كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

فيلم «نوح» يثير أزمة قد لا يستحقها

«الأزهر» حرّم عرض الفيلم لتجسيده النبي نوح

الوسط - منصورة عبدالأمير

ملف خاص عن فيلم (نوح Noah)

   
 
 
 
 

يكاد فيلم «نوح» الذي منع عرضه في عدد من الدول العربية، منها البحرين، أن يثير أزمة «ثقافية» تأخذ تفاعلاتها حجماً، قد يكون أكبر بكثير مما يستحقه الفيلم. وبلغت حدة الجدل أقصاها في مصر حال صدور فتوى الأزهر الشريف بتحريم عرض الفيلم لتجسيده النبي نوح، ما دعا بعض المثقفين والفنانين للسخرية من الفتوى في ظل إمكانية مشاهدة الفيلم على الإنترنت.

من جانبه، دعا الناقد السينمائي طارق الشناوي الأزهر الشريف لإعادة التفكير والتأويل، وذلك في مقالة له نشرت في صحيفة «الدستور الأصلي» تحت عنوان («سفينة نوح» هل تبحر في مصر) علق فيها على فتوى الأزهر. مشيراً إلى أن الدولة لن تخالف الأزهر «في اللحظات التي تسعى فيها إلى التهدئة».

واستشهد الشناوي بمسلسلات جسدت صحابة الرسول (ص) وآل بيته ولم يكن لها أثر سلبي على المشاهدين. مشيراً إلى أنها «لعبت دوراً إيجابيّاً في تعميق الإيمان».

من جانبه، قال رئيس مؤسسة Answers in Genesis كين هام إن نص الفيلم غير ملتزم بما جاء في الإنجيل وإنه يحتوي على الكثير من المغالطات. كذلك أبدى السيناريست براين غوداوا انزعاجه من محاولة الفيلم «وصف القصة الإنجيلية بأنها كارثة بيئية».

فيلم «نوح»... الأزمة أكبر

الوسط - منصورة عبدالأمير

بين التأثيم والتكفير من جهة، واتهامات التخلف والرجعية من جهة أخرى، يثير فيلم «نوح» أزمة ثقافية إن جازت تسميتها كذلك. جاءت بداية في صورة اعتراضات وتراشق بالاتهامات وربما تهديدات وتوعدات، منذ صدر قرار منعه من العرض في بعض الدول العربية، ثم تفاقمت لتتحول إلى جدل حاد حال صدور قرار الأزهر الشريف بتحريم عرض الفيلم.

يبدو الجدل الذي يثيره الفيلم في العالم العربي أكبر بكثير من ذلك الذي يثيره أو أثاره لدى الغرب. القضية تبدو مختلفة لدينا، وكأنما تكاد أن تشعل خلافاً بين الداعين إلى الحرية الفكرية وحرية الإبداع من مثقفين وفنانين، وبين المنطلقين من زاوية دينية، إما تحرم تجسيد أنبياء الله وأوليائه الصالحين، أو تعارض تشويه شخصياتهم.

المدافعون عن الفيلم والداعون إلى عرضه، من نشطاء ومثقفين وفنانين، لا يبدو أنهم ينطلقون من زاوية قوة الفيلم الفنية أو ما شابه، فالفيلم لم يعرض بعد، حتى في أوروبا وأميركا، عروضه ستنطلق نهايات الشهر الجاري في جميع أنحاء العالم. في الواقع يدافع هؤلاء عن حق التبادل الثقافي وينتقدون فتاوى التحريم وربما يسخرون منها في ظل إمكانية مشاهدة الفيلم على الإنترنت.

في الواقع قد لا يكون الفيلم ذا مستوى جيد فنياً، مخرجه دارين ارونوفسكي على أية حال لم يقدم الكثير، فحصيلته لا تتجاوز أربعة أفلام قصيرة وستة أفلام طويلة، يعد هذا الفيلم سابعها، أشهرها The Fountain وBlack Swan.

يبالغ الجميع في العالم العربي في ردود فعلهم وفي الاتهامات التي يطلقونها على الأطراف المقابلة. أكثر وجهات النظر الفنية تعقلاً طرحها الناقد السينمائي طارق الشناوي عبر مقالة له نشرت في صحيفة «الدستور الأصلي» تحت عنوان («سفينة نوح» هل تبحر في مصر) علق فيها على الفتوى التي أصدرها الأزهر بمنع عرض الفيلم، مشيرا إلى أن الدولة لن تخالف الأزهر في هذا الوقت على الأخص، ذلك أنها «في هذه اللحظات التي تسعى فيها إلى التهدئة لن تستطيع أن تُغضب الأزهر أو تُغضب من يؤمنون فقط بما يقوله الأزهر من دون نقاش وسينتصر الرأي الذي يقول لماذا تفتح الباب أمام غضب محتمل قد تتسع مظاهره غير مأمونة العواقب».

وعلى رغم احترام الشناوي لقرار الأزهر باعتباره «منارة الإسلام في العالم أجمع» وأنه «لا يمكن تجاهل رأيه»، إلا أنه استشهد بمسلسلات جسدت صحابة الرسول (ص) وآل بيته ولم يكن لها أثر سلبي على المشاهدين مثل مسلسلات «عمر» و «الحسن والحسين ومعاوية»، و «يوسف الصديق».

يقول الشناوي «تلك الأعمال الفنية لعبت دورًا إيجابيًّا في تعميق الإيمان (...) انها الممنوعات الصريحة، ورغم ذلك دخلت بيوت المسلمين ولم يستشعروا أنها قد جرحت إيمانهم».

الأمر الثاني الذي طرحه الشناوي تعليقاً على فتوى المنع هو أن «هناك أعمالًا فنية تستند إلى معتقدات ومرجعيات لا ترى في التجسيد إثمًا، الديانة المسيحية لا تجد غضاضة في أن يؤدي ممثل دور السيد المسيح في عشرات بل مئات الأفلام».

ويتساءل «ما الذي حدث للمسلم الذي شاهد «آلام المسيح» وهو يتعارض تمامًا مع أفكاره ومعتقداته الدينية؟. توحد مع الشخصية التي تؤدي دور السيد المسيح وكان يقاسمها الألم على الشاشة، الأغلبية من المشاهدين النساء كن محجبات، ولم يجرح الفيلم إيمانهن».

