طفلة صغيرة تشير بأصبعها قائلة «إحنا النهاردة يوم حلو قوى».. مراهقة شابة
ابنة للمهرج الكبير وبابا أمين.. فتاة الأحلام.. امراة ناضجة.. أم تبحث عن
السكينة ومستقبل الأسرة.. مربية الأجيال التى تحارب دوما من أجل الحق
والمبادئ..
ستة مشاهد تلخص رحلة السيدة التى حكمت قصر السينما المصرية والعربية، وعبرت
عن رحلتها مع الحياة والفن.. الشروق ستصحبكم فى رحلة عبر مراحل حياة آمنة
التى ظلت تسمع صوت الكروان حتى آخر العمر..
طفلة صغيرة شقية تلفت أنظار الجميع:
كانت فى السادسة من عمرها عندما تعرفت على الشاشة التى ستصبح سيدتها.. كانت
تشاهد فيلما من بطولة آسيا داغر، ومع انتهاء الفيلم صفق الجمهور كعادة
جمهور هذه الفترة التى شهدت البدايات المبكرة للفن السابع، لتقول حمامة
لوالدها إنها شعرت بأن الجمهور يصفق لها هى بمفردها. إنها الطفلة فاتن أحمد
حمامة.. هذا اسمها كاملا والمولودة فى 27 من شهر مايو عام 1931 بمدينة
السنبلاوين بالدقهلية ولكنها تؤكد أن موضع الميلاد الحقيقى هو حى عابدين
بالقاهرة لأب يعمل بوزارة التربية والتعليم.
كانت بدايتها الثانية مع السينما بعد ثلاث سنوات من مشهد تصفيق الجمهور لها
عندما فازت بمسابقة أجمل طفلة ليرسل والدها صورتها للمخرج محمد كريم
فيختارها لدور الطفلة بفيلم «يوم سعيد» عام 1940 مع الفنان محمد عبدالوهاب،
وحصلت عنه وقتها على عشرة جنيهات كأجر لها عن الفيلم.. لتدخل قلوب الجماهير
مع كلمتها التى ظلت خالدة «إحنا النهاردة يومنا حلو قوى». ولتظل فاتن فى
هذه المرحلة مع فيلمها الثانى والثالث «رصاصة فى القلب» عام 1944 مع
عبدالوهاب أيضا ومحمد كريم وحصلت عنه على خمسين جنيها، و«دنيا» عام 1946..
وهو الفيلم الذى ودعت معه حمامة الطفولة لتدخل أعتاب المراهقة ولتدخل
المعهد العالى للتمثيل عام 1946.
المراهقة تبحث عن الحماية والحنان:
كبرت الطفلة لتصبح ابنة فى عائلة تدخل عتبات الأنوثة ويخاف عليها الاب من
غدر الزمان ومحاولة الأشرار اللعب بها أو التسلل لعقلها وهى المرحلة التى
دخلتها حمامة منذ 1946 مع فيلم «ملاك الرحمة» وبدأت فيه أيضا لعب أدوار
الميلودراما وحتى قيام ثورة يوليو.. وقدمت خلالها فيلم «اليتيمتين» و «كرسى
الاعتراف» و«ست البيت» ولكن يعتبر أبرز افلامها فى هذه الفترة هو «بابا
أمين» عام 1950 والذى شاركت فيه مع حسين رياض وميمى شكيب وكمال الشناوى
وأخرجه العالمى يوسف شاهين الذى ستتعاون معه كثيرا بعدها.
ولعبت فيه دور ابنة لرجل من الطبقة المتوسطة يموت والدها لتفاجئ الاسرة
باختفاء نقوده وكيف تنجرف للعمل في احد الملاهي الليلة قبل ان يستيقظ الاب
من نومه ليفاجئ انه يحلم. الفيلم شكل جزء من مسيرة حمامة طوال هذه السنوات
قبل دخولها عالم الفتاة الرقيقة التي يحلم بها الرجال او تكافح الظروف من
اجل نجاح قصة حبها.
