كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الدورة الـ61 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي بدأت نشاطاتها:

تنافس بين كبار المخرجين

وآل باتشينو "يهودي البندقية"

البندقية (إيطاليا) - عرفان رشيد

مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي

   
 
 
 
 

خيط من الأسود كتب بخط رشيق ينعكس على صفحة الماء المخضب بلون الأصيل يؤشر لعنوان "الدورة الحادية والستون للمعرض الدولي للفن السينمائي" ويعلن انطلاق الدورة الجديدة لأعرق مهرجان سينمائي في العالم, مهرجان البندقية (فينيسيا) السينمائي الدولي والذي ابتدأت نشاطاته الأربعاء الماضي الأول من سبتمبر (ايلول) وتستمر حتى الحادي عشر من هذا الشهر.

إنه الطقس السنوي الذي تشهده جزيرة "الليدو" منذ ميلاد المهرجان على شرفة فندق "الإكسيلسيور" العريق في ليلة من ليالي شهر آب (أغسطس) من عام 1932.

الأسود والبرتقالي المحمر إذاً. إنها المرة الأولى التي "يخون" فيها المهرجان ألوانه التقليدية, أي الأزرق والذهبي, ويسلّم رايته إلى لون ألأصيل الذي ينزل كل مساء على مياه الـ"لاغونا" - البحيرة, التي تحتضن المدينة العائمة, البندقية, ليلفّها دفء وحميمية قلّما تجدهما في مكان آخر من مدن المهرجانات السينمائية.

وينضم إلى لون الأصيل واحد وستون عموداً يحمل كل منها أسداً ذهبياً شبيهاً بذلك الأسد المشرقي الذي يقوم في ساحة سان ماركو والذي يعتقد أهل المدينة أنه يحميهم من أي مكروه, وصار شعاراً لكل ما هو رسمي في "البندقية" كما صار الجائزة التي تمنح للمبدعين الذين تفوز أفلامهم وأعمالهم في مهرجانات السينما والمسرح والفنون التشكيلية والموسيقة والعمارة, وهي التظاهرات التي تُقام في شكل منتظم تحت رعاية "بيينالة فينيسيا", أعرق مؤسسة ثقافية أوروبية على الإطلاق. 61 أسداً لعدد دورات المهرجان منذ ميلاده. (توقف في سنوات الحرب العالمية الثانية وخلال ثورة الشباب والطلبة في عام 1968).

حشد ضخم

لم يحدث أن تمكن مهرجان سينمائي من أن يجمع في ليلة واحدة فحسب العدد الضخم من النجوم كالذي تمكن المدير الجديد للمهرجان ماركو موللر دعوته ليطلق شراع تظاهرات المهرجان لريح الـ"لاغونا". مسؤولية تقديم حفلة الافتتاح منحت إلى النجمة الإيطالية الشابة كلاوديا جيريني. تقول جيريني: "عندما سمعت صوت ماركو موللر وهو يكلّفني تقديم حفلة الافتتاح شعرت بخيط من العرق البارد ينزل عبر عمودي الفقري. شعرت برعب كبير, فماذا لو أنني أخطأت أو تلعثمت في حضرة ذلك الحشد من الفنانين؟ لو فعلت لن أغفر لنفسي ذلك أبداً".

جيريني التي أدت دور زوجة بيلاطيس في فيلم "آلام السيد المسيح" من إخراج ميل غيبسن تقول: "أنا أحضر مهرجان البندقبة منذ سبع سنوات كمشاهدة, ولم يخطر في بالي أبداً أن أُمنح هذا الشرف لا سيمّا وأنني سأكون إلى جانب النجمة الكبيرة صوفيا لورين في تقديم حفلة الختام" على خشبة مسرح "لا فينيتشي" التاريخي في قلب مدينة البندقية والذي أعيد ترميمه وإعماره بالكامل بعد أن أتت عليه النيران.

حضر حفلة الافتتاح أكثر من 900 مدعو شاهدوا عرض فيلم "المحطة الأخيرة" لستيفن سبيلبرغ وبطولة توم هانكس.

هانكس وسبيلبيرغ حضرا العرض إلى جانب ميريل ستريب وجون ترافولتا وسكارليت جوهانسن ودنزيل واشنطن وسبايك لي.

أما سكارليت جوهانسن وجيرمي أيرونس فقد لعبا دور "منادي المزاد" في عرض خاص أقيم في قصر "مؤسسة تشيني" في جزيرة سان جورجو المقابلة لساحة سان ماركو, وذلك في مزاد علني خاص جداً دفع فيه الحاضرون ثمن التذكرة مرتفعاً جداً, وخصص ريع التذاكر والمزاد معاً لمؤسسة "آمفار" المتخصصة بالبحوث في مجال مكافحة أمراض السرطان.

عرض بحضور ولي العهد

من المعروف في عالم السينما اليوم ان سينما جنوب شرق آسيا خطت خطوات عملاقة وصارت تنافس عواصم السينما الأساسية في العالم, هوليوود وبوليوود. وهذه الدورة من مهرجان البندقية ستعمّد بلداً آخر من بلدان جنوب شرقي آسيا, إذ ستعرض شاشة المهرجان فيلم "أميرة جبل ليندانغ" من ماليزيا وهو من إخراج ساو تيونغ هين. وليست ميّزة هذا الفيلم تكمن في أنه الفيلم الذي كلّف إنتاجه أعلى موازنة في تاريخ الإنتاج السينمائي الماليزي على الإطلاق (15 مليون دولار), بل لأنه أول فيلم ماليزي يُعرض في مهرجان دولي خارج بلاده, وهذا ما دفع الدولة الماليزية إلى اعتبار هذه المناسبة فرصة مهمة في تاريخ ثقافة البلاد, ما دعا ولي العهد الماليزي ديم توانكو سيد فيض الدين جمال الليل إلى إعلان مرافقته للعرض الأول للفيلم في الصالة الكبرى من قصر المهرجان. وسيرافق ولي العهد في هذه الزيارة الملكية إلى جزيرة الليدو كل من قرينته ديتم ليلة الشهرين آكاشاه ووزير الثقافة ريس بين ووزير السياحة ميكائيل توياد إضافة إلى أبطال الفيلم: تيارا جاكلينا التي تؤدي دور الأميرة في الفيلم وعادلين أمان رمل الذي يؤدي دور السلطان.

عدا عن هذا كم سيكون رائعاً أن يحظى فيلم المخرجة المغربية الشابة ياسمين قصّاري "الطفل النائم", الذي سيعرض ضمن برنامج (آفاق) في المهرجان, بجزء من هذا الاهتمام الرسمي لا سيمّا أن وجود قصّاري في المهرجان لن يكون مجرد مشاركة مغربية, بل تمثيلاً للسينما العربية في شكل عام, إضافة إلى كونها إحدى الطاقات الشابة التي يُتوقع لها حضور كبير في الساحة السينمائية العربية والعالمية وأن هذا الفيلم هو عملها الروائي الأول بعد أن صقلت موهبتها وأدواتها الإبداعية بعدد من الأفلام القصيرة.

إلى جانب قصّاري في هذه الدورة من المهرجان تحضر مخرجة مشرقية أخرى هي الإيرانية الشابة مرضية ميشكيني, زوجة الفنان والمخرج الإيراني محسن مخملباف. ميشكيني تقدّم فيلمها الروائي الثاني Stry Dogs ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان ويتوقع أن يكون حضورها ممّيزاً بخاصة أنها حققت نجاحاً ملموساً من خلال مشاركتها قبل ثلاثة أعوام بفيلمها الأول "يوم أصبحت امرأة" الذي عرض في مسابقة أسبوع النقّاد.

المسابقة الأصعب

اما الدهشة الأكثر توقعاً فهي التي ستواكب العمل الجديد للمخرج الياباني هاياو ميازاكي الذي سبق ان فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين.

مدير المهرجان ماركو موللر جمع عدداً كبيراً من كبار المخرجين للتنافس على الأسد الذهبي للدورة الأولى التي يديرها من المهرجان, فبين المتنافسين أسماء مثل الألماني فيم فيندرس الذي سيعرض "أرض الوفرة" والهندية ميرا ناير, وفيندرس وناير يتنافسان على الأسد الذهبي مع البريطاني مايك لي بفيلمه "فيرا دريك" والإسباني إليخاندرو أمينابار بفيلمه "البحر في داخلي", إضافة إلى التنافس مع الروسية كيرا موراتوفا والفرنسيين كلير دينيس وفرانسوا أوزون.

