«فيكتوريا» الألماني و«أسفلت» الفرنسي ضمن (سينما العالم) بمهرجان
دبي
عن تحولات البراءة والجريمة ومستحيلات العلاقات الإنسانية
إبراهيم الملا (دبي)
في لقطة واحدة ومتواصلة يقطعها فيلم «فيكتوريا» للمخرج الألماني
سيباستيان شيبر، تبرز لنا مدينة برلين كما لا يمكن أن نراها في
صخبها وروتينها اليومي المعتاد، إنها مادة الليل والبهجة السرية
والطيش العابر، والتي يلتقطها المخرج هنا وبذكاء وحنكة كي يرصد
تحولات البراءة والجريمة والحب والعنف والصداقة والموت في هذه
المدينة الكوزموبوليتية بامتياز.
خبايا ودهاليز
يبدأ الفيلم بمشهد صاخب في ملهى ليلي تتصدره الفتاة الإسبانية
فيكتوريا، وهي تلاحق فضولها للتعرف على خبايا ودهاليز مدينة برلين
بعد مرور ثلاثة أشهر منذ إقامتها، وعملها كنادلة في مقهى لا تستفيد
منه سوى بأجر ضئيل.
وعند خروجها من الملهى تصادف أربعة شبان متسكعين يصفون أنفسهم
بالبرلينيين الأصليين، ومن خلال حوارات ارتجالية ومداولات الحكي
والثرثرة، تنشأ صحبة حذرة بين الفتاة والشبان الأربعة وتتطور إلى
حالة من الانجذاب الشخصي تجاه أحدهم، تصاحبهم فيكتوريا في مغامرتهم
الليلية وتتداخل مع عالمهم الثمل بالأحلام والشغب والفوضى، ومع
اللقطات المقربة والحيّة والواقعية في حركة الكاميرا يمكن للمشاهد
أن يتوقع أحداثاً سيئة قد تجرف الأحداث إلى منحى خطر وعنيف، ولكن
مسار الحكاية وسلوك الشبان الحميمي يؤجل هذا التوقع المتشائم إلى
زمن أبعد، خصوصاً بعد أن تصطحب فيكتوريا صديقها إلى المقهى الذي
تعمل به وقت الفجر وقبل حضور الزبائن، وعندما تعزف له على آلة
البيانو نكتشف أنها عازفة محترفة لم تجد فرصة مناسبة في بلدها
إسبانيا، وأتت للعمل في برلين هرباً ربما من خساراتها الشخصية
هناك، ومع هذا المشهد بالتحديد ينسج الفيلم خيوطه النفسية
والدرامية المتينة حول الشخصية الرئيسة في الفيلم، والتي يدفعها
يأس غير ملحوظ إلى مشاركة الشبان في عملية سطو على أحد البنوك
امتثالاً لأوامر عصابة محترفة أنقذ زعيمها أحد الشبان الأربعة
عندما كان مسجوناً قبل سنوات، كي يسدد ديناً مؤجلاً بعشرة آلاف
يورو.
في النصف الثاني من زمن الفيلم تأخذنا المشاهد السريعة والمتلاحقة
إلى مسار مختلف تماماً عن البدايات الهادئة، وذلك بعد أن تبدأ
الشرطة مع طلوع النهار بمطاردة فيكتوريا وأصدقائها المسلحين، وتنتج
المطاردة عن مقتل أحدهم وإصابة آخر، بينما تهرب فيكتوريا وصديقها
المقرّب ومعهما خمسون ألف يورو كحصاد لسرقة البنك، وتلجأ إلى أحد
الفنادق القريبة لتفاجأ بصديقها وهو ينزف حتى الموت، وينتهي الفيلم
بلقطة عامة تتوقف معها الكاميرا ولأول مرة في مكان محايد، كي تدخل
فيكتوريا المحطمة والمنهكة إلى الكادر الضبابي وتختفي في أزقة
برلين وهي تنفض عن نفسها عتمات ليلة باردة ظاهرياً، ولكنها تنطوي
في العمق على مآسٍ وقصص داكنة لا يعرفها أحد.
