حضور
عربي لافت وهيمنة قضايا النساء.. نجومُ هوليوود يتألقون على بساط
مهرجان كان
حسام عاصي
لوس أنجليس – «القدس العربي»: تألقَ نجوم هوليوود
على بساط مهرجان كان السينمائي الشهير عندما انطلقَ الثلاثاء
الماضي وعلى رأسهم بطلا فيلم الافتتاح «الجميع يعرف» وهما بينولوبي
كروز وخافيير بارديم بصحبة مخرجهم الإيراني أصغر فرهادي ولكن منذُ
ذلكَ الحين اختفت النجومُ العالميةُ وظهرت وجوهٌ غيرُ مألوفةٍ
لروادِ المهرجان لأن معظمَ الأفلامِ التي عُرضت حتى الآن كانت
لمخرجينَ جددٍ أو غير مشهورين عالمياً.
من أجلِ الحفاظِ على مكانتِه كأبرز مهرجان في
العالم، يحاولُ مهرجانُ كان أن يوازنَ بينَ اختياراتِه التجاريةِ
والحضاريةِ وبين الفنيةِ والشعبية. ولكن منعَه هذا العام أفلامَ
شركةِ نيتفليكس من الاشتراكِ في المنافسةِ الرسميةِ لرفضِها عرضَ
افلامِها في دورِ السينما قبلَ بثِها على شبكتِها الالكترونيةِ
وغيابَ المنتجِ صاحبِ فضائحِ التحرشِ الجنسيِ، هارفي واينستين،
الذي كان أيضاً يطرحُ افلامَه في المهرجان، حالَ دونَ حضورِ عددٍ
كبيرٍ من نجومِ هوليوود.
قضايا النساء
كما كان متوقعا، هيمنت قضايا النساء على فعاليات
المهرجان كما حدث في مناسبات سينمائية آنفة كالأوسكار والغولدن
غلوب وخاصة بسبب اختيار ثلاثُة أفلامِ نساء فقط للمشاركة في
المنافسةِ الرئيسيةِ على السعفةِ الذهبيةِ من أصلِ واحدٍ وعشرين
فيلماً، وهي: فيلم اللبنانية نادين لبكي «كفر ناحوم» وفيلما
الفرنسيتين، أيفا هاسون «بنات الشمس» وستيفني بيريز «في حرب».
ورغمَ محاولةِ المهرجانِ تعوّيضَ شحِ أفلامِ النساءِ باختيارِ
لجنةِ تحكيمٍ مكونةٍ من غالبيةٍ نسائيةٍ، وعلى رأسِها النجمةُ
الاستراليةُ كيت بلانشيت، الا أنه لم يطفئ نيرانَ الانتقاداتِ
ضدَه.
ففي يوم السبت، تظاهرت على البساط الأحمر كل النساء
من صناعة الأفلام التي حضرت المهرجان وعلى رأسهن رئيسة لجنة
التحكيم الرئيسية النجمة الاسترالية كايت بلانشيت، التي نادت
بالمساواة في فرص العمل وفي الاجور مع الرجال. ومن ضمن المتظاهرات
أيضاً نساء عربيات مثل المخرجة السعودية هيفاء المنصور والمخرجة
الفلسطنيية آن ماري جاسر.
وفي فعاليات «وومين أن موشين»، التي تأسست عام
الفين وخمسة عشر على يد شركة كيرينغ، التي يملكها زوج النجمة
العالمية سلمى حايك، وهو فرانسواس بينوت، مُنحت المخرجة الأمريكية
منحة بمبلغ خمسين ألف دولار لدعم مشروعها المقبل بينما فازت مخرجة
فيلم «ووندر وومان» بجائزة المؤسسة باتي جانكينز. وكانت منحت أول
جائزة لأيقونة مناصرة حقوق المرأة، جين فوندا، التي حضرت مهرجان
العام للمشاركة بالعرض العالمي الأول لفيلمها الوثائقي «جين فوندا
في خمسة فصول».