وإضافة إلى فيلمي الكارتون الياباني "ستيم بوي" لكاتشوهيرو أوتومو و"شارك تيل" من إنتاج شركة ستيفن سبيلبرغ "دريم ووركس" فإن عالم الطفل وخيالاته الجميلة يعود أيضاً من خلال عمل درامي بعنوان "العثور على اللامكان" من إخراج مارك فوستر وبطولة جوني ديب وكيت وينسليت. ويعرض الفيلم الحياة المملوءة بالحركة والأحداث والتناقضات لـ جي إم بارييه مستنبطاً شخصية روبن هود.

اما البندقية (فينيسيا) نفسها فإنها بطلة فيلم ضمن المسابقة الرسمية وهو فيلم "تاجر البندقية" الذي اقتبسه المخرج روبرت ردفورد من المسرحية التي تحمل العنوان ذاته من تأليف وليم شكسبير ويؤدي دور البطولة فيها "المرابي اليهودي شايلوك" النجم آل باتشينو الذي سيحضر العرض الخاص للفيلم في قصر الدوقية في ساحة سان ماركو ليلة الرابع من الشهر المقبل. 

 

الهندية ميرا ناير: من الهند أروي قصة الإمبراطورية

تعود المخرجة الهندية ميرا ناير إلى مهرجان البندقية للمرة الرابعة. فبعد فيلمها الثاني "ميسيسيبّي مازالا" (1991) والذي أدى بطولته دينزيل واشنطن وساريتا تشوداهاري, عادت ناير في السنة التالية إلى فينيسيا عضواً في لجنة التحكيم الدولية. وفي عام 2001 فازت بجائزة الأسد الذهبي عن فيلمها "زفاف الونسون". وفي هذه الدورة الجديدة من المهرجان تعود ناير لتتنافس على الأسد الذهبي في المهرجان بفيلم "مملكة الزهو" المقتبس عن رواية بالاسم ذاته للكاتب الإنكليزي وليم ماكبيس تاكري كتبها في العام 1847.

تقول ناير عن فيلمها "إنه يروي قصة صراع الطبقات ومآسي الطبقات الدنيا في المجتمع وحلم فتاة فقيرة لبلوغ أعلى ما تستطيع". وتضيف: "قد يتساءل البعض لماذا استخدمت رواية انكليزية للحديث عن الهند, أجيب بأن هذه الرواية تبدو هندية أكثر من غيرها, فإضافة إلى كون الكاتب ولد وعاش في كلكوتّا, فإنه استخدم الهند وأوضاعها لتحليل واقع الأمبراطورية الأنغلوساكسونية. آمل أن يحب الجمهور فيلمي بعد أن أحب الكاتب الذي اقتبس منه ستنالي كوبريك فيلمه "باري ليندون". وعن معلمها الأول المخرج الهندي الكبير ساتياجيت راي تقول ميرا: "إنه أبي الروحي والسينمائي".

ولدت ميرا ناير في بهودانشاور في مقاطعة أوريسّا الهندية في الخامس عشر من شهر تشرين الأول (أكتوبر) عام 1957 وفي عام 1988 أنجزت فيلمها الروائي الأول "سلام بومباي" الذي حاز اهتماماً كبيراً من النقد والجمهور في الهند وفي الخارج أيضاً. بعد ذلك أنجزت في العام 1991 فيلم "ميسيسيبّي مازالا". أما أفلامها الأخرى فهي: "عائلة بيريز" (1995), "كاما سوتر - حكاية حب" (1996), "زفاف المونسون" - (2001), و"العمى الهيستيرية" (2002). كما شاركت في إنجاز أحد أجزاء الفيلم الكورالي عن الحادي عشر من أيلول (سبتمبر). 

 

"اميرة جبل ليدانغ" ... ماليزيا تفتح صفحة آسيوية جديدة 

لمدينة البندقية الإيطالية عموماً, ولمهرجانها السينمائي على وجه الخصوص, علاقة متميزة بالشرق الآسيوي. وتعود تلك العلاقة الى قرون عدة عندما كانت هذه المدينة احدى الجمهوريات البحرية العريقة وعندما رحل ابنها الشهير ماركو بولو لاكتشاف خبايا امبراطورية الصين العظيمة. ومنذ عشرات السنين صار الأسد المجنح الذي, صبّ برونزه في الصين, شعاراً للمدينة ونموذجاً لجائزة مهرجان البندقية, ويعتـبر من حاز على اسده الذهبي دخـل الى اوليمب السينما العالمية.

علاقة مهرجان البندقية مع المشرق الآسيوي, ومع اليابان والصين بالذات, علاقة حميمة إذ يعتبر هذا المهرجان نفسه أباً لاثنين من كبار المخرجين الآسيـويين في العالم, الصيني زهانغ ييمو الذي عُمّد, هو وزوجته السابقة غونغ لي, في هذا المهرجان بفـوزه بالأسـد الذهبي عن فيلم "ارفعوا القناديل الحمر", والياباني تاكيسي كيتانو الذي ولج العالمية من خلال الأسد الذهبي الذي حازه بفيلمه "هانا بي - ألعاب نارية" قبل بضعة اعوام.

حضور السينما الآسيوية الى المهرجان العريق مرّ عبر خبرة ومعارف المدير الحالي للمهرجان ماركو موللر الذي يعتبر احد اكبر العارفين الأوروبيين بخبايا الثقافة الصينية والسينما الشرق آسيويـة, وكـان متابعو المهرجان يتوقعون حضوراً كبيراً لسينما تلك البلدان في ليدو البندقية, إلا انه لم يكن من المعقول ان يخصص موللر للسينما التي احبـها مسـاحـة اكبر مما تـتاح لسـينما القـارات الأخـرى في مهرجـان كـبير مثل البندقية.

بيد ان موللر بإصراره على عرض فيلم "اميرة جبل ليدانغ" من اخراج الماليزي ساو تيونغ سيسجّل للدورة الأولى من مهرجـانه اطلق جـناح سـينما بلد آسيـوي جديد على مسرح العالمية, فهذا الفيلم هو العمل السينمائي الماليزي الأول الذي يُعرض في مهرجان دولي خارج حدود ذلك البلد, وكما علّمتنا تجارب السينما الصينية واليابانية والتايوانية وسينما هونـغ كونغ, فإن من المتوقع, أو بالأحرى من المؤمّل, ان يشهد جمهور السينما في المستقبل القريب نماذج جميلة من السينما الماليزية.

الفيلم من إنتاج جيل روسّيلليني, ابن المخرج الإيطالي الكبير الراحل روبيرتو روسّيلليني, رائد تيار الواقعية الإيطالية الجديدة, ذلك التيار السينمائي العظيم الذي برز بعد الحرب العالمية الثانية وطبع ببصماته سينمات العالم بأسره وما تزال آثاره جلية في العديد منها كالهندية والإيرانية والعربية ايضاً.

فيلم "اميرة جبل ليدانغ" الذي بدأ عرض يوم الثامن والعشرين من هذا الشهر على ملك ماليزيا وبدأ عرضه في 120 صالة في مسقط رأسه بالتزامن مع العيد الوطني الماليزي, سيعرض في الليدو بعد غد (الأحد) في الصالة الكبرى بالمهرجان وسيحضر العرض ولي العهد الماليزي وزوجته.

يروي الفيلم قصة الأميرة غوستي بوتيري رينتو دويميلاه الحاملة لطاقات سحرية خارقة. إنها اميرة لا يراها البشر العاديون وتـظهر فقـط للذيـن يضـيّعون السبل داخل الغابة كثـيـفـة الأشجــار في قمة جبل ليدانغ. وبموازاة قصة الأميرة الساحـرة يـروي الفيلم حكاية الأميرال هانغ تاه وهو احد قادة السلطان الأمينين. يقول المخرج تيونغ عن شخصيتي فيلمه "انهما شخصيتان من فولكلورنا العريق, ويـدرس تلاميذ المدارس قصتيهما في المدرسة وهما مشهوران بمقدار شهرة سندريلا وروبين هود بالنسبة الى الثقـافـة الغربية".

قد لا يكون ماركو موللر انحاز الى حبه القديم للسينما الآسيوية, إلا ان بإمكانه القول بحق انه اطلق العنان لبلد آسيوي جديد لولوج نادي السينما العالمية.

الحياة اللينانية في

03.09.2004

 
 

سمير فريد يكتب عن مهرجان فينسيا الـ 61

يوسف شاهين يرأس لجنة تحكيم الشباب

وفيلم عربي واحد إنتاج مغربي بلجيكي

افتتح الأربعاء في جزيرة الليدو بمقاطعة فينسيا الإيطالية مهرجان فينسيا السينمائي الدولي الـ 61 أعرق مهرجانات السينما الدولية في العالم وثالث المهرجانات الكبري الثلاثة للسينما من حيث ترتيب انعقادها بعد برلين في ألمانيا «فبراير» و«كان» في فرنسا «مايو».

