كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

«الشوق» فيلم الهرم الذهبى:

تمثيل مشرف لمصر.. وتمثيل حقيقى للواقع

كتب: محسن محمود

مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

الدورة الرابعة والثلاثون

   
 
 
 
 

فى دائرة الفقر يتمزق البسطاء والمطحونون، لا يسعون إلى حياة كريمة أو مرفهة، بل يبحثون فقط عن لقمة العيش واحتياجات أساسية تعينهم على الحياة الصعبة، وفى دائرة الفقر أيضا يبحر صناع فيلم «الشوق»، يرصدون توحش الفقر ممزوجا بالمرض والجهل فى الحارات والأزقة الضيقة، ليقدموا لنا شخوصا سينمائية من لحم ودم، استحقت عن جدارة ذلك النجاح الذى حققه الفيلم بحصوله على «الهرم الذهبى» فى مهرجان «القاهرة» السينمائى، تلك الجائزة التى غابت ١٤ عاماً عن السينما المصرية، منذ حصول فيلم «تفاحة» عليها لتعيد التمثيل المشرف للأفلام المصرية فى عقر دارها.. «المصرى اليوم» التقت صناع الفيلم للحديث عنه وعما حققه من نجاح.

 

الإخراج.. خالد الحجر: الإيقاع البطىء كان متعمداً لكى يشعر الجمهور بمشاهد معينة والفيلم سيحقق إيرادات كبيرة

عندما أعلن النجم العالمى عمر الشريف فوز فيلم «الشوق» بجائزة الهرم الذهبى كأفضل فيلم فى الدورة الرابعة والثلاثين لمهرجان القاهرة السينمائى، أغلق الستار على فعاليات الدورة ليفتح الباب أمام مناقشات ساخنة بدأت عند عرض الفيلم المثير للجدل، خاصة أن مخرجه اعتاد دائما فى أفلامه التطرق لموضوعات حساسة وجديدة تلمس «جرحا» قديما لدى المصريين.

«المصرى اليوم» التقت مخرج الفيلم بعد حصوله على الجائزة وتحدث معنا بكل صراحة عن سلبيات وإيجابيات الفيلم.

هل توقعت حصول الفيلم على جائزة بعد إشادة النقاد به؟

- سعدت جدا بعد أن حصل الفيلم على جائزة الهرم الذهبى، فهى جائزة مهمة جدا، كللت المجهود الضخم الذى بُذل منذ بداية التحضير للفيلم حتى خرج إلى النور، وما أسعدنى أيضا رأى النقاد حول الفيلم بعد عرضه خلال المهرجان، ومنهم رفيق الصبان ويوسف شريف رزق الله وماجدة خير الله وغيرهم، كما أن الفيلم يقدم حالة سينمائية كاملة يمر بها الجمهور، تبكيهم وتسعدهم، فالفيلم به إفيهات أيضا، وكنت أدرك جيدا أن لجنة التحكيم محترمة وكنت أثق فى أنهم متخصصون فى السينما ويدركون أن الفيلم مصنوع للسينما وحالة سينمائية تحدث مرة أو اثنيين فى الحياة.

لماذا تحمست لتقديم فيلم «الشوق»؟

- عندما عرض علىّ السيناريو وجدته يحمل جرعة حزن كبيرة وهذا ما أعجبنى فيه، ووجدت به خصوصية تذكرنا بأفلام قديمة مأساوية مثل «بداية ونهاية» و«دعاء الكروان» و«الحرام»، و هذه الأفلام لم يهاجمها الإعلام عند عرضها، بعكس «الشوق» الذى اعتبره البعض يسىء لمصر.

النهاية كانت مأساوية جدا بعد موت سوسن بدر؟

- دور المخرج أن يقدم عملاً لم تشاهده من قبل وليس البحث عن إرضاء المشاهد، ولو فكرت فى ذلك سأخرج أفلاماً عن سائقى «التكاتك»! وسوف تضيع السينما وتغرق فى موجة الكوميدى والرومانسى، كما أن هناك نهايات لأفلام عديدة أكثر مأساوية مثل «بداية ونهاية» لصلاح أبوسيف و«دعاء الكروان» وغيرهما، إضافة إلى أننا نعانى أزمة وجود أفلام تمثل مصر فى المهرجانات، فرغم أننا أقدم سينما فى المنطقة العربية، فإن هناك دولا أخرى أصبحت فى الصدارة، فمثلا الأفلام اللبنانية اكتسحت المنطقة، والسورية والعراقية والفلسطينية باتت أهم سينما عربية حاليا، بينما نحن على الهامش، ولا يوجد منتج يسعى أو يغامر عكس زمان حيث كان للسينما أهميتها فى الثقافة العامة، وثقافة مصر هى ثقافة العرب، لكن بعد أن تحولت إلى تجارة، ضاع كل ذلك لدرجة أن عددا من المخرجين العرب سألونى عن سبب الحالة التى وصلت لها السينما المصرية، والحقيقة أن تحمس المنتج محمد ياسين للفكرة هو السبب فى خروج الفيلم إلى النور بعد أن وضع جميع الإمكانيات المادية فى خدمة الفيلم.

هل من الممكن أن يحقق الفيلم نجاحا تجاريا؟

- أتوقع أن يحقق الفيلم إيرادات عالية، لأن المشاهد ذكى، وبعد أن يشاهد الفيلم سيدرك تماما أنه ممتع وبه مشاهد تحرك الوجدان والمشاعر.

البعض توقع أن تقدم روبى مشاهد ساخنة خلال الفيلم، لكنها ظهرت محتشمة تماما؟

- تعمدت من البداية أن أقدم روبى الممثلة، وهى أيضا فضّلت هذا الدور، ولم أفكر فى استغلالها جنسيا لأننى أحب وجهها الفرعونى بالإضافة إلى إحساسها العالى جدا، الذى ظهر خلال الفيلم، وقد اهتممت بها كممثلة، ولو «ركزت» مع الفيلم ستجده خالياً من القبلات، ومن المعروف فى المناطق الشعبية أن أى شاب يسعى للزواج من فتاة يرفض تقبيلها حتى لا تتلوث، لأنها من الممكن أن تكرر ذلك مع أى شاب آخر غيره.

ما السبب وراء انتشار شائعات أن الفيلم يروج للشذوذ الجنسى.. وهل أغضبك ذلك؟

- بعض الصحفيين استغلوا صور الفيلم بشكل خاطئ، ورغم أننى أرسلت لهم ٢٤ صورة من الفيلم فلم يختاروا منها إلا صورة واحدة تجمع روبى بشقيقتها كوكى، والمؤسف أن بعضهم تحول إلى مؤلف، وكتب قصة للفيلم من وحى خياله مليئة بالجنس والقبلات، لكن هذا لم يغضبنى لأننى كنت واثقا من أن الجمهور سيدرك الحقيقة بعد عرض الفيلم، لكن هذا لا يعنى أننى أرفض التطرق لشخصية الشاذ جنسيا، وسبق أن قدمت شابا إنجليزيا شاذا لأن هذا السلوك موجود فى العالم.

كيف قدمت سوسن بدر بهذه الشكل الذى أبهر من شاهدوا الفيلم؟

- سبق أن عملت مع سوسن بدر فى أكثر من عمل، ويوجد بينى وبينها كيمياء خاصة، فهى دائما تترك نفسها لى ولا تخاف من أى شىء، وتستمع جيدا لتوجيهاتى، وتفهم جيدا معنى كلمة مخرج وتدرك أيضا أن لديه أسلوباً خاصاً بدراما الفيلم ليس موجودا لدى الممثل الذى يشاهد دوره فقط، كما أظهرت براعتها فى التمثيل فى مشاهد عديدة.

لكن يوجد تناقض فى شخصية سوسن بدر خاصة بعد أن تخرج من الحارة؟

- تعمدت ذلك وكنت حريصا على أن تبتسم سوسن مع صديقتها فى القاهرة وتشعر براحة نفسية أكثر بعد أن تترك الحارة بهمومها ومشاكلها، ثم تعود إلى حالتها السابقة بمجرد دخول الحارة.

الفيلم واجه اتهاما ببطء أحداثه، فما ردك؟

- هذا مقصود، و«الشوق» نوع من الأفلام لم يعتد عليه الجمهور، وجماله فى إيقاعه البطىء حتى يتغلغل بداخلك فى هدوء وراحة وتشعر فى النهاية أنه يمتلك كل حواسك، كما أن الإيقاع البطىء أعتبره أيضا اختياراً فنياً منى ومن المصور حتى يشعر المتفرج بمشاهد معينة مثل موت الولد، لدرجة أن إحدى المتفرجات أصيبت بإغماء فى القاعة تأثرا بهذا المشهد، ولو كان الإيقاع أسرع لأثّر ذلك سلبياً على نجاح الفيلم، كما أننى أرفض تقديم فيلم مدته ٩٠ دقيقة حتى أرضى الموزعين، ويتناول الجمهور المشروبات الغازية خلال الاستراحة الخاصة بالفيلم، إلى جانب أنه يوجد فى الخارج أفلام تصل مدتها إلى ٢٤٥ دقيقة ولا يشعر الجمهور بأى ملل.

لماذا اخترت مديرا للتصوير إسبانى الجنسية؟

- مدير التصوير.. أعرفه منذ ٢٢ عاما منذ أن درسنا معاً فى الخارج، ووجوده فى الفيلم كان مهما جدا لأنه جعلنى فى حالة إبداعية أفضل، وساعدنى فى تنفيذ عدد كبير من المشاهد من «وان شوت».

لماذا صورت معظم المشاهد بطريقة «وان شوت» بالرغم من صعوبتها فى السينما؟

- ٨٥% من مشاهد الفيلم تم تصويرها «وان شوت» وهذا أفضل للفيلم لأنه يقدم الحالة على طبيعتها رغم صعوبة تصوير مشهد مدته ٣ دقائق، لدرجة أننا أعدنا تصوير أحد المشاهد ٢٢ مرة.

 

التمثيل .. سوسن بدر: مشاهد التسول حقيقية.. وصّورتها فى وسط البلد وأنا متخفية.. ولم أتوقع حصولى على الجائزة

من دور لآخر تتنقل باحتراف لتحقق مزيداً من التألق والتوهج الفنى.. وفى فيلم «الشوق»، جسدت سوسن بدر شخصية «فاطمة» الأم الفقيرة التى تحاول انتشال أبنائها من الفقر بعدما هجرها زوجها، وهو الدور الذى حصلت عنه على جائزة أحسن ممثلة من مهرجان «القاهرة» السينمائى الدولى.

ما شعورك بعد أن حصلت على جائزة أحسن ممثلة وحصول «الشوق» على الهرم الذهبى؟

- لا أستطيع أن أصف لك مدى السعادة التى سيطرت على بعد إعلان الجوائز، لكن حصول الفيلم على جائزة «الهرم الذهبى» أسعدنى عشرة أضعاف حصولى على «أحسن ممثلة»، لأنها جائزة كبيرة تعنى أن الفيلم أحسن إخراج ومونتاج وقصة وتمثيل وموسيقى وخلافه، لذا سعيدة لأننى اشتركت فى أفضل فيلم، وبشكل عام أنا سعيدة جداً باحتفال الناس بنا لأننا منذ فترة لم نشاهد مثل هذه الفرحة، والحمد لله حصلت مصر على الهرم الذهبى.

بعد عرض الفيلم أشاد النقاد بدورك فهل هذا كان مؤشراً مبدئياً للجائزة؟

- لم تظهر لنا أى مؤشرات أو تفاصيل من إدارة المهرجان، وكنا نحاول دائما عدم معرفة أى تفاصيل عن الصراع الذى حدث حول الفيلم داخل لجنة التحكيم، ولم نعرف هذه التفاصيل إلا بعد أن حصلنا على الجائزة، وهذا يؤكد أن لجنة التحكيم كانت قوية ومتمكنة، وفى المقابل قدمنا فيلما قويا أثار الجدل حوله.