فيلم «فيكتوريا» من الأعمال المميزة التي قدمها مهرجان دبي
السينمائي في دورته الحالية، ومردّ هذا التميز هو بناء الفيلم
المعتمد كلياً على المصور ستورلا غروفلن بكاميرته المحمولة طوال
ساعتين متواصلتين ومن دون قطع أو مونتاج، ومن خلال حوارات ارتجالية
وأداء عفوي من الممثلين برزت فيه الممثلة لايا كوستا بقدراتها
العالية على التنويع الأدائي والانتقال المتدرج من حالات الفرح
والانتشاء إلى الحزن والصدمة الذاتية واستدعاء الذاكرات المرّة،
وكل ذلك ضمن توليف بصري محكم وخطاب إنساني مرهف لم نجده في معظم
الأفلام الأخرى التي اعتمدت أسلوب اللقطة المتواصلة حدّ الإنهاك.
تقاطع ثقافات
في فيلم المخرج الفرنسي صموئيل بنشتريت بعنوان «أسفلت» ثمة أصداء
وملامسات وانتباهات لا يمكن أن تتبخر سريعاً من ذهن المتفرج وهو
يغادر صالة العرض، لأن ما يشرع الفيلم في تفكيكه وتحليله من مواضيع
تبدو عادية، يتجاوز هنا الحدود المستحيلة لما تختزنه الحياة من
علاقات إنسانية وتقاطع ثقافات ومصائر منسيّة في هذا الكوكب المبتلى
بجنون السياسيين وعنصرية الإعلام وجشع تجار الدم والسلاح.
يتسلل الفيلم وبهدوء إلى المساحة الروحية الخصبة لدى البشر، والتي
تتشكل في هذا الشريط الآسر وسط مدار مشترك تتفرع منه ثلاث قصص تقع
أحداثها في عمارة سكنية، وداخل مصعد ضيق ومعطل دائماً، وعلى وقع
صوت غامض يصدر في أرجاء الحيّ ويؤوله كل شخص حسب خيالاته وتفسيره
الذاتي.
في القصة الأولى ترصد الكاميرا رجلاً مقعداً يسكن الطابق الأول
للعمارة ويعاني من مشاكل المصعد، ثم نراه وهو يتسلل ليلاً إلى
المستشفى القريب كي يسكت جوعه من خلال جلب رقائق البطاطس في جهاز
المأكولات الآلي بالمستشفى، وهناك يتعرف على الممرضة المناوبة
ليلاً، ويدّعي أنه مصور محترف يعمل لشركة ناشيونال جيوغرافيك، وبعد
أن تنشأ بينهما حالة من الود والتواصل، يعدها بالتقاط صورة شخصية
لها، وفي الليلة الموعود يتعطل المصعد، ويعلق كرسيه المتحرك هناك،
فيضطر لمقاومة آلامه ويذهب إليها مشياً على رجله المعطوبة كي لا
يخلف وعده، ولا يفسد هذه العلاقة الناضجة للتوّ.
في القصة الثانية نتعرف على ممثلة مسرحية وسينمائية معتزلة حظيت في
الثمانينيات بشهرة كبيرة، ولكن نسيها الجميع بعد اعتزالها، تتعرف
الممثلة الخمسينية على جارها المراهق الذي يسكن وحيداً في شقته،
ويساعدها بعد أن يتلمس حجم خساراتها الذاتية في العودة مجدداً إلى
التمثيل بعد أن يعثر في أ حدى صناديقها المهملة عن نص مسرحي مميز
كي يبث في دواخلها روحا جديدة ومشرقة ومهيأة للعودة إلى الأضواء
مجددا.