بدأ المهرجان مرحلة جديدة بعد أن بلغ الستين ومع تولي إدارته مدير جديد، وهو الناقد والمنتج الإيطالي العالمي ماركو موللر.

موللر ليس جديدا علي مهرجانات السينما، وإنما يأتي إلي المهرجان العريق بعد خبرة طويلة في إدارة مهرجانات أوروبية صغيرة ولكن مهمة مثل روتردام في هولندا ولوكارنو  في سويسرا. والتحدي الذي واجه موللر في دورة فينسيا 2004 أنها تأتي بعد دورتين ناجحتين قدمهما مورتيز دي هادلن ووضع فيهما خلاصة خبرته لأكثر من عشرين عاما في إدارة مهرجان برلين بل إنه صاحب الفضل في تحويله إلي منافس لمهرجان فينسيا و«كان» بعد أن كان مجرد ساحة للحرب الباردة في السينما. ولكن موللر قادر علي هذا التحدي بل إن المهرجان علي الورق يثبت أنه سيبدأ مرحلة جديدة بكل معني الكلمة يستفيد فيها من تجارب كل مهرجانات السينما في نصف قرن ويطورها تماما كما حدث في برلين مع تولي ديتر كوسليك بعد دي هادلن، والواقع أن مهرجان «كان» الأكبر والأشهر بقي من دون تطور رغم تغيير إدارته إن لم يكن قد انتكس.

ألغي موللر مسابقة أفلام ضد التيار التي ابتدعها دي هادلن وجعلها موازية للمسابقة الأصلية حتي في الجوائز العام الماضي، وأعاد هيكلة المهرجان والجوائز علي نحو شامل، وأضاف مسابقة للأفلام القصيرة ومسابقة لأفلام الديجيتال، وفصل بينها وبين أفلام السينما فصلا كاملا، وهي خطوة غير مسبوقة في أي مهرجان وتعبر عن وعي صحيح ودقيق لأن الخلط بينهما فضلا عن أنه غير علمي فهو غير عملي، ولا يفيد السينما ولا الديجيتال، وإنما يضر بهما معا.

* 6 أقسام

الهيكل الجديد للمهرجان من 6 أقسام، 4 للأفلام الطويلة وخامس للأفلام القصيرة «سينما فقط»، وسادس لأفلام الديجيتال الطويلة وباستثناء قسم خارج المسابقة  وقسم فينسيا منتصف الليل فكل قسم من الأقسام الأربعة الأخري ومسابقة لها لجنة تحكيم خاصة إلي جانب مسابقة أحسن فيلم طويل أول  في جميع الأقسام.

والأفلام الطويلة مثل الأفلام القصيرة لا تعني الأفلام الروائية فقط، وإنما التسجيلية وأفلام التحريك أيضا. كما اهتم موللر بالكيف دون الكم، وبالأفلام المنتظرة لكبار المخرجين والنجوم مثل أفلام الشباب ولم يبال بالتوازن الجغرافي الثقافي وإنما بالجودة أيا كان مصدرها.

داخل مسابقة الأفلام الطويلة يعرض المهرجان 21 فيلما وقد تشكلت لجنة التحكيم من المخرج البريطاني العالمي جون بورمان، وعضوية الممثلة البريطانية هيلين ميرين والممثلة الأمريكية سكارليت جوهانسون، والمخرجين ميمو كالو بريستي وبيترو سكاين من إيطاليا، وسبايك لي من أمريكا، وولفجانج بيكر من ألمانيا، وأوسان ماكافين من صربيا، والمنتج التايواني زو فينج، وتمنح اللجنة 7 جوائز، الأسد الذهبي لأحسن فيلم، والجائزة الكبري الخاصة للجنة التحكيم والإخراج والتمثيل رجال ونساء في أحسن إسهام فني، وجائزة مارشيليو ماستروياني للوجوه الجديدة في التمثيل.

وتشكلت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة برئاسة مدير التصوير السويسري ريناتو بيرتا، وعضوية المخرجة الإيطالية أنتونيتي دي بيلو، والناقد والمؤرخ الروسي ناعوم كليماج، مدير متحف السينما في موسكو وتمنح جائزتين لأحسن فيلم وأحسن فيلم أوروبي وشهادة تقدير.

وتشكلت لجنة تحكيم آفاق فينسيا «23 فيلما» برئاسة المخرج الفرنسي نيكولاس فيبيرت وعضوية المخرجة الإيطالية فيوريللا اينفا سيللي والمخرج وكاتب السيناريو الأمريكي بريان هيلجلاند وتمنح جائزة واحدة لأحسن فيلم.

والواقع أن هذه المسابقة تعادل مسابقة ضد التيار الملغاة، ولكن لجنة التحكيم تمنح جائزة واحدة وهكذا بدأها دي هادلن العام قبل الماضي. وهو اتجاه أصح بالطبع لأن الجوائز كلما قلّت في أي مهرجان كلما ازدادت قيمتها.

أما لجنة تحكيم فينسيا ديجيتال «18 فيلما»، فتتكون من المخرج البريطاني الكبير مايك فيجيس وعضوية المخرجة الفرنسية كلير سيمون والمنتج الياباني شوزو إيشياما، وتمنح بدورها جائزة واحدة لأحسن فيلم.

وأخيرا هناك جائزة أحسن فيلم طويل أول في كل الأقسام والمسماة  باسم المنتج الإيطالي دينو دي لورينتس ويرأسها هذا العام مخرجنا يوسف شاهين، والجائزة  هي الوحيدة في المهرجان التي لها قيمة مالية إلي جانب القيمة الأدبية وقدرها مائة ألف يورو للمخرج بالإضافة إلي 20 ألف متر خام من شركة كوداك للمخرج أيضا حتي يستخدمها في فيلمه الطويل الثاني.

وإذا أضفنا إلي المسابقات الثلاث الأفلام الطويلة أفلام خارج المسابقة «20» وأفلام فينسيا منتصف الليل «11» يكون عددها الإجمالي 75 فيلم سينما و18 فيلم ديجيتال.

مجموع جوائز المهرجان 12 جائزة وشهادة تقدير في 4 مسابقات، 3 للأفلام الطويلة ومسابقة للأفلام القصيرة تعلن كلها في حفل ختام المهرجان يوم 11 سبتمبر القادم.

ومن إنجازات ماركو موللر في الهيكل الجديد لمهرجان فينسيا أن تكون لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة التي تمنح الأسد الذهبي من 9 أعضاء وليس 11 وليس 10 كما في مهرجان «كان»، فيصبح للرئيس صوتان وأن تكون اللجان الأخري الأربعة «للأفلام القصيرة وآفاق فينسيا ديجيتال والفيلم الأول» من رئيس وعضوين فقط. ومن إنجازات موللر أيضا النص القاطع بالنسبة لكل لجان التحكيم الخمس علي عدم تقسيم أي جائزة ولهذا كله نقول إنه استفاد من خبرات كل المهرجانات في نصف قرن.

* التاريخ السري للسينما الإيطالية

وحسب تقاليد مهرجان فينسيا يتضمن المهرجان برنامجا  تاريخيا، ويصدر كتابا «موسوعيا»، عن موضوع البرنامج والموضوع هذا العام «التاريخ السري للسينما الإيطالية من 1960 إلي 1980» ويعرض نحو 35 فيلما لمخرجي الأنواع الذين لم ينتبه أحد إلي قيمة بعض أفلامهم في ظل المؤلفين الإيطاليين الكبار الذين سطعت أعمالهم في إيطاليا  والعالم خلال هذين العقدين مثل فيسكونتي وفيلديني وبازولين وأولمي والأخوين  تافياني وغيرهم.

وحسب تقاليد المهرجان أيضا يكرم هذا العام اثنين من عظماء السينما بمنحهما الأسد الذهبي التذكاري عن مجموع أفلام كل منهما وهما البرتغالي مانويل دي أولفيرا «مواليد 1908» ويعقب تكريمه عرض أحدث أفلامه «الإمبراطورية الخامسة» والأمريكي ستانلي دونن «مواليد 1924» الذي يكرم في حفل الختام والذي رقص وغني عندما فاز بأوسكار الشرفي 1998، وأعلن مؤخرا أنه يعد لفيلم جديد يعرض العام القادم.