في «جين فوندا في خمسة فصول» تكشف جين فوندا عن
اعتمادها على الرجال وشعورها بالنقص تجاههم وتكريس وقتها لارضائهم
والامتثال لأوامرهم رغم أنها معروفة كشخصية قوية كانت فعالة في
حركة الحقوق المدنية في الستينيات وحركان حقوق النساء وتظاهرت ضد
حرب فيتنام وتحدت الحكومة الامريكية في زيارتها الى عاصمة شمال
فيتنام آنذك هانوي واجتمعت برئيسها، عدو أمريكا الأكبر، واستنكرت
سياسة حكومتها ضد بلده، مما أسفر عن اتهامها بالخيانة والمطالبة
بمحاكمتها ولكنها لم تستسلم واستمرت في فعاليتها ضد الحكومة.
كما أنها تفوقت على الرجال، الذين تزوجتهم وهم
ثلاثة، في كل المجالات سواء بالفن حيث ترشحت لجائزة الاوسكار ثماني
مرات وفازت بها مرتين، فضلاً عن بناء شركة لانتاج فيديوهات رياضة
والانخراط في كثير من الفعاليات الخيرية ومكافحة الظلم في العالم
وهي واحدة من النجمات الهوليووديات الجريئات التي أيدت النضال
الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ولكن رغم أنها لم تحقق تحررها التام من الرجال في
حياتها حتى بلغت الستين من العمر وطلقت زوجها الأخير، مؤسس شبكة
«سي أن أن»، تيد ترنر. وفي حديث معها في كان، قالت لي أن ذلك كان
طبيعيا في جيلها: «أنا ولدت عندما كان يُتوقع من المرأة أن تصغى
للرجل وتمتثل لأوامره. وكان أبي (النجم الهوليوودي هنري فوندا)
رجلاً قوياً وهذا أثر عليّ. وكنت أشعر أنني لم أكن موجودة بدون رجل
بجانبي. حتى بلغت السيتين وأدركت أن المرأة تحقق قوتها من خلال ربط
علاقات مع نساء أخريات، فبدل أن أكون تحت سيطرة، بنيت علاقات وطيدة
مع نساء وأصبحت أكثر قوة».
فيلم الافتتاح
تباينت آراء النقاد تجاه فيلم فرهادي «الجميع يعرف»
إذ وصفه العديد منهم كأضعف فيلم للمخرج الحائز على جائزتي أوسكار،
كما لم يلق أداء بطلته بينيلوبي كروز إعجابهم ويبدو أن أداء زوجها
خافيير بارديم، الذي يلعب دور حبيب سابق لها، هو عنصر الفيلم
الوحيد الذي لقي مدحهم.
«الجميع يعرف» لا يختلف عن أفلام فرهادي السابقة من
ناحية سبر علاقات عائلية ويتسم بنفس براعة الإخراج وأجواء الاثارة
والتشويق التي تتميز بها أفلامه السابقة. ففي صلبه اختفاء فتاة
أرجنتينية، حضرت مع أمها الاسبانية الى مدريد للمشاركة في حفل زواج
خالتها، وخلال البحث عنها ينبش فرهادي في خفايا العلاقات العائلية
التي تسفر عن خلافات حادة بين أفرادها.
قصة الفيلم لا تختلف عن قصة فيلم فرهادي السابق
«بخصوص إيلي»، الذي يسبر فيه علاقات عائلية بعد أختفاء إيلي وعندما
ذكرت فرهادي بذلك في حديث معه بعد عرض الفيلم وافق معي ثم أضاف أن
فكرة هذا الفيلم جاءت قبل فيلم أيلي.
في الواقع فيلم «بخصوص ايلي» وافلامه الايرانية
الأخرى، تتفوق على هذا الفيلم بفضل غرسه لها رسائل اجتماعية
وانتقادات سياسية مبطنة. بينما «الجميع يعرف» يبدو فيلما تجاريا
بحتا وبلا شك سوف يدر أرباحا لفرهادي بدلا من الجوائز القيمة التي
حققتها أفلامه السابقة.