شابة جميلة يحلم بها كل الرجال:
كبرت الطفلة والمراهقة لتصبح شابة جميلة يحلم بها كل الرجال وهى تعبر عن
احلام الفتيات من نجاح وعمل وزواج وحب وهو ما عبرت عنه عدة افلام لحمامة من
أبرزها «أيامنا الحلوة» والتى تنافس عليها ثلاثة من كبار النجوم ورموز
الجيل عبدالحليم حافظ وعمر الشريف وأحمد رمزى و «موعد مع الحياة» و«موعد مع
السعادة» وصراع فى الوادى» والذى شهد قصة حبها لعمر الشريف والقبلة الشهيرة
بينهما التى أغضبت كل نجوم السينما المصرية وقتها.
«صراع
فى الميناء» و«موعد غرام» ولتنتهى هذه المرحلة عام 1957.
الطفلة الصغيرة كبرت وواجهت الحياة:
كبرت فاتن حمامة لتصبح زوجة جميلة ونجمة كبيرة بعد زواجها مرتين من المخرج
عز الدين ذوالفقار من 1947 وحتى عام 1954 أنجبت منه نادية، والفنان عمر
الشريف من 1955 وحتى عام 1974 وأنجبت منه طارق بينما كانت آخر زيجاتها من د
محمد عبدالوهاب.
كان طبيعيا أن تتغير أدوار فاتن حمامة وهو ما عبرت عنه أفلامها «سيدة
القصر» وكيف أصبحت امراة ناضجة قوية تحارب الفقر والظروف حتى يحبها الرجل
الثري وكيف تحافظ على ثروته وبيتها وحبهما معا لتصبح سيدة القصر.
و«الزوجة العذراء» مع أحمد مظهر وفيلمها الأبرز «دعاء الكروان». الذى وصل
للتصفيات النهائية فى جائزة الاوسكار والمأخوذ عن رواية لعميد الأدب العربى
طه حسين وأخرجه هنرى بركات.
و«بين الأطلال» و«الباب المفتوح» و«الليلة الاخيرة» و«الحرام» وأنهته حمامة
بفيلمها «الخيط الرفيع» عام 1971 والذى عادت فيه فاتن حمامة من لبنان إثر
هجرتها بعد تعرضها لضغوط من إحدى الجهات الأمنية طبقا لها، وتنقلت فاتن
وقتها بين بيروت ولندن و وبرغم وصف عبدالناصر لها بالثروة القومية ومطالبته
بعودة النجوم بعد نكسة 1967 الا أنها لم ترجع إلا بعد وفاته.
الأم تحمى أسرتها:
بعد عودة فاتن حمامة قررت أن تصبح الأم فاتن او المراة التى تحمى وتعول
عائلتها وأسرتها الصغيرة والكبيرة ولتصبح صوت المرأة المصرية عبر العصور
وهى المرحلة التى بدأتها عام 1972 مع فيلمها «إمبراطورية ميم» ولعبت فيه
دور أم لاسرة كبيرة يرحل الأب ليتركها وسط معاناة فى تربية الابناء وكيف
تضحى بحبها وحياتها كامراة جميلة مرغوبة من أجل الابناء.
وعام 1975 قدمت فيلم «أريد حلا» مع رشدى أباظة والذى ساعد فى تغيير قانون
الأحوال الشخصية المصرى فيما يتعلق بقانون الطلاق.
وفى 1977 قدمت فيلم «أفواه وارانب» والذى حاول مناقشة قضية كثرة الإنجاب
وشاركها بطولته محمود يس وقدمت دور الخالة التى تربى أبناء أختها.
وكذلك «لا عزاء للسيدات» و«حكاية وراء كل باب» و«ليلة القبض على فاطمة»
والذى تربى فيه فاطمة إخوتها الصغار حتى يصبحوا كبارا وغدر الأخ الاكبر بها.
وأنهت حمامة هذه المرحلة بفيلمها «يوم مر ويوم حلو» مع خيرى بشارة» عام
1988.
