كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

أثار جدلا واسعا في أمريكا ويعيد "الحروب الصليبية" للأذهان

فيلم "مملكة الجنة"

يقدم مسلمين متحضرين بمواجهة صليبيين همجيين

عن فيلم

مملكة السماء

   
 
 
 
 

لوس انجليس - اف ب: يثير فيلم المخرج ريدلي سكوت الاخير المخصص للحملات الصليبية "مملكة الجنة ( Kingdom of heaven) الذي يعرض في الصالات العالمية هذا الاسبوع, قلقا في الولايات المتحدة حيث يخشى البعض ان يؤدي الى اعادة احياء التوتر بين المسيحيين والمسلمين.

وسيبدأ عرض الفيلم الذي يصور المعارك بين المسيحيين والمسلمين للسيطرة على القدس, اعتبارا من الجمعة في الولايات المتحدة. وبعد ثلاثة اعوام ونصف العام على اعتداءات 11 سبتمبر/ايلول 2001, وفيما لا يزال الجنود الاميركيون يحتلون العراق, يمكن ان تبدو فكرة الفيلم محفوفة بالمخاطر.

وتترك عبارة "الحملة الصليبية" انطباعات مختلفة كما حصل مع الرئيس الاميركي جورج بوش حين استخدمها ليصف "الحرب ضد الارهاب" مثيرا بذلك غضب المسلمين. وقبل بدء تصوير الفيلم وهو من انتاج ضخم كلفته 130 مليون دولار في يناير/كانون الثاني 2004, قرأ متخصصون في تاريخ القرون الوسطى السيناريو وقالوا انه يتضمن اخطاء تاريخية فادحة.

وقال جوناثان ريلي سميث الاستاذ في جامعة كامبريدج الذي يعتبر مرجعا في هذا الموضوع ان الفيلم كان يتضمن الرواية الاسلامية الاصولية للتاريخ عبر تقديم المسلمين على انهم متحضرون في مواجهة صليبيين همجيين. وقال الاستاذ لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية "انها رواية التاريخ كما وكأنها رواية اسامة بن لادن".

لكن مراقبين اخرين قالوا بعد الاطلاع على السيناريو انه فيلم مؤيد للمسيحيين, والجدل الذي تبع ذلك ذكر بالجدل الذي اثاره فيلم ميل غيبسون "آلام المسيح" الذي اعتبره بعض المسؤولين الدينيين معاديا للسامية. وبهدف تهدئة القلق, نظم البريطاني ريدلي سكوت والشركة المنتجة عروضا خاصة لمجموعات من المسيحيين والمسلمين الاميركيين.

ومساء الثلاثاء, رفض ريدلي سكوت مخرج افلام مختلفة مثل "ايليان" (مخلوق غريب) و"بلايد رانر" و"ثيلما اند لويز" و"غلادييتور", اي احتمال بان يتسبب فيلمه باثارة جدل. وقال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن "لقد نجحنا في الحفاظ على توازن جيد". ويبدو ان العروض الخاصة كانت تكتيكا ناجحا حيث اعلن مجلس العلاقات الاميركية-الاسلامية (كير) , مجموعة الدفاع عن حقوق المسلمين, الاسبوع الماضي ان الفيلم تجنب النمطية او حصر الاحداث ضمن قالب واحد. وقال المجلس في بيان له "انطباعنا العام هو ان الفيلم يشكل وصفا متوازنا وايجابيا للحضارة الاسلامية خلال الحقبة الصليبية".

وقالت ليلى القطامي متحدثة إن فيلم سكوت يعد واحدا من أفضل أفلام هوليود التي قدمت المسلمين بشكل جيد. وأضافت أن سكوت استبعد الأفكار الشائعة والنمطية عن المسلمين والمسيحيين. واشادت الصحافة المسيحية الاميركية بالفيلم ايضا. وكتب ستيف بيرد في مجلة "غود نيوز ماغازين" المحافظة "مع التوتر السياسي-الاجتماعي-الديني الحالي بين الغرب والعالم الاسلامي, كان يمكن ان يؤدي فيلم حول قتل العدو باسم الله الى مشاكل او ان يعتبر عملا فنيا بدون قيمة, لكن الفيلم لم يسقط في اي من هذين الفخين".

من جهتها قالت هولي ماكلور ناقدة الافلام لدى "ترينيتي برودكاست نيتوورك", اكبر مجموعة تلفزيون مسيحية, لوكالة فرانس برس انها لم تر اي شيء يثير الصدمة في الفيلم. واضافت "اعتقد انه درس في التاريخ اكثر مما هو اعلان مبادىء". لكن الباقين لم يكونوا بمثل هذه القناعة. وقال خالد ابو الفضل استاذ القانون الاسلامي في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس ان الفيلم يظهر المسلمين على انهم متطيرون والصليبيين على انهم متسامحون.

واضاف "انها رواية الحرب الصليبية كما يريدها الرئيس جورج بوش". وقال "هذا الفيلم يصب في اتجاه المسيحيين الانجيليين المحافظين الذين يعتقدون انه على المسلمين ان يكونوا شاكرين للحملات الصليبية وبالتالي (لاحتلال) العراق وافغانستان".

موقع "العربية" في

05.05.2005

 
 

فيلم أميركي يقدم المسلم متحضراً والصليبيين همجاً

القناة/ لوس انجليس: يثير فيلم المخرج ريدلي سكوت الاخير المخصص للحملات الصليبية (مملكة الجنة) الذي يعرض في الصالات العالمية هذا الاسبوع, قلقا في الولايات المتحدة حيث يخشى البعض ان يؤدي الى اعادة احياء التوتر بين المسيحيين والمسلمين.

وسيبدأ عرض الفيلم الذي يصور المعارك بين المسيحيين والمسلمين للسيطرة على القدس, اعتبارا من الجمعة في الولايات المتحدة. وبعد ثلاثة اعوام ونصف العام على اعتداءات 11 سبتمبر/ايلول 2001, وفيما لا يزال الجنود الاميركيون يحتلون العراق, يمكن ان تبدو فكرة الفيلم محفوفة بالمخاطر.

وتترك عبارة الحملة الصليبية انطباعات مختلفة كما حصل مع الرئيس الاميركي جورج بوش حين استخدمها ليصف الحرب ضد الارهاب مثيرا بذلك غضب المسلمين. وقبل بدء تصوير الفيلم وهو من انتاج ضخم كلفته 130 مليون دولار في يناير/كانون الثاني 2004, قرأ متخصصون في تاريخ القرون الوسطى السيناريو وقالوا انه يتضمن اخطاء تاريخية فادحة.

وقال جوناثان ريلي سميث الاستاذ في جامعة كامبريدج الذي يعتبر مرجعا في هذا الموضوع ان الفيلم كان يتضمن الرواية الاسلامية الاصولية للتاريخ عبر تقديم المسلمين على انهم متحضرون في مواجهة صليبيين همجيين. وقال الاستاذ لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية انها رواية التاريخ كما وكأنها رواية اسامة بن لادن .

لكن مراقبين اخرين قالوا بعد الاطلاع على السيناريو انه فيلم مؤيد للمسيحيين, والجدل الذي تبع ذلك ذكر بالجدل الذي اثاره فيلم ميل غيبسون آلام المسيح الذي اعتبره بعض المسؤولين الدينيين معاديا للسامية ، وبهدف تهدئة القلق, نظم البريطاني ريدلي سكوت والشركة المنتجة عروضا خاصة لمجموعات من المسيحيين والمسلمين الاميركيين.

ومساء الثلاثاء, رفض ريدلي سكوت مخرج افلام مختلفة مثل ايليان (مخلوق غريب) وبلايد رانر وثيلما اند لويز وغلادييتور, اي احتمال بان يتسبب فيلمه باثارة جدل. وقال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن لقد نجحنا في الحفاظ على توازن جيد. ويبدو ان العروض الخاصة كانت تكتيكا ناجحا حيث اعلن مجلس العلاقات الاميركية-الاسلامية (كير) , مجموعة الدفاع عن حقوق المسلمين, الاسبوع الماضي ان الفيلم تجنب النمطية او حصر الاحداث ضمن قالب واحد .

وقال المجلس في بيان له انطباعنا العام هو ان الفيلم يشكل وصفا متوازنا وايجابيا للحضارة الاسلامية خلال الحقبة الصليبية.

وقالت ليلى القطامي متحدثة إن فيلم سكوت يعد واحدا من أفضل أفلام هوليود التي قدمت المسلمين بشكل جيد. وأضافت أن سكوت استبعد الأفكار الشائعة والنمطية عن المسلمين والمسيحيين .

وأشادت الصحافة المسيحية الاميركية بالفيلم ايضا ، وكتب ستيف بيرد في مجلة غود نيوز ماغازين المحافظة مع التوتر السياسي-الاجتماعي-الديني الحالي بين الغرب والعالم الاسلامي, كان يمكن ان يؤدي فيلم حول قتل العدو باسم الله الى مشاكل او ان يعتبر عملا فنيا بدون قيمة, لكن الفيلم لم يسقط في اي من هذين الفخين.

من جهتها قالت هولي ماكلور ناقدة الافلام لدى ترينيتي برودكاست نيتوورك, اكبر مجموعة تلفزيون مسيحية, لوكالة فرانس برس انها لم تر اي شيء يثير الصدمة في الفيلم. واضافت اعتقد انه درس في التاريخ اكثر مما هو اعلان مبادىء. لكن الباقين لم يكونوا بمثل هذه القناعة. وقال خالد ابو الفضل استاذ القانون الاسلامي في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس ان الفيلم يظهر المسلمين على انهم متطيرون والصليبيين على انهم متسامحون.

واضاف انها رواية الحرب الصليبية كما يريدها الرئيس جورج بوش. وقال هذا الفيلم يصب في اتجاه المسيحيين الانجيليين المحافظين الذين يعتقدون انه على المسلمين ان يكونوا شاكرين للحملات الصليبية وبالتالي (لاحتلال) العراق وافغانستان.

موقع "القناة" في

06.05.2005

 
 

«مملكة السماء»

ريدلي سكوت ينصف المسلمين

اتسم تناول السينما في هوليوود للشخصية العربية بالإجحاف الشديد. فصور العرب بشكل عام كأنهم أناس إرهابيون، متعطشون للدماء، ومتوحشون، يستهدفون دماء الأبرياء في الغرب. ولذا فإنه في ظل مناخ الصراع السائد حاليا بين الغرب والعالم العربي كان من الطبيعي أن يشعر المسلمون بشيء من الارتياح إزاء فيلم هوليوودي جديد، هو « مملكة السماء » يعرض حالياً في صالات الإمارات ويتناول بطلهم المقاتل والزعيم الأسطوري صلاح الدين في معركة دموية مع فرسان صليبيين.

رغم أن رد الفعل المبدئي على فيلم «مملكة السماء»، الذي تكلف 140 مليون دولار اشتمل على أشكال متعددة للغضب، فإنها لم تأت من جانب الجماعات الإسلامية، بل أن المسيحيين هم الذين ثاروا هذه المرة متهمين الفيلم بتصوير صلاح الدين على خلاف الحقيقة، بأنه صاحب شخصية ذات أبعاد إنسانية يقتدى بها، بينما صور الصليبيين المسيحيين كمتطرفين وحشيين متعطشين للدماء.

والفيلم الذي بدأ العرض الأول له في هوليوود الأسبوع الماضي ويفتتح للتوزيع الواسع في 6 الشهر الجاري. صور الفيلم في المغرب وأسبانيا، وهو بطولة النجم اورلاندو بلوم في دور الفارس الصليبي باليان، الذي قام في نهاية المطاف بتسليم القدس لصلاح الدين الذي لعب دوره الممثل السوري المخضرم غسان مسعود، لإنقاذ حياة سكان المدينة.