وقارن الشناوي بين موقف «أزهرنا الشريف منذ عام 1926 مع بداية التفكير في تقديم فيلم عن حياة سيدنا «محمد» علية الصلاة والسلام بطولة يوسف وهبي، كان قد أعلن عدم جواز ذلك شرعًا، ولكنه وضع محاذير وخطوط دفاع عديدة لا تتيح تقديم عشرات من الشخصيات الإسلامية» في مقابل «إيران مثلا التي تنتمى إلى المذهب الشيعي تستعد لعرض فيلم «محمد» إخراج مجيد المجيدي. كنت في طهران قبل نحو عام ونصف العام وسألت قالوا إن الفيلم يقدم حياة الرسول قبل نزول الوحي».

واختتم بالقول «الأمر يحتاج إلى أن يعيد رجال أزهرنا الشريف النظر مرة أخرى في جدوى كل قرارات التحريم، وهل التخفيف من بعضها يتعارض حقًا مع صحيح الدين؟! لا أحد يريد القفز وراء ثوابت الدين ولكن هناك أمورًا تستحق إعادة التفكير والتأويل».

اعتراضات مسيحية

لم يستفز فيلم «نوح» الأزهر الشريف ورقابات الدول العربية التي منعت عرضه في دولها وحسب، بل إنه أثار موجة من الانتقادات والجدل في أميركا بعد العروض التقييمية الأولية التي قدمت لها في شهر أكتوبر/ تشرين الاول 2013.

يزعم صناع الفيلم اقتباس قصته من قصة «سفينة نوح» بحسب ما وردت في سفر التكوين. منتج الفيلم سكوت فرانكلين صرح لصحيفة «انترتيمنت ويكلي» بأن «قصة النبي نوح وردت بشكل مقتضب جداً في الإنجيل، وانها تحوي الكثير من الفجوات، ولذلك توجب علينا القيام ببعض الابداعات. لكني اعتقد أننا التزمنا إلى حد كبير بقصة الانجيل ولم ننحرف عنها».

لكن مجلة فارييتي Variety نشرت استطلاعا للرأي أجرته في 17 فبراير/ شباط 2014 منظمة مسيحية تابعة للكنيسة هي مؤسسة Faith Driven Consumers كشف أن 98 في المئة من العينة التي شملها الاستطلاع «ليسوا راضين عن اقتباس هوليوود لقصة النبي نوح».

شركة باراموانت انتقدت المجلة لما وصفته بتقريرها غير الدقيق بشأن استطلاعها «اراء اشخاص لم يشاهدوا الفيلم أصلاً، وصوتوا بناء على تصوراتهم عنه». ودفاعاً عن الفيلم قام الاستوديو بالكشف عن دراسة استطلاعية جديدة قامت بها مؤسسة نيلسون الوطنية للأبحاث ومجموعة بارنا كشفت أن 83 في المئة من مشاهدي الأفلام المتدينين «جداً» يرغبون بمشاهدة الفيلم، فيما قال 86 في المئة ممن استطلعت اراؤهم من المسيحيين الذين شاهدوا الفيلم أنهم يوصون أصدقاءهم بمشاهدة الفيلم.

لكن صحيفة «لاتين بوست» الالكترونية، نقلت انتقادات «مسيحية» أخرى للفيلم، وردت على لسان واحد من أشهر المتحدثين المسيحيين وهو كين هام، مؤسس متحف الخلق Creation Museum، ورئيس مؤسسة Answers in Genesis وهي مؤسسة غير ربحية تعنى بالدفاع عن المسيحية.

كين كتب في صفحته على الانترنت أن نص الفيلم غير ملتزم بما جاء في الانجيل وأنه يحتوي الكثير من المغالطات، منها أن «عائلة نوح تضم زوجته وأبناءه الثلاثة، وزوجة أبنائه في الفيلم وهذا غير مطابق لما جاء في الانجيل».

وانتقد كين ما جاء في الفيلم من «حشر كل أنواع الكائنات في السفينة بدلا من التركيز على أنواع الحيوانات، وهو بهذا يسخر من قصة السفينة بالطريقة نفسها التي يفعلها العلمانيون».

السناريست «المسيحي» براين غوداوا أبدى انزعاجه هو الآخر من محاولة الفيلم إعادة وصف ورسم القصة الانجيلية على أنها كارثة بيئية.

وكتب غوداوا «يصف الفيلم نوح وكأنه «شامان» ريفي وشخص نباتي يشبه الهيبيز ويحب جمع الأعشاب. الفيلم يصور نوحاً على أنه افتتح مستشفى لعلاج الحيوانات الجريحة التي نجت من بطش الصيادين. لا أعرف أي حقوق حيوان ينتهكها أولئك، إذ لم يكن يومها سوى القبائل وقادة الحروب، وكأن الفيلم يريد أن يقول ان نوح هوالأم تيريزا للحيوانات».

تبعا لذلك قامت شركة باراموانت باصدار نفي قاطع لكل تلك الاتهامات قالت فيه «الفيلم مقتبس من قصة النبي نوح. نعتقد أن القصة حقيقية في جوهرها وقيمها ونزاهتها وهي قصة تعتبر حجرا أساسا في عقيدة ملايين الأشخاص حول العالم. ويمكن الوصول إلى القصة الانجيلية للنبي نوح من سفر التكوين The Book of Genesis.

«ملابسات» الكتابة!

المرة الأولى التي تحدث فيها ارونوفسكي عن مشروعه كانت مع صحيفة «الغارديان» في ابريل/ نيسان 2007. حينها أخبر الصحيفة بأن شخصية النبي نوح تثير فضوله ودهشته منذ أن كان عمره 13 عاماً قال انه كان يجد نوحا شخصية غامضة ومعقدة، وأنه يعتقد أن النبي نوحا كان يعاني من عقدة الناجي الوحيد وذلك بعد نجاته من الطوفان».

كتب ارونوفسكي مسوداته الأولى لنص الفيلم ثم تعاون مع اري هاندل لتطوير النص. قبل أن يحصلا على تمويل لفيلمهما، تعاونا مع الفنان الكندي نيكو هنريكون لتحويل النص إلى رواية مصورة. صدر الجزء الأول منها باللغة الفرنسية لدار نشر بلجيكية وهي دار لو لومبارد وذلك في اكتوبر 2011 تحت عنوان (نوح: وحشية الرجال) Noé: Pour la cruauté des hommes.

