«كان
السينمائي»: وصية للربيع العربي يرسلها غودار عبر «كتاب الصورة»
كان ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم
عرض في مهرجان كان 2018 فيلم “كتاب الصورة” المترقب
بشدة للمخرج الفرنسي السويسري جان لوك غودار، وكانت النتيجة عملاً
تجريبياً غامضاً لكن يتضمن في طياته رسالة قوية بشأن العالم العربي.
قبل 50 عاماً، وبالتحديد في مايو/ أيار 1968 حين
كانت الاحتجاجات الطلابية تجتاح فرنسا، جاء الشاب جان لوك غودار
برفقة مجموعة من السينمائيين إلى مدينة كان لتعطيل فعاليات
المهرجان الذي اعتبروا تنظيمه في تلك الظروف عبثياً.
المخرج السويسري الفرنسي أسطورة السينما الغربية،
كان وقتها ورغم صغر سنه صاحب روائع على غرار “بييرو الأحمق” و”حتى
انقطاع النفس”، لكن مهرجان كان لم يستضيفه في حين كانت المهرجانات
الأوروبية الأخرى على غرار البندقية وبرلين تتنازع أفلامه.
ولم يأت غودار إلى الكروازيت منذ 2004، وحصل
“أخيراً” عن فيلم “وداعا للغة” على جائزة لجنة التحكيم عام 2014
بالتساوي مع المخرج الكندي الشاب كزافييه دولان.
المندوب العام لمهرجان كان تيري فريمو قال: “أعلن
غودار أنه سيأتي.. وذلك لا يعني شيئاً”… لم يأت غودار فعلاً لكن
المفاجأة الكبرى هذا العام أنه خاطب الصحافيين صباح اليوم السبت،
وغداة العرض الأول لـ”كتاب الصورة”، عبر تطبيق فيس تايم! وصرح
المخرج: “في التلفزيون كما على فيس بوك، لا نتعلم شيئاً، لذلك
أشاهد التلفزيون دون صوت”.
اليوم وفي حين تقصف سوريا واليمن وتحتل فلسطين،
سنتحدث عن عدم تزامن الصورة والصوت في فيلم غودار الجديد، وعن
الألوان المشبعة… ولسنا أغبياء، فبها يصنع المستقبل. قبل أربع
سنوات، كان “وداعاً للغة” تفكيراً واسعاً حول الكلام. أما في “كتاب
الصورة”، تجميع كثيف وتلصيق للصور والفيديوهات.
فيلم عن غروب حضارتنا، يسعى فيه المخرج إلى أن
عالمنا وصل إلى الأوضاع المأسوية التي نعيشها لأننا، والغرب
بالذات، أهملنا العالم العربي.
“تلصيق،
مونتاج، لوحة كبيرة، قصيدة”، هكذا يقدم فابريس أرانيو، منتج غودار،
الفيلم. ويركز الفيلم على العالم العربي، عبر إعادة صياغة مواد
تنهل من تاريخ السينما وتاريخ الإنسانية على مدى القرنين الماضين.
ولا يستخدم غودار صوراً واقعية فقط بل يربطها بمشاهد مزاجية
وبالكثير من النصوص مع خلفية صوتية (صوت المخرج الذي يناهز 87
عاماً) مروعة شيئاً ما.
توجد فكرة الحضور والسير نحو المستقبل على أنقاض
الماضي. الصور متقطعة ومركبة… فكما جاء في الفيلم “هل يمكن للعرب
أن يتكلموا؟”. لمن تتاح كتابة التاريخ؟ من يصنع الصورة؟ انفجارات
متكررة تتخلل هذا التحليل الخام، وبعض أعلام تنظيم “الدولة
الإسلامية”.
يقول مؤرخ السينما برنار آيزنشيتس في رسالة لغودار
بشأن “كتاب الصورة”: “ثم اللحظات الهادئة في “اليمن السعيد” حيث
أجد شيئا من سعادة (المخرج السوفياتي بوريس) بارني: غروب شمس، زورق
على البحر اللامع، أنحاء بسيطة من المغرب العربي تلعب لصالح كامل
المنطقة التي نحتفظ بها تحت جفوننا”.
استقى غودار صوراً من الأفلام والأخبار والرسوم
واللوحات التشكيلية، في تكوين للفكر عبر كتابة التاريخ والحكايات
في ماكينة السينماتوغراف بثغراتها وتفككها. تسعى الذاكرة إلى
استعادة نسقها المتكسر عبر التقنيات الرقمية أيضاً. كمية كبيرة من
صور العالم العربي، من الأرشيف والمواد الوثائقية والروائية، ومن
الأفلام المصرية القديمة بالأبيض والأسود وصولاً إلى الأعوام
الأخيرة مع لقطات من عمل المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو ثم
أحدث الأفلام للجيل الجديد من المخرجين فتظهر مشاهد من أفلام
المغربي فوزي بن سعيد والتونسية ليلى بوزيد. وتصلنا دون الصورة
هتافات “ديغاج” (إرحل) للمتظاهرين التونسيين خلال الثورة.. ثم غناء
أم كلثوم والهادي الجويني.