في القصة الثالثة التي بدت أكثر غرائبية يهبط مكوك فضائي على سطح
العمارة، ويخرج منه رائد فضاء أمريكي تستضيفه سيدة جزائرية مسنة
تسكن في ذات العمارة، كي يجري مكالمة مع وكالة ناسا المكلفة
بالعثور عليه، ورغم جو الارتياب والشكوك المخّيم على ذهن رائد
الفضاء وهو في منزل امرأة عربية، إلا أن طيبة السيدة وبساطتها
تذوّب كل هذه الهواجس المقلقة، يسكن رائد الفضاء لمدة يومين في
غرفة ابن السيدة الغائب، ويتواصل معها ضمن منطقة شفافة من المشاعر
الإنسانية والنوايا النقية التي شوهها قبح السياسة والبروباغندا
المضللة للإعلام.
قدم المخرج بنشتريت فيلمه في إطار كوميدي ومتخفف كثيراً من عبء
الموضوع في بنائه العام وهيكله السردي، ولكنه يشتمل في الوقت ذاته
على خصوصية أسلوبية وفرادة في الطرح، من حيث تقديمه لقصص تنبع من
واقعية الحياة وصيرورة الوجود، وتتمرد أيضا على القشرة الصلبة
لأفكارنا المغلوطة، وانطباعاتنا الخاطئة عن الآخرين.
أزمات عامة وقضايا شخصية في فيلم يعكس تفاصيل من مجتمع البوسنة
«حياتنا
اليومية».. لم تنس الحروب!
نوف الموسى (دبي)
التفصيلة الإنسانية، التي قدمها فيلم «حياتنا اليومية» للمخرجة
إيناس تانوفيتش، عن الآثار الاجتماعية للحرب التي خاضتها جمهورية
البوسنة والهرسك، ساهمت في كشف الفضاءات المكبوتة، لنزعة الحرب،
حتى بعد انتهائها، عن طريق تفكيك مسارات التوازن في شخصيات
الأفراد، في مجتمع البوسنة، لتتحول الحياة الاعتيادية، بصورتها
الخارجية، كنمط بعيد عن المؤشر الداخلي، الذي يبرز في مواقف
مختلفة، كأزمة أو قضية أو إشكالية، تتصدر هموم الأفراد، ليشرعوا في
البحث عن طرق معالجة، لا تمس المنحى الأساسي، من إحساسهم بالألم
المتراكم أو الخوف المتصدي، الناتج عن ذاكرة، ممتلئة بالوهم تجاه
عدم قدرتهم على إعادة إنتاج حياتهم، والتغلب على التكوين التاريخي،
للعديد من الأجيال، التي شهدت الحرب، واستمرت في نقله كمفهوم
متوارث. وفيلم «حياتنا اليومية»، يتحدث بانسيابية وجمالية، هادئة،
عن تلك الإسقاطات الاجتماعية، وطرق ولادة الأزمة فيها، التي تتكشف
عبر عائلة بوسنية، والخطوط الدرامية للشخصيات، دون أن يثير الفيلم،
طرحاً مباشراً للحرب، بل جعل منه أفقاً يجول بين الأحداث، ويطورها
من خلال البناء السينمائي لكل مشهد، حيث اشتغلت المخرجة إيناس، على
تفاعل الشخصيات بين بعضها وبعض من جهة، وبين الحدث، باعتباره يحمل
سمة الشخصية في الفيلم، ولم تجعل المعاناة المجتمعية، حصراً على
مكنون الفرد لوحده، بل وعياً عاماً يحرك الوسط الاجتماعي، ويقوده
إلى أبعد منطقة من التساؤل، حول كيفية مواجهة المجتمع لنفسه، بعد
سنوات من الحرب!