بعدها قام ارونوفسكي بتوقيع اتفاق مع شركة باراموانت ونيو ريجنسي لتحويل الرواية إلى فيلم. خصصت للفيلم موازنة 130 مليون دولار أميركي.

الفيلم من بطولة راسل كرو، انتوني هوبكينز، وايما واتسون، وجنيفر كونولي، ودوغلاس بوث، ولوغان ليرمان، وراي وينستون. وضع موسيقاه كليني مانسيل، وقام بتصوير مشاهده ماثيو ليباتيك، وزعته شركة بارامونت للأفلام.

الوسط البحرينية في

15.03.2014

 
 

بعد اتخاذ المجلس الوطني للإعلام قراراً بمنع عرضه في الإمارات

فيلم «نوح» مليء بالمغالطات الدينية.. و «تجسيد الأنبياء» مرفوض

تامر عبد الحميد (أبوظبي) 

أثار الفيلم الأميركي «نوح» الذي أخرجه دارين أرنوفسكي، وقام ببطولته راسل كرو الكثير من الجدل في المنطقة العربية والخليجية، وذلك قبل اقتراب موعد عرضه في نهاية شهر مارس الجاري، خصوصاً وأنه يجسد قصة سيدنا نوح عليه السلام، وقد شن الأزهر الشريف في مصر هجوماً عنيفاً على الفيلم، والأفلام التي تجسد الأنبياء والرسل في الأعمال الفنية بشكل عام، مطالباً بمنع عرض «نوح».. والحال نفسه في بعض البلاد العربية والخليجية الأخرى التي اتخذت القرار نفسه، وكان آخرها المجلس الوطني للإعلام في دولة الإمارات، الذي اتخذ قراراً بمنع عرض الفيلم على الشاشات السينمائية الإماراتية.

أعلن المجلس الوطني للإعلام في الإمارات، أن الفيلم الأميركي الجديد «نوح» الذي يقوم ببطولته راسل كرو وأنطوني هوبكنز، منع عرضه على شاشات السينما بالدولة، خصوصاً وأنه يتناول حياة النبي سيدنا نوح، وحول الضوابط والمعايير التي يتخذها المجلس الوطني للإعلام بقرار منع أحد الأعمال الفنية في الإمارات، أوضح جمعة الليم مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام، أن أي قرار يتخذه المجلس بمنع عرض الأعمال الفنية يترتب على ألا يكون العمل الفني يحتوي على تجريح، أو إساءة أو إباحية مفرطة، أو مخالفة فجة للدين، مشيراً إلى أن المجلس يتخذ قرار المنع بصعوبة تامة، لاسيما أن مسؤوليها يترددون كثيراً في منع عرض أي فيلم، لكن الرقابة الذاتية ومسؤولية المجلس أمام المجتمع تحتم عليهم الوقوف أمام أي منتج فني يسيء إلى المجتمع بشكل عام.

وشدد الليم إلى أن فيلم «نوح» يتعارض مع سائر الأديان، سواء الإسلامية أو الديانات الأخرى، كذلك يجسد قصة النبي نوح، والإسلام يحظر بتجسيد الشخصيات الإسلامية، لذلك عندما علم المجلس بفكرة الفيلم، تم المنع على الفور، لاسيما أننا نرفض «تجسيد» الأنبياء بغض النظر عن التفاصيل الموجودة في الفيلم.

وتابع: كما لاحظ مسؤولو الرقابة على المنتجات والمصنفات الفنية في المجلس الوطني للإعلام في تفاصيل الفيلم بعض الأخطاء الدينية في قصة سيدنا نوح، والتي تتعارض مع الذي نزل في القرآن الكريم.

رقابة فنية

وحول إذا كانت هناك رقابة أيضاً على المواقع الفنية الموجودة على الإنترنت التي يستطيع الناس من خلالها تحميل الفيلم ومشاهدته، أوضح الليم أن دور إدارة متابعة المحتوى الإعلامي التابعة للمجلس الوطني للإعلام يتمثل في مراقبة محتوى المنتجات الإعلامية التي تدخل الإمارات كالأفلام السينمائية وغيرها، والتأكد من عدم تعارضها أو خدشها للعادات والتقاليد والمبادئ الإسلامية، مشيراً إلى أن الشاشات السينمائية الإماراتية يذهب إليها مئات، بل آلاف الناس من جميع الفئات، سواء الشباب أو العائلات لمشاهدة فيلم ما، ومن الواجب عليهم منع عرض أي فيلم يسيء إلى المجتمع أو الدين، لافتاً إلى أن عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه ولا يوجد فيه أية ضوابط أو قوانين، يمكّن أي شخص من مشاهدة الفيلم عبر الإنترنت، لكن الحالة الفردية أفضل من الجماعية بكثير.

وأكد الليم أن قرار قطع المشاهد في الأفلام السينمائية من قبل الرقابة أمر مزعج، وقال: أفضل عدم عرض الفيلم على تقطيع مشاهد منه، إذ إن تقطيع المشاهد يمحي المعنى الحقيقي لقصة الفيلم، وبالتالي يصعب على المشاهد فهم قصة ورسالة الفيلم كما يجب، مثلما حدث مع فيلم «وول ستريت» لبطله ليوناردو ديكابريو، الذي تم قص مشاهد عدة منه وصلت إلى 45 دقيقة.

إشادة بالمنع

من جهته، أشاد الفنان والمنتج الإماراتي حبيب غلوم بقرار منع فيلم «نوح» الذي اتخذه المجلس الوطني للإعلام، وقال: قرار المنع يعطينا شيئاً من الأمل والأمان بالحفاظ على مجتمعنا من أي عمل فني قد يسيء لنا ولقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، مشيراً إلى أن الرقابة على المصنفات الفنية وإدارة المحتوى الإعلامي في الإمارات التابعة للمجلس الوطني للإعلام من حقها منع ورفض عرض أي عمل فني يمس المجتمعات الخليجية والعربية بشكل عام، سواء من الناحية الدينية أو الأدبية أو الأخلاقية.