الكبار يبداون حياتهم من جديد ويحافظون على القيم والاخلاق:
كبرت فاتن حمامة لتصبح فى السبعينيات من عمرها وتبحث عن أدوار تناسب
مرحلتها كأم كبر أبناؤها وتحلم بالاستقرار والحياة الهادئة وهو ما عبر عنه
فيلمها «أرض الأحلام» مع يحى الفخرانى والمخرج داوود عبدالسيد وهو الفيلم
الذى قدمته عام 1993 ليصبح آخر أفلامها.
ولفاتن حمامة تجربتين تليفزيونتين ابرزهما «ضمير ابلة حكمت» عام 1991 ولعبت
فيه دور ابة حكمت ناظرة مدرسة نور المعارف الثانوية وهو العمل الذي كتبه
اسامة انور عكاشة واخرجته انعام محمد علي وشاركها البطولة احمد مظهر وجميل
راتب ويويسف شعبان وحسن مصطفى وسميرة عبد العزيز والعديد من الفنانين.
وكانت اخر اعمال حمامة على الاطلاق مسلسلها «وجه القمر» الذي قدمته مع احمد
رمزي وجميل راتب ونيللي كريم وغادة عادل والذي تعرض لانتقادات كبيرة وقت
عرضه لتغيب بعده حمامة الا عن مجموعة من التصريحات الصحفية والمناسبات
الكبرى من ابرزها لقاء المشير عبد الفتاح السيسي.
• أعمال
لم تقدمها سيدة الشاشة
كان مسلسل «أميرة فى عابدين» مكتوبا خصيصا من أجل فاتن حمامة لكنها اعتذرت
عنه ليذهب لسميرة أحمد.
بينما كانت آخر محاولات عودة حمامة للفن من خلال السيناريست خالد دياب الذى
أكد لـ«الشروق» انه كتب معالجة لفيلم إنسانى عائلى اجتماعى عن رجل وامراة
فى عمر فاتن حمامة وبالفعل اتصل بالراحلة عام 2010، ليعرض عليها الأمر
هاتفيا وهى المحادثة التى استمرت لساعة كاملة ناقشته خلالها فى كل التفاصيل
وطلبت إدخال تعديلات على دورها وشخصيتها بالعمل ولم يتطرقا فى المحادثة
للأبطال المرشحين للعمل أمامها وتوقف المشروع نتيجة لقيام ثورة 25 يناير
وسفره بعدها لدراسة الإخراج بأمريكا.
«الشروق»
علمت أن جهة الإنتاج كانت قد فكرت فى عمر الشريف بطلا أمامها وهو سبب آخر
لتوقف المشروع لاتفاقها والنجم العالمى على اقتصار علاقتهما على مقابلة
سنوية مع ابنهما طارق وعدم تقديم أعمال مشتركة معا، وهو ما أكد دياب أنه لا
يعلم عنه شيئا وكان من المتوقع ان يلعب دور الحفيد احد نجوم الشباك من
الشباب.
•
على الهامش:
-
اطلق عليها لقب سيدة الشاشة العربية الكاتب الصحفي محمد بديع سربيه بعد ان
فازت لثلاثة سنوات متتالية باستفتاء القراء والنقاد لافضل ممثلة في مجلته
«الموعد».
-
ابنتها نادية مثلت أمامها في الفيلم التليفزيوني المكون من ثلاثة «حكاية
وراء كل باب».
-
اختارها النقاد كافضل ممثلة في مئوية السينما المصرية.
-
كرمها العديد من القادة مثل جمال عبد الناصر وأنور السادات والرئيس
اللبناني إميل لحود ورئيس وزراؤه رفيق الحريري وملك المغرب الحسن الثاني
وفازت بأول جائزة للمراة العربية.
-
أخر تكريماتها عام 2013 والدكتوراه الفحرية من الجامعة الامريكية ببيروت.
-
قدمت ما يقرب من 106 منها 104 فيلم ومسلسلين.
«وجه
القمر أبلة حكمت» ترحل عن عالمنا وتبقى «سيدة الشاشة العربية» بلا منازع
محمود محمد علي
صاحبة الضمير «أبلة حكمت»، تعتبر من قبل الكثيرين علامة بارزة في السينما
العربية، حيث عاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما المصرية وساهمت بشكل كبير
في صياغة صورة جديرة بالاحترام لفنها، هي سيدة الشاشة العربية وملكة
الرومانسية في السينما المصرية، فاتن أحمد محمد حمامة.