وعرض في افتتاح المهرجان خارج المسابقة الفيلم الأمريكي «المحطة» إخراج ستيفن سبيلبيرج وتمثيل توم هانكس بحضورهما ومن المتوقع أن يشهد المهرجان حضورا مكثفا من نجوم السينما العالمية الذين تعرض أفلامهم خارج المسابقة وفي فينسيا منتصف الليل مثل دانزل واشنطون وتوم كروز وميريل ستريب وآل باتشينو وروبرت دي نيرو، ومونيكا بيلوتشي وجوني ديب وكونج لي وكيت وينسيلت وجون تورتورو وإنجلين جوي وكاترين زيتا جونز ورينيه زيلوجير وغيرهم.

أما داخل المسابقة فالمنافسة شديدة بين نيكول كيدمان من ناحية، وأربعة من كبار ممثلات أوروبا: الفرنسية كاترين دي نيف، والإيطالية فاليريا بروتي تيدتشي، والألمانية هانا شيجولا، والبريطانية شارلوت رامبلنج.

وعلي صعيد السينما العربية لا يوجد غير فيلم واحد طويل من الإنتاج المغربي البلجيكي «الطفل النائم» إخراج ياسمين قاصاري، وفيلم واحد قصير 9 دقائق للمخرج الفرنسي الجزائري رشيد بوشارب، وكلاهما يعرض خارج المسابقة.

وقد رفض المهرجان الفيلم السوري «باب المقام» إخراج محمد ملص، والفيلم المصري «بحب السيما» إخراج أسامة فوزي، وكان سبب رفض الفيلم الثاني أن لجنة الاختيار رأت أنه «تقليدي»، كما أنه أرسل إلي مهرجان مونتريال الذي يقام في نفس الوقت مع فينسيا.

كما رفض المهرجان الفيلم المصري «كليفتي» إخراج محمد خان للعرض في فينسيا ديجيتال لأنه عرض في مهرجان معهد العالم العربي في باريس وماركو موللر ليس علي حق في عدم عرض الأفلام الثلاثة في مسابقة السينما والديجيتال، ولكن يبدو أن الدور  لم يأت علي السينما العربية بعد لتصبح موضة مثل السينما الإيرانية.

جريدة القاهرة في

07.09.2004

 
 

فينيسيا

جائزة لفيلم اسرائيلي، آل باتشينو لا يجد مقعدا

فينيسيا/ من كريستيان بلمب

حفل مهرجان البندقية السنيمائى هذا العام بسلسلة من الاخطاء المحرجة لم يجد آل باتشينو بسبب أحدها مقعدا فى افتتاح احدث افلامه. لكن منظمي المهرجان يقولون إنهم مجرد ضحايا لنجاحهم. وقال ديفيد كروف رئيس بينالى البندقية الذى يشرف على المهرجان "لقد وضعنا محرك فيرارى فى سيارة فيات 500 صغيرة قديمة." ويعزو مسؤولو المهرجان المشاكل إلى الحضور الجماهيرى الذى جاء أكبر من المتوقع ومطالبة استوديوهات هوليود بعرض افلامها فى الأيام الخمسة الاولى وتلكؤ النجوم على البساط الاحمر خارج المسرح الرئيسي إضافة إلى البنية الاساسية التي عفا عليها الزمن.

وترك باتشينو دون مقعد في عرض فيلمه "تاجر البندقية" "The Merchant of Venice" بعد أن تسببت مشكلة فنية فى جهاز الحاسب الالي فى اصدار نحو 200 تذكرة اضافية. وفى النهاية حصل على مقعد يبعد عدة صفوف عن المقاعد الامامية فى العرض الذي أقيم ليل السبت والذى بدأ متاخرا 70 دقيقة. وقال مايكل ليونيلو كوان أحد المشاركين فى انتاج الفيلم لصحيفة لا نوفا التى تصدر فى البندقية "لم أر طيلة حياتى كمنتج أى شيء مثل هذا في أي مهرجان ولهذا السبب لن أعود ثانية إلى البندقية." وأدى التاخير إلى ارجاء العرض المسائي الأخير لفيلم جوني ديب "العثور على نيفرلاند" "Finding Neverland" حتى الساعة الثانية والربع صباحا. وقال هارفي وينستين رئيس شركة ميراماكس Miramax للجمهور "مرحبا على الافطار في عرض نيفرلاند." ونقل عنه مدير المهرجان ماركو مولر قوله مازحا "هذا الصباح سيقدم مولر الكرواسون وسأعلمه معنى الوقت. وبعدها سأغرقه في البحيرة وقدماه مكسوتان بكتلة من الاسمنت." وسينتهي المهرجان في 11 سبتمبر أيلول. 

 

و"البطل" يتصدر الايرادات

لوس انجليس (رويترز) – حافظ الفيلم الصيني (البطل) (Hero) على صدارته لقائمة ايرادات السينما في امريكا الشمالية في اسبوعه الثاني بمبيعات تذاكر قدرها تسعة ملايين دولارات في ثلاثة أيام بدءا من يوم الجمعة الماضي. والفيلم من اخراج زانج ييمو وبطولة نجم أفلام الحركة جيت لي وتدور أحداثه حول مقاتل مغوار في القرن الثالث قبل الميلاد حينما كانت الصين منقسمة الى ممالك متناحرة. وكان الفيلم قد عرض في الصين قبل عامين كما رشح لنيل جائزة اوسكار للافلام الاجنبية.

وقالت الاسبوع الماضي متحدثة باسم شركة ميرامكس الموزعة للفيلم ان ارجاء عرض الفيلم لعامين كان بسبب ان الشركة لم ترغب في ان يأتي عرضه في أعقاب فيلم (النمر الرابض والتنين المختبيء) (Crouching Tiger,Hidden Dragon) الذي يتناول موضوعا شبيها والذي فاز باربع جوائز اوسكار عام 2001 وتقدم من المركز الثالث الى المركز الثاني فيلم المغامرات الكوميدي (بلا مجداف) (Without a Paddle) بايرادات قدرها 7.1 مليون دولار في ثلاثة أيام ليرتفع اجمالي مبيعات تذاكره في ثلاثة أسابيع الى 37.9 مليون دولار.

والفيلم بطولة ماثيو ليلارد وداكس شيبارد وسيث جرين ويجسدون شخصيات ثلاثة مغامرين يتعرضون لمتاعب أثناء رحلة بحرية للبحث عن كنز مفقود. وتراجع الى المركز الثالث فيلم الخيال العلمي المثير (الافاعي.. صيد زهرة الاوركيد الدموية) (The Hunt for the Blood Orchid) بمبيعات تذاكر قدرها 6.4 مليون دولار ليرتفع اجمالي ايراداته في عشرة أيام الى 22.3 مليون دولار. والفيلم بطولة جوني مسنر وتتناول أحداثه رحلة بعثة علمية لجزيرة بحثا عن زهرة تدعى "الاوركيد السوداء" يقال انها تساعد على اطالة العمر ولكن عندما تصل البعثة الى الجزيرة تجد نفسها في مواجهة أفاعي تغذت على هذه الزهرة فأصبحت أكثر شراسة وأضخم حجما.

وجاء في المركز الرابع الفيلم الدرامي الجديد (المصورون) (Paparazzi) بايرادات قدرها 6.3 حسبما ذكرت شركة فوكس القرن العشرين الموزعة له. وتدور أحداث الفيلم المثير حول نجم سينمائي يطارد مجموعة من مصوري الفضائح المتورطين في أعمال اجرامية. والفيلم بطولة كول هاوزر واخراج باول اباسكال. واحتل المركز الخامس الفيلم الكوميدي (حفل شواء) (The Cookout) بايرادات قدرها 5.6 مليون دولار. ويحكي الفيلم عن لاعب كرة سلة يحصل علىعقد بمبلغ ضخم يغير مجرى حياته فيترك حيه القديم وينتقل للعيش في منطقة راقية حيث يقيم حفل شواء يجتمع فيه الأصدقاء القدامى والجدد فتحدث مفاجات ويتحول الحفل لفوضى. و(حفل شواء) بطولة كوين لطيفة وجا رول وجوناثان سيلفرمان ومن اخراج لانس ريفيرا. 

 

تيم روبنز ينتقد في فيلم تغطية وسائل الاعلام الاميركية للحرب على العراق

البندقية (اف ب)- عرض الممثل والمخرج السينمائي الاميركي تيم روبنز الاحد في البندقية فيلما عن الحرب في العراق انتقد فيخ تغطية وسائل الاعلام الاميركية التي اعتبرت متواطئة ومتحيزة منذ بدء النزاع.