هل شعرت بخوف من تقديمك شخصية «فاطمة» فى الفيلم؟

- منذ أن قرأت القصة وقعت فى غرام «فاطمة» وأحببت الفكرة والمعانى التى تحملها، ولا أرى بالفيلم أى نظرة سوداوية للمجتمع بل قدمنا قصة هذه العائلة التى تعرضت لظروف صعبة، وواجهت سوء الحظ.

تعتبرين دورك فى الفيلم لن يأتى إلا مرة واحدة فى العمر، ما قصدك؟

- الممثل من الممكن أن يعيش طوال عمره لا يحصل على فرصة تقديم دور يحبه إلا مرة واحدة، لكننى الحمد لله كنت محظوظة جداً لأننى سبق أن قدمت أدوارا كثيرة أشاد بها النقاد سواء فى التليفزيون أو المسرح أو السينما، والشطارة ألا يكرر الممثل أدواره.

بالرغم من الاختلاف الجوهرى بين شخصيتك فى مسلسل «الرحايا» ودور «فاطمة» فى «الشوق» فإن البعض أكد التقارب بينهما؟

- هذا غير صحيح بالمرة، لأننى قدمت فى «الرحايا» دور سيدة تهتم بنفسها وتضع الكحل بكثافة وتنتظر زوجها الغائب منذ ١٠ سنوات. وتريد أن يراها جميلة، كما أنها صلبة، وكانت تسير «تدب» فى الأرض، أما «فاطمة» فالنقيض منها تماما لأنها مهمومة وتسير منحنية من كثرة الهموم.

هل التصوير بطريقة «وان شوت» كان مرهقاً؟

- بقدر أنها متعبة ومرهقة جدا إلا أنها ممتعة جدا للممثل، وهى تذكرنى بالمسرح، وبصراحة شديدة اضطررنا إلى إعادة المشاهد أكثر من مرة لأن المخرج لا يتنازل أبداً عما يريده حتى لو ظللنا نصور طوال الليل فى مشهد واحد، لكن ما ساعدنا فى استخدام هذه الطريقة هو اشتراك ممثلين محترفين، باستثناء كوكى التى قدمت أولى تجاربها، لكن «الخضة» من الفيلم جعلتها تحفظ أكثر منا، وبصراحة كانت مركزة جداً وظهرت بشكل جميل.

لماذا التزمتِ الصمت تجاه الحملة التى شنها البعض ضد الفيلم قبل عرضه؟

- لأننى تعجبت عندما استغل البعض صورة تجمع روبى وشقيقتها فى الفيلم بشكل سيئ، وهل الأخت ممنوعة من أن تحضن أختها؟!، ولماذا أيضا انتشرت هذه الصورة بالتحديد؟!، وكان من المفروض أن ينتظروا عرض الفيلم قبل الحكم المسبق.

أداؤك كان مختلفا فى أول مشاهد الشحاذة؟

- بالفعل، المشاهد الأولى من الشحاذة لم أكن أعرف كيف «أشحت»، وكان من الصعب علىّ أن أطلب المساعدة بهذه الطريقة، كما أن هذه المشاهد كانت حقيقية وقدمناها فى وسط البلد، ونظراً لأن الجمهور لم يتعرف علىّ بسبب المكياج الذى وضعته فهذا ساعدنا كثيرا فى التصوير.

استخدمتِ المكياج بطريقة غيرت من شكلك وملامحك كثيرا بالرغم من أن سكان المناطق الشعبية يضعون الكحل والمكياج؟

- أنا محظوظة لأن المخرج سمح لى باستخدام المكياج بعكس باقى الممثلين فى الفيلم، حيث استخدم المكياج بغرض آخر حتى يظهر شخصية «فاطمة» التى عانت كثيرا وتحملت المسؤولية، وهذه تظهر شاحبة لأنها مكسورة ومهزومة ومحبطة ولن أنكر أن سكان الحارة يفضلون وضع الكحل وخلافه لكن نحن نتحدث فى الفيلم عن أسرة بائسة تتعرض لظروف صعبة جدا.

وهل تدخلتِ فى المكياج؟

- لم أتدخل لأن الماكيير اجتمع مع المخرج الذى وجهه وبدأ بعدها بوضع المكياج على وجهى دون أن تكون أمامى مرآة، وفوجئت به وقد خفف «حواجبى».

لماذا تعمدت تغيير نبرة صوتك خلال الأحداث؟

- بالفعل حدث ذلك بناء على طلب المخرج، خاصة أن الحالات التى تتعرض للمس الشيطانى تتغير نبرة صوتها لتقترب من الصوت الذكورى.

مشهد وفاة ابنك.. هل تطلب منك استعداداً معيناً ليخرج بهذا الإحساس؟

- بالفعل هذا المشهد «وجع قلبى» لأنى صرخت فيه بجد وتركت نفسى أصرخ داخل إطار الشخصية، والحمد لله كان من أهم المشاهد.

هل وفر الإنتاج الإمكانيات اللازمة للفيلم حتى يخرج بهذا الشكل؟

- بصراحة شديدة الإنتاج وفر جميع الإمكانيات وكان «مدلعنا» لدرجة أننا لو طلبنا أى شىء يتوفر لنا بسرعة جداً دون نقاش.

 

الإنتاج .. محمد ياسين: بعض أصحاب النفوس الضعيفة اتهموا الفيلم بالإساءة إلى سمعة مصر

مغامرة فنية محسوبة خاضها المنتج محمد ياسين بعد أن وافق على إنتاج فيلم «الشوق» الذى حصل على أعلى جائزة فى مهرجان القاهرة السينمائى.. ياسين قال لـ«المصرى اليوم» فى تصريحات خاصة: «سعادتى لا توصف بعد حصول الفيلم على جائزة (الهرم الذهبى)، ومنذ أن شاهدت الفيلم توقعت حصوله أو حصول بطلته سوسن بدر على جائزة والتى أعتبرها حصلت على فرصتها الحقيقية، وأعتقد أن هذا الفيلم سيكون علامة مهمة فى مشوارها الفنى الذى سينقسم، فى رأيى، إلى مرحلتين ما قبل فيلم الشوق وما بعده».

وأضاف ياسين: «وافقت على إنتاج الفيلم لأن السيناريو جيد وأقنعنى، لكننى لم أضع فى الاعتبار الحصول على جوائز فى المهرجانات، لأننى رجل أعمال وعينى دائما على (شباك التذاكر) وغالبا أفلام المهرجانات لا تحقق إيرادات فى شباك التذاكر، لكننى أتمنى أن يكسر فيلم (الشوق) القاعدة لأنة يتمتع بجميع المقومات التى تساعده على النجاح جماهيريا، من قصة وإخراج وخلافه، والحمد الله لا أقدم أفلام المقاولات أو التفاهة، وكل ما يهمنى أن أوفر جميع عوامل النجاح».

وعن شعوره بعد الجائزة قال: «لا يوصف، فخور بأننى أنتجت فيلما حصل على (الهرم الذهبى) فى ظل المنافسة الشرسة بين عشرات الأفلام، كما أن لجنة التحكيم معظمها أجانب، وأهدى هذا النجاح إلى كل العاملين فى الفيلم والسينما العربية وسعيد لأننى حققت الإنجاز لمصر، خاصة أننى أعتبر نفسى مصرياً لأن ثلاثة أرباعى مصرى، متزوج من مصر وأعمل هنا وأحب وأعشق هذا البلد، وبعد حصولى على الجائزة والتكريم سيشجعنى هذا أكثر على تكرار التجربة بشرط أن يكون الورق جيدا، ورغم أننى أفضل الأفلام الكوميدية، فإننى كشركة منتجة أسعى إلى التنويع ولا أؤمن بفكرة أن نوعية ما تحقق إيرادات وأخرى لا تحقق، لأنها فى النهاية أرزاق (بتاعة ربنا)، بدليل أن هناك أفلاما لنجوم جدد حققت إيرادات خيالية فى حين أن أفلاما لنجوم كبار لم تحقق أى إيرادات تذكر، ولا يوجد منتج يستطيع أن يتكهن بإيرادات فيلمه».

أضاف ياسين أن خالد الحجر عرض عليه سيناريو فيلم «الشوق»، وعندما قرأ القصة وجدها حقيقية ومن واقع الشارع المصرى واللبنانى والعربى، فالفقر فى كل مكان، وقد تركت للمخرج حرية اختيار الأبطال لأن هذه رؤيته ولا يصح أن أفرض ممثلا عليه.

عن طول مدة الفيلم قال ياسين: «هذه رؤية المخرج وكان من الممكن أن أتدخل لكننى تركت له مطلق الحرية فى تنفيذ أفكاره».

ونفى ياسين ما أشيع عن حصوله على دعم مادى من فرنسا وقائلاً: «حصلنا على دعم تقنى لأننا من الدول (الفرانكفونية) التى تحافظ على اللغة الفرنسية وتعتبر هذا الدعم مساعدة للسينما والثقافة، واقتصر الدعم على الإنترنيجاتيف والمؤثرات الصوتية للحصول على أعلى جودة، وهذا لا يشكل ١٠ % من تكلفة الفيلم الإنتاجية التى وصلت إلى ١٢ مليون جنيه».

وحول تلقيه عروضا من مهرجانات أخرى لعرض الفيلم بها قبل عرضه فى مهرجان القاهرة السينمائى قال: «فضلت الاشتراك فى (القاهرة) رغم أننى تلقيت عروضا من مهرجانات أخرى بـإغراءات مادية كبيرة، خاصة عندما أبلغونى بأن المهرجان لا يوجد به فيلم مصرى هذا العام، ودون تردد اخترت مصر». وعلق ياسين على المؤتمر الصحفى الذى أقيم للفيلم عقب عرضه فى المهرجان قائلاً: «سعدت برأى النقاد الذين أشادوا بالفيلم وبأداء الممثلين الذين استحقوا أعلى تقدير،

وهناك عدد قليل من الصحفيين هاجموا الفيلم واتهموه بالسوداوية، أو بتشويه صورة مصر، وهذا غير حقيقى بالمرة، خاصة أننى لا أحب هذه النوعية من الأفلام، ونحن لا يمكن أن نتجاهل أوضاعاً موجودة فى كل بلد عربى وعندما وافقت على إنتاج الفيلم لم أضع فى الاعتبار أن هناك بعض النفوس الضعيفة حرفوا الموضوع وأخذوه فى اتجاه آخر، كما أن قصة الفيلم تدور فى حى شعبى وهذه القصة من الممكن أن تحدث بالفعل، كما يوجد لدى فيلم آخر نقيض (الشوق) هو (٣٦٥ يوم سعادة) الذى سيعرض أواخر يناير المقبل، ولا أعتقد أن هناك فيلماً سيظهر جمال مصر بهذا الشكل من مناظر طبيعية والأهرامات بعد إنارتها وغيرها من المشاهد التى أعتبرها مفاجأة للجمهور.

المصري اليوم في

12/12/2010

 
 

«الشوق».. جرعـات زائدة في كل الاتجاهات

كتب محمود عبد الشكور

كان يمكن أن يكون فيلم «الشوق» الذي كتبه «سيد رجب» وأخرجه «خالد الحجر» أحد اللآلئ البراقة في عقد أفلام المهمشين، ولكنه وقع في فخ مزعج للغاية، إنه بامتياز النموذج الأمثل لما يمكن أن تطلق عليه «فيلم الجرعات الزائدة» في كل الاتجاهات تقريباً، ومن كل الأشكال والألوان.

