مات دامون في فيلم ثان له في المسابقة الرسمية التي
بلغت مطلع منتصفها الثاني (تستمر حتى الحادي عشر من الشهر). الأول
كان «تصغير» كما تقدم معنا. فيلم ألكسندر باين المستقبلي المختلف
عن المعهود حيث لعب مات دامون دور الزوج الذي يقبل بتصغير نفسه
للإسهام في إنقاذ البشرية من مجاعة محتملة نتيجة ازدياد عدد السكان
والاستهلاك.
الفيلم الثاني هو «سبر بيكون» لجورج كلوني. وهي
المرّة الثانية التي يؤدي فيها دامون بطولة فيلم من إخراج جورج
كلوني (الأول «رجال النَصَب» 2014) وهو يبدأ بتمهيد يعرف هذه
البلدة الصغيرة سبر بيكون (اسم خيالي) التي تقع في مكان ما في
أميركا الخمسينات. إنها، يقول الفيلم، بلدة جديدة بعيدة عن زحمة
المدن الكبيرة ومؤسسة كما لو كانت حلماً: الشوارع واسعة، المنازل
جميلة وملوّنة، لا ناطحات سحاب، ولا مصانع بمداخن ولا... سود.
نعم كلهم بيض في هذه البلدة وهم يعيشون في وئام،
لذلك فإن انتقال عائلة سوداء إلى ذلك المرتع الجميل وجم الجميع
بالدهشة... كيف يحدث هذا؟
غاردنر لودج (دامون) موظف في مركز مهم في أحد
المؤسسات المالية. متزوّج من امرأة (جوليان مور) ولديه ولد (نواه
جوب). تعيش معهما شقيقة الزوجة (جوليان مور أيضاً) وفي يوم يقتحم
رجلان البيت ويروعان من فيه. نتيجة ذلك أن أحدهما قتل الزوجة
بتكميم أنفها بمادة سامة. عندما يُتاح لغاردنر وشقيقة زوجته
مارغريت النظر إلى مجموعة من المشتبه بهم الذين جمعهم رجال البوليس
فلقد يتعرفان على الجانيين. لكن غاردنر ومارغريت ينكران أنهما
شاهدا أياً من المشتبه بهم وهما يكذبان. الابن نيكي يعلم ذلك لأنه
شاهد الجانيين في عداد الموقوفين.
الأمور تتبدّى سريعاً بعد ذلك: غاردنر مع مارغريت
دبّرا قتل الزوجة طمعاً في بوليصة التأمين وحتى يبدو الأمر
«طبيعياً» تم استئجار خدمات رجلين، أحدهما مخيف وشرس، فقاما
بالتمثيلية التي نراها في الدقائق الأولى من الفيلم.
يكتشف الصبي كل ذلك وسواه ويصبح، من دون الإفصاح،
عن الأحداث اللاحقة، موضع خطر. القضية تفلت من بين أصابع غاردنر
والضحايا تتكاثر.
- تطابق
على أن ما سبق ليس سوى جانب من الفيلم. على الجانب
الآخر هناك العداء المتصاعد لوجود العائلة الأفرو - أميركية في قلب
الحي الأبيض وهو يبلغ ذروته الأولى عندما يصطف الرعاع عند جانب
البيت يضربون الطبول وينفخون في المزامير ويطرقون غطاء الطناجر
لإزعاج تلك العائلة (ثلاثة أفراد). الذروة الثانية عندما يقرر
هؤلاء - وقد فشلوا في تحقيق أي رد فعل من العائلة - ترويعها بحرق
السيارة ومحاولة اقتحام البيت ذاته رغم محاولة رجال البوليس (قلّة)
دفع المتظاهرين بعيداً.
جورج كلوني يضم الجانب البوليسي السابق للفيلم إلى
الجانب الاجتماعي معه بتطابق جيد. في الأساس ما كان يحدث على كل من
هذين الجانبين هو صدى لتفكير واحد منشأه الرجل الأبيض المادي
والعنصري. في النهاية تتحدث إحدى الجارات لمراسلة تلفزيونية فتلوم
ما وقع من جرائم قتل في محيط حياة غاردنر على العائلة السوداء التي
لا دخل لها فتقول: «منذ أن انتقلت تلك العائلة إلى هذا المكان، لم
يعد هناك أمان».