وركز الفيلم الذي عمل على تحري الدقة التاريخية على الفترة الأخيرة من القرن الـ 12 تلك التي ماجت بالأحداث الجسام عندما جلب بلادوين الرابع ملك القدس السلام للمنطقة بفتح المدينة أمام جميع الأديان. بيد أنه بعد وفاة بلادوين بدأ فرسان الهيكل المتشددين في مهاجمة قوافل المسلمين في الصحراء. وحاصر صلاح الدين القدس بجيش قوامه 200 ألف جندي. وفي نهاية المطاف استسلم باليان، ومنح صلاح الدين جسرا آمنا للصليبيين للعودة إلى أوروبا.

وقد أعرب بعض المفكرين عن تخوفهم من أن الفيلم قد يؤدي لتعميق مشاعر العداء خلال الصراع الحالي الذي عاد فيه مقاتلون مسلمون ملتزمون لمنازلة غزاة غربيين. وأعرب دكتور خالد أبو الفضل أستاذ القانون الإسلامي بجامعة كاليفورنيا بولاية لوس انجليس، عن اعتقاده بأن الفيلم يعمق فكرة «الصراع بين الحضارتين الإسلامية والمسيحية».

وتوقع الدكتور أبو الفضل في تصريح لصحيفة هيرالد التي تصدر في اسكتلندا «أن تقع جرائم كراهية بسبب الفيلم بشكل مباشر». وقال مخرج الفيلم ريدلي سكوت «إن الشخصيات التي تناولها الفيلم تحتل مكانة مهمة للغاية في الثقافة الاسلامية، لذا كان عليه أن ألتزم الدقة الشديدة في تناولها. لقد خاض صلاح الدين المعارك، ولكنه دخل أيضا في حوار. واننا نريد أن نقول أن الحوار يمكن أن يكون أفضل بكثير من الحرب».

وتقول الممثلة الهووليودية الشهيرة ايفا غرين «إنه فيلم ليس كأفلام هوليوود البلهاء. بل هو فيلم جيد وشجاع وأنني لا آمل أن يؤدي لايقاظ الناس في أميركا ليكونوا أكثر تسامحا وأكثر انفتاحا نحو الشعب العربي».

ويبدو أن هذه الرسالة قد وصلت إلى المسلمين الذين وافقوا على فيلم هوليوودي وذلك في خطوة نادرة. وأعلن مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية أن الفيلم «متوازن وهو يصور الثقافة الاسلامية إبان الصليبيين بشكل إيجابي فيما اتسمت المداخلات التي انهالت على موقع «اولت. مسلم» الالكتروني بالايجابية بشكل عام.

قال أحد المشاركين في مداخلة «إن الرأي العام الاميركي سيرى أن المسلمين كانوا موجودين منذ قرون وأنهم سيبقون ولن ينتهوا كحلم مزعج. وأنني أتطلع أن أشاهد الفيلم وأدعو أن يخدم المسلمين أيضا.

وكتب آخر «إنني وبأمانة اتحرق شوقا لمشاهدة الفيلم وما سيتولد عنه من انطباعات. ولكن يبدو أن المخرج كان مخلصا في مسعاه وراء الحقيقة وعدم إغضاب أحد. لكن بعض المؤرخين الغربيين والمفكرين المسيحيين هاجموا الفيلم بشدة بوصفه مثالاً ـخر على السعار الذي أصاب الليبراليين في هوليوود.

وقال البروفيسور جوثانان ريلي سميث وهو أكاديمي بريطاني ومتخصص في الشئون الصليبية» أنه (بالاساس) رؤية أسامة بن لادن للتاريخ. أنه يصور المسلمين على انهم قوم مثقفون ومتحضرون، وأن الصليبيين على عكسهم. وهذا لايمت للواقع بصلة».

وقال روبرت سبنسر مخرج جلهاد ووتش «إن مملكة السماء» أشيد به بوصفه درساً مثيراً في التاريخ. ولربما كان الفيلم مثيراً، ولكن فقط كدليل على المدى الذي يحب الغربيون المحدثون أن يصلوا إليه في خداع النفس». (د.ب.ا)

البيان الإماراتية في

06.05.2005

 
 

ريدلي سكوت في مملكة الجنة يقدم تسامح ما بعد هجمات ايلول:

حدَّاد في الحروب الصليبية يزاوج بين خلاصه الروحي والقدس ودعاة التطرف لا يجلبون الا الدمار!

ابراهيم درويش

فيلم المخرج البريطاني المعروف ريدلي سكوت الذي بدأت عروضه يوم الجمعة الماضية ملحنمة عن الحروب الصليبية، والقدس والعلاقات بين عالم الغرب والاسلام. وسكوت الذي صنع الفيلم الجميل المعترك/ غلادييتاير (2000) بني سمعته كمخرج قادر علي بناء المعارك والتحكم بالمجاميع واعادة تشكيل المعارك القديمة.

وعلي خلاف فيلمه الاول، ففيلم مملكة الجنة الذي افضل ان اطلق عليه اسم مملكة السماء مليء بالمعارك ولكنه بطيء، والمعركة الوحيدة التي تمسك القلوب والابصار هي حصار صلاح الدين الايوبي (لعب دوره الفنان السوري غسان مسعود)، حيث قام ببناء تشكيلات الحرب القديمة، الجسور الخشبية والمقاليع والنار الاغريقية التي انطلقت من المنجنيقات، والرايات الكبيرة التي صنعت كرنفالا للانتصار الكبير. وسكوت في فيلمه الذي يدور في فترة الهدوء بين المسلمين والصليبيين اي ما بين الحملة الصليبية الثانية والثالثة، ويبدأ تحديدا عام 1185 هو عن رحلة شاب باييلين لعب دوره الممثل البريطاني الشاب اولاندو بلوم ، يحاول خلاص روحه من اثار القتل والاثم التي علقت بها بعد ان قتل قسيس القرية وانتحار زوجته التي عانت اليأس بعد وفاة طفلها، وحرمها القسيس من دفن شريف، بل قام بالسطو علي عقد ذهبي يحمل الصليب كان علي رقبتها.

وباييلين بهذه المثابة رجل مثقل بالهموم والاثام يتطلع للقدس كمكان للخروج من شكه الروحي الذي اعتبر في اوساط الجماعات الصليبية الداوية الفرسان نوعا من الكفر. والفيلم في النهاية عن رحلة الفارس الذي حل محل والده غودفري لعب دوره ليام نيسين ، الفارس الذي يتصرف بنوع من الرجولة والشرف في الحروب ويقود حياة طبيعية ومليئة بخدمة الناس في زمن السلم.

وتبدو الحروب الصليبية والمسلمين فيها كارضية لخلاص باييلين الذي يعتقد نقاد ان اختيار سكوت له كان غير موفق. و مملكة السماء علي الرغم من زمانه، وحدود نظرته، هو عن قيم الحرب والسلام ويأتي في مرحلة ما بعد هجمات ايلول (سبتمبر) حيث يؤكد سكوت ان هناك مجال للتعايش والسلام في ضوء الحرب والنزاع الذي سببته هجمات ايلول (سبتمبر).

وقد لقي منذ بداية عروضه في امريكا وبريطانيا استقبالا ممزوجا، وحتي قبل عروضه اتهم سكوت بالسطو علي كتاب عن العلاقة بين صلاج الدين الايوبي وريتشارد قلب الاسد، محاربان في سبيل الله ، والذي كتب نصه الحالي هو بيل مونهام، الذي جاء بفكرة المدي الزمني، والفيلم مقتصد في التاريخ، فهو عن التاريخ وليس عن التاريخ، واتفق مع الذين قالوا انه عن الصور، الرموز اكثر منه عن الحقائق التاريخية، وهو لا يصور المسيحيين الصليبيين بالبرابرة، كما اتهم باحث وصفته صحيفه بانه مرجعية في تاريخ الحروب الصليبية في جامعة كامبريدج. حيث قال جوناثان رايلي ـ سميث ان الفيلم هو رؤية اسامة بن لادن للتاريخ اي الصراع الابدي بين عالمي الاسلام والمسيحية ولا يدعو الي الكراهية بين المسلمين والمسيحيين بحسب خالد ابو الفضل الباحث في الدراسات الاسلامية. فسكوت كان واضحا في مقال في الغارديان عندما قال ان التاريخ الذي يقدمه فيلمه هو وجهة نظر اسلامية. ومع ذلك فنحن نري هذه النظرة في ارضية الفيلم وليس في حواراته المتعددة، عن الخير والشر، والحرب والسلام، والارضي والمقدس، والاثم والتوبة.

مملكة الجنة عن القدس التي تعيش في قلوب المؤمنين التي تتجاوز الحجر والمكان، وهو بهذه المثابة عن القدس التي يحن اليها الصوفيون، الذين يقولون ان القدس قدسان، قدس المكان (الارض) وقدس الروح (السماء)، وحتي هذا الوصف هو جزء من محاولة الفيلم وهي تجاوز المفاهيم الجاهزة عن العلاقة بين الشرق والغرب، ولهذا فقد سقط في غالب الاحيان في شرك الشعار، والمباشرة التي بدت فجة، وغير حقيقية، عندما اراد تفسير التاريخ بمنظور الجاضر. مع ان سكوت يعتقد ان العقل والوعي الانساني واحد في ذلك الزمن والزمن الحاضر، والفرق بين اليوم وما كان هو الظروف والتحديات والاساليب والادوات.

فرسان الداوية بقيادة ملك القدس اللاتينية، غاي لا يختلفون في تعطشهم للحرب والنزاع عن المسيحيين المتطرفين، والمحافظون الجدد الذي يريدون تغيير العالم. فالمحافظون الجدد الذين يجادلون ان تدمير بلد كالعراق ضروري لاحلال الديمقراطية فيه، لا يختلفون عن اتباع غاي ، الذين قالوا ان قتل كافر لا يعتبر جريمة، بل طريق الي الجنة . وعلي العموم فان مشاهد القتل، والطيور الجارحة التي بدأت تحوم حول الجثث، وهي صور بارعة ملتقطة من الجو لميدان المعركة، تشيرالي عبثية الحرب، وتشير الي ان المملكة اللاتينية التي كانت تلفظ انفاسها، كان فيها عقلاء يريدون الحفاظ علي السلام ونجاة المملكة كان في النهاية يعتمد علي ديمومة السلام مع صلاح الدين الايوبي، الرمز الذي كان يحوم فقد مصير وقدر المدينة المقدسة، ومثل هذا الاتجاه في الفيلم شخصية طيبرياس ( الذي قام بدوره الممثل القدير جيرمي ايرون)، الذي كان كبير مستشاري الملك بلدوين، وهو الرجل الذي خدم الملك المريض بالجذام طوال حياته، وتعب من محاولات الحفاظ علي السلام الهش مع المسلمين بسبب النزعات المتطرفة في داخل المملكة، ويقرر عشية معركة حطين الرحيل عن المملكة الي جزيرة قبرص، خاصة ان الملك مات من مرضه، وصار غاي ملكا، مما اشار الي صعود المتطرفين الذين كانوا يريدون هدم المملكة خدمة لنزاعاتهم الشخصية وطموحاتهم. فالحرب بالنسبة لغاي هي الخيار الذي كان يبحث عنه من اجل حرف الانظار عن مشاكل المملكة. وبالنسبة لطيبرياس، فهناك حنين لنموذج المحاربين السابقين، الذين جاؤوا الي القدس مدفوعين بحس مخلص لانقاذ قبر السيد المسيح من ايدي المسلمين الكفرة ، اما الجيل الجديد، فهو لا ينتمي الي تقاليد الفروسية والايمان، بل صار في نظرته مرتبطا بالدنيا، والمال والثروة والجاه.