بين السطور
يعتقد كثيرون، بأن الأشياء تنتهي بعد الحرب.. من هنا أوضحت المخرجة
إيناس وجهة نظرها، حول إرادتها ورغبتها الفعلية، في قراءة ما بين
السطور، فقد عاشت حالة الحرب، وشهدت تلك التحولات المصيرية، في
العمق الفكري، لمجتمعها، وتود إلقاء الضوء عليها، لما لها من قوة
تأثير، لا يدركه الناس، كمحفز للحراك غير الواعي، والمشروع
السينمائي، يستطيع الوصول إلى تلك المنطقة المخفية، ووضعها على
الطاولة، خاصةً أن الصورة في الفيلم عالجت مقومات أسرة من الطبقة
المتوسطة، وما تواجهه، من مواقف حياتيه، يعيشها أكثر البوسنيون،
حيث يجد المشاهد المدير التنفيذي الذي يثور عليه العمال (الأب)،
والمرأة العاملة التي تصاب بمرض خطير (الأم)، والشاب الذي ينفصل عن
زوجته ويفقد عمله (الابن)، والشابة التي هاجرت إلى مدينة أخرى،
وأصبحت حاملاً، دون أن تتزوج، (الابنة)، جميع الشخصيات تحدثت عن
حالاتها الخاصة، ولعبت دوراً رئيسياً في تكوين بيئة الفيلم،
وإيصاله إلى مشاهدين من مجتمعات، تعيش بعيداً عن المخاض اليومي
لمتغير الفرد البوسني.
مرض الأم شكَّل الذروة الساحرة في نقلات فيلم «حياتنا اليومية»،
كون الخبر مفاجئاً، ولم يتوقعه أفراد الأسرة، وبالأخص الأب والابن،
اللذين يعيشان خلافاً دائماً، وعدم اتفاق، وصورت المخرجة مشهد
مصارحة الابن حول مرض أمه لأبيه، برمزية لافتة، حيث تم اختيار
الحمام موقعاً، لإثراء الموقف، كان يجلس الابن الهائم بغسل الفلفل
الأحمر، الممتلئ على آخره في (البانيو)، ليدخل الأب، ويصرخ كعادته
على الابن، كالشخص الذي يلقي بغضبه الداخلي على الابن، وما إن يحتد
الحوار بينهما ويبدأ الأب بلكم الابن على وجهه، حتى يخبره بمرض
الأم، ليقف الأب عن كل شيء من الصدمة، وينظر في تجاه الابن، راغباً
في التأكد من صحة ما يقوله الابن، واختيار المخرجة مرض السرطان،
الذي شفيت منه الأم في نهاية الفيلم، أسهم في تعميق مستوى الألم
الأسري، الناشئ منذ سنوات طويلة، ونتج عنه تسريب يومي في جسد الأم،
دونما إدراك مباشر، من أفراد الأسرة، وجاء عنصر الفلفل الأحمر، لغة
رمزية، لقدرة هذا النبات على الشفاء من السرطان، أو ربما إسقاطاً
للون الأحمر، والاحتراق الداخلي، لذات الأسرة، وتطلعاتها، وآمالها.
أثر الحرب
يضفي الابن روح الحب، والشفافية الرومانسية، على روح الفيلم، من
خلال قرار انفصاله عن زوجته، وعيشه لمرحلة من (البطالة) بعد تركه
لعمله لتأتي الحياة وتهديه من جديد، فرصة التعرف بفتاة، قرر أن
يختار العيش معها مجدداً، بعد أن طلب منها البقاء بجانبه، خلال
زيارته لها في بيتها، الذي وصفه بالخاوي. وفي عمق اشتغال الفتاة،
على معرض، يكشف مآسي الحرب، يتجلى حوار يجمعهما في غرفة المعيشة،
في شقة الفتاة، عن أمكنة الحرب فيهما، ما يجعل المشاهد، يقترب من
أثر الحرب، ويفهم تصوراتها، بشكل إنساني أكثر، ولفتت مخرجة الفيلم،
أنه فيما يخص العلاقة الرومانسية، التي جمعت الابن الشاب، بالفتاة،
أرادت أن يبقى الحب، في محور تعاطٍ مستمر، ويظل متحركاً بشكل
متوازٍ مع أطروحة الفيلم، دونما طرح تفصيلاته في المعالجة
السينمائية، حتى لا يبتعد المشاهد عن الفعل الأسمى في الفيلم، وهو
الحرب وإيقاعها الاجتماعي، على الإنسان.
