يوسف شريف رزق الله:
الرقابة اعترضت على 6 من أفلام المسابقة الرسمية (حوار)
كتب: سعيد
خالد
شدد الناقد والإعلامى يوسف شريف رزق الله المدير الفنى
لمهرجان القاهرة السينمائى على أن الدورة الـ40 كانت مليئة بالإيجابيات
وقال إن السلبيات يمكن أن يراها الآخرون بعيون من يعملون به وأن السيناريست
والمنتج محمد حفظى نجح فى الوصول بالمهرجان إلى بر الأمان، وأن يفرض بصمته
رغم أن قرار توليه المهمة كرئيس للمهرجان صدر منذ أشهر قليلة فقط.
وأوضح «رزق الله» فى حوار لـ «المصرى اليوم» أن غياب مهرجان
دبى عن خريطة المهرجانات منح القاهرة السينمائى فرصة ترشيح أكثر من فيلم
مصرى للمشاركة فى أقسامه وبرامجه المختلفة، وواصل: لكن فى المقابل السينما
العربية لم تمثل بالصورة الكبيرة بسبب إقامة مهرجانات اخرى مثل قرطاج الذى
فاز بالأفلام التونسية ومراكش الذى يطلق دورته خلال أسابيع قليلة واستأثر
لنفسه بالأفلام المغربية التى كان يمكن أن تشارك فى المهرجان وذكر أن
الرقابة على المصنفات طالبت باستبعاد 6 أفلام بسبب المشاهد الجريئة .. وإلى
نص الحوار:
■ ما تقييمك الشخصى للدورة الـ 40 من المهرجان؟
- مليئة بالإيجابيات والإضافات نتيجة خبرات وعلاقات محمد
حفظى رئيس المهرجانات سواء داخل مصر أو خارجها باعتباره كاتب سيناريو
ومنتجا شارك فى إنتاج أفلام مهمة حصلت على جوائز عديدة بمشاركة جهات
أجنبية، وأيضا له علاقات على مستوى الخارج فى مجال السينما، وفكر فى أن
تكون هناك سجادة حمراء يوميا طوال المهرجان بحضور ضيوف أجانب أو فنانين
مصريين من المشاركين فى المهرجان بأفلامهم، وفكر أيضا فى إضافة عروض منتصف
الليل مثل الكثير من المهرجانات الكبرى، القاصرة على أفلام الإثارة والرعب
الجاذبة لقطاع عريض من الشباب، كما تم خلال الدورة توجيه التحية للمخرجات
العربيات وعرضت مجموعة من أهم أفلام هؤلاء المخرجات بحضورهن وأعقبها ندوات
لهن تحدثن خلالها عن تجربتهن، ولأول مرة هذا العام تم التعاقد مع ملحقة
ثقافية وأخرى صحفية لجذب عدد أكبر من الصحفيين الأجانب لتغطية المهرجان،
ووصل عددهم إلى 30 صحفيا أجنبيا يزورون مصر للمرة الأولى، وكذلك تعاقد مع
ناقد سينمائى من أمريكا اللاتينية لترشيح أفلام من دول القارة للمسابقة
والفروع الأخرى، وحينما قرر أن تكون روسيا هى ضيف شرف المهرجان تم الاتفاق
مع ناقدة روسية تعيش فى فرنسا لها علاقات قوية بصناع السينما هناك وكان لها
دور فى ترشيح واختيار عدد من الأفلام الروسية لعرضها ضمن الفعاليات، ومن
حسن حظنا أن الأفلام المصرية كانت متاحة هذا العام للمشاركة فى العديد من
المسابقات سواء الدولية أو آفاق السينما العربية أو أسبوع النقاد أو سينما
الغد 8 أفلام، وهو «لعبة حظ» وخدمنا فيها توقف مهرجان دبى، وهو ما أحدث
زخما بتلك الدورة.
■ وماذا عن أوجه القصور التى تحذر منها فى المستقبل؟
- لأننى كنت داخل مطبخ المهرجان قد لا تقع عينى على
السلبيات ولكن ترصدها العيون الخارجية، ولكن حالة النشاط التى شاهدناها من
ندوات وعروض أفلام وأيام صناعة السينما التى تضم خبرات ينقلون خلالها
خبراتهم إضافة إلى دعم وصناعة الأفلام المقرر تنفيذها بمبالغ ضخمة وهو من
شأنه دفع السينما المصرية للأمام، ونجح «حفظى» فى الحصول على تمويل من رعاة
لجائزتى «الجمهور وأحسن فيلم عربى فى جميع الأقسام» بالتأكيد قد تكون هناك
بعض الأخطاء نتيجة ضغط الوقت لأننا بدأنا العمل على البرنامج فى وقت متأخر.