لكي تصنع وجبة طعام جيدة لابد من كمية مناسبة من الملح، وإلا أصبح الطعام غير قابل للأكل أصلاً، ولكي تمنع آلام المريض أثناء عملية جراحية يتم استخدام كمية محدودة ومضبوطة من المخدر، ولو زادت الجرعة سيدخل المريض قطعاً في غيبوبة قد لا يعود منها، في المثالين السابقين هناك مقادير محددة يمكن ضبطها (زي ما بيقول كتاب الطب أو كتاب طبخ) ولكن في الفن لا يوجد هذا الميزان الحساس إلا داخل الفنان، ولا يتكون هذا الميزان داخله إلا نتيجة تفاعل عاملي الخبرة والموهبة معاً بطريقة معقدة للغاية، وللأسف الشديد، لا نستطيع أن نقول إن هذا الميزان كان موجوداً عند صناع فيلم «الشوق»، صحيح أننا لا نستطيع أبداً تقديراً للمجهود الكبير الواضح، أن نقول إن الفيلم مات أو دخل في غيبوبة، ولكنك لا تستطيع أبداً أيضاً أن تقول إن الفيلم صحيح ومعافي وتتناسب قيمته الفنية مع الجهد الضخم المبذول فيه.

الجرعات الزائدة

ماذا تعني بالضبط عبارة «الجرعات الزائدة»؟ معناها أن تعتقد أن المبالغات في شتي الاتجاهات يمكن أن تخدم هدفك في صناعة فيلم يتعاطي مع هموم المهمشين وأشواقهم للحصول علي حياة تليق بآدمية الإنسان، هذه نوايا «سيد رجب» وهي نوايا حسنة ومشكورة، ولكن المشكلة أن النوايا وحدها لا تكفي لأن المقارنات لن تتوقف مع أفلام المهمشين المعروفة مثل «الساحر» و«عصافير النيل».. إلخ رغم الملاحظات علي هذين الفيلمين مثلاً، إلا أن هناك انضباطاً نسبياً في البناء وفي طريقة رسم الشخصيات، وفي اتساق تصرفاتها، بل إن هناك ظلالاً شاعرية تغلف السيناريو بأكمله بحيث تحب الشخصيات وتتفاعل معها، وتتفهم أشواقها للحياة الكريمة، ولكن الصورة مختلفة في فيلم «الشوق»، فكرة التشوق إلي تغيير الحياة الراهنة نفسها قد تكون واضحة عند بعض الشخصيات، ولكنها ليست كذلك عند شخصيات أخري، أي أن هناك شخصيات لديها فعلا هذا الشوق، وأخري تكتفي بالفاعل مع الحياة اليومية من أجل البقاء، موقف المؤلف أيضا من محاولات الانعتاق من الفقير غير واضح، هل هو مع فكرة الفرار من الحارة/ المستنقع القائمة في منطقة اللبان بالإسكندرية؟ أم أنه مع فكرة التحايل علي المعايش «لحد ما تفرج»؟ بل إن المؤلف نفسه لم يسأل نفسه كيف يمكن أن يكون الهروب من المكان مفتاحا في حد ذاته للتغيير؟

هذه الملاحظات في صميم الفيلم، وفي صميم مغزاه، وأتصور أنها أثرت علي الطريقة التي رسمت بها الشخصيات وخاصة الشخصيات المحورية «فاطمة» التي لعبتها باقتدار الكبيرة حقا باذخة الموهبة والحضور «سوسن بدر»، وبسبب التشوش انتهينا إلي حالة غريبة تجاه أبطال الفيلم الذين ما إن تتعاطف معهم حتي تزدريهم، وما إن تحتقرهم حتي تعود للتعاطف معهم؟!

الهجرة إلي الخارج

يبدأ الفيلم بتعليق صوتي عن البحر الذي يوحي بفكرة الهجرة، وعلي مشاهد من بحر الإسكندرية وشواطئها، نسمع مقارنة غريبة عن الطيور التي تهاجر ثم تعود، وعن الإنسان الذي يهاجر فلا يعود، مقدمة كهذه تعطيك انطباعا غير صحيح عن أن الفيلم موضوعه الهجرة إلي الخارج، ورغم قوة هذه المشاهد بصريا، إلا أنها ترتبط بخيوط واهية بالحكاية الأصلية الكائنة في أحد الشوارع الخلفية في منطقة اللبان حتي تستعرض الكاميرا بهدوء وبراعة وجوه ضحايا التهميش، ربما كان أفضل ما صنعته المقدمة فقط هذا الانتقال الحاد من البحر المفتوح إلي الزقاق الخانق بما يشبه وقع الصدمة.

محور الدراما كلها، أو «وتد» الفيلم كله هو «فاطمة» البائسة (سوسن بدر) التي لا نعرف لها عملا محددا سوي قراءة الفنجان للجيران، مأساتها مزدوجة وقديمة أيضا، لقد هربت من أسرتها في طنطا منذ عشرين سنة لتتزوج صانع الأحذية الذي أحبته (يقوم بالدور باقتدار سيد رجب)، وأنجبت منه بنتين (علي وش جواز) هما: شوق (روبي) وعواطف (ميرهان) لن تعرف بالضبط لماذا لا تعمل الفتاتان مثلا، ولكن المأساة الأساسية التي تتفرع منها الدراما هي معاناة الطفل الصغير «سعد» -ابن فاطمة- من الفشل الكلوي، واضطرارها إلي احتراف الشحاذة في القاهرة؟! من أجل توفير المال لجلسات الغسيل الأسبوعية، ثم وفاة الابن، هناك أيضا حالة غريبة تنتاب «فاطمة» عند الغضب تجعلها تردد الشتائم بصوت أجش، ثم تضرب رأسها في الحائط بطريقة متكررة، في المفهوم الشعبي يقولون عادة إن هذه المرأة «ملبوسة» أو «مخاوية» لأحد الجان، ولكن الحالة يمكن تفسيرها علميا بأنها أعراض هيستيرية واضحة لمعاناة نفسية هائلة، الجسد هنا يعلن احتجاجه علي أنين الروح، علميا أيضا تمثل هذه النوبات الهيستيرية نوعا من الهروب والتنفيس عن الكبت، وقد بدت لي أيضا كما لو أنها نوع من التكفير عن شعور فاطمة بالذنب لهروبها من أسرتها، مجرد حيلة دفاعية يدافع بها الإنسان عن نفسه في مواجهة ظروفه.

أفلام المهمشين

«فاطمة» -إذن- هي الفيلم، ولكن أفلام المهمشين تكتسب قوتها أيضا من رسم ملامح عريضة لمجتمع مغلق مكبوت وعاجز، كالمعتاد ستجد نماذج كثيرة داخل هذا الزقاق تستكمل ملامح الصورة: «أبوسالم» (يوسف إسماعيل) الذي أصيب في الحرب، ولم يحصل إلا مؤخرا علي كشك أصروا علي أن يكون داخل الحارة/ المقبرة، وزوجته التي تعاني من عجز زوجها الجنسي بعد إصابته، وابنهما «سالم» (محمد رمضان) طالب الهندسة وحبيب «عواطف» الذي يتخلي عنها ويهرب من المكان والناس والفقر، و«رجاء» الزوجة الشابة التي تكره زوجها بائع الغاز لرائحته، وتقيم علاقة مع مراهق يافع، والخردواتي «إبراهيم» الأخرس الذي لم أفهم مشكلته بالضبط ولعب دوره «أحمد كمال»، وابنه «حسين» (أحمد عزمي) حبيب «شوق» الذي يتعرض للإهانة في الحارة فيتراجع عن فكرة الارتباط بها، كما يتعرض لمطالب «فاطمة» التعجيزية الباحثة عن زوج أفضل لابنتها، وهناك صعيدي يبيع الخضروات، ورجل كفيف.. و.. و.. و..إلخ.

لديك شخصية ثرية هي «فاطمة»، ولديك مكان علي الهامش، ولديك نماذج متنوعة -رغم أنها مألوفة في أفلام المهمشين- يمكن أن تصنع عملا معقولا، ولكن طريقة الجرعات الزائدة ستجعل الفيلم يزحف ويعيد ويزيد ثم يبالغ ثم يترهل السرد ثم نسقط في بئر الميلودراما أحيانا وأخيرًا ننتهي إلي نهاية غريبة.

الابتزاز العاطفي

من أمثلة الجرعات الزائدة مثلاً التطويل في سرد أوجاع الطفل «سعد» وآلامه التي بدت أقرب إلي الابتزاز العاطفي للمتفرج، ومنها أيضًا التطويل والتكرار في مشاهد «فاطمة» وهي تشحذ في شوارع القاهرة، ومنها عدم التوازن بين مشاهد «فاطمة» ومشاهد الشخوص الأخري (خاصة ابنتيها) في الربع الأول المترهل تمامًا من الفيلم، ولكن الجرعة الزائدة المحورية التي لا تصدق هي أن تذهب «فاطمة» إلي طنطا لمصالحة أهلها، وتتعرف عليها أختها، ولكن «فاطمة» هي التي تهرب لأنها لا تستطيع المواجهة، ليس هذا بالتأكيد سلوك امرأة قوية الشخصية ولا أم تحاول انقاذ طفلها من الموت التي لا تفكر بعقلها ولكن بعواطفها، ولم يكن من المعقول أبدًا أن تترك طنطا لتعمل شحاذة في القاهرة، كان الهدف تأزيم الموقف وتكثيف معاناتها، وكانت الوسيلة السهلة هي أن تزيد الجرعة بطريقة لا تتسق مع رسم الشخصية، وحتي بعد الوصول إلي القاهرة وجمع المال، بدا واضحًا جدًا أن الفيلم انتهي تقريبًا مع وفاة الابن رغم احتراف الأم للشحاذة، ولكن المؤلف يريد استمرار المعاناة، فأصبحت الأم تشحذ لكي تقوم بتجهيز ابنتيها بما يليق بعريس أفضل، ثم تصبح المشكلة أنها تريد أن تخفي عن الحارة عملها كشحاذة، بل وتحاول أن تكسر أعين جيرانها بالمال حتي لا ينتقدها أحد عند معرفة الحقيقة، وهكذا تلاحظون أن الجرعة الزائدة الأولي قادتنا إلي جرعات إضافية أضعفت الحكاية بأكملها خاصة أن «فاطمة» سترفض عريس ابنتها البسيط، وهو أمر لا يمكن تصوره في طبقة تسبق فيها فكرة «الستر» فكرة «أموال العريس»، في هذه النقطة تحديدًا يتشابه موقف الأم الغريب مع موقف الأب الأغرب من عريس ابنته في فيلم «الساحر» ولو أن هؤلاء الفقراء يُفكرون كما يفكر المؤلفون لما تزوجت البنات أبدًا!

البائسة المسحوفة

لقد تورط المؤلف تدريجيا في أمر خطير: «فاطمة» التي تصارع الفقر أصبحت في مصارعة مفتعلة ولا منطقية مع حارتها ومع ابنتيها، وهذه جرعة إضافية: الابنتان تدخلان في علاقة مع شابين، وجرعة إضافية زائدة: «فاطمة» تخشي معرفة جيرانها بكونها شحاذة مع أنهم جميعًا يمارسون الشحاذة بطريقة غير مباشرة!

كان السيناريو في حاجة إلي احتراف تقني ينتقد الفكرة، ويحقق التوازن في عرض الشخوص، ويضبط الموقف من فكرة الهروب من الجارة، ويجعل سلوك الشخصيات متسقًا مع ما نعرفه عنها، ولكن ذلك لم يحدث ابدأ فأصبحنا لا نعرف هل نتعاطف مع «سالم» لأنه غير راضي أم تتعاطف مع حسين لأنه راضي؟ هل نتعاطف مع «فاطمة» لأنها تقاتل من أجل إنقاذ أسرتها أم نكرهها لأنها دمرت حياة ابنتيها؟ بل ما الذي يضيف أصلاً أن تموت هذه البائسة المسحوقة في نهاية الفيلم؟ كيف لم ينتبه صناع الفيلم إلي المفارقة بأن حرب هؤلاء الناس ضد الفقر؟ وليس ضد بعضهم، وكيف لم يشعروا بأن «فاطمة» حاربت فقرها ثم جارتها ثم ابنتيها؟ وما الذي يمكن أن تفعله البنتان الهاربتان في نهاية الفيلم وأمامهما البحر الواسع العريض؟ هل ستحققان حياة أفضل مع أنهما باعا جسديهما لأول شابين في أول اختبار حقيقي دون الأم؟

كلها أسئلة معلقة في الفراغ تؤكد ما نعرفه جميعًا من أن السيناريو بناء متماسك، إذا بدأت بشكل صحيح ستصل إلي نهاية صحيحة، أما إذا بدأت بجرعات زائدة فإنك ستتورط حتمًا في جرعات أكثر.