أن يكون جورج كلوني مخرجاً مهتماً بمضامين سياسية،
فهذا معروف جداً. كل أفلامه السابقة، مخرجاً (وعدد آخر من تمثيله
فقط) حوت مضامينها الانتقادية وبعض أفضلها دار في الخمسينات، أيام
المكارثية (Good
Night and Good Luck
سنة 2005).
من هذا الجانب فإن
Suburbicon
لا يختلف أو يتميّز ولو أنه موقوت (بفعل الصدفة) ليذكر بأحداث
شارلوتسفيل العنصرية الأخيرة. كلوني يوصم الحدود الضيقة للبيض (في
النهاية يظهر آخرون أكثر تعاطفاً مع العائلة السوداء) ويظهر بشاعة
العنصرية ويوازيها ببشاعة الجرائم الفردية التي ارتكبها غاردنر
وشركاه.
في هذا الإطار، ليس عجيباً أن يتذكر المشاهد فيلم
Fargo
للأخوين إيتان وجووَل كووَن 1996 وهو تشابه سهل الاصطياد تحدث عنه
الجميع هنا كون ذلك الفيلم يتحدث عن زوج دبّر خطف زوجته لكي يرثها
أيضاً. لكن هذا لا يجب أن يكون أمراً مثيراً للدهشة لأن سيناريو
«سوبربيكان» من وضع الأخوين كووَن في الأساس، إذ كتباه في
التسعينات (بعد «فارغو») لكنهما لم ينجزاه فيلماً. جورج كلوني
اشتراه وأعاد كتابته. أفلام كووَن لها تعليقها الاجتماعي لكنه
تعليق محدود وبارد. يفضلان الحديث عن الشخصيات أكثر بكثير من
الحديث حول مجتمع أو بيئة هذه الشخصيات. كلوني يضع الناحيتين في
واجهة واحدة
- انسياب مرح
تتصاعد الأمور على نحو مختلف في فيلم ستيفن فريرز
الجديد «فيكتوريا وعبدول» المعروض خارج المسابقة. هو الفيلم
البريطاني الذي يستفيد من خلفية مخرجه المذكور الجيدة كراوٍ جيد
للأحداث، بقدر ما هو مسلّط أضوائه على محيطها الخاص.
في «فيكتوريا وعبدول» لا يوجد تعليق اجتماعي ما،
لكن مكان الحدث وتفاوت خلفيات شخصياته يحل مكان هذا الوضع على نحو
طبيعي ومناسب. ومطلع الفيلم يذكر أن الحكاية التي سنشاهدها وقعت
بالفعل. لاحقاً يدرك المتابع الجيد مكامن الواقع الذي تم تلبيسه
رداءً درامياً ليناسب المقام.
يفتتح الفيلم أحداثه على سطح دار ونرى محمد عبد
الكريم (الذي عُرف بعبد الكريم وبعبدول) وهو يصلي. لاحقاً سيشق
طريقه المزدحم بسرعة ليبدأ عمله كمدون في أحد السجون. في ذلك اليوم
كان الإنجليز يبحثون عن هنديين طويلي القامة يقومان بخدمة الملكة
صباحاً. عبد الكريم كان الأطول بين الموظفين أما الثاني فتم
اختياره اضطراراً واسمه محمد وهو قصير وبدين ولا يعتبر زيارة بلاد
الإنجليز شأناً مبهجاً.
يمطر مسؤولو القصر عبد الكريم ومحمد بالإرشادات.
ماذا يستطيعان فعله وما لا يستطيعان (قائمة أطول). وفي اليوم الأول
تم كل شيء على ما يرام. في اليوم الثاني يجرؤ عبدول النظر إلى
الملكة رغم أن ذلك ممنوع عليه. تلحظ الملكة (التي تكبره بعشرات
السنين) نظراته تلك فتطلب من حاشيتها أن يكون خادمها الخاص، ثم
معلّمها بعدما أخذت تعرف المزيد عن الهند والإسلام والقرآن الكريم.