وهنال لا بد من العودة الي الذين اتهموا المخرج بالتحيز للمسلمين، ذلك انهم وقعوا بشرك، تفسير التاريخ بناء علي حاصرهم وارادوا اعادة انتاحه بمفاهيم الحاضر، وهنا خطورة معالجة التاريخ علي السينما، خاصة موضوع الحروب الصليبية التي وضعت العالمين الاسلامي والمسيحي اما محك تاريخي من الحروب والقتل الذي استمر لثلاث قرون او يزيد. والذين يدافعون عن انسانية الصليبيين غير واقغيين لان تاريخ الحروب كان عن القتل والتشريد والتدمير، جتي في اثناء حرب الاستنزاف التي استمرت ثلاث سنوات بين صلاج الدين وريتشارد قلب الاسد، كان الصليبيون يمارسون شهية القتل والتدمير. والذين قالوا ان سكوت يحاول الدفاع عن اسلام بن لادن، لا يختلفون بالضرورة عن الصليبيين السابقين. سكوت يستند علي التاريخ لملاحقة رجلة شاب، حداد، اسمه بابيلين، انتخرت زوجته بعد ان فقدت طفلها، وبفقدانها فقد الحداد مبررات وجوده وحياته، وعاش يأسه الخاص وشكه بالايمان. رحلة باييلين التي بدأت مع قدوم والده الفارس المغروف بعلاقاته مع الفرسان المسلمين، هي عن الخلاص الروحي التي انتهت بمحاولة انقاذ القدس والدفاع عنها. ونلاحظ ان مملكة القدس التي سيصل اليها بايبلين هي مملكة منقسمة علي نفسها تعيش يسيطر عليها الخوف من المسلمين، ويخاصرها شخص صلاح الدين الايويي، ملك المدينة الذي لبس قناعا لاخفاتء تشوهاته يبدو مقتنعا ان الطريق الوحيد لتأمين القدس عدم استفزاز المسلمين والدفع باتجاه الحرب، وهو يقول ان مرضه هو عقاب بحس ما يري المسلمون. القدس التي يصورها المخرج هي مدينة تقف علي حافة النهاية فرحلة باييلين تبدأ عام 1185 من فرنسا مرورا بماسينا التي توفي فيها والده غودفري، متأثرا بجراحه. واي بعد مئة عام من احتلالها، ولهذا فهناك نوع من العلاقات القائمة بين المسلمين والمسيحيين،القدس في ذلك الوقت كانت مدينة تغيش انقشامها بين الفرسان الداعين للتهدئة الملك وجيرمي ايرون مثلا والداعين للمواجهة مثل حاكم قلعة الكرك القميء ارناط الذي كان مع غاي يمثل صورة عن دعاة استمرار المواجهة ورفض التعايش مع المسلمن، بل انه والد باييلين غودفري عاني من هذا الاتجاه المتطرف. ويظل غودفري الذي عرف المسلمين رجلا طيبا ولكنه انسان، مرتبط بالدنيا، وقناعاته ليست دينية، فهو ينظر كما يقول سكوت الي القدس باعتبارها مكان الفرص، وعندما يسأله ابنه عن التوبة والخلاص يبدو غير مهتم بهذا.

وسيجد باييلين الذي دخل الاراضي المقدسة تعد رحلة بالبحر شاقة، تحطمت فيها سفينته، وكان الناجي الوحيد، نفسه امام هذا الواقع، وفي الطريق الي القدس يواجه فارسا مسلما يقتله ويأخذ مساعده معه الي القدس اسيرا يطلق سراحه فيما بعد ويحقظ له الفارس المسلم الجميل حيث ينقذه من الاسر مرة اخري.

في الفيلم الكثير من اللخظات المتوترة، مثل قيام ارناط بالهجوم علي قافلة الحج والتي كانت فيها شقيقة صلاح الدين.. وقتل سفير صلاج الدين وصعت الطرفان علي حافة حرب محتومة استطاع ملك القدسر تجاوزها. ولكن دعاة المواجهة ينتصرون في النهاية بموت الملك الذي يطلب من باييلين الزواج من احته بعد ان خطط لقتل زوجها وقيادة الجيش ـ ولان زوج سابيلا وهذا اسمها (تقوم بدورها الفرنسية ايفا غرين) يمثل معسكر التطرف فالوسيلة الوحيدة لتجاوز الازمات كان البدء عن حرب حديدة وهي ما حدث عندما حشد جيشا كبيرا، قتل فيه كل القادة بما فيهم ارناط الذي قنله صلاح الدين بسيفة اما ملك القدس فتركه صبلاح الدين لان ملكا لا يقتل ملكا كما قال. وقتله الجنود فيما بعد. تأكد اذن ان خيار الحرب لا يحمل معه الا الدمار والهلاك.

وبعد انتصار صلاح الدين الايوبي في حطين بدا الطريق مفتوجا للقدس والتي تركت مهمة الدفاع عنها لباييلين الذي يحاول قدر الامكان حشد الجهود والاستفادة من الكفاءات الموجودة بعد مقتل كل الفرسان، وتبدو مهمة باييلين مستحيلة فهو رجل يريد مواجهة العالم وحيدا، باييلين كما سيظهر سينجح في صد الحصار علي ابواب القدس الا انه يضطر للاستسلام امام قوة وشجاعة جيش صلاح الدين. باييلين، فارس ورجل مثالي، فارس الفعل والايمان، وهذه النظرة هي التي قادته في نهاية المعركة للاستسلام والرحيل مع كل سكان المدينة الذين اعطاهم صلاح الدين الأمان. ولكن باييلين رغم قناعته بالقدس كمساحة للخلاص، ينظر اليها من زاوية اخري، فهو يجادل امام كل السكان الذين اجتمعوا حوله من اجل الدفاع عن المدينة، ان القدس ليست هيكل اليهود، مسجد المسلمين، وخرائب الرومان، وقيامة المسيحيين، بل هي كل ذلك، وبالنسبة لدعاة الحرب، فما تفوه به، هو نوع من الكفر. ولكن خيار الحرب لم يأت الا بالدمار. وفي قلب هذا الفهم لقدسية المدينة، رؤية لطبيعة الصراع والتي تقول ان باييلين ومن معه يقاتلون حربا لا ناقة لهم فيها ولا جمل، هي حزب وزرها علي الذين بدأوها قبل قرن او يزيد، وبالنسبة للمسلمين، فهم يدافعون عن مدينة سقطت بايدي الغزاة قبل ان يولدوا او يولد اباؤهم. وكما قلنا، فمملكة السماء، يظل في النهاية عن رحلة، شاب، حداد، وجد نفسه امام عدد من التحديات، تحديات الشك والايمان، وتحديات واقع مأزوم، ونجح في النهاية بالتخلص من شياطينه، ومقابل هذه الروح التائهة التي وجدت خلاصها، هناك شخصية سابيلا، ملكة القدس، التي تظل قصتها جزء من قصة المملكة اللاتينية، ولكن في بعدها الانساني تخاطب كل شخص، فهي مقربة وقريبة من شقيقها الملك بلدوين، المريض، ولانه مجذوم لا تستطيع الاقتراب منه، وهي تحب باييلين ولكن الحب يجب التضحية به امام متطلبات الملك، مما يعني انه يجب ان تظل مرتبطة بزوجها المتطرف غاي. ولهذا السبب تبدو في الحصار مازومة غير قادرة علي التصرف، وعندما تتخلي عن متطلبات الملك ورسومه تقترب من باييلين، وهذا لا يتم في القدس او فلسطين ولكن في فرنسا، حيث يرفض باييلين الذي طبقت سمعته الافاق الانضمام لحملة ريتشارد قلب الاسد، لاستعادة القدس، مصرا علي انه مجرد حداد، وفي نهاية الفيلم نلاحظ سابيلا وباييلين يسافران علي الخيل، ويبحران في زمان اخر، وبالتأكيد لن يكون هذا الزمان هو زمان القدس، فالحداد تخلص من اثامه وتطهر امام قبر المسيح في القدس ولن يحتاج والحاجة العودة الي المكان من جديد. يري سكوت ان الفيلم هو عن التسامح، وعن السلام الذي كان ممكن التحقق، وهذا لم يكن ليتحقق في الفيلم دون اللمسة الانسانية لقصة الحداد مع الملكة، والا تحول الفيلم الي دراما وثائقية، تماما كما حدث مع اوليفر ستون في فيلمه عن الاسكندر الطويل والممل في نفس الوقت، مع ان المؤثرات والمعارك الطويلة التي قدمها ستون كانت خارقة وجميلة. و مملكة السماء هو في النهاية عن محاولات السلام والتعايش اكثر من الحرب، فالحروب الصليبية تركت اثرها علي عالم الاسلام والمسيحية، وهو يقدم نافذة للتعامل مع هذه الاحداث التراجيدية المتصلة والتفكير بها. بقي في النهاية الاشارة الي شخصية صلاح الدين، الذي كان هادئا طوال الفيلم، يحاول التغلب علي العناصر الثائرة في معسكره التي تطالبه بالوفاء بوعده واستعادة القدس والضغوط التي كان يمارسها معسكر الحرب الصليبي عليه. صلاح الدين، هو صلاح الدين، كان ممسكا بقراره، والاحداث، وعندما وعد باعطاء الامان للمسيحيين اوفي، مع ان باييلين قال له ان الصليبيين الاوائل، لم يمنحوا الامان للمسلمين، فكانت اجابة صلاح الدين انه يختلف عنهم.

بقيت بعض الملاحظات علي الطريقة التي قدم فيها المخرج بعض الشعائر الاسلامية، خاصة الصلاة، فهناك تقليد في السينما الغربية، وهي تصوير المسلم وهو يصلي علي صوت المؤذن مع ان الصلاة دائما بعد الاذان، وفي مشهد في ماسينا، قدم مشهدا لمسافرين مسلمين يصلون متفرقين، مع ان الصلاة تكون جامعة، ربما كان سكوت يبحث عن الجماليات البصرية في هذا المشهد علي البحر. وكذلك اثناء حصار القدس، صدح صوت المؤذن فسجد كل معسكر صلاح الدين، مع ان للحرب صلاتها الخاصة، والا يعني ان معسكر المسلمين سيباد عن بكرة ابيه. في افلام الحرب والمجاميع الكبيرة، اعتقد ان المخرج البريطاني الراحل ديفيد لين، خاصة في افلامه عن الامبراطورية لم يكن يجاريه احد، وسكوت يعترف انه من تلاميذ هذا المخرج العظيم. والفرق واضح بين هذا العمل واعمال لين. من الفنانين العرب الذين شاركوا في الفيلم ايضا كان المصري خالد النبوي. 

