الدورة السابعة لـ"بينالي السينما العربيّة"
تظاهرةٌ سينمائيّةٌ تستقطبُ العاشقين للسينما، وباريس
صلاح سرميني-باريس/ خاص بـ"سينماتك":
في اللغة الفرنسيّة، السينما "مُذكّر"، ونعتبرها
في العربية الدارجة "مؤنّثة"، إستيحاءً من صالة العرض نفسها، ومثل "البحر"،
و"الباب" في لغة "راسين" و"موليّير"، "البينالي" كلمةٌ "مؤنّثة"، ولهذا السبب
ـ ربما ـ فهي تمتلك الكثير من الفتنة، والدلع، والإغراء.
أولاً، لأنها تكشف عن نفسها "مرةً كلّ عاميّن"،
وينتظرها السينمائيّون "على جمر النار"، مثل "أيام قرطاج السينمائيّة" في
تونس، تلك التي تمتلك إغراءاتٍ أخرى، تبدأ من شارع "الحبيب بورقيبة"، وحيّ
القصبة، ولا تنتهي بإطلالات مقاهي "سيدي بوسعيد"، ورائحة الياسمين. والأهمّ
من ذلك، تنعقد "البينالي" في "باريس"، عاصمةٌ مُغريّةٌ بامتياز، تستقطب
اهتمام السينمائيّين، والصحفيّين، والنقاد، ويأملون اللقاء معها، مثل محبوبة
مُنتظرة، ولأنّها تخيّرت "السينمات العربية" (جمعاً)، فهي الفرصة الوحيدة
تقريباً (مع زميلها الأصغر: "مهرجان الفيلم العربيّ" في "روتردام"، السنويّ
الانعقاد) لمشاهدة خُلاصة الإنتاج السينمائيّ العربيّ، الوطنيّ والمهجريّ،
للعاميّن الماضيّين، بينما تتفاخر المهرجانات العربية الأخرى بأنها "دوليّة"،
لأنها تجمع أفلاماً من كلّ أنحاء العالم.
أما لماذا تظهر "البينالي" عاماً، وتحتجب آخر،
وليست حريصةً على اللقاء مع جمهورها سنوياً، فقد تكشّفت لي الأسباب بدقة أكثر
من ذي قبل، من خلال دخولي عوالمها، وكواليسها، ومشاركتي هذا العام في لجنتيّ
الاختيار للأفلام الروائية والتسجيلية، القصيرة والطويلة.
وعلى الرغم من أهمية "بينالي السينما العربية"،
فهي فقيرةٌ مادياً، تبحث باستمرار عن الدعم والتمويل، ومع أنها تهتمّ
بالسينما العربية حصراً، يأتي معظم تمويلها من "فرنسا"، حاضنتها في "معهد
العالم العربيّ".
ويعود الفضل في استمراريّتها إلى مثابرة وعناد
"د.ماجدة واصف"، المُفوضة العامّة للبينالي، وعلى يمينها، ويسارها : "ماري
كلود بهنا"، "كاترين آرنو"، "جيوفاني ريزو"، ومساعدة "ليّان شوّاف"، "نايّلة
حنا"، وفريقاً من المُتدرّبات الحلوات، .. بينما تستجدي "البينالي" إعاناتٍ
متواضعة من البلاد العربية، تصل على شكل مُشاركاتٍ إعلانية، واضحة، أو
مُبطّنة.
إذاً، "فرنسا" تهتمّ بالسينما العربية، وتقدمها
للجمهور العربي والفرنسيّ أكثر من مؤسّساتنا العربية نفسها، تلك التي تكتفي(يادوب)
بدعم سينماها، ومهرجاناتها الوطنية (إن وُجدت) المُنعقدة في حدودها
الجغرافية.
مع أنّ "معهد العالم العربيّ" مؤسّسةٌ ثقافيةٌ
عربيةٌ/فرنسيةٌ مُشتركة، ويعتمد تمويلها على الطرفين، ومنطقيّاً، من المُفترض
تمويل "البينالي" بالتساويّ، إن لم نتوقع بأن يكون الطرف العربيّ أكثر
كرماً..كما يُقال في كتب التاريخ.
ولكن، لا تنعقد "البينالي" كما يشتهي مُنظموها..