ثم تقرر أن تستضيفه في جناح مع زوجته وأم زوجته وخادم ولد وتغدق
عليه، كما نلاحظ، بالملابس والهدايا وهي واصلت تعزيز مكانته على
الرغم من احتجاج حاشيتها كلهم ورئيس الوزراء و - خصوصاً - ابنها
ولي العهد إدوارد السابع.
يمر الفيلم، في نحو ساعتين على كل تلك المراحل في
انسياب مرح لكنه لا يقفز بينها على نحو من يريد الوصول إلى مفاد
وراء كل فصل من الأحداث. يترك المفادات تتبلور في الوقت الماثل
الذي نرى فيه المشاهد وأهمها كيف أن عبدول جذب اهتمام الملكة فحسب،
بل حبها لثقافته ولشأنه ولكلماته ومداركه كما حباً به. ليس الحب
الذي لا تعترف به الملكة بالفارق الكبير في السن وفي المقام، بل
ذلك الناتج عن دهشتها لأخلاقيات لم تعهدها حتى بين رجال ونساء
حاشيتها. عندما تقرر أن تمنحه لقب «لورد» يشعرها هؤلاء بأنها
تجاوزت الحدود. يتحدث ابنها لها طالباً منها الكف عما تقوم به
لأنها تعرض القصر لسمعة ليست في مكانته. تتراجع عن منح اللقب لكنها
تنتقل إلى سواه. كل ذلك وعبدول متحمّل لإهانات الحاشية حباً بها
وتقديراً.
الخطوط الرئيسية في السيناريو الذي كتبه لي هول عن
كتاب لشراباني باسو تتطابق والخطوط الرئيسية في الواقع. الهندي
محمد عبد الكريم (1892 - 1909) صاحب الملكة كوصيف خاص لمدة خمسة
عشر سنة انتهت بوفاتها وقيام ابنها بطرده وحرق ممتلكاته. وهو توفي
بعد ثماني سنوات من وفاة الملكة فيكتوريا. الاستثناءات التي لم يكن
في وسع الفيلم ضمها إلى ما يعرضه هي في التفاصيل المهمّة بحد
ذاتها. مثلاً، هو الذي اشتكى من أن خلفيّته لا تناسب وضعه في القصر
كخادم. وكان ذلك بعدما لاحظته بين كل من يخدمها وميّزته. أعربت عن
وسامته وجاذبيته وذكائه ولاحظت: «أنا متيمة جداً به. إنه طيب ورقيق
ومتفهم لما أطلبه».
على الشاشة، لا يحتاج المخرج فريرز الذهاب لما بعد
ما استطاع تجسيده من ملامح تلك العلاقة. اكتفى بتوفير قراءتها
بوضوح راسماً في الوقت ذاته إطاراً شبه كوميدي لها معظمه آت من
ردات الفعل الناتجة عن صد الحاشية لوجود هذا الهندي المسلم في
القصر متمتعاً بالمزايا التي كانت حكراً على المواطنين البريطانيين
فقط.
في خلال عرضه يضحك فريرز على الثوابت التي تتحكم في
التصرفات البيروقراطية. وصم بعض رجال البلاط وإدوار السابع
بالعنصرية مانحاً بطليه (جودي دنش في دور الملكة وفي أوج موهبتها
الأدائية وعلي فضل في دور عبدول) عناية فائقة كون التحدي هو ألا
يفشل أحدهما في الإخلال أو التراجع عن مستوى الآخر، كل حسب دوره.
####
مات دامون: أنتمي إلى هوليوود جديدة ولا نية عندي
للتحوّل إلى الإخراج
فينيسيا: محمد رُضا
أي مات دامون نتحدث عنه هنا؟ الرجل الرازح تحت ضغوط
المجتمع والحالم بدور له في إنقاذ الإنسانية مما هو مقدر لها، أم
دامون الذي يقتل زوجته حباً ببوليصة التأمين على حياتها؟
إنهما دوران شاسعان لممثل صاغ طريقته في أن يعكس
شخصية الرجل العادي الذي لا خصال غير عادية في شخصيته.
صحيح أننا وجدناه في سلسلة «بورن» المعروفة الرجل
القادر على أن ينتصر بمهاراته على أقوى شبكات الجاسوسية الغربية
وفي مقدمتها جهاز المخابرات الأميركية الذي كان يعمل له، لكنه في
كثير من أفلام الأخرى كان نموذجاً لرجل كل يوم في كل مدينة.