تعيش الابنة، التي ذهبت إلى سلوفينيا، بسبب الحرب، علاقة حب، تجعل
منها امرأة حبلى، دون زواج، حيث تتواصل مع أسرتها في البوسنة، عبر
برنامج التواصل (اسكايب)، لتسأل هي عن أحوالهم، ويطمئن عليها أهلها
من جهة أخرى، والمشاهد للفيلم، يلحظ الاستخدام اليومي لبرنامج
التواصل، الذي يعكس أحد أوجه التواصل الحديث في المجتمع البوسني،
وبالتوازي مع المتغيرات التي تصيب المجتمع البوسني، فإن الابنة،
تقدم تصوراً ثقافياً للمغتربين من البوسنيين، سواء في أنماط
القرارات المصيرية، أو على مستوى العادات اليومية، في طرق العيش
نفسها.
تحدث عن فيلمه «صرخة أنثى» في اتحاد الكتّاب
ناصر التميمي: الخيال مرتبط بالواقع
فاطمة عطفة (أبوظبي)
كان فيلم «صرخة أنثى» بين النص والخيال السينمائي موضوع أمسية
اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ـ فرع أبوظبي، التي استضاف خلالها
المخرج الإماراتي ناصر التميمي، مساء أول أمس، وقدمه خلالها الشاعر
محمد نور الدين بالتميمي، الذي أشار إلى أنه كاتب ومخرج سينمائي
قدم ثلاثة أفلام «حصة»، و«صرخة أنثى»، و«عقد احتراف»، مشيداً
بالنجاح الذي حققه التميمي في تجربته السينمائية الأولى، مستعرضاً
مسيرة المخرج العلمية.
وتحدث المخرج التميمي في الأمسية، مقدماً لمحة عن كتابة النص
السينمائي والإخراج، قائلاً: إنه عمل في هذا المجال من سنوات
قليلة، تضمنت المشاركة بدورات تدريبية وورش عمل إضافة إلى حضوره في
مواقع تصوير لأفلام عالمية، كما شاهد كيف يتعامل المخرج مع فريق
العمل. وأشار المخرج إلى بعض أفلامه والتطور الذي حدث على الرؤية
الإخراجية بعد تطور العمل السينمائي، والعلاقة الوثيقة بين الخيال
والواقع في السينما، وأضاف قائلاً: «لذلك أنا في فيلم «صرخة أنثى»
أتكلم عن قضية موجودة بالمجتمع، مبيناً أنه ترك نهاية الفيلم
مفتوحة لخيال المشاهد، ومدى تأثير الفيلم على تفكيره ليمكنه أن
يتصور نهاية له.
وفي نهاية الأمسية تم عرض الفيلم، الذي يتناول مشكلة اجتماعية
تتمثل في تعرض البطلة لحادث تحرش او اعتداء أثناء طفولتها، لكن
الأسرة لا تتقبل الأمر، وخشية من الفضيحة، تعلن موت البنت وتسجنها
في البيت لمدة عشر سنوات، لكن البنت تسأم هذا الوضع وتسعى للخروج
فتصطدم برفض الأم والأب، وينتهي الفيلم بمشهد يترك الباب موارباً
والنهاية مفتوحة على احتمالات شتى.