وهذا الفيلم بعنوان "امبيديد/لايف" الذي عرض خارج المسابقة، مقتبس عن مسرحية للممثل قام بتأديتها منذ تموز/يوليو 2003 في لوس انجليس. وهو في الواقع عرض مسرحي مصور اضيفت اليه صور عن الحرب على العراق. وقد انتقد الفيلم معظم وسائل الاعلام الاميركية التي اتهمت بانها اتبعت بشكل اعمى خط الجيش الاميركي مثلما نقله صحافيوها الموجودون في المكان. واوضح الممثل في مؤتمر صحافي كيف استنتج اثناء ابحاثه لاعداد المسرحية ان الصحافة البريطانية "كانت تقدم ريبورتاجات مختلفة تماما عن تلك المتوافرة في الولايات المتحدة".

وقال "ان ذلك مرتهن بمن يسيطر وكيف يسيطر على الصحف ووسائل الاعلام التي تتوجه الى الرأي العام". وحذر من ان الخطر في ذلك يتمثل دوما في "ان النقاش يتوقف وتحل مكانه الدعاية".

وتيم روبنز الذي فاز بجائزة اوسكار عن دوره في فيلم "ميستيك ريفر" من اخراج كلينت ايستوود، منخرط جدا في السياسة في الولايات المتحدة وكذلك زوجته الممثلة سوزان سراندون.

 

جائزة مزدوجة للفيلم الاسرائيلي "الخطيبة السورية" في مهرجان مونتريال للسينما

مونتريال 6-9 (اف ب)- فاز الفيلم الاسرائيلي "الخطيبة السورية" للمخرج ايران ريكليس بجائزة مزدوجة في مهرجان مونتريال للسينما العالمية. وقد منح الفيلم وهو من انتاج اسرائيلي الماني فرنسي مشترك الجائزة المسكونية وجائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية. ويروي الفيلم كيف تحول عرس فلسطينية تعيش في اسرائيل يتعين عليها عبور الحدود الاسرائيلية السورية للزواج من نجم تلفزيوني سوري الى ملحمة. ورات اللجنة الخاصة بالجائزة المسكونية ان الفيلم "يبرز الخيار الذي يتعين اتخاذه لعبور الحواجز النفسية وحدود الدولتين التي تفصل العائلات والشعوب". وستمنح الجوائز الاخرى اليوم الاثنين.

موقع "إيلاف" في

07.09.2004

 
 

"مهرجان البندقية" يفتح ملفات أميركا الساخنة

البندقية ( إيطاليا ) - عرفان رشيد

أنزل مدير مهرجان البندقية السينمائي الدولي ماركو موللر إلى حلبة المواجهة منذ اليوم الأول عدداً كبيراً من كبار نجوم هوليوود ومن أسمائها اللامعة, من دون أن يقلق أو يخشى من استنفاد حضور النجوم إلى مهرجانه. وإذا كان من المنطقي أن يعرض في افتتاح المهرجان عملاً كبيراً لإسم كبير من هوليوود مثل ستيفن سبيلبيرغ فإنه لم يكن من المتوقّع أن يحشّد في الأيام الثلاثة الأولى من مهرجانه هذا العدد الضخم من النجوم الهوليووديين, فبعد توم هانكس, الذي لعب دور فيكتور نافورسكي في فيلم "المحطة الأخيرة" إلى جانب الحسناء ( لكن عاديّة الأداء في هذا الفيلم ) كاترينا زيتا جونز. جاء دور النجم الأسود دينزيل واشنطن الذي قدّم له المهرجان شريطين بالتتابع وهما "المرشّح المنشوري" لجوناثان ديم (مخرج فيلم "صمت الخرفان") إلى جانب النجمة الكبيرة ميريل ستريب و"رجل النار" لتوني سكوت. ولم يكتف موللر بذلك بل دفع إلى شاشات المهرجان بعدد آخر من نجوم كبار مثل توم كروز الذي يؤدي في شريط "Collateral" وللمرة الأولى في حياته الفنية دور قاتل مأجور وشرير. وبالتزامن مع فيلم سكوت عُرض فيلم "أغنية حب لبيبي لونغ " للمخرجة الشابة شايني غابيل وبطولة جون ترافولتا والنجمة الشابة سكارليت يوهانسن (عضو لجنة التحكيم الدولية للمهرجان).

ستون أسداً ذهبياً

كل هذا الحضور في الأيام الثلاثة الأولى من المهرجان يشير إلى أن جعبة مدير المهرجان لا تزال مكتظة بعدد آخر من النجوم الكبار الذين سيمرّون على بساطه الأحمر عبر موكب 60 أسداً ذهبياً رفعوا على صروح عالية أمام قصر السينما في جزيرة الليدو يحمل كل منها اسم المخرج الذي فاز به والسنة التي فاز بها واسم الفيلم الفائز.

ويبدو أن على السينما العربية الانتظار طويلاً قبل أن يُكتب اسم مخرج عربي ضمن "أوليمب" السينما العالمية. ولحين حدوث ذلك المرتجى ليس لنا إلاّ أن نمنّي النفس ونفرح بالأسد الذهبي للحياة الفنية الذي منح العام الماضي إلى النجم المصري عمر الشريف وإلى الأسدين الفضيين اللذين حصل عليهما كل من المخرجة اللبنانية رندة الشهال الصبّاغ عن فيلمها "طيّارة من ورق" والمخرج العراقي (الكردي الأصل) هونير سالم عن فيلمه "فودكا ليمون".

نجوم كبار بعضهم يجسّد ملفات ساخنة تمر بالمجتمع الأميركي في هذه المرحلة, بالذات في ما يتعلق بالصلة مع "الغرباء" في بلد بني على عرق الغرباء وفي ما يتعلّق بعملية التلاعب بالسلطة السياسية في الولايات المتحدة ودور رؤوس الأموال الكبيرة في تحريك السياسات وتحديدها في أكبر دولة ديموقراطية في العالم وفي بلاد القوة العظمى الوحيدة على الأرض, وهذا ما برز من خلال "المحطة الأخيرة" لسبيلبيرغ و"المرشح المنشوري" لجوناثان ديم.

قد تكون مصادفة, إلاّ أن تزامن فيلم المرشح المنشوري" مع سنة الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يتواجه فيها الرئيس الحالي جورج بوش مع منافسه الديموقراطي جون كيري, تفرض قراءة مقارنة. فالتشابه الجسدي بين الرئيس الحالي وشخصية الفيلم الرئيسة "رايموند شو" - أداه لييف شريبير - كبير كما أن قوة رأس المال الممثلة بشركات "مانشوريان كوربوريشن" فيها شبه كبير للمؤسسات المالية واللوبي الاقتصادي الذي وقف وراء الحملة الانتخابية الأولى للرئيس بوش وتقف وراءه في مواجهته العسيرة مع كيري. الأحداث في الفيلم تجري على خلفية حرب الخليج الأولى وما يتوهم محاربوها القدماء أنهم يعانون أحلاماً وكوابيس مزعجة ليست إلاّ نتيجة لعملية إدارة وتأثير من خلال "ميكروتشيب" لُقم به جسد كل منهم ويستجيبون لأوامره في اللحظة التي تصل أليهم.

الحياة اللينانية في

09.09.2004

 
 

أرض الوفرة على شاشات البندقية

شاستا دارلينجتون  

البندقية (رويترز) - ملأ فيلم المخرج الالماني فيم فندرز "أرض الوفرة" الذي يصور الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول كدولة يستحوذ عليها الفقر وجنون الارتياب قاعات العرض بمهرجان البندقية السينمائي يوم الخميس قبل يومين من الذكرى الثالثة للهجمات. ويروي فيلم فندرز القاسي قصة محارب قديم في فيتنام يعاني مشاكل كثيرة ومهووس بحماية الولايات المتحدة في أعقاب الهجمات ومبشرة شابة تعمل في الأحياء الفقيرة في لوس انجليس. أمريكا البائسة التي يصورها الفيلم من خلال عيون شخصيتي فندرز المختلفتين تمام الاختلاف بول ولانا تمتليء بأصوات لبرامج إذاعية يمينية تشيد بالرئيس الامريكي جورج بوش وتكتظ بالمشردين والمهمشين.

كتب فندرز عن فيلمه قائلا إن "/أرض الوفرة/ ليس فيلما مناهضا للولايات المتحدة بأي حال من الأحوال. إنه فيلم يحاول معالجة الكثير من الاضطراب والألم وجنون الارتياب. ولدى سؤاله عما سيكون عليه رد الفعل تجاه الفيلم في الولايات المتحدة قال فندرز لصحيفة كورييري ديلا سيرا الايطالية "ماذا تريدون.. بوش أقنع الجميع بأن من لا يتفقون معه مناهضون للولايات المتحدة." ويتنافس فيلم "أرض الوفرة" مع 21 فيلما اخر على جائزة الاسد الذهبي في المهرجان الذي يستمر حتى 11 سبتمبر.