ويقول برنار آيزنشيتس في رسالته لغودار: “كنت
دائماً في القصة، متأكداً من أن السينما يجب أن يخدمها. وكان ذلك
انطلاقاً من التاريخ، قبل حب السينما الذي يحكي قصصه الصغيرة. هذه
المرة، القصة هي المادة نفسها”.
وكان غودار قد صور في فيلمه “موسيقانا” (2004)
الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ليروي جمالية ثقافة ورثت النص
المهزوم، نص “شاعر طروادة”. العديد من المراجع العربية وخصوصا
المحلية منها أفلتت من المشاهد الغربي، فغادر العشرات قاعة العرض
مرددين “ماذا يجب أن نفهم؟” أو “غودار يصنع نفس الفيلم منذ عشر
سنوات”. شكلاً، الطريقة نفسها، لكن المحتوى هذه المرة فريد. كان
المخرج قد لقب قبل عقود بسبب نضاله مع الماوية وضد الإمبريالية بـ
“أغبى سويسري موال للصين”، فهل يلقب اليوم بـ “أغبى سويسري موال
للعرب؟”.
لا، غودار وبعد نصف قرن على “ثورة” 1968، يعود
بفيلم ثوري يذهب حيث لا أحد يعرف، إنه فيلم- مضاد بقيمة وصية.
فيحيل أنظارنا على ما يجب أن نعود إليه حتى لا نفقد روحنا ويقول
“الشرق، أكثر من الغرب، فلسفة”، فلسفة التأمل واندفاعة “الربيع”..
لذلك تونس مهد الثورات الربيعية حاضرة بقوة وبكل ما ساهم في
الخلفية ربما في انتفاضة شعبها: موسيقى أنور براهم، رقصة الصوفيين
(العيساوية)، صور الناصر خمير، شوارع المدنية القديمة والمدينة
الساحلية (لا سيما بنزرت آخر مدينة غادرها المستعمر الفرنسي)،
شواطئ المرسى. سينما هي تلك الثورة التي أتاحت الكلام للعرب
لتصالحنا مع ثقافتنا فتدفعنا للعمل من أجل الحد من سيل المأساة
التي تجرف العالم ككل. ويشار، رغم نفور العديد، إلى أن القاعة وقفت
إثر العرض الأول لتصفق طويلا باتجاه فريق الإنتاج.
في هذه النسخة من مهرجان كان تشارك السينما العربية
بشكل غير مسبوق عبر فيلمين في المسابقة الرسمية وأفلام أخرى في
أقسام فرعية، فهل تكرم الجوائز الختامية أفلاماً عربية أم أفلاماً
عن العرب؟
####
«كان
السينمائي 71»: مرثيات في عذابات الحب وسخرية الأقدار
كان ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم
تنشغل عدد من أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان كان
2018 بقضايا الحب، بعواصفه وعذاباته. لذة سينمائية بحتة تقويها
الخلفية السياسية، ميزت فيلمي “الإغراء والحب والعدو السريع”
للفرنسي كريستوف هونوري و”الحرب الباردة” للبولندي بافيل
بافليكوفسكي.
دخل كريستوف هونوري السباق نحو السعفة الذهبية في
النسخة 71 لمهرجان كان بـ”الإغراء والحب والعدو السريع”، أحسن فيلم
أنجزه حتى الآن حسب العديد. وكان أمام هونوري عائق من الوزن
الثقيل، فمواطنه روبان كامبيو كان قد شارك في النسخة السابقة
للمهرجان بفيلم “120 خفقة في الدقيقة” الذي تناول مواضيع مماثلة
وفاز بالجائزة الكبرى (ثاني أهم جوائز كان).
تطرق فيلم كامبيو لبدايات نضال أعضاء جمعية “أكت
أب” لمكافحة الإيدز (مرض نقص المناعة المكتسبة) التي أسست عام 1989
في فرنسا، والمنبثقة عن ائتلاف المثليين. فصور المخرج من الداخل
اجتماعات الحركة والتظاهرات التي تنظمها والمصاعب التي تواجهها.
وفي حين بحث كامبيو مسائل الحب والموت من زاوية نضالية، كانت نظرة
هونوري للمثلية من منطلق حميمي وحساس يبسط خفايا الرغبة في الإغراء
والخوف من نبض القلب وقوة الجنس وتذبذب الشهوة وهشاشة الجسد.
يرفع هونوري التحدي بأناقة عبر قصة حب بين الكاتب
الأربعيني جاك (بيار دولادونشان) المصاب بالإيدز، وهو أيضا أب
الطفل “لولو”، وبين الطالب الشاب أرتور (فانسان لاكوست). تدور في
باريس في تسعينيات القرن الماضي حيث كان شبح الإيدز يخيم على
العلاقات بين الرجال. الإخراج تميز بالذكاء والرقة وبكثافة مراجعه
الأدبية والسينمائية والموسيقية.
