى جنب مع ظهور رشح على الرئة اليمنى والتي تعاني من نسبة تدهور في الوظائف يفوق حالة الرئة اليسرى.

وعلمت “الخليج” أن الأطباء فوجئوا بالنجم المريض عصبيا للغاية ويطلب الخروج من مستشفى “دار الفؤاد” بأي شكل والعودة الى شقته أو الذهاب لأي مكان آخر وقد رفض الأطباء السماح له بالخروج واحتملوا ثورته، وقالوا إن حالة من الحزن إلى حد نزول الدموع كادت تكون وراء السماح له بالخروج لولا تأكد الأطباء من عودة المياه للرئة مما أدى الى حسم خلافهم معه وكان أحد الموجودين قد اقترح فكرة إقامة أحمد في أحد الفنادق القريبة من الطريق الصحراوي على أن يصاحبه أحد الأطباء لكن هذا الرأي لم يجد من يتحمس له وإن كان لا يزال محل احتمال ومن الممكن أن ينفذ.

وفي تصريحات خاصة ل “الخليج” أكدت الفنانة رغدة التي تتصل بأحمد مرتين يوميا أنها وجدته هادئا ومعتدل المزاج وأنه يطلب قراءة الصحف ويشعر بالسعادة لما ينشر عنه من موضوعات تظهر حب الناس له، وأضافت رغدة أنه بالفعل كان على وشك العودة لشقته لولا تلف مواسير المياه وإصلاحها سيستغرق يومين، وبالرغم من رواية رغدة إلا أن فنانة أخرى زارت أحمد أكدت ل “الخليج” بعد أن طلبت عدم ذكر اسمها أن الحالة النفسية للفنان المريض سيئة للغاية وأنه يتصرف بشكل عصبي حيث بدأ يضيق بالمكان ويرى في المستشفى سجنا أنيقا يريد أن يغادره في الحال.

على صعيد آخر قرر المستشفى قطع خط التليفون الخاص بأحمد في غرفته بسبب كثرة المكالمات الهاتفية التي ترد من الخارج يطلب أصحابها الاستفسار عن حالته وقد طلب الفريق المعالج من إدارة المستشفى عدم السماح بالزيارات إلا في أضيق الحدود بحيث يسمح لمن يطلبهم أحمد بالدخول ويمنع تردد الغرباء عليه.

من ناحية اخرى علمت “الخليج” أنه بالرغم من مرور ثلاثة أيام على حصول الفنان على أول جرعة من العلاج الكيماوي لكنه لا يزال يميل الى الخمول والكسل وإن كان يستيقظ كل فترة ويطلب من الأطباء أن يسمحوا له بالرحيل ويخشى الأطباء أن يعود أحمد إذا ما خرج من المستشفى للتدخين بسبب تدهور معنوياته وجزء من التدهور يعود للعلاج غير التقليدي والذي يأمل الأطباء ألا يؤدي إلى فقد أحمد جزءاً كبيراً من بنيته الجسدية أو أن يؤدي الى سقوط شعره كلياً.

الخليج الإماراتية في

23.02.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)