السبب الأكثر "ميلودراميّةً"، والذي يجعلني أذرف الدموع باستمرار، كما أفعل
عندما أشاهد فيلماً هنديّاً (مع أنني أحبُ السينما الهندية)، هو حال السينما
العربية نفسها، ندرة الإنتاج، ونوعيّته، ... لقد لاحظ القائمون على "بينالي
السينما العربية"(كما التظاهرات العربية الأخرى)، بأنهم لن يعثروا على أفلامٍ
جديدة، وجيّدة لكثيرٍ من الدول العربية، لو لم تكن "البينالي"، ..."بينالي"،
بمعنى، لو أجرت عملية جراحيةً، وأصبحت "مُذكراً"، أيّ مهرجاناً سنويّاً، كما
حال "مهرجان الفيلم العربيّ" في "روتردام" .
وهو السبب -ربما- الذي جعل "البينالي" تفتح قانونها الداخليّ، وتُشرع
أبوابها، ونوافذها لمشاركة إنتاجاتٍ أجنبية خالصة، يُنجزها مخرجون عرب، أو من
أصولٍ عربية غير قادرين حتى على تأتأة الحروف العربية .
"البينالي" إذاً، تظاهرةٌ جميلةٌ، ولكنها مُهدّدةٌ
بالاختفاء القسريّ، ما لم "تُظهر لها المؤسّسات العربية، الخاصّة والعامّة،
الكثير من الودّ، والحنان .
وحتى مع قلّة الإنتاج السينمائيّ العربيّ،
ونوعيّته، فإنها مع دعمٍ ماليٍّ مُفترض، يمكن أن تتحول إلى تظاهرة سنوية
ممتعة، لا نملّ منها أبداً، ويكفي بأن تتخلى عن اسمها الحالي، وتُغيّر من
زينتها، وحلتها، وتكتفي بما هو جيّدٌ، ومتاحٌ للمسابقة، والقسم الإعلاميّ،
للأفلام الروائية والتسجيليّة، وتفتح إمكانيّاتها(كحال كلّ مهرجانات الدنيا)
على الإستعادات، والتظاهرات، والتكريمات، وتُضاعف من عددها.
وأنا الذي أحبّ السينما (كّلها على بعضها)، كنتُ
أتمنى -مثلاً- بأن تُتاح لي، ولغيري، فرصة مشاهدة الإنتاج السينمائيّ
المصريّ، مهما كانت درجة تجاريّته، وسطحيّته، وتفاهته،...من خلال تظاهرةٍ
جانبية تُصاحب "البينالي"، كما حال "المهرجان القوميّ للسينما المصرية" الذي
يعرض معظم الإنتاج السينمائيّ المصريّ خلال عام.
لأنه بسبب إقامتي الباريسيّة المُزمنة، لا أشاهد
من السينما المصرية إلاّ الأفلام القليلة جداً، تلك التي تحظى بشرف المُشاركة
في هذا المهرجان، أو ذاك، بمعنى، الأفلام التي يُقال عنها جيّدة، وجادّة،
"الأفلام المهرجاناتيّة" التي يرضى عنها أعضاء "لجنة المهرجانات" في "المجلس
الأعلى للسينما" في مصر، أفلامٌ لمخرجين مثل : يوسف شاهين، يُسري نصر الله،
داود عبد السيّد، محمد خان، خيري بشارة، أسامة فوزي، أسماء البكري،..ومؤخراً،
هاني خليفة، وهالة خليل،...هل نسيتُ أحداً ؟
ولكن، ماذا عن عشرات الأفلام المصرية التي تحتفي
بها الصالات التجارية، في مصر والبلاد العربية، ومن ثمّ تتخم بها أشرطة
الفيديو المنزلية، هل الجمهور العاديّ أكثر حظاً مني بمشاهدتها، وقدري بأن
أقرأ عنها فقط،..؟
أين، وكيف، ومتى تتحقق لي هذه الرغبة، وأنا الذي
لا أحبّ التلفزيون، وأعشق الصالات المُعتمة، كي أفرح، وأحزن، وأضحك، وأبكي
على راحتي.. سنوية "البينالي" المُفترضة، سوف تسمح بمشاهدة معظم الإنتاج
السينمائيّ العربيّ : قصيرة، طويلة، متوسطه، روائيّته، تسجيليّته، تجريبيّته
المُستحيّة، جيده، رديئة، ومابين بين.. ومن يفترض بأن أشاهد دائماً الأفلام
الجيّدة فقط ؟ ألا تتضمن مهمتي النقدية الاحترافية ضرورة مشاهدة كلّ الأفلام
؟ وعلى الرغم من تسليط الأضواء على الكثير منها، هناك دائماً أفلام لا تُتاح
مشاهدتها للجميع.