تجمع قصة جاك وأرتور تجربة رجل يواجه حتفه القريب
وشاب في بداية اكتشافه اندفاعة الشبق والجنس. جاك يقع في حب أرتور
لكنه يخاف أن يغامر به ومعه، وفي كبحه لمشاعره صمت ضبابي. من جهته
يبدو أرتور لعوباً ومفعماً بالحياة، لكن تنقصه التجربة فيتردد في
إرساء خطواته نحو العشيق. فكيف يستسلم جاك للجنون الأخير وقد أكل
الدهر على جسده وروحه وشرب، أمام الأجل المحتوم، وشركاء حياته
السابقون منهم من رحل ومنهم من صار صديقا.. كيف ينساق إلى حب أخير
وغير متوقع أشبه بالنزوة من الحظ؟
في هذه المرثية العاطفية الخاطفة لا يجيب هونوري عن
هذه الأسئلة لكن يعمقها ويسرق لحظات التردد ومشاهد اليأس ويباغت
التوازن الهش بين رقة الجنس وفظاظته. تدور حول الثنائي كوكبة من
الشخصيات الثنائية وكأنها لتسطر وتأطر علاقتهما، بين حب غابر (على
غرار ماتيو الذي كان شريك جاك الأول وأصبح أقرب صديق له) وحب
عابر.. يحاول جاك الذي بثت فيه غرامياته نفساً جديداً، الصمود في
وجه المعادلة القاتلة بين الشهوة والموت الذي يرافقه كظل عنيد.
فيبدو الاستسلام في النهاية كأكبر برهان عن الحب.
إضافة إلى المراجع السينمائية، إذ نرى ملصقاً لفيلم
“درس البيانو” للأسترالية جاين كامبيون الحاصل على سعفة ذهبية عام
1993، ومشاهد لمقبرة باريسية يزور فيها أرتور قبر المخرج الفرنسي
الشهير فرانسوا تروفو، يزخر “الإغراء والحب والعدو السريع
بالإشارات الأدبية التي تحيل على “الجيل المهزوم” في أمريكا
الستينات وفي طليعته الشاعر آلن جينسبيرغ.
من جهة أخرى، للأدب الفرنسي حضور محوري مع قراءات
لجان ماري كولتاس وكتب هيرفي غيبار الذي توفي بسبب الإيدز ومن
مؤلفاته “إلى الصديق الذي لم ينقذ حياتي” (1990)، يقول فيه “إن لم
تكن الحياة سوى نذير الموت، فتعذبنا باستمرار بسبب جهلنا لأجلنا،
فالإيدز بتحديده لذلك الأجل يرفع عنا الجهل ويجعلنا بشراً واعين
بقوة بالحياة”. دون ذكرها مباشرة، يحمل الفيلم كل مراجع هذا
الموروث، في تسجيل خيالي للتاريخ، ويصنع منا أناساً واعين بقوة
الحياة.
أما البولندي بافيلبا فليكوفسكي فقدم ضمن المسابقة
الرسمية “الحرب الباردة”، وكان المخرج قد فاز بأوسكار عام 2014 عن
فيلم “إيدا”. يعود بافليكوفسكي ليصور بالأبيض والأسود . معلما بارع
في تركيب شكل كلاسيكي يعد درساً في السينما.
بعد الأزرق الذي طغى على فيلم هونوري، يحل هنا
“رمادي” من خمسينيات القرن العشرين، ولون الأحزان العاطفية، فالقصة
أيضاً تتناول حباً مستحيلاً. يتنقل بافليكوفسكي في التصوير من
بولندا الستالينية إلى باريس “العيش الجميل”، مروراً ببرلين
ويوغسلافيا. تعيش زولا (جوانا كوليغ) في بولندا ما بعد الحرب
العالمية الثانية، وسط عائلة من الطبقة المتوسطة، وتنضم إلى مجموعة
غنائية فولكلورية للرقص والموسيقى يديرها فيكتور (توماس كوت) وهو
موسيقي من الطبقة المثقفة يضطر لامتهان الفن الشعبي خلال الفترة
الشيوعية.
تقع زولا في حب فيكتور لكن توق الأخير للحرية يدفعه
للسفر إلى الغرب فهو يحلم بأن يصبح موسيقي جاز. قصة العشق بينهما
لا يفسدها فارق العمر بل سخرية القدر والزمن، باختلاف الانتماء
الاجتماعي وببطش فترة سياسية تقيد نزعات التحرر. لكن يبدو العشيقان
في نفس الوقت محكومين برابط عبثي يجعلهما لا يقدران على الافتراق
على الرغم من (أو بالأحرى بسبب) حبهما العاصف.
ويقول بافليكوفسكي الذي يشارك لأول مرة في السباق
نحو السعفة الذهبية، أنه استوحى “الحرب الباردة” من حياته الشخصية
وقصة والديه “شخصان كل منهما أقوى من الآخر، يكرهان بعضهما، يخونان
بعضهما، يتطلقان، يتركان بلادهما ثم يلتقيان من جديد ليعشان سويا
في الخارج”. ويتابع أنه لم يجد من حوله شخصيات بهذه الدرجة من
“الطاقة الدرامية، فهما يريدان أن يعيشا معاً لكن لا يقدران على
ذلك”. وأشار إلى أنه قام بتغيير بعض التفاصيل لتماسك الحبكة
السردية.