وتمنى غلوم أن تكون هناك قرارات صارمة من قبل الرقابة على المصنفات الفنية، لحجب عرض أي مشهد فني يعرض في أحد الأفلام في شاشات العرض السينمائية الإماراتية، يتعدى الخطوط الحمراء المتمثلة في خدش الحياء أو مشاهد أخلاقية أو دينية مسيئة، لاسيما أن أغلب من يرتدون السينما من فئة الشباب الذين يحتاجون إلى رعاية وتوعية، ومثل هذه الأعمال المسيئة يجب أن نبعدها عنهم، ونحميهم منها بشتى الطرق.

الأهم من المنع

وترى حصة لوتاه أستاذة إعلام في جامعة الإمارات، أن منع عرض فيلم «نوح» على شاشات السينما الإماراتية ليس الحل الأمثل، مشددة على أن التوعية المجتمعية أهم بكثير من المنع، وقالت: من حق المجلس الوطني للإعلام منع أي عمل فني به إساءة من الناحية الدينية أو الأخلاقية، لكن قبل المنع، يجب أن تكون هناك حملة توعوية مجتمعية، لكي يفهم الناس على أي أساس تم منع عرض الفيلم، لاسيما أن الإنترنت أصبح وسيلة سهلة جداً لتحميل أي منتج فني وفي أي وقت، حتى لو منع عرضه من العالم كله، وبالتالي سيشاهد بعض الناس الفيلم، لافتة إلى أن التوعية من قبل المجلس الوطني للإعلام ستسهم في إبعاد الناس بشكل تام عن مشاهدة الفيلم قبل إصدار القرار بمنع عرضه، الأمر الذي سيسهم أيضاً في خلق الثقة بين الجمهور الإماراتي، والمؤسسات الرقابية المحلية.

وتابعت: تأتي هذه التوعية من خلال البيانات الإعلامية والتحليلات الفنية من قبل متخصصين في الرقابة على المصنفات الفنية، ونشرها في الجرائد والوسائل الإعلامية الأخرى، حتى يدرك الجمهور خطورة مشاهدة فيلم ما.

أعمال فنية أثارت الجدل

عرض في السنوات الماضية العديد من الأعمال الفنية التي أثارت الجدل، خصوصاً وأنها تتضمن أفكاراً وقصصاً دينية متعددة، من بينها فيلم «آلام المسيح» الذي أخرجه الفنان ميل جيبسون عام 2004، وعرض في العالم العربي بشكل كبير، رغم موجة الاعتراضات التي واجهها قبل عرضه على شاشات السينما من قبل علماء الدين الإسلامي، وكانت تدور قصة الفيلم عن «المسيح».

وعرضت قناة أم بي سي في عام 2012 مسلسل «عمر»، الذي أثار الكثير من الجدل قبل وبعد عرضه، وكانت تدور قصته عن ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعرض على الشاشة الصغيرة رغم اعتراضات علماء الدين.

«نوح» بتكلفة 125 مليون دولار

بلغت تكلفة الفيلم الأميركي «نوح» نحو 125 مليون دولار، ومن المقرر أن يعرض في دور السينما يوم 28 مارس الجاري، ويسرد الفيلم قصة سيدنا نوح عليه السلام، مقتبساً الحكاية من القصة التوراتية الشهيرة، ويتناول قيام سيدنا نوح ببناء سفينة لينقذ الجنس البشري والحيوانات من الطوفان وحمل معه من الحيوانات من كل زوجين اثنين. وقد أخرج الفيلم المخرج الأميركي دارين أرنوفسكي، ومن إنتاج شركة «باراماونت» لإنتاج وتوزيع الأفلام،

ويتقاسم بطولة الفيلم الممثل راسل كرو في دور النبي نوح، وأنتوني هوبكينز وجينيفر كونيلي وإيما واطسون.

الأزهر الشريف أول المانعين

كان الأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية، أول من طالب بمنع عرض فيلم «نوح» في مصر، إذ اعتبره محرماً شرعاً، ويمثل انتهاكاً لمبادئ الشريعة الإسلامية، كونه يجسد شخصية نبي الله نوح، ثم حظرت ثلاث دول عربية أخرى عرض الفيلم، وهي الإمارات والبحرين وقطر، وفي هذا الخصوص، أصدر الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية بياناً أعلنوا فيه رفضهم عرض أي أعمال سينمائية أو تلفزيونية تجسد الأنبياء، وجاء في البيان: إن الأعمال الفنية التي لا تتناسب مع مقامات الأنبياء والرسل، وتتعارض مع ثوابت الدين الإسلامي لن يتم عرضها، وأن الفيلم الذي أعلن عن عرضه قريباً عن شخصية رسول الله نوح، عليه السلام، فهو أمر محرم شرعاً، ويمثل انتهاكاً صريحاً لمبادئ الشريعة الإسلامية التي نص عليها الدستور، والأزهر الشريف، باعتباره المرجعية في الشؤون الإسلامية يطالب الجهات المختصة بمنع عرض الفيلم، لكن من جهة «جبهة الإبداع المصري»، فكانت ضد قرار منع العرض في مصر، حيث نوهت باستحالة المنع الفعلي، إذ يمكن مشاهدة الفيلم على الإنترنت.

الإتحاد الإماراتية في

15.03.2014

 
 

طارق الشناوى: الرقابة غير مُلزمة برفض الأزهر لـ"نوح"

خاص- بوابة الوفد:

قال الناقد السينمائى طارق الشناوى: إن الرقابة على المصنفات الفنية غير ملزمة بعرض الأفلام على الأزهر الشريف لأخذ الموافقة عليها قبل عرضها فى السينما، وأضاف، إن الرقابة لا تريد أن تورط الأزهر فى أزمة فيلم "نوح".

وأضاف الشناوى: لا نريد أن يتورط الأزهر فيما يحتمل الصواب والجدل، لا نريد أن يدخل فى معترك"، مشيراً إلى أن فيلم "آلام المسيح" تم عرضه ولم يبدِ الأزهر اعتراضاً، بينما كان يجسد السيد المسيح، وتضمن مشهداً صريحاً للصلب.