من يصدّق -مثلاً- بأنّ "مسابقة أفلامٍ من
الإمارات" في "أبو ظبي"، قدمت في دورتها الثالثة حوالي 9. فيلماً قصيراً
وطويلاً، روائياً، وتسجيليّاً، وتجريبيّاً من الأفلام الاحترافية، الطلابية،
والهاويّة .
ومن يتخيّل أيضاً، بأنّ الأفلام اللبنانية،
الروائية والتسجيلية، القصيرة والطويلة، بعددها، ونوعيّتها، تستحق مهرجاناً
سينمائيٍّاً لوحدها، لأنها مُلفتةٌ للانتباه حقاً، وتعبّر عن زخمٍ شبابيٍّ
سوف يفرض نفسه قريباً في المشهد السينمائيّ العربيّ، بتميّزه، جرأته،
تجديديّته، تنوّعه، وتطوره .
ومن يتصور، بأنّ "السينما العربية المُهاجرة"،
يمكن أن تضمن لنفسها مهرجاناً خاصّاً، وتشمل كلّ الإنتاج السمعيّ/البصريّ
الذي يحققه مخرجون يعيشون في المهجر، أو من أصولٍ عربية، أو يضعون قدماً هنا،
وأُخرى هناك (يُريحون مؤخراتهم على كرسيّين، وُفق التعبير الفرنسيّ) .
أفكارٌ كثيرةٌ، لا يمكن لمهرجانٍ واحدٍ بأن
يستوعبها، أو يتحمّلها لوحده، ولكن، لِمَ لا يكون هناك "تضامنيّةٌ" عربيةٌ
تجمع أعضاء من المؤسّسات الحكومية الرسمية، وأفراداً مستقلّين، يمتلكون
خبراتٍ كميّة، ونوعية، من ضمن مهامها التنسيق مابين المهرجانات العربية، كما
الحال مع "التنسيقيّة الأوروبيّة لمهرجانات السينما"،...هل سمع أحدٌ عنها ؟
والأهمّ من ذلك بأن يقتنع القائمون على المهرجانات
العربية، بفاعليّة أشخاصاً يمتلكون (بحكم إقامتهم في أوروبا، وتحركاتهم
الكثيرة من هذا المهرجان، إلى ذاك) خبرةً لا تقلّ عن "أجدع" مدير مهرجانٍ
سينمائيٍّ عربيّ، إن لم نقل، أكثر بكثيرٍ ممن تمنعهم مشاغلهم الرسمية، ونفقات
سفرهم، ويكتفون عادةً بمتابعة واحدٍ أو اثنين من مهرجاناتٍ "كُبرى"، مثل :
كان، برلين، فينيسيّا، لوكارنو، سان سباستيّان،.. بينما يركض المقيمون في
أوروبا من مهرجاناتٍ "كُبرى" إلى تلك الأصغر، ولكنها ليست بأيّ حالٍ أقلّ
أهميةً نوعيةً من زميلاتها الأكبر، والأعرق.
"تضامنيةٌ" للتنسيق بين المهرجانات العربية، هي
أكثر جدوى، وفعاليّةً من علاقات "التآخي "المُصطنعة" التي تحدث مابين
مهرجانيّن عربيّين، ويكتفيّا بتبادل الوفود، ولا يبخلا حتى عن دعوة
السكرتيرات والموظفين، ولا نسيان صحفيّين لا يتحمل البعض منهم نصف ساعةٍ من
فيلمٍ صعبٍ(أو سهل)، ويهتمّون بزيارة معالم المدينة المُضيفة أكثر من الجلوس
في صالةٍ سينمائية، والتحديق في شاشتها، ويفضّلون انتهاز الفرصة لتطوير
علاقاتهم العامّة، أكثر من تطوير أنفسهم، والثقافة السينمائية .