ناقد من اسرة القدس العربي

القدس العربي في

08.05.2005

 
 

صورة غير نمطية للعرب وحضارتهم

صلاح هاشم من باريس

خرجت من فيلم "مملكة السماء" وأنا حزين. يقينا أعجبني الفيلم جدا، لكني كنت أتمني أن يطول أكثر، وينسحب براحته، علي عدة أفلام في "ثلاثية" سينمائية، مثل ثلاثية "سيد الخواتم". وبخاصة بعد أن عودنا ريدلي سكوت في أفلامه الرائعة مثل "الغريب" alien و"عدّاء على الحافة" blade runner و"كريستوفر كولومب"، وهو مخرج جبار وصاحب قضية، أن يمنحنا وجبة سينمائية دسمة، تشدك بقوة في كل مرة إلي مقعدك، وتحبس أنفاسك، بقوة الإخراج، وروعة التصوير، وقيمة الموضوع المطروح، كما في الأفلام المذكورة..  لكنه، للأسف، خيب أملي هذه المرة، وجعلني اخرج وأنا حزين، ففيلم بكل هذه الإمكانيات، كان يمكن أن يخدم كثيرا جدا العرب. حيث يناقش، في ما يناقش، قضية الحروب الصليبية، وهي جوهر قضية الصراع الحضاري بين الإسلام والعرب والغرب، وفي قلب قضية فلسطين، واحتلال الأرض، كما يتحدث عن رحلة الغرب إلي الشرق، واكتشافه لكنوزه، وحضارته وحكمته، فيذكرك هنا برواية الألماني هيرمن هسه"الرحلة إلي الشرق" العظيمة. كما يظهر انه إلي جانب الحمائم في المعسكرين المتصارعين، معسكر العرب ومعسكر "الفرنجة"، هناك أيضا نسور كريهة بغيضة متطرفة ومتوحشة، ولا تشبع من شرب الدم في المعسكرين، وهي ترفع شعار الحرب والهدم والخراب، ويبين الفيلم جشع وتعنت وتعصب وتطرف بعض حكام وفرسان وملوك أوروبا المسيحيين، الذين احتلوا القدس، وأقاموا الممالك المسيحية في فلسطين، بعد نجاح الحملة الصليبية الأولي في القرن الحادي عشر. وكنا نريد للفيلم، عندما يعالج موضوعا كهذا، موضوع الصدام الحضاري بين الشرق والغرب، أن يبحر بعمق اكبر في القضية، وان يطول أكثر من ذلك، ويأخذ راحته، لينصفنا. أليس كذلك؟  غير أن "مملكة السماء" بدا لنا كما لو كان مجمدا، ومختزلا في جملتين (والعيب يكمن ربما في الديالوغ المكتوب بطريقة المحفوظات، والمواعظ والإرشادات وكله حكم) ومصنوعا علي عجل (ترى هل تدخل الأستوديو وحذف بنفسه، وضد مشيئة ريدلي سكوت، من الفيلم؟) وخارجا لتوه من رحم فيلم "المصارع"، لنفس المخرج، ويشبهه كثيرا، علي مستوي الموضوع والشكل، حيث يعالج ريدلي سكوت في الفيلمين، مصير "فارس"، تدفعه الأقدار دفعا إلي المشاركة في الحرب، والانخراط في أحداث لم تكن تخطر علي باله، فيصبح عندئذ بطلا، ينضم إلي قائمة أبطال السينما من الفرسان الذين أحببناهم، في "سجين زندا" و"الفرسان الثلاثة" والتروبادور الشعراء الجوالين في العصور الوسطي، كما في فيلم "اكسكاليبور" مثلا لجون بورمانو وهذا "النوع" من أفلام السيف.. لا يهتم ريدلي سكوت هنا بالقصة وتفاصيلها، حتى وان كانت تسمح له بتمرير أفكاره بخصوص الحروب الصليبية واحتلال القدس ماضيا، وانحيازه في فيلمه إلي معسكر السلام، وضد العنصرية والبربرية والحرب حاضرا’، بقدر ما يهتم بما تمنحه هذه القصة من فرصة لاستعراض قدراته السينمائية المذهلة، وبخاصة عندما تندلع الحرب، وتشتعل المعارك.وهنا تظهر قوة "الميز انسين" في الإخراج عند ريدلي سكوت القوي، واستعراضاته لفنون الحرب واستراتيجيات القتال، من خلال الكاميرات المحمولة علي الكتف، التي تصول وتجول داخل المعارك، عبر السهول، وتكاد تخطف أرواحنا، بجمال لقطاتها وروعتها..

وهنا يضعنا ريدلي سكوت علي أرجوحة، تطير بنا مثل بساط الريح، وتجعلنا نطير وتحلق مع المنظر الطبيعي (صور الفيلم في فرنسا والمغرب وأسبانيا) إذ يحكي ريدلي سكوت في فيلمه عن حداد بسيط فقير مسكين في فرنسا، يظهر في المشهد الأول للفيلم، وهو يواري جسد زوجته التي انتحرت التراب، وسوف يسحرك الفيلم لأول وهلة، بروعة المنظر الطبيعي، من فوق ذلك التل الذي يطل علي الحقول الخضراء اللانهائية في فرنسا، ويذكرك بعظمة المصورين والتصوير في تلك الأفلام الكلاسيكية التاريخية الملحمية، وسحر الفوتوغرافيا كما في فيلم " عطيل " لا ورسون ويلز، بالأبيض والأسود، وواقعيتها. هذه الواقعية الفوتوغرافية التي تسحرنا، وتلسع وجهك بوهج السينما وتوهجها، و لا علاقة لها أصلا باللون، و إنما هي قضية إحساس..

وتقترب هنا الكاميرا في لقطة مكبرة في المشهد الأول، تقترب من وجه الزوجة الجميلة المنتحرة، لتكشف لنا من خلف الضباب الصاعد من الأرض، عن حالة ألأسي والحزن، ومصير تلك القرى الفرنسية المنعزلة، وفلاحيها الفقراء المعدمين في العصور الوسطي. و منذ أول مشهد، يزرعنا ريد لي سكوت، من خلال بانوراما مشهدية في مناخات تلك العصور الوسيطة التي تهيمن عليها أجواء البؤس و المجاعات والحروب المرعبة، وشبح الموت والطاعون يجوس في كل مكان، ونري في التو جماعة من الفرسان، تصعد التل، وتراقب لفترة عملية الدفن، ثم تمضي في طريقها لتحرير المقدسات المسيحية في فلسطين، وهي حتى لا تعرف، أين يكون الطريق إلي القدس، وتكشف عن جهلهم وضياعهم..

في المشهد الثاني نري الحداد في محله داخل عشة فوق التل، ويعود اليه قائد جماعة الفرسان ونكتشف من خلال كلامه للحداد الشاب، انه كان ارتبط مع أمه الخادمة بعلاقة غرامية، فحملت منه ذلك الحداد الشاب، ويطلب الأب الفارس من ابنه الحداد أن يصحبه في رحلته إلي الشرق، للدفاع عن الممالك المسيحية التي تستغيث في القدس، ويقول له انه يستطيع هناك فقط، أن يطلب العفو والغفران لزوجته المنتحرة التي حلت بعد موتها في الجحيم. ويتردد الحداد لفترة، غير انه بسبب حبه لزوجته ربما، ورغبته في إنقاذها من عذاب النار، يوافق علي العرض، ويقرر أن يصطحب والده الفارس في رحلته إلي بيت المقدس، والدفاع عن تلك الممالك المسيحية التي تأسست بفضل الحملة الصليبية الأولي، وتوطدت هناك لمدة قرنين تقريبا، كنوع من الاحتلال، والاستحواذ علي الأرض، و نهب ثروات بلاد العرب في فلسطين..  ويكشف الفيلم تدريجيا فصولا ومقاطع من تلك الرحلة الجبارة إلي الشرق، التي يخوضها الحداد الفارس، ودوافعها الدينية والسياسية وخلفيتها التاريخية، ويعرض ما وقع له من أحداث غريبة عجيبة مشوقة، تجعلك تحبس أنفاسك، وتصمت مع كل المتفرجين حتى ينتهي الفيلم، كما يعرض للشخصيات التي التقي بها علي سكة رحلته، ومن ضمنها شخصية القائد العربي صلاح الدين، الذي لم ينجح فقط بقواته في تحرير بيت المقدس، بل أطلق سراح الملوك المسيحيين ورعاياهم، وجعلهم يغادرون المملكة بكنوزهم من دون فدية تحت حمايته. وكان كريما أيضا معهم، وضمن لهم الأمان في أرواحهم وممتلكاتهم، حتى صار بأفعاله تجسيدا حيا للأخلاق الحميدة والسلوك القويم، ونموذجا حضاريا إنسانيا يحتذي. وينجح الفيلم من خلال رحلة الفارس، في تصحيح صورة العرب، ويحاذر جدا في الصورة غير النطية التي يعرضها لهم، وكل هذا يحسب لصالحه، ولأول مرة في فيلم هوليودي لا يظهر العرب كالعادة كإرهابيين ومجرمين وسفلة، بل كآدميين مثلي ومثلك من لحم ودم، وقادة وحكام مقتدرين، إذا أرادوا إصلاح هذه الأمة، وتخليصها من الاحتلال مثل بطل " حطين ". ويقول الفيلم علي لسان صلاح الدين حكمة: ان القدس هي لاشييء وكل شيء، وعلينا أن نفهم من هذا ونتعظ، ولعل أهم شيء نستطيع أن نفعله حاليا أو أن نبدأ به، هو أن نعود إلي تلك الحروب الصليبية وندرسها ونفهمها، وهو الفيلم بذلك يحفز علي القراءة، بكل المستويات. سياسية وتاريخية واقتصادية، في تلك الحروب الصليبية التي شكلت جوهر العلاقة بين العالم العربي كله والغرب..

إن فيلما كهذا، جاء مبتسرا ومكلفتا، وقتله طموحه، ورغبته في إظهار الحقيقة، يستحق الشكر رغم كل شيء، و يعد الفيلم الذي كان يجب ان يستغرق عرصه 6 ساعات، يعد في رأينا تحفة بصرية سينمائية جميلة رائعة، تستحق كل اهتمام وتبجيل وتقدير، وتظل علي الرغم من كافة تحفظاتنا، تستحق المشاهدة عن جدارة، لأنها لا تعلي من قيمة الفروسية والشهامة والشجاعة فحسب، بل تروج أيضا وتمرر للأفكار والقيم النبيلة، ضد التطرف وأعداء الإنسانية، كما تمتعنا بلغة بصرية عالية وتثقفنا في آن. تحية لريدلي سكوت علي فيلمه "المصارع" الجديد الجميل، الذي يترافق مع موضوع الساعة، ويساهم في السجال الحضاري الدائر، ويعلي من قيمة السينما الفن، في أن تكون مرآة لعصرنا، وأداة تفكير في مشاكل مجتمعاتنا الإنسانية، وهي تدعو الناس إلي السلام والمحبة، ونبذ الانغلاق والتعصب الديني المقيت..

موقع "إيلاف" في

08.05.2005

 
 

مملكة السماء ترحيب عربي وفشل في البوكس اوفيس

فيلم عن الحروب الصليبية يلقى ترحيبا في العالم العربي

القاهرة (رويترز) - توم بيري

يحظى فيلم (مملكة الجنة) Kingdom of Heaven الملحمي الجديد بالترحيب في العالم العربي ويقول رواد دور سينما انه يقدم شيئا مختلفا عن الصورة النمطية للعرب والمسلمين في افلام هوليوود بوصفهم ارهابيين. كما ان الفيلم وهو من اخراج ريدلي سكوت ويصور معركة من اجل السيطرة على بيت المقدس وقعت في القرن الثاني عشر بين المسلمين والصليبيين بمثابة رسالة تأييد يرحب بها انصار الاعتدال في مواجهة التطرف فيما يتعلق بالعلاقة بين الاسلام والغرب.

وقال الكاتب اللبناني امين معلوف مؤلف كتاب (الحروب الصليبية كما راها العرب) "من الواضح تماما ان الفيلم يعادي التعصب الديني. وكل ما يصب في اطار مواجهة الكراهية والتعصب والمعارضة التلقائية بين العالمين هو امر مرحب به." وشعر بعض الزعماء الدينيين بقلق ازاء احتمال ان يؤدي عرض فيلم يدور حول الحروب الصليبية.. وهو تعبير استخدمه الرئيس الامريكي جورج بوش ذات مرة لوصف الحرب على الارهاب.. الى تغذية فكرة الحرب بين الغرب والاسلام بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 . وقال طارق الشناوي الناقد السينمائي المصري "يهدف الفيلم لمداواة جراح وليس لاعادة فتحها." واتهم بعض المؤرخين سكوت بأنه كان شديد التعاطف مع صلاح الدين الايوبي وهو القائد الكردي لجيش المسلمين في عام 1187 ميلادية والذي استعاد السيطرة على القدس من الصليبيين. وقال أكاديمي بريطاني ان الفيلم يقدم "رؤية اسامة بن لادن للتاريخ". وقال معلوف ان الفيلم بدا متحاملا بشدة على فرسان المعبد وهم طائفة من المحاربين الصليبيين. واضاف معلوف في مقابلة عبر الهاتف من فرنسا "كان هناك في معسكر العرب ايضا من ارادوا الحرب بأي ثمن... انطباعي هو ان السياق التاريخي كان سليما وان الفيلم يحمل روح تلك الايام."