وقوبل الفيلم بالتصفيق في عرض خاص في قاعة ليدو غير أن التشدد والصرامة اللذين تتسم بهما الشخصيات والحبكة الدرامية فشلا في اقناع بعض النقاد وخيبا الامال بأن يكرر هذا الفيلم في مهرجان البندقية ما حققه فيلم "11-9 فهرنهايت" الذي فاز بجائزة مهرجان كان السينمائي هذا العام. وحصلت السياسة الامريكية على النصيب الاكبر من الاهتمام في البندقية حيث ينتقد نجوم مثل الممثل الامريكي توم هانكس والمخرج جوناثان ديمي الرئيس بوش قبيل الانتخابات الرئاسية التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني. ومن الافلام المثيرة للجدل الدراما التلفزيونية (خلية هامبورج) الذي يقتفي خطوات منفذي هجمات 11 سبتمبر التي استخدموا فيها طائرات مخطوفة والذين ينتمون الى جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة مشتبه في ضلوعها في الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة. وقد عرض هذا الفيلم ايضا في الليدو. وقال فندرز ان فكرة فيلمه تبادرت الى ذهنه كنوع من الكشف. وبوصفه اوروبيا يعيش في الولايات المتحدة أراد أن يظهر كيف يتم تحريف وانتهاك القيم التي تقوم عليها. ووضع فندرز صاحب فيلمي (أجنحة الرغبة) و/نادي بوينا فيستا الاجتماعي/ الخطوط العريضة لقصته في أسبوعين وانتهى من تصوير الفيلم خلال 16 يوما فقط حيث صورت معظم المشاهد باستخدام كاميرات رقمية محمولة باليد. وقال فندرز "الفيلم يقوم على أن فكرة الحقيقة لم تختف تماما في الواقع السياسي والاجتماعي الحالي.. حتى في امريكا.. حتى في عام 2004."

موقع "إيلاف" في

09.09.2004

 
 

مهرجان فينيسيا حضور مميز للسينما المغاربية

سمير فريد

في كل مهرجان دولي من المهرجانات الثلاثة الكبرى ''برلين'' في فبراير، و''كان'' في مايو و''فينسيا'' في سبتمبر، تؤكد السينما المغربية حضورها منذ مطلع القرن اكثر من أي سينما عربية أخرى، كما أصبحت المغرب البلد العربي الوحيد الذي تصور فيه أفلام عالمية من الإنتاج الضخم، وذلك بفضل الرعاية الملكية للسينما، واختيار ناقد كبير وكاتب سيناريو ومنتج مخضرم هو نور الدين صايل لإدارة المركز القومي للسينما·

الى جانب ''الطفل النائم'' أول أفلام ياسمين قطاري الطويلة، والذي يعرض في برنامج ''آفاق فينسيا'' ويتنافس على جائزة البرنامج، أضاف ''أسبوع النقاد'' المخصص للأفلام الطويلة الأولى والثانية فيلما مغربيا آخر هو ''الرحلة الكبيرة'' إخراج إسماعيل فيروكي وهو أول أفلامه الطويلة، ويتنافس على جائزة أحسن فيلم طويل أول التي يرأس لجنتها يوسف شاهين·

الفيلمان المغربيان من الإنتاج المشترك الأول مع بلجيكا والثاني مع فرنسا، وفي مسابقة الأفلام القصيرة يعرض فيلم بلجيكي تونسي من إخراج التونسي كامل شريف· كما يعرض في ''آفاق فينسيا'' فيلم من إخراج الجزائري رشيد بوشارب· وهكذا تتواجد السينما العربية في المهرجان من خلال فيلمين طويلين وفيلمين قصيرين لأربعة مخرجين من المغرب العربي الكبير· وعلى صعيد أفريقيا السوداء يتقدم برنامج ''آفاق فينيسا'' ثلاثة أفلام من جنوب أفريقيا، وهي الفيلم القصير ''مائدة صلبة'' إخراج وليم كينتروجي، والفيلمان الطويلان ''أمس'' إخراج دارين جيمس رودت، و ''رسالة حب زولو'' إخراج رمضان سليم، ويعرض من جنوب أفريقيا أيضا في ''فينسيا ديجيتال'' مسلسل ''ييزو ييزو'' (650 دقيقة) إخراج انجوس جيبسون واندرو أوسو نميو وتيبو مالاتس، ومن نيجيريا يعرض في مسابقة الأفلام القصيرة فيلم ''عائشة'' إخراج نيوتون أي· ادرواكا وهو إنتاج مشترك مع السنغال· وبقدر الفرحة للسينما المغربية وسينما جنوب أفريقيا بقدر الحزن على حال السينما في الدول العربية الأخرى، وخاصة مصر صاحبة التاريخ العريق، والتي كانت المهرجانات الكبرى تتخاطف أفلامها في الخسمينات والستينات· صحيح ان هذه المهرجانات ليست المقياس الوحيد للجودة، ولكنها من دون شك من المقاييس الرئيسية ان لم تكن المقياس الرئيسي بألف لام التعريف، وصحيح أننا نملك المواهب في مصر وكل الدول العربية، ولكن المواهب وحدها لا تكفي في السينما كما في أي فن آخر· لقد احتاجت المواهب دائما الى الرعاية، منذ رعاية الملوك والأمراء في العصور العابرة الى رعاية الدولة في العصور الحديثة· وفي الكثير من الدول العربية ترعى هذه المواهب وزارات الثقافة، كما في الدول الأوروبية واغلب دول العالم المتقدم، ولكن رعاية وزارات الثقافة العربية مشروطة أيديولوجيا بينما رعاية وزارات الثقافة في العالم المتقدم مشروطة بالجودة الفنية فقط، او بعبارة أخرى لا تدعم وزارات الثقافة العربية اذا دعمت إلا الأعمال التي ترضي عنها لجان بيروقراطية عقيمة، وهذا لا يؤدي الى أي تطور·

مسابقة بين الكبار

تضم مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان فينسيا الـ 61 الذي تعلن جوائزه غداً 21 فيلما من 14 دولة موزعة على النحو التالي: (3) من الولايات المتحدة الأميركية، و(12) من أوروبا، و (6) من آسيا· والمسابقة بين 21 مخرجا ومخرجة من الكبار سواء على الصعيد العالمي، أم على صعيد بلدانهم·

ومن بين الأفلام الأميركية الثلاثة ''علاقة غرامية تافهة'' إخراج الهندية ميراناير، والتي سبق ان فازت بالأسد الذهبي· ومن بين ثلاثة أفلام إيطالية ''مفاتيح المنزل'' إخراج جياني اميليو الذي فاز بالأسد الذهبي أيضا، والفيلم الألماني الوحيد ''أرض ضربة الجزاء'' إخراج تيم فيندرز من المخرجين الذين سبق ان فازوا بالأسد الذهبي ثالثا· ومن بين الفيلمين اليابانيين فيلم ''التحريك'' ''قلعة هويل المتحركة'' إخراج هاياو ميازاكي الذي فاز بالدب الذهبي عن فيلمه السابق مباشرة،والفيلم الآخر ''مقهى لوميير'' إخراج هو هيساد هيسين من كبار مخرجي الصين· والفيلم البريطاني الوحيد ''فيرا دراكي'' اخراج مايك لي الذي سبق ان فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان· ومسابقة الأسد الذهبي لعام 2004 أولى مسابقات ماركو موللر المدير الجديد لمهرجان فينسيا تدل على براعته وحنكته، فإلى جانب الأسماء الكبيرة في بلادها أو في العالم والأسماء الجديدة التي يقدمها لأول مرة، هناك توازن ثقافي وسينمائي دقيق· لقد جمع بين السينما الأميركية (3 أفلام) واكبر سينمات أوروبا ''ايطاليا 3 أفلام وفرنسا 3 أفلام وألمانيا وبريطانيا وروسيا وأسبانيا واليونان وسويسرا بفيلم واحد من كل منها)· ومن آسيا القوة الضاربة الثانية في السينما العالمية بعد السينما الأميركية والسينما الأوروبية اختار الفيلمين اليابانيين المذكورين، وفيلم واحد من كل من الصين وكوريا الجنوبية وإيران والكيان الصهيوني الى جانب تمثيل الهند ثقافيا من خلال فيلم ميراناير، فهناك إذن الثقافات الغربية والشرقية الآسيوية، وهناك الثقافات اليهودية والمسيحية والإسلامية، وهناك أربع مخرجات ''ناير الهندية وكلير دنيس الفرنسية وسيتفانيا بروسكورنيا الروسية ومرضيه ميشكيني الإيرانية'' و17 مخرجا· وهكذا تكون المسابقات الدولية الكبيرة، وكأن البرنامج عمل موسيقي متناغم، يتم إبداعه·