وأشار الناقد السينمائى إلى فيلم "خالد بن الوليد" الذى عرض عام 1957 لم يعترض عليه الأزهر، بالرغم من قواعده التى تمنع تجسيد الأنبياء والخلفاء الراشدين وآل البيت والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة، وقال فيلم الرسالة ظل 30 عاماً، ومصر هى الدولة الوحيدة التى لا تعرضه بسبب موقف الأزهر، ثم تم عرضه على التليفزيون المصرى الرسمى.

وأضاف، أن فكرة التحريم المطلق الذى طبقها الأزهر أحياناً يتم العمل بها، وأحياناً لا، وإذا كانت القرارات مرتبطة بفترة زمنية، لذلك فمن الأفضل أن يتنحى الأزهر جانباً.

بعد بيان لجنة السينما والمسرح..

الأزهر: نحن حراس العقيدة

كتبت ــ دينا دياب:

أثارت مطالبة لجنتى السينما والمسرح فى بيانها عن الأزهر بإعادة النظر بشأن عرض فيلم «نوح» فى مصر وضرورة عدم تجاوز دوره الدعوى فى الحث والإرشاد إلى المنع والصدارة، وهذا الكلام أثار حفيظة مشايخ الأزهر واعتبروها إهانة كبيرة للأزهر الشريف، خاصة أنه حارس العقيدة الإسلامية فى مصر والعالم، ولا يمكن أن يتوقف دوره فقط على الحث والإرشاد، كما طالبه الفنانون، بل هو المنوط دستورياً وسياسياً ودينياً بحماية الإسلام فى العالم،

وقال منصور الرفاعى، وكيل وزارة الأوقاف، أحد مشايخ الأزهر، إن من حق الأزهر أن يمنع الفيلم وهذه المسئولية تأتى بوضعه الاجتماعى الإصلاحى وهذه الأمة لها قيادة إسلامية ولا شك أن تصوير الأنبياء يحط من كرامتهم لأن الذى يمثل النبى فهو ممثل يجسد أدوار سكير، وهذا لا يليق، فمن يمثل الأنبياء يجب ألا يجسد أدواراً أخرى قبل أو بعد، وأضاف: إننا فى مجتمعنا الإسلامى لابد أن يكون هناك حراس للعقيدة مثل حراس الأمن وحراس الحدود، ولابد أن يكون الدين له حراس وكما قال الله فى كتابه العزيز «فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم»، إذن الذى تعلم الدين وتعرف على أصوله وأبعاده وما يكون وما لا يكون هو المسئول عن إعلان رأيه وهذه مسئولية الأزهر وقيادته الحكيمة.

وكانت لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة قد عقدت اجتماعاً طارئاً مساء الأربعاء لبحث أزمة فيلم عرض فيلم «نوح» وحضرته الفنانة سميحة أيوب التى أكدت أن الفن لا يتعارض أبداً مع الدين وهناك 7 أفلام مقدمة عن السيد المسيح عرضت من قبل، من بينها أحد الأعمال التى تحدثت بصوتى فيها بدور مريم المجدلية، وأضافت أن قصص الأنبياء عندما يتم عرضها على شاشات السينما أو التليفزيون تسمح بإعطاء فكرة مكثفة عن هؤلاء الأنبياء، خاصة لمن لا يقرأون عنهم ومثلما حدث مع مسلسل يوسف ومريم المجدلية ولذا أتمنى من الأزهر أن يراجع موقفه من عرض فيلم «نوح» لأنه لم يعد المنع مجدياً لأنه يعرض خلال شبكة الإنترنت والقنوات الفضائية المتعددة.

وقال سامح مهران: عرض فيلم نوح سيضيف كثيراً لثقافة الشعوب خاصة أن الكلمة لا يمكن أن تؤدى التأثير نفسه الذى تحققه الصورة على المشاهد، والصورة السينمائية تكرس لعظمة الأنبياء وليس العكس، لأن الفن لا يتعارض مع الدين، ولا يدخل الدين مع الفن فى تناقض إلا فى عصور الانحطاط، والمجتمع المصرى منفتح على العالم من خلال ثورة التكنولوجيا.

وكانت لجنة السينما والمسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، قد أصدرت بياناً خلال اجتماعهم ألقاه المخرج خالد يوسف، طالبونه فيه الأزهر بألا يتجاوزنه دوره من الحث والإرشاد إلى المنع والمصادرة وقالوا إن موقف الأزهر برفض فيلم نوح يستند إلى قرار قديم صدر عام 1936 يقر بعدم جواز تجسيد الأنبياء والصحابة وأمهات المؤمنين والعشرة المبشرين بالجنة، ولكن هذا المنع لم يؤثر على عرض فيلم «آلام المسيح» عام 2004، وكذلك مسلسل عمر بن الخطاب أو فيلم «الرسالة» الذى عرضه التليفزيون المصرى بعد 30 عاماً من الرفض.

وأضافوا فى البيان إلى حفاظهم على مبدأ مدنية الدولة واحترام القانون وهى المبادئ التى اجتمع عليها الكل مع كل التقدير لرأى الأزهر وعلمائه، وذلك احتراماً للدستور ومبدأ المواطنة وسيادة القانون، وسلاح المنع والمصادرة لا يمكن أن يكون سلاحاً فى ظل ثورة التكنولوجيا، فالحرية والرد على الفكر بالفكر هى السبل المجدية فى مواجهة أفكار التطرف، وعلى الإيمان بأهمية دور الأزهر الشريف فى الحفاظ على وسطية الإسلام ومواجهة التطرف والتكفير، والذى لولاه لدخلت مصر فى ظلام لا يعرف مداه إلا الله، واختتم البيان بأن لجنتى السينما والمسرح لا تسعى ولا تريد أى صدام مع الأزهر الشريف الذى تقدر دوره تماماً، وتؤكد أيضاً ضرورة عرض فيلم «نوح» احتراماً لحق الشعب المصرى فى التعرف على كل ثقافات العالم.

حضر الاجتماع المخرج مجدى أحمد على والمنتج محمد العدل وشريف مندور وجابى خورى، وإسعاد يونس وكانت لجنة المسرح مجتمعة لمناقشة وضع المسرح وشاركوا فى الاجتماع ووافقوا على البيان وحضره كل من سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون، مقرر لجنة المسرح، وأعضاء لجنة المسرح سميحة أيوب والمخرج عصام السيد والمخرج ناصر عبدالمنعم.