وأشادت جماعات اسلامية بالفيلم وهو من اخراج مخرج (المصارع) بسبب اسلوب تقديمه لشخصية صلاح الدين ويقول البعض ممن شاهدوا الفيلم في العالم العربي ان (مملكة الجنة) قد يساعد على اصلاح بعض ما لحق بسمعة الاسلام بفعل افلام هوليوود التي تضع ابطال امريكيين في مواجهة مع مسلحين مسلمين وبسبب ما يراه البعض تغطية اخبارية غربية متحيزة وغير عادلة للمنطقة.

وقالت دينا الامام وهي مصرية-امريكية تقيم في القاهرة "عادة ما يظهر العرب والمسلمون في افلام هوليوود بوصفهم متوحشين متعطشين للدماء. (مملكة الجنة) أكثر عدلا فهو يقدم العرب والمسلمين بصورة افضل كثيرا." وقال الشناوي ان صلاح الدين الذي لعب دوره الممثل السوري غسان مسعود كان سيترك انطباعا افضل اذا ما اعطاه سكوت مساحة اكبر. وتابع قائلا "نرى لمحات من بطولته". واضاف قائلا "لا يلبي كل الطموحات ولكن لا نستطيع ان نطلب من ريدلي سكوت ان يقدم كل شئ. حسبه انه قدم صورة بها قدر من التوازن." ولكن لم يجمع كل من شاهدوا الفيلم في الشرق الاوسط على الاشادة بسكوت. اعترض أسعد ابو خليل وهو أكاديمي لبناني يعيش في الولايات المتحدة على مشهد تظهر فيه الشخصية الرئيسية وهي فارس صليبي يسمى أليان يلعب دوره اورلاندو بلوم وهو يعلم الفلاحين العرب كيفية حفر ابار لري الاراضي الزراعية. وقال ابو خليل في موقعه على الانترنت "شعرت بحزن... عندما رأيت بطل الفيلم... وبعبقرية غربية يعلم هؤلاء العرب الاقل منه كيف يحفرون للحصول على ماء كانهم لم يكونوا يقومون بهذا الامر منذ قرون. "انه أمر يشبه الخرافة الغربية بأن هجرة الصهاينة جعلت (الزهور تكسو الصحراء) في فلسطين." (شارك في التغطية حوناثان رايت)

ومن جهة أخرى، تعرض الموسم السينمائي الصيفي لأسوأ بداية له منذ أعوام يوم الاحد حيث تصدر الفيلم الملحمي الجديد (مملكة الجنة) (Kingdom of Heaven) قائمة ايرادات الافلام في امريكا الشمالية بمبيعات تذاكر ضعيفة لم تتجاوز 20 مليون دولار. بلغت تكاليف الفيلم قرابة 150 مليون دولار وتدور أحداثه في حقبة الحروب الصليبية في القرن الثاني عشر. والفيلم بطولة نجم هوليوود الوسيم اورلاندو بلوم وأخرجه البريطاني السير ريدلي سكوت الذي كان ذا حظ أفضل في أفلام سابقة مثل (المصارع) (Gladiator) و(هانيبال) (Hannibal).

وتطيح هذه الايرادات بالامال التي عقدتها صناعة السينما على فيلم (مملكة الجنة) في ان يقيلها من عثرة ركود أصابها لوقت طويل. كما يمثل الفيلم أضعف بداية للموسم الصيفي في ثمانية أعوام منذ قررت هوليوود تقديم بدء هذا الموسم الذي عادة يشهد رواجا باسبوعين الى أوائل شهر مايو ايار. وتحقق استوديوهات السينما نصف ايراداتها تقريبا في موسم الصيف. وجاء في المركز الثاني فيلم الرعب الجديد (بيت الشمع) (House of Wax) بايرادات متواضعة قدرها 12.2 مليون دولار. يحكي الفيلم عن مجموعة من الأصدقاء تصاب سيارتهم بعطب في مدينة صغيرة وهم في طريقهم لحضور مباراة في كرة القدم فيكتشفون انهم وقعوا في أيدي شقيقين سفاحين حولوا المدينة الى مدينة جثث يغلفها الشمع. يجسد شخصيات الفيلم الممثلون تشاد مايكل موراي وبريان فان هولت وباريس هيلتون وأخرجه جوامي سيرا. وتقاسم فيلمان المركز الثالث بايرادات قدرها 9.1 مليون دولار لكل منهما وهما (دليل المسافر للمجرة) (The Hitchiker's Guide to the Galaxy) و(الانهيار) (Crash).

وتدور أحداث (دليل المسافر للمجرة) في اطار خيال علمي يمتزج بالكوميديا حول انسان تنقذه مخلوقات فضائية قبل تدميرها لكوكب الارض لانشاء طريق فضائي سريع.

والفيلم بطولة ورويك ديفيز وموس ديف ومارتن فريمان واخرجه جارث جنينجز. وحقق (دليل المسافر للمجرة) 35.1 مليون دولار في عشرة أيام وتصدر القائمة الاسبوع الماضي. اما فيلم (الانهيار) فيضم مجموعة من النجوم تتقدمهم ساندرا بولوك ودون تشايدل ومات ديلون . ويحكي الفيلم الدرامي عن حادث سيارة يجمع بين مجموعة من الغرباء ويكشف النقاب عن مفهوم الطبقية والعنصرية في المجتمع الامريكي.

وتقهقر من المركز الثاني الى المركز الخامس الفيلم السياسي (المترجمة) (The Interpreter) الذي تدور أحداثه في أروقة الامم المتحدة بمبيعات تذاكر قدرها 7.5 مليون دولار في اسبوعه الثالث لترتفع ايراداته الكلية الى 54.1 مليون دولار. ويمثل الفيلم عودة سيدني بولاك للاخراج بعد انقطاع ستة أعوام. و(المترجمة) بطولة النجمة نيكول كيدمان التي تجسد دور مترجمة بالامم المتحدة تعلم بخطة لاغتيال احدى الشخصيات الدولية فتسعى لمنعها ويكلف ضابط بمكتب التحقيقات الاتحادي يجسده شون بن بحميتها. 

فيلم سكوت حول الصليبيين يثير جدلا في أميركا 

لوس انجليس (اف ب) من جيل هيويت: يثير فيلم المخرج ريدلي سكوت الاخير المخصص للحملات الصليبية "مملكة الجنة" (كينغدوم اوف هيفين) الذي يعرض في الصالات العالمية هذا الاسبوع، قلقا في الولايات المتحدة حيث يخشى البعض ان يؤدي الى اعادة احياء التوتر بين المسيحيين والمسلمين. وسيبدأ عرض الفيلم الذي يصور المعارك بين المسيحيين والمسلمين للسيطرة على القدس، اعتبارا من الجمعة في الولايات المتحدة. وبعد ثلاثة اعوام ونصف العام على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001، وفيما لا يزال الجنود الاميركيون يحتلون العراق، يمكن ان تبدو فكرة الفيلم محفوفة بالمخاطر. وتترك عبارة "الحملة الصليبية" انطباعات مختلفة كما حصل مع الرئيس الاميركي جورج بوش حين استخدمها ليصف "الحرب ضد الارهاب" مثيرا بذلك غضب المسلمين.

وقبل بدء تصوير الفيلم وهو من انتاج ضخم كلفته 130 مليون دولار في كانون الثاني/يناير 2004، قرأ متخصصون في تاريخ القرون الوسطى السيناريو وقالوا انه يتضمن اخطاء تاريخية فادحة.

وقال جوناثان ريلي-سميث الاستاذ في جامعة كامبريدج الذي يعتبر مرجعا في هذا الموضوع ان الفيلم كان يتضمن الرواية الاسلامية الاصولية للتاريخ عبر تقديم المسلمين على انهم متحضرون في مواجهة صليبيين همجيين. وقال الاستاذ لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية "انها رواية التاريخ كما وكأنها رواية اسامة بن لادن".

لكن مراقبين اخرين قالوا بعد الاطلاع على السيناريو انه فيلم مؤيد للمسيحيين، والجدل الذي تبع ذلك ذكر بالجدل الذي اثاره فيلم ميل غيبسون "آلام المسيح" الذي اعتبره بعض المسؤولين الدينيين معاديا للسامية. وبهدف تهدئة القلق، نظم البريطاني ريدلي سكوت والشركة المنتجة عروضا خاصة لمجموعات من المسيحيين والمسلمين الاميركيين.

ومساء الثلاثاء، رفض ريدلي سكوت مخرج افلام مختلفة مثل "ايليان" (مخلوق غريب) و"بلايد رانر" و"ثيلما اند لويز" و"غلادييتور"، اي احتمال بان يتسبب فيلمه باثارة جدل. وقال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن "لقد نجحنا في الحفاظ على توازن جيد".

ويبدو ان العروض الخاصة كانت تكتيكا ناجحا حيث اعلن مجلس العلاقات الاميركية-الاسلامية، مجموعة الدفاع عن حقوق المسلمين، الاسبوع الماضي ان الفيلم تجنب النمطية او حصر الاحداث ضمن قالب واحد. وقال المجلس في بيان له "انطباعنا العام هو ان الفيلم يشكل وصفا متوازنا وايجابيا للحضارة الاسلامية خلال الحقبة الصليبية".

واشادت الصحافة المسيحية الاميركية بالفيلم ايضا. وكتب ستيف بيرد في مجلة "غود نيوز ماغازين" المحافظة "مع التوتر السياسي-الاجتماعي-الديني الحالي بين الغرب والعالم الاسلامي، كان يمكن ان يؤدي فيلم حول قتل العدو باسم الله الى مشاكل او ان يعتبر عملا فنيا بدون قيمة، لكن الفيلم لم يسقط في اي من هذين الفخين".

من جهتها قالت هولي ماكلور ناقدة الافلام لدى "ترينيتي برودكاست نيتوورك"، اكبر مجموعة تلفزيون مسيحية، لوكالة فرانس برس انها لم تر اي شيء يثير الصدمة في الفيلم. واضافت "اعتقد انه درس في التاريخ اكثر مما هو اعلان مبادىء".

لكن الباقين لم يكونوا بمثل هذه القناعة. وقال خالد ابو الفضل استاذ القانون الاسلامي في جامعة كاليفورنيا في لوس انجليس ان الفيلم يظهر المسلمين على انهم متطيرون والصليبيين على انهم متسامحون. واضاف "انها رواية الحرب الصليبية كما يريدها الرئيس جورج بوش". وقال "هذا الفيلم يصب في اتجاه المسيحيين الانجيليين المحافظين الذين يعتقدون انه على المسلمين ان يكونوا شاكرين للحملات الصليبية وبالتالي (لاحتلال) العراق وافغانستان".

موقع "إيلاف" في

09.05.2005

 
 

فى ( مملكة السماء )

سوء فهم وصور ايجابية ودعوة للتسامح

عماد النويرى

قبل بدء تصوير (مملكة السماء) في يناير 2004 افتى متخصصون  فى تاريخ القرون الوسطى وقالوا ان السيناريو يتضمن أخطاء تاريخية فادحة . وقال جوناثان ريلى سميث الأستاذ في جامعة كمبريدج ان الفيلم يتضمن الرواية الإسلامية الأصولية للتاريخ, ويتجلى ذلك في تصوير المسلمين على انهم بشر متحضرون في مواجهة مسيحيين صليبيين همجيين أضاف هذا الأستاذ آن الفيلم رواية تاريخ تأتي وكأنها رواية أسامة بن لادن !!.

مراقبون آخرون قالوا بعد الاطلاع على السيناريو ان الفيلم مؤيد للمسيحية.

بهدف تهدئة القلق نظم المخرج ريدلى سكوت والشركة المنتجة عروضا خاصه لمجموعات من المسيحيين والمسلمين الأميركيين وفى مؤتمر صحفي عقد في الفترة الاخيرة قال المخرج: ( لقد نجحنا في الحفاظ على توازن جيد ).