الحضور العربي
لأولِ مرة أربعةُ افلامٍ عربيةٍ تُشاركُ في
المنافساتِ الرسمية: «يوم الدين» للمصري أبو بكر شوقي و«كفر ناحوم»
للبناينة نادين لبكي مرشحان للسعفةِ الذهبيةِ في المنافسةِ
الرئيسية بينما «قماشتي المفضلة» للسورية غايا جيجي و«صوفيا»
للمغربية مريم بن مبارك يشاركان في قسمِ نظرةٍ ما. كما يشارك فيلمٌ
خامسٌ وهو «ولدي» للتونسي محمد بن عطية .
«يومُ الدين» قُوبِلَ بالتصفيقِ الحارِ بعدَ عرضِه
في اليومِ الثاني من المهرجان . ويدورُ حولَ رجلٍ قبطي مريضٍ
بالجذام يدعى بشاي، تركَه والدُه في مستعمرةٍ المرضى في طفولتِه
للمعالجة ولم يرجع لاخراجِه، وبعد وفاةِ زوجتِه ينطلق في رحلةٍ
عبرَ الاراضيِ المصرية بصحبةِ طفلٍ يتيمٍ بحثا عن عائلتِه.
ويتسم الفيلم بأداءات راقية من قبل كل ممثليه وخاصة
بطله راضي جمال وهو ليس ممثلا محترفا وما زال يعيش في مستعمرة مرضى
الجذام. ويقول شوقي أنه قضى أربعة أشهر في تدريب جمال على التمثيل
وتعويده على الكاميرات قبل البدء بالتصوير، وفضّله على الممثلين
المحترفين لأنه أراد أن يعرض الواقع على حقيقته وبصورة اصلية.
شوقي استهلم قصة فيلمه عندما كان يصنع فيلماً
وثائقياً قصيراً عن مستعمرة الجذام قبل خمس أعوام ولكنه يؤكد أن
غايته من صنع الفيلم ليست تسليط الضوء على مرض الجذام وأنما على
تهميش المجتمع ونبذه لمرضاه المشوهين شكليا. فرسالة الفيلم هي قبول
الآخر المختلف ومساندته. «أنا دائما معجب بهؤلاء الناس المهمشين في
المجتمعات،» يقول شوقي.
وفي قسم اسبوعي المخرجين، تم عرض فيلم «ولدي»
للمخرج التونسي محمد بن عطية وهو فيلمه الثاني بعد «نحبك هادي»،
الذي عرضه لاول مرة قبل عامين في مهرجان برلين حيث فاز بجائزة أفضل
فيلم وجائزة الدب الفضي لأفضل ممثل.
و«لدي» يحكي قصةَ عاملِ ميناءٍ متقاعٍد، يدعى راضي،
يكرسُ حياتَه لرعايةِ ابنِه الذي على وشكِ التخرجِ من المدرسةِ
الثانوية ويعاني من صداعٍ مزمن. وتنقلبُ حياةُ راضي رأسا على عقب
عندما يختفي ابنُه وعندما يكتشفُ أنه التحق بالجهاديين، فيسافرُ
الى سوريا للبحثِ عنه.
المثير في الفيلم هو ان عطية ركز على الأزمة
النفسية التي وقع فيها الاب بدون أن يسبر الاسباب التي دفعت ابنه
لتركه والالتحاق بالجهاديين. كما أن الامر يحدث بشكل مفاجئ اذ أننا
لا نشاهد الابن يمارس الدين أو حتى يصلي، بل كان يذهب الى نوادي
الرقص مع زملائه ويعيش حياة مراهق عادية. وفي حديث مع لي مع عطية
أوضح أن هناك عدة اسباب تدفع الشباب الى الالتحاق بجماعات جهادية
ولم يكن هدفه في الفيلم تسليط الضوء عليها بل أراد أن يركز على
الأزمة النفسية التي كان يمر بها الأب.