الوفد المصرية في

16.03.2014

 
 

مناقشة ساخنة لأزمة عرض فيلم "نوح"

بين الشناوى والشحات على "mbc مصر"

كتب أيمن مصطفى 

ناقش الإعلامى شريف عامر خلال برنامجه "يحدث فى مصر" الذى يقدمه عبر قناة "mbc مصر" الجدل الدائر بشدة فى الأوساط الثقافية والدينية فى مصر حول أزمة عرض فيلم "نوح"، الذى يقوم ببطولته الفنان راسل كرو، وتدخل الأزهر لحظر عرضه.

فى البداية قال الناقد السينمائى طارق الشناوى إن الرقابة على المصنفات الفنية غير ملزمة بعرض الأفلام على الأزهر الشريف لأخذ الموافقة عليها قبل عرضها فى السينما، وقال إن الرقابة لا تريد أن تورط الأزهر فى أزمة فيلم "نوح".

وأضاف الشناوى خلال استضافته فى برنامج "يحدث فى مصر" حبا فى الأزهر لا نريد أن يتورط فيما يحتمل الصواب والجدل، لا نريد أن يدخل فى معترك، مشيرا إلى أن فيلم "آلام المسيح" تم عرضه ولم يبد الأزهر اعتراضا، بينما كان يجسد السيد المسيح، وتضمن مشهدا صريحا للصلب.

وأشار الناقد السينمائى إلى فيلم "خالد بن الوليد" الذى عرض عام 1957 لم يعترض عليه الأزهر، بالرغم من قواعده التى تمنع تجسيد الأنبياء والخلفاء الراشدين وآل البيت والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة، وقال فيلم الرسالة ظل 30 عاما، ومصر هى الدولة الوحيدة التى لا تعرضه بسبب موقف الأزهر، ثم تم عرضه على التليفزيون المصرى الرسمى.

وأضاف أن فكرة التحريم المطلق الذى طبقها الأزهر أحيانا يتم العمل بها، وأحيانا لا، وإذا كانت القرارات مرتبطة بفترة زمنية، لذلك فمن الأفضل أن يتنحى الأزهر جانباً.

ومن جانبه قال الدكتور محمد الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية أن منع تجسيد الأنبياء والصحابة فى الأعمال الفنية واحدة من ثوابت الأزهر الشريف، ولم يتخل عن هذا المبدأ، مشيراً إلى أن الأزهر لم يؤخذ رأيه فى فيلم "آلام المسيح" من الأساس حتى يوافق أو يرفض عرضه.

وأضاف الدكتور محمد الشحات خلال استضافته فى برنامج "يحدث فى مصر" رفضنا عرض فيلم "نوح" حينما عرض الأمر على الأزهر الشريف، ولكن لم يطلب رأى الأزهر فى فيلم "آلام المسيح"، وهذا يدين الرقابة على المصنفات الفنية.

وأشار الشحات إلى أن الأزهر يمارس دوره الرقابى على الأفلام بموجب الدستور، وقال المادة7 من الدستور تقول أن الأزهر مختص بالقضايا الدينية والشئون الإسلامية، وهذا الفيلم وغيره من الأفلام التى تجسد الأنبياء، الأزهر هو من يبت فى أمرها، سواء قالت الرقابة نعم أو لا

وأشار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن صناع السينما لديهم الكثير من الحلول ليتم إنهاء الجدل حول تجسيد الأنبياء، منها الخدع السينمائية التى توحى بالأحداث، وليس هناك ضرورة لتجسيد شخصيات من لحم ودم.

اليوم السابع المصرية في

16.03.2014

 
 

عضو مجمع البحوث الإسلامية:

المادة 7 من الدستور تقر بتدخل الأزهر لمنع «نوح»

كتب: حاتم سعيد 

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن منع تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الفنية واحدة من ثوابت الأزهر الشريف، الذي لم يتخلَ عن هذا المبدأ، مشيرًا إلى أن الأزهر لم يؤخذ رأيه في فيلم «آلام المسيح» من الأساس حتى يوافق أو يرفض عرضه.

وأضاف «الشحات»خلال استضافته في برنامج «يحدث في مصر»، على قناةMBC «مصر»: «رفضنا عرض فيلم (نوح) حينما عرض الأمر على الأزهر الشريف، ولكن لم يطلب رأي الأزهر في فيلم (آلام المسيح)، وهذا يدين الرقابة على المصنفات الفنية».

وأشار إلى أن الأزهر يمارس دوره الرقابي على الأفلام بموجب الدستور، قائلًا«المادة 7 من الدستور تقول إن الأزهر مختص بالقضايا الدينية والشؤون الإسلامية، وهذا الفيلم وغيره من الأفلام التي تجسد الأنبياء، يبت في أمرها الأزهر، سواء قالت الرقابة نعم أو لا».

وأوضح أن صنّاع السينما لديهم الكثير من الحلول ليتم إنهاء الجدل حول تجسيد الأنبياء، منها الخدع السينمائية التى توحي بالأحداث، وليست هناك ضرورة لتجسيد شخصيات من لحم ودم.

المصري اليوم في

16.03.2014

 
 

بعد قراره منع عرض فيلم {نوح}

لجنتا السينما والمسرح: مهمة الأزهر الإرشاد لا منع الأفلام

كتب الخبرروميساء إبراهيم

احتجاجاً على بيان دار الفتوى بتحريم عرض فيلم {نوح} ومطالبة أحد مشايخ الأزهر بتدمير دور العرض السينمائي وحرقها إذا عرضت الفيلم، وبيان درية شرف الدين وزيرة الإعلام الذي تؤكد فيه التزامها قرار شيخ الأزهر، أصدرت لجنتا السينما والمسرح في المجلس الأعلى للثقافة بياناً تطالبان فيه بالتراجع عن قرار المنع احتراماً لحق الشعب المصري في التعرف إلى ثقافات العالم.

جاء البيان في أعقاب اجتماع طارئ عقدته لجنتا السينما والمسرح في المجلس الأعلى للثقافة، وتلاه المخرج خالد يوسف، مقرر لجنة السينما، في مؤتمر صحافي  حضره المخرج مجدي أحمد علي، المنتج محمد العدل، شريف مندور، غابي خوري، سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون ومقرر لجنة المسرح، أعضاء لجنة المسرح، سميحة أيوب، المخرج عصام السيد والمخرج ناصر عبد المنعم.