■ لكن تم الإعلان عن مشاركة الممثلة الكازاخية سامال
يسلياموفا للمشاركة فى تحكيم المسابقة الدولية، ولم تحضر فى الافتتاح؟
- بالفعل جاءت بعد يومين من الافتتاح لأن فيلمها تم ترشيحه
من قبل دولتها لأوسكار أحسن فيلم أجنبى، وتطلب ذلك وجودها فى هوليوود
ليومين أو ثلاثة للترويج للفيلم وبعد انتهائها حضرت إلى القاهرة.
■ وماذا عن الشخصية المقرر تكريمها فى الختام؟
- يحضر إلى القاهرة الإثنين النجم البريطانى ريف فاينز،
وسيتم تكريمه الثلاثاء على خشبة المسرح، وسيعرض له فيلمه الأخير «الغراب
الأبيض»، الذى قام بإخراجه، وشارك أيضا فى بطولته، وفى الافتتاح تم تكريم
البريطانى بيتر جريناواى وكذلك كرم المخرج الروسى الكبير بافيل لونجين.
■ كثيرون انتقدوا حفل الافتتاح وقالوا إنه لا يليق
بالمهرجان فى دورته الـ 40؟
- مشاركة الفنانين والسينمائيين المصريين فى تكريم وتقديم
جوائز لممثلين أو صناع سينما أجانب لفتة كريمة من حفظى، من ليلى علوى أو
لبلبة، وماجد الكدوانى وشريف منير، وسيكون كذلك فى الختام سيسلم الجوائز
عدد من الفنانين، وكانت رؤية مخرج الحفل هشام فتحى.
■ وهل كنت تعلم بتكريمك؟
- علمت بخبر تكريمى قبل الحفل بـ 72 ساعة فقط، وكانت مفاجأة
وفخور جدًا بكم الحب الذى شاهدته من كل الحضور على خشبة المسرح وداخل
المسرح، أن يتم تكريمى على رحلة عطاء وعمل متواصل لم أنتظر فيها التقدير
وأن يتم ذلك فى هذه المرحلة شىء مفرح بالتأكيد، وتعمدت فى كلمتى أن أشكر كل
من تعاون معى لأنه حقهم فكل منهم أدى دوره وساعدنى كثيرا.
■ الفنان سمير صبرى تكريمه جاء على الهواء مباشرة؟
- بصرف النظر إذا كان هو من طلب التكريم أو لا ليلة الحفل،
من الممكن أن يكون طلب ذلك، ولكن سمير صبرى هو مذيع أول حفل افتتاح
للمهرجان، وصاحب تاريخ طويل ويستحق، وبالتأكيد أن المسرح ليس مساحة
للارتجال وكان مخرج الحفل على دراية ويرتب لفعالياته.
■ وماذا عن ميزانية هذه الدورة؟
- الميزانية اقتربت من 40 مليون جنيه، 5 ملايين من وزارة
السياحة ووزارة الثقافة دعمت ميزانية المهرجان بـ 16 مليونا، والمهندس سميح
ساويرس 2 مليون ورجل الأعمال ياسين منصور 8 ملايين وغيرهم من الرعاة، وكل
ذلك جاء لصالح المهرجان بزيادة الأنشطة والضيوف، وبالتأكيد المهرجان يحتاج
مزيدا من الدعم من جانب الدولة لأن نفقاته متعددة يصدر نشرة يومية ويعتبر
منبرا ثقافيا تنويريا مهم جدًا.
■ تتفق أو تعترض على أن جزءا كبيرا من الميزانية تم إنفاقها
على عناصر الإبهار؟
- لست مسؤولا عن النواحى المالية، لكن خطوة شراء أجهزة
العرض
DCB
خطوة جيدة جدًا وأموال وضعت فى محلها، والإنفاق على الريد كاربت والتسويق
للمهرجان شىء مهم لا يجب أن نتجاهله بالتأكيد استهلك جزءا من الميزانية.
■ برنامج العروض لم يكن مكتملا وتم الإعلان عن أفلام قبل
انطلاق الدورة بأيام ما السبب؟
- تلك سمة المهرجانات الكبرى فى كان وبرلين يحدث ذلك، يعلن
عن الجانب الرئيسى لأفلام المسابقة وغيرها ويمنح نفسه الوقت ليعلن عن 4 أو
5 أفلام قبل الافتتاح، وينتظر جاهزية بعض الأفلام أملا فى انتهائها، وفى
القاهرة السينمائى كنا مترددين على مشاركة أكثر من فيلم للمسابقة حتى
استقررنا على إضافة فيلمين هما مامانج للمخرج الفلبينى دينيس أوهارا،
و«البجعة الكريستالية» للمخرجة البيلا روسية داريا زوك.