وفعلا هذا ما فعله في فيلم «نحبك هادي» اذ انه ركز
على ازمة بطل الفيلم النفسية، بدون التطرق لقيود العادات والتقاليد
الاجتماعية الخانقة التي اسفرت عنها. «أنا معني بالفرد وأزماته
الشخصية وليس بأزمات المجتمع. وهذا موضوع عالمي لأن أي شخص، بغض
النظر عن بلده ومجتمعه، يعيش مثل هذه الازمات ويطمح للسعادة».
قضايا المُهَمشينَ في المجتمعات والمتمردينَ عليها،
كانت أيضا محورَ أفلامٍ أخرى، عربية وأجنبية. فيلمُ الكينية وانوري
كاهيو «رفيكي» يتناولُ تَعرضَ فتاتينِ مثليتينِ للضربِ المبرح من
قبلِ الغريبِ والقريبِ عندما تنكشفُ علاقتِهن الرومانسيةِ. بينما
يمزج المخرجُ السويدي-الايراني علي عباسي الفوكلور الخيالي مع
الواقع المعاصر في فيلمِ «غران» ليطرح قصةَ امرأةٍ غريبةِ الشكلِ
والأطوارِ تكتشفُ السعادةَ لأولِ مرةٍ عندما تلتقيَ بشخصٍ مشابِهٍ
لها. وفي فيلمِ السوريةِ غايا جيجي، «قماشتي المفضلة»، تتمردُ
بطلتُه على عائلتِها وتنخرطُ في عالمِ الدعارةِ بعد أن يستبدلُها
عريسُها الموعودُ لها باختِها.
عرض المهرجانُ ما يقارب نصفَ الأفلامِ المتنافسةِ
في أقسامِه المختلفةِ ولكن لم يلمع أيٌ منها حتى الآن، سواء من
خلالِ إثارةِ الجدلِ أو إبهارِ النقادِ وروادِ المهرجان، الذين
يترقبون عروضَ افلامِ الاسبوعِ المقبل آملينَ أن يجدوا تحفةَ
المهرجانِ التي حضروا من أجل اكتشافِها.
####
عرض في مهرجان كان السينمائي:
«قماشتي المفضلة» للسورية غايا جيجي… بحث متعثر عن
حرية نسوية متخيلة
كان ـ «القدس العربي» من نسرين سيد أحمد
في فيلمها «قماشتي المفضلة»، المشارك في مسابقة
«نظرة ما»، ثاني أهم مسابقات مهرجان كان السينمائي (8 إلى 19
مايو/أيار الجاري)، تقدم المخرجة السورية غايا جيجي رحلة بحث شابة
سورية عن الحرية، رحلة لفهم أعمق للذات، بينما تتجه البلاد صوب
الحرب. هي رحلة يتجه فيها الخاص والعام صوب تغيرات جذرية.
تبدأ أحداث الفيلم في دمشق في مارس/آذار 2011 حيث
يبث المذياع أنباء احتجاجات في درعا، بينما تنطلق سيارة الأجرة
التي تستقلها الشابة العشرينية نهلة (الممثلة اللبنانية الفرنسية
منــــال عيسى) في شوارع دمشق. تجلس نهلة في المقعد القريب من
نافذة السيارة وترفض إغلاقه رغم احتجاجات الركاب لأن الهواء
المنبعث من النافذة يشعرهم بالبرد. يتضح لنا إذن منذ المشهد الأول
إن نهلة فتاة تسعى لتنسم الحرية والهواء الطلق رغم احتجاجات
الجميع.
تلعب الأقمشة وملمسها وألوانها واحتواؤها لجسد
المرأة دورا كبيرا في حياة نهلة، فهي تعمل في متجر للثياب في دمشق،
ترتب الملابس وترقب ملاءمتها لأجساد المبتاعات للملابس، كما أنها
تدخر من راتبها لتشتري ثيابا يزدان بها قوامها وتفتن بها زوجها
عندما تتزوج. نهلة من أسرة مسيحية فقدت الأب منذ أعوام طويلة،
وتعود كل يوم لمنزلها لتجد أمها تنكب على آلة التفصيل وسط الأقمشة
لتحيك أثوابا استعدادا لزواج بناتها الثلاث. ولكن القماش أيضا
بالنسبة لنهلة هو جسدها وبشرتها وملمسها هي. الثياب والأقمشة
بالنسبة لها هما ما يحتويان أنوثتها ويبرزان جمال جسدها.