خلفيات فيلم هونوري وفيلم بافليكوفسكي السياسية
والاجتماعية مهمة، لكنها مكتوبة بدقة حميمية توقظ أصغر هزائمنا
وأكبر حرائقنا. هل تكون السعفة هذا العام سعفة حب؟ فما السينما
دونه..
####
كان السينمائي 71: «سيريبرينيكوف» يرصد الروك
الروسي وبناهي ينتصر للنساء في «ثلاثة وجوه»
كان ـ «سينماتوغراف»: مها عبد العظيم
عرض في مهرجان كان 2018 فيلم “ثلاثة وجوه” للإيراني
جعفر بناهي وفيلم “الصيف” للروسي كيريل سيريبرينيكوف. تقديم
الفيلمين يشكل تحدياً بحد ذاته، فبناهي ممنوع من السفر والتصوير في
بلاده في حين يخضع زميله الروسي للإقامة الجبرية في موسكو.
لم يتمكن المخرج المسرحي والسينمائي الروسي كيريل
سيريبرينيكوف الخاضع للإقامة الجبرية في موسكو منذ الصيف الماضي
إثر اتهامه باختلاس أموال عامة، من حضور مهرجان كان حيث يشارك
فيلمه “الصيف” في السباق على السعفة الذهبية، ورغم الدعوة الرسمية
التي تلقاها.
وتهمة اختلاس الأموال مسيّسة بحسب كثيرين، نظراً
إلى الرسائل المناوئة للسلطات الروسية المبطنة في أعمال
سيريبرينيكوف. وكان منتج “الصيف” قد أشاد باختيار هذا العمل
للمشاركة في المسابقة الرسمية، واصفا القرار بـ”النصر للسينما
الروسية”.
يروي فيلم “صيف” قصة انتشار موسيقى الروك بين شباب
روسيا والاتحاد السوفيتي في أواخر سبعينيات القرن الماضي تحت حكم
الستاليني ليونيد برينجيف. فيحمل الفيلم آمال جيل يبحث عن التغيير
قبل بدء مرحلة البريسترويكا، واختار سيريبرينيكوف لهذه الرحلة
الموسيقية وجهين شهيرين للروك في تلك الفترة وهما فيكتور ستوي
ومايك ناومنكو.
تبدأ الأحداث في لينينغراد في صيف العام 1980،
يتجمع بعض الأصدقاء في غابة مشمسة ويتوسطهم مايك ناوكو بجيتاره
ليغني توقه للحرية. ولا يعلم هؤلاء الشباب بعد أنهم بفضل مجموعة
“كينو” الموسيقية والمغني فيكتور ستوي صاحب الكاريزما المشعة،
باتوا على وشك تجسيد أحلامهم وتغيير تاريخ الروك في الاتحاد
السوفياتي.
بعد سنتين على فيلم “التلميذ” الذي عرض في قسم
“نظرة ما” في مهرجان كان، وتضمن نقداً لاذعاً للتطرف الديني، اتخذ
سيريبرينيكوف منهجاً أكثر خفة ليروي انبثاق هذه الحركة الموسيقية
مع الأسطورة فيكتور ستوي وكذلك مايك ناومنكو. وحظي الروك البديل
السوفياتي بشعبية كبيرة في صفوف الشباب لرفضه القيود الثقافية
والإيديولوجية. وعرف في بداية الثمانينات بداية صاعدة في حين كان
نظام بريجنيف يتجه نحو الأفول.
وابتعد السينمائي الروسي عن السيرة الذاتية لشخصيات
ليروي قصة عشق بين ثلاثة أشخاص، مايك وفيكتور وناتاشا، وحب للحياة
في بلاد كثيرة القيود.
انقطع تصوير فيلم “الصيف” وهو في مراحله الأخيرة،
في آب/ أغسطس 2017 بعد اعتقال المخرج ووضعه قيد الإقامة الجبرية في
موسكو. فصور الفريق المشاهد الناقصة في سان بطرسبوغ اعتماداً على
مذكرة كتبها سيريبرينيكوف خلال التحضيرات. ثم تولى المخرج المونتاج
وحده في مكان إقامته. يوقع سيريبرينيكوف فيلما مليئا بالموسيقى
والحب والحياة في قلب فترة حساسة طبعت طياتها تاريخ بلاده.
ومن جهته لم يأت أيضاً الإيراني بناهي الحائز سنة
1995 جائزة الكاميرا الذهبية التي تكرم أول عمل طويل للمخرج في هذا
المهرجان العريق، فهو ممنوع من السفر أو التصوير في بلاده بعد دعمه
لاحتجاجات 2009. وقد اعتقلته السلطات في سجن إيوين عندما دعي
للانضمام إلى لجنة تحكيم المهرجان سنة 2010. وهي المرة الأولى التي
يشارك فيها بناهي في المسابقة الرسمية، بفيلمه “ثلاثة وجوه”.
وسبق لبناهي أن أحرز جائزة الدب الذهبي في مهرجان
برلين السينمائي عام 2015 عن فيلم “تاكسي” الذي صور خلسة في طهران.