■ لماذا غابت السينما العربية عن المسابقة الدولية؟
- حاولنا ترشيح فيلم عربى ضمن المسابقة يعرض لأول مرة فى
الشرق الأوسط، وبسبب مهرجان قرطاج كانت الأولوية لعرض أفلامه التونسية،
وخلال أيام ينطلق مهرجان مراكش، وبالتأكيد يولى اهتماما للأفلام المغربية،
وبالتالى هناك تنافس كبير على الأفلام العربية وفى نفس الوقت عددها قليل
جدًا، وتم الاكتفاء بالفيلم المصرى ليل خارجى، وهذا ليس تعبيرا عن ضعف
الفيلم العربى.
■ ماذا عن دور الرقابة على المصنفات الفنية فى المهرجان؟
- الرقابة شاهدت 160 فيلما شاركوا فى الدورة، واعترضت على
بعض الأفلام، وطالبت باستبعادها ووصلنا معهم لاتفاق على عرضها مرة واحدة أو
اتنين، ووافق د. خالد عبدالجليل رئيس الرقابة على ذلك، لكن كان هناك أفلام
ضمن المسابقة الدولية وعرضها مرتين أمر صعب جدًا فوافق على عرضها شرط أن
يقتصر على دار الأوبرا وليس خارجها.
■ وكم عدد الأفلام التى تم رفضها؟
- فيلم واحد فقط، وتم الاتفاق على إقامة عرض واحد له فقط،
واعترضت على 6 أفلام كذلك، وتقدمت بطلب لعرضها مرتين، لأنها ضمن المسابقة
وضيوفها متواجدين.
■ وماذا عن سبب الرفض الرقابى؟
- الإفراط فى المشاهد الجريئة.
■ بعض النقاد اعترضوا على عرض الفيلم اللبنانى غداء العيد
لأنه إنتاج 2017؟
- 90% من الأفلام المعروضة فى المهرجان إنتاج 2018، والباقى
إنتاج أواخر 2017 وتم اختيارها وفق اللائحة التى تنص على ذلك.
■ عودة الجوائز المالية للمهرجان كيف تراها؟
- هناك جائزة الجمهور وجائزة أفضل فيلم عربى فى الدورة،
ويجب أن يتم توفير ميزانية تسمح لتخصيص أحسن فيلم وأحسن إخراج لتشجيع
المنتجين لإرسال أفلامهم للمهرجان أملا فى حصول فيلمه على الجائزة ليعوض
جزءا من ميزانيته.
■ ما حقيقة الخلاف بين رئيس المركز الصحفى ونائب المدير
الفنى للمهرجان؟
- لكل منهما وظيفته المستقلة وليس بينها تداخل فى العمل
فلماذا يحدث خلاف، ومن المفترض أن يكون هناك مندوبين من المركز الصحفى
لتغطية فعاليات الدورة من ندوات أو حلقات نقاشية أو غيره، والملاحظ أن
الصحافة الورقية مهتمة بالتغطية ولديها أفكار جيدة، وقد يكون أحمد شوقى
شارك فى كتابة بعض البيانات لأنه شاهد تلك الأفلام ولم يشاهدها خالد محمود
وليس مطلوب منه أن يكتب عما لم يشاهده وكذلك راجع الكتالوج كاملا كلمة
كلمة.
■ ما سبب اعتمادك على أحمد شوقى نائبا على مدار السنوات
الماضية؟
- لأنه نشط جدًا ومحب للسينما والسفر والاطلاع على التطور
فى الصناعة بمعظم البلاد، يذكرنى بفترة شبابى فى عشقه للسينما، وسعيد جدا
بالتعاون معه، ويرشح أفلاما جيدة ويكتسب خبرة من عام لآخر.
■ شركة العلاقات العامة والتوزيع التى يتعاون معها المهرجان
ما السر وراء كثرة أفلامها بالدورة الحالية؟
- هى شركة نشاطها الترويج للسينما والتوزيع للأفلام
ومتعاونة إلى حد كبير مع كل المهرجانات وليس القاهرة فقط، ورئيسها علاء
كركوتى لديه أفكار مميزة لندوات وفعاليات يمدنا بها وليس هناك أى مصلحة
شخصية له لأنه يهدى أفلامه للمهرجان مجانا وبدون مقابل مادى.
■ ما تقييمك الشخصى لمحمد حفظى من واقع خبرتك لسنوات طويلة
فى المهرجان؟
- حفظى نجح إلى حد كبير أن يكون صاحب بصمة وأطلب من وزارة
الثقافة أن تمنحة مزيدا من الثقة لأنه جاء قبل انطلاق المهرجان بشهور قليلة
ولم يكن يعلم عن المهرجان أى شىء ونجح فى أن يخرج به إلى بر الأمان وبصورة
جيدة. |