أما عن تقاريرهم اللاحقة، فإنّ القراءة المّتمرّسة
(والمتمرسة بثقافةٍ سينمائيةٍ مُتواصلة) لا تُخطئ مصادرها، فالملفات الصحفية
عن المهرجان، أو الأفلام متوفرة بغزارة، والمعلومات الجاهزة في الصحف المحلية
كثيرة، ينسخون منها بدون حرج، وهم لا يشاهدون أكثر من فيلمٍ واحدٍ، أو
فيلميّن، وأكثر ما يفعلونه، هو الظهور ما أُمكن في الندوات، تسجيلها، ومن ثمّ
تفريغها، أو إجراء حواراتٍ سقيمة مع بعض الضيوف، ولا ينسون مدير المهرجان، كي
يضمنوا حضورهم، وتواجدهم للعام القادم .
بينما صحفيّون نشيطون، ونقاد متخصّصون يتطلّعون
بحسرةٍ وأسف إلى ما يحدث في الطرف الآخر من المتوسط، ويفخرون بأنّ المهرجانات
الأوروبية لا تبخل عليهم بدعواتها، وأحياناً أعضاء في لجان تحكيمها، أكان ذلك
بناءً على معرفةٍ شخصية بهم، أو بمجرد الإطّلاع على سيرتهم الذاتية،
..الإطّلاع فقط .
هناك ضروراتٌ قصوى تفرض نفسها أمام المهرجانات
العربية، أولها، بأنّ تكفّ عن الرغبة بحصولها على الصفة "الدوليّة"
(بالعافية)، وعن محاولاتها المُستميتة لانتزاع اعتراف الـFIAPF
"الإتحاد الدوليّ لجمعيات منتجي الأفلام"، والذي لا يمتلك
أيّ شأنٍ، أو سلطة في بلد تأسيسه، وليس أكثر من مؤسّسةٍ أهلية خاضعة لقانون
الجمعيات لعام 1901، تجمع عدداً من جمعيات المُنتجين في العالم بهدف الدفاع
عن حقوقهم، ومصالحهم، كحال كلّ التجمعات الاحترافية، والنقابية في فرنسا .
وبالأخصّ، على المهرجانات العربية بأن تتوقف عن
تقليد مهرجان كان، في اختياراتها، تنظيمها، واحتفالياتها.. وتجد لها خصوصيةً
مُتفردّة، لا نجدها في مهرجاناتٍ أخرى.
وهذا -بالضبط -ما يمنح تظاهرات فرنسا (وأوروبا
بشكلٍ عامّ ) خصوصيّاتها، كحال تلك التي تنعقد في : أميان، نانت، مونبليّيه،
كريتيّي، سينما الحقيقة في باريس، كليرمون فيرون للأفلام القصيرة،....وأكثر
من 400.. تظاهرةً، كبيرةً وصغيرةً، تتوزع في المدن، والقرى الفرنسية، وكلّ
واحدةٍ منها تختلف عن الأخرى، تماماً مثل أنواع أجبانها، وخمورها،..
"بينالي السينما العربية" التي تنعقد دورتها
السابعة في "باريس" خلال الفترة من 26 يونيو، وحتى 4 يوليو (ومن 26 يونيو،
وحتى 3 يوليو في مارسيليّا)، لا يكفيها موضوعاً واحداً للحديث عن كلّ جوانبها
( أفلام المُسابقة : الروائية والتسجيلية، الطويلة والقصيرة، القسم
الإعلاميّ، تكريم الممثلة المصرية "مديحة يُسري"، لقطةٌ مُكبّرة على السينما
العراقية، وندوتها عن الفيلم التسجيليّ في المشهد السمعيّ/البصريّ العربي).
وبدون عناء، سوف تكشف هذه الدورة عن بعض الحقائق
(السلبية، والإيجابية) التي تطبع الإنتاج السينمائيّ العربيّ الراهن:
*استقرار الكثير من المخرجين العرب، أو من أصولٍ عربية في بلاد
المهجر، وإنجازهم لأفلامٍ من إنتاج الدول التي يعيشون فيها : فرنسا، بلجيكا،
سويسرا، هولندة، إنكلترة، ألمانيا، الدانمارك، السويد، كندا، الولايات
المتحدة، أستراليا،...
*اعتماد معظم السينمائيّين من المغرب العربيّ، ولبنان على الإنتاجٍ
المُشترك مع المؤسّسات الأوروبية، ورغبة الكثير من السينمائيّين من دولٍ
عربية أخرى بالحصول على تلك الإمكانيات.