مشكلات الشوق

هذه هي مشكلات الشوق التي أراها جوهرية وموثرة، ولكن ذلك لا ينبغي أن يجعلنا نتجاهل المجهود الضخم المبذول ولا العناصر الغنية شديدة التميز، التشخيص والأداء الاستثنائي للرائعة سوسن بدر، في أفضل أدوارها السينمائية علي الاطلاق، لقد توحدت تمامًا مع شخصية «فاطمة» واستخدمت ببراعة كل أدوات الممثل: الصوت والحركة والتعبير، بالعينين مع حضور طاغٍ جعلها حاضرة في أذهاننا حتي في المشاهد التي لا تظهر فيها، «سيد رجب» في دور لا ينسي صعوبته في أنه تجسيد متحرك لفكرة العجز، الحقيقة أنه مشخصاتي متميز جدًا ولم يكن يعيبه أبدًا أن يشاركه في الكتابة في ضبط السيناريو كاتب أكثر احترافًا، بالتأكيد هو يعرف المكان وهذه الشخصيات ولديه مخزون من التفاصيل ولكن ذلك لا يكفي لصناعة بناء متماسك، «روبي» وشقيقتها الوجه الجديد «ميرهان»، اختلت منهما بعض المشاهد الهامة خاصة في المواجهة الأخيرة مع الأم، «أحمد عزمي»، و«محمد رمضان» كانا أيضًا أقل بريقًا واقناعًا لأسباب تتعلق بالطريقة التي رسمت بها الشخصيات المدهشة «منحة زيتون» في دور لافت ومؤثر جدًا، إنها «تحية» المرأة البدنية الجالسة طوال الوقت، والتي تركها ابنها ثم وجدت نفسها في مساعدة البائسة «فاطمة» والتعاطف معها، أعتقد أن هذا الدور يرشح هذه الممثلة المجتهدة والموهوبة والتي شاهدناها في أدوار صغيرة كثيرة، للمنافسة بقوة علي لقب أفضل ممثلة مساعدة، «يوسف إسماعيل» كان أيضًا جيدًا في دور «أبوسالم»، وأظن أنه يقترب كثيرًا من تطويع خبرته المسرحية في أداء أدوار سينمائية تتسم بالاقتصاد في المشاعر والاتصالات.

مغامرة مختلفة

لا ينبغي أيضًا أن نتجاهل بعض العناصر التقنية والفنية الرفيعة، موسيقي «هشام جبر» التي صنعت معادلاً سمعيا مليئًا بالشجن للمأساة التي نشاهدها، الصورة التي حققها نستور كلفو التي خلقت شعورا طاغيا بالوحشة والكآبة، مساحات اللون الأسود التي تحتل أجزاء كبيرة من الصورة كما في مشهد لقاء الفتاتين بالشابين، وضع الوجوه بأكلمها خارج النور، كما في معظم مشاهد «سيد رجب» وبعض مشاهد «سوسن بدر»، القدرة علي نقل شخصية المكان الحقيقي ودمجه بسلاسة مع ديكورات قليلة، فكرة وضع بعض المقاطع الغنائية علي شريط الصوت في بعض المشاهد لا بأس بها ولكن الظلمات كانت تتحدث عن البحر فيما كانت «فاطمة» أمام النيل! حتي ماكياج الشخصيات وخاصة «فاطمة» كان مقنعًا للغاية، ولكن ظلت المشكلة الواضحة في أن «خالد الحجر» لم يشأ أن ينقذ الفيلم من الترهل، كان الأمر في حاجة إلي حذف ما لا يقل عن 40 دقيقة امتلأ معظمها، بالصراخ والعويل والضرب ومشاهد التسول في الشوارع بصورة متكررة ومملة، المخرج مسئول أيضًا عن إفلات بعض المشاهد من ممثليه خاصة في حالة «روبي» و«ميرهان»، ولكن يذكر لـ«خالد الحجر» أن كل فيلم جديد يخرجه هو مغامرة مختلفة تمامًا عن أفلامه السابقة، بل أن الشوق - رغم مشاكله - هو أفضل أفلامه بصريا حتي الآن، ولا شك بأن اجتهاده - حتي مع الاخفاق - يستاهل الاحترام والتقدير.

روز اليوسف اليومية في

12/12/2010

 

«ميكروفون».. صرخات شبابية بحثاً عن الحرية

كتب : سلامة عبد الحميد

الحرية هي المطلب الأول والرسالة الحقيقية التي سعي لإبرازها والتأكيد علي ضرورة وجودها كل صناع فيلم "ميكروفون" الحائز علي الجائزة الأولي في المسابقة العربية في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير.

كل الشخصيات في الفيلم علي كثرتها تبحث عن التحرر، كل وفق منظوره وظروفه وطبيعة نشأته، والحرية في الفيلم بمنظورها الواسع تتعدي كل الخطوط الحمراء وتتجاوز كل الأعراف والتقاليد الثابتة في المجتمع لتصطدم بمخلبي التدين والشرطة اللذين يقاومان التحرر بكل الوسائل ويحرصان علي بقاء الوضع علي ما هو عليه وفق رؤية الشخصيات.

تم تصوير الفيلم بالكامل في الإسكندرية ويظهر فيه عشرات الشباب بشخصياتهم الحقيقية في إطار درامي يجمعهم حيث تدور الأحداث حول شاب يعود إلي مدينته بحثا عن حبيبته واصلاح علاقته بوالده بعد سنوات قضاها في أمريكا لكنه يكتشف أن ما عاد من أجله سراب، وأثناء جولة يائسة في الشوارع يلتقي شبان وشابات مغايرون تماما لما اعتاد عليه في مدينته فيندمج في عالمهم بقوة ربما بتأثير اختلاطه بهم في غربته.

الشباب تتراوح أعمارهم بين الخامسة عشرة والخامسة والثلاثين، لكن السمة الواضحة التي تجمعهم تتمثل في حالة عامة من الإحباط في امكانية تغير ظروفهم أو تغير نظرة المجتمع إليهم، منهم من يغني الراب أو الهيب هوب علي الأرصفة ومنهم من يعزف "الروك" علي الأسطح ومنهم من يرسم لوحات "جرافيتي" علي الجدران ومنهم من يتجول ليل نهار في الشوارع علي لوح تزلج "سكيت بورد".

الصيغة العامة للفيلم كانت موفقة إلي حد كبير في التعامل مع هؤلاء الشباب الذين لا يمكن طرح مشكلاتهم أو آرائهم في فيلم تقليدي لأنها بالتأكيد أفكار ومشكلات غير تقليدية وربما كان العائق الوحيد أمام المخرج أحمد عبد الله، وهو نفسه المؤلف، في "تربيط" التفاصيل داخل قصة مشوقة تصلح في النهاية كفيلم سينمائي.

الأسلوب الذي استخدمه المخرج في التسلسل الدرامي للفيلم كان مختلفا وربما صادما للبعض ممن أدمنوا السينما التقليدية واعتبروها الصيغة السينمائية الوحيدة المقبولة، لكنه كان الأسلوب الأنسب لطرح أفكار شبابية مشوشة ومحاولات ضبابية لتحقيق الذات من جانب أشخاص لا يجدون جهة أو شخصية واحدة تساندهم في تحقيق أحلام يعتبرها المجتمع متطرفة، في حين أن رؤيتهم للتطرف تتمثل في رفض المجتمع نفسه للتغيير.

ربما كانت الحلقة الأضعف في الفيلم هي الخط الدرامي الخاص بعلاقة البطل "خالد" بحبيبته التي جسدتها "منة شلبي"، فكلما ظهرت الحبيبة كان الفيلم "يفصل" المشاهد عن التحرر القائم في أحداثه، حيث ينتقل من مشاهد الشوارع العشوائية غير المدققة سينمائياً بشكل مقصود إلي مشاهد تقليدية لحبيبين يجلسان في مقهي ساحلي هادئ ليتحدثان عن وقائع قديمة قصد المخرج أن يرتبها في الفيلم بطريقة عكسية ليؤكد علي الوضع المعكوس اليائس الذي يعيشه الشباب. لكن لا يمكن القول إنه كان من الأفضل إلغاء هذا الخط الدرامي أو قصره علي مشاهد محدودة لأنه بات واضحا في نهاية الفيلم أنه الرابط الدرامي المنطقي بين كل الشخصيات التي تحولت الحوارات بين البطل وحبيبته إلي صيغة تفسير لها في بعض الأحيان وصيغة تزيد من غموضها في أحيان أخري.

خطان دراميان آخران لا يمكن اغفالهما الأول خاص بشخصيتي "مجدي" و"سلمي" اللتين قدمهما أحمد مجدي ويسرا اللوزي، وهما الصيغة الرمزية الحية للفيلم حيث يسعيان طوال الأحداث لإنجاز فيلم عن الفرق المستقلة ليطرح "ميكروفون" من خلالهما كل مشكلات صناع السينما المستقلة الشباب، ربما كنوع من الإنحياز إلي النفس كون معظم المشاركين في الفيلم يعملون في تلك السينما أو ينتمون إليها بالأساس.

والخط الآخر هو شخصية بائع أشرطة الكاسيت الشاب الذي قدمه عاطف يوسف، والذي يسعي طوال الفيلم للهرب من قبضة الأمن رغم أنه يقوم ظاهريا بعمل مشروع ويقضي يومه في الشارع بحثا عن مورد رزق، لنجد الأمن يكف يده عنه حين يحتمي بلافتة مرشح حكومي في الانتخابات، ثم يضربه بلا رحمة في نهاية الأحداث بعد دمار اللافتة في مشهد هزلي واضح الدلالة.

نعود إلي اختيار الإسكندرية لتصوير الفيلم لما فيها من خصوصية شديدة، فالمدينة الكوزموبوليتانية تضم حشدا من الثقافات وبالتالي يتوقع من البشر فيها أن يقدموا علي التحرر أكثر من غيرهم من سكان مدن أخري بينها العاصمة القاهرة.

لكن وفي المقابل فإن الإسكندرية الحالية تعد أحد أبرز معاقل التشدد الديني الذي فرض علي أهلها حالة من الحصار ــ إن جاز التعبير ــ ظهرت في مشاهد محدودة في الفيلم لكن بدلالات واضحة منها السيدة المنتقبة المستنكرة لما تراه ومجموعة المصلين الذين يعترضون علي إقامة حفل غنائي في الماهي دون تصريح رسمي ويتحدثون بأسلوب أقرب للأسلوب الأمني المعروف. إشارات كثيرة سريعة لكنها واضحة الدلالة ضمها الفيلم أيضا، منها ما له علاقة بمحاولات تغيير الفكر السائد لدي الأجيال الأقدم فيما يخص الذوق الفني تحديدا، فالمسئول الحكومي يرفض تمويل الفريق الغنائي الشبابي لأنه يقدم صيغة فنية جديدة ويمنح التمويل لفتاة تعيد غناء تراث كوكب الشرق أم كلثوم، والمسئول نفسه يعتبر "الجرافيتي" تشويها للجدارن والمباني بينما لا يجد غضاضة في تشويه نفس الجدران بملصقات قبيحة خاصة بمرشحي الانتخابات.

وحرص الفيلم طوال أحداثه علي الابتعاد عن المناطق الملتهبة حتي لا يصطدم بعوائق رقابية، لكنه ضم اشارات سريعة للكثير من الأحداث السياسية القائمة بينها الانتخابات كطقس مجتمعي له الكثير من الخصوصية في مصر، إضافة إلي مشاهد سريعة خاطفة لتظاهرات واعتصامات ظهرت في إحداها واضحا صورة الشاب السكندري خالد سعيد الذي مازالت قضيته تحتل مكانة بارزة في علاقة المواطنين بالجهاز الأمني.