ولادتها ونشأتها
ولدت الفنانة الراحلة فاتن حمامة في 27 مايو من عام 1931، في محافظة
الدقهلية، وانتقلت منذ صغرها مع أسرتها إلى منطقة عابدين بوسط القاهرة،
التي شهدت بوادر طفولتها.
وتغير مسار حياتها بعد اشتراك والدها في مسابقة لأجمل طفلة؛ ما دفعه لإرسال
صورة لها في زي ملائكة الرحمة (ملابس التمريض)، ونشرت الصورة على غلاف مجلة
«المصور» في ذلك الوقت.
يوم سعيد
ولعب القدر دوره، أثناء بحث المخرج محمد كريم عن طفلة لتلعب دور البطولة في
فيلم «يوم سعيد» عام 1940، أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، فوجد
صورة الطفلة «فاتن» على غلاف المجلة، ليعرض على أهلها أن تلعب الطفلة ذات
السنوات التسعة هذا الدور.
وحضرت فاتن حمامة أمام المخرج الذي طلب منها إلقاء نشيدا كاختبار أمام
الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي انبهر بدوره قائلا: «هي دي يا كريم.. دي
لُقطة».
بدايات الظهور
بعد فيلمها الأول مع المخرج محمد كريم، قام باستدعائها عام 1944 لمشاركة
الموسيقار محمد عبد الوهاب في فيلم «رصاصة في القلب»، ثم فيلم «دنيا» عام
1946، ثم التحقت بالمعهد العالي للتمثيل في نفس العام.
دور يوسف وهبي في مشوارها
اقتنع الفنان يوسف بك وهبي بموهبة الفنانة الصاعدة فور رؤيتها في المعهد،
مطالبا إياها بنمثل دور ابنته في فيلم «ملاك الرحمة» عام 1946، وتوالت بعد
ذلك أعمالها الفنية التي بلغت 98 فيلما.
زواجها
تزوجت الفنانة فاتن حمامة من المخرج عزالدين ذوالفقار أثناء تصوير فيلم أبو
زيد الهلالي عام 1947، وأسسا معًا شركة إنتاج سينمائية وقامت بإنتاج فيلم
«موعد مع الحياة» عام 1954، وكان هذا الفيلم سبب تلقيبها بـ«سيدة الشاشة
العربية».
الطلاق
انتهت علاقة سيدة الشاشة العربية بالمخرج عزالدين ذو الفقار، عام 1954
بعدما اتفقا على الطلاق.
حلم لا تريده أن ينتهي
في نفس العام من طلاقها أسند إليها بطولة فيلم «صراع في الوادي» في ثاني
عمل يجمعها بالمخرج يوسف شاهين، وقام بتجسيد دور البطولة أمامها الفنان
الصاعد في ذلك الوقت ميشيل شلهوب (عمر الشريف).
واشتهرت «حمامة» برفضها للمشاهد الساخنة والقبلات، ولكنها وافقت على تقديم
قبلة جمعتها بعمر الشريف في فيلم «صراع في الوادي».
ومن جانبه أشهر الفنان عمر الشريف إسلامه عقب الفيلم، وتزوج من سيدة الشاشة
العربية، ليستمر زواجهما حتى عام 1974.
وفي تصريح لها وصفت فترة زواجها الثاني بـ«الحلم الذي لا تريده أن ينتهي».
نجمة القرن العشرين
حازت سيدة الشاشة العربية على جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب
والنقاد المصريين عام 2000، على مجمل أعمالها الفنية.
وأثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها، تم
اختيارها كأفضل ممثلة، وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن
ما أنتجته السينما المصرية.
وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية
بالقاهرة، كما حصلت على العديد من الجوائز، منها «وسام الأرز من لبنان عامي
1953 و2001، ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب، والجائزة الأولى للمرأة
العربية عام 2001، وميدالية الشرف من قبل جمال عبد الناصر، وميدالية الشرف
من قبل محمد أنور السادات، وميدالية لاستحقاق من ملك المغرب الحسن الثاني
بن محمد، وميدالية الشرف من قبل إميل لحود، ووسام المرأة العربية من قبل
رفيق الحريري، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013».