استقبلته «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب» بعد عرض
الفيلمين وهي التي كانت منحته «غولدن غلوبس» أفضل ممثل عن دوره في
«المريخي» قبل سنة. تحدث، كما سنرى، عن كل فيلم وتحدياته، كما عن
جورج كلوني واستقطب الحديث رأيه في أميركا اليوم تحت راية دونالد
ترمب والأحداث العنصرية الأخيرة كون أحد هذين الفيلمين («سبر
بيكون» يتطرق إلى هذا الوضع) .
·
المخرج ألكسندر باين صاحب «تصغير» والمخرج جورج
كلوني («سبر بيكون») يتميزان بأنهما يفضلان الأسلوب على السرد
الهوليوودي الكلاسيكي. هل تؤيد هذا التوجه دوماً أو أن المسألة من
وجهة نظرك كممثل لا علاقة لها بذلك التميّز؟
- صحيح. في الواقع جورج وألكسندر معروفان بكونهما
يعملان في إطار السينما التي تخرج عن المعتاد الهوليوودي. ألكسندر
مخرج مذهل في قدراته وفي رأيي أن هذا الفيلم الذي حققه برهان على
أن هذه القدرات لا تلائم الفيلم الصغير فقط بل الفيلم الكبير
إنتاجياً. يحافظ في الوقت ذاته على أسلوبه الذي يقترب من النواحي
العاطفية الموجودة في كل فيلم من أفلامه.
·
هي دائماً عن رجال يبحثون عن حل لأزمة يعيشونها.
- هذا ما يجذبني إلى أفلامه. أحببت جداً فيلمه مع
جاك نيكولسون («حول شميت») وفيلمه الآخر «نبراسكا» وفيهما بحث كبير
بالفعل والحال هنا لا يختلف. أنا في فيلمه أبحث عن إجابات للعيش في
زمن استهلاكي وأول ما يستهلكه هو البيئة ذاتها.
·
ماذا عن جورج كلوني إذن؟
- هو في رأيي من أنجح الممثلين الذين انتقلوا إلى
الإخراج. لديه معالجة أسلوبية جميلة حتى وإن كانت أفلامه داكنة
وتحمل سمات تجارية.
·
هل أنت مع رسالة فيلمه حول العنصرية؟
- طبعاً. لقد داهمتني أحداث شارلوتسفيل. لم أصدق أن
العنصرية ما زالت موجودة ولو في نطاق جماعات مرفوضة من قبل معظم
الشعب الأميركي. أحداث شارلوتسفيل داهمتني لأنني كنت فعلاً أعتقد
أن أميركا سارت خطوات بعيدة جداً عن الشعور العنصري وعن الضغينة
العرقية. جعلتني أشعر بأنني كنت طموحاً في تفكيري أكثر مما يجب.
·
هل يزداد الوضع سوءاً بمجرد وقوع أحداث شارلوتسفيل
أم أنه سيء بالدرجة ذاتها على الدوام؟
- هي ليست أحداثاً جديدة. هذا لا شك فيه. من حين
لآخر نسمع أو نرى ما يدل على أن العنصرية لم تنته من حياتنا. لم
نستطع نحن تجاوزها وما زالت موجودة بأشكال متعددة. المشكلة هنا هي
أننا أمام جيل جديد يؤمن تماماً بما مارسه جيل سابق. إنها مفاهيم
دائمة موجهة ضد السود وضد اليهود وكل من يختلف في لون البشرة أو في
الدين.
·
هل ترى أن الأوان آن لفعل شيء ما؟
- طبعاً. بصراحة لا أدري ما هو لكنني أعرف تماماً
أنه تجاوز الحد ويشكل خطراً على الأمة.