*تراجع كميّ ونوعيّ في إنتاج الأفلام الروائية في مصر، أهمية أفلام
الطلبة والتخرّج للمعهد العالي للسينما، تزايد عدد الإنتاجات المُستقلة،
واهتمام قطاع التلفزيون للقنوات المُتخصّصة بإنتاج أفلامٍ روائية قصيرة
وتسجيلية مُلفتة للانتباه.
*استمرارية حالة الاستقرار التي يعيشها الإنتاج الوطني الرسميّ في
سورية، كمّاً ونوعاً، وظهور بدايات إنتاجاتٍ مُستقلّة، وغياب إنتاج التلفزيون
السوريّ للأفلام القصيرة، والتسجيلية .
*تزايد عدد الأفلام المُستقلّة للسينمائيّين العراقيّين الذين يعيشون
في بلاد المهجر(ظهور ما يُمكن تسميّته بسينما عراقية مُهاجرة) .
*انتعاش إنتاج الأفلام الروائية القصيرة، والتسجيلية في لبنان، أكانت
من إنتاجاتٍ مُستقلة، أو أفلام الطلبة، ومشاريع التخرج لمدارس ومعاهد السينما
.
*ظهور أفلامٍ روائية قصيرة، وتسجيلية (قصيرة وطويلة) من "الإمارات
العربية المتحدة" : أفلام طلابيّة، مؤسّساتية، وإنتاجاتٍ مستقلّة، وبروزها في
المشهد السمعيّ/البصريّ العربيّ، وانتظار الكثير من بعض مخرجيها الواعدين،
ويعود الفضل في تسليط الأضواء عليها إلى جهود المخرج الإماراتي "مسعود أمر
الله آل علي" مدير "مسابقة أفلامٍ من الإمارات" في "أبو ظبي"، وهو الذي قدم
بدوره أول مخرجةٍ سينمائية سعودية .
*ظهور المجموعات السينمائية، والتعاونيّات المُستقلّة في مصر، لبنان،
الإمارات العربية المتحدة.
*التزايد الملحوظ في استخدام الكاميرات الرقمية الصغيرة لإنجاز أفلامٍ
روائية قصيرة، وتسجيلية.. وحتى روائية طويلة.
*الغياب الملحوظ للقنوات التلفزيونية العربية عن المساهمة بالإنتاج
السينمائيّ (الروائيّ، والتسجيليّ)، مع استثناءات قليلة من : القناة
الثانية/المغرب، قناة النيل/مصر، تلفزيون المستقبل/لبنان .
*استمرار الإنتاجات المُتواضعة لأفلامٍ تسجيليّة (قريبة كثيراً من
التحقيقات التلفزيونية) من بعض القنوات العربية (السودان مثلاً) .
*غياب بعض الدول العربية عن إنتاج الأُفلام الروائية القصيرة، أو
الطويلة : الأردن، السودان، سلطنة عمان، اليمن، الكويت، الجماهيرية الليبية،
موريتانيّا(عبد الرحمن سيساكو، ومحمد هوندو يعملان في إطار السينما الفرنسية،
والأفريقية) .
*انتظار تسليط الأضواء على الفيلم البحرينيّ الروائيّ الطويل "زائر"،
لمخرجه "بسام الذوادي"، والفيلم الكويتيّ الروائيّ الطويل "شباب كوول"،
لمخرجه "محمد دحّام الشمري".
*ظهور أفلامٍ إسرائيليّة (وليست من إنتاجٍ مُشترك بين إسرائيل
وفلسطين، كما سوف يكتب بعض الصحفيّين) لمخرجين فلسطينيّين يعيشون في الأراضي
التي احتلتها إسرائيل عام 1948، واعتباره أمراً واقعاً، ويجب التعايش معه
(توفيق أبو وائل، وعلي نصّار).
وهي الأزمة التي سوف يُثيرها اشتراك الفيلم
الإسرائيليّ "عطش" لمخرجه "توفيق أبو وائل" في مسابقة الأفلام الروائية
الطويلة للدورة السابعة لـ"بينالي السينما العربية"، وفي هذه المناسبة، سوف
يطرح الجميع سؤالاً جوهرياً : هل يكون الفيلم "فلسطينيّاً"، حتى ولو أنتجته
"إسرائيل" بالكامل ؟
|