أكد البيان الإيمان بأهمية دور الأزهر الشريف في الحفاظ على وسطية الإسلام  ومواجهة التطرف والتكفير، الذي لولاه لدخلت مصر في ظلام لا يعرف مداه إلا الله.

تابع أن موقف الأزهر رفض فيلم {نوح}  يستند إلى قرار قديم صدر سنة 1936 يقر بعدم جواز تجسيد الأنبياء والصحابة وأمهات المؤمنين  والعشرة المبشرين بالجنة، ولكن هذا المنع لم يؤثر على عرض فيلم {آلام المسيح} (2014)، وكذلك مسلسل {عمر بن الخطاب} وفيلم { الرسالة}  الذي عرضه التلفزيون المصري بعد 30  سنة من المنع.

وأشار البيان إلى ضرورة الحفاظ على مدنية الدولة واحترام القانون، وهما من المبادىء التي حصل إجماع عليها، ومع كل التقدير لرأي الأزهر وعلمائه، إلا أنه لا يجب أن يتجاوز دوره في النصح والإرشاد إلى الحق إلى المنع والمصادرة، وذلك احتراماً للدستور ومبدأ المواطنة وسيادة القانون، وأن المنع والمصادرة لا يمكن أن يكون سلاحاً فعلا في ظل ثورة التكنولوجيا، فالحرية والرد على الفكر بالفكر هما من السبل المجدية في مواجهة أفكار التطرف.

وختم البيان: {تؤكد لجنتا السينما والمسرح أنهما لا تسعيان ولا تريدان أي صدام مع الأزهر الشريف كونهما تقدران دوره تماماً، لكنهما يختم البيان بضرورة عرض فيلم {نوح} احتراماً لحق الشعب المصري في التعرف إلى ثقافات العالم.

لا تعارض مع الدين

أكد خالد يوسف أن الاجتماع الطارىء للجنة السينما  صودف مع موعد اجتماع لجنة المسرح، برئاسة سامح مهران، لذلك عقدت اللجنتان  اجتماعاً مشتركاً وخرجتا ببيان مشترك.

 ثم تحدثت سميحة أيوب مؤكدة أن الفن لا يتعارض مع الدين، وأن قصص الأنبياء عندما  تُعرض على شاشات السينما أو التلفزيون تسمح بإعطاء فكرة مكثفة عن هؤلاء الأنبياء، خصوصاً  لمن لا يقرأون عنهم، وضربت مثالا بمسلسل {يوسف} الذي شاهده العالم أجمع بمسلميه ومسيحييه، وازدادوا معرفة بهذا النبي العظيم، ذلك أن الأعمال الفنية عندما تتعرض لقصص الأنبياء تستعرضها بشكل راق.

تضيف أنها شاهدت سبعة أفلام عن السيد  المسيح (عليه السلام) وكانت أعمالا عظيمة ولم تسئ إليه بل مجدته. لذلك من شأن مشاهدة أفلام الأنبياء أن تزيد الإنسان إيمانا وصلابة وقوة.

ختمت أيوب كلمتها بالقول إنها ترجو الأزهر الشريف الذي تكن له كل احترام وتقدير أن يراجع موقفه من عرض فيلم {نوح}، وأن يسمح بعرض هذه النوعية من الأفلام، خصوصاً في هذا الوقت الذي لم يعد فيه المنع مجديا لتعدد أساليب مشاهدة الأفلام على شبكة الإنترنت أو القنوات الفضائية المتعددة.

بدوره أشار سامح مهران إلى منهج {الديجالوس}، المطبق في أنحاء العالم ويعني {التفكير من خلال الصورة}، موضحاً أن الكلمة لا تؤثر في المشاهد بقدر الصورة، ومؤكدا أن الصورة السينمائية تكرس لعظمة الأنبياء وليس العكس، لأن الفن لا يتعارض مع الدين، ولا يدخل الدين مع الفن في تناقض إلا في عصور الانحطاط.

يضيف مهران أن المجتمع المصري منفتح على العالم من خلال ثورة التكنولوجيا، لذلك لم تعد فكرة المنع مجدية، وأن المجتمع المصري قادر على التواصل مع الثقافات كافة، لكنه احتفظ بهويته على مر التاريخ، مشيراً إلى أنه يجل دور الأزهر العظيم، لكن لا بد من أن ينعم المجتمع المصري بثمار حرية الإبداع، كما نعم بثمار حرية السياسة.

الأحد 16 مارس 2014

فيلم نوح الأميركي يسبب أزمة في المغرب

المركب السينمائي حدد موعد العرض... والمركز ينفي

تضاربت الأقوال بشأن السماح للفيلم الأميركي «نوح» بعرضه ضمن دور السينما في المغرب.

بينما رفضت بعض الدول العربية عرض الفيلم الأميركي «نوح» قررت المغرب عرض الفيلم في أبريل المقبل.

وضمن هذا الإطار، حدد المركب السينمائي «ميغاراما» بالدار البيضاء بث الفيلم في أبريل المقبل، متجاهلا كل الدعوات الرافضة عرضه بما فيها بيان الأزهر الشريف، إذ أعلن المركب السينمائي عزمه استقبال وعرض الفيلم السينمائي الأميركي «نوح»، والذي يجسد شخصية النبي نوح عليه السلام خلال الفترة المقبلة، وتأكيداً لهذه الأنباء نشرت بعض الإعلانات للفيلم الذي يقوم ببطولته عدد من نجوم هوليود، ومن بينهم راسل كرو، وأنطوني هوبكانس، ولوغان ليرمان، وجنيفر كونلي، حيث حدد تاريخ التاسع من أبريل موعدا لخروجه إلى القاعات السينمائية الوطنية.

لا تصريحات رسمية

بينما لم يصدر عن المركز السينمائي المغربي أي موقف رسمي بعد بخصوص عرض فيلم «نوح» بالقاعات السينمائية، أفادت تصريحات منسوبة إلى مدير المركز، نور الدين الصايل، بنفي علمه بقبول هذا الفيلم وعرضه داخل المغرب، مؤكدا أنه لم يتوصل بعد بأي طلب للسماح بعرض فيلم «نوح».