وفي رسالة مفتوحة نشرها بعد تلقيه دعوة من مهرجان كان، قال بناهي
إن هذه الخطوة تدل على أن السينما المستقلة الإيرانية تستمر في
ديناميكية فعالة رغم “التهديدات الكثيرة”.
فيلم بناهي ضحكة ساخرة في وجه الرقابة، وهو على
غرار “تاكسي” يكسر قيود التصوير فيستقل بناهي بنفسه الذي اعتاد
الظهور في أفلامه، سيارة رباعية الدفع، ترافقه في رحلته ممثلة
(تتقمص دور ممثلة !)… الكل يلعب دوره الحقيقي في الفيلم، أو في
الحياة. أين الرواية من الواقع؟
يفضح بناهي بأناقة لا تضاهى ووضعيات عبثية وكلام
غير محكي، ما يعيشه الفنانون في بلاده. تتلقى السيدة جعفري وهي
ممثلة مسلسلات معروفة في إيران، فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي
تظهر انتحار الفتاة “مارزية”. قبل أن تضع حداً لحياتها، تشرح
مارزية في رسالتها المسجلة أنها نجحت في مناظرة التمثيل للمدرسة
العليا بطهران، لكن عائلتها تمنعها من الاستمرار في هذه المسيرة.
تحت وقع الصدمة، تهرع السيدة جعفري برفقة المخرج
بناهي في محاولة يائسة لاكتشاف ما وراء هذا التسجيل الذي يبدو
مفبركاً. يصل الثنائي إلى قرية مارزية، حيث الناس البسطاء وروعة
المشاهد اليومية والطبيعة. على وقع الأعراس والأعياد وحفلات
الختان، يدخل”المنقذان” بإحساس بالذنب والمسؤولية، البيوت
والمقاهي، بحثاً عن الممثلة الشابة التي “أخرجت” هذا السيناريو
لتجلب اهتمامهما وتجد حلاً للخروج من بؤرة الممنوعات التي تحرمها
من تحقيق أحلامها.
إخراج وسط الإخراج، وسيناريو داخل السيناريو، في
“ثلاثة وجوه” ينتصر بناهي للنساء، فتخرجن من المغامرة مرفوعات
الرأس، السيدة جعفري وكأنها تسلم المشعل للجيل الجديد، جيل مارزية.
أما “الوجه الثالث” فهو ذلك الذي لا نراه، أشباح الماضي الذي طمسه
الانغلاق في إيران، وجه “شهرزاد”، وهي ممثلة وراقصة كانت في ذروة
الشهرة قبل الثورة الإسلامية، ثم أفل نجمها وأبعدت عن القرية.
المجتمع الإيراني ينبذ فنانيه… فيرفع بناهي رأسهم.
تحاول إحدى الشخصيات في الفيلم أن ترسل شيئاً مع
بناهي إلى ممثل يتعامل معه ويعيش في الخارج “السيد بناهي لا يمكن
أن يسافر”… هكذا كان “ثلاثة وجوه” أنشودة تحد وحرية. وكان المخرج
المعارض قد أضاف في رسالته “لكن هذا لا يروق بوضوح لأولئك الراغبين
في موت السينما المستقلة في إيران تحت أي حجة”.
وأكد بناهي في رسالته “الضغط سيتواصل، غير أن
السينما المستقلة ستحاول الحفاظ على استقلاليتها مع أصوات جديدة”.
####
غداً: عرض افتتاحي للفيلم الوثائقي «على آثار
المحتشدات» في العاصمة الجزائرية
الجزائر ـ «سينماتوغراف»
يقام غداً الاثنين 14 مايو 2018، العرض الافتتاحي
الأول للفيلم الوثائقي «على آثار المحتشدات» للمخرج السعيد عولمي،
في قاعة ابن خلدون بالعاصمة الجزائرية، وهو من إنتاج الوكالة
الجزائرية للإشعاع الثقافي، والمركز الجزائري لتطوير السينما –
وزارة الثقافة، ويأتي “في إطار الذكرى الـ 50 لاسترجاع الاستقلال”.
ويرصد الفيلم بشكل تاريخي عزل جيش التحرير الوطني
عن السكان، حيث قام المستعمر الفرنسي بترحيل وتهجير حوالي 3 ملايين
من الجزائريين كلهم شيوخ، نساء، وأطفال ليوضعوا في المحتشدات تحت
المراقبة الكاملة للجيش الفرنسي.
«على
آثار المحتشدات» فيلم وثائقي يروي قصة المحتشدات ويتطرق للظروف
المأساوية واللا إنسانية التي عاشها حوالي 40% من السكان
الجزائريين الذين ألزموا على مغادرة قراهم وأراضيهم قهراً، ويكشف
بالشهادات الحية والصور والوثائق والأرشيف كل أشكال العنف والإهانة
التي تعرض لها الشعب الجزائري منذ الإحتلال الفرنسي.