وجه القمر.. أبلة حكمت
رغم تعدد أدوارها السينمائية التي بلغت 98 فيلمًا، إلا أنها كانت مقلة في
الظهور التليفزيوني، حيث إنها لم تقدم للدراما المصرية سوى عمليين فقط،
«ضمير أبلة حكمت» عام 1991، ومسلسل وجه القمر عام 2000، الذي يعد آخر
أعمالها الفنية على الإطلاق.
فنانة القرن مع الرؤساء من «عبد الناصر» لـ«السيسي»
جمال عبد الناصر
استنادا إلى مقابلة صحفية أجرتها الراحلة منذ فترة، أعلنت عن مغادرتها لمصر
من عام 1966 إلى 1971 احتجاجا على الضغوط السياسية التي تعرضت لها، حيث
كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن.
وقالت في اللقاء: «ظلم الناس وأخذهم من بيوتهم ظلما للسجن في منتصف الليل،
وأشياء عديدة فظيعة ناهيك عن موضوع تحديد الملكية، وقد تعرضت إلى مضايقات
من المخابرات المصرية حيث طلبوا مني التعاون معهم»؛ وأدى رأيها هذا إلى
منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد ذلك.
وأثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبد الناصر من مشاهير الكتاب والنقاد
السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبد الناصر بـ«الثروة
القومية».
وكان الرئيس جمال عبد الناصر قد منحها وسامًا فخريًا في بداية الستينيات،
ولكنها لم تعود إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاته.
محمد أنور السادات
جمعت الفنانة فاتن حمامة وزوجة الرئيس الراحل أنور السادات السيدة جيهان
السادات علاقة صداقة قوية، وكانا تتبادلان المكالمات الهاتفية على فترات،
كما جمعتهما عشرات المناسبات واللقاءات الخاصة والعامة خلال سنوات ابتعاد
سيدة الشاشة عن الأضواء.
محمد حسني مبارك
أكدت في لقاء إعلامي على عدم اجتماعها بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك،
واصفة إياه بـ«الرجل الطيب».
وأعلنت الراحلة تأييدها لثورة 25 يناير 2011، مطالبة الثوار بالحفاظ على
مكتسبات الثورة.
محمد مرسي
كان لها رأيا مشابها لمعظم الفنانين في رفض نظام الرئيس محمد مرسي، وجماعة
الإخوان المسلمين.
ونشر عنها رفض حضور لقاء الرئيس الأسبق محمد مرسي بالفنانين؛ نظرًا لمرضها.
عبد الفتاح السيسي
كانت سيدة الشاشة العربية من ضمن العديد من النجوم والنجمات الذين التقوا
الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن حملته الانتخابية في 2014، إلا أن وضع
الفنانة الكبيرة فاتن حمامة كان مختلفًا، فالرئيس المحتمل وقتها ترك مقعده
وتوجه لها ليلقي سلاما خاصا، قائلا: «لا يمكن أن يفوتني أبدا أن أوجه كلمة
شكر خاصة لك».
انطفاء «وجه القمر»
رحلت الفنانة الكبيرة عن عالمنا يوم السبت 17 يناير عام 2015، إثر أزمة
قلبة مفاجئة في منزلها، عن عمر ناهز الـ84 عامًا، لينتهي معها مشوار مليء
بالعطاء الفني، لكنه باقيا ليخلد أسمها في سجلات تاريخ السينما المصرية.
قالوا عنها بعد رحيلها..
نجوم الفن يرثون سيدة الشاشة العربية
قال الفنان أشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية: «كفي أن نقول إن فاتن
حمامة تعبر عن تاريخ السينما المصرية، فهي كما النسمة الطائرة الرقيقة رحلت
عنا مثلما عاشت طوال حياتها».