خارج المسابقة

ومن الأفلام المنتظرة التي تعرض خارج المسابقة من أميركا ''المحطة'' إخراج ستيفن سيبلبيرج وتمثيل توم هانكس الذي عرض في الافتتاح، و''المرشح المنشوري'' إخراج جونافان ديمي وتمثيل ميريل ستريب ودانزل واشنطون، و''إنها تكرهنَّ''، إخراج سبايك لي، و''التصادم'' إخراج مايكل مان، ومن فرنسا ''وصيفة الشرف'' إخراج كلود شابرول، و ''تاجر البندقية'' إخراج مايكل رادفورد عن مسرحية شكسبير حيث يمثل آل باتشينو دور شايلوك·

زحام بلا جدوى

تتقاطع هذا الأسبوع 4 مهرجانات سينمائية ''دولية'' عربية، ولابد من وضع ''الدولية'' بين قوسين عن عمد في المغرب ومصر ولبنان، بل ان في مصر مهرجانين في نفس الوقت! يوم الثلاثاء الفائت افتتح مهرجان سلا ''الدولي'' الأول لأفلام المرأة، ويستمر حتى 11 سبتمبر، وأمس الأول افتتح مهرجان الإسكندرية الـ 20 لأفلام دول البحر المتوسط، والذي أصبح ''دوليا'' رغم احتفاظه بهذا العنوان، إذ يعرض أفلاما من كل دول العالم ويستمر حتى 14 سبتمبر، وغداً يفتتح مهرجان الإسماعيلية الدولي الثامن للأفلام التسجيلية والقصيرة، ويستمر حتى 16 سبتمبر، ويوم 15 يفتتح مهرجان أيام بيروت السينمائية الدولي، ويستمر حتى يوم 26 من نفس الشهر· نتمنى على أية حال ان تأتي هذه المهرجانات دولية بحق، ونتمنى ان يكون في العالم العربي هيئة ما للتنسيق بين المهرجانات السينمائية، مثل هيئة مهرجانات السينما في اوروبا·

مهرجان سلا

هذا هو المهرجان السينمائي الدولي الخامس الذي يقام في المغرب هذا العام حتى الآن بعد مهرجان آسيا الثاني للأفلام الفرانكوفونية (6 -10 أبريل) ومسابقة الحسن الثاني السينمائية في اطار مهرجان الرباط الدولي العاشر للفنون (22-28 يونيو)، ومهرجان خريبكة التاسع للأفلام الأفريقية (17-24 يوليو) وملتقى أصيلة الأول لأفلام الجنوب (24 -30 يوليو)· وفي الطريق مهرجان مراكش الدولي الرابع (6- 12 ديسمبر) الذي يصل بموسم المهرجانات المغربية الى ذروته· مهرجان سلا الطبعة المغربية لأقدم واشهر مهرجان لأفلام المرأة، وهو مهرجان كريتاي في فرنسا، ولذلك ليس من الغريب ان ترأس لجنة التحكيم مديرة كرتياي، وهي اللجنة التي تضم من مصر المخرجة إيناس الدغيدي، في المسابقة أفلام من المغرب وفرنسا واليونان وايطاليا وأميركا والهند وإيران وأفغانستان، ومن مصر ''سهر الليالي'' إخراج هاني خليفة· ويكرم المهرجان المخرجة أنيس فاردا من فرنسا، والممثلة حبيبة المذكوري من المغرب، وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة·

أيام بيروت

وفي مهرجان أيام بيروت السينمائية، وهو ثاني مهرجان يقام في لبنان هذا العام بعد مهرجان الأفلام اللبنانية الذي عقد من 26 الى 30 أغسطس الماضي، يعرض في الافتتاح فيلم يسري نصر الله ''باب الشمس'' ويتضمن البرنامج ''موسيقانا'' إخراج جان لوك جودار، وكلاهما من أفلام مهرجان كان هذا العام· ومن لبنان ''الأكثرية الصامتة'' اول فيلم روائي طويل من إخراج محمود حجيج، الى جانب ''كليفتي'' محمد خان من مصر، و ''أبونا'' محمد صالح هارون من تشاد، و ''فودكا ليمون'' للعراقي الكردي هينر سالم، والذي فاز بجائزة أحسن فيلم في مسابقة ''ضد التيار'' في مهرجان فينسيا العام الماضي· ويتضمن المهرجان ندوة عن السينما الفلسطينية، وورشة عمل عن أفلام التحريك، وأفلام تجريبية تعرض تحت عنوان ''ليالي الاندر جراوند'' ومعرض صور فوتوغرافية تصوير رين محفوظ عن دور العرض السينمائي القديمة في بيروت·

الإتحاد الإماراتية في

10.09.2004

 
 

نظرة على بعض عروض دورة البندقية لهذا العام:

العراق غائب - حاضر واللبناني كريم صالح نجم المهرجان

البندقية (إيطاليا) - عرفان رشيد

قبل افتتاح الدورة الحادية والستين لمهرجان "البندقية" السينمائي الدولي سعى مديره ماركو موللر جاهداً للحصول على حضور عراقي في مهرجانه. وكان ذلك السعي يعود لأهمية العراق إعلامياً, وكان بذلك سيعطي مهرجانه بعداً آخر وحضوراً إعلامياً إضافياً, ومن ناحية اخرى كان السعي يدخل في إطار شغف موللر نفسه في البحث عن "السينمات" الجديدة والتعامل معها ومنحها المساحة التي يصعب لتلك السينمات الحصول عليها في شكل إعتيادي. لم يكن ذلك ممكناً بسبب الأوضاع المعروفة في العراق وبسبب البطء الشديد الذي فُرض على حركة السينمائيين العراقيين جراء الأوضاع الأمنية غير المستقرة والعمليات الإرهابية التي تتعرض لها المدن العراقية. وأعتقد أنه كان من باب التمني المتفائل جداً ترقب أنجاز سينمائي عراقي بمستوى المشاركة في مهرجان عريق كمهرجان البندقية. وحتى العمل الذي ينجزه المخرج العراقي الشاب عدي رشيد لم تتم عملياته الأخيرة ليكون جاهزاً مع موعد المهرجان.

صورة أخرى

ويقول موللر: "تمنيت حقيقة أن أضم فيلم عدي رشيد إلى مهرجاني. كان حضور ذلك الفيلم يتيح لنا جميعاً رؤية مظهر آخر من مظاهر الحياة العراقية, لكن للأسف فإن عدي لم يتمكن من إنجاز الفيلم في الوقت المناسب, لذا فإنني أعتقد بأنه سيعرض في الدورة المقبلة من مهرجان برلين (في فبراير المقبل)".

كان حضور فيلم عدي رشيد سيتيح فرصة جيدة للحديث عن العراق والعراقيين في شكل مغاير أو على الأقل التأكيد بأن العراقيين شعب حي يعمل من أجل تصحيح الأوضاع الخاطئة بشكل سريع والعودة إلى الحياة الطبيعية على رغم الأهوال والحيف التي عانوه منها خلال سنوات الحكم السابق والمصاعب المذهلة التي يعانون منها ما بعد الحرب. وعلى رغم عدم تمكن السينما العراقية من بلوغ جزيرة الليدو, فإن العراق حاضر بالتأكيد في هذا المهرجان من خلال أفلام أنجزها مخرجون أميركيون وأوروبيون. وفي مقدم هذه الأفلام الشريط الذي أنجزه النجم الأميركي تيم روبنس (المولود في عام 1968 ) Embedded الذي عرض في الأيام الاخيرة للمهرجان وهو عبارة عن سخرية قاسية من الإدارة الأميركية المحافظة إذ يروي كيف تلاعب البنتاغون بعقلية الإعلام العالمي وأداره كما يهوى.

حال غضب مركّز

شريط روبنس حاز أعلى تصفيق في العرض المخصص للصحافة وبدا المخرج - الممثل وكأنه حقق ما كان يطمح إليه من التعبير عن "حال الغضب المركّز الذي كنت أشعر به إزاء أكاذيب الإدارة الأميركية في زحفها باتجاه الحرب, واستهانة التيار المحافط الجديد في الولايات المتحدة بكل القيم إضافة إلى فشل الإعلام والصحافة في التعامل مع هذا الحدث".