####
«فتيات
الشمس» فيلم نسوي عن الحرب بروح العصر في «كان السينمائي»
كان ـ «سينماتوغراف»
قالت بطلة فيلم (جيرلز أوف ذا صن ـ فتيات الشمس)
وهو فيلم حربي نسوي يعبر عن روح العصر في مهرجان كان السينمائي
الذي تهيمن عليه قضية حقوق المرأة ”كانوا يرتعدون خوفا عندما
يسمعون أصواتنا النسائية“.
والفيلم مبني على قصة حقيقية لعراقيات حملن السلاح
في وجه تنظيم الدولة الإسلامية بعد فرارهن من الأسر. ويحكي عن
كتيبة من النساء تقود هجوما على المتشددين في حين يفضل أشقاؤهم في
القتال انتظار الضربات الجوية الأمريكية.
والسبب في خوف أعدائهن منهن هو اعتقادهم أن قتلهم
بيد امرأة يحرمهم من دخول الجنة كشهداء.
وتتبع قصة المخرجة الفرنسية إيفا أوسون الصحفية
ماتيلدا المزروعة وسط المقاتلات والتي تستمع لقصة قائدتهن بهار
التي تلعب دورها كلشيفته فراهاني بطلة فيلم (بايرتس أوف ذا
كاريبيان).
وعرض الفيلم في مهرجان كان وسط تصفيق حاد مساء أمس
السبت بعد أن قادت الممثلة كيت بلانشيت مظاهرة ضمت ممثلات ومخرجات
ومنتجات على البساط الأحمر تأييدا لحملة للدفاع عن حقوق المرأة بعد
فضائح استغلال جنسي هزت صناعة السينما العام الماضي.
والفيلم، رغم عدم وضوح المكان الذي تدور فيه
أحداثه، مستلهم من هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على اليزيديين في
سنجار في شمال العراق عام 2014 عندما قتل المتشددون الرجال
وتبادلوا النساء والبنات كسبايا.
وشخصية ماتيلدا تعد تجسيدا لشخصية الصحفية
الأمريكية ماري كولفن التي قتلت في سوريا عام 2012.
لكن بعض النقاد انتقدوا الفيلم فقالت مجلة فارايتي
إنه ”حسن النية لكنه مفعم بالشعارات موصول بالقنوات الدمعية“ وكتب
بيتر برادشو من صحيفة جارديان يقول عن الفيلم إنه ”مؤثر وصريح
ويركز على القوة البدنية“.
والفيلم ينافس على جائزة السعفة الذهبية التي ستمنح
يوم 19 مايو أيار.
####
المخرج الشهير سبايك لي يلتقي مخرج «يوم الدين»
المصري بـ«كان السينمائي»
كان ـ «سينماتوغراف»
أقامت مؤسسة “بلاك هاوس” حفلًا على أحد شواطئ
الريفيرا بمدينة كان الفرنسية، لتكريم المخرج الأمريكي الشهير
سبايك لي، والمنتجة السينمائية الأمريكية تونيا لويس.
والتقى سبايك لي، خلال الحفل، بالمخرج المصري الشاب
أبوبكر شوقي، والذي يشارك في المسابقة الرسيمة لمهرجان كان
السينمائي في دورته الـ71 بفيلم “يوم الدين”، وحرصا الاثنين على
التقاط عدد من الصور التذكارية.
يُشار إلى أن المخرج سبايك لي، وصل صباح اليوم إلى
مطار نيس الدولي، للمشاركة بفعاليات الدورة الـ 71 لمهرجان كان،
ومن المقرر أن يقام غدًا الأثنين في تمام السابعة والنصف مساءً،
العرض الخاص لفيلمه الجديد
“BLACKKKLANSMAN”،
والذي يشارك في بطولته أدم درايفر وتوبر جراس.
####
الإيراني جعفر بناهي يغيب عن عرض فيلمه في «كان
السينمائي»
كان ـ «سينماتوغراف»
غاب المخرج الإيراني جعفر بناهي الممنوع من السفر
إلى الخارج مساء أمس السبت عن عرض فيلمه الأخير “ثلاثة وجوه”،
المرشح للفوز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان للفيلم.
وتمنع السلطات الايرانية المخرج المعارض جعفر بناهي
البالغ 57 عاماً عن السفر وعن إنجاز الأفلام.
ووفيلم “ثلاثة وجوه”، هو ثاني فيلم ايراني يشارك في
المسابقة الرسمية للمهرجان إلى جانب “الكل يعلم”، لمواطنه أصغر
فرهادي، وهو يتناول شخصية ثلاث نساء إيرانيات.
وقد استقبل أبناء المخرج وممثلات الفيلم بالتصفيق
لدى دخولهم القاعة بعدما انتظرتهم وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز
نيسن عند أعلى درج المهرجان.
وهي المرة الأولى التي يشارك فيها بناهي في
المسابقة الرسمية لمهرجان كان الذي اختار أفلاماً أخرى له في فئات
مختلفة في دورات سابقة.
فقد اختير فيلمه الأول “البالون الأبيض” في فئة
“اسبوعا المخرجين”، وفاز بجائزة الكاميرا الذهبية التي تكافئ أول
فيلم لمخرجه في كل الفئات.