تسعى غايا جيجي لإنجاز فيلم يجمع في لحمته الخاص
والعام، ويجمع رحلة بحث نهلة عن حريتها الشخصية، مع بحث سوريا عن
حريتها، كما أنها تسعى لإنجاز فيلم عن المرأة ورغباتها، فيلم تعلن
فيه أن للمرأة جسدا، وأن لهذا الجسد رغبات، ولكن خيوط الفيلم تأتي
مفككة مبعثرة في كثير من الأحيان ونجد السيناريو، الذي كتبته أيضا
جيجي، يسقط في متاهات مختلفة تفقده الكثير من الزخم.
تحيا نهلة وسط ما تراه حياة خانقة في شقة صغيرة
تمقتها الأم، كما يمقتها البنات، وتضم أسرة نهلة أنماطا مختلفة من
النساء: الأم المسيحية التقليدية المتدينة، التي ترملت منذ سنوات،
وتبحث عن أزواج مناسبين للبنات حتى يخف الحمل. مريام (ماريا
تنوري)، الابنة الثانية للأسرة، هادئة صامتة لا تسعى إلى تغيير،
وذات وجه وادع يفضله الرجال. أما لين (نتالي عيسى)، فهي الشقيقة
الصغرى ذات الشعر القصير، ذات الحيوية الصبيانية والتمرد.
وبينما يحلم المتظاهرون في البلاد بالحرية، وتزداد
الحواجز في شوارع دمشق، تحلم الأم بخلاص يأتي في صورة صهر يقيم في
الخارج، في الولايات المتحدة تحديدا، ليحمل ابنتها صوب بلاد
الإحلام، ويحمل لباقي الأسرة حلم الهجرة للخارج. وسط هذه الأحلام،
تعيش نهلة كل ليلة حلمها الخاص، فحين تغفو تحلم بذلك الشاب فائق
الحسن الذي يفتن بها ويفتن بجسدها وقوامها الساحر. أحلام نهلة
الليلية يختلط فيها الشبقي بالحسي مع الرومانسية الحالمة، أحلام
تدرك تماما أنها صعبة التحقق على أرض الواقع. ولكن وسط هذه الأحلام
يبدو أن الحلم الأيسر تحققا هو حلم زيجة إحدى البنات، حيث يأتي
سمير (سعد لوستان)، الثلاثيني المقيم في الولايات المتحدة، ليطلب
يد نهلة للزواج، ولكنه بعد لقائه الأول مع الأسرة، وبعد ما يلحظه
من تمرد نهلة ومن نفورها وتعاليها، يغير رأيه ويقرر الزواج من
اختها الأصغر الهادئة الوادعة.
وسط هذه الأجواء الأسرية المشحونة والأجواء الوطنية
المتوترة، يصل إلى المبنى السكني الذي تقيم فيه أسرة نهلة ساكن
جديد: إنها مدام جيجي (علا طبري)، التي تدير مسكنها سرا كدار
للهوى. بعد لقاء عابر لاستعارة غرض منزلي، يثير بيت مدام جيجي وما
يدور في غرفه في نهلة الكثير من الفضول، ويحرك لديها الكثير من
الأحلام والرغبات الكامنة. لكن خطوط السرد في الفيلم تنفصم أواصرها
وتتفكك وتترهل سردية الفيلم بفعل كل الخطوط التي لا تتناغم والتي
تخفق مخرجتها في جمعها. ما يبدأ كمحاولة لدخول عالم فتاة واحدة هي
نهلة والتعبير من خلالها عن توق الفتيات للحرية وعن اعتراف المجتمع
بأن لهن رغباتهن وأحلامهن. |