وفي سياق متصل، نعت الفنانة نادية لطفي صديقتها، قائلة: «لحظة وداع سيدة
الشاشة العربية فارقة ومؤلمة لنا جميعًا، لأن فاتن حمامة تمثل عمري كله منذ
أن كنت صغيرة فهي مثل أعلى وقدوة كبيرة، فصداقتنا كبيرة وكانت دائمًا
مرتكزة على الاحترام».
وأعربت الفنانة «ماجدة» عن حزنها الشديد لوفاة الفنانة فاتن حمامة، مؤكدة
أن الفقيدة، وإن رحلت بجسدها، فإنها لن تغيب عن قلوب محبيها في مصر والعالم
العربي، موضحة أن آخر لقاء جمعها بالفنانة الراحلة كان في عيد الفن الماضي،
قائلة: «لم يتسنى لنا الحديث سويًا بسبب الزحام وضيق الوقت».
ولم ينس أهل السياسة توديع صاحبة الضمير «أبلة حكمت»
نعت مؤسسة الرئاسة بـ«بالغ الحزن والأسى» الفنانة الكبيرة فاتن حمامة، التي
توفت مساء السبت، وتقدمت لأسرتها وذويها وكافة محبيها من أبناء مصر والوطن
العربي بخالص التعازي والمواساة.
وبدوره أعلن الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، عن تطبيق حالة الحداد في
الوزارة لمدة 3 أيام، حزنًا على رحيل سيدة الشاشة العربية.
أما عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية سابقًا، قال: «أنعي إلى
الشعب المصري، وكافة الشعوب العربية رحيل سيدة الشاشة العربية، كانت رمزًا
من رموز مصر، وقوتها الناعمة».
بينما بكى الإعلامي عمرو أديب، على الهواء مباشرة لوفاة الفنانة فاتن
حمامة، وقال: «غيابها يعني غياب الاحترام عن جيل كامل، فهي سيدة الشاشة
العربية، وغيابها يعني غياب لون كامل، أنا كان عندي الحظ إني شفت فاتن
حمامة، والفيلم الوحيد الذي أنتجه أبي كان بطولتها وتم تصويره في بيروت،
وما استطيع أن أقوله إنه ماتت الهانم».
بقلوب تقطر دمًا، ودع الشعب المصري سيدة الشاشة العربية، وفقد الفن العربي
ممثلة كانت ركنًا أساسيا للفن الراقي المؤثر في الشعب، ورغم كلمات الرثاء
التي لا تنتهي؛ ستظل فاتن حمامة رمزًا للفن الذي نرغب أن نشاهده دومًا في
حياتنا المقبلة، وداعًا سيدة القصر.
في لقاء يرجع لعام 1963..
فاتن حمامة: لا أرغب أن يعمل أبنائي بالفن.. والسينما صنعة
محمود محمد علي
عرضت الإعلامية لميس الحديدي فيديو نادر لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة
في حوار تليفزيوني مع الإعلامية أماني ناشد، يرجع لعام 1963.
وتحدثت «حمامة» خلال الحوار، الذي أعيد إذاعة جزءا منه في برنامج «هنا
العاصمة» عبر فضائية «سي بي سي»، الأحد، عن أعمالها الفنية التي قدمتها،
مؤكدة على اعتزازها بدورها في فيلم «دعاء الكروان».
وأوضحت أنها لا تفضل الأدوار الحزينة التي تقوم بها، مثل دورها في فيلم
«بين الأطلال»، مشيرة إلى صعوبة العمل أمام الكاميرا عن العمل على خشبة
المسرح، عكس ما يعتقد البعض.
وتابعت: «العمل في السينما يعتبر فن وصنعة، أنا بنهي مشهد وأنا بعيط وبرجع
أكمله بعدها بأسبوعين ولازم أفتكر إحساسي وقتها عشان أوصل الإحساس للمشاهد،
وصعوبة المسرح في مواجهة الجمهور، وتنتهي بعد أول عرضين للمسرحية».
وأبدت سيدة الشاشة العربية، رفضها لعمل أبنائها نادية ذو الفقار وطارق عمر
الشريف بالفن، مفضلة بقائهما بعيدًا عن الأضواء لممارسة حياتهم بكل حرية. |