وفي السياق ذاته، أبدى الشيخ عبد الباري الزمزمي، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، استغرابه من عرض فيلم أميركي يجسد شخصية النبي نوح داخل المغرب، في ظل حكومة يقودها حزب إسلامي كما يدعي وفق تعبير الزمزمي.

وشدد الزمزمي، في تصريحات صحافية، على أنه يجب منع هذا الفيلم السينمائي من دخول المغرب وعرضه على المغاربة، باعتبار أن الفيلم لا يخلو من الاستهزاء بالنبي نوح عليه السلام، بالنظر إلى أن الأميركيين لا يبالون عموما باحترام الأنبياء عليهم السلام. وأفاد الداعية ذاته بأن «علماء المسلمين قديما وحديثا أجمعوا على تحريم تجسيد شخصيات الأنبياء والرسل، لكون تلك الأعمال الفنية قد تتخللها تصرفات غير لائقة أو غير سوية، فتُحسب على تصرفات الأنبياء».

وخلص المتحدث إلى أنه من باب سد الذرائع، وفق القاعدة الفقهية الشهيرة، فإنه يتعين منع دخول هذا الفيلم لتجسيده شخصية النبي نوح عليه السلام، ويجب ألا يشاهده المسلمون، لأن ذلك محرم شرعا، مبرزا أن المسؤولين في الحكومة الحالية هم المفروض فيهم القيام بهذا الأمر».
وكانت دول عربية هي قطر والإمارات العربية المتحدة والبحرين، فضلا عن مؤسسة الأزهر بمصر، قد رفضت عرض فيلم «نوح»، باعتبار «حرمة أي أعمال تجسد أنبياء الله ورسله وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكونها تتنافى مع مقامات الأنبياء والرسل، وتمس الجانب العقدي وثوابت الشريعة الإسلامية، وتستفز مشاعر المؤمنين.

الجريدة الكويتية في

17.03.2014

 
 

توك شو

فيلم نوح

ناصر عبدالنبي 

** سيظل تجسيد الأنبياء علي الشاشة منطقة شائكة تلتبس فيها المفاهيم وتتضارب الآراء والتوجهات فبينما يري بعض المتحمسين لحرية الإبداع أنه لا يجب وضع قيود علي تلك الحرية ولا يحق للأزهر أن يتدخل في مسألة إبداعية كهذه بالمنع من العرض في دور السينما أو علي شاشات التليفزيون إيماناً منهم بأن هؤلاء الأنبياء بشر مثلنا وتجسيدهم فيه فائدة بتعريف الأجيال بهم وبحياتهم والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تناوله تلك القصص وأن المنع لم يعد يجدي في ظل عصر الإنترنت بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة. 

** وفي المقابل يري بعض من علماء الأزهر الأجلاء بأن هناك قراراً للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية بمنع ظهور الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة علي الشاشة ويجب احترام هذا القرار خاصة أن لهذه الشخصيات مكانتها ويوحي إليها من السماء وليسوا كأي بشر بل هم معصومون ولا يمكن قبول ظهور ممثل يحتسي الخمر ويفعل ما يفعل من سلوكيات قد تضر بسمو وجلالة الشخصية التي يؤديها بل ويجعلها مثاراً للإهانة فبدلاً من التعامل مع شخصية الأنبياء بالوقار اللازم لها نجد أن هذا لتناوله علي الشاشة ينزل من مكانتهم ويتطبع لدي الناس وخاصة الأطفال أن الممثل فلان هو النبي يوسف وأن هذا هو نوح خاصة أن نسبة الأمية الثقافية في مصر مرتفعة وبالتالي يحدث ذلك نوعاً من التجرؤ علي الأنبياء قد يصل لحد التطاول وبالتالي فالأحوط والأفضل إبعادهم عن ذلك بمنع تناولهم علي الشاشة. 

** والحقيقة أنني أتعجب من الحملة الشعواء علي الأزهر الشريف وعلمائه في هذا التوقيت بالذات رغم أن هذا القرار قديم فلماذا يثار الآن إلا إذا كان هناك من يريد أن يثير اللغط والتطاول علي الأزهر وعدم احترام قراراته من جبهة الإبداع التي كانت تقف جنباً إلي جنب مع الأزهر في رفضهم لنظام مرسي الإخواني وبالتالي تحدث الفرقة والتفتت. 

** كما أتساءل أين الإبداع في تناول قصص الأنبياء المذكورة في القرآن الكريم الذي أنزله الله علي نبيه محمد الذي لا ينطق عن الهوي ومهما بلغ الإبداع الإنساني في كتابة السيناريو فهل يصل لمستوي الإبداع الإلهي في وصفه لأنبيائه ورسله وسرده لقصصهم وما أدرانا أن يراعي كاتب السيناريو الدقة اللازمة عند تلك القصص لأنها ليست كأي قصص ولا يشطح بخياله بالإضافة أو الحذف بما يخل أو يتناقض مع النص القرآني والكتب السماوية الأخري. 

** ثم هل يغيب الإبداع الإنساني ولم يعد أمامنا سوي قصص الأنبياء لتناولها سينمائياً وتليفزيونياً أم أن الاستسهال والأهداف الخبيثة أصبحت هي المسيطرة. 

** كنت أتمني أن تقف جبهة الإبداع مع الأزهر خاصة في تلك الظروف التي نعيشها لا أن تناصبه العداء وأسمع مداخلات تليفويونية بها شيء من التطاول علي علماء أجلاء مقصدهم نبيل للضغط ولعرض وجهة نظر واحدة بالصوت العالي والتعالي.. وإذا أردت أن يحترم الآخرون إبداعك فاحترم أنت مقاصدهم خاصة إذا كانت تنبع من منطق ديني وأخلاقي. 

** تكرار الحوادث الإرهابية يفرض علي الإعلام تبني خطاباً مختلفاً.. يؤمن بأننا نواجه حرب العدو فيها خفي وبالتالي علينا جميعاً التوحد ضد هذا الخطر وتحية لأرواح شهداء الجيش والشرطة الأبرار. 

naser_abdalnaby@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

17.03.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)