يشار إلى أن مخرج الفيلم ناصر التميمي خريج جامعة الإمارات العربية
المتحدة، بكالوريوس علوم سياسية، وحاصل على شهادة الدراسات العليا
في الدراسات الدبلوماسية، ويشغل حالياً مدير إدارة متابعة المحتوى
الإعلامي في المجلس الوطني للإعلام، وعمل في وزارة الخارجية، وله
إسهامات ومشاركات إعلامية في مجال الصحافة والتلفزيون.
«على
حلة عيني» يخطف الجائزة الكبرى و«ساير الجنة» أفضل فيلم إماراتي
تامر عبد الحميد (دبي)
خطف الفيلم الفرنسي «على حلة عيني» للمخرجة التونسية ليلى أبو زيد،
الجائزة الكبرى كأفضل فيلم روائي في الدورة الثانية عشرة من مهرجان
دبي السينمائي الدولي، فيما حصد المخرج الإماراتي سعيد سالمين
المري جائزة أفضل فيلم إماراتي طويل عن فيلمه «ساير الجنة»، وحصلت
منة شلبي على لقب أفضل ممثلة عن فيلمها «نوارة».
وشهد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، حفل توزيع جوائز
دبي السينمائي الدولي، الذي أقيم في مسرح مدينة سوق جميرا، وسط
حضور جماهيري وإعلامي كبير، إلى جانب حضور حشد من الفنانين وصناع
السينما، حيث سادت أجواء الفرح والسعادة بمسرح مدينة جميرا.
تسليم الجوائز
فعلى مدى ثمانية أيام استضافت دبي ألمع نجوم العالم والعرب، مع عرض
باقة من العروض السينمائية المتميزة التي لمست قلوب جمهور وضيوف
دبي السينمائي.. إضافة إلى السجادة الحمراء واللقاءات خلف الكواليس
وورش العمل والمؤتمرات والندوات الصحفية.. وبهذا اكتملت فعاليات
الدورة الجديدة وأسدل الستار على المهرجان، محققاً نجاحاً جديداً
يضاف إلى عالم السينما العربية والمنطقة.
بدأ حفل توزيع الجوائز الساعة الرابعة عصراً، وسلم سمو الشيخ منصور
بن محمد بن راشد آل مكتوم، درع التكريم لكل الفائزين، وجاءت
الجوائزعلى النحو التالي:
جوائز المهر الطويل
حصد فيلم «على حلة عيني» للمخرجة ليلى أبو زيد الجائزة الكبرى
كأفضل فيلم روائي، فيما حصل فيلم «أبداً لم نكن أطفالاً» لمحمود
سليمان جائزتين الأولى أفضل مخرج، والأخرى أفضل فيلم غير روائي،
فيما نالت الفنانة المصرية منة شلبي لقب أفضل ممثلة عن فيلمها
«نوارة»، والأمر نفسه بالنسبة للممثل لطفي عبدلي الذي حصد جائزة
أفضل ممثل عن فيلمه «شبابك الجنة»، بينما ذهبت جائزة لجنة التحكيم
لسالم الإبراهيمي عن فيلمه «حكاية الليالي السود».
جوائز المهر الإماراتي
استطاع المخرج سعيد سالمين المري أن يخطف الجائزة الكبرى، بحصول
فيلمه «ساير الجنة» على جائزة أفضل فيلم طويل، فيما حصد المخرج
ناصر الظاهري على جائزة أفضل مخرج عن فيلمه «في سيرة الماء والنخل
والأهل»، وذهبت جائزة أفضل فيلم قصير لآمنة النويس عن فيلمها
«أمنية».
جوائز المهر القصيرحصل على جائزة أفضل فيلم، «السلام عليك يا مريم»
للمخرج باسل خليل، فيما حصد فيلم «مريم» جائزة لجنة التحكيم
للمخرجة فايزة أمبا.
