برلين
vs
الأوسكار..
لماذا لا يهتم الجمهور العربي بالدب الذهبي وينبهر بحفل جوائز؟
أمل مجدي
في السنوات الأخيرة، ارتبط شهر فبراير بحفل توزيع
جوائز الأوسكار، صحيح أن هناك أعوام كثيرة انطلق فيها الحفل خلال
شهري مارس وأبريل، إلا أنه منذ بداية الألفية الجديدة جرت العادة
أن فبراير هو شهر الجائزة الأشهر في الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن في فبراير أيضًا تنطلق فعاليات مهرجان برلين
السينمائي الدولي، الذي يعد واحد من أهم المهرجانات الدولية التي
تشهد عرض الكثير من الأفلام المميزة من مختلف دول العالم ومنها
بالطبع أفلام من العالم العربي.
وبالرغم من أن الحدثين يحملان الكثير من الأهمية
لمحبي ومتابعي السينما إلا أن الاهتمام ينصب دائمًا على حفل
الأوسكار في المقابل لا يلتفت كثيرون لمهرجان برلين.
الفرق بين حفل الجوائز والمهرجان السينمائي الدولي:
هناك الكثير من الفروق بين الحدثين أهمها آلية
اختيار الفائز ولكن باختصار هذه أبرز ما يميز كلا منهما
-الأوسكار:
حفل
توزيع جوائز سنوية بدأ عام
1929
في
أمريكا، وينظم من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، وتكون
معظم جوائزه قاصرة على صناعة السينما الأمريكية والإنجليزية بشكل
عام؛ فيما عدا جائزة أفضل فيلم أجنبي؛ فكل دولة ترشح فيلمًا لينافس
على الجائزة حتى نصل للقائمة النهائية المكونة من
5
أفلام،
إلى جانب أن هناك فئات أخرى تنافس عليها أفلام غير أمريكية مثل
الوثائقي والأفلام القصيرة.
في الوقت الحالي تشمل الجوائز
24
فئة؛
منها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل موسيقى تصويرية وأفضل فيلم رسوم
متحركة، ومن أهم شروط الترشح أن يكون الفيلم قد تم عرضه في صالات
السينما قبل
31
ديسمبر
من العام السابق.
-مهرجان
برلين السينمائي:
مهرجان
دولى حسب تصنيف الاتحاد الدولي للمنتجين
(FIAPF)،
تأسس منذ عام
1951،
ويقام في شهر فبراير منذ عام
1978،
وسط حضور ومشاركة عدد كبير من صناع السينما وفنانيها من مختلف
أنحاء العالم، ويتكون من
7
أقسام
رئيسية لكل منها لجنة تحكيم منفصلة، إلى جانب الجوائز الشرفية.
يستمر لمدة
11
يومًا،
ويعرض خلالها أفلام من بلدان العالم المختلفة تتنافس على جوائز
الدب الذهبي والدب الفضي، ويشترط على الأفلام التي تدخل في
المسابقة الرسمية أن يكون المهرجان العرض العالمي الأول لها.
فرص الأفلام العربية:
-الأوسكار:نظرًا
لأن الجوائز غير الأمريكية محدود وفي فئات محددة، ففرصة السينما
العربية لم تكن كبيرة في الماضي وكان من أوائل الأفلام العربية
التي فازت بجائزة الأوسكار فيلم
Z
عام
1970،
إنتاج فرنسي جزائري مشترك ومن إخراج اليوناني كوستا جافراس.
بعدها ترشحت عدد من الأفلام العربية على مدار
السنوات كان غالبيتها من الجزائر منها فيلم
Days Of Glory "بلديون"،
وفيلم
Outside The Law "خارجون
عن القانون"،
ومن فلسطين ترشحت أفلام
Paradise Now "الجنة
الأن"،
وOmar
"عمر".
وفي عام
2014
ترشح
الفيلم المصري
Square "الميدان"
على
فئة أفضل فيلم وثائقي طويل، ونافس العام الماضي الفيلم الأردني
Theeb "ذيب"
على
فئة أفضل فيلم أجنبي، والفيلم الفلسطيني
Ave Maria "السلام
عليك يا مريم"
في فئة
أفضل فيلم قصير.