لا يمكننا أن نغفل أبدا في استعراضنا للفيلم اعتماده تلك الصيغة الواقعية جدا في سرد الأحداث من خلال حوار طبيعي جدا بين الشخصيات يبدو أنه في أغلبه مرتجل حتي أن بعض الألفاظ فيه تصل السينما ربما للمرة الأولي، وإن كان البعض ممن حضروا العرض الأول للفيلم أبدوا انتقادات واسعة علي مستوي الحوار المتدني، وكأن المطلوب من السينما أن تزيف الواقع وتقدم للجمهور علي لسان أبطالها حوارا لا يستخدمه هؤلاء الأبطال في حياتهم الطبيعية.

تبقي أيضا الإشارة إلي المغامرة التي خاضها صناع الفيلم بتقديم عمل مختلف يركز علي شباب يتم تهميشه لأسباب مختلفة أبرزها الخوف من أفكاره المتحررة التي تطالب بتغيير الكثير من التفاصيل اليومية في المجتمع وتجاوز تابوهات عدة باتت من تكرارها سمة أساسية لحياة المصريين رغم أنها ليست جزءا من تكوينهم الثقافي أو الحضاري.

ولابد من توجيه الشكر لفريق الفيلم الذي أتاح للجمهور فرصة معرفة مجموعة من الفرق الموسيقية الشبابية المتميزة، والدفع في اتجاه منح تلك الفرق وغيرها فرصا لتقديم فنونهم والتعبير عن أنفسهم في إطار قانوني بدلا من اللجوء إلي أطر غير قانونية معروفة جميع أنحاء مصر للهرب من الملاحقات الأمنية التي تعتبر هؤلاء الفنانين الشباب مارقين أو متجاوزين رغم أنهم يحاولون فقط استخدام حقهم الدستوري في التعبير عما بداخلهم.

وكان اختيار الأغنيات ومواقع تداخلها في الأحداث موفقا بشكل كبير، حتي أنها كانت الأفضل علي الإطلاق في الأحداث واستجلبت لمرات عدة تصفيقا حادا في العرض الأول من جانب جمهور فوجئ بمدي الوعي السياسي والثقافي الكبير لدي شباب يعيشون علي هامش المجتمع، لكنهم يستحقون أن يكونوا في صدارة المشهد.

روز اليوسف اليومية في

12/12/2010

 

بعد تكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي

صفية العمري: أخيراً انتبهوا!

القاهرة ـ من محمد عاطف

أكدت النجمة صفية العمري انها سعيدة بتكريمها في مهرجان القاهرة السينمائي، لأنهم أخيرا افتكروها وهي مازالت على قيد الحياة، وتعمل بجد واجتهاد، رغم انها حققت نجاحا كبيرا في مجالات عديدة منها منصب سفيرة النوايا الحسنة، ولم يكرمها أحد في مصر، رغم تكريمها في دول أخرى عديدة، لكنها تعتبر تكريم بلدها له طعم خاص.

·         هناك انتقاد لك لظهورك في فيلم 'وتلك الأيام' بدور أم محمود حميدة، كيف وافقت هل لمجرد العمل والظهور في السينما؟

* عندما جاءني المخرج وقال لي هذا الدور سيكون مهم لأنك تظهرين أم محمود حميدة، الا انني رفضت السيناريو لمدة شهرين خوفا منه، لكن في النهاية وجدت الشخصية جديدة عليَّ فوافقت.

·         لماذا لا تعملين في التلفزيون، رغم انك كنت نجمته لسنوات؟

* مسلسل 'ليالي الحلمية' أشبعني منم التمثيل بكل المراحل التي مررت بها، وكلما جاءني سيناريو اعتذرت، الى ان توفيت أمي وجاءني بعدها سيناريو 'هوانم جاردن سيتي' وأعجبني وصورته واعتقد انه عمل جيد.

·         كل نجوم ليالي الحلمية استمروا في العمل ماعدا صفية العمري لماذا؟

* لأن العمل الاجتماعي عملت به، وظهرت إشاعات انني تركت التمثيل وأعيش في أمريكا وأعمل بالأمم المتحدة كسفيرة للنوايا الحسنة، وكلها أكاذيب ظهرت ضدي وأنا موجودة وتليفوناتي مفتوحة وأي مخرج يستطيع محادثتي.

·         هل تنقصك العلاقات الاجتماعية بالوسط الفني؟

* فعلا، والمفروض أنني من أبناء الوسط الفني وليس مطلوبا مني الإلحاح لأعمل، لن أفعل ذلك.

·         أنشطتك الفنية تقلصت كيف تقضين وقتك بعيدا عن الفن؟

* خدمة المجتمع والإنسانية مهمة جدا في حياتي وهي أمور طيبة أشعر بحلاوتها.

·         ألا تخشين من العمل مع مؤلفين ومخرجين من الشباب ؟

* أبدا، أنهم أفكار المستقبل ونواة الفن، ودوري الوقوف بجوار الشباب.

·         اختيارك في فيلم قصير هل أفادك فنيا؟

* فيلم '5 جنيه' مع أحمد الفيشاوي تحمسنا فيه جدا وصورناه في يومين فقط وليس في اسبوع كما كان مقررا له.

القدس العربي في

12/12/2010

 

مهرجان القاهرة للسينما والدعاية والملابس 'السواريه':

سجادة 'الأوسكار الحمراء' .. شعار غير معلن للتأييد الأمريكي!

القاهرة ـ من كمال القاضي

في غياب الوعي والفكر والثقافة والمشروع تتحول الاحتفاليات الى تظاهرات صاخبة وفارغة خالية من أي مضمون حقيقي أو مجازي.

بيد أن كل ما يحدث لا يعدو كونه سباقا محموما تتراجع فيه المعاني الحقيقية لمفهوم الفن الراقي وتتقدم فيه نجمات الصف الأول والثاني والثالث والكومبارس، ليس من ممثلات السينما فحسب ولكن من مذيعات الفضائيات اللاتي تأثرن بالجو السينمائي العام وانتقلت اليهن عدوى العري فصرن ينافسن نجمات الإغراء بالكشف عن سيقانهن وصدورهن وظهورهن كي يصبحن أكثر جاذبية عساهن أن يجدن الفرصة الى الشاشة الكبيرة ويخطون على السجادة الحمراء في حفل الافتتاح الساخن بوصفهن وجوها شابة تخطو خطواتها نحو المجد كالذين تزدحم بهم ردهات دار الأوبرا المصرية وتملأ أصواتهم فراغ المسرح الكبير .. تلك الأمنيات باتت تراود كل الإعلاميات والإعلاميين بعدما صار نجوم السينما ونجماتها هم النماذج في النجاح والشهرة والتأنق والثراء فقد حضر حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي لا يقل عن عشرين ألف ضيف ما بين ممثلين وممثلات وإعلاميين وصحافيين ورجال أعمال وشخصيات عامة جاؤوا للقاهرة ليشهدوا ويشاركوا في مراسم العرس السينمائي السنوي.

أو بالأحرى يأخذوا نصيبهم من الأضواء ويدلوا بأحاديث عن آخر مشروعاتهم الفنية وأحدث صيحات الموضة في فساتين السواريه وقصات الشعر ولا ينسون التنويه عن أهم بيوت الأزياء التي صممت لهن الجديد والفريد من ملابس السهرة، وبالطبع يشمل ذلك عمل دعاية مجانية للمتخصصين في المكياج والمساحيق والمانيكير والباديكير، وفي خضم الإنشغال بمثل هذه الجوانب لا يأتي ذكر للقضايا السينمائية وما يهدد الصناعة ولم يجرؤ واحد فقط من الضيوف أن يشير الى محاولات الاختراق الصهيوني للمهرجان الرسمي للبلاد ومحاولة تحقيق التطبيع الثقافي بالتسلل عبر شركات أمريكية أسست برؤوس أموال يهودية، غير ان أحدا أيضا من المهمومين بالحركة السينمائية لم يكلف نفسه عناء السؤال أو الاستفسار حول .. لماذا الإصرار على أن يكون فيلم الافتتاح أمريكيا كل عام ؟!

الجميع مشغولون بحضور النجم الأمريكي العالمي ريتشارد جير الذي خطف الأضواء من عمر الشريف وبقية نجوم العالم، وعلى ذكر فيلم الافتتاح فإنه برغم الضجيج الذي سبق اختياره إنصراف الحضور تماما من قاعة العرض بعد إنتهاء مراسم التكريم ولم يهتم بمشاهدة الفيلم المختار 'عام آخر' غير نسبة قليلة تعد على أصابع اليدين وهو ما يعكس عدم الاكتراث بالمشاهدة والتركيز فقط على متابعة تفاصيل الاحتفال الكرنفالي، إنه لجدير بالذكر في هذه المناسبة التنويه الى خطاب سعد الدين وهبة التاريخي في واحدة من دورات المهرجان المهمة، حيث أعلن في حفل الافتتاح أن مهرجان القاهرة السينمائي أصبح مستهدفا من إسرائيل وعلينا أن نعي هذه الحقيقة ونتعامل بموجبها فأول ما يجب أن نفعله والكلام لسعد وهبة أن نقطع الطريق على أي مشاركة صهيونية ونحافظ على هوية المهرجان كحدث سينمائي عربي قومي، هو بالأساس فرصة ثمينة لإلتقاء الثقافات العربية العربية وواجهة حضارية لمصر أمام العالم كله .. وهبة ثاني رئيس لمهرجان القاهرة بعد كمال الملاخ ومنتزع الشرعية الدولية له من الاتحاد العام للمنتجين الدوليين أصبح ذكرى منسية لم يشر اليه لا من قريب أو بعيد سوى في الفيلم التسجيلي القصير جدا الذي يؤرخ للدورات ويحصي منجزاتها وضيوفها، يأتي ذكر سعد وهبة على استحياء وبشكل عابر شأنه شأن حسين فهمي وشريف الشوباشي باعتبارهما رئيسين سابقين، علما بأن الفرصة كانت سانحة تماما لتصوير بانوراما كاملة عنه أو إصدار كتاب تذكاري يحمل اسمه يتضمن سيرته وأعماله والجهد الذي أفناه من أجل رسوخ المهرجان السينمائي الوحيد الذي يتمتع بالصفة الدولية، خاصة أن ذكرى وفاته لم يمضي عليها سوى أسابيع قليلة، مشكلة الرئيس الأسبق لمهرجان القاهرة السينمائي ومحمد سعد الدين وهبة انه كان كاتبا مرموقا ومثقفا كبيرا ورجل دولة فهو ضابط بوليس قديم ووكيل أول لوزارة الثقافة وسياسي مخضرم، كل هذه المزايا جعلته قامة كبيرة يتقزم أمامها أي مسؤول آخر يحاول أن يملأ مكانه الشاغر ويتبوأ مكانته! يضاف لمزايا وهبة إيمانه بالفكر الناصري العروبي القومي وتصرفه في مسؤولياته العديدة من هذا المنطلق، حيث الحديث عن السينما المصرية هو حديث عن الثقافة العربية ككل فمن غير الوارد في قاموسه الثقافي التفرقة بين ما هو مصري وما هو عربي، لذا كان يضع القضية الفلسطينية نصب عينيه ولا يغيبها في أي من الاحتفاليات وحتى إذا ما نظر للثقافة الأمريكية أو الأوروبية تكون مرجعيته هي القضايا القومية الكبرى فمعظم ما وجه اليهم الدعوة لحضور فعاليات المهرجان في حياته كانوا من المناصرين للقضية الفلسطينية بشكل أو بآخر فمن بين ما وجهت اليهم الدعوة كان أنطوني كوين بطل فيلم عمر المختار والمفكر العالمي الكبير روجيه جارودي الذي زار القاهرة في احتفالية خاصة أقيمت له بفندق سميراميس حضرها كبار المثقفين المصريين والعرب وناقشوا خلالها قضية الصراع العربي الصهيوني من شتى جوانبه الفكرية والسياسية والثقافية وكشف جارودي عن وجه إسرائيل القبيح وكيف أنها تخطط بدعم من أمريكا للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وسلب الفلسطينيين كل حقوقهم، وبعيدا عن السياسة إستضاف سعد وهبة من النجوم المحايدين غير المتعصبين للصهيونية النجمة الإيطالية صوفيا لورين والنجم الأمريكي آلان ديلون لعمل نوع من التنشيط السياحي، كما دعا أيضا المخرج الكبير إيليا كازان والنجم الهندي أميتاب باتشان وكان لحضوره صدى ودوي واسع، فهكذا كان يدير الرئيس الأسبق مهرجان الدولة الأم بحرفية سياسية ودراية فنية وثقافية عالية المستوى فحينها لم تكن مؤهلات رئيس المهرجان السينمائي مختزلة في مجرد إجادته للغة الإنكليزية وشذر اللغة الفرنسية وإنما كانت الرئاسة المهرجانية منصبا قياديا يضاهي في تأثيره وأهميته الدولية دور الوزير المفوض، موقعا لا يرقى اليه الا من هو أهل له، فالمهرجان ثقافة وسياسة وفن ودبلوماسية ونظم إعلامية وبروتوكولات .. مفردات غابت بغياب عميد المهرجان وثاني فرسانه وحامي بوابته الشرقية من غزو المتربصين ممن يسعون لتغيير لغته من العربية الى العبرية .. حفظ الله مهرجاننا ورحم الله سعد وهبة.