جوائز المهر الخليجي
فازت بجائزة «لجنة التحكيم» فيلم «بسطة» للمخرجة هند الفهاد،
وبجائزة «أفضل فيلم»، «رئيس» للمخرج رزكار حسين، كما خطف الأضواء
الفائز بجائزة وزارة الداخلية «أفضل سيناريو مجتمعي» عبدالله حسن
أحمد والذي حصل على مكافأة مالية بقيمة 100 ألف دولار أميركي.
«جائزة الصحفيين الشباب»
قدم مهرجان دبي السينمائي هذا العام «جائزة الصحفيين الشباب» التي
تقدم بالتعاون مع صحيفة «جلف نيوز»، الناطقة باللغة الإنجليزية،
وسلم محمد المزعل، مدير تحرير الجريدة، لـ سايِمة واسي من جامعة
مانيبال دبي عن جهودها في تغطية أنشطة المهرجان، كما سلّم عبد
الحميد جمعة، رئيس المهرجان «جائزة الجمهور» التي كانت من نصيب
فيلم «يا طير الطاير» للمخرج هاني أبو أسعد، وتعتبر هذه الجائزة
تكريماً يمنحه جمهور المهرجان لأفضل فيلم طويل.
منصة سينمائية
وبمناسبة ختام «دبي السينمائي» قال عبد الحميد جمعة، رئيس
المهرجان: لقد نجحنا على مر الأيام الثمانية الماضية في توفير منصة
سينمائية جمعت بين الأفراد من مختلف التوجهات والثقافات واستقطبت
المهتمين بصناعة السينما من كافة أرجاء العالم.وأضاف: يفاجئ
المهرجان جمهوره في كل دورة بما يقدمه من أعمال مدهشة تعكس قدرة
صانعيها على تقديم أفلام جديدة تواكب مسيرة التطور المستمرة التي
يحققها قطاع السينما في المنطقة.
مهمة شاقة
قال مسعود أمرالله آل علي، المدير الفني للمهرجان، إن اختيار
الأسماء الفائزة في هذا العام كان مهمة شاقة، فقد كانت المنافسة
شديدة وهناك عدد كبير من المشاريع الرائعة، مما دفع لجنة التحكيم
لبذل جهود مضاعفة. وأثق أن الأسماء الفائزة بالمهرجان ستحقق مكانة
كبيرة لها في عالم السينما مستقبلاً.
محمود حميدة.. بـ«الكندورة»
فاجأ الفنان المصري محمود حميدة حضور مهرجان «دبي السينمائي
الدولي» في حفل ختام دورته الثانية عشرة، بإطلاله إماراتية مميزة،
حيث قرر أن يظهر هذه الليلة خصيصاً بالكندورة الإماراتية، تعبيراً
عن حبه للإمارات، واحتفاء منه بختام «دبي السينمائي 2015».
سجادة حمراء
تألق العديد من نجوم ونجمات الفن السابع على السجادة الحمراء في
حفل ختام «دبي السينمائي»، حيث أخذوا يلوحون، ويبتسمون، لعدسات
الكاميرات، ويلتقطون صور «سيلفي» مع معجبيهم، ومن بينهم محمود
حميدة، رزيقة طارش، وشهد الياسمين.
جاك غيلنهال «نجم العام»
تسّلم النجم العالمي جاك غيلنهال، المرشح لجائزة الأوسكار، جائزة
«نجم العام» في حفل توزيع جوائز مجلة «فارايتي» خلال اليوم الأخير
من الدورة الـ 12 لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي»، وسلّمه
الجائزة ستيفن غيدوس، نائب الرئيس والمحرر التنفيذي للمجلة.
فيلم الختام
بعد حفل توزيع الجوائز، استمتع عشاق السينما، بفيلم ختام المهرجان
برائعة المخرج والكاتب والممثل الكوميدي الشهير آدم ماكاي، وهو
دراما كوميدية مقتبسة من رواية مايكل لويس «النقص الكبير». تدور
الأحداث حول الأزمة المالية التي عصفت بالعالم أواسط العقد الأول
من القرن الـ 21. |