كما يبدو فان العروض الخاصة كانت تكنيكا ناجحا حيث أعلن مجلس العلاقات الأميركية – الإسلامية آن الفيلم تجنب النمطية وحصر الأحداث ضمن قالب واحد وقال المجلس في بيان له ( انطباعنا العام هو ان الفيلم يشكل وصفا متوازنا وإيجابيا للحضارة الإسلامية خلال الحقبة الصليبية ). أشادت الصحافة المسيحية الأميركية بالفيلم أيضا أكدت انه (مع التوتر الدينى الحالي بين الغرب والعالم الإسلامي كان يمكن آن يؤدى فيلم حول قتل العدو باسم اللة الى مشاكل او ان يعتبر عملا فنيا بدون قيمة لكن الفيلم لم يسقط في اى من هذين الفخين).

بعض المسلمين افتوا فى غير ذلك فخالد ابو الفضل  استاذ القانون الاسلامى فى جامعة كاليفورنيا اعلن ان الفيلم يظهر المسلمين على انهم متسامحون ويضيف (انها رواية الحرب الصليبية كما يريدها الرئيس جورج بوش) ويضيف مرة ثانية: (الفيلم يصب في اتجاة المسيحيين الإنجيليين المحافظين الذين يعتقدون انه على المسلمين آن يكونوا شاكرين للحملات الصليبية وبالتالي شاكرين أيضا لاحتلال العراق وأفغانستان.)!!

في واقع الآمر فان ريدلى سكوت لم يضبط فى يوم من الأيام متلبسا في إحدى المظاهرات المؤيدة للقضايا العربية ولم يعرف عنه وخلال مسيرته الفنية انه صاحب موقف حزبى أودين. وكل ما يعرف عن سكوت انه يحتل مكانة مميزة في لائحة  المائة الأقوى في هوليود وانه وخلال حياته تقلب بين كل أنواع الأفلام قبل آن يدلف آلي بوابة السينما بعد آن أتنهى فترة ذهبية في حياته قدم فيها العديد من المسلسلات والدعايات التلفزيونية الناجحة (اخرج اكثر من 2000 اعلان). ونذكر من أفلامه الشهيرة (المصارع) و(هانيبال) و(جودزيللا) و(سقوط الصقر الأسود) وفى اغلب أفلامه ضبط متلبسا بالولاء الشديد لذوقية هوليوود المتقلبة طبقا لتقلب مزاجية المشاهدة  وفى اكثر من مرة قدم فروض الطاعة الى التوليفات الهوليودية محاولا كل مرة تطويرها من ناحية الشكل اعتمادا على حبه وعشقه للمؤثرات الخاصة وهنا نذكر انة  صاحب شركة ميل فيلم المتخصصة فى المؤثرات البصرية ومقرها لندن وهى الشركة آلتي قدمت كل المؤثرات البصرية لفيلم (المصارع). ولا يقلل ذلك أبدا ان نقلل من فيلمه الجديد (مملكة السماء). هناك الكثير من محطات التميز.

سواء كنا بصدد رواية مسيحية او حكاية مسلمة وسواء كان التاريخ الموجود فى الفيلم حقيقيا ام مفبركا فان ويليام مونهان استطاع ان يقدم لنا كتابة سينمائية راقية ومتحضرة وخلال سيناريو الفيلم سنتقابل مع شخصيات واقعية رغم المبالغة احيانا فى تصوير جوانب من البطولة المفرطة لبعض هذة الشخصيات مثل جودفرى فهو فجاة ينتقل من وضعية حداد فقير ليصبح مرشحا خلال شهور قليلة ليقود جيش الصليبين فى أورشليم . وهو دون مقدمات تذكر يصبح فى ساعات قليلة عشيقا لسيبيلا اخت الملك ومرشحا للزواج منها رغم أنها متزوجة ولايغفر له كل ذلك انه ابن حرام للبارون بالين. يرفض جودفرى سيبيلا لاحقا ويرفض ان يقتل زوجها ويرفض ان يقود الجيش لمحاربة صلاح الدين لانه وبعد موت ابيه يؤمن ان الملك يستطيع ان يحرك العسكر فى لعبة الحرب لكنه لايستطيع ان يحرك القلوب والاوراح التى تجسد وتحمل الضمير الى اللة والضمير لايجب ان يخضع لعمليات البيع والشراء ولا يمكن ان يتجزأمهما كانت اغراءات المساومة. على الجانب الآخر لم نلتق بالكثير من الشخصيات العربية وظهرت شخصية صلاح الدين بشكل متوازن وحكيم وقدمت صورة المسلمين بعيدا عن التطرف,  وبعيدا عن الصورة المعتادة آلتي تقدمها اغلب الأفلام للعرب كقوم همج ومتوحشين وحفاة عراة ليجيدون سوى شرب الخمر ومعاقرة النساء . في مملكة السماء ربما  لاول مرة في تاريخ السينما العالمية يتم تقديم المسلمين كأصحاب حق ليقلون حضارة أتسامح عن بقية البشر. (لاحظ هنا آن جونائان استاذ كمبردج اعترض على الفيلم لانه يصور المسلمين على انهم بشر متحضرون)!!

غير كتابته المتوازنة للشخصيات نجح كا تب القصة والسيناريو في تقديم رؤية  مثالية  للعوامة وستجد حتما دعوة مبطنة مترددة وخائفة لنبذ الخلافات العقائدية والدينية حيث يقول الفيلم آن الجدران فلاماكن آلتي نتصارع عليها هي دائما آلي زوال ويمكن آن تهلك في آي لحظة بفعل الرغبات البشرية الدنيئة والمتطرفة وآلتي تتمحور حول الأنانية وحب التملك والسيطرة لكن في النهاية  يبقى الإنسان في مواجهة الإنسان ويبقى البشر في مواجهة البشر وبدلا من الصراع الطائفي المذهبي الديني يجب على البشر آن يتكاتفوا في سلام لحل مشكلاتهم بطريقة إنسانية متحضرة.

فاذا كان الفيلم  قد عرض لدعوته في خوف وتردد وكأنه يرتكب جرما كبيرا فان الفيلم قدوجة انتقادا شجاعا وجريئا للغزو الصليبى باعتباره كان بعيدا عن الأهداف الدينية آلتي كان يعلن عنها وان  الهدف الحقيقي كان هو الهرب من الأشهاد والفقر الأوروبي لاحتلال الأرض والثروة العربية لكن خفف الفيلم سريعا من من انتقاداته للحملات الصليبية بالتاكيد على الجانب الآخر من الشخصية المسيحية الطيبة والمتسامحة آلتي جاءت آلي أورشليم من اجل تخليصها من قبضة المحتل وباعتبارها ارض الغفران ومملكة السماء المقدسة.

في الفيلم (الفن) يمكن التوقف عند العديد من محطات التميز بداية من اختيار الممثل أدارته مرورا بكل عناصر  الفيلم  المختلفة. نجح اورلاندو  بلوم فى تجسيد دور بالين, ونجحت ايفا جرين فى لعب شخصية سيبيلا والى حد كبير نجح ليام نيسوون فى تجسيد شخصية جودفرى و تألق جيرمى ايونز فى تجسيد شخصية تيبرياس وعلى الجانب العربى لم يخيب الممثل غسان مسعود الظنون وظل متماسكا أثناء تأديته لشخصية صلاح الدين. وفى حدد دورة الصغير قدم خالد النبوى دورا لعله يكون فاتحة له فى مجال العالمية. وغير اختيار الممثل وادارته هناك اشارات لابد منها للموسيقى التصويرية التى الفها ستيفن بارتون, ونجحت بحق لتكون معادلا للتعبير الصورى ولاننسى مونتاج دودى دورن الذى نجح فى الاحتفاظ بايقاع مناسب للقطة والمشهد, ويحسب له براعة تقطيع  المشاهد الحربية التى حفل بها الفيلم. ولابد أيضا من الإشارة آلي نجاح المخرج في خلق الأجواء آلتي جعلتنا نعود آلي القرن الثاني عشر بكل شكلياته وتفاصيله الصغيرة.

مع احترامنا لكل  الفتاوى التى صدرت وستصدر حول الفيلم سواء بالسلب او الايجاب فان وجهة نظرنا تميل الى اعتبار الفيلم واحدا من أهم الأفلام التى صورت المسلمين والمسيحيين بطريقة ايجابية, كما انه دعوة صادقة للسلام بين الشعوب,  والتسامح بين الأديان وغير ذلك كله فانه من الأفلام آلتي أسعدتنا بما قدمه من قدرة وتمكن وتفرد في توظيف عناصر الفيلم المختلفة لتقديم صورة عامرة بالحركة والتشكيل.

القبس الكويتية في

09.05.2005

 
 

"مملكة الجنة"..

هل تغيرت صورة المسلمين في هوليود؟

سعيد أبو معلا**

لهفة عارمة حملها جمهور المشاهدين، وخاصة الشباب، الذين ضجت بهم قاعات السينما، لمشاهدة فيلم "مملكة الجنة" للمخرج العالمي "ريدلي سكوت"، ومن سيناريو الكاتب اليهودي "وليم مانهان" الذي تكلف إنتاجه 130 مليون دولار، وأحدث قبل عرضه جدلا كبيرا في الأوساط الإسلامية بأمريكا.

وخلال ساعتين ونصف مدة الفيلم الذي تناول فترة الحروب الصليبية، التزم المشاهدون صمتا في أحيان معينة، وتصفيقا حارا في أحيان كثيرة بعضه جاء مبررا نتيجة تفاعل عواطفهم مع بعض مشاهد الفيلم الذي استحضر لهم نصرا تاريخيا تمثل باسترجاع القدس.

تلك اللهفة المصحوبة بالقلق دفعتهم لدخول العرض، وهي ذاتها جعلتهم يخرجون بعلامات الرضا التي ارتسمت على وجوههم بعد انتهائه، بعد أن كون لديهم انطباعا مغايرا لما اعتادوه من أفلام هوليود السينمائية، رغم بعض المؤاخذات.

البداية..

تبدأ مشاهد الفيلم- الذي بدأ عرضه منذ أيام- من فرنسا عام 1184م حيث الاستعداد الصليبي لحماية القدس ونصرة ملكها المريض، والذي كان على هدنة مع صلاح الدين الأيوبي.

الافتتاح بحدث مأساوي يصور دفن زوجة والد البطل "باليان" (الحداد) (قبل أن يصبح فارسا فرنسيا ومقاتلا في صفوف ملك القدس) التي ماتت منتحرة، لتترك ولدها في حالة من اليأس والحزن، ليأتي والده، الذي لا يعرفه، محاولا إقناعه بالذهاب إلى القدس للوقوف إلى جانب الملك لحمايته، حيث "مدينة سيحكمها الضمير".

يرفض "باليان"، بداية، الذهاب، لكنه بطريقة ما يوافق على الانضمام إلى الحملات الصليبية التي احتشدت في أوربا للاستمرار في السيطرة على "مملكة السماء" بوصفها حلم المسيحيين على مر الزمان.

يتوجه "باليان" ووالده ومجموعة من الصليبيين إلى ميناء الأرض المقدسة "مسينا" حيث يعتبر نقطة انطلاق الصليبيين إلى القدس، على اعتبار أن الطريق إليها "طريق لمحو الخطايا".

في الميناء يكون التحريض الديني على أشده، ونسمع شعاراته كـ"الطريق إلى الجنة"، و"قتل الكافر ليس خطيئة"، و"محو الخطايا في القدس"، و"إرادة الحرب إرادة الله"، إضافة لأحاديث موجزة ورمزية تدلل على أنها "مملكة الضمير والعدل"، كجزء من حملة التعبئة ضد المسلمين ولبقاء السيطرة عليها.

بموت والد "باليان" يستلم حكم مقاطعة "أيبلان" التي تعتبر حامية للطريق إلى القدس، وخلال تلك الفترة تجذب المشاهد طريقة حكمه للمقاطعة، وفي تعامله مع المسلمين واليهود والمسيحيين، فيقوم بعملية تحويلها من مجرد صحراء إلى أرض خضراء.

هذه المشاهد تنقلنا إلى طبيعة العلاقة القائمة بين الصليبيين وسكان المنطقة المسلمين، وتعكس تعلقه بالأرض، وعلاقته الحميمة بالمسلمين أيضا.

قبل ذلك يصل "باليان" القدس، ويلتقي الملك المريض ويقدم ولاءه التام، رغم أنه يصرح للملك أنه "غير مرضي عنه من قبل الرب لأنه لم يكلمه"، وخلال فترة وجيزة يسطع نجمه لقدراته القيادية، وولائه للملك، ومواقفه المعتدلة.

وفي هذه الأثناء يتطور صراع بين الحكام الصليبيين، وتحديدا ملك القدس المريض و"حراس المعبد" الرافضين للصلح مع المسلمين، و"جي رينو"، وحاكم الكرك، لتنهي إحدى الهجمات التي قادها الأخير على قوافل المسلمين الهدنة التي استمرت لسنوات ست، فيقرر على إثرها صلاح الدين استعادة حصن الكرك وتأديب بارونه.

يقرر الملك التصدي لجيوش المسلمين، وأمام أسوار الكرك حيث يحتشد الجيشان يتفقان بعد جدل ونقاش على تجنب القتال مقابل أن يقوم الملك بمعاقبة حامي حصن الكرك "رينالد الستلويني"، الذي يسجن في القدس على فعلته.

يقرر الملك قبل وفاته تزويج ابنته، التي هي زوجة "جي رينو" المتعصب ضد المسلمين، لـ"باليان" ليكون ملكا على القدس، لكنه يرفض ذلك لعدم قدرته بيع روحه، لتقرر ابنة الملك "سيبيلا" تعيين زوجها ملكا على عرش القدس، فيبادر مطلقا سراح حامي حصن الكرك مطالبا إياه بافتعال سبب للحرب مع المسلمين ونقض الهدنة.

يحدث انقسام بين الصليبيين، فيخرج الملك الجديد لملاقاة جيوش المسلمين خارج القدس مخالفا رأي "باليان" لتحدث معركة طاحنة (هي حطين) ينتصر فيها جيش المسلمين.

وعلى إثر هذا النصر يتقدم المسلمون لحصار القدس، وتحدث مواجهة كبيرة على أسوارها تنتهي بتسليم القدس يصفح خلالها صلاح الدين عن الفرنجة مقابل خروجهم من المدينة المقدسة.

تفاصيل وتحفظات

يشعر من سبق أن شاهد فيلم "الناصر صلاح الدين الأيوبي" للمخرج يوسف شاهين، بفروق معينة بين الفلمين، أهمها تلك التي تتعلق بالتفاصيل في هذا الفيلم التاريخي وأي فيلم تاريخي آخر، حيث تظهر أهمية النقد التاريخي الذي يجاوز التقييم الفني ولا يتجاهله، وهو ما يستدعي المؤرخين العرب والمسلمين ومصادرنا المتوفرة للوقوف عليه، إضافة إلى ضرورة مشاهدته أكثر من مرة لفهم مضامين السيناريو المتقن.

وفي هذه العجالة سنحاول تقديم صورة عامة للفيلم الذي يقع منذ البداية في خطأ أساسي ما يلبث أن تكشفه المشاهد ذاتها، يتمثل في عرضه على الشاشة معلومات قبل بداية العرض تشير إلى أن أسباب سفر المسيحيين من أوربا إلى القدس هي في الأساس مادية، أي في سبيل جمع الثروة والمال، ورغم عدم نفينا لهذا السبب فإنه يعد الأقل من بين أسباب الهجرة بوجود السبب الرئيس المتمثل بالتحريض الديني.

وسنرى عبر مشاهد الفيلم إشارات دينية تؤكد حقيقة عوامل جذب المسيحيين وإقناعهم بالسفر إلى القدس، حيث كان التحريض الديني على أشده في تلك الفترة التاريخية حيث مدينة الجنة والضمير.

كما سنلاحظ المبالغة الكبيرة في إبراز أعداد جيش المسلمين، بالمقارنة مع الصليبيين، في حين أن الكتب التاريخية تشير إلى أن العكس هو الصحيح، وفي مقابل ذلك نرى خسائر المسلمين مبالغا فيها، وقد يعود هذا لطبيعة تفسير التاريخ من كل طرف من أطراف الصراع، ففي الفيلم نرى كثرة عدد جيش المسلمين الذي يسد الأفق، وهو ما يأتي كتبرير لهزيمة الصليبيين على حساب منطق آخر يفسر الهزيمة والنصر، كما رافق ذلك عظم خسائر الجيش ذاته وتحديدا في حصاره للقدس رغم أن المصادر تشير إلى أن صلاح الدين قام بحصار القدس واستردها بشكل سلمي دون إراقة دماء.

وتغيب في الفيلم صورة البطل صلاح الدين، البطل الاستثنائي، لحساب القائد "باليان" الذي بدا رمزا للحكيم المخطط والقائد الشجاع، والذي يحمس الجيش الصغير، ويهدف لحماية المستضعفين، في حين ظهر صلاح الدين برباطة جأش منتظرا لا مشاركا في الحرب، غير مكترث بخسائره على جدران القدس.

ولا يكف السيناريو عن التأكيد على أن القدس مدينة للديانات الثلاث (الإسلام، والمسيحية، واليهودية)، كما قدم إشارة إلى "حائط البراق" باعتباره جزءا من آثار اليهود بالقدس.

ثم هناك مؤاخذات أخرى تكشف نقصا في المعرفة الدينية والثقافية بالمسلمين ومنها ما يتعلق بشكل أداء الصلاة، حيث قدمها الفيلم كأنها تتم بشكل فردي وليس كجماعات، وكذا طريقة اللبس التي تسيدها اللباس المغربي، إضافة إلى شكل مدينة القدس ذاتها، التي لم تظهر في زمنها التاريخي الحقيقي، ربما بسبب تصوير المشاهد الخاصة بالقدس في المغرب بعد رفض رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في أسبانيا تصويرها في كنيسة "ميزكيتا" في قرطبة، التي كانت مسجدا كبيرا أيام دولة الأندلس الإسلامية.

وكان من القصور أيضا عدم ترجمة الكلمات العربية، رغم قلتها، إلى الإنجليزية، إضافة إلى طبيعة الرايات التي حملها المسلمون وبعض التفاصيل التي كان من الممكن الاستفادة من رأي المختصين والمؤرخين العرب فيها.

تسامح وحوار

وقد أظهر الفيلم الحوار الحضاري الذي حصل في تلك الفترة بين الجانبين، وهو ما تمثل في موقفين أساسيين: الأول عندما قرر صلاح الدين استعادة الكرك من بارونها المتعصب، حيث احتشد الجيشان، لتدور قبل الحرب مفاوضات قصيرة بين ملك القدس وصلاح الدين قبل الأخير خلالها عدم خوض الحرب لصالح فض الاشتباك، والاستمرار في الهدنة بشرط معاقبة بارون الكرك.

وتمثل الموقف الثاني بحوار صلاح الدين مع "باليان" حامي القدس أثناء مفاوضاتهم على شروط تسليمها، حيث صفح الأول عن جميع المقاتلين من الفرنجة شريطة مغادرتهم المدينة. وعكس الحوار المهم قيما إيجابية، فهاجس القائد الصليبي هو الحفاظ على جنوده وسكان القدس من "بطش" صلاح الدين، ليكتشف بعدها أن قائد المسلمين لا يريد أن يقتل المسيحيين والمقاتلين الصليبيين بل استعادة المدينة.

وعندما يخبره باليان أن الجيوش الصليبية قتلت المسلمين غداة احتلالها للقدس، يقول له: "أنا صلاح الدين". يقدم إثرها وعدا له بعدم قتل أحد، وهو ما يشعر القائد الصليبي بالنصر، لينتهي المشهد بعبارات "السلام عليكم" كنوع من نهاية حرب قدمت في أبشع صورها.

كما ظهرت بعض المواقف التي أبرزت صور التسامح منها السماح للمسلمين بأداء طقوسهم في مدينتهم المقدسة، وفي ساحل "مسينا" الفرنسي، إضافة إلى طبيعة العلاقة بين المسلمين و"باليان" في "أيبلان" إقطاعيته التي سيطر عليها، حيث العلاقات الطيبة التي أظهرت التسامح بين الطرفين.

وتكمن رسالة العمل، برأي منتجيه، في الدعوة للحوار، وهي دعوة غير مباشرة، وترك الصراعات في زمن يجب أن يتعايش فيه الجميع من أجل الخير والسلام العالمي، من خلال تركيزه بالأساس على الأبعاد الإنسانية في حياة طرفي الصراع التاريخي.

بشاعة الحرب وتمني السلام

بطريقة غير دعائية إطلاقا أظهر الفيلم الحرب وأبرز بشاعتها، ولاحظ المشاهد عمليات القتل والدمار التي تلحق بالأماكن المقدسة، وإزهاق أرواح من الناس.

وفي أكثر من مشهد قاتم تم تقديم الحرب على أنها كابوس مخيف مرعب يلمسه المشاهد، فالكاميرات التقطت صورا لعشرات الآلاف من الجثث التي تنهشها الطيور الجارحة، ولمشاهد الدمار، والنيران التي تقذف ليلا أضافت أبعادا نفسية على المشاهد، رافق ذلك كله استخدام إمكانات فنية عالية جعلت العمل تحفة فنية استخدم فيها مختلف عوامل الإبهار، وتقنيات الصوت والموسيقى جعلت العمل ملحمة حقيقية.

يقدم مشهد عبارتي "السلام عليكم" التي قالها القائدان إيقاعا خاصا أظهر أن كلاهما منتصر طامح إلى السلام الحقيقي، نصر المسلمين باسترداد القدس، ونصر الصليبيين بالحفاظ على أرواحهم.

لكنها ليست النهاية الحقيقية بمقدار ما هي المتمناة، لينتهي الفيلم بمشهد ملك إنجلترا يستعد للقيام بحملة صليبية متوجها إلى "باليان" ليقود حملته لاسترداد القدس، لكن "باليان" يرفض أن يكون قائدا يقاتل بل يصر على بقائه حدادا في فرنسا طالما أصبح القتال في سبيل المال والثروة، وفي هذا إشارة إلى رفضه الحروب بأشكالها. قائلا: "مملكة الجنة يفعل الله بها ما يشاء"، ليأتي مشهد نوار اللوز في مقاطعته الفرنسية برفقه "سيبيلا" محبوبته الجديدة على إيقاع أغنية تقدم مسحة من سلام وجمال معا بعد مشاهد معارك طاحنة تمنى المشاهدون إثرها أن يعود السلام الحقيقي الغائب عن مدينة السلام.

ويبقى السؤال: هل سيغير الفيلم بعض المفاهيم المغلوطة عن العرب والمسلمين في الغرب، أم أنه سيبقى فيلما لا أكثر يقدم فترة تاريخية بطريقة مثيرة وربما "منصفة" وعلى غير ما اعتدنا مشاهدته في ضوء عدم وجود رغبة حقيقية في تغييرها، ورفض خفي للاعتراف بقيم المسلمين الدينية، وقيمتهم الحضارية والتاريخية. 

_____________________

** صحفي وناقد فلسطيني.

موقع "إسلام أنلاين" في

10.05.2005

 
 

<<مملكة الجنّة>> يلقي الضوء على صلاح الدين الأيوبي الإنسان وليس على سيفه

غسان مسعود:

نحن نموت بالبطل النموذجي ونقدّمه بأردأ الأشكال

نديم جرجورة

شارك الممثل السوري غسان مسعود في الفيلم الهوليوودي الجديد <<مملكة الجنّة>> لريدلي سكوت، بأدائه شخصية صلاح الدين الأيوبي، وذلك بعد تجربة مسرحية وتلفزيونية طويلة، جعلته واحداً من أبرز الوجوه الفنية العربية.

أمس الأول الثلاثاء، زار مسعود بيروت والتقى عدداً من الصحافيين والإعلاميين اللبنانيين، بعد خمسة أيام فقط على بدء العروض المحلية للفيلم في صالات المجمّع اللبناني <<أمبير>>، وهو يروي إحدى المحطّات التاريخية المستلّة من الحروب الصليبية، والمتمحورة حول تحرير صلاح الدين الأيوبي القدس من المستعمِر الصليبي.

التقت <<السفير>> مسعود في هذا الحوار.

·         ما الذي جذبك في شخصية صلاح الدين الأيوبي: التاريخية، والمكتوبة في سيناريو <<مملكة الجنّة>> لريدلي سكوت؟

في السيناريو، جذبني المشهد الأخير الذي ظهر فيه صلاح الدين وباليان (أورلندو بلوم)، والذي أثارني للغاية دافعاً إياي إلى تشغيل خيالي وعواطفي وأحاسيسي. ففي هذا المشهد، يُطرح سؤال: ما الذي تعنيه لك القدس؟ وجوابه: لا شيء وكل شيء. إن هذا المشهد شكّل دفعاً حقيقياً لي.

من ناحية أخرى، يُعتبر صلاح الدين حُلماً ليس للممثلين العرب والأجانب فقط، بل للسياسيين أيضاً: من هو قادرٌ اليوم على أن يكون صلاح الدين؟ أي ممثل يحلَم بأن يؤدّي هذا الدور وأن يُقدّم على الشاشة هذه الشخصية، بسبب غناها وتنوّعها وقدرتها على أن تكون مثالاً يُحتذى في كيفية تقديم القيادة، أو بالأحرى في فهم هذه القيادة في مرحلتي الحرب والسلم.

أمرٌ طبيعي أن تكون مثل هذه الشخصية الثرية حلم ممثل يرغب في العمل عليها، خصوصاً في ظلّ ظروف إنتاجية وفنية تكاد تكون مثالية بالنسبة إلى ممثل مشرقيّ.

·         أرى أن الشخصية الحقيقية لصلاح الدين أغنى فنياً وأعمق درامياً من الدور الذي رُسم لها في الفيلم.

هذا صحيح. أفهم ما قلتَه. لكن، في الفيلم، هذا هو الهامش المطروح بخصوصه، وأخشى أني لو ذهبت أبعد من ذلك في الأداء أن أسقط في المبالغة، أو لو أني قلّلت في تقديم الشخصية أن أبدو هامشياً أكثر من اللازم.

في <<مملكة الجنّة>>، أُريدَ لصلاح الدين أن يعبر في داخل الحدود المرسومة له، وهذا ما فعلته، لأنه وجب عليّ أن أتفاعل ضمن هذا الإطار. في المقابل، لا يُمكن أن نحيط بهذه الشخصية من خلال ظهورها هذا، كما رأيناه في الفيلم. لذا، عليك أن تختار الوجه الأبرز القادر على الإضاءة عليها، وهو الوجه الذي اتّفقنا عليه سابقاً، ريدلي سكوت وأنا. أي، باختصار: تقديم صلاح الدين كرجل دولة وليس فقط كمُحارب. رجل دولة يُتقن الحوار مع الآخر، ويبرع فيه بامتياز. رجل دولة ومُخطّط عبقري. بمعنى آخر: ألقى هذا الفيلم الضوء على صلاح الدين الإنسان وليس على سيفه.

ضمن الحدود المرسومة في الفيلم لشخصية صلاح الدين، أنا راض عن حضوره على يدي مخرج مثل ريدلي سكوت، وفي مشروع سينمائيّ أنتجته شركة (فوكس) لديها سمعة سيئة عند العرب والمسلمين. ليس مطلوباً من الغرب أن يُقدّم صورة عنا نريدها نحن. فليتفضّل العرب وليصنعوا هم أنفسهم أفلاماً وصُوراً عنهم، بدل أن يهاجموا الغرب إذا قدّم صورة عنهم ولهم كما يراها هو. فالغرب لم يكن في يوم من الأيام جمعية خيرية.

·     ألهذا السبب هوجم <<مملكة الجنّة>> في الولايات المتحدّة الأميركية، إذ رأى البعض أنه يُقدّم صورة إيجابية عن العرب والمسلمين بعد حادثة <<الثلاثاء الأسود>> (11 أيلول 2001)؟

إزاء هذا، أسأل: ما الذي فعله العرب؟ هناك شركة إنتاج غربية <<غامرت>> في تحقيق هذا الفيلم، وغامر معها مخرج في إنجازه، فقدّما هذه الصورة عنا، وهما (الشركة والمخرج) يعرفان مسبقاً كيف سيتمّ استقبال الفيلم، في ظلّ <<حكم>> المُحافظين والصقور والمُتشدّدين. جميعنا يعلم أن المناخ الغربي العام يقبل فيلماً يشوّه صورة الإسلام والعرب، ويُقدّم العربيّ سفّاحا وقاتلاً وهمجياً، يقطع الطريق <<الحضرية>> على نفسه ومجتمعه. لكن، هناك سؤال لا بُدّ من طرحه: ماذا فعل العرب لأنفسهم؟ هل يستطيع العرب أن يلتقطوا هذه الإشارة التي أطلقها ريدلي سكوت، وتحمّل ما يتحمّله الآن؟ هل هم جديرون بهذه اللحظة أم لا؟

أخشى أن يتعامل العرب مع الموضوع بشكل عابر. كما أني لن أعلّق على كيفية تناول العرب الشخصيات التاريخية العربية في الأعمال الدرامية التي حقّقوها، لأني لا أرغب في أن أسبّب زعلاً لأحد، أو إحراجاً لآخر. نحن <<نموت>> بالبطل النموذجي، الذي يُقدَّم بأردأ الأشكال. إن صلاح الدين الأيوبي إنسانٌ وليس نبياً أو إماماً، أخطأ وأصاب، ومع هذا، فإن <<مملكة الجنّة>> لم يكن في وارد التطرّق إلى أخطائه، بل سلّط الضوء على إيجابياته التي صنعها في تاريخ الأمّة. بهذه الحدود، قدّمت ما أعتبره واجباً عليّ كممثل. أما ريدلي سكوت، فتحرّك بشكل جيّد أعتقد أنه يستحقّ تحيّة عليه، خصوصاً أنه يدفع ثمن ذلك.

أما وجهة نظر الغرب بعد الحادي عشر من أيلول، فلن أعلّق عليها. لكن، إذا كان الفيلم ضد العرب، وشوّه صورة الإسلام، أما كان الغرب ليرحّب به؟ إن الغرب لن يُرحّب بأي صورة من شأنها القول إن العرب ليسوا وحوشاً.

جزءٌ من ثقافتي

·         كيف اشتغلت على دورك؟

لا <<أتشاطر>> إذا قلتُ إن تاريخ القادة المسلمين الكبار، كما التاريخ العربي، جزءٌ لا يتجزّأ من ثقافتي الشخصية ووعيي المعرفي. أضف إلى ذلك أني قرأت عدداً هائلاً من الصفحات تضمّنت وجهات نظر مختلفة ومتناقضة لكتّاب عرب وغربيين تناولوا فيها صلاح الدين، كي أصل إلى استنتاجات خاصّة بي، إذ لا يُمكن الاعتماد على مصدر واحد، بل يجب الاطّلاع والغربلة والتمحيص. فهل أصدّق المؤرّخ الذي كان مع صلاح الدين، أم الذي كان في المعسكر العدو؟ لهذا، كان عليّ أن أقرأ وجهات نظر عدّة، قبل أن أتبيّن نظرتي، وأحاول أن أفهم، مثلاً، لماذا دخل التاريخ بهذه القوة، وأن أبحث جيّداً في ما وراء الكلام المكتوب، وأحوّل هذا كلّه إلى تصوّرات أدائية.

·     بالنسبة إلى الأداء، أودّ أن أتوقّف عند ملاحظة أفكّر بها دائماً كلّما شاهدتك في عمل غير مسرحيّ تحديداً، وهي أنك غالباً ما ترتكز على التقنية المسرحية في تقديم دور سينمائيّ مثلاً.

لديّ جواب تقني يسمح لي بالتوضيح. اعتدت أن ألعب على مفهومين أساسيين: الأول كامن في التعويل على البعد الغريزي الوحشي في المخّ، أي أولويات الأشياء، أي قبل أن <<تُعقلَن>>، أو أن يدخل الوعي عليها وفيها. البعد الآخر هو التكثيف، أي كثافة الأداء واللحظة، عاطفياً وشعورياً، وهذه جاءت أصلاً من المسرح.

إن عمق الأداء والدخول في اللحظة الشعورية حتى النهاية مسائل تأتي من المسرح وليس من التلفزيون. هذا الأخير يتطلّب حسّاً يومياً لتفكيكه إلى جزئيات، على عكس المسرح الذي يُكثّف اليوميّ ويذهب بالأداء إلى النهاية. ربما لهذا السبب يجعل الأداء نوعاً آخر من الحضور لعلّه يتجاوز عين الكاميرا ليصل إلى المتلقّي ويؤثّر به، بشكل أو بآخر.

ثقة

·     سؤال أخير: إنها تجربتك الأولى في مجال التمثيل السينمائيّ في فيلم غربيّ تطلّب منك حواراً باللغة الإنكليزية. هل وجدت صعوبة في ذلك، خصوصاً أن هذا الأمر يعني أنك اشتغلت، للمرة الأولى، في مناخ وفضاء ثقافي وأسلوب عمل مختلف.

في الأسبوع الأول، واجهت صعوبة كبيرة للغاية، إذ إن كل واحد منا جاء إلى بلاتوهات التصوير حاملاً معه لهجته الإنكليزية المختلفة، بلكناتها وأساليب نطقها إلخ... لكن، بدءاً من الأسبوع الثاني، بدأت أتعايش مع الموضوع، وانصرفت إلى الأداء مولياً إياه اهتماماً كبيراً. اشتغلت مع خبيرة في اللهجات ساعدتني كثيراً في هذا المجال.

في مسألة الأداء أيضاً، واجهت همّاً آخر. كنت أفكّر بالعربية وأنفّذ بالإنكليزية، وهذا ما كان ينقلب عليّ أحياناً. فيما بعد، بدأت أفكّر بالإنكليزية وأشتغل على هذا الأساس. أفكّر بمعنى الجملة إنكليزياً. أملك اللغة العربية جيّدا، ومفرداتها أرحب وأوسع ويحمل كل واحد منها أكثر من معنى. هذا غير موجود باللغة الإنكليزية.

في النهاية، شكّلت الثقة أساساً للعلاقة القائمة بيني وبين صانعي الفيلم والعاملين فيه. ريدلي سكوت منحني ثقة كبيرة. أضف إلى ذلك أني لم أشعر لحظة أني أقلّ مستوى من الممثلين الآخرين.

·     لم أقصد ذلك من سؤالي. فحين شاهدت الفيلم، وجدت أنك لا تقلّ أهمية أدائية عن الآخرين، خصوصاً ليام نيسون وجيريمي آيرونز. رغبت فقط في أن أعرف شيئاً عن هذه التجربة المختلفة.

هذا ما حصل. منذ البداية، أدركتُ أني سأخوض تجربة مختلفة للغاية، فارتكزت على تجاربي الفنية السابقة، واتّكأت على احترافي المهنيّ والأدائي. هناك نقطة أودّ أن أشدّد عليها: الثقة التي منحني إياها ريدلي سكوت أعانتني كثيراً في هذا المجال.

السفير اللبنانية في

12.05.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)