أسس المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سنة 2001 من طرف صاحب الجلالة الملك محمد
السادس. ويتم تنظيمه، منذ سنة 2002، من قبل مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم
بمراكش، تحت الرئاسة الفعلية لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد.
يعد المهرجان حدثا بارزا في سماء الفن السابع في المغرب وعلى الصعيد الدولي،
فهو يستقطب إلى المدينة الحمراء سنويا العديد من النجوم من عالم الفن والثقافة
والإعلام. كما استطاع، على مر السنين، أن يجلب مهنيي السينما الأكثر شهرة على
المستوى العالمي، مكتسبا بذلك شهرة كبرى، واعترافا دوليا كموعد سينمائي وإعلامي
ذا مكانة هامة.
كما يتميز مهرجان مراكش، الذي يعد احتفالا حقيقيا بالسينما، ليس فقط بجودة
برمجته، ولكن أيضا من خلال خطه التحريري وخياراته الفنية التي تتبنى الانفتاح
على تجارب سينمائية مختلفة. كما يتميز بكونه فضاء يوفر فرصة لاكتشاف المواهب
الشابة من خلال مسابقة “سينما المدارس” التي تحتفي بأفضل الأفلام القصيرة من
إنجاز طلبة السينما بالمملكة.
مبادرة شجاعة ومتبصرة شكلت حدثا في تاريخ السينما المغربية
منذ إحداثه ستة 2001 ، بمبادرة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تمكن
المهرجان الدولي للفيلم بمراكش من إثبات مكانته في ظرف عقد واحد من الزمن،
كواحد من أكبر مواعيد السينما العالمية. فعلى الرغم من الظروف الدولية الصعبة
التي أعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر على مدينة نيويورك، اتخذ المغرب قراره
بأن يستمر في مشروع خلق حدث دولي يوحد الشعوب والثقافات، ويرتقي تدريجيا ليصبح
مهرجانا يشكل محورا تتقاطع فيه سبل الإبداع السينمائي من جميع أنحاء العالم.
لقد أراد المغرب لمهرجان مراكش، منذ أولى دوراته، أن يكون جسرا يقرب بين ثقافات
الأمم، ومحطة هامة للفن السابع العالمي ترسو على أرض حبلى بالتاريخ. فجاء
الاختيار الحكيم على مدينة مراكش، عاصمة السلالات المغربية العريقة، منذ الدولة
المرابطية ومنطلق انفتاح المغرب على المغرب الكبير والأندلس.
هذا الحدث الهام الذي يجسد الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس،
يُعد اليوم حدثا فنيا لا مثيل لها في القارة الإفريقية والعالم العربي.
مهرجان سينمائي دولي جديد بمراكش
جمع مهرجان مراكش شخصيات بارزة من عالم الفن السابع من الشمال والجنوب من أجل
صياغة رؤية متناسقة تتماشى وطموحاته. وكان من بين أهدافها الرئيسية، تعزيز
نوعية الأفلام التي تخدم التطور الفني للسينما العالمية وتطوير الصناعة
السينمائية بالمغرب، وتعزيز صورة المغرب في العالم.
وتصادفت بداية المشروع مع اللقاء بأحد أكبر المنتجين السينمائيين الفرنسيين،
دانيال توسكان دو بلانتيي، الذي كان في العام 2001 أحد أعضاء المجموعة الأولى
التي عملت على تنظيم المهرجان وبسطه في أماكن عدة من المدينة. ومن خلال وضع
خبرته وطموحاته في خدمة المهرجان، قام دانيال توسكان دو بلانتيي، صديق المغرب
والمدينة الحمراء، بوضع تصوره إلى جانب رؤية شركائه المغاربة، ليجعلوا من مراكش
محطة جديدة للسينما ومنبرا لبزوغ المواهب الصاعدة في عالم الفن السابع.