وكما هي الحال مع العراق فإن أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) حاضرة هي الأخرى في هذا المهرجان من خلال فيلم "خلية هامبورغ" للمخرجة البريطانية أنطونيا بيرد والذي حوّلت ما وفرته التحقيقات الأمنية والجنائية التي جرت في السنوات الثلاث الأخيرة عن تلك الاعتداءات من معلومات الى عمل وثائقي - درامي عن الخلية التي خططت ونفّذت عمليات خطف الطائرات وتوجيهها صوب الأهداف في نيويورك وواشنطن. وإذا كانت المخرجة أفلحت في ترتيب تلك المعلومات ورصّها في تسلسل تراتبي يقرب إلى "الحقيقة" المعلن عنها من خلال التحقيقات, كما أفلحت في اختيار مجموعة من الممثلين العرب والمشرقيين الذين تقرب صورتهم من صور الشخصيات التي تورّطت في تلك الأحداث, فإنها لم تفلح بالتأكيد في تبرير تحويل تلك الوثيقة إلى دراما سبقتها إليها في كثير من تفاصيلها المحطات التلفزيونية العالمية التي حاولت قراءة أحداث الحادي عشر من ايلول من خلال افتراض صورة وسلوك لمنفّذي تلك العمليات ورسم سيرة لحياتهم. محاولة المخرجة بيرد شجاعة بالتأكيد, لكنها, تعاملت, كغيرها من الذين يقتربون من ملف عربي من دون معرفة بكنه الحياة العربية, مع تلك الشخصيات وافترضت سلوكه من خلال مواقف مسبّقة وكليشيهات مستنسخة, كالموقف من الكحول ومن المرأة.

نجم من لبنان

وعلى رغم الملاحظات التي يمكن أن تورد عن هذا الفيلم فإن شريط أنطونيا بيرد يؤشر لميلاد نجم عربي جديد هو اللبناني كريم صالح المقيم في باريس ودرس السينما والمسرح في لندن وباريس إذ بأدائه الجيد والرزين تمكن صالح من تركيز الانتباه على شخصية اللبناني زياد الجرّاح الذي تفترض التحقيقات حول أحداث الحادي عشر من أيلول بأنه كان من بين أفراد مجموعة خطف الطائرات. وتبدو الشخصية التي أدّاها صالح بالغة التعقيد ومبنية على الصراع الداخلي وأكثر اكتمالاً حتى من الشخصية التي ترمز إلى المصري محمد عطا الذي اعتبرته التحقيقات القائد الحقيقي للمجموعات. اكتمال الشخصية التي أدّاها صالح تتناقض بالتأكيد مع التسطيح والاستسهال في الاعتماد على الوثائق الرسمية حول تلك العمليات. وعلى رغم تأكيد المخرجة أنطونيا بيرد نياتها الحسنة ورغبتها الحقيقية في التعرّف والتعريف بشخصيات تلك الأحداث الدرامية الخطيرة, فإن ثمة خطراً حقيقياً أن يوّلد هذا الفيلم لدى مشاهديه قناعة باستعداد جميع العرب والمسلمين للتحول إلى إرهابيين وانتحاريين لمجرد استماعهم إلى بعض من الآيات القرآنية أو ترددهم على المساجد أو الاستماع إلى أحاديث سطحية حول كراهية أميركا للعرب والمسلمين. والخطر أكبر وأدهى عندما نعلم بأن عدد مشاهدي هذا الفيلم سيكون بالملايين لأنه فيلم تلفزيوني حقق ليعرض أصلاً على شاشة القناة الإنكليزية "بي بي سي". إضافة إلى ذلك فإن الفيلم يعرض سلسلة من المواقف المسبقة عن المسلمين والعرب من بينها الموقف من المرأة, بخاصة ان الشخصية المركزية فيه هي شخصية زياد الجرّاح التي يروي لنا الشريط تحولها من شاب منفتح وعاشق للحياة المرفّهة ولحبيبته التركية الأصل إلى منغلق.

الحياة اللبنانية في

10.09.2004

 
 

حصاد لامع للسينما العربية... على رغم ضيق مساحة الاشتراك

البندقية ( إيطاليا ) - عرفان رشيد

لم يحدث أن أتاح مهرجان سينمائي دولي خارج البلاد العربية لثلاثة مخرجين عرب الصعود على خشبة المسرح في الأمسية نفسها, إثنان منهم ليتسلّما اثنتين من جوائزه الكبيرة والثالث رئيساً للجنة التحكيم وليسلّم إحدى هاتين الجائزتين. حدث ذلك في أمسية توزيع جوائز الدورة الحادية والستين لمهرجان البندقية السينمائي الذي أُسدل الستار على فاعلياته الاسبوع الماضي.

بإمكان مهرجان البندقية, وهو أعرق مهرجان سينمائي في العالم, أن يسّجل لنفسه هذا السبق أيضاً. رئيس لجنة تحكيم الأعمال الأولى المعروفة بـ"أسد المستقبل" كان المخرج المصري الكبير يوسف شاهين, وأما المخرجان الفائزان فهما المغربي إسماعيل فرّوخي والتونسي كمال شريف. وإذا كان كمال شريف معروفاً منذ سنوات من خلال أعماله القصيرة التي تتناول بسخرية وساتيرية جذّابة موضوعات تتعلق بالتناقضات التي تزدحم بها حياة المهاجرين العرب في الغرب, فإن بروز المغربي إسماعيل فرّوخ في المشهد السينمائي الدولي وفوزه بجائزة "أسد المستقبل" عن فيلمه "الرحلة الكبرى" يؤشر لميلاد طاقة سينمائية رائعة لها من البصيرة السينمائية ووضوح الفكرة القدر الكبير. وعلى رغم أن اللجنة التي منحت إسماعيل فرّوخ الجائزة المهمة كانت برئاسة المخرج يوسف شاهين فإن الجائزة أكثر من مستحقة. إذ برز هذا العمل منذ عرضه الأول للصحافة ضمن برنامج "أسبوع النقّاد" اعتبر الكثير منهم عدم اختياره للمسابقة الرسمية خطأً غير مبرر, سيمّا وأن الفيلم يمتلك جميع المواصفات الفنية والإبداعية والفكرية التي كانت تؤهله لينضم إلى تلك المسابقة المهمة, وبالذات في هذه المرحلة التي تمر بها أوروبا والغرب عموماً وما يعتري العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب من مطبّات ولبس. إسماعيل فرّوخ يعرض في فيلمه مقطعاً من أزمة كبيرة تواجه ملايين المهاجرين المسلمين في العالم, وتلك هي أزمة وإشكالية العلاقة بين جيل المهاجرين الأول والجيلين الثاني والثالث منهم, وبالذات أولئك الذين ولدوا في الغرب وتشرّبوا بثقافات ولغات البلاد التي ولدوا فيها. يعرض فرّوخ التوتر في هذه الصلة بنبرة هادئة وبتأكيد على قدرة الصمت في التعبير عن حالات غاية في التعقيد أكثر ممّا للكلمات والخطابة. يفعل ذلك من دون الوقوع في كبوة الفولكلور أو التركيز على المواقف والصور النمطية التي يكونها الغرب عن العالمين العربي والإسلامي ومن دون الحاجة إلى أي تبرير للخيارات التي يفرضها الانتماء القومي والديني على المنهاج البعيد عن سمائه الأولى.

تلك الإيماءات والخصوصيات الصغيرة التي تمثّل الانتماء إلى عالم معين برزت في فيلم "إشارات انتماء" للمخرج التونسي كمال شريف الذي منحته لجنة التحكيم الدولية جائزة الأسد الفضي. ويجدد شريف في الفيلم القصير الجديد "30 دقيقة" قدرته الكبيرة على تناول موضوعات غاية في الأهمية من خلال لغة الكوميديا المرّة, كما كان الحال في فيلمه الأول " بابا نويل " - 1999, الذي فاز بأكثر من جائزة في مهرجانات عدة.

الغبن الشديد الذي ساد بسبب غياب السينما العربية عن المسابقة الرسميّة عُوّض بفضيتي إسماعيل فرّوخ وكمال شريف. ومع استمرار الحلم والتوق إلى اليوم الذي يرتقي فيه أسد ذهبي جديد يحمل اسم مبدع سينمائي عربي, فإن فضيّتي هذين المخرجين العربيين تفتحان كوة أمل مضيئة ليس للسينما العربية فحسب بل أيضاً للعلاقة العربية - الغربية. علاقة مبنية على إدراك الاختلاف وأهمية ذلك الاختلاف. فضيّتان لن يُزيل الزمان التماعتهما المفعمة بالفرح.

الحياة اللبنانية في

24.09.2004

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)