·
أعمالك بالفعل تختلف. سلسلة «بورن» هي أكشن وبعض
أفلامك، مثل «المريخي» هو علم خيالي والبعض الثالث درامي أو
كوميدي... ما هو ميلك الخاص بين الأدوار التي تقوم بها؟
- لا أعتبر نفسي إلا ممثلاً والممثل يؤدي عادة
أدواراً متعددة. في سينما العقود القليلة السابقة وإلى اليوم، أي
منذ الثمانينات، لا نجد الممثل الذي يؤم النوع الواحد فقط إلا فيما
ندر. كلنا ننتقل حسب المتاح. لكن ما نتحمس له ونتفق عليه هو أن على
هذا المشروع الذي سنبدأ العمل عليه أن يكون جيداً. أن يستحق الجهد
الذي سنبذله فيه.
·
عملت مع جورج كلوني في «رجال النَصَب»، وقبل ذلك
ظهرت معه ممثلاً في فيلمي «أوشن 11» و«أوشن 12» والآن تحت إدارته
من جديد في «سبر بيكون». كيف ترى هذا التعاون؟
- جورج كممثل وكمخرج وكإنسان شخص رائع جداً وذكي
للغاية. أتذكر كيف كان استقباله في مطلع عهده عندما قرر ترك
التلفزيون والعمل في السينما. نظروا إليه كوجه جميل وصاحب جاذبية
وبطل حلقات تلفزيونية ناجحة. لكن أكثر من ذلك. هو إنسان ذكي يعرف
الكثير مما يقع حول العالم وصاحب قضايا وله نظرته الانتقادية التي
أنا سعيد بكوني جزءاً منها في هذا الفيلم.
·
هناك كثير من الممثلين والمخرجين الذين يعبرون
حالياً عن قضايا مختلفة. بعضها محلي وبعضها خارجي. البيئة على سبيل
المثال لديها مدافعون عنها بين أبرز نجوم هوليوود. هل تشعر بأنك
تنتمي إلى هذا التيار العريض بدورك؟
- ليس بالحجم نفسه الذي يقوم به مخرجون وممثلون
وأنت ذكرت البيئة وهي صلب موضوع فيلم «تصغير»، بل كل ما يدور حوله
في الواقع. أنا أيضاً سعيد بأني جزء من هذه الرسالة التي يطلقها
الفيلم. أكثر من هذا لا أؤيد أي وضع عنصري ولا أي وضع يضر بالآخرين
أو بالبيئة لذلك أقول نعم أنا من هذا التيار. ربما لست متقدماً
فيها لكني أوافقه. حقيقة أن هذين الفيلمين من إنتاج المؤسسة
الكبيرة هوليوود يعني الكثير أيضاً. كلنا على نحو أو آخر مشتركين
حالياً في تقديم أعمال ذات رسائل انتقادية تذكر بالماضي وتحذر من
المستقبل. أنا سعيد بأنني أنتمي إلى هوليوود الجديدة.
·
جورج كلوني جاء من التمثيل وأصبح الآن مخرجاً. بن
أفلك، صديقك أيضاً، جاء من التمثيل وبات مخرجاً كذلك. هل تفكر أن
تقدم على هذه الخطوة قريباً؟
- لا نية عندي للتحول إلى مخرج. لا أغلق الباب لكني
لا أعد. في السابق أحببت أعمالاً شعرت حيالها بعاطفة شديدة وفكرت
في إخراجها، لكنني قررت أن أبقى الممثل فيها. قررت أن أبقى الأداة
التي توصل ما يرد في الفيلم من حسنات أو من مضامين.
·
لكنك بدأت الإنتاج قبل فترة ليست بعيدة. ألم يكن
«جاسون بورن» و«مانشستر على البحر» من إنتاجك؟
- نعم. هذا قمت به لكي أضمن تحقيق الفيلم. بعض
الأفلام لا تحتاج إلى دعم في هوليوود. الكثير منها بالفعل لا يحتاج
إلى دعم، لكن بعضها الآخر بحاجة إلى هذا الدعم على شكل تبني.
·
لكن «جاسون بورن» ينتمي إلى سلسلة ناجحة. هل احتاج
إلى دعمك؟
- أنا الذي احتجت أن أشارك في إنتاجه. تحتاج كمنتج
أن تتبنى كذلك الأعمال التي تشترك في تمثيلها. يضعك ذلك في موقع
المشرف على تفاصيل كثيرة تهمك لأن لديك مفهوماً معيناً حيال ما
تريده من وراء ذلك المشروع. |