وفاز العام 2003 بجائزة لجنة التحكيم في فئة “نظرة
ما” عن فيلم “دم وذهب”، وعرض فيلمه “هذا ليس فيلماً”، خارج إطار
المسابقة العام 2011.
ودعي بناهي العام 2010 الى المشاركة في لجنة تحكيم
المهرجان التي ترأسه تيم بورتون، إلا أنه لم يتمكن من المجيء إلى
“كان” بعدما اوقف في بلده.
وحكم على السينمائي العام 2011 بالسجن ست سنوات
ومنع عن انجاز الافلام لمدة عشرين عاماً، وعن السفر بعد دعمه
الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في 2009 وإخراجه سلسلة أفلام نقدية
للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وقد أوقف مدة شهرين العام 2010
وأفرج عنه بشروط.
####
رائد «الموجة الجديدة» و 80 شخصية فرنسية تقاطع
مهرجان «موسم فرنسا وإسرائيل»
كان ـ «سينماتوغراف»
اسم جديد أضيف إلى قائمة المثقفين والفنانين
الفرنسيين الذين قرّروا مقاطعة مهرجان «موسم فرنسا وإسرائيل» الذي
يقيمه «المعهد الفرنسي» في حزيران (يونيو) المقبل.
قرّر أحد أبرز أسماء الموجة الجديدة في السينما
الفرنسية، جان لوك غودار (1930)، التوقيع على عريضة إلكترونية
أطلقت في 4 أيّار (مايو) الحالي عبر موقع «ميديابار»، تطالب
السينمائيين الفرنسيين بمقاطعة هذا الحدث، وتضم الكاتب ألان
داماسيو، والكاتبة والأكاديمية آني إيرنو، ورسّام الكومكس جاك
تاردي، والشاعرة ناتالي كنتان، وآخرين.
ومما جاء في نص العريضة أنّ «التظاهرة الفنية
المرتقبة تصوَّر كحدث للتبادل الثقافي»، فيما يهدف هذا الجهد إلى
القيام بدور «الواجهة لـ «إسرائيل» التي تعتمد سياسات متشددة على
نحو متزايد تجاه الفلسطينيين.».
في المقابل، لم تسلم الشخصيات الـ 80 من الإتهامات
الجاهزة التي تطلقها الأصوات الصهيونية ضمن محاولات الترهيب
المستمّرة. في هذا السياق، اتهمهم «المكتب الوطني لليقظة ضد معاداة
السامية» الصهويني، أوّل من أمس بـ «محاولة التمييز ضد الدولة
اليهودية الديمقراطية الوحيدة»، في الوقت الذي «يعمون أنظارهم
ويصمّون آذانهم ويصمتون عندما يتعلق الأمر بالثقافة الفلسطينية
المعادية للسامية حيث المسارح ودور السينما والموسيقى تستخدم لنشر
الكراهية في مدارس الضفة الغربية وغزة»!
خطوة السينمائي السويسري ــ الفرنسي، لم يستغربها
بعضهم، خصوصاً أنّ فيلمه «موسيقانا» (2004) كان عن فلسطين. هذ ما
جعله عرضة لاتهامات بـ «معاداة السامية» في بلاده، وشدّد في إطار
الردّ عليها على أنّه «معادٍ للصهيونية». والأهم من كل ذلك أنّه
معروف بالتزامه الفكري والسياسي، على اختلاف مراحل حياته. غير أنّ
هناك من رأى فيها «عودة إلى المسار الصحيح» على اعتبار أنّه سبق أن
ذهب إلى تل أبيب في 2008، ليحلّ ضيفاً على «المهرجان الدولي الثاني
عشر لأفلام الطلاب»، ما دفع سينمائيين فلسطينيين (كآن ماري جاسر
وهاني أبو أسعد) إلى توقيع رسالة مفتوحة وجّهتها إليه «الحملة
الدوليّة للمقاطعة الثقافيّة والأكاديميّة لإسرائيل»
(PACBI)
لإقناعه بالعدول عن رأيه.
####
بالصور: «الجونة السينمائي» يقيم حفل استقبال دورته
الثانية على هامش فعاليات مهرجان كان
كان ـ «سينماتوغراف»
أقيم أمس حفل استقبال مهرجان الجونة السينمائي،
المنظم على هامش مهرجان “كان”، وحضر الفريق الذي ساهم في نجاح
مهرجان الجونة السينمائي، المؤسس نجيب ساويرس، الراعي الرسمي سميح
ساويرس، الشركاء المؤسسين عمرو منسي (المدير التنفيذي)، بشري
(المديرة التنفيذية للعمليات)، و كمال زاده (المدير المالي) ومدير
المهرجان انتشال التميمي والمخرج أمير رمسيس المدير الفني في حفل
الاستقبال الخاص، احتفالا بالنسخة الثانية التي ستعقد في سبتمبر
المقبل.
وكان مهرجان الجونة السينمائي قد أعلن منذ فترة عن
فتح باب تقديم الأفلام، للمشاركة في برنامج الدورة الثانية
للمهرجان، والتي تعقد فى مدينة الجونة خلال الفترة من 20 وحتى 28
سبتمبر القادم وذلك لأقسام المهرجان الثلاثة: الأفلام الروائية
الطويلة، الأفلام التسجيلية الطويلة والأفلام القصيرة،على أن يغلق
باب التقديم في 22 يوليو القادم.