ولكن هذا العام لم يتمكن أي فيلم عربي من الوصول
إلى القائمة القصيرة لأفضل فيلم أجنبي، ولكن هناك فيلمين يتطرقان
للأوضاع السورية يتنافسان على فئة أفضل فيلم وثائقي قصير وهما
The White Helmets "الخوذ
البيضاء"
وفيلم
Watani - My Homeland
الذي يتناول حياة أسرة سورية على مدار أكثر من ثلاثة أعوام عاشت
على خط المواجهة في الحرب الأهلية في حلب، واضطرت لترك سوريا
والسفر لألمانيا.
-مهرجان
برلين:فرضت
السينما العربية وتحديدًا الإنتاج المستقل منها حضورها على
المهرجان العالمي، وعلى مدار السنوات الماضية شاركت الكثير من
الأفلام العربية في الدورات، حتى أنه أصبح من المعتاد أن تجد أكثر
من
5
أعمال
عربية في الأقسام المختلفة.
وأطلق المهرجان عام
2013
ضمن
فعالياته، جائزة مؤسسة روبرت بوش ستيفتونغ، التي تستهدف في المقام
الأول الإنتاج المشترك بين ألمانيا وصناع الأفلام العرب.
وتمنح
جوائزها في ثلاث فئات وهي الأفلام الوثائقية الطويلة، والأفلام
الروائية القصيرة وأفلام التحريك، وتبلغ قيمتها
70
ألف
يورو.
وعلى سبيل المثال، في العام الماضي تمكنت الأفلام
العربية من اقتناص جوائز مهمة بالمهرجان، فقد فاز الفيلم التونسي
"نحبك
هادى"
بجائزة
أفضل عمل أول لمخرجه محمد بن عطية وكان الفيلم مرشح ضمن أفلام
المسابقة الرسمية أيضًا.
وفاز الممثل مجد مستور بجائزة أفضل ممثل، كما تمكن
الفيلم الفلسطيني
"رجل
يعود"
من
اقتناص جائزة الدب الفضي لأفضل فيلم وثائقي قصير، ونجح الفيلم
السعودي
"بركة
يقابل بركة"
في
الفوز بالجائزة الكبرى للجنة الاتحاد الأوروبي.
وفي الدورة المقبلة، التي ستنطلق يوم
9
من
فبراير الجاري، يتواجد أكثر من عمل عربي ضمن الأقسام المختلفة
بالمهرجان، إذ يشارك الفيلم المصري
"صيف
تجريبى"
للمخرج
محمود لطفي ومن بطولة الممثل أحمد مجدي في قسم
"المنتدي
الموسع"،
إلى جانب فيلم مصري أخر يحمل اسم
"واحد
زائد واحد يصنع كعكة شوكولاتة فرعونية"
أو
"One Plus One Makes Pharaoh's Chocolate Cake"
لمروان عمارة وإسلام كمال.
وفي نفس القسم يشارك الفيلم الفلسطيني
"بوابة
يافا"،
والفيلم اللبناني القطري
"سكون
السلحفاة"،
والفيلم اللبناني
"ليس
كل يوم ربيع".
وفي قسم المنتدى يعرض فيلم
"جسد
غريب"
للمخرجة التونسية رجاء عماري، وفيلم
"منزل
في الحقول"
للمخرجة العراقية المغربية تالا حديد، وفيلم
"شعور
أكبر من الحب"
للمخرجة اللبنانية ماري جيرمانوس سابا.
بالإضافة إلى مشاركة فيلمين عربيين بقسم البانوراما-وثائقي،
وهما
"تحقيق
في الجنة"
للمخرج
الجزائري مرزاق علواش، و"اصطياد
الأشباح"
للمخرج
الفلسطيني رائد أندوني.
والفيلم المغربي
"ضربة
في الرأس"
للمخرج
هشام العسري في قسم
"بانوراما".
إلى جانب أن لجان المهرجان تتضمن
4
سينمائيين عرب في الدورة المقبلة،؛ ففي اللجنة الرسمية تعد المنتجة
التونيسية درة بوشوشة الفراتي واحد من بين الأعضاء الـ7،
وفي لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية يوجد العراقي السويسري سمير.
ويشارك المخرج السعودي محمود صباغ ضمن لجنة تحكيم
جائزة أفضل أول فيلم سينمائي، وتنضم الناقدة السينمائية المصرية
رشا حسني إلى لجنة تحكيم الإتحاد الدولي للنقاد
(فيبرسى). |