القدس العربي في

12/12/2010

 
 

سوسن بدر..تهدى الجائزة لوالدتها:

لا سبيل للمقارنة بين شخصيتى في الشوق ودوري في الأبواب المغلقة والرحايا

مصطفى البلك / محمد فتحي عبد المقصود

أعربت الفنانة سوسن بدر عن سعادتها بجائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم الشوق من مهرجان القاهرة السينمائي وقالت انا سعيدة جدا بهذا الإعجاب وبتقديم هذا العمل وعرضه ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان ولا أخفي? ? حجم القلق أثناء التصوير حتي? ?خرج هذا الفيلم بالشكل الذي? ?تخيلته مع المخرج خالد الحجر والزملاء الذين شاركوا في العمل والحمد لله اعتقد أنني? ?ساهمت في? ?توصيل رسالة معينة من خلال هذا الفيلم? ولا انكر ايضا انني كنت قلقة جدا قبل اعلان جوائز مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وسعيدة ايضا بجائزة "الهرم الذهبي" كأفضل فيلم روائي طويل بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وان تحصد مصر أهم جوائز الدورة 34 للمهرجان
واضافت سوسن انني حصلت علي اعظم جائزة من ردة فعل الجمهور الكبيرة تجاهي والتصفيق الحاد لي و إشادة الكثير من الحضور بدوري وبالفيلم اثناء عرضه علي هامش المهرجان وبأدائي في الفيلم واسعدني جدا حصولي علي هذه الجائزة وتكريم المهرجان لي خاصة ان الدور كان صعبا جدا حيث جسدت دور أم لديها ابنتان وابن واحد مريض بالكلى وهي انسانة غير سوية نفسيا وتمارس القهر على ابنتيها بدافع الخوف عليهما والضغوط التي تعيش فيها ، واتمني أن اكون قد نجحت فى توصيل الرسالة التى يقدمها الفيلم ، وأن اكون أجدت فى دوري، لأنني لا اهتم ولا اختار الا الدور الذي يقدمني للمشاهد ويضيف لرصيدي الفني ففى دورى فى فيلم "خريف آدم" لم أنطق بكلمة واحدة، ولكننى أعتبره دورا متميزا. والمهم عندى ليس حجم الدور بل طبيعته. بل أننى قمت باداء أدوار فى بعض الأعمال السينمائية صغيرة، منها فيلم "نظرة عين" مع الفنانة منى زكى وعمرو واكد وهدى سلطان والفنان الكبير جميل راتب. و فيلم "سحر العيون"، وفيلم "حب البنات". ولكنها ادوار لا تنسى وأختار أدواري بعناية واسعى أن أقدم الأعمال التى أرضى عنها واكون قادرة علي ادائها .

وعن مقارنة دورها في الشوق بدورها في الابواب المغلقة قالت سوسن بدر: أولا لن أقارن دورى فى فيلم "الأبواب المغلقة" بأى دور آخر قمت بأدائه. فهذا الدور يعتبر من أعز أدوارى وعنه حصلت على عشرات الجوائز المحلية والدولية. وشخصيتي في الشوق تختلف عن شخصيتي في الابواب المغلقة وان كنت اجسد دور الأم ايضا وان كان كلاهما مهموم بحياته وخوفه على أولاده و كل فنان يلعب الدور كما هو مرسوم ومكتوب ويتعايش مع الدور ويغوص فيه ومن هنا تكون الإجادة ولن أقارن ايضا دوري في الشوق بأي دور اخر

? وحول الشبه بين دورها في الفيلم ودورها في مسلسل "الرحايا" قالت الفنانة سوسن بدر إن الدورين مختلفان تماما؛ حيث إن الشخصية في مسلسل الرحايا سيدة صعيدية وفي الفيلم إسكندرانية، وبينهما الكثير من الاختلاف في الملابس والملامح وأسلوب الكلام والحركة، لكن ربما تتفقان في كونهما تدوران حول سيدة قوية مسيطرة على من حولها، حتى إنها تلقى في كلا العملين نهاية تناسب الشر الكامن داخلها. وعندما عرض علي الدور في فيلم الشوق كان أول شيء فكرت فيه هو كيفية الخروج من عباءة بدرة في? ?مسلسل الرحايا والذي? شاهده جيد?ا ?يدرك أن فاطمة مختلفة تماما عن بدرة لأنها هنا تحمل مشاكل أسرتها الخاصة لدرجة أن ذلك أثر في? ?صحتها وذهنها وقدرتها العقلية فهي? ?امرأة مهمومة وعاجزة عن تلبية متطلبات بناتها وهي? ?أيضا كم مهمل من كل شيء في? ?الحياة وكانت الشحاتة هي? ?الطريقة الوحيدة لانقاذ اسرتها من وجهة نظرها?. في حين ان بدرة الحقد وشعورها بالاهمال من زوجها وكرهها لمحمد ابودياب شكلا شخصيتها وجعلها تكون بهذا الشكل الذي رأيناه وكانت نهايتها بسبب ما اقترفته يدها

وعن أصعب مشاهدها في فيلم الشوق قالت سوسن إن المشاهد التى كنت "اشحت" فيها تعد من أصعب مشاهدي بالفيلم فهي? ?لم تكن سهلة حيث كنت اسيرعلى? ?الأرصفة وأنا أمشي? ?حافية، وأيضا مشهد موت ابني كان مشهدا مؤلما بالنسبة لي? ?وكل فريق العمل وحدث له حالة صمت رهيبة احتراما للحادث المؤلم وهو موت هذا الطفل? ?وخيم جو من السكون والهدوء عند تنفيذنا لذلك المشهد الهام والمؤثر فى أحداث الفيلم، وشعرنا جميعا بحزن شديد عند نهاية تصويره، لكى يخرج على الشاشة بتلك الصورة المؤلمة".

اعربت سوسن بدر عن سعادتها الغامرة بفوزها بجائزة افضل ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي عن دورها في فيلم "الشوق" وبفوز الفيلم بجائزة الهرم الذهبي كأفضل فيلم في المهرجان ووجهت تهنئة خاصة لأسرة فيلم "ميكروفون" ولعمرو واكد وللمخرجة الشابة ايتن امين لحصولها على جوائز في المسابقة العربية والدولية والملتقي الثقافي ولانهم اثبتوا ان الفنان المصري قادر علي المنافسة وحصد الجوائز وانها بداية للسير على طريق صحيح وحول شخصية "فاطمة " التي لعبتها في الفيلم تقول انها بذلت مجهودا كبيرا جدا مع هذه الشخصية وارهقتني ذهنيا ولكن الجائزة انستني الارهاق والتعب وان هذا اليوم لن ينمحي من ذاكرتها واكدت انها تهدي الجائزة لروح والدتها الراحلة ،ومن جانبها اعربت ياسمين ابنة الفنانة سوسن بدر عن فخرها بوالدتها وانها تستحق هذا النجاح لانها تبذل مجهودا لا يوصف وانها اصرت علي ان تكون بجوارها في لحظات تسلمها الجائزة وعن دعابة سوسن لها ولاخوتها اثناء تسلمها الجائزة قالت انهم دائما ما يقدرون ما تقدمة لفنها ولجمهورها حتي لو تسبب ذلك في ابتعادها عنهم بعض الوقت .

..وليلى علوى أول المهنئات لسوسن بدر

كانت النجمة ليلى علوى فى مقدمة حضور حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وسارعت إلى تقبيل الفنانة سوسن بدر الفائزة بجائزة

أحسن ممثلة فى المهرجان فى الوقت الذى غاب فيه معظم الفنانين بسبب سفرهم إلى المغرب للمشاركة في مهرجان مراكش

الجمهورية المصرية في

13/12/2010

 

بدأ المهرجان مبهرا‏..‏ وانتــــــــهي بهــدوء غريب‏!!‏

كتب : سيد عبدالمجيد 

مابين حفل افتتاح المهرجان المبهر‏..‏ وحفل ختام دورة هذا العام وتوزيع الجوائز فروق شاسعة‏..‏ فقد كان الحضور في حفل الافتتاح وبرنامجه في غاية من الإبداع‏ ولكن حفل الختام أصيب بنوع من التوهان وفقدان البريق الذي حققه حفل الإفتتاح ببرنامجه‏.‏ والحضور الطاغي من النجوم المصريين‏..‏ والنجوم الأجانب‏..‏ المكرمين‏..‏ وأعضاء لجان التحكيم‏..‏ وحضور أبطال الأفلام المشاركة في أقسام المهرجان والذي وصل عدد أفلامها إلي‏250‏ فيلما من‏71‏ دولة تشارك في أقسام المهرجان‏..‏ والزحام علي البساط الأحمر من كل النجوم‏..‏ وفلاشات الكاميرات تلمع وتضيء طوال مشوار الحوارات بين النجوم والنجمات‏..‏ والمقابلات التليفزيونية‏..‏ المنتشرة في جنبات البساط الأحمر‏..‏

وفجأة جاء حفل الختام مخيبا للآمال‏..‏ فقد الإبهار واختفت نجمات ونجوم الإبهار‏..‏ وانتظر البساط الأحمر من يسير عليه‏..‏ ولكن لم يستجب إلا القليل‏..‏ وصلت حالة من الهدوء المشوب بفقدان أضواء النجاح‏..‏ وتحمل د‏.‏ عزت أبو عوف رئيس المهرجان وحده مسئولية استقبال الحضور‏..‏ وتوزيع الجوائز فردا فردا‏.‏ وحاول بكل قوة التغلب علي عدم وجود وزير الثقافة الذي سافر في مهمة‏..‏ ووحده كان يذهب إلي الداخل علي خشبة المسرح لإحضار النجوم والنجمات لتسلم جوائزهم ويصفق بعد كل جملة يقولها الفائز حتي يصفق الجمهور الصامت‏..‏ ولاتوجد مساعدات تقوم بمهمة إحضار النجوم والنجمات‏..‏ وحاول النجم الكبير عمر الشريف انقاذ مايمكن إنقاذه‏..‏ علي الرغم من إصابته التي ظهرت في ساقيه وهو يحضر المهرجان‏..‏ متغلبا عليها بقوة وهو يشارك في تقديم الجوائز مع عزت‏..‏ وحصلت مصر علي عدد منها فيلم الشوق الهرم الذهبي وعمرو واكد كأفضل ممثل مناصفة وميكروفون جائزة الديجيتال‏100‏ ألف جنيه‏.‏ وسوسن بدر أفضل ممثلة في فيلم الشوق وكثرت شهادات التقدير التي قدمت لكثير من النجوم المشاركين في المسابقات‏..‏ وكل هذا لم يسهم في إبهار كان يحتاجه حفل الختام المفقود‏..‏
ولكننا نتمسك بحفل النجاح في الافتتاح‏..‏ ليكون هو الأمل الذي نرجوه لمهرجاننا وللسينما المصرية في كل مشوارها ومهرجاناتها‏.‏

وقد عشت كل تفاصيل نجاح المهرجان هذا العام‏.‏ وأخطاء في بعض تفاصيله‏..‏ وعشت حفل الختام‏..‏ وتمسكت بالنجاح لأجعله سببا يطالب بانطلاقة سينمائية كبيرة تؤكد مشوار السينما المصرية وتاريخها الطويل صاحب المائة عام التي نرددها دائما عندما نتعرض لمشاكل السينما المصرية وعندما نتمسك بماضيها وتاريخها العظيم دفاعا عن حاضرها الذي نعيش فيه‏..‏ علها تشفي الجراح‏.‏ ولكن التاريخ وحدة لايكفي لمواجهة التحديات التي تواجهها السينما المصرية‏..‏ والتنافس الشديد بين المهرجانات الدولية‏..‏ أو الأخري التي تحاول الحصول علي صفة الدولية‏..‏ والتي ظهرت علي خريطة الساحة السينمائية في العالم‏.‏ وتدق أجراس المنافسة وسباق التطور التكنولوجي في عالم صناعة السينما والذي بدأ مشواره السينمائي منذ أعوام ومنذ أفلام السينما الصامتة إلي أفلام السينما ثلاثية الأبعاد التي غيرت تماما من شكل الرؤية والمشاهدة السينمائية‏..‏ واخترعت نوعا جديدا للأماكن التي تدور فيها أحداث الأفلام‏..‏ ممزوجة بالخيال العلمي الذي يبهر المشاهد‏..‏ باكتشافات عالم جديد يعيش في الكواكب‏..‏ وأعماق البحار‏..‏ وفي الفضاء في مراكب فضائية‏..‏ وعالم ماوراء الرؤية‏..‏ والكوارث‏..‏ والبراكين وأسماك القرش‏..‏ والحرائق‏..‏ ونهاية العالم‏..‏ وذوبان الثلوج في القطب الشمالي والجنوبي‏..‏ والإستنساخ‏..‏ والإنسان الآلي‏..‏ والتغيرات المناخية المفاجئة التي أصبحت ظاهرة عالمية‏.‏

كل هذا يتطلب منا انطلاقا سينمائيا مستغلا كل ماهو حديث من تطور الصناعة‏..‏ والاستعانة بها في أفلام جديدة تحمل موضوعات علي مستوي عالمي فكرا وإبداعا‏..‏ وتكنيكا‏..‏ مهما كانت التكلفة الإنتاجية علي الرغم من أن هناك أفلاما تصل إلي قمة صناعة السينما‏..‏ بأقل تكلفة‏..‏ وتحقق نجاحا جماهيريا‏..‏ وماديا‏..‏ ونقديا‏..‏ وجوائز من مهرجانات عالمية دولية‏.‏

ويجب أن تعود صفة أن السينما واحدة من أهم روافد الدخل القومي‏..‏ ماديا‏..‏ ومن أهم الوسائل الثقافية‏..‏ التي تغزو العالم بأفلامها وحضارتها الحقيقية‏..‏ وتغير معظم المفاهيم الخاطئة عن المجتمع المصري والعربي بوجه عام وتصبح السينما بدلا منان يطلق عليها مصر في عيون السينما العالمية الذي قدمها المهرجان هذا العام‏..‏ يطلق عليها مصر في عيون السينما المصرية وذلك بما تقدمه السينما من أفلام تستحق أن تحمل اسم مصر‏..‏ وتغزو بها مهرجانات العالم‏..‏ وتنافس بكل قوة وثقة رافعة شعار حضارتها‏..‏ وماضيها السينمائي صاحب المائة عام‏..‏

كان وعد الوزير الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الذي أعلنه منذ أعوام‏..‏ أن أحدها هو عام السينما‏..‏ ولكن تأخر تنفيذ الوعد لعدة أسباب‏,‏ وظهرت بشائره هذا العام في إنتاج بعض الأفلام‏..‏ والمساهمة الجادة والنشطة في نجاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته هذا العام‏(34)‏ وأجراس النجاح والمنافسة‏..‏ في حاجة إلي الاهتمام بتخفيف أو رفع كل المعوقات من أمام تنفيذ هذه الأفلام‏..‏ والدولة لأنها يهمها هذا الرافد القومي القوي‏..‏ عليها وضع كل التسهيلات والمساهمات المادية‏..‏ والقانونية‏..‏ وفتح أبواب تصوير الأفلام الأجنبية علي أرض مصر بلامشاكل أو معوقات‏..‏ والمساهمة في تخفيض الأجور المبالغ فيها لأماكن التصوير‏..‏ وتخفيف الضرائب أو إلغائها التي تتحصل من هذه الصناعة‏..‏ ولنا نماذج في العالم العربي‏..‏ مثل سوريا‏..‏ والأردن‏..‏ ودبي‏..‏ وأبوظبي‏..‏ في اهتمامها بالسينما والتليفزيون‏..‏ وإعتبارها من أهم روافد الدخل القومي‏..‏ ماديا‏..‏ وسياسيا‏..‏ واجتماعيا‏..‏

وعلينا أن نساعد كل الشباب في محاولاتهم السينمائية الجديدة‏..‏ في مصر‏..‏ أو في الأفلام العالمية ونوفر لهم كل وسائل التشجيع والاطمئنان والرعاية ليحققوا أحلامهم السينمائية التي هي أحلام مصر كلها‏..‏

ولنا دور لايخفي ولاينكر في مشاركة أفلامنا ونجومنا في جميع المهرجانات العربية الآن والأجنبية أيضا‏..‏ ونرجو مشاركتهم في صحوة جديدة للسينما المصرية‏..‏ التي بدأت بعد نجاح مهرجانها تدق أجراس المنافسة‏!!‏ 

آخر موضة‏..‏ نعم‏..‏ ولكن‏.‏؟‏!!‏

كل شيء يبشر بالنجاح‏..‏ والأوبرا كاملة العدد‏..‏ والحضور كثير العدد وأنا أجلس بجواره سعيدا‏..‏ بنجاح مهرجان هذا العام ولكن وجدت ملامحه غير راضية‏..‏ ويتحرك بانفعال‏..‏ سألته مالك منفعل ليه‏ قال بإنفعال وصوت خفيض‏..‏ يا أخي حكاية فساتين نجمات المهرجان‏..‏ هي هايلة وآخر موضه عالمية‏..‏ ولكن كلها تقليد لموضات الدول الأجنبية‏..‏ ولا تعبر إطلاقا علي مصرية مرتديها من نجمات مصر‏..‏ ولاحظت أن النجم الأمريكي ريتشارد جير لم ينبهر لرؤية النجمات المصريات فهن يرتدين فساتين آخر موضه هو يعرفها تماما‏..‏ وشاهدها كثيرا من نجمات السينما الأجنبية في مهرجانات الأوسكار‏..‏ وكان‏..‏ وغيرها‏..‏ وأظن أنه يبحث عن هوية الفساتين المصرية ولا يجدها‏..‏ فلاذ بالصمت والابتسامة الغريبة التي لاحظتها‏..‏ وكأنه يبحث عن شخصية كليوباترا‏..‏ ونفرتيتي‏..‏ وغيرهما من جميلات مصر اللاتي سمع عن أساطيرهن‏..‏ ونفرتيتي التي هي أفيش المهرجان بوجهها الساحر الجميل والتي قدمها المهرجان في حفل الافتتاح في تابلوه رائع‏..‏ وهدأ النجم المنفعل‏..‏ وقلت له إنها الموضه؟‏!‏

قال في سرعة وتلاحق‏..‏ أنا لا أدعو إلي التخلف‏..‏ والبعد عن التطور‏..‏ والموضة بل وأدعو أن نسبق الموضة في العالم‏..‏ ولكن لابد أن تنبع الموضه من صميم بلدنا‏..‏ وتطويع هذه الموضة لتعبر عن مصرية النجمة المصرية‏..‏ وما أشاهده الآن ليس هو شكل المرأة المصرية‏..‏ ولا النجمة المصرية‏..‏ هو مجرد تقليد يبعد الشخصية المصرية للمرأة المصرية بعيدا جدا عن حقيقتها‏..‏ ولدينا في مصر من هم ومن هن قادرات علي تطوير الموضة بملابسها وماكياجها وعملياتها‏..‏ وإخضاعها للذوق والجمال والرقة المصرية الجذابة منذ أول تاريخ اشتراك المرأة المصرية في الظهور في عالم المشاركة السينمائية‏,‏ والسياسية‏,‏ والإجتماعية‏..‏ ومنذ نفرتيتي‏..‏ وملكات الجمال المصريات عبر التاريخ واللاتي تعتبرن النموذج لإختيار ملكات جمال العالم‏..‏ من حيث كل مقومات الجمال التي تحظي به المرأة المصرية طوال تاريخها وحتي الآن والإنبهار بها في جميع المتاحف المصرية في العالم‏..‏ ولم تستطع الموضة أن تجذبهن إليها‏..‏ وتجعلهن تقليد ممسوخا من نجمات العالم‏..‏ وصمت النجم قليلا‏..‏ ثم استطرد في محاضرته الخاصة التي يدافع بها عن نجماتنا‏..‏ والمرأة المصرية‏..‏

قال‏:‏ التفرد‏..‏ لابد أن تحافظ عليه نجماتنا‏..‏ وتظهر علي آخر موضة كما يقولون‏..‏ ولكن لابد ألا تفقد المرأة المصرية ونجماتنا تفردهن‏!!‏ ولنا درس من نجمات زمان‏..‏ وملابسهن طبقا لآخر موضة ورشاقتهن التي كانت تصدر إلي المجتمعات ونجمات السينما العالمية‏..‏ ونظرة إلي نجمة كوريا التي ظهرت بملابس غاية التواضع ولكنها آخر موضة‏..‏ وفي المهرجانات السابقة‏..‏ الملابس الهندية للنجوم الرجال‏..‏ والنجمات الهندية‏..‏ وهناك حكاية قالتها النجمة صفية العمري التي كرمها مهرجان هذا العام‏..‏ أنها دعيت إلي أحد المهرجانات لتمثل مصر في المهرجان بأول أفلامها العذاب فوق شفاه تبتسم للمنتج الذي إكتشفها رمسيس نجيب وإحتارت في إختيار ما ترتديه في المهرجان أمام كل أذواق العالم‏..‏ وأنها مهما كانت في درجة عالية من الشياكة‏..‏ لكنها لن تكن مميزة‏..‏ وتعبر عن التفرد المصري في الموضة والملابس‏..‏ وتصبح شخصية مصرية مميزة‏..‏ فوجدت الجلابية الفلاحي‏..‏ وهي تشبه ملس الشراقوة والإيشارب بالقروش الذهبية‏,‏ والكردان الذهب والحلق المخرطة‏..‏ والغوايش‏..‏ وذهل الجميع مصريين وأجانب‏..‏ وكانت النتيجة أن إختارها المهرجان مع نجمة هندية‏..‏ وأخري يابانية لأننا جميعا نرتدي أزياء بلدنا‏..‏ وقمنا برفع علم المهرجان‏..‏

وللمرة الألف ردد صديقي لا أقصد البعد عن الموضة ولكن أرجو ألا تجري نجماتنا وراء الموضة التقليد‏..‏ وإنما عليهن أن يبحثوا عن صناع موضة تخضع الموضة العالمية‏..‏ للتفرد التي عرفت به المرأة المصرية‏..‏ ونجمات السينما طوال التاريخ‏.!!‏ 

ألف طريقة لإنتاج الأفلام‏!!‏

فكرت كيف نسهم في تكلفة انتاج الافلام‏..‏ ونشترك في صحوة السينما الجديدة التي ندخل بها عالم المنافسة الشديدة التي تحدث في عالم السينما الآن‏..‏ ومهرجاناتها العالمية الدولية‏..‏ أو المحلية أو العربية وذهب فكري إلي ما كان يحدث من نجوم ونجمات زمن الفن الجميل كما نحب أن نطلق عليه عندما نتذكر نجومه‏..‏ أو نشاهد أفلام هذا الزمن بنجومه ونجماته‏..‏ وبساطته‏..‏ وقوته‏..‏ وإبداعه‏..‏ مهما تكررت مشاهدتنا للفيلم أكثر من مرة‏..‏ ونجوم هذا الزمن أكثر من مرات‏..‏

تذكرت كيف كانوا يتعاملون مع السينما عندما تمر بأزمة انتاج أو بدون الانتظار لأزمات الإنتاج التي قد تواجه السينما في العالم كله‏..‏ كان النجم الذي يريد أن ينتج فيلما يتصل بزميله أو زميلته النجمة‏..‏ التي ستقوم بالبطولة‏..‏ ويطلب منها أو من النجم المشاركة في الفيلم بدون أجر‏..‏ وبلا مقابل‏..‏ ولكن المقابل يأتي عندما يقوم المشارك بإنتاج فيلم بطولته سوف يشاركه النجم المنتج الأول بدون مقابل مادي ردا علي ما قام به زميله النجم ويستمر الانتاج بلا مشاكل‏..‏ تبادل وتضامن رائع وسمة من سمات الزمن الجميل‏..‏ مع استمرار المنافسة السينمائية المصرية علي المستوي المحلي والعالمي والتي اشتركت أفلام منها في المهرجانات العالمية‏..‏ الروسية‏..‏ وكان بأكثر من فيلم سنوات عديدة في دوراته منذ عام‏1946‏ حتي رحيل يوسف شاهين المخرج المصري العبقري‏.‏

وكانت النجمات تسهم بشكل كبير في حل أزمات الإنتاج فمثلا نادية لطفي النجمة الرائعة‏..‏ لم تحصل علي أجر مقابل بطولتها في فيلم الضجة السينمائية‏,‏ المومياء‏..‏ لشادي عبدالسلام‏..‏ وغيره من الأفلام التي شاركت فيها‏..‏

وبدأت طريقة التعاون هذه تأخذ طريقها بشكل متواضع فمثلا الشاب خالد أبوالنجا شارك بأجره في إنتاج فيلم هليوبوليس‏..‏ وتقوم النجمة الهام شاهين بإنتاج فيلم واحد صفر أو المشاركة في إنتاج بعض الافلام الأخري‏..‏ وتكونت مجموعات علي هيئة شركات‏..‏ تقدم أفلاما من إنتاجها المشترك مثل الشركة التي تكونت من منة شلبي وخالد أبوالنجا‏..‏ المنتج محمد حفظي‏..‏ هند صبري وسمية الخشاب‏..‏

وأنظر إلي أي فيلم أجنبي واقرأ اسم المنتج تجده ليس واحدا‏..‏ ولكنه لايقل عن ثلاثة منتجين وشركة يشتركون في إنتاج أي فيلم سواء إذا كان فيلما كبيرا في تكلفته أو صغيرا‏.‏

وهناك طريقة اتبعها نجوم هوليوود هذه الأيام‏..‏ فمثلا ليونارد دي كابريو اشترط في عقد آخر أفلامه‏..‏ بعد أن خفض كذا مليون من أجره‏..‏ إنه إذا نجح الفيلم وحقق إيرادات تغطي تكلفة الإنتاج وزادت لتحقق أرباحا يحصل علي نسبة مالية من هذه الأرباح طوال عرض الفيلم وفعلا حصل مؤخرا أول قسط أرباح وصل إلي‏50‏ الف دولار‏..‏ وفي انتظار الباقي‏..‏

وفي السينما المصرية تحدث هذه العملية خلف العقود المبرمة فيحصل الممثل علي أجره‏..‏ والباقي من شباك التذاكر إذا حقق أرباحا‏..‏

وهناك الف طريقة وطريقة للتغلب علي مشكلة تكلفة الإنتاج هذه‏..‏ التي دائما تظهر ضمن أهم مشاكل السينما‏..‏ وإن كان حلها موجودة‏..‏ ويمكن ممارسته لتكملة مشوار السينما دون توقف‏!!‏

الأهرام المسائي في

13/12/2010

 

السينما المصرية تحصد جوائز مهرجانها السينمائي

لمى طيارة / القاهرة 

أثار مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الحالية الكثير من الجدل والانتقادات  ، منها ما تعلق بمقاطعة مهرجان القاهرة السينمائي  للأفلام الجزائرية ،  وتبرير ذلك بعدم وجود فيلم جزائري جديد جاهز للمشاركة ، كما جاء على لسان  الاستاذ يوسف رزق الله المدير الفني لمهرجان القاهرة، الذي اعتبر ان أمر  المقاطعه غير صحيح و الترويج له  مجرد شوشرة صحفية  ، علما ان فيلم المخرج الجزائري رشيد بوشارب ( خارج عن القانون) هو من  احدث الافلام الجزائرية التي يحق لها المشاركة على الاقل ضمن مسابقة الافلام العربية ، بالاضافة ايضا  لفيلم (النخيل الجريح) وهو فيلم سينمائي طويل من  انتاج مشترك ( تونسي جزائري) ، ومن المقرر اشتراكه في مهرجان (وهران) السينمائي القادم، مرورا بتغيب مدير مهرجان دمشق السينمائي السيد محمد الاحمد ، والامين العام لمهرجان دمشق السينمائي ،عن اجتماع رؤساء المهرجانات الذي يعقده مهرجان القاهرة بشكل دوري،  وانتهاء بالانتقادات وعبر معظم الصحف المصرية، للبذخ الشديد في الملابس التي بدت بها ممثلات مصر والعالم العربي في حفلي الافتتاح والختام والذي قدرت ميزانيته وبحسب صحيفة اليوم السابع بخمسة ملايين جنية مصري، وهي تقريبا نفس الميزانية التي دعمت مهرجان القاهرة برمته ، مع تلميح خاص من قبل الصحافة(اليوم السابع في عدد  الثلاثاء 7 ديسمبر) الى طريقة التعري التي تبارت عليها نجمات مصر بغض النظر عن أعمارهن ، حيث ورد في عناوين الصحف المصرية "مصر تفتح صدورها للعالم" وأرفقت هذه العناوين بصور خاصة لنجوم السينما والدراما بفساتين "السواريه" المكشوفة.

وجاء حفل الختام أمس محملاً بالكثير من الحزن والتساؤل والغضب أحياناً ، سواء  من قبل السينمائيين والصحفيين العرب أو المصريين أنفسهم ، بداية  كان الحزن   بادياً على عزت ابو عوف رئيس المهرجان بسبب تغيب معظم النجوم المصريين عن حضور حفل الختام ، بينما الغضب والتساؤل كان  من طرف الجمهور الحاضر من صناع ونقاد السينما بسبب النتائج التي اختتم بها  المهرجان  ، والتي لربما هي فعلا نتائج حقيقية وصادقة لتلك اللجان وتقديراتها  وجاءت حصة الأسد فيها لمصر بمحض الصدفة ، وربما العكس.

 فقد حصل فيلم ( الشوق) للمخرج خالد الحجر على الهرم الذهبي في المسابقة الدولية للافلام الطويلة وهو الفيلم المصري الوحيد المشارك في المسابقة الدولية   ، ورغم ان معظم النقاد المصريين اعتبروا  أداء الفنانة سوسن بدر كان رائعاً ويستحق التكريم الذي حصلت عليه كأفضل ممثلة مناصفة مع الممثلة الفرنسية إيزابيل هوبرت الا انهم لا يرون في فيلم( الشوق )فيلماً متكاملاً فنيا لدرجة يستحق معها جائزة الهرم الذهبي .

فيما جاءت الجائزة الفضية في المسابقة الدولية للافلام الطويلة  من نصيب  فيلم  "وكأنني لم أكن هناك" وهو فيلم من إنتاج مشترك بين كل من إيرلندا ومقدونيا والسويد.

ونال الممثل المصري عمر واكد على جائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم الايطالي ( الأب والغريب)  مناصفة مع الفنان الإيطالي اليساندرو جاسمان بطل نفس الفيلم.

وفاز فيلم "أمير" من الفلبين بجائزة أفضل ابداع فني والتي اطلق عليها "جائزة يوسف شاهين".

بينما حصل المخرج  البولوني أندريه كوتكوفسكي على  جائزة أفضل (عمل أول) عن فيلمه "ولد من البحر"

كما فاز السيناريست الإيطالي جيان كارلو دي كاتالدو بجائزة أفضل سيناريو عن الفيلم الإيطالي  "الأب والغريب".

وفاز المخرج البلغاري سفيتو سلاف اوفتشاروف بجائزتين الأولى جائزة لجنة الاتحاد الدولي للنقاد عن فيلمه "التعليق الصوتي" وجائزة أفضل مخرج عن نفس الفيلم.

وبالنسبة لمسابقة الافلام العربية ، فقد حصل الفيلم المصري ( ميكرفون) لاحمد عبد الله ومن بطولة خالد ابو النجا ويسرا اللوزي ،على جائزة احسن فيلم عربي في المسابقة العربية التي ضمت 10 افلام سينمائية  ، وذلك لحداثة الفكرة،  ولتصدي الفيلم لبعض القضايا الهامه كما اشارت  لجنة التحكيم .

بينما حصل فيلم ( الجامع) لدواد أولاد السيد من المغرب على شهادة تقدير لطرحه فكرة جريئة وهامه  من خلال رؤيه سينمائية متميزة ، وحصلت التونسية " هند الفاهم" على شهادة تقديريه ايضا عن دورها في الفيلم التونسي ( اخر ديسمبر) من اخراج معز كمون .

وحصل فيلمي (ابن بابل) للمخرج العراقي محمد دراجي ، و( رسالة طائشه) اللبناني على جائزة السيناريو مناصفة ، الاول لحساسية الموضوع الذي تم التطرق له في الفيلم بينما الثاني لقوة الحبكة الدرامية وطريقة صياغتها .

وجاء في كلمة محمد العدل رئيس لجنة التحكيم العربية بعض التوصيات التي توصلت لها اللجنة والتي تؤكد على ضرورة الاستمرار باقامة مسابقة خاصة للافلام العربية ، والعمل على توسيعها حتى لو لم تكن تتضمن جائزة مالية وذلك بهدف دعم الفنانين العرب .

اما في المسابقة الدولية لأفلام الديجيتال والتي شارك فيها 16 فيلما من جنسيات عربية وعالمية مختلفة.. فاز بالجائزة الذهبية الفيلم الهولندي "جوي" إخراج مايك دي يونج. وهو الفيلم الاول له ،.فيما حصل  فيلم "ايماني" من أوغندا على الجائزة الفضية.

وكانت جائزة لجنة تحكيم النقاد الدولية من نصيب الفيلم البلغاري   ( التعليق اللغوي) للمخرج ستيو فلاف أو فشاروف وهو الفيلم الذي استطاع  ان يصور تأثير النظام الديكتاتوري على الافراد.

أما جائزة ملتقى القاهرة السينمائي لأفضل سيناريو فكانت من نصيب المخرجه المصريه  أيتن  امين عن سيناريو فيلم    ( 69 ميدان المساحة).

وبذلك تكون السينما المصرية قد خرجت من( مولدها )مهرجان القاهرة السينمائي بأكبر حصة من الجوائز والانتقادات.

الجزيرة الوثائقية في

13/12/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)