####
كان السينمائي 71: «الحدود» للإيراني علي عباسي
مشبع بالهم الإنساني
كان ـ «سينماتوغراف»: عبدالستار ناجي
فيلم لمخرج إيراني في هذا المهرجان أو ذاك يعني
فيلماً مثيراً للجدل. ولهذا ازدحمت قاعة “كلود ديبوسي” في قصر
المهرجانات لمتابعة عرض فيلم “الحدود” للمخرج الإيراني علي عباسي.
ولكن المفاجأة أن علي عباسي لا يذهب إلى إيران أو القضايا التى
درجت السينما الإيرانية على تقديمها والتعاطي معها. فهو بعد
انتقاله للإقامة في الدانمارك بدأ يعمل على موضوعات ذات بعد إنساني
بعيد جداً.
وإذا كان الفيلم المصري “يوم الدين” قد تعرض فى
اليوم الثانى لمهرجان كان لموضوع مرضى الجذام وقضاياهم ومشاكلهم.
فإن الإيراني علي عباسي يذهب في اليوم الثالث إلى موضوع الشخصيات
التي تولد مشوهة والتي يتطلب تقديمها الكثير من العمل والجهد
الإنساني.
الفيلم الدانماركي وليس الإيراني “الحدود” يأخذنا
إلى حكاية “تانيا” الضابطة في جمارك المطار والتي خلقت مشوهة نتيجة
علاقة عابرة بين والدها وامرأة لم يلتقي بها الا بعد أن أنجبت له
تانيا التي كبرت وهي تتمتع بقوة خاصة مثل حاسة الشم العالية مما
يؤمن لها العمل في الجمارك للقبض على الكثير من المجرمين الذين
يحملون المخدرات على وجه الخصوص.
تبدأ بالبحث عن أسباب ولادتها بهذه الطريقة وتذهب
إلى والدها في دار العجزة الذى أخبرها عن حيثيات العلاقة التى
أقامها مع امرأة أنجبت له تانيا وبدورها تبحث تانيا عن من يشبهها
في الظروف والطبيعة وتعثر على الكثيرين وتنشأ علاقة بين أحدهم وهو
“فورا” مقرونة بالإعجاب والحب وتتطور تلك العلاقة إلى الحب الحقيقي
وتكوين أسرة. في رحلة إنسانية مفعمة بالتفاصيل الإنسانية العالية
المستوى والتى تدافع عن حق الإنسان مهما كان شكله أو خلقته بالحياة
السوية السليمة.
حكاية إنسانية يمكن أن نراها ونعيشها في أى مكان.
واستطاع على عباسي أن يذهب إلى تلك الشخصية والموضوع بل إن ذات
الشخصيات هي التي جسدت أحداث الفيلم أمام كاميرته التي أدار
تصويرها مدير التصوير نديم كارلسون فيما مثل الشخصيات كل من ايفا
ملاندر بدور الضابطة “ايفا” وايرك ملونوف بدور” فيرا
“.
ونشير هنا إلى أن المخرج علي عباسي قد حقق فيلمه
السابق “شيللي” 2016 وحصد كثيراً من الاهتمام. وهو هنا للتعبير عن
هويته الإنسانية الدانماركية وليس عن قضايا مجتمعه الإيراني الذي
ولد وترعرع فيه.
فى “حدود” يأخذنا على عباسى بعيداً إلى منطقة مشبعة
بالهم الإنساني عن حكاية امرأة مشوهة خلقياً، ولكنها ترى أن الحياة
تستحق أن نعيشها ونتمتع بها مع من نحب وهكذا تتجاوز كل التشوه من
أجل الحياة والحب الحقيقي.
####
82
امرأة على البساط الأحمر في «كان السينمائي»
تضامناً مع النساء
كان ـ «سينماتوغراف»
كانت النجمات جين فوندا وسلمى حايك وماريون كوتيار
من بين 82 امرأة قمن بمسيرة رمزية على البساط الأحمر في مهرجان كان
السينمائي الدولي أمس السبت للتعبير عن التضامن مع كفاح المرأة
للحصول على دور أكبر في صناعة السينما.
وفي أول انعقاد لمهرجان كان منذ الفضائح الجنسية
التي هزت هوليوود العام الماضي تلت كيت بلانشيت رئيسة لجنة تحكيم
المهرجان التي ستسلم جائزة السعفة الذهبية والمخرجة الفرنسية
المخضرمة أجنيه فاردا بياناً.
وقال البيان (نواجه نحن النساء تحديات فريدة خاصة
بنا لكننا نقف سوياً على هذا الدرج اليوم كرمز لعزمنا والتزامنا
بالتقدم).
وعدد النساء المشاركات هو نفس عدد الأفلام التي
أخرجتها نساء وتم اختيارها للعرض في مهرجان كان في تاريخه الممتد
منذ أكثر من 70 عاماً.
وفي نفس الفترة حظي 1645 فيلماً أخرجها رجال